الحلقة الأولى
الطالب یحترم أستاذه والمتعلم یحترم شیخھ ، ولا ینكر فضلھ ولكن
ینكر صدق قولھ .
ذھبت سنین قلیلة من عمر أحمد وكأنھا سنوات كثیرة ، وھو یتعلم
صید السمك من النجار ، ویتعلم طرق الحدید من راعي الغنم .
الطھراني شیخ علم واسع المعرفة متخصص في علوم أھل البیت ، لبیب
فطن عمیق المناوشات مع مخالفیھ ، لھ باع في تنمیھ المواھب في الرد على
شبھات المخالف .
تتلمذ على یده عشرات الناجحین وآلاف الراسبین ، ولم یكن النجاح
عنده سھلاً ، ولكنھ لم یكن صعباً لمن یملك آلة الزمن ، التي أسس
نظریتھا أینشتاین الألماني لیعود بھا إلى أزمنة وینظر حوادثھا ، فیكون
متمرساً أمام الشیخ الطھراني
وقفت لأ أس لھ عن أمر تكلم بھ فقال لي : اجلس ولا تقف وأنت تسأل
، فخیرتھ بین الوقوف والسؤال أو الجلوس والصمت فاختار الوقوف
والسؤال .
قلت لھ یا شیخي یا من ملأت عقلي :
ھل لك من علم في مسألة الخلافات السیاسیة في بلدك طھران ؟
فقال لي إن : الخلافات السیاسیة موجودة في كل مكان ، ولكن یجب أن
تفھم أن الأمر إن وصل للعقیدة فنحن متفقین ساستنا وعلمائنا ، ولا
یخرج منا أحد فیھا
فقلت لھ : یا شیخي العزیز ، ھل لك علم في الخلافات السیاسیة بین
الصحابة وآل بیت نبینا صلوات ربي علیھ وآلھ ، وھل اختلفوا في الدین
أم الدنیا ؟؟
فقال لي : بل اختلفوا في كل شيء .
فقلت لھ : یا شیخي وقرة عیني كلمة كل شيء تعني السیاسة والدین ،
والسیاسة لا نختلف علیھا لأنھا لا تفسد للود قضیة ، فمثل ما ھم
یختلفون فیھا فأنت قلت أن طھران یختلف ساستھا وعلمائھا ولا
یضرھم ذلك .
ولكن ما ھي الخلافات الدینیة ؟؟
فقال لي : اغتصاب ارض فدك من ورثة نبینا - صلى االله علیھ وآلھ –
فقلت لھ : إنھا خلافات مالیة دنیویة .
فقال لي إن : البیعة المنصوص علیھا لعلي - علیھ السلام - اغتصبوھا
منھ عنو .ة
فقلت لھ : إنھا خلافات حول كرسي والكرسي أمر د نیوي .
فقال لي إن : الكرسي ھو منصب إلھي ولیس دنیوي .
فقلت لھ : لماذا لا یتنازع علیھ مرجعنا الكبیر ویصبح الأمر بیده ؟؟
فقال لي إ : نھ صاحب الكرسي الدیني ، والرئیس صاحب الكرسي
الدنیوي
فقلت لھ : فمن یمثل في وقت اغتصاب الخلافة صاحب الكرسي
الدنیوي وصاحب الكرسي الدیني ؟؟
فقال لي : إن علیاً - علیھ السلام - ھو المفروض أن یكون صاحب
الكرسي الدیني .
فقلت لھ : ومن صاحب الكرسي الدنیوي ؟؟
فقال : لا یوجد .
فقلت : وھل اختلف الزمان عن الزمان ، ونحن نتبع أھل ذاك الزمان ؟
فقال : لي كلاما طویلا عن نظریة الدنیا عندما یخل و منھا الإمام كیف
تكون سیاسیة حكومیة أكثر منھا إمامیة .
فقلت لھ : وعندما اغتصب بوأ بكر المنصب الدیني من علي -علیھ
السلام - فھل یعتبر الكرسي دیني أم دنیوي ؟
فقال لي : بل دنیوي ..
فقلت لھ : وھل شارك علي - علیھ السلام - في المبایعة لصاحب
الكرسي الدنیوي ؟؟
فقال لي : لا ولكنھ أُكره على ذلك من عمر وبعض أصحابھم .
فقلت لھ : یا شیخي الطھراني ، ھب أن الإرغام الذي حصل لعلي -
علیھ السلام - والإكراه في البیعة لم یكن ، وكان حر اً في أن یبایع أو
یرفض ، وكان یقینا منھ انھ لن یتعرض لأذى فماذا تتوقع أن یفعل ؟؟
فقال ل : ي بالتأكید سیعترض على البیعة ؛ لأنھ ھو الإمام الوصي
فقلت لھ : ھل سیعترض على بیع ة الكرسي الدنیوي الذي أُكره على
بیعتھ أم سیعترض على بیعة الكرسي الدیني ؟؟
فقال لي : الأمر سیطول بنا والطلبة یریدون الاستفادة ، والوقت ینفذ
،فتعال لمنزلي لنكمل الحدیث .
ھل تودون قراءة ماذا حدث بیني وبین شیخي الطھراني العزیز ..
تابعوا الحلقة الثانیة ،،،،،،،