شبكــة أنصــار آل محمــد

شبكــة أنصــار آل محمــد (https://ansaaar.com/index.php)
-   بيت الأسـرة السعيــدة (https://ansaaar.com/forumdisplay.php?f=11)
-   -   انتبهوا لأولادكم (https://ansaaar.com/showthread.php?t=33147)

تألق 19-01-14 09:44 PM

انتبهوا لأولادكم
 
انتبهوا لأولادكم



أخبرني أبنائي أن في مدرستهم الابتدائية ولدًا مخرِّبًا يقوم بالأعمال المفسدة عن قصد؛ فيفك بعض البراغي التي تُثَبِّت اللُّوَح (السبورة) ويُعَرِّضه لخطر السقوط (على قدم الأستاذ، أو على رأس أحد التلاميذ)، ثم يوزع البراغي على رفاقه، ويحفر هو وإياهم بها مقاعد الدرس فيشوه شكلها ويُخَرِّب خشبها، ويُغَافِل المشرف فيدخل غرفته، ويمزق الأوراق المهمة والدفاتر، ويرش ماء الشرب في أنحاء المدرسة، ويبلل كل ما يصادفه من جماد وإنسان، فيهدر الماء العذب، ويُعَرِّض التلاميذ الصغار لخطر الانزلاق، ويفسد الكتب، وهكذا يتفنن ويتفاخر في أساليب الإفساد.

واهتم أولادي بِتَتَبُّع أخباره، ومتابعة مغامراته حتى خشيت أن يَحْذوا حذوه، وقد بدت بوادر ذلك على أحدهم، فصرت أُلْقي عليهم المواعظ في وجوب المحافظة على الأشياء، وحذَّرْتهم من التعدي على ممتلكات المدرسة، وبيَّنْت لهم أنها عارِيَّة بين أيديهم ينتفعون منها، ثم ستكون لتلاميذَ آخرين ويجب أن تصلهم سليمة نظيفة، وحاولت إيقاظَ الحِسِّ الجمالي في نفوسهم فأوضحت لهم أن التخريب يُشَوِّه الأشياء، ويُذْهِبُ رَوْنَقها، وما يظنه التلميذ تخريبًا بسيطًا لا قيمة له يسارع في فساد الأشياء، ويُضْطر المدرسة لشراء غيرها، فتخسر مالاً، وتتلوث البيئة من تلك المخلفات، وحَكَيْت لهم قصصًا واقعية عن أطفال بدؤوا حياتهم بالتخريب الصغير، ولم يجدوا من ينهاهم فَكَبِروا وكَبِر الشَّرُّ في نفوسهم، فوصل تخريبهم إلى الممتلكات المهمة، وكانوا من المفسدين في الأرض، والإفساد في الأرض من الكبائر.

وعندما فهم أولادي الدرس قلت لهم: "انصحوه، ولعله يستجيب لكم وينصلح"، فلما كلموه دُهِشوا من جوابه، وحاروا فيما يردون، إذ قال لهم: "إن التخريب مُمتِع، وأنا أُسَرُّ بهذا العمل، وأُرَوِّح به عن نفسي، وعملي لن يضر؛ فحفر الطاولات لا يؤثر على صلاحيتها للكتابة، وتمزيق الأوراق ليس ذا بال؛ فالمدرسة لديها فائض منها، والماء الذي أرشه سرعان ما يجف لشدة الحرارة، وكل ما أفعله يُسَلِّيني، وما دمت أتمتع بوقتي، فعملي مشروع، وليس فيه بأس"!

واستمر الحال على ما هو عليه، وعلِمَت المدرسة بأمره، وأرسَلَت إلى والده، وأخبرته بأفعال ابنه لينهاه عن سلوكه الْمَشِين، ويُعَلِّمه الخُلُق الإسلامي القويم، ويَحُثه على التحضُّر والرقي، فوجدت والده غافلاً لا يدري شيئًا عما يفعله ولا يتابعه، فتأملوا كيف ينشأ جيل اليوم! ولما أعلموه سأله بلا مبالاة: "هل تفعل ذلك؟"، فأنكر الولد وقال: إن التلاميذ يفترون عليه ليتهموه بأفعالهم، وهو بريء منها كلها!؟ فأحسن الأب الظن بابنه وصدَّقه، وساءني أن الأب - حين أكدوا له الخبر وتيقن من كذب ولده، ومن أنه ما زال مستمرًّا في التخريب - لم يفعل شيئًا، بل اكتفى بأن قال له بلا اكتراث: "لا تفعل ذلك مرة أخرى"، وانتهت القضية عند الأب ههنا، وهكذا يُربَّى الأبناءُ في هذا القرن! فهل تكفي هذه الكلمات القليلة العابرة لإصلاح ولد عَشِقَ التخريب وامتهنه؟

لقد سكت الأب عن مخالفتين كبيرتين: "الكذب"، و"التخريب". وكلتاهما خصلتان سيئتان لا ينبغي السكوت عنهما، فماذا ينتظر هذا المربي ليربي ويوجه ولده؟ ومتى سيُعَلِّم ابنه التهذيب، وقد تجاوز العاشرة من عمره؟ وإذا لم يؤدِّبْه على إثم كهذا، فعلام سيلومه؟ وعلى أي أمر سيعاقبه؟

إن هذا السلوك وأمثاله لا ينبغي السكوت عنه؛ لأنه مخالف لصميم تعاليم الإسلام، ومخالف للفطرة وللذوق وللآداب الاجتماعية، فهو يحتاج لوقفة حاسمة من الأهل، ولعقاب رادع موجع إن احتاج الأمر، ولو أن الوالدَيْن تابعوا أبناءهم من الصِّغَر في كل أمر، وأصلحوا السلوك الفاسد، وشجعوا العمل الجيد، لَمَا وصل حال الأمة لِمَا وصل إليه اليوم.

فانتبهوا أيها الآباء وأيتها الأمهات لسلوك أبنائكم، ولا تَغْفُلوا عنهم، فهذا واجبكم، وهذه هي التربية، وهذا المطلوب منكم، وإلا فماذا تظنون التربية؟ إنها المتابعة والمراقبة والتوجيه والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإصلاح العيوب وتقويم الأخطاء، والتربية الواعية تقتضي ألاَّ تغتروا بهدوء الأولاد في البيت، ولا بانصياعهم للأوامر؛ لأن منهم من يفعل ذلك خوفًا من عقابكم، أو طمعًا في ثوابكم، أو مجاراة لكم، فإن خرج إلى رفاقه انطلق من القيد، وأفسد وخرب، وأظهر ما يخالف المروءة والخُلق الكريم، وأساء لكم ولصورتكم أمام الناس، فراقبوا أولادكم، واسألوا عنهم الْمُدَرسين، واعرفوا أخبارهم من طَرْف خفي من رفاقهم وأقربائهم وأقرانهم، وأصلِحوا أخطاءهم قبل أن تَشْتَدَّ وتتفاقم ويستحيل علاجها.




عابدة المؤيد العظم

رابط الموضوع:
http://www.alukah.net/Sharia/0/65422/#ixzz2qrqRx6dD

ALSHAMIKH 20-01-14 03:54 PM

http://forum.ylaa.com/uploaded/140069_1326247432.gif

عقيدتي نجاتي 21-01-14 01:30 AM

بارك الله فيكِ على الموضوع الطيب وأحسن إليكِ

دآنـة وصآل 21-01-14 05:04 AM

الله يهدي بعض الأمهآت والأبآء في هالزمن
أنآ حصل هذآ الشيء أمآمي ، فقد الأم وبخت إبنهآ بلفظ غير لآئق فرد إبنهآ عليهآ بنفس اللفظ
فتألمت حقيقة لم شآهدت هذآ الشيء ، وإن أنكرتِ قآلوآ نحن في وقت غضب !
طيب خل نحسب ألف حسآب في فترة الغضب وأن نختآر توبيخ خآلي من الكلمآت الغير لآئقة
بصرآحة / إن وجدتُ طفلاً يتلفظ بلفظ غير لآئق أو بإسم من اسمآء الحيوآنآت ،، سرعآن مآ أعرف تربية أهله وعلى مآذآ ربوه ..!
وأيضاً : حكى لي طفلاً وأيضاً طفلة أن مسلسل يظهر عَ تلفزيون ( ذكروآ لي تلك القنآة الفآسدة )
وبدأوآ يعطوني قصة تلك المسلسل ، فأنكرت لهم بشكل ينآسب علقيتهم كونهم أطفآل ، فقآلوآ : نحن مآنحب المسلسلآت،بس أمي وأبوي يحطون عليه ..!
فً استغربت حقيقة ! كيف ينشأ تلك الأطفآل وكيف ستكون تربيتهم ؟!
ولنذكرهم بقول رسولنآ محمد صلى الله عليه وسلم : ( كل رآع مسؤول عن رعيته ) .
ومن شب على شيء شآب عليه
أسأل الله أن بعض الأمهآت والآبآء الذين ابتلوآ بتلك وأن يقذف في قلوبهم
الهدآية والإيمآن .. اللهم آمين


؛
موضوع جداً جداً رآئع
؛
بآرك الله فيك أختي الغآلية تألق ونفع بك الأمة
ننتظر موآضيعك الرآئعة والمميزة

جارة المصطفى 23-01-14 02:27 AM

جزاك الله خيرا وبارك فيك

أم ندى 19-02-14 10:46 AM


موضوع رآئع ومهم جداً للطرح
أشكرك أختي من كل قلبي
وأسأل الله الهدآية لنآ جميعآ
والصلاح والتوفيق لكل خير لجميع ابناء وبنات المسلمين

بوركت جهوودك يا غالية
وجزاك الله خير الجزآآء

مبدعـة 17-03-14 08:11 PM

جزاك الله خير ع التنبيه
وعندك حق لازم اولادنا يكونوا تحت عيوننا 24 ساعة
ونراقبهم باستمرار من غير كبت وياخدوا مساحة حرية في تصرفاتهم
وتكون برضوا تحت الرقابة
http://www.freeuploadsite.com/uploads/13936995181.gif




الساعة الآن 12:53 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant