شبكــة أنصــار آل محمــد

شبكــة أنصــار آل محمــد (https://ansaaar.com/index.php)
-   بيت موسوعة طالب العلم (https://ansaaar.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   حصرياً : دراسة في حديث طلع البدر علينا (https://ansaaar.com/showthread.php?t=37078)

الشـــامـــــخ 19-04-18 04:34 AM

حصرياً : دراسة في حديث طلع البدر علينا
 
حصري لدى شبكة أنصار آل محمدصلى الله عليه وسلم
دراسة في حديث ( طلع البدر علينا )
دراسة حديثية للخبر والنشيد
د. أنيس بن أحمد بن طاهر الأندنوسي
عضو هيئة التدريس بكلية الحديث بالجامعة الإسلامية



إن الكتابة في تفصيلات السيرة النبوية العطرة الزكية من أعظم ما يتقرب به إلى الله تبارك وتعالى ؛ وذلك لأنه انشغال بسيرة المصطفى والرسول المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم ، الذي أمر الله بطاعته ، ونهى عن مخالفته
فقال تبارك وتعالى : { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول } (1) ، وقال سبحانه : { فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم } (2)
أرسله الله تعالى رحمة للعالمين ، وأسوة للمؤمنين ، وحجة على الخلق أجمعين .

هذا ؛ وإن التحقيق الحديثي النقدي لوقائع السيرة النبوية من ضروريات البحث العلمي الذي يجرد الحقائق مما يشوبها ، ويعطي الصورة الصحيحة لسيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
بعيدًا عن الأساطير والخرافات ، والمنكرات والواهيات ، وهو بناء أصيل ، وتقعيد مؤيد بما يثبت من الدليل لمريدي الشرح والاستنباط والتأويل من العلماء وطلاب العلم وغيرهم من معين السيرة الثر الذي لا ينضب .

إن تمحيص الروايات وروايات السيرة على وجه الخصوص خدمة للسنة ، وخدمة للباحثين ؛ لا سيما غير المتخصصين في الحديث منهم ؛ لأنه يقرب إليهم الدليل الثابت ، مجردًا عن العواطف العواصف العجلة غير المنضبطة
والأهواء الزائغة الزائفة التي لا تستند إلى دليل ثابت ؛ لتستبين الحجة ، وتتضح المحجة ، ويكون طالب العلم على دراية بما صحت نسبته وإضافته لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - من سيرته وأخباره
وعلى معرفة بما لم يثبت من ذلك مما تسوقه بعض كتب المغازي والسير ، كما قال العراقي في ألفيته في السيرة :

وليعلم الطالب أن السيرا ... تجمع ما صح وما قد أنكرا(3)
ومن أبرز وقائع السيرة النبوية : هجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من مكة إلى المدينة .
ومن الروايات المشهورة جدًا فيها قصة استقبال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنشيد : ( طلع البدر علينا ) ؛ فقد اشتهرت وانتشرت بين الناس من غير نظر في الدليل ، ولا تأمل في الثبوت !!
ولذلك رأيت جمع ما يمكن جمعه من كلمات ذكرت فيها ؛ لأبين ثبوتها أو عدم ثبوتها ، لعل في ذلك نفعًا للقارئ الكريم ، حتى يحتاط فيها وفي غيرها
من عدم الجزم بنسبة شيء لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى يتبين ثبوته ، فعن سلمة بن الأكوع - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( مَنْ يَقُلْ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّار ))(4) .

نص الحديث :
عن عبيد الله بن محمد ابن عائشة بنت طلحة قال : (( لما قدم عليه السلام المدينة جعل النساء والصبيان يقلن :

طلع البدر علينا ... من ثنيات الوداع ** وجب الشكر علينا ... ما دعا لله داع
سند الحديث :
روى البيهقي الحديث فقال : أخبرنا أبو عمرو الأديب ، قال : أخبرنا أبو بكر الإسماعيلي قال : سمعت أبا خليفة يقول : سمعت ابن عائشة يقول : لما قدم عليه السلام المدينة ... الحديث بمثل اللفظ السابق(5) .
وقال أيضًا : أخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أخبرنا أبو عمرو بن مطر ، سمعت أبا خليفة يقول : سمعت ابن عائشة يقول : لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ جعل النساء والصبيان والولائد(6) يقلن :

طلع البدر علينا ... من ثنيات الوداع ** وجب الشكر علينا ... ما دعا لله داع

قال البيهقي : وهذا يذكره علماؤنا عند مقدمه المدينة من مكة ، لا أنه لما قدم المدينة من ثنيات الوداع عند مقدمه من تبوك ، والله أعلم(7) .
تخريج الحديث :
الحديث رواه أبو سعيد النيسابوري في ( شرف المصطفى ) ، والخِلَعي في ( فوائده )(8) ، وأبو بكر المقرئ في ( الشمائل )(9) ، والحلواني أبو علي الخلال نزيل مكة(10) .
وذكره رزين(11) ، والسبكي في ( الحلبيات )(12) ، كلهم من طريق ابن عائشة به نحوه .
الحكم على سنده :
قال المحب الطبري رحمه الله تعالى : (( أخرجه الحلواني أبو علي الخلال - نزيل مكة - وهو ثقة حافظ على شرط الشيخين ))(13) .
واستدرك عليه الزرقاني رحمه الله تعالى فقال : (( الشيخان لم يخرجا لابن عائشة ، فلا يكون على شرطهما ولو صح الإسناد إليه ))(14) .
وقال الحافظ العراقي في شرح الترمذي : (( كلام ابن عائشة معضل لا تقوم به حجة ))(15) .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى : (( سند منقطع ))(16) .
قلت : إسناده (( معضل )) كما ذكره الحافظ العراقي ؛ سقط منه عدد من الرواة ؛ فابن عائشة هذا اسمه : عبيد الله بن محمد بن حفص بن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر التيمي ، مات سنة ثمان وعشرين ومائتين .
روى له أبو داود ، والترمذي ، والنسائي(17) .
وهو من ذرية عائشة بنت طلحة(18) ، ولذلك قيل له ( ابن عائشة )(19) .
وهو رحمه الله تعالى ( ثقة ) ، من كبار الطبقة العاشرة ، وأهل هذه الطبقة وصفهم الحافظ ابن حجر بأنهم كبار الآخذين عن تبع الأتباع ، ممن لم يلق التابعين ؛ كأحمد بن حنبل(20) .
فبين ابن عائشة وبين رسول الله صلى الله عليه وآله مفاوز .
وقال شيخنا الألباني رحمه الله تعالى : (( ضعيف )) ، وعزاه للخِلَعي برقم المجلدة والورقة ، وللبيهقي أيضًا ، ثم قال :
(( عن الفضل بن الحباب قال : سمعت عبد الله(21) بن محمد بن عائشة يقول ... فذكره . وهذا إسناد ضعيف ، رجاله ثقات ، لكنه معضل ؛ سقط من إسناده ثلاثة رواة فأكثر
فابن عائشة هذا من شيوخ أحمد ، وقد أرسله ، وبذلك أعله الحافظ العراقي في تخريج الإحياء ))(22) .

وقال شيخنا أكرم العمري حفظه الله : (( أما تلك الروايات التي تفيد استقباله بنشيد ( طلع البدر علينا من ثنيات الوداع ) فلم ترد بها رواية صحيحة ))(23) .
ومع ضعف سند الحديث ، نجد كثيرًا من الأئمة يذكرونه ولا ينكرونه ؛ منهم : ابن حبان ، وابن عبد البر ، وابن القيم ، وابن كثير ، والسمهودي ، والصالحي ، والمراغي ، وغيرهم(24) .
وقد وقفت على عزو غريب للمراغي رحمه الله تعالى ؛ حيث عزى الحديث لأنس بن مالك - رضي الله عنه - بلفظ :
(( صعدت ذوات الخدور على الأجاجير(25) - يعني عند قدوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقلن ... فذكر الأبيات والحديث ))(26) .

هذا ما يتعلق بسند الحديث والحكم عليه ، وأما متنه ؛ فقد أنكرت ألفاظ في متنه من وجوه ، ذكرها محمد محمد حسن شراب في كتابه المفيد : ( المعالم الأثيرة )(27) ، وخلاصة ما ذكره ما يلي :
1 - في النشيد رقة وليونة لا تناسب أساليب القول في الزمن المنسوب النشيد إليه ، وربما يكون من أشعار القرن الثالث الهجري .
2 - جاء النشيد على وزن بحر ( الرمل ) ، وكان يغلب على الأناشيد المرتجلة ( الرجز ) .
3 - مما يروى من أبيات النشيد :
جئت شرفت المدينة ... مرحبًا يا خير داع

كيف يقول أهل المدينة ( شرفت المدينة ) ، وإنما سميت المدينة بعد مقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليها ، واسمها المعروف لديهم ( يثرب ) .
وسيأتي ذكر نقد الأنصاري رحمه الله تعالى لبعض ألفاظ النشيد الأخرى .
ألفاظ الحديث التي روي ونقل بها :
اختلفت نقول العلماء لألفاظ النشيد ، وجميعهم لم يذكروا أسانيد يمكن معرفة ثبوت اللفظ من عدم ثبوته من خلالها .

وأبدأ بلفظ يروى عن ابن حبان رحمه الله تعالى ؛ لكونه مسندًا عن بريدة بن الحصيب - رضي الله عنه - ، قال : (( رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من بعض مغازيه ، فجاءت جارية سوداء فقالت :
يا رسول الله ؛ إني نذرت إن ردك الله سالمًا أن أضرب على رأسك بالدف . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( إن نذرت فافعلي ، وإلا فلا )) ، قالت : إني كنت نذرت ؟

فقعد رسول لله - صلى الله عليه وسلم - ، وضربت بالدف ، وقالت :

أشرق البدر علينا ... من ثنيات الوداع ** وجب الشكر علينا ... ما دعا لله داع(28)

وإسناده رجاله ثقات ، وهو متصل ، والحديث ( صحيح ) بدون ذكر النشيد ؛ فهو ملحق به ، ولا وجود له في صحيح ابن حبان(29)
وهو مدخول على كتاب موارد الظمآن كما ذكر ذلك محمد عبد الرزاق حمزة رحمه الله تعالى(30) محقق الكتاب ، فقال : (( ما بعد هذا(31) من الهامش ، وبخط يخالف خط الأصل )) .

وكذلك رجح الألباني إقحامه في الحديث(32) .
وذكر الغزالي رحمه الله تعالى الحديث بزيادة ذكر ( الدف ) و ( الألحان )(33) .
ورد العراقي رحمه الله تعالى عليه فقال : (( البيهقي في دلائل النبوة من حديث [ ابن عائشة ] معضلاً ، وليس فيه ذكر للدف والألحان ))(34) .
ونقل عبد الرزاق المناوي رحمه الله تعالى النشيد بلفظ :
أقبل البدر علينا ... من ثنيات الوداع ** وجب الشكر علينا ... ما دعا لله داع(35)

قال الصالحي رحمه الله تعالى : وزاد ( رزين ) :

أيها المبعوث فينا ... جئت بالأمر المطاع(36)

وقال عبد القدوس الأنصاري رحمه الله تعالى : ومن الطرائف ما ذكره صاحب ( مرآة الحرمين ) من أن ذوات الخدور أنشدن عند قدوم النبي - صلى الله عليه وسلم - هذين البيتين :

أشرق البدر علينا ... واختفت منه البدور ** مثل حسنك ما رأينا ... قط يا وجه السرور

فهل خفي على إبراهيم باشا رفعت ما يحمله هذان البيتان من أثقال الركاكة العامية ، فنسبها إلى عصر كانت تفيض فيه البلاغة الشعرية على ألسنة العرب بالسليقة ؟ أم أنه أوردهما اعتمادًا على رواية ملفقة لا أصل لها؟!
اللهم لا ندري أي ذلك كان ؟! ولكننا ندري ونجزم أن البيتين المذكورين ليسا من شعر ذلك العهد الزاهر بتاتًا
))(37) .

ضبط التسمية بثنيات الوداع ومعناها :
الثنيات جمع ثنية ، والثنية في أصل اللغة : ما ارتفع من الأرض ، وقيل : هي الطريق في الجبل(38) .
والوداع : بفتح الواو(39) : اسم من التوديع(40) .
سبب التسمية :
قال الفيروزابادي رحمه الله تعالى :(( واختلف في تسميتها بذلك ؛ فقيل لأنها موضع وداع المسافرين من المدينة إلى مكة .
وقيل : لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - ودع بها بعض من خلف بالمدينة في آخر حياته .
وقيل : في بعض سراياه المبعوثة عنه .
وقيل : الوداع : اسم واد بالمدينة .
( والصحيح ) أنه اسم قديم جاهلي ، سمي لتوديع المسافرين . هكذا قال أهل السير والتاريخ ))(41) .
ومن ( المروي ) في ( أسباب ) تسميتها ما يلي :
1 - عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال : خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى غزوة تبوك ، حتى إذا كنا عند العقبة مما يلي الشام ، جاء نسوة كنا تمتعنا بهن يطفن برحالنا
فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرنا ذلك له ، فغضب وقام خطيبًا ، وأثنى على الله ، ونهى عن المتعة ، فتوادعنا يومئذ ، فسميت ثنية الوداع .

رواه الحازمي(42) من طريق عباد بن كثير ، حدثني عبد الله بن محمد بن عقيل ، سمعت جابر بن عبد الله به .
والإسناد (( ضعيف جدًا )) ؛ عباد بن كثير (( متروك ))(43) .
2 - وعنه - رضي الله عنه - قال : إنما سميت ( ثنية الوداع ) لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اقبل من خيبر ومعه المسلمون قد نكحوا النساء نكاح المتعة
فلما كان بالمدينة قال لهم :(( دعوا ما في أيديكم من نساء المتعة )) ، فأرسلوهن ، فسميت ثنية الوداع .

رواه ابن شبه(44) فقال : قال أبو غسان ، وأخبرني عبد العزيز بن عمران ، عن أيوب بن سيار ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن جابر بن عبد الله به .
وهذا (( إسناد ضعيف جدًا )) ؛ فيه (( عبد العزيز بن عمران )) و (( أيوب بن سيار )) ، وهما ( متروكان )(45) ، والحديث (( ضعيف جدًا )) .
3 - وعنه - رضي الله عنه - قال : خرجنا ومعنا النساء اللاتي استمتعنا بهن ، حتى أتينا ( ثنية الركاب ) ، فقلنا : يا رسول الله ؛ هؤلاء النسوة اللاتي استمتعنا بهن ؟؟
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( هن حرام إلى يوم القيامة )) .
فودعننا عند ذلك ، فسميت بذلك ثنية الوداع ، وما كانت قبل ذلك إلا ( ثنية الركاب ) .
رواه الطبراني(46) من طريق عمرو بن أبي سلمة ، قال : حدثنا صدقة بن عبد الله ، عن سعيد ، عن إسماعيل بن أمية ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله به .
وهذا سند (( ضعيف )) ، (( صدقة بن عبد الله )) (( ضعفه )) الأئمة : أحمد ، والبخاري ، والنسائي ، والدارقطني وغيرهم(47) . والحديث (( ضعيف )) .
4 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك ، فنزلنا ثنية الوداع ، فرأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مصابيح
ورأى نساء تبكين ، تمتع منهن ، فقال : (( حرّم )) ، أو قال : (( هدم المُتْعَةَ النكاحُ ، والطلاق ، والعدة ، والميراث )) .

رواه أبو يعلى(48) ، وابن حبان(49) ، والبيهقي(50) ، كلهم من طريق المؤمل بن إسماعيل ، عن عكرمة بن عمار ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة به .
وهذا إسناد (( ضعيف )) ؛ لأن المؤمل بن إسماعيل : (( صدوق سيء الحفظ ))(51) ، وعكرمة (( صدوق ، يغلط ))(52) .
قال الهيثمي : (( رواه أبو يعلى ، وفيه مؤمل بن إسماعيل ، وثقه ابن معين وابن حبان ، وضعفه البخاري وغيره ، وبقية رجاله رجال الصحيح ))(53) . فالحديث (( ضعيف )) .
5 - وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال : كان لا يدخل المدينة أحد إلا عن طريق واحد ؛ من ثنية الوداع ، فإن لم يعشر(54)
ويقال للحمار الشديد الصوت المتتابع النهيق معشر ؛ لأنه إذا نهق لم يكف حتى يبلغ عشرًا .
بها مات قبل أن يخرج منها ، فإذا وقف على الثنية قيل : قد وَدَّع ، فسميت ثنية الوداع ، حتى قدم عروة بن الورد العبسي ، فقيل له : عشر بها ، فلم يعشر ، ثم أنشأ يقول :
لعمري لئن عشرت من خشية الردى ... نهاق حمير إنني لجزوع
ثم دخل فقال : يا معشر اليهود ؛ ما لكم وللتعشير .
قالوا : إنه لا يدخلها أحد من غير أهلها فلم يعشر بها إلا مات ، ولا يدخلها أحد من غير ( ثنية الوداع ) إلا قتله الهزال ، فلما ترك عروة التعشير تركه الناس ، ودخلوا من كل ناحية .
رواه ابن شبه(55) فقال : قال أبو غسان ، حدثني عبد العزيز بن عمران ، عن عامر ، عن جابر به .
الإسناد (( ضعيف جدًا )) ، والحديث كذلك ؛ لما تقدم من كلام في (( عبد العزيز بن عمران )) ، وأنه (( متروك )) .
ومما يدل على (( ضعف )) بعض الأحاديث المروية في أسباب التسمية بغير ما مر من ضعف أسانيدها : ( نكارة ) ألفاظ بعضها ؛ حيث روي حديث جابر الأول
وحديث أبي هريرة الرابع بذكر النهي عن المتعة عام غزوة تبوك ، وهذا (( منكر )) ؛ لأن تحريم نكاح المتعة كان عام خيبر ، كما روى ذلك البخاري(56) ، ومسلم(57) ، كلاهما من طريق الزهري
عن الحسن بن محمد بن علي ، وأخيه عبد الله ، عن أبيهما ، عن علي - رضي الله عنه - قال : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن متعة النساء يوم خيبر ، واللفظ لمسلم .

ذهب بعض العلماء ؛ منهم الداودي(58) ، والقاضي عياض(59) إلى أنها من جهة مكة .
وذهب آخرون - ومنهم أهل المدينة - إلى أنها من جهة الشام .
ومن أظهر أدلة الفريق الأول : قصة الاستقبال بنشيد ( طلع البدر علينا ) ، وقد تقدم ما فيها من العلل .
ومن أظهر أدلة الفريق الثاني : ما رواه البخاري(60) من طريق سفيان ، عن الزهري ، عن السائب بن يزيد - رضي الله عنه - قال :
أذكر أني خرجت مع الغلمان إلى ثنية الوداع نتلقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع الصبيان مقدمه من غزوة تبوك .

وعمد ابن القيم رحمه الله تعالى إلى ( توهيم ) من يقول : إن ثنية الوداع من جهة مكة فقال : (( وبعض الرواة يهم في هذا ويقول : إنما كان ذلك عند مقدمه إلى المدينة من مكة وهو وهم ظاهر
لأن ثنيات الوداع إنما هي من ناحية الشام ، لا يراها القادم من مكة إلى المدينة ، ولا يمر بها إلا إذا توجه إلى الشام
))(61) .

ونقل عنه ابن حجر رحمه الله تعالى نقلا يخالف هذا ؛ فالله أعلم برأيه الذي استقر عليه !(62) .
( وجمع ) الفيروزابادي رحمه الله تعالى بين القولين فقال : (( كلتا الثنيتين تسمى ثنيات الوداع ))(63) .
( ونصر ) هذا الرأي جمع من المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين ، منهم : ابن حجر ، والعباسي ، وعبد القدوس الأنصاري رحمهم الله تعالى أجمعين(64) .
قال الأنصاري : (( وكما أن أهل المدينة كانوا يودعون المسافر منها إلى ناحية الشام من الثنية التي هي بطريق الشام ، فكذلك لهم أن يودعوا المسافر إلى جهة مكة من الثنية الواقعة بطريق مكة
ويحق لكل من الثنيتين بهذا النظر أن تسمى ثنية الوداع ؛ لقيام معنى الثنية ، الذي هو الطريق في الجبل ، والوداع بكل منهما ، ولاشتراكهما فيه ، فكلتاهما مركز لتوديع المسافرين
))(65) .

وهاهنا رأي للسمهودي رحمه الله تعالى توفيقي ، يلزم منه إثبات الثنية جهة الشام ، مع إثبات أن قدوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان من جهة الجنوب - وهو الجادة - قال :
(( إن ذلك لا يمنع من كونه في الهجرة عند القدوم من قباء ؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - ركب ناقته ، وأرخى لها زمامها ، وقال : (( دعوها فإنها مأمورة )) ، ومر بدور الأنصار ... حتى مر ببني ساعدة(66)
ودارهم في شامي المدينة ، قرب ثنية الوداع ، فلم يدخل باطن المدينة إلا من تلك الناحية ، حتى أتى منزله بها
))(67) .

وعلى خلافه رأي للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى - على القول بأن ثنية الوداع من جهة مكة - حيث قال :
(( لا يمنع كونها من جهة الحجاز أن يكون خروج المسافر إلى الشام من جهتها ، وهذا واضح ، كما في دخول مكة من ثنية ، والخروج منها من أخرى ، وينتهي كلاهما إلى طريق واحدة ))(68) .

على القول بأنها من جهة الشمال ، تقع الثنية اليوم في قلب عمران المدينة ، في أول طريق أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - ( سلطانة ) ، عن يمينه وأنت خارج من نفق المناخة ، قريبًا من طرفها الشمالي
وقد أزيلت مع فتح النفق المذكور ، ويكون على يسارك اليوم جبل سلع ، وإلى يمينك بداية طريق العيون المؤدي إلى جبل الراية(69) .

وعلى القول بأنها في جنوب المدينة ، وصفت بأنها تشرف على وادي العقيق ، وينزل منها إلى بئر عروة ، جنوب غرب المدينة ، وتحيط بها الحرة من كل جانب(70) .
وموقع بئر عروة المذكور آنفًا اليوم على يسار الذاهب في طريق مكة القديم ( عمر بن الخطاب ) بعد تقاطعه مع الطريق الدائري الثاني مباشرة ، يوجد مسجد حديث يسمى مسجد عروة
خلفه بقايا المسجد القديم ، وبجانبه قصر عروة ، وأمامه البئر(71) .

تنبيه : ذكر ابن منظور أن ( الوداع ) واد بمكة ، و ( ثنية الوداع ) منسوبة إليه .
ولما دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة يوم الفتح استقبله إماء مكة يصفقن ويقلن :
طلع البدر علينا ... من ثنيات الوداع ** وجب الشكر علينا ... ما دعا لله داع(72)
وهو غريب ومنكر ، لم أقف على مستند له ، ولا على موافق .
إن نفوسًا آمنت بالله تبارك وتعالى بوجوده ووحدانيته ، وآمنت برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم برسالته وصدقه وأمانته ؛ فرضيت بالله ربًا ، وبالإسلام دينًا ، وبمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نبيًا ورسولاً
كيف سيكون استقبالها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وكم سيكون قدر شوقها حين تتلقاه ، فلك أن تفكر بعمق إيماني وعقلي وعاطفي ، فتراه شيئًا كبيرًا ، قد يعجز القلم عن وصفه
وينعقد اللسان عن التعبير عنه بما يليق بتلك المكانة العظيمة ، بذلك الشخص الكريم ، وبتلك المناسبة المهيبة ، وبتلكم الطلعة النبوية البهية .

(( فرح أهل المدينة بقدومه - صلى الله عليه وسلم - ، وأشرقت المدينة بحلوله فيها ، وسرى السرور إلى القلوب ))(73) .
وفيما يلي أهم روايات ذلك الحدث الكبير مما وقفت عليه ، مما لعله يقرب شيئًا من وصف استقبال الأنصار - رضي الله عنهم - لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للقارئ الكريم .
1 - عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - قال : قدمنا المدينة ليلاً ، فتنازعوا أيهم ينزل عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : (( أنزل على بني النجار ؛ أخوال عبد المطلب أكرمهم بذلك ))
فصعد الرجال والنساء فوق البيوت ، وتفرق الغلمان والخدم في الطريق ينادون : يا محمد يا رسول الله ، يا محمد يا رسول الله )) .

رواه البخاري ومسلم(74) ، كلاهما من طريق إسرائيل ، عن أبي إسحاق قال : سمعت البراء بن عازب ، عن أبيه ، عن أبي بكر به . واللفظ لمسلم .
2 - وعنه - رضي الله عنه - قال : مضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قدم المدينة ، وخرج الناس حتى دخلنا في الطريق ، وصاح الناس والخدم والغلمان :
جاء محمد ، جاء رسول الله ، الله أكبر ، جاء محمد ، جاء رسول الله ، فلما أصبح انطلق فنزل حيث أمر .

رواه الحاكم(75) ، وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه .
وأشار الذهبي في التلخيص إلى أنه في الصحيحين من طريق سعيد بن مسعود ، ثنا عبيد الله بن موسى ، أنبأ إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن البراء ، عن أبي بكر - رضي الله عنه - به .
ورجال الإسناد ثقات ، مخرج لهم في الكتب الستة ، والحديث (( صحيح لغيره )) .
3 - وعن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال : أول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن أم مكتوم ، وكانا يقرئان الناس ، فقدم بلال وسعد وعمار بن ياسر
ثم قدم عمر بن الخطاب في عشرين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ، ثم قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله - صلى الله عليه وسلم -
حتى جعل الإماء يقلن : قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فما قدم حتى قرأت { سبح اسم ربك الأعلى } في سور من المفصل .

رواه البخاري(76) ، وابن سعد(77) ، كلاهما من طريق شعبة ، عن أبي إسحاق قال : سمعت البراء به ، واللفظ للبخاري .
ولفظ ابن سعد : (( حتى سمعت النساء والصبيان والإماء يقولون : هذا رسول الله قد جاء ، قد جاء )) .
4 - وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : أقبل نبي الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة وهو مردف أبا بكر ، وأبو بكر شيخ يعرف ، ونبي الله - صلى الله عليه وسلم - شاب لا يعرف ... الحديث ، وفيه :
فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جانب الحرة ، ثم بعث إلى الأنصار ، فجاءوا إلى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فسلموا عليهما ، وقالوا :
اركبا آمنين مطاعين ، فركب نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر ، وحفوا دونهما بالسلاح ، فقيل في المدينة : جاء نبي الله ، جاء نبي الله ، فأشرفوا ينظرون ويقولون : جاء نبي الله ، جاء نبي الله ... الحديث مختصرًا .

رواه البخاري(78) من طريق عبد الوارث بن سعيد ، حدثنا عبد العزيز بن صهيب ، حدثنا أنس بن مالك به .
5 - وعنه - رضي الله عنه - قال : إني لأسعى في الغلمان يقولون : جاء محمد ، فأسعى ولا أرى شيئًا ، ثم يقولون : جاء محمد ، فأسعى ولا أرى شيئًا ، حتى جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وصاحبه أبو بكر الصديق ، فكمنا في بعض خراب(79) المدينة ، ثم بعثا رجالاً من أهل البادية يؤذن بهما الأنصار ، فاستقبلهما زهاء خمسمائة من الأنصار ، حتى انتهوا إليهما ، فقالت الأنصار :
انطلقا آمنين مطاعين ، فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصاحبه بين أظهرهم ، فخرج أهل المدينة ، حتى إن العواتق(80) لفوق البيوت يتراءينه يقلن : أيهم هو ؟ أيهم هو ؟ فما رأينا منظرًا شبيهًا به .

قال أنس : فلقد رأيته يوم دخل علينا ويوم قبض ، فلم أر يومين شبيهًا بهما .
رواه أحمد(81) ، وعبد بن حميد(82) من طريق هاشم بن القاسم ، ثنا سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن أنس به .
ورواه الحاكم(83) من طريق حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس به بنحوه مختصرًا .
وقال : صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه .
رجاله ثقات ، والحديث (( صحيح )) .
6 - وعنه - رضي الله عنه - قال : قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة ، فلما دخل المدينة جاءت الأنصار برجالها ونسائها ، فقالوا : إلينا يا رسول الله
فقال : (( دعوا الناقة فإنها مأمورة )) ، فبركت على باب أبي أيوب .

قال : فخرجت جوارٍ من بني النجار يضربن بالدفوف وهن يقلن :
نحن جوار من بني النجار ... يا حبذا محمد من جار
فخرج إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال :(( أتحبونني ؟ )) ، فقالوا : أي والله يا رسول الله . قال : (( أنا والله أحبكم ، وأنا والله أحبكم ، أنا والله أحبكم )) .
رواه ابن أبي الدنيا(84) ، من طريق محمد بن حميد الرازي ، قال : حدثنا سلمة بن الفضل ، قال : حدثني محمد بن إسحاق ، عن عوف الأعرابي ، عن ثمامة بن عبد الله بن أنس ، عن أنس بن مالك قال :
لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - استقبله جوار من بني النجار ... الحديث به نحوه .

هذا الإسناد (( ضعيف )) ؛ فيه علتان ، إحداهما : (( ضعف )) محمد بن حميد الرازي ، قال الحافظ ابن حجر : (( حافظ ضعيف ))(85) .
والأخرى : عنعنة ابن إسحاق ، وهو مدلس ، من المرتبة الثالثة من مراتب المدلسين(86) التي يطلب فيها (( التصريح )) بالسماع أو التحديث .
ورواه البيهقي(87) من طريق إبراهيم بن صرمة(88) ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أنس به .
وإبراهيم بن صرمة هو الأنصاري ، يروي عن يحيى بن سعيد الأنصاري .
(( ضعفه )) الدارقطني(89) ، وقال ابن عدي(90) : (( عامة أحاديثه إما أن تكون مناكير المتن ، أو تنقلب عليه الأسانيد )) .
وقال ابن معين : (( كذاب خبيث ))(91) .
ورواه(92) من طريق أبي خيثمة المصيصي ، قال : حدثنا عيسى بن يونس ، عن عوف الأعرابي ، عن ثمامة ، عن أنس - رضي الله عنه - قال :
(( مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحي بني النجار ، وإذا جوار يضربن بالدف ، يقلن :

نحن جوار من بني النجار ... يا حبذا محمد من جار
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : (( الله يعلم أن قلبي يحبكن )) .
أبو خيثمة المصيصي هو : مصعب بن سعيد الضرير الحراني(93) .
روى عنه أبو حاتم ، وسئل عنه ؟ فقطب وجهه ، وقال : عبد الله بن جعفر الرقي أحب إلي منه ، وكان صدوقًا(94) .
ورواه ابن ماجه(95) من طريق عيسى ين يونس به نحوه .
قال الألباني : (( سنده صحيح ، وليس فيه أن ذلك كان عند قدومه المدينة ، بل في صحيح البخاري وغيره من طريق ثالثة عن أنس أن ذلك كان في عرس ، ولكنه لم يذكر الرجز ))(96) .
قلت : إخراج البيهقي للحديث ضمن ( باب من استقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصاحبه من أصحابه ، ثم استقبال الأنصاري إياه ودخوله ونزوله ... الخ )
يفهم أن الإمام البيهقي رحمه الله تعالى يرى أن قصة ضرب الدف هذه كانت عند مقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وليس الأمر كذلك .

وعزاه المراغي والسمهودي لأبي سعيد النيسابوري في كتابه ( شرف المصطفى )(97) .
فالحديث بذكر استقبال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مقدمه المدينة بقول الجواري : نحن جوار ... الخ (( ضعيف )) .
ومما يوهن الحديث بالسياق المتقدم ؛ أن الإمام البخاري رواه(98) من طريق عبد الوارث ، حدثنا عبد العزيز بن صهيب ، عن أنس - رضي الله عنه - قال :
أبصر النبي - صلى الله عليه وسلم - نساء وصبيانًا مقبلين من عرس ، فقام ممتنًا(99) ، فقال : (( اللهم أنتم من أحب الناس إلي )) .

ليس فيه ذكر مقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة .
7 - وعنه - رضي الله عنه - قال : لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة لعبت الحبشة لقدومه فرحًا بذلك ، لعبوا بحرابهم .
رواه أحمد(100) ، وأبو داود(101) ، كلاهما من حديث عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن ثابت ، عن أنس به . واللفظ لأبي داود .
وهذا إسناد (( صحيح )) ، والحديث (( صحيح )) .
ظهر من خلال تخريج حديث النشيد ، والبحث في سنده عدم صحته ؛ لعدم صحة سنده ، ولنكارة في متنه .
__________

وأن النشيد ينقل بألفاظ تزيد وتنقص ، وكلها تروى بلا أسانيد يعتمد عليها .
وأن ثنية الوداع ثنيتان ؛ إحداهما شمالية ، والأخرى جنوبية ، وأن سبب تسميتها بذلك : لأنه كان يودع المسافر عليها .
وأن الألفاظ التي تثبت في استقبال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هي : (( يا محمد يا رسول الله )) ، و (( جاء محمد ، جاء رسول الله ، الله أكبر ، جاء محمد ، جاء رسول الله ))
و (( قدم رسول الله )) ، و (( قدم رسول الله فينا )) .

وهذه الألفاظ تؤكد عدم ثبوت النشيد ؛ إذ لو حصل عند مقدمه لنقل بأسانيد ثابتة ، كما نقلت هذه الألفاظ الثابتة .
والله أعلم ، وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد ، وعلى آله وأزواجه وذريته .

من تنسيق وإعداد وترتيب ونشر
حصري لدى شبكة أنصار آل محمدصلى الله عليه وسلم

---------------
(1) سورة النساء ، من الآية 59 .
(2) سورة النور ، من الآية 63 .
(3) الألفية مع شرحها : العجالة السنية ، ص 3 .
(4) رواه البخاري ( كتاب العلم - باب إثم من كذب على النبي - صلى الله عليه وسلم - 1/31 ) .
(5) دلائل النبوة (2/506 ، 507) .
(6) الولائد : جمع وليدة ، وهي الجارية والأمة . النهاية (5/225 مادة : ولد ) .
(7) دلائل النبوة (2/506 ، 507) ، والبداية والنهاية (5/23) .
(8) فتح الباري (7/261 ، 262) ، وإتحاف السادة المتقين (6/489) .
(9) المواهب اللدنية (1/312) .
(10) الرياض النضرة (1/144) .
(11) وفاء الوفا (1/262) ، سبل الهدى والرشاد (3/386) .
(12) فتح الباري (8/129) ، والمراد بالحلبيات : مسائل سئل عنها تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي الكبير (ت 756هـ) في حلب .
انظر : طبقات الشافعية الكبرى لابنه (6/214) ، ومعجم المصنفات الواردة في فتح الباري (ص 183) .
(13) الرياض النضرة (1/144) .
(14) شرح الزرقاني للمواهب (1/359 ، 360) .
(15) المواهب اللدنية (1/313) .
(16) فتح الباري (8/129) .
(17) تقريب التهذيب (ص 644) .
(18) عائشة بنت طلحة بن عبيد الله التيمية ، أم عمران ، كانت فائقة الجمال ، وهي ثقة ، من الثالثة . التقريب (ص 1364) .
(19) محمد رسول الله (2/604) .
(20) تقريب التهذيب (ص 82) .
(21) هكذا ذكره رحمه الله تعالى ، وصوابه كما مر ( عبيد الله ) .
(22) سلسلة الأحاديث الضعيفة (2/63) .
(23) السيرة النبوية الصحيحة (1/219) .
(24) الثقات (1/131) ، والتمهيد (14/82) ، وزاد المعاد (3/551) ، والسيرة النبوية (2/269) ، ووفاء الوفا (1/262) ، وتحقيق النصرة (ص 40) .
(25) الأجاجير : جمع إجار ، وهو السطح الذي ليس حواليه ما يرد الساقط عنه . النهاية (1/26 مادة : أجر ) .
(26) تحقيق النصرة (ص 40) .
(27) المعالم الأثيرة (ص 83 ، 84) .
(28) موارد الظمآن (ص 493 ، 494) .
(29) الإحسان (6/286 ، 287) .
(30) موارد الظمآن (ص 494) .
(31) أي : بعد ذكر ضرب الدف من الجارية على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
(32) صحيح موارد الظمآن (2/273) .
(33) إحياء علوم الدين (6/1135) .
(34) المغني عن حمل الأسفار (6/1135) .
(35) العجالة السنية بشرح ألفية السيرة النبوية (ص 81) .
(36) سبل الهدى والرشاد (3/386) ، وإتحاف السادة المتقين (6/489) .
(37) آثار المدينة المنورة ( ص 161 ، ص 162) .
(38) لسان العرب (14/115 مادة : ثني ) ، وفتح الباري (8/128) ، ومحمد رسول الله (2/603) .
(39) القاموس المحيط (3/93 مادة : ثني ) ، ومراصد الاطلاع (1/301) ، والمغانم المطابة (2/707) .
(40) المغانم المطابة (2/707) .
(41) المغانم المطابة (2/707) .
(42) الاعتبار (ص 179) .
(43) المجروحين (2/167) ، وتقريب التهذيب (ص 482) .
(44) تاريخ المدينة (1/269 ، 270) .
(45) تقريب التهذيب (ص 615) ، وميزان الاعتدال (1/288 ، 289) .
(46) المعجم الأوسط (1/510/ رقم 942) .
(47) ضعفاء البخاري (ص 61) ، وقال : (( ضعيف جدًا )) ، وضعفاء النسائي (ص 58) ، وضعفاء الدارقطني (ص 251) ، وميزان الاعتدال (2/310) .
(48) مسند أبي يعلى (11/503) .
(49) صحيح ابن حبان (6/178) .
(50) السنن الكبرى (7/207) .
(51) تقريب التهذيب (ص 987) .
(52) تقريب التهذيب (ص 687) .
(53) مجمع الزوائد (4/264) .
(54) التعشير : إذا قدم الرجل أرضًا وبيئة وضع يده خلف أذنه ، ونهق مثل الحمار عشرًا ، معتقدًا أنه إذا فعل ذلك لم يصبه وباؤها .
غريب الحديث للحربي (1/139) ، والمجموع المغيث (2/454) ، والنهاية (3/240) مادة : عشر ) .
(55) تاريخ المدينة (1/269) .
(56) صحيح البخاري ( كتاب النكاح - باب نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نكاح المتعة آخرًأ - 3/246) .
(57) صحيح مسلم ( كتاب النكاح - باب نكاح المتعة - 2/1027 / رقم 29 ) .
(58) فتح الباري (8/128) .
(59) وفاء الوفا (4/1170) ، وعمدة الأخبار (ص 283) .
(60) صحيح البخاري ( كتاب المغازي - باب كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى كسرى وقيصر - 3/91) .
(61) زاد المعاد (3/551) .
(62) فتح الباري (8/128) .
(63) المغانم المطابة (2/708) .
(64) فتح الباري (8/128) ، وعمدة الأخبار (ص 283) ، وآثار المدينة المنورة (ص 159 ، ص160) .
(65) آثار المدينة المنورة ( ص 160) .
(66) بنو ساعدة : حي من الأنصار ، ولهم سقيفة مشهورة ، وهي ظلة ، بويع لأبي بكر رضي الله عنه تحتها ، وتقع بجوار بضاعة ، في الشمال الغربي من المسجد النبوي .
معجم معالم الحجاز (7/211) ، والمعالم الأثيرة (ص 141) .
(67) وفاء الوفا (4/1170) .
(68) فتح الباري (8/129) .
(69) معجم المعالم الجغرافية (ص 332) ، والمعالم الأثيرة (ص 81) .
(70) وفاء الوفا (4/1167) ، وآثار المدينة المنورة (ص 159) .
(71) 150 صورة من المدينة المنورة ( ص 109) .
(72) لسان العرب (8/387 مادة : ودع ) .
(73) المواهب اللدنية (1/312) .
(74) صحيح البخاري ( كتاب مناقب الصحابة - باب مناقب المهاجرين - 2/288) ، وصحيح مسلم ( كتاب الزهد والرقائق - باب في حديث الهجرة - 4/2309/ رقم 2009) .
(75) المستدرك (3/13) .
(76) صحيح البخاري ( كتاب مناقب الأنصار - باب مقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه المدينة - 2/337) .
(77) الطبقات الكبرى (1/234) .
(78) صحيح البخاري ( كتاب فضائل الأنصار - بابا هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى المدينة - 2/334) .
(79) الخراب ضد العمران ، والجمع أخربة ، وهي البيوت المهجورة . مجمل اللغة (2/285) ، ولسان العرب (1/347) ، مادة ( خرب ) .
(80) العواتق : جمع عاتق ، وهي الجارية أول ما تدرك ، وقيل : هي الجارية لم تبن من والديها ولم تتزوج وقد أدركت وشبَّت .
الغريبين (4/1225) ، والمجموع المغيث (2/401) ، والنهاية (3/179 مادة : عتق ) .
(81) مسند أحمد (3/222) .
(82) المنتخب (ص 378) .
(83) المستدرك (3/12) .
(84) الإشراف في منازل الأشراف (ص 314/ رقم 446) .
(85) تقريب التهذيب (ص 839) .
(86) تعريف أهل التقديس ( ص 132) .
(87) دلائل النبوة (2/508) .
(88) صرمة : بصاد مكسورة . توضيح المشتبه (5/458) .
(89) الضعفاء والمتروكون (ص 110/ رقم 27) .
(90) الكامل (1/252) .
(91) ميزان الاعتدال (1/38) .
(92) دلائل النبوة (2/508) .
(93) الأسامي والكنى للحاكم (4/336/ رقم 2041) ، والكنى للدولابي (1/166) .
(94) الجرح والتعديل (8/309/ رقم 1428) .
(95) سنن ابن ماجه ( كتاب النكاح - باب الغناء والدف - 1/612/ رقم 1899) .
(96) دفاع عن الحديث النبوي والسيرة (ص 24) .
(97) تحقيق النصرة (ص 40) ، ووفاء الوفا (1/262) .
(98) صحيح البخاري ( كتاب النكاح - باب ذهاب النساء والصبيان إلى العرس - 3/256) .
(99) ممتنًا : بضم الميم ، بعدها ميم ساكنة ، ومثناة مفتوحة ، ونون ثقيلة ، بعدها ألف أي : قام قيامًا قويًا ، مأخوذ من المُنة بضم الميم ، وهي القوة . فتح الباري (9/248) .
(100) المسند (3/161) .
(101) السنن ( كتاب الأدب - باب في النهي عن الغناء - 5/221/ رقم 4923) .


خواطر موحدة 20-04-18 05:37 PM

جزاكم الله خيرا ورفع قدركم ،.


الساعة الآن 09:15 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant