عرض مشاركة واحدة
قديم 25-11-17, 09:58 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
عبق الشام
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية عبق الشام


البيانات
التسجيل: May 2013
العضوية: 10575
المشاركات: 2,724 [+]
بمعدل : 0.68 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 17
نقاط التقييم: 111
عبق الشام سيصبح متميزا في وقت قريبعبق الشام سيصبح متميزا في وقت قريب

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
عبق الشام غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبق الشام المنتدى : بيت الحــوار العقـائــدي
افتراضي

تغيير الاثناعشرية لموقفهم من القرآن

مقدمة
: الإثناعشرية تنظيم سياسي .. لا ديني .. هدفه الإستيلاء على الأرض .. ومن أجل تحقيق ذلك الهدف .. لا مانع لديهم من تبديل آرائهم .. وحتى دينهم .. إذا كان ذلك يخدم هدفهم الرئيسي ..
ولنبدأ من البداية :-
--------------------------------------------------------------------------
في البداية قالوا : لدينا إمام معصوم ، نسأله فيجيب .. وبالتالي أصبح عندهم القرآن مسألة ثانوية !
فقالوا :-
( القرآن هو كتاب الله الصامت ، والإمام هو كتاب الله الناطق .. ولا يعلم تأويل القرآن إلا المعصوم ) !! (راجع بحار الأنوار للمجلسي ج25 أبواب علامات الإمام وصفاته وشرائطه)
..
ومما زاد غيظهم على القرآن وإهمالهم له .. أنهم لم يجدوا إسم علي وأولاده في القرآن .. فإتهموا الصحابة بتحريف القرآن .. وزعموا إن الصحابة أزالوا إسم علي منه !!
وكان هذا ديدنهم في القرون الهجرية الثلاث الأولى ..

فعندما كانوا تنظيماً سرياً في تلك القرون .. ملأوا كتبهم .. المسماة (الأصول الأربعمائة) بروايات تؤكد حصول تحريف .. منقولة زوراً وبهتاناً عن أئمة أهل البيت الكرام ..
ويمكنك التأكد من ذلك بمطالعة كتبهم القديمة .. مثلاً : أقدم و أهم كتاب لديهم في الروايات : الكافي للكليني .. وأقدم وأهم تفسير لديهم : تفسير القمي .. وغيرهما ..
----------------------------------------------------------------------
جاء في مقدمة أشهر كتاب تفسير عند الإثناعشرية :- ( راجع/ تفسير القمي ج 1 - ص مقدمة المصحح 22 - مقدمة المصحح 25 ) : بقي شئ يهمنا ذكره وهو إن هذا التفسير كغيره من التفاسير القديمة (عند الإثناعشرية) يشتمل على روايات مفادها إن المصحف الذي بين أيدينا لم يسلم من التحريف والتغيير ... أما النقيصة (نقصان بعض الآيات وحذفها بعد وفاة النبي (ص)) فإن ذهب جماعة من العلماء الامامية إلى عدمها أيضاً وأنكروها غاية الإنكار كالصدوق والسيد مرتضى وأبي علي الطبرسي ،، و الطوسي ،، ولكن الظاهر من كلمات غيرهم من العلماء والمحدثين - المتقدمين منهم والمتأخرين - القول بالنقيصة كالكليني والبرقي ، والعياشي والنعماني ، وفرات بن إبراهيم ، وأحمد بن أبي طالب الطبرسي صاحب الاحتجاج والمجلسي ، والسيد الجزائري ، والحر العاملي ، والعلامة الفتوني ، والسيد البحراني . وقد تمسكوا في إثبات مذهبهم بالآيات والروايات التي لا يمكن الاغماض عنها ( تفسير القمي/ المقدمة 1/ 22 إلى 25 ) .

-------------------------------------------------------------------------
جاء في كتاب الكافي للكليني / باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية 1/412 :- (( ومن يطع الله ورسوله (في ولاية علي وولاية الأئمة من بعده) فقد فاز فوزاً عظيماً )) هكذا نزلت ( الكافي 1/414) . (( ولقد عهدنا إلى آدم من قبل (كلمات في محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة عليهم السلام من ذريتهم) فنسي )) هكذا والله نزلت على محمد (الكافي 1/416) . نزل جبرئيل (ع) بهذه الآية على محمد هكذا (( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا (في علي) فأتوا بسورة من مثله )) ،، نزل جبرئيل على محمد بهذه الآية هكذا (( يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا (في علي) نوراً مبيناً )) (الكافي 1/417) . (( كبر على المشركين (بولاية علي) ما تدعوهم إليه (يا محمد من ولاية علي) )) هكذا في الكتاب مخطوطة (الكافي 1/418) . (( سأل سائل بعذاب واقع * للكافرين (بولاية علي) ليس له دافع )) هكذا والله نزل بها جبرئيل على محمد (الكافي 1/422 ، مكاتيب الرسول للأحمدي الميانجي 2/88) . نزل جبرئيل بهذه الآية على محمد هكذا (( فبدل الذين ظلموا (آل محمد حقهم) قولاً غير الذي قيل لهم )) (الكافي 1/423) . نزل جبرئيل (ع) بهذه الآية هكذا (( إن الذين ظلموا (آل محمد حقهم) لم يكن الله ليغفر لهم )) . هكذا نزلت هذه الآية (( ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به (في علي) لكان خيراً لهم )) (الكافي 1/424) . نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا (( فأبى أكثر الناس (بولاية علي) إلا كفوراً )) ( الكافي 1/425) . (( إلا بلاغاً من الله ورسالاته (في علي) )) قيل : هذا تنزيل (أهكذا نزلت على النبي) ؟ قال : نعم (الكافي 1/434) .

--------------------------------------------------------------------
لكن الله تعالى أبى إلا أن يفضحهم .. فأمات الحسن العسكري سنة 260 هجرية (المعصوم رقم 11 عندهم) دون أن يكون له ولد ..
فقالوا : له ولد ، لكنه في غيبة صغرى بسبب عمه (جعفر الكذاب !) الذي حرّض الشرطة العباسية ضده !!
وبما إنه لا بد للقائد من وسيلة إتصال بأتباعه .. زعموا إن له نائب أوسفير !
وإستمروا على هذا المنوال لحوالي سبعين سنة .. يقدّمون للسفير أموالهم وأسئلتهم .. وهو يجيب عليهم من خلال قصاصات ورقية عليها ختم ، يزعم إنه ختم المهدي الغائب !! .. وفي نفس الوقت .. يستخدم أموالهم للترويج للمذهب
-------------------------------------------------------------------
نكتة :- نفس الخط ونفس الختم كان يخرج للشيعة في حياة الحسن العسكري !! (راجع بحار الأنوار للمجلسي ج51 ص 346 ، وكذلك راجع/ الغيبة الصغرى للمالكي ص51 – 52) ..
مما يدل على صدورها من نفس المزوّر ! لكن لماذا لم ينتبه الشيعة كيف كان المهدي يكتب ويختم وهو لم يولد بعد ؟؟؟؟؟؟
-----------------------------------------------------------------
ثم تفاجأ الإثناعشرية بظهور البويهيين في المنطقة في منتصف القرن الرابع الهجري !
والبويهيون ، وإن كانوا شيعة ، إلا إنهم لن يقبلوا بأن ينافسهم على سلطانهم أحد .. حتى لو كان إماماً أو نائبه !!
عندها خطرتْ فكرة جهنمية لدى أحبار الإثناعشرية .. يقف لها إبليس إحتراماً !!
فقالوا : لا سفير بعد اليوم ! لقد دخل الإمام المهدي في غيبة كبرى ! ولا همسة ، ولا لمسة ! و من إدعى مشاهدته قبل علامات الساعة فهو كذاب أشر !! (الغيبة للطوسي ص395) ..
وبهذا ضحوا بهمزة الوصل الوحيدة مع قائدهم المزعوم الغائب !!
بل إنهم ألغوا عقيدة الإمامة .. التي تستوجب وجود إمام معصوم بين ظهرانيهم يأمرهم فيطيعون !!
كل ذلك .. من أجل إستمالة البويهيين وإسترضائهم ..
وبالفعل .. نجحتْ خطتهم .. فقد سمح البويهيون للإثناعشرية .. ولأول مرة في التاريخ .. بأن ينشروا أفكارهم ، ويروّجوا لها .
أي إنهم خسروا الدين .. في سبيل الفوز بالسياسة !!
--------------------------------------------------------------------
وهكذا في زمن البويهيين .. برز الإثناعشرية الى السطح .. وجمعوا رواياتهم في كتب أربعة رئيسية علنية ..
ثم رأوا أنفسهم حينها أنهم مجرد جزيرة وسط بحر من السنة .. فاضطروا الى لبس قناع التقية .. وتبرأوا من بعض مبادئهم .. منها الإيمان بتحريف القرآن الذي قد يُخرجهم من الملة .. إضافة الى إضطرارهم للتمسك بهذا المصحف الذي بين أيدينا .. بعد أن تخلوا عن لعبة (سفير المعصوم) ..

ولهذا ترى علماءهم في ذلك الوقت .. مثل شيخ طائفتهم أبو جعفر الطوسي .. وإبن بابويه القمي الملقب عندهم بالصدوق .. وشيخهم المفيد .. يرفضون فكرة تحريف القرآن علناً .. رغم إنك ترى بعض التلميحات بالتحريف في بعض كتبهم ! هم كالثعلب ، أو أشد منه روغاناً !!
---------------------------------------------------------------------
بصراحة المرء يتعجب من قدرتهم الهائلة على الكذب والإحتيال !
مثلاً : شيخهم (الصدوق) يقول :- " إعتقادنا أن القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وآله هو ما بين الدفتين ، وهو ما في أيدي الناس ، ليس بأكثر من ذلك ،، ومن نسب إلينا أنا نقول إنه أكثر من ذلك فهو كاذب " (الاعتقادات في دين الإمامية للصدوق ص84) ..
ثم يقول في كتاب آخر :- " إن سورة الأحزاب فضحت نساء قريش من العرب ، وكانت أطول من سورة البقرة ، ولكن نقصوها وحرفوها " ( ثواب الأعمال للصدوق ص 110 ) .. وفي كتاب آخر له :- (( ثم دنا (فتدانا !) فكان قاب قوسين أو أدنى )) ( علل الشرائع للصدوق 1/277 ) .. (( قل ما عند الله خير من اللهو والتجارة (للذين اتقوا !) والله خير الرازقين )) ( عيون أخبار الرضا للصدوق 1/196 ) ..
-------------------------------------------------------------------------
وكذلك شيخ طائفتهم أبو جعفر الطوسي .. حيث قال عن القرآن :- " الزيادة فيه مجمع على بطلانها ، والنقصان منه ، فالظاهر أيضاً من مذهب المسلمين خلافه ، وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا " (التبيان للطوسي ص3) ..
ولكنه في كتاب آخر يروي عن أحد الشيعة أن الإمام الرضا (ع) بعث إليه بمصحف ، ففتحه فوقعت عيناه على سورة (( لم يكن )) فإذا هي أطول وأكثر مما يقرأها الناس (إختيار معرفة الرجال للطوسي (رجال الكشي) 2/853 ) .. ويروي أيضاً " أنزل الله في القرآن سبعة بأسمائهم ، فمحت قريش ستة ، وتركوا أبا لهب " ( نفس المصدر 2/577 ) ..
---------------------------------------------------------------
أما شيخهم المفيد .. فقد أجاب عن السؤال حول القرآن بهذا الكلام :-
" لا شك أن الذي بين الدفتين من القرآن جميعه كلام الله تعالى وتنزيله ، وليس فيه شئ من كلام البشر (يقصد لا يوجد فيه زيادة) ، وهو جمهور المنزل (أي ليس كله) . والباقي مما أنزله الله تعالى عند المستحفظ للشريعة ، المستودع للأحكام (يقصد المهدي) ، لم يضع منه شئ . وإن كان الذي جمع ما بين الدفتين الآن (يقصد الصحابة) لم يجعله في جملة ما جمع لأسباب دعته إلى ذلك ، منها : قصوره عن معرفة بعضه . ومنها : شكه فيه وعدم تيقنه . ومنها : ما تعمد إخراجه منه . " (المسائل السروية للمفيد ص78) ..
------------------------------------------------------------------------
أظنكم لاحظتم حجم الكذب والخداع والمراوغة في كلامهم !
هل هؤلاء علماء أمناء على الدين ؟
أم شياطين تنظيم سياسي خبيث ؟

----------------------------------------------------------------
وهناك أمر آخر دفعهم إلى إعادة الإعتبار للمصحف الذي بين أيدينا ..
وهو إنهم أثناء جمعهم لرواياتهم وتدوينها .. لاحظوا إنها مختلفة ومتعارضة ومتناقضة .. كما لاحظوا فيها أحاديث واضحة الضعف والكذب والتزوير !! وبالتالي هي ليست مصدراً قوياً للتشريع ، يمكن أن يكون بديلاً عن القرآن !
أضف إلى أنهم ألغوا منصب (سفير المهدي) .. فلا يستطيعون أن يطلبوا منه مساعدتهم في تصحيح الأحاديث !! فوقعوا في مشكل فقهي حقيقي .. وهذا مصير كل كذاب !
وقد أشاروا الى ذلك في كتبهم ..
فبعد أن جمع شيخهم وثقتهم الكليني الروايات في كتابه الشهير/ الكافي .. إعترف بأنه ذهل من شدة التعارض والتناقض في تلك الروايات .. كما إعترف بأنه لم يستطع حل هذه المعضلة بطرقهم .. مثل الإجماع أو مطابقة الحديث بالقرآن أو مخالفة العامة (السنة) .. فقال :-
“ فاعلم يا أخي أرشدك الله أنه لا يسع أحداً " تمييز شئ مما اختلف الرواية فيه عن العلماء عليهم السلام برأيه ، إلا على ما أطلقه العالم بقوله عليه السلام : " اعرضوها على كتاب الله فما وافى كتاب الله عز وجل فخذوه ، وما خالف كتاب الله فردوه " و قوله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة : " دعوا ما وافق القوم فإن الرشد في خلافهم " وقوله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة " خذوا بالمجمع عليه ، فإن المجمع عليه لا ريب فيه " ونحن لا نعرف من جميع ذلك إلا أقله ، ولا نجد شيئاً أحوط ولا أوسع من رد علم ذلك كله إلى العالِم (الإمام) نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وقبول ما وسع من الأمر فيه بقوله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة : " بأيما أخذتم من باب التسليم وسعكم " (الكافي للكليني 1/ 8) ..
كأنه يقول لإخوانه الإثناعشرية : إنتظروا المهدي حتى يحل لكم هذا الإشكال !!!
---------------------------------------------------------------------------------
وجاء بعده بنحو قرن ونصف .. شيخ طائفتهم بلا منازع .. أبو جعفر الطوسي .. الذي قرر أن يُهذّب المذهب .. فأصيب أيضاً بالذهول من (اللخبطة) الموجودة في رواياتهم !
فقال في مقدمة كتابه (تهذيب الأحكام) :-
" أحاديث أصحابنا ،، وقع فيها من الإختلاف ، والتباين ، والمنافاة ، والتضاد ، حتى لا يكاد يتفق خبر ، إلا وبإزائه ما يُضاده ، ولا يسلم حديث ، إلا وفي مقابله ما ينافيه " ( التهذيب للطوسي 1/ 1) .
وقال في كتاب آخر :-
" فإني وجدتُها (الطائفة الإثناعشرية ) مختلفة المذاهب في الأحكام ،، وغير ذلك في سائر أبواب الفقه ، حتى إن باباً منه لا يسلم إلا وقد وجدتُ العلماء من الطائفة مختلفة في مسائل منه أو مسألة متفاوتة الفتاوى ... حتى إنك لو تأملتَ إختلافهم في هذه الأحكام وجدتَه يزيد على إختلاف أبي حنيفة والشافعي ومالك " ( عدة الأصول للطوسي (ط.ق.) 1/ 354 وما بعدها) .
وإعترف بأن القرائن التي تدل على الصحة غير موجودة في جميع المسائل ، فقال :-
" القرائن التي تقترن بالخبر وتدل على صحته أشياء مخصوصة ، من الكتاب والسنة ، والاجماع ، والتواتر . ونحن نعلم أنه ليس في جميع المسائل التي استعملوا (علماء الإثناعشرية) فيها أخبار الآحاد ذلك ، لأنها أكثر من أن تحصى موجودة في كتبهم وتصانيفهم وفتاواهم ، لأنه ليس في جميعها يمكن الإستدلال بالقرآن ، لعدم ذكر ذلك في صريحه وفحواه ، أو دليله ومعناه ، ولا في السنة المتواترة لعدم ذلك في أكثر الاحكام ، بل لوجودها في مسائل معدودة ، ولا في الاجماع لوجود الاختلاف في ذلك . فعلم أن إدعاء القرائن في جميع هذه المسائل دعوى محالة " ( عدة الأصول للطوسي 1/ 135 ) ..

كما إعترف بأن الكثير من مؤلفيهم فاسدون !! فقال :-
" إن كثيراً من مصنفي أصحابنا وأصحاب الأصول ينتحلون المذاهب الفاسدة (!!) " ( الفهرست للطوسي ص 32 ) .
----------------------------------------------------------------------
وهكذا نرى إن الجيل الأول من علمائهم .. وهم الذين أسسوا المذهب في العهد البويهي .. إعترفوا بأن أحاديثهم قد إختلط فيها الحابل بالنابل .. وبالتالي كان أغلبهم ميالين الى التمسك بالقرآن ونفي تحريفه ..
-------------------------------------------------------------------
لكن من مساوئ تسلط الشيعة وصعود نجمهم .. أنهم يُجاهرون بشعائرهم وطعنهم بالصحابة وأمهات المؤمنين .. وهذا ما أدى الى إندلاع أولى المعارك الطائفية في بغداد بين السنة والشيعة (راجع تاريخ إبن الأثير / أحداث سنوات : 352 ، 353 ، 357 ، 359 ، 406 ، 441 )
---------------------------------------------------------------------------
عام 352 هجرية : الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج 8 - ص 549 :-
في هذه السنة عاشر المحرم أمر معز الدولة الناس أن يغلقوا دكاكينهم ويبطلوا الأسواق والبيع والشراء ، وأن يظهروا النياحة ويلبسوا قبابا عملوها بالمسوح ، وأن يخرج النساء منشرات الشعور مسودات الوجوه قد شققن ثيابهن ، يدرن في البلد بالنوائح ، ويلطمن وجوههن على الحسين بن علي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةا . ففعل الناس ذلك . ولم يكن للسنية قدرة على المنع منه ، لكثرة الشيعة ، ولأن السلطان معهم .
--------------------------------------------------------------------------------
عام 353 : إندلاع حرب طائفية : الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج 8 - ص 558 :-
في هذه السنة عاشر المحرم أغلقت الأسواق ببغداد يوم عاشوراء ، وفعل الناس ما تقدم ذكره . فثارت فتنة عظيمة بين الشيعة والسنية ، جرح فيها كثير ، ونهبت الأموال .
------------------------------------------------------------------------------------------
عام 357 : الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج 8 - ص 589 :-
وفيها عمل أهل بغداد يوم عاشوراء وغدير خم كما جرت به عادتهم من إظهار الحزن يوم عاشوراء والسرور يوم الغدير.
---------------------------------------------------------------------------
عام 359 : رد فعل السنة : الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج 9 - ص 155 :-
وفيها عمل أهل باب البصرة (السنة) يوم لسادس والعشرين من ذي الحجة زينة عظيمة وفرحا كثيرا وكذلك عملوا ثامن عشر المحرم مثل ما يعمل الشيعة في عاشوراء .. وسبب ذلك أن الشيعة بالكرخ كانوا ينصبون القباب وتعلق الثياب للزينة اليوم الثامن عشر من ذي الحجة وهو يوم الغدير ، وكانوا يعملون يوم عاشوراء من المأتم والنوح وإظهار الحزن ما هو مشهور .. فعمل أهل باب البصرة (السنة) في مقابل ذلك بعد يوم الغدير بثمانية أيام مثلهم ، وقالوا هو يوم دخل النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة ، وأبو بكر نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة الغار .. وعملوا بعد عاشورا بثمانية أيام مثل ما يعملون يوم عاشوراء ، وقالوا هو يوم قتل مصعب بن الزبير .
---------------------------------------------------------------
عام 406 : فتنة طائفية ثانية : الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج 9 - ص 263 :-
وفيها وقعت فتنة ببغداد بين أهل الكرخ وبين أهل باب الشعير ، ونهبوا القلائين . فأنكر فخر الملك على أهل الكرخ (الشيعة) ، ومُنِعوا من النوح يوم عاشوراء ، ومن تعليق المسوح .
--------------------------------------------------------
عام 441 : جدار الفصل الطائفي : الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج 9 - ص 561 :-
وفيها مُنِع أهل الكرخ (الشيعة) من النوح وفعل ما جرت عادتهم بفعله يوم عاشوراء ، فلم يقبلوا ، وفعلوا ذلك .. فجرى بينهم وبين السنية (فتنة) عظيمة ، قتل فيها وجرح كثير من الناس ، ولم ينفصل الشر بينهم حتى عبر الأتراك وضربوا خيامهم عندهم ، فكفوا حينئذ .. ثم شرع أهل الكرخ (الشيعة) في بناء سور على الكرخ ، فلما رآهم السنية من القلائين ومن يجري مجراهم شرعوا في بناء سور على سوق القلائين . وأخرج الطائفتين في العمارة مالا جليلا ..وجرت بينهما فتن كثيرة ، وبطلت الأسواق ، وزاد الشر ، حتى انتقل كثير من الجانب الغربي إلى الجانب الشرقي فأقاموا به (تهجير!) . وتقدم الخليفة إلى أبي محمد بن النسوي (قائد عسكري) بالعبور ، وإصلاح الحال وكف الشر . فسمع أهل الجانب الغربي ذلك (فخافوا) .. فاجتمع السنية والشيعة على المنع منه ، وأذنوا في القلائين وغيرها (مناطق السنة) بحي على خير العمل ، وأذنوا في الكرخ (مناطق الشيعة) الصلاة خير من النوم ، وأظهروا الترحم على الصحابة ، فبطل عبوره .

-------------------------------------------------------------------
ثم إنهارت الدولة البويهية في منتصف القرن الخامس الهجري .. وإنهارت معهم قوة الإثناعشرية .. بعد أن ظهرت عورتهم أمام الناس .. بسبب إنتشار كتبهم بين الناس ..
فواجهوا مناظرات عنيفة مع علماء الأمة .. وكان أشد السهام ضدهم .. هو كلامهم في تحريف القرآن .. وتكفيرهم لمن خالفهم .. وعدم إعتنائهم بتصحيح رواياتهم ..
----------------------------------------------------------------
فإنبرى أحد علمائهم .. هو إبن المطهر الحلي .. لتصحيح رواياتهم .. ووضع كتابين في هذا الصدد .. هما : (الدر والمرجان) و (النهج الوضاح) ..
ولكن يبدو إن هذين الكتابين لم يعجبا باقي شيوخ وأحبار طائفتهم .. فأزالوها من المكتبة الشيعية تماماَ !!
------------------------------------------------------------
بعدها جاء تلميذه الشيخ حسن صاحب المعالم .. فوضع كتاب/ منتقى الجمان .. ولكن فيه أمران:-
- لم يستطع تصحيح سوى عشرة بالمائة فقط من أحاديثهم ورواياتهم !
- تحاشى الخوض في روايات العقائد و أصول الدين .. من ضمنها الإمامة والعصمة والتسلسل الإثناعشري للأئمة .. إذ يبدو إنه لم يجد فيها حديثاً واحداً يستحق الذكر !!
----------------------------------------------------------------
ولكنهم في زمن دولتهم الصفوية .. التي ظهرت في القرن العاشر الهجري .. شعروا ببعض القوة والزهو .. فخلعوا برقع التقية .. وجاهروا بعقيدتهم .. ومنها : تكفير المخالفين ، والإعلان عن تحريف القرآن .. وتجد هذا واضحاً في كتب علمائهم في تلك الفترة .. مثل المجلسي والحر العاملي والنوري الطبرسي (الذي وضع كتاباً بعنوان : فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) ونعمة الله الجزائري والمحقق البحراني وغيرهم .. بل يكاد يكون إجماعهم على ذلك .. إذ لم أجد في كتاب لأحد علمائهم في تلك الحقبة لا يُجاهر بتحريف القرآن !
يقول شيخهم الكاشاني :-
" المستفاد من مجموع هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت (ع) أن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما أنزل الله ، ومنه ما هو مغير ومحرف ، وأنه قد حذف عنه أشياء كثيرة ، منها إسم علي (ع) في كثير من المواضع ، ومنها غير ذلك ، وأنه ليس أيضاً على الترتيب المرضي عند الله وعند رسوله " ( راجع تفسير الصافي للكاشاني 1/ 52 وما بعدها ) .
ويقول شيخهم المازندراني :-
" إسقاط بعض القرآن وتحريفه ثبت من طرقنا بالتواتر معنى ، كما يظهر لمن تأمل في كتب الأحاديث من أولها إلى آخرها " ( شرح أصول الكافي للمازندراني 11/ 87 – 88 )
ويقول شيخهم الجزائري :-
" وهذا الذي جرى على الإنجيل قد جرى مثله على القرآن حذو النعل بالنعل ، وذلك أن القرآن الأول الذي جمع فيه جميع سور القرآن وآياته ما كان إلا القرآن الذي كتبه أمير المؤمنين (ع) ،، وجمعوا منها ما يوافق قرآن عثمان هذا الجاري بين الناس وأحرقوا ما عداه ، فوقع فيه من التحريف والزيادة والنقصان ما لا يحتاج إلى البيان " (نور البراهين لنعمة الله الجزائري ج2 شرح ص 453 – 461 )
ويقول شيخهم الحر العاملي :-
" الخائنين (يقصد الصحابة) الذين خانوا الله ورسوله وخانوا أماناتهم ، إنهم أئتمنوا على كتاب الله فحرفوه وبدلوه " ( وسائل الشيعة (آل البيت) للحر العاملي 27/151 ) ..

كذلك راجع/ بحار الأنوار للمجلسي الجزء 89 ، الصفحة 40 : باب ما جاء في كيفية جمع القرآن ، وما يدل على تغييره .. وكذلك صفحة 60 : باب التحريف في الآيات التي هي خلاف ما أنزل الله .. وكذلك صفحة 66 : باب تأليف القرآن وأنه على غير ما أنزل الله ..
----------------------------------------------------------------
ومن البديهي .. كلما قللوا من شأن قرآنهم .. إضطروا الى إعلاء شأن سنتهم (رواياتهم) .. فنادى بعضهم بإعتبار جميع رواياتهم صحيحة .. ورفضوا تصحيحها على أساس السند .. لأن ذلك سيطيح بمعظمها أو جميعها .. وهؤلاء يسمونهم : الإخباريين ..
منهم المحقق البحراني الذي قال :-
" والواجب إما الأخذ بهذه الأخبار ،، أو تحصيل دين غير هذا الدين " (رياض المسائل للطباطبائي 1/ 82 نقلاً عن لؤلؤة البحرين للبحراني) ..
والحر العاملي - مؤلف موسوعة: وسائل الشيعة يقول :-
" الاصطلاح الجديد (تقسيم الأحاديث وتصحيحها حسب أسانيدها) يستلزم تخطئة جميع الطائفة... يستلزم ضعف أكثر الأحاديث ... ويلزم بطلان الاجماع ... بل يستلزم ضعف الأحاديث كلها . " .. ( وسائل الشيعة (الإسلامية) للحر العاملي 20 / 101 – 104 ) .
------------------------------------------------------------------
ولم يكتفوا بذلك .. بل أهملوا المحاولات النادرة للتصحيح !
يقول شيخهم المعاصر مرتضى العسكري :-
" إن ما انتخبه العلامة (إبن المطهر) الحلي ،، وسماه " الدر والمرجان في الأحاديث الصحاح والحسان " ، وكذلك " النهج الوضاح في الأحاديث الصحاح " ،، وما إنتخبه الشيخ حسن ،، وسماه " منتقى الجمان في الأحاديث الصحاح والحسان " لم تتداول في الحوزات العلمية ، ولم يعتد بها العلماء ، وإنما اعتبروا عملهما إجتهاداً شخصياً (!!!) ... ولعل في العلماء بمدرسة أهل البيت من لم يسمع بأسماء كتبهم في صحاح الأحاديث وحسانها فضلاً عن التمسك بما ورد فيها من حديث بعنوان الصحيح والحسن " (معالم المدرستين لمرتضى العسكري 3 / 280 – 281 ) .
---------------------------------------------------------------------
علماً إن شيخهم البحراني إعترف بأنهم ضائعون ، ولا يعلمون من دينهم على اليقين إلا قليل ! فقال :-
" غير خفي - على ذوي العقول من أهل الايمان وطالبي الحق من ذوي الأذهان - ما بلي به هذا الدين من أولئك المردة المعاندين بعد موت سيد المرسلين ، وغصب الخلافة من وصيه أمير المؤمنين ، وتواثب أولئك الكفرة عليه ، وقصدهم بأنواع الأذى والضرر إليه ، وتزايد الأمر شدة بعد موته صلوات الله عليه ، وما بلغ إليه حال الأئمة صلوات الله عليهم من الجلوس في زاوية التقية ، والإغضاء على كل محنة وبلية . وحث الشيعة على إستشعار شعار التقية ، والتدين بما عليه تلك الفرقة الغوية (يقصد السنة) ، حتى كوّرت شمس الدين النيرة ، وخسفت كواكبه المقمرة ، فلم يعلم من أحكام الدين على اليقين إلا القليل ، لامتزاج أخباره بأخبار التقية " ( الحدائق الناضرة للمحقق البحراني 1/ 4 ) .

-------------------------------------------------------------
لكنهم .. عندما ذهبت دولتهم الصفوية .. وجاء الشاه الإيراني العلماني .. إضطروا مرة أخرى الى حيلة الثعلب وقناع التقية .. ولهذا ترى جميع شيوخهم ومراجعهم في القرن العشرين الميلادي .. يدعون الى الوحدة الإسلامية والتقارب بين المذاهب .. ويُنكرون تحريف القرآن إنكاراً شديداً .. بل ينعتون من يؤمن بذلك بأقذع النعوت والصفات !!
فهذا حبرهم الأعظم في زمانه .. أبو القاسم الخوئي .. يقول :-
" حديث تحريف القرآن حديث خرافة وخيال ، لا يقول به إلا من ضعف عقله (يعني أبله) ، أو من لم يتأمل في أطرافه حق التأمل (يعني جاهل) ، أو من ألجأه إليه يحب القول به ، والحب يعمي ويصم (يعني خبيث ، يبتغي الفتنة) ، وأما العاقل المنصف المتدبر ، فلا يشك في بطلانه وخرافته " (البيان في تفسير القرآن للخوئي ص 259 ) ..

وفي نفس هذا المعنى قال محمد رضا المظفر .. عميد كلية الفقه في النجف بالعراق في زمانه .. ويلقبونه بالمجتهد المجدد (مقدمة كتاب/ عقائد الإمامية للمظفر) .. حيث يقول عن القرآن :- " لا يعتريه التبديل والتغيير والتحريف ، وهذا الذي بين أيدينا نتلوه هو نفس القرآن المنزل على النبي ، ومن إدعى فيه غير ذلك فهو مخترق أو مغالط أو مشتبه ، وكلهم على غير هدى " (عقائد الإمامية للمظفر ص 59 ) ..
------------------------------------------------------------------
ومن الأدلة على قوة خداعهم وشدة روغانهم .. أن سيدهم الخوئي .. وهو ينفي بشدة تحريف القرآن .. يقول ، وفي نفس الكتاب :- " إن كثرة الروايات ( التي تؤيد التحريف ) تورث القطع بصدور بعضها عن المعصومين (ع) ، ولا أقل من الإطمئنان بذلك ، وفيها ما روي بطريق معتبر ، فلا حاجة إلى التكلم في سند كل رواية بخصوصها " ( البيان في تفسير القرآن للخوئي ص 226 ) !!!!
أظن إن الثعلب مجرد تلميذ صغير عند الإثناعشرية !!
---------------------------------------------------------------
ومن البديهي أيضاً .. إنهم كلما رفعوا شأن قرآنهم .. قللوا من شأن سنتهم (رواياتهم) ..
فظهر فيهم (الأصوليون) الذين نادوا بتصحيح رواياتهم - في مقابل (الإخباريين) الذين رفضوا ذلك - ..
حتى قال أحد الأصوليين الإثناعشرية إن الحديث الصحيح عندهم نادر جداً .. كالشعرة البيضاء في البقرة السوداء !
فقال بصريح العبارة :-
" لعل (الحديث) الصحيح المعتبر المدرج في تلك الكتب (الكتب الأربعة الرئيسية عند الإثناعشرية) كالشعرة البيضاء في البقرة السوداء " (طرائف المقال للبروجردي 2/ 308 ) .
----------------------------------------------------------------
وقال آخر :-
" بل نعلم جزماً بوجود أخبار متعارضة في هذه الكتب ، ويستلزم ذلك القطع بعدم صدور أحد المتعارضين وكذبه " (تهذيب المقال في تنقيح كتاب رجال النجاشي - السيد محمد على الأبطحي - ج 1 - شرح ص 195 ) ..
-------------------------------------------------------------------
وقال إثناعشري آخر :-
" مناط الأحكام لا تخلو من شوب ، وريب ، وتردد ، لكثرة الإختلافات ، في تعارض الأدلة ، وتدافع الإمارات " ( درة نجفية لهاشم البحراني ص 61 ) .
-------------------------------------------------------------------------
وقال آخر :-
" قلة المتواترات في الكتب ، وإنقطاع القرائن (الدلائل) القطعية المحتفة بأخبار الآحاد بتقادم الزمان " ( المحكم في أصول الفقه لمحمد سعيد الحكيم 3/260 ) .
" الفتوى في فروع ليس فيها إلا خبر واحد لا يوجب العلم " ( نفس المصدر 3/268 ) .
" إن الإخباريين منهم (الإثناعشرية) لم يعولوا في أصول الدين وفروعه إلا على أخبار الآحاد ،والأصوليون منهم كأبي جعفر الطوسي عمل بها (بالآحاد).. بل عن المجلسي:- إن عمل أصحاب الأئمة (ع) بالخبر غير العلمي (الذي لا يوجب العلم) متواتر بالمعنى .. وعن المحقق (الحلي) في (كتابه) المعتبر أنه قال في مسألة خبر الواحد :- ... ما من مصنف (مؤلف كتاب فقهي) إلا وهو يعمل بالخبر المجروح (غير الصحيح) كما يعمل بخبر العدل (!!) " ( نفس المصدر 3/270 وما بعدها ) .
-------------------------------------------------------------------
ولعل أشهر الأصوليين هو حبرهم الأكبر .. أبو القاسم الخوئي .. حيث ألّف كتاباً ضخماً .. بعنوان/ معجم رجال الحديث .. لغرض دراسة أحوال رواتهم ..
وأجمل ما في الكتاب .. هو مقدمة الطبعة الأولى .. حيث أعلن فيه إن رواياتهم ليست قطعية (يقينية) .. ولا متواترة .. وطعن في الإخباريين .. وفنّد أدلتهم .. الواحدة تلو الأخرى ..
وجدير بكل من يريد البحث في هذا المجال .. أن يقرأ ما كتبه الخوئي في مقدمة كتابه .. فقد أخرس كل من يدّعي إن كتبهم ورواياتهم قطعية ومتواترة !!
وهذه مقتطفات مما ذكره :-
" كيف يمكن دعوى القطع (اليقين) بصدور رواية رواها واحد عن واحد ؟ " ( ص 22 ) .

" ( أصحاب الأئمة ) عاشوا في طور التقية ، ولم يتمكنوا من نشر الأحاديث علناً " ( ص 22 ، 23 ) .

" فالواصل إلى المحمدين الثلاثة (الذين كتبوا الكتب الأربعة) إنما وصل إليهم من طريق الآحاد " ( ص 24 ) .

" إن في رواة الكتب الأربعة (الأربعة الرئيسية عندهم : الكافي والفقيه والتهذيب والإستبصار) من هو معروف بالكذب والوضع " ( ص 22 )

" إن أرباب الأصول والكتب لم يكونوا كلهم ثقاتاً وعدولاً ، فيُحتمل فيهم الكذب ،، ويحتمل فيه السهو والإشتباه " ( ص 23 ) ؟

" لو سلمنا أن صاحب الكتاب أو الأصل لم يكذب أو يشتبه عليه الأمر ، فمن الممكن أن من روى عنه صاحب الكتاب قد كذب عليه في روايته ، أو أنه إشتبه عليه الأمر " ( ص 24 ) .

" وأما طرقه (يقصد شيخهم محمد بن بابويه القمي ، الملقب بالصدوق ) إلى أرباب الكتب فهي مجهولة عندنا ، ولا ندري أن أياً منها كان صحيحاً ، وأياً منها غير صحيح " (ص 25) .

" ومع ذلك كيف يمكن دعوى العلم بصدور جميع هذه الروايات من المعصومين (ع) " ( ص 25 ) .
" وعلى الجملة : إن دعوى القطع بصدور جميع روايات الكتب الأربعة من المعصومين عليهم السلام واضحة البطلان .. ويؤكد ذلك إن أرباب هذه الكتب بأنفسهم لم يكونوا يعتقدون ذلك " (ص 25) ..

-----------------------------------------------------------
ثم إنقلب الحال عندما جاء خميني ..
في البداية تعاملوا بحذر .. وبثوا بين أهل السنة بأنهم مسالمون ، يدعون الى الوحدة الاسلامية ، وينكرون تحريف القرآن ..
لكن اليوم .. وبعد أن سيطروا على مناطق كثيرة في الشرق الأوسط .. بمساعدة القوى العظمى من الشرق والغرب .. وجدوا أنفسهم أقوياء الى درجة لم يعودوا يحتاجون فيه الى التقية !!
فأعلنوها حرباً شعواء على أهل السنة .. وقتلوا وهجّروا .. داعين عياناً جهاراً الى هدفهم الرئيسي من هذا المذهب .. وهو الإستيلاء على الأرض وطرد أهل السنة منها ..
------------------------------------------------------------------
كما بدأوا بإظهار موقفهم الحقيقي من المصحف الموجود بين أيدينا .. فأعلنوا ما كانوا يُخفونه من قبل .. بأن هذا المصحف الموجود بين الدفتين اليوم .. يُحتمل فيه النقيصة .. ولا يستحيل حصول الزيادة فيه .. فجعلوه مثل التوراة والإنجيل .. وأصبح الإسلام .. بفضل الإثناعشرية .. مثل المسيحية واليهودية .. سواءاً بسواء .. ولا حول ولا قوة إلا بالله !
------------------------------------------------------------------
لكن واجه الإثناعشرية معضلة جديدة !
إذا كان القرآن محرّف ! وإذا كان إمامهم غائباً !
فعلى ماذا يعتمدون في دينهم ؟
لم يبق سوى تلك الروايات والأحاديث التي جمعوها ..
ولهذا نسمع اليوم من الشيعة الإثناعشرية .. عبارات تقلل من شأن القرآن وتتهمه بالتحريف .. وفي نفس الوقت (ومن باب التعويض) يزعمون إن رواياتهم صحيحة ومتواترة !!!
لكنهم لو قرأوا ما قاله علماؤهم حول تلك الروايات .. لخجلوا من أنفسهم .. ولعلموا إن دينهم .. في أفضل الأحوال .. ظني .. لا قطعي .. ولا متواتر .. ولهذا يتغيّر حسب ظروفهم السياسية ..










توقيع : عبق الشام


عن حذيفة رضى الله عنه، أنه أخذ حجرين، فوضع أحدهما على الآخر، ثم قال لأصحابه:
هل ترون ما بين هذين الحجرين من النور؟
قالوا: يا أبا عبد الله، ما نرى بينهما من النور إلا قليلا.
قال: والذي نفسي بيده، لتظهرن
البدع حتى لا يُــرى من الحق إلا قدر ما بين هذين الحجرين من النور،والله، لتفشون البدع حتى إذا ترك منها شيء،
قالوا: تُركت السنة !.

.
[البدع لابن وضاح ١٢٤]
" سنية " سابقاً ~

عرض البوم صور عبق الشام   رد مع اقتباس