15/البائس:
قال الله تعالى في كتابه الكريم :
{ وَأَطْعِمُواْ ٱلْبَائِسَ ٱلْفَقِيرَ}سورة الحج : 28.
البائس: هو الذي أصابه بؤس وشدة .
والفقير: هو الذي أضعفه الإعسار وهو مأخوذ من فقار الظهر.
قال الإمام الرازي (ت 606 هـ) في تفسيره مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير:
" قال ابن عباس البائس الذي ظهر بؤسه في ثيابه وفي وجهه، والفقير الذي لا يكون كذلك فتكون ثيابه نقية ووجهه وجه غني ".
ولكن قال البقاعي (ت 885 هـ) في تفسيره نظم الدرر في تناسب الآيات والسور:
البائس: " من بئس كسمع إذا ساءت حاله وافتقر، وبين أنه من ذلك، لا من بؤس - ككرم الذي معناه: اشتد في الحرب، بقوله: { الفقير} ".
وذكر الفقير بعد البائس؛ لمزيد الإيضاح.
قال ابن عاشور (ت 1393 هـ) في تفسيره التحرير والتنوير:
" وفي «الموطأ»: في باب ما يكره من أكل الدواب، قال مالك: سمعت أن البائس هو الفقير اهـ.
وقلت:من أجل ذلك لم يعطف أحد الوصفين على الآخر لأنه كالبيان له، وإنما ذكر البائس مع أنّ الفقير مغن عنه لترقيق أفئدة الناس على الفقير بتذكيرهم أنه في بؤس؛ لأن وصف (فقير) لشيوع تداوله على الألسن صار كاللقب غيرَ مشعر بمعنى الحاجة، وقد حصل من ذكر الوصفين التأكيد".
والأمر هنا للوجوب.
وقيل: للندب.