رِفْقًا بقَلْبِي أَيَّتُهَا الفَاتِنَةُ !
كُلُّ يومٍ أذهب لعملي ، أسيرُ في أَرضِ الله، مُجاهدا نفسي في غض بصري - كما أمرني ربي –؛ لأتقي سهام عينيك المُكَحَّلتين ، فإني أينما يمَّمْتُ وجهي رأيتُ فاتنةً تتَمَايل هنا وهناك ،
فهذه عباءتُها تَنْطق بتفاصيلَ كان الواجبُ سترها ،
وتلكَ ألقتْ غطاءَ الحياءِ عن وجههِا بعد أن صبغتْه بألوان الفتنة !
وأخرى يمتدُّ تغنُّجُها إلى آخر الطريق!
قد امتلأتْ بكنّ الأسواقُ وخلتْ منكنَّ البيوتُ والديارُ !
لِمَنْ هذا الجمالُ الذي يَتَنَاثرُ حوْلكِ يَمْنةً ويَسْرةً ؟!
لِمَنْ هذه الفِتْنةُ التي تَنْطِقُ على أجزاءِ جِسْمِكِ ؟!
أتظنينَ الرجالَ بلا شعورٍ أَنْ كنتِ أنتِ بلا شعور؟
أم أنك تمشين بين أحجار صامتة ؟!
" ما تركت فتنة بعدي هي أضر على الرجال من النساء"
إنها رسالة صريحة من نبيك –عليه الصلاة والسلام- فاقرئي حروفَها وما بينَ حروفِها ؛
لتعلمي أيّ حقيقةٍ تطْوِينَها مع طيّ حجابك .
أيتها اللؤلؤةُ التي فارقتْ أصدافَها ! إنّ من ورائكِ خلائقَ كلمَا نظر أحدُهم إليكِ نظرةً سَقَطَ على كاهلكِ وزرُه ،
حتى تجتمعَ عليك كأمثال الجبال !
فأنّى لك حملُها أيتها الضعيفةُ ؟! إنّ أجلد الرجال ، بل أعتى الجبال لتذوبُ في النار من غمسة –وقانا الله منها-
فكيف بكِ يا من اكتنفكِ الضعفُ ظاهرا وباطنا ؟
اعلمي أيتها الرقراقة ! أنَّ للجمال يوما سيبلى كما تبلى أوراق الورد فبالله عليك أهكذا يكون شكر النعم؟! مشيتك المتكسرة ، عطرك الفوّاح ، عباءتك التي تمايلها الريح ، رنّة خلخالك ، كل ذا لا يزيدكِ في أعيننا –نحن الرجال- إلا زهدا ، وإن رميناكِ بكلماتٍ عِذاب ،
لأننا لا نبحث عن عرائسنا إلا داخل الأصدافِ المكنونة.
وحيث أننا نحملُ لك من الغَيرة بسبب وشائج الإسلام نُهْدِي لكِ نصحنا ورغبتنا:
أن كُفِّي –رعاكِ الله- عن فتْنتِنا ، قد والله بُلينا بكنّ!
ونكشف لكِ عن خوفنا وشفقتنا عليكِ وعلى أنفسنا يوم تصطف أقدامنا يوم الحساب.
ولتوقني أن حجابكِ سبيل وقايتنا ووقايتكِ.
تألق