عرض مشاركة واحدة
قديم 07-02-14, 03:20 PM   المشاركة رقم: 183
المعلومات
الكاتب:
أبو بلال المصرى
اللقب:
مــراقــب عـــام
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jul 2013
العضوية: 10746
المشاركات: 2,202 [+]
بمعدل : 0.56 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 15
نقاط التقييم: 62
أبو بلال المصرى سيصبح متميزا في وقت قريب

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
أبو بلال المصرى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو بلال المصرى المنتدى : بيت الحــوار العقـائــدي
افتراضي

محنة الصادق مع الإمامية :- يبدو أن أكبر مشكلة واجهت جعفر الصادق كانت مع الشيعة الإمامية (الروافض) ! فقد أحاطوا به من كل جانب ، وإدعوا أنهم أصحابه وشيعته ، في حين تخلى الجميع عنه سياسياً . فحتى الشيعة الأصلاء (الزيدية) تركوه ، وإنضموا إلى ثورة محمد ذي النفس الزكية (من أحفاد الحسن بن علي) ، ولم يبق حوله سوى الروافض . فإن أيّدهم في عقائدهم صار ضالاً مُضلاً ، وإن تبرأ منهم صار وحيداً !! فقال (ع) يوماً لأحد أصحابه :- إنهم (الإمامية الروافض) يتكلمون بكلام إن أنا أقررتُ به ورضيتُ به أقمتُ على الضلالةِ ، وإن برئتُ منهم شُقَّ عليَّ ، نحن قليل وعدونا كثير (إختيار معرفة الرجال للطوسي 2/ 435 ، جامع الرواة للأردبيلي ، قاموس الرجال للتستري ، طرائف المقال للبروجردي 2/ 555 ، معجم رجال الحديث للخوئي 18/ 41 ) . يبدو أنه (ع) وقع في نفس الورطة التي وقع فيها جده علي بن أبي طالب (ع) ! فقد إلتف حوله جماعة من (الطفيليات) ! إذا أيّدهم ضلّ ، وإذا تبرّأ منهم ضعف !! وأظن أنها محنة أهل البيت عموماً ! والله أعلم .
مشكلة جعفر الصادق مع الكذابين :- كما حصل مع أبيه ، فقد إبتلي الصادق بالرواة الغلاة الكذابين . وكعادة الإثناعشرية فإنهم يتعاملون مع الرواة حسب مذهبهم . فالذين إستمروا على مذهب الإثناعشرية فهو ممدوح محبوب عندهم ، مثل عبد الأعلى وعبيدة بن بشر الذين إدعوا أن جعفر الصادق قال لهما :- والله إني لأعلم ما في السموات وما في الأرض وما في الجنة وما في النار ، وما كان وما يكون إلى أن تقوم الساعة ( ص35 ) . وفوجئ الصادق يوماً ببعض سودان المدينة وهم يهتفون : لبيك يا جعفر بن محمد لبيك . فغضب (ع) وأصيب بالذعر والخوف ، وسجد لله تعالى ( ص43 ) .فكان (ع) يرفض هذا الغلو ، ويقول :- إنا والله عبيد مخلوقون ، لنا رب نعبده ، وإن لم نعبده عذّبنا ( ص125 ) . وقد ضاق الصادق ذرعاً من أصحابه،فقال يوماً:- إن أصحابنا هؤلاء أبوا أن يزيدوا في صلاتهم في رمضان، وقد زاد رسول الله (ص) في صلاته في رمضان ( وسائل الشيعة للحر العاملي (إثناعشري) 8/ 23 ) .
أبو الخطاب محمد بن مقلاص :- كان في البداية تلميذاً محضياً عند جعفر الصادق ، فقد كان يحمل مسائل شيعة الكوفة إليه ويعود بجواباته ( ص346 ) . وعندما إشتكى منه الناس لشتمه الصحابة ، لم يصدّق جعفر الصادق ذلك ودافع عنه! ( ص111 ) . ثم إزداد أبو الخطاب غلواً ، فتبرأ الصادق منه ولعنه ( ص336 ، 338 ). ولكن بعد فوات الأوان ، فقد إستطاع أبو الخطاب أن يؤثر هو وأتباعه في أهل الكوفة ، حتى قال بعضهم:- لبيك جعفر ، لبيك معراج ( ص378 ). وقد أفسد أبو الخطاب أهل الكوفة ، فصاروا لا يُصلون المغرب حتى يغيب الشفق . فقد سئل الصادق :- أأؤخر المغرب حتى تستبين النجوم ؟ فقال :- خطابية ( يعني أنها بدعة من أبي الخطاب ) ، إن جبرئيل نزل بها ( صلاة المغرب ) على محمد (ص) حين سقط القرص ( قرص الشمس، وهو ما يفعله السنة ) (الإستبصار للطوسي 1/ 262 ، التهذيب للطوسي 2/ 28 ، البحار للمجلسي 80/ 65 ، رجال الكشي 2/ 577، البحار 53/ 39 الهامش ) .وبقي تأثيره حتى ما بعد وفاة الإمام الحسن العسكري ( ص334 ) . والعجيب أن الإثناعشرية يقولون أن الإمام يستطيع تمييز المؤمن من المنافق بمجرد النظر إليه !! ( ص118 ) ، فكيف إنخدع الصادق بأبي الخطاب هذا في البداية ؟!
هشام بن الحكم (فيلسوف الإمامية) :- ظهر في زمان جعفر الصادق . وهو صاحب نظرية الإمام المعصوم الضرورة ، فكان يناقش الناس بأن الله تعالى لا بد أن يُعيّن إماماً للمسلمين ، يجمع كلمتهم ويُخبرهم بحقهم من باطلهم ( ص157 ) . وكان كلمه هذا من الأسباب التي أودت بحبس موسى الكاظم ولهذا كان الإمام الرضا بن موسى الكاظم يكرهه – كما سنرى . والغريب أن لا أحد يعرف أصله! فهو من موالي بني شيبان! ويقال أنه كان في البداية زنديقاً، ثم أصبح من المُشبّهة والمُجسّمة، ثم أصبح من المعتزلة، ثم أصبح من الشيعة الإمامية! وهو الآن عند الإثناعشرية من الشيعة العظماء الذين يؤخذ عنهم الفقه ولا يجوز لأحد أن يطعن فيهم ! (راجع معجم رجال الحديث للخوئي/ ترجمة هشام بن الحكم ) . وكان الرضا (ع) يكرهه ويحمّله مسؤولية ما حصل لأبيه الكاظم . فقال الرضا (ع) يوماً لشيعته :- أما كان لكم في الكاظم (ع) عظة؟ ما ترى حال هشام بن الحكم ؟ فهو الذي صنع بالكاظم (ع) ما صنع، وقال لهم وأخبرهم ؟ أترى الله يغفر له ما ركب منا ؟ (إختيار معرفة الرجال للطوسي 2/ 561 ، قرب الإسناد للحميري القمي ص 381 ، مختصر بصائر الدرجات للحلي ص 105 ، البحار 48/ 196 – 52/ 111 ، معجم رجال الحديث للخوئي 20/ 315 ، قاموس الرجال للتستري 10/ 534 ) .
زرارة بن أعين ( راجع معجم الخوئي / ترجمة زرارة بن أعين 8/ 225 ) :- من أشهر رواة الإثناعشرية قاطبة ، ويعتبرونه من أصحاب الإجماع الذين أجمع الإثناعشرية على صدقهم وعدالتهم . عاش في زمن الباقر والصادق . كان قليل الأدب ! فقد قال يوماً :- والله ، لو حدثتُ بكل ما سمعته من أبي عبد الله ( جعفر الصادق ) لإنتفخت ذكور الرجال على الخشب (!!) وقال يوماً عنه (ع) :- إن في قلبي عليه لفتة ، ذلك لأن الإمام قد ذمّه وأخرج مخازيه . وقال :- سألتُه (ع) عن شيء ، فلما خرجتُ منه ، ضرطتُ في لحيته ، وقلتُ : لا يُفلح أبداً (!!) . وقال :- صاحبكم هذا ( يقصد جعفر الصادق ) ليس له بصر بكلام الرجال (!!) . وأرسل زرارة يوماً رجلاً إليه (ع) يسأله :- هل أنا من أهل النار أم من أهل الجنة ؟ فقال الصادق للسائل :- هو من أهل النار ، من إدعى عليّ هذا فهو من أهل النار ، فلما وصل الجواب لزرارة ، قال :- عمل (ع) بالتقية (!!) ( رجال الكشي 1/ 3 ) . يروي أحد الشيعة :- دخلتُ على أبي عبد الله ( جعفر الصادق ) ، فقال لي :- كيف تركتَ زرارة ؟ فقلتُ :- تركته لا يصلي العصر حتى تغيب الشمس . فقال :- فأنتَ رسولي إليه ، فقل له فليصلِ في مواقيت أصحابي . فأبلغتُ زرارة ذلك ، فقال :- أنا والله أعلمُ أنك لم تكذب عليه ، ولكن أمرني بشيء ، فأكره أن أدعه (!!) . وقال أحدهم :- قلتُ لأبي عبد الله (ع) : إن زرارة قد روى عن أبي جعفر ( محمد الباقر ) أنه لا يرث مع الأم والأب والإبن والبنت أحد من الناس شيئاً إلا زوج أو زوجة . فقال الصادق :- أما ما رواه عن أبي جعفر فلا يجوز لي رده ، وأما ما في الكتاب في سورة النساء فإن الله عز وجل يقول (( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن نساء فوق إثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف )) والكتاب ، يا يونس ، قد ورّث ههنا مع الأبناء ، فلا تورّث البنات إلا الثلثين . ذم زرارة :- عدا ما ذكرنا سابقاً ، فقد وردت ستة وثلاثون رواية في كتب الإثناعشرية فيها الإمام يذم زرارة ، منها :- كذب عليَّ والله ، كذب عليَّ والله ، لعن الله زرارة ، لعن الله زرارة ، لعن الله زرارة .. اللهم لو لم يكن جهنم إلا سكرجة ( إناء صغير ) لوسعها آل أعين .. إئتِ زرارة وبريداً ( أحد الإثناعشرية أيضاً ) قل لهما ما هذه البدعة التي إبتدعتماها ، أما علمتما أن رسول الله (ص) قال كل بدعة ضلالة .. لا يموتُ زرارة إلا تائهاً .. ما أحدثَ أحد في الإسلام مثلما أحدث زرارة من البدع ، عليه لعنة الله .. هذا والله من الذين وصفهم الله في كتابه العزيز (( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءاً منثوراً )) .. إنّ هذا من مسائل آل أعين ، ليس من ديني ولا دين آبائي .. إنّ قوماً يعارون الإيمان عارية ثم يسلبونه ، فيقال لهم يوم القيامة المعارون ، أما إن زرارة بن أعين منهم .. إنّ زرارة يريدني على القدر على كبر السن ، وليس من ديني ولا دين آبائي .. إنْ مرض زرارة فلا تعده ، وإن مات فلا تشهد جنازته .. إنّ الله قد نكس قلب زرارة . وقد حاول الخوئي تضعيف معظم هذه الروايات ، ولكنه إعترف في النهاية أن بعضها صحيح السند ، فقال :- إنه لم يثبت صدور أكثرها من المعصوم (ع) ، من جهة ضعف إسنادها ، وأما ما ثبت صدوره ، فلا بد من حمله على التقية (!!) وإستدل بروايات رواها أقرباء زرارة ( إبنه وإبن عمه ) إدعيا فيها أن الإمام لعن زرارة وذمّه لكي يُبعد عيون السلطة عنه ، فلا تؤذيه (!!) ( راجع معجم الخوئي / ترجمة زرارة بن أعين 8/ 225 ) .
تناقض الروايات :- بسبب كثرة الكذابين ، وصلت إلى الناس روايات عن الأئمة تخالف بعضها بعضاً . وقد ورث الإثناعشرية هذه المشكلة ، حتى يكاد يكون التناقض السمة المميزة في المذهب الإثناعشري . وقد إعترف شيخهم أبو جعفر الطوسي بذلك، فقال: أحاديث أصحابنا ،، وقع فيها من الإختلاف ، والتباين ، والمنافاة ، والتضاد ، حتى لا يكاد يتفق خبر ، إلا وبإزائه ما يُضاده ، ولا يسلم حديث ، إلا وفي مقابله ما ينافيه ( التهذيب للطوسي 1/ 1 ) . ويبرر الإثناعشرية ذلك تارة بذريعة التقية (ص152 ) ، وتارة أخرى بإسم التفويض ( أي أن الله ورسوله قد أجاز لهم إصدار فتاوى متناقضة ) !! ( ص50 ) وتارة بإسم التفسير الباطني ( ص338 ) . فمثلاً :- سأله أحدهم أن أباه كان من سبايا بني أمية ، فقال :- أنت في حل مما كان من ذلك ، فخرج فرحاً ، ثم دخل عليه آخر ، وسأله نفس المسألة ، فقال :- ما ذلك إلينا ، ما لنا أن نحل ولا أن نحرم ، فخرج الرجل محتاراً ! ( ص366 ) . وهذا أغرب من الخيال ، بل هذا هو التناقض العجيب الذي يمتاز به الإثناعشرية . ففي الوقت الذي فيه يقولون أن الإمام معصوم من الخطأ والنسيان والسهو(عقائد الإمامية للمظفر (إثناعشري) ص 67 ) ، وبالتالي فإن كلامه دستور يجب الإلتزام ، وأنه هو بمثابة قرآن ناطق ، وعلمه مثل علم النبي (ص) تماماً ، وهو في نفس الوقت يمتلك قدرات عظيمة وقوة خارقة ، إذا بهم يعودون ويقولون أن المعصوم قد يُصدر فتاوى مختلفة متناقضة– بعضها حرام أو كفر - إذا خاف على نفسه أو أهله أو أصحابه ( أي تقية ) !!
التقية :- يقول الإثناعشرية أن التقية جعلت جعفر الصادق (المعصوم من الخطأ عندهم) يمدح أبا حنيفة ! ( ص223 ) .والتقية جعلت الإمام يقول لأحدهم أن الوضوء ثلاثاً ثلاثاً ، ومن نقص عنه فلا صلاة له ! ثم قال لآخر أنه من توضأ ثلاثاً ثلاثاً فلا صلاة له ! ( ص152 ) (ما هذا التناقض؟؟) .وأنه أفطر يوماً من شهر رمضان خوفاً من أن يُضرب عنقه !! ( ص210 ) . أيعقل أن التقية توصل الإمام (المعصوم) إلى هذه الدرجة من الفتاوى الشنيعة ؟! والأغرب من هذا كله أنهم يقولون أن المعصوم يعلم متى يموت !! فعلام الخوف ؟! كما يناقض هذا ما يروونه أنه كان يناظر ويناقش ويختلف مع علماء عصره بكل حرية ودون خوف ( ص217 ، 226 ، 227 ) !! .
الدين السري :- يبدو أن الإثناعشرية شعروا بخطورة مبادئهم على الكيان السياسي آنذاك ، فقرروا العمل تحت الأرض ، وبدأوا ينشرون الروايات التي تحث على الكتمان والسرية والتقية ، من أجل بقاء المذهب في تلك الفترة ( ص112 ، 372 ) .فكان شعارهم :- من آنستَ منه رشداً ، فأخبره ، وأطلب منه الكتمان ، فإن أذاع فمصيره الذبح ! ( ص344 ) .
القياس :- هو أحد الأساليب المنطقية للفقهاء للوصول إلى حل لبعض المسائل الفقهية إذا لم يجدوا حلاً في الكتاب والسنة ، ويستخدمه علماء أهل السنة والجماعة ، خاصة أبو حنيفة . لكن الإثناعشرية ، جرياً على عادتهم في مخالفة أهل السنة ، رفضوا القياس رفضاً شديداً ، وقالوا أن أئمة أهل البيت يرفضونه أيضاً ( ص227 ) . ولكنهم عادوا وإضطروا إلى إستخدام القياس لحل مشاكلهم الفقهية التي واجهتهم! ولكن كيف، وقد رووا عن (معصوميهم) أن القياس حرام ؟! لذلك وضعوا للقياس تسميات أخرى، مثل:- قياس الأولوية ، ومنصوص العلة ، وتنقيح المناط ( راجع/الفوائد الرجالية لبحر العلوم 3/ 214 ، أصول الفقه للمظفر 3/ 202 ، الحدائق الناضرة للمحقق البحراني 1/ 60 ) .
من أولاد جعفر الصادق :- إسماعيل :- كان أكبر أولاده ، وكان الصادق يحبه كثيراً ويتمنى أن يكون بعده على كرسي العلم والفقه ( ص269 ) ، حتى إعتبره الشيعة خليفة أبيه ، وكانوا يأتمون به بعد أبيه ( 48/ 25 ) . وبدأوا ينسجون الروايات حوله ، فقالوا أن أباه أخبرهم ببر إسماعيل له ، وأنه (ع) كان يحبه ، وقد إزداد إليه حباً ( ص 268 ) . ولكنهم فوجئوا بوفاته قبل أبيه! فبعضهم نقلوا الإمامة إلى أحد إخوته الأحياء . وبعضهم أصروا على بقائها في إسماعيل وأولاده من بعده ، وهؤلاء هم الشيعة الإسماعيلية ( ص242 ، 255 الهامش ) . أما الإثناعشرية فقد بحثوا عن مخرج لهذا المأزق فقالوا : قد بدا لله فيه! (البداء عندهم هو أن يأمر الله بأمر وينزل الوحي به ، ثم يقوم الله بتغييره قبل التنفيذ ! وهذا مستحيل على الله) . فرووا أن الصادق قال :- ما بدا لله بَداء أعظم من بَداء بدا له في إسماعيل إبني .. إني ناجيتُ الله ونازلته في إسماعيل إبني أن يكون من بعدي ، فأبى ربي إلا أن يكون موسى ( الكاظم ) إبني .. ما زلتُ أبتهل إلى الله عز وجل في إسماعيل إبني أن يحييه لي ويكون القيّم من بعدي ، فأبى ربي ذلك ( ص269 ) . لا بل أخذوا ينتقصون من إسماعيل ، وأنه لا يشبه أباه ، ولا يستحق الإمامة أصلاً ( ص247 ، 259 ، 267 ، 268 ) . وأنه عصى أباه ذات يوم ( ص 267 ) ، بل حتى إنتقصوا من أمه !! ( ص266 ) .لاحظ قدرة الإثناعشرية على التلوّن وتغيير الروايات! فبالأمس كان إسماعيل نعم الولد البار وخليفة أبيه، واليوم هو الولد العاق الذي لا يستحق الإمامة !!
عبد الله الأفطح :- تولى الإمامة الفقهية للشيعة بعد وفاة أبيه الصادق ، لأنه أكبر أخوته ( البحار48/ 65 ، 48/ 67 ) . وبايعه عامة مشايخ الإثناعشرية (الروافض) وفقهائهم ( ص261) . وإجتمع عليه الناس أنه خليفة أبيه ( ص343 ) .
وقالوا إنهم سمعوا الإمام يقول إن الإمامة في الأكبر من ولد الإمام . لكنه لم يعش طويلاً ! فذهب الشيعة إلى أخيه موسى الكاظم ( ص250 ، 251 ، 252 ). لكن قلة منهم أصروا على إمامة الأفطح ، فسموا بالفطحية ( ص253 ) . أما الإثناعشرية فرجعوا وشتموا الأفطح ورموه بالجهل ، وأنه لا يريد أن يعبد الله! ، بعد أن كانوا يعتقدون بإمامته! ( ص 344 ، 257 الهامش ، 261 ، 262 ) . وزعموا أن أباه الصادق وبّخه يوماً ( 48 / 18 ) . وهكذا هم الإثناعشرية ورواياتهم، كما فعلوا مع إسماعيل، بالأمس كان الأفطح إمام الشيعة وسيدهم، واليوم هو كافر لا يريد أن يعبد الله!!
موسى الكاظم :- إلتف حوله معظم الشيعة عدا الفطحية والإسماعيلية . وقالوا إن أباه قد أوصى إليه .
محمد الديباج :- لم يكن إثناعشرياً ، ولم يؤمن بالإمامة السياسية لأخيه موسى الكاظم . بل كان على مذهب الزيدية وأولاد الحسن ، فثار أيام الخليفة المأمون العباسي . فلما إنهزم عفى عنه المأمون وأكرمه وقرّبه منه ( ص243 ، 257 الهامش ) . وقد تخاصم مع إبن أخيه الإمام علي الرضا ( الذي تحالف مع المأمون ) والذي أقسم ألا يجلس معه . ولكن الإثناعشرية ، كعادتهم ، يفسرونها على أساس التقية !! ( ص246 ) .
إسحاق :- كان يتبع أخاه موسى الكاظم ، ورغم هذا فقد إدعت طائفة من الشيعة إمامته ( ص258 الهامش ) .
علي العريضي بن جعفر الصادق :- كان زيدياً، ثار مع أخيه محمد الديباج ( ص258 الهامش ) .
هكذا نرى أن أربعة من أولاد جعفر الصادق لم يكونوا يؤمنون بالإمامة الإثناعشرية ومفاهيمها ، وهم: إسماعيل وأولاده، وعبد الله الأفطح، ومحمد الديباج، وعلي العريضي. فإذا كان أولاد (المعصوم) لم يسمعوا بالعقيدة الإثناعشرية في بيت أبيهم (المعصوم)، فكيف يريدوننا أن نؤمن بها الآن ؟؟!!
وفاة جعفر الصادق :- قبيل وفاته قال : أجمعوا لي كل من بيني وبينه قرابة ،، فنظر إليهم، ثم قال : إن شفاعتنا لا تنال مستخفاً بالصلاة ( ص2) ولم يذكر حديث الغدير . وأوصى إلى خمسة :- الخليفة أبو جعفر المنصور ، ومحمد بن سليمان (والي البصرة) ، وإبنيه عبد الله الأفطح وموسى الكاظم، وحميدة ( ص251 ) . وقد بكى عليه الخليفة المنصور (ص3 ) . ولكن الإثناعشرية يقولون إنها تقية (ص4 ). ولديهم روايات ضعيفة بلا سند تشير إلى أن المنصور دس له السم فمات (ص5 ) . دفن الصادق بالبقيع ، مع أبيه وجده والإمام الحسن (ص6 ) . الإمام الميت لا يُغسله إلا إمام !! هذه قاعدة وضعها الإثناعشرية لإثبات إمامة موسى الكاظم الذي غسل أباه ، ضد بعض طوائف الشيعة الذين بايعوا عبد الله الأفطح ( الفطحية ) ، أو أولاد إسماعيل بن جعفر الصادق ( الإسماعيلية ) ( ص127 ) . لكنهم وقعوا لاحقاً في مأزق بسبب قاعدتهم هذه ، فقد مات موسى الكاظم في سجن هارون الرشيد ودفن ببغداد ، بينما كان إبنه علي الرضا في المدينة المنورة ، ولم يستطع غسله . فكيف يقولون أنه خليفة أبيه ؟!!
لماذا لا نجد روايات جعفر الصادق كثيرة في كتب أهل السنة ؟؟ قال أبو عمرو الكشي (من كبار علماء الرجال عند الإثناعشرية) :- قال يحيى بن عبد الحميد الحماني في كتابه المؤلف في إثبات إمامة أمير المؤمنين (ع) :- قلت لشريك (القاضي) : إن أقواما يزعمون أن جعفر بن محمد ضعيف الحديث !! فقال شريك : أخبرك القصة :- " كان جعفر بن محمد رجلاً صالحاً مسلماً ورعاً ..فاكتنفه قوم جهال يدخلون عليه ويخرجون من عنده ، ويقولون : حدثنا جعفر بن محمد ، ويحدثون بأحاديث كلها منكرات كاذبة موضوعة على جعفر ، ليستأكلون الناس بذلك ، ويأخذون منهم الدراهم ، كانوا يأتون من ذلك بكل منكر ! فسمعت العوام بذلك منهم ، فمنهم من هلك ، ومنهم من أنكر . وهؤلاء مثل المفضل بن عمر وبنان وعمر النبطي وغيرهم ، ذكروا أن جعفرا حدثهم أن معرفة الامام تكفي من الصوم والصلاة ! وأنه حدثهم عن الرجعة قبل يوم القيامة ! وأن عليا نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة في السحاب يطير مع الريح ! وأنه كان يتكلم بعد الموت ! وأنه كان يتحرك على المغتسل ! وأن إله السماء وإله الأرض الامام ! فجعلوا لله شريكاً !!! والله ما قال جعفر شيئا من هذا قط ، كان جعفر أتقى لله وأورع من ذلك .. فسمع الناس ذلك فضعفوه (تركوا أحاديثه) ! ولو رأيت جعفراً لعلمتَ أنه واحد الناس (لا نظير له) " (بحار الأنوار للمجلسي 25 / 302 – 303 ) .
جعفر الصادق هو القائم المهدي ؟! يروي الإثناعشريةأن الإمام الباقر أشار إلى ولده جعفر الصادق وقال : هذا والله ولدي قائم آل بيت محمد صلى الله عليه وآله .. وفي رواية أخرى: هذا خير البرية (ص 13) .. وهناك عدة روايات مماثلة في الصفحات التي بعدها .. من أين جاءت هذه الكذبة ؟ بعد إستشهاد الحسين (رض) في زمن يزيد، أذاع الشيعة فيما بينهم أن نهاية بني أمية ستكون على يد المهدي المنتظر! فلما بدأت الثورة الهاشمية ، وتقدمت الرايات السود من خراسان لتدك عرش الأمويين ظن الشيعة أن هذا هو أوان ظهور المهدي! فمن يختارون ؟!في ذلك الوقت كان هناك مرشحين إثنين من أولاد علي لمنصب (المهدي) ، أحدهما هو محمد (الملقب بالنفس الزكية) بن عبد الله المحض، حفيد الحسن بن علي (رض) .والمرشح الثاني هو جعفر الصادق بن محمد الباقر، حفيد الحسين بن علي (رض) . علماً أن جمهور المسلمين وغالبيتهم العظمى يعلمون أن المهدي من علامات الساعة، ولن يولد إلا في آخر الزمان. أما المرشح الأول: محمد النفس الزكية، فقد أيده العلويون من الفرع الحسني، ومعهم بعض المسلمين، لأن إسمه وإسم أبيه يشبه إسم النبي وأبيه (كما جاء في روايات المهدي) . وأما المرشح الثاني: جعفر الصادق، فقد إتجه كلياً للعلم والفقه، ولم يهتم بالسياسة والخلافة، ولا إدعاها لنفسه أبداً ! ويشهد على ذلك كل أفعاله وتصرفاته خلال حياته كلها، إضافة إلى كلامه العلني أمام الناس وأمام الخلفاء! فقد أقسم بالله أمام الخليفة المنصور أنه لا يريد الخلافة ولا الخمس، ومن يدعي عليه ذلك فهو كذاب ! أين المشكلة؟ المشكلة تكمن في شلة الكذابين ، المندسين بين الشيعة . هؤلاء لديهم أجندة سياسية خاصة من البداية . فمنهم جاءت هذه الأحاديث الغريبة والمتناقضة ..
حقيقة العلاقة بين الأمويين وأهل البيت :-
تمت كتابة التاريخ الإسلامي في عهد العباسيين وبإشرافهم وتأثيرهم . إضافة إلى أن معظم الذين كتبوا في التاريخ آنذاك هم إما شيعة (اليعقوبي والمسعودي وإبن رستم الطبري) ، أو نقلوا عن رواة شيعة 0أبو مخنف وإبن السائب الكلبي والواقدي) (راجع / أصل الشيعة وأصولها لكاشف الغطاء (شيعي) ص 154 ) .
لذلك نجد مبالغة في تصوير العداء بين الأمويين وأهل البيت ، معتمدين على ثلاثة أحداث متفرقة ، هي : ما جرى بين علي ومعاوية ، وبين الحسين ويزيد ، وبين زيد بن علي وهشام بن عبد الملك ، متناسين فترات الوفاق والوئام بين الطرفين في باقي الفترة التي دامت حوالي 130 سنة ، وهي فترة الحكم الأموي .
فأبو سفيان كان أول (ثائر شيعي) ! أراد مبايعة علي (رض) بدلاً من أبي بكر ، وإمداده بالمال والسلاح لو إقتضى الأمر ، لكن علياً رفض (بحار الأنوار للمجلسي (شيعي) 28/ 328 ) .
وعندما حوصر الخليفة عثمان الأموي (رض) أرسل علي ولديه الحسن والحسين لحمايته (مروج الذهب للمسعودي (شيعي) 1/ 484 ) .
وحتى أثناء معركة صفين ، لم ينتقص معاوية من مكانة علي وأحقيته بالخلافة ، ولكن طالبه بالإقتصاص من قتلة عثمان (الغدير للأميني (شيعي) 9/ 157 ) .
ثم إن تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية فيه شيء من التزكية لمعاوية ، لأن أهل بيت النبوة لا يسلّمون رقاب المسلمين إلى رجل سوء !! أظن أن هذا منطقي .
وكانت علاقة الخليفة معاوية مع أهل البيت جميعاً جيدة ، وكان يستقبل - بكل حفاوة وتكريم – الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية ، وعقيل بن أبي طالب وعبد الله بن عباس ، وعبدالله بن جعفر بن أبي طالب الذي سمى أحد أولاده معاوية !
وعندما إستشهد الحسين (رض) بسبب غدر أهل الكوفة ، أبدى يزيد حزنه ، وزعم أنه لم يأمر بقتله ، وأعاد نساء أهل البيت معززات مكرمات إلى الحجاز .
وعندما ثار أهل المدينة في موقعة الحرة ، أمر الخليفة يزيد بضمان حياة رجل واحد فيها ، هو علي زين العابدين بن الحسين (كشف الغمة للإربلي (شيعي) 2/ 300 ) .
وعندما تولى عبد الملك الأموي الخلافة أمر الحجاج بتجنب دماء آل أبي طالب (نفس المصدر السابق 2/ 323 ) ، بينما إستباح دماء آل الزبير لأنهم نافسوه على كرسي الحكم .
أما في زمن عمر بن عبد العزيز الأموي ، فكانت علاقته بأهل البيت ممتازة (بحار الأنوار للمجلسي (شيعي) 46/ 327 ) .
ولم تتعكر صفوة العلاقة بعد ذلك ، إلا عندما ثار زيد بن علي ضد هشام بن عبد الملك الأموي . وكان لأهل الكوفة وتشجيعهم ثم غدرهم – كما حصل مع الحسين – دور مهم في إثارة المشكلة (مقاتل الطالبيين للأصفهاني (شيعي) ص 91 ) .
هذا ما وجدناه في كتب التاريخ (العباسية) ، وفي كتب الشيعة أيضاً كما لاحظتم من المصادر . وما خفي كان أعظم ! فقد أمر الخليفة المأمون العباسي منادياً يقول : برئت الذمة من كل من يذكر معاوية بخير أو يفضله على الصحابة ، ومن ذكره بخير أبيح ماله ودمه (أعيان الشيعة للأمين (شيعي) 2/ 16 ، موسوعة المصطفى للشاكري 12/ 287 ، وراجع/ تاريخ الطبري 7/ 187 ، الكامل لإبن الأثير 6/ 406 ، تاريخ الإسلام للذهبي 15/ 5 ) . تخيلوا في ظل هذا الإرهاب الفكري تمت كتابة معظم كتب التاريخ الأولى !










توقيع : أبو بلال المصرى

عرض البوم صور أبو بلال المصرى