الصورة الثانية :
" غض البصر "
قال ابن القيم :
فلما كان غض البصر أصلاً لحفظ الفروج بدأ بذكره
فإذا غض العبد بصره غض القلب شهوته وإرادته
وإذا أطلق بصره أطلق القلب شهوته
لأن العين مرآة القلب.
• فهناك ربط بين غض البصر وحفظ الفرج
لأن الوقوع في الفواحش إنما يكون بمقدمات يأخذه الشيطان خطوة خطوة
ولذلك قال ربنا {وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}
نظرة - خطرة - فكرة – إرادة – عزيمة – فعل ، فالشيطان يستدرجه دركة دركة.
ويقول ابن القيم كذلك كما في كتابه الجواب الكافي عندما تكلم عن الزنا فقال:
ولما كان مبدأ ذلك من قبل البصر جعل الأمر بغضه مقدمًا على حظ الفرج
فإن كل الحوادث مبدؤها من النظر تكون نظرة – ثم تكون خطرة – ثم خطوة – ثم خطيئة
فإما اللحظات فهى رائدة الشهوة ورسولها وحفظها أصل حفظ الفرج فمن أطلق نظرة
أورد نفسه موارد الهلاك والنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان
ومن آفاته: أنه يورث الحسرات والزفرات والحرقات
فيرى الإنسان ما ليس قادرًا عليه ولا صابرًا عنه
وهذا من أعظم العذاب.
وقدم الله غض البصر في الآيات على حفظ الفرج والسر في ذلك ... أن النظر بريد الزنا ورائد الفجور
• كما قيل:
وكنت إذا أرسلت طرفك رائدًا *** لقلبك يومًا أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه *** ولا عن بعضه أنت صابر
أهم فوائد غض البصر :
1- امتثال لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده .
2- أنه يورث القلب أنسا بالله وجمعية على الله ، فإن إطلاق البصر يفرق القلب ويشتته
ويبعده من الله ، وليس على العبد شيء أضر من إطلاق البصر فإنه يوقع الوحشة بين العبد وبين ربه .
3- أنه يكسب القلب نورا كما أن إطلاقه يكسبه ظلمة .
4- أنه يورث الفراسة الصادقة التي يميز بها المؤمن بين المحق والمبطل ، والصادق والكاذب .
5- أنه يورث القلب ثباتا وشجاعة وقوة ، ويجمع الله له بين سلطان البصيرة والحجة وسلطان القدرة والقوة .
[/COLOR]