{ لوثــات شيعيـة /31/ التحريض }
أغلبية المراجع الذين يقلدهم عوامّ الشيعة ويؤدون إليهم الحقوق هم مـن
العجم الإيرانيون .. وبعد سقوط الشاه وتكوين دولة شيعيّة في إيــــران
كــــان هنــــاك صراع خفي بين الشيعة لقيادة شيعة العالم وتهميـش دور
العرب في ذلك وتكريس الدور الإيراني .. قطبي الصراع هما حوزة قـــم
وحوزة النجف .. فكانت نظرية ولاية الفقيـــه ..
أثناء الحرب العراقية الإيرانية ..حاول الإيرانيّون استغلال هذه النقطـــة
لصالحهم وبالمقابل كانت هناك محاولات عراقية لصُنع مرجعيّة عربيّـــة
تسيطــر على شيعة العراق وتحول دون قيامهم بخيانة وطنهم اتضح ذلك
بعد خيانة الكثيرين من الضبّاط الشيعة العراقيين وتسليـم الكثير من وحدات
الجيش العراق للإيرانيين بلا مقاومة ..
ولأن سياسة حزب البعث هــي (( تمجيد كل ماهو عربي )) .. قامت
الحكومة العراقية بالإتفاق مع المرجع (( محمد صادق الصـدر ))والد
المجـــرم المعمّم (( مقتدى الصدر )) بتنصيبه مرجعــاً شيعيّـاً لأنه ذو
أصول عربية لمواجهة المد الإيراني ..
حصلت مصادمات بين المراجع الشيعة الإيرانيين وبين الصدر وأنصاره
وكان على رأس الإيرانيين هو (( علي السيستاني )) .... وكان من
ابرز مافعله الصدر لإقصاء السيستاني هو فتواه الشهيرة بــــــــــــــــــ
(( جواز صلاة الشيعي خلف الإمام السنّي )) فامتلأت مساجد أهل السنـّة
بالمصلين الشيعة فجأة ..
كان منزلنا الكائن في الحيّ الإشتراكي في النجف مكاناً يجتمع فيه أقربائنا
ومعارفنا القادمين إلى النجــف مـن محافظات العراق الأخرى ..... إمــا
لإنجاز معاملة أو عمل ما .. أو للتجــارة .. وحتى الزائرين لمرقــد أمير
المؤمنيــن ..
كان أقربائنا من الأخوال والأعمام يفضّلون النوم عندنا على المبيت فـــي
الفندق ....لأن والدي لطيف المعشر وحتى أنه يتكفّل أحياناً بدفع أجــرة
التاكسي للقادمين عندما يشعر بأنهم محتاجين لذلك ..
كان الوقت شتاءًا عندما اتصل (( ثامــر )) الذي يسكن مدينة الناصرية
في الجنوب ليخبرنا أنه سيأتي إلينا في الغــد لقضاء بعــض الأعمال ..
ثامر هو فتى في الثانية والعشرين ..... نشأ يتيمــاً بعد وفاة والده الذي
كان من أعزّ أصدقاء والدي ...... كان ملتحيــاً متديّنــاً يتمنّى دومـــــاً
الهجرة إلى خارج العراق بسبب الضغوط الأمنية ..... تم إلقاء القبــض
عليه قبل عامين بتهمة (( الوهابيّة )) ثم أفرج عنه ...
كانت تلك التهمة منتشرة في أواخـــــر التسعينيات ضد (( السلفيين ))
وخاصة (( السلفيين في جنوب العراق )) وذلك بسبب تحريض الشيعة
عليهم في الصحافة العراقية ..... حيث كانوا يدبّجون المقالات خصوصاً
في جريدة (( بابل )) و (( الرأي )) والتي كان يملكها إبــن الرئيس
العراقي الأسبق ..مستغلّين بذلك حرب الخليج الثانية وظروفها .. لقد كانوا
انتهازيّون حاقدون ..!!
وصل ثامر في اليوم التالي ..وبعــد الترحيب والضيافـــة أقام تلك الليلة
عندنـــا ... وعند الصباح ذهب لإنجاز أعمالــه .... عاد إلى منزلنا في
الظهر مذعوراً وأخبرنا بأن هناك شيئاً مريباً يحدث في الخارج ..!!!!!