{ لوثــات شيعيـة /32/ الإبتلاء }
شنو صاير شنو الأخبار((الدنيا مقلوبة وانتوا قاعدين هناه))
شغلوا الراديو .. شغلوا التلفزيون ... نريد نسمع أخبار ...!!
كانت الدبّابات تنتشر في الشـوارع وقوات الحرس الجمهـــوري
ذوي اللباس المميّــز ينتشرون بشكل كثيف ..... فـُرض حظر
تجوال على النجـف عـن طريق ميكروفـونات سياّرات الشرطـــة
فيما نحن نسمع بين الفينــة والأخرى رشقات الأسلحة المتقطعة
.. كانت برامج التلفزيون والراديو طبيعيّّّة كأن شيئاً لم يكن !!
ولكن الوضع في مدينتنا غير طبيعي ....... هُــرع والدي إلى
جيراننـا لمعرفة مايحدث ... كان أبو جعفر جارنا الشيعي يقف
عنــد باب منزله ممسكــاً بالراديو ويقلّب المحطات ........
شنو صاير ياأبو جعفر ..؟؟ الوضع موطبيعي ..!! فقال أبو
جعفــر .. لعــد إنتوا ماتدرون شنو صاير ......؟؟!!يقولون
الإمــام الصدر انقتــل البارحة مع اثنين من أولاده ......!!!
انتشرت السيطرات في الشوارع وقامت الشرطة بمداهمـــة
المنازل واعتقال الكثيرين ..ولـزم الكثير من الناس بيوتهم ..
هذا يعني أن المدينــة ستكون أشبه بالسجن لفترة قد تكون
طويلــة ..
وقع اغتيال المرجــــــع ((محمد باقر الصدر)) الذي تدعمه
الدولـــــة أثنـــاء توجهه إلى منزله في منطقة (( الحنّّانة ))
مـع ولديــه مصطفى ومؤمّـل في (( ساحة العشرين )) في
النجف ........ كانت تلاحقهم سيّارة أخرى وعندما أصبحت
بموازاتهم قام راكبوها بإطـلاق الرصاص عليهم بكثافـــة ..
حيث مات على الفور .. وقـُتل معه ولديه .. كان ذلك ليلاً في
الساعة الثامنة تقريباً من مساء يوم الجمعة الموافق 19-2-1999 ..
قال ثامــر بأنه سيرجــع إلى (( الناصرية )) ثـم يعــود لاحقـاً
بعـد أن يهدأ الوضع .....!! فعارضه والدي قائلاً .. حنـّا أهلك
والبيت بيتك .. إجلس يومين أو ثلاثة ولا تخــــرج الآن خشية
الإعتقال العشوائي خصوصاً وأنك غريب على النجف ولست من
أهل المنطقة .. رفض وقال بأنه لن يستطيع الإنتظار ولابـدّ من
الذهاب .. جمع أغراضه ثم أوصلناه إلى الشارع العام وودعناه
.... كان ذلك في أواخر الشتـــاء مـن عام 1999 وتحديداً في
الإسبوع الأخير من شهر شباط (( فبراير )) ..
ذهب ثامر وترك قلوبنــا على أحــرّ من الجمــر ... خصوصاً
والدتـي .. لم نكن نعرف ماينتظره ولم تكن في ذلك الوقـــت
اتصّالات مثل الآن .. وكانت الأوضاع السياسية والأمنية غير مستقرة ..
ذهب ثامــر إلى مصيره المحتـــوم ...................!!!!!