عرض مشاركة واحدة
قديم 25-11-17, 09:59 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
عبق الشام
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية عبق الشام


البيانات
التسجيل: May 2013
العضوية: 10575
المشاركات: 2,724 [+]
بمعدل : 0.68 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 17
نقاط التقييم: 111
عبق الشام سيصبح متميزا في وقت قريبعبق الشام سيصبح متميزا في وقت قريب

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
عبق الشام غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبق الشام المنتدى : بيت الحــوار العقـائــدي
افتراضي

( تلاعب الاثناعشرية بالخمس )
مقدمة :- كل تنظيم سياسي يحتاج الى تمويل .. والتمويل إما أن يكون خارجياً (من خارج الدولة) أو داخلياً (تمويل ذاتي) ..
وقد إبتكر رؤساء التنظيم الإثناعشري .. طريقة شيطانية للتمويل الذاتي وإدامته .. وهو دفع المال المستحق للإمام المعصوم .. وهو الخمس !!
ولكن من يتتبع روايات الخمس في كتبهم .. يجد تناقضاً واضحاً !! تارة ينادون بوجوب دفعها .. وتارة يبيحون الخمس لشيعتهم !!
لماذا ؟
لأنهم تنظيم سياسي .. لا علاقة له بالدين وثوابته .. وبالتالي هم يغيّرون رواياتهم حسب ظروفهم السياسية ..
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
الخمس في زمن النبي عليه الصلاة والسلام ، والخلفاء الثلاثة (رض) :-
يتفق الجمهور على إن إبتداء فرض الخمس كان بقوله تعالى : * (واعلموا أنما غنمتم من شيء فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ..) * (الأنفال 41) .. وكانت الغنائم تقسم الى خمسة أقسام ، فيُعزل خمس منها يُصرف فيمن ذكر في الآية .. وكان خمس هذا الخمس لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. واختلف فيمن يستحقه بعده .. فمذهب الشافعي أنه يصرف في المصالح .. وعنه يرد على الأصناف المذكورين في الآية .. وهو قول الحنفية مع إختلافهم فيهم .. (فتح الباري لإبن حجر 6/ 135) ..
وقيل إن سهم النبي يصرفه الخليفة من بعده لمن كان النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة يصرفه له ، وما بقي منه يُصرف في المصالح .. لقول أبي بكر : " لستُ تاركاً شيئاً كان رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة يعمل به إلا عملتُ به " .. وفي رواية : " وإني والله لا أغيّر شيئاً من صدقات رسول الله عن حالها التي كانت عليه في عهد رسول الله " (نفس المصدر 6/ 141) ..
----------------------------------------------------------------------------------
ملاحظة :-
من يطالع السيرة النبوية العطرة .. يجد إن رسول الله عليه الصلاة والسلام .. لم يكن يُحابي أهل بيته .. ولم يكن يختصهم برعاية أكثر من باقي المسلمين .. لا مادياً .. ولا سياسياً ..
من الناحية المادية .. ورغم كونه يستلم خمس الغنائم .. كان يعيش مع أهل بيته عيشة الكفاف !
فقد كان يمر الهلال والهلال .. ولا يوقد في بيته نار .. بل كان طعام أهله الماء والتمر ..
وعندما إشتكت إبنته فاطمة وأرادت خادماً .. لم يعطها ..
أما من الناحية السياسية .. فالمسألة أوضح .. إذ نادراً ما إستعان برجل من بني عبد المطلب في منصب إداري أو سياسي .. مثل عامل له على إحدى المدن أو القرى .. أو نائب له عندما يغيب عن العاصمة .. أو ممثل له أمام الملوك والرؤساء ، أو عند عقد المعاهدات والمواثيق ..
وبالذات .. علي بن أبي طالب !!
ففي أثناء الدعوة السرية .. لم يتخذ داراً من دور بني هاشم .. بل إختار دار الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي .. ليكون مركزاً للدعوة .. ربما من باب التمويه .. أو إنه (عليه الصلاة والسلام) لم يشأ أن يعطي لأهله وعشيرته هذا الشرف ، لئلا يتفاخروا به على الناس لاحقاً .. أي ربما أراد أن يعلم الناس إن كل بطون قريش قد شاركت في هذه الدعوة المباركة !
وبعد بيعة العقبة الأولى .. لم يقل لأهل يثرب :- سوف أرسل لكم أخي ووصيي وخليفتي من بعدي علي بن أبي طالب !! بل أرسل مصعب بن عمير ..
وفي الحديبية .. طلب المشركون منه أن يرسل نائباً عنه في المفاوضات .. فلم يقل لهم : سوف أرسل لكم أخي ووصيي وخليفتي من بعدي علي بن أبي طالب !! بل أراد إرسال عمر بن الخطاب العدوي .. ثم أرسل عثمان بن عفان الأموي ..
وعندما أراد إرسال الرسائل الى ملوك الدول المجاورة .. لم يقل :- سوف أرسل إليهم أخي ووصيي وخليفتي من بعدي علي بن أبي طالب !! ولا هو ذكر علياً في رسائله !
وعندما كان يخرج للغزو .. لم يقل :- سوف أترك مكاني لأخي ونائبي وخليفتي !!
أما المرة الوحيدة التي ترك علياً مكانه .. في غزوة تبوك .. فقد حزن علي نفسه بسبب ذلك ..
لماذا ؟
لأنه لم يكن يرى نفسه نائباً سياسياً .. أو خليفة ..
بل جندياً مقاتلاً ..
فقال له رسول الله عليه الصلاة والسلام .. تطييباً لخاطره :- " أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا إنه لا نبي بعدي " .
----------------------------------------------------------------------------
الخلاصة :-
يظهر من السيرة .. إن رسول الله عليه الصلاة والسلام .. قد تعمّد تهميش (الدور السياسي والإقتصادي) لأهل بيته .. لعدة أسباب .. منها :-
- لئلا يُقال إنه فعل ما فعل لغرض دنيوي يورّثه لأهله من بعده ..
- لترسيخ فكرة (عدم تقديس البشر) عند المسلمين .. مهما كان نسبهم الشريف ..
- لأنه إختار الآخرة على الدنيا .. فلم يشأ أن تكون النبوة والمُلْك معاً في بيته ونسله ..
والله أعلم ..

---------------------------------------------------------------------------
فراسة إبن عمر :-
حدثنا الشعبي قال : كان ابن عمر قدم المدينة ، فأخبر أن الحسين قد توجه إلى العراق ، فلحقه على مسيرة ليلتين ، فقال : أين تريد ؟ قال : العراق ، ومعه طوامير وكتب ، فقال : لا تأتهم . قال : هذه كتبهم وبيعتهم . فقال : إن الله خير نبيه بين الدنيا والآخرة ، فاختار الآخرة ، وإنكم بضعة منه ، لا يليها أحد منكم أبدا ، وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم ، فارجعوا . فأبى ، فاعتنقه ابن عمر ، وقال : أستودعك الله من قتيل . زاد فيه الحسن بن عيينة : عن يحيى بن إسماعيل ، عن الشعبي : ناشده ، وقال : إن أهل العراق قوم مناكير ، قتلوا أباك ، وضربوا أخاك ، وفعلوا وفعلوا (سير أعلام النبلاء للذهبي 3/ 292 ، كذلك راجع مثله في تهذيب التهذيب لإبن حجر 2/ 307 ، والبداية والنهاية لإبن كثير 6/ 259 ) ..
--------------------------------------------------------------------------------
(( أنت مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي ))
أولاً :- هذا الحديث يعني أن علياً له نفس منازل هارون أيام موسى ، إلا النبوة ..
فكانت له منزلة كبيرة في الدعوة والتبليغ والخطابة والجهاد ..
أما في أمور السياسة وإدارة دفة الحكم .. فله منزلة صغيرة هامشية ..
إن هارون لم يستلم القيادة السياسية قط .. لا في زمن موسى .. ولا بعده .. اللهم إلا أربعين ليلة .. لم يستطع فيها السيطرة على الشعب !
وكذلك حصل مع علي تماماً .. مصداقاً للحديث النبوي .. فلم يُخلف علي النبي (عليه الصلاة والسلام) سوى لأيام معدودات أثناء غزوة تبوك .. ثم بعد وفاة النبي إستلم الخلافة بعد إستشهاد عثمان .. لبضع سنين فقط .. لم يستطع فيها أن يسيطر على الشعب !!
ثانياً : لقد حزن علي وبكى عندما خلّفه رسول الله في غزوة تبوك .. وهذا يدل على أن علياً نفسه لم يكن يرى نفسه خليفة أو حاكماً .. وإنما إقتصر ذهنه على القتال والجهاد فقط .. مما يدل إلى أنه لم يسمع من رسول الله أي تصريح أو تلميح بالخلافة .. فتأمل ..
ثالثاً : كما إن موسى خلفه صاحبه ورفيقه في السفر .. يوشع بن نون .. فكذلك رسول الله عليه الصلاة والسلام .. خلفه صاحبه ورفيقه في الهجرة .. أبو بكر الصديق .. ولله الأمر من قبل ومن بعد ..
النتيجة :- إن مطابقة علي بهارون تؤدي إلى نتيجة .. مفادها أن كليهما .. خُلقا للدين .. لا للسياسة !! والله أعلم ..

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
الخمس في زمن علي بن أبي طالب (رض) :-
سار في الخمس على سيرة الخلفاء قبله .. ولم يغيّر فيه شيئاً .. فقد قال لقضاته وعماله : " أقضوا كما كنتم تقضون " ( الخلاف للطوسي 4/77 ، الفصول المختارة للمفيد ص 78 ) .
فهذا يدل على موافقته على عموم القوانين التي سنّها الخلفاء الذين سبقوه .
وهذا متوقع لأن تلك القوانين شُرّعت أمام ناظره وفي حضرته ، بل إنه شارك في إعداد أكثرها ، وغالباً كانوا لا يفعلون شيئاً دون أخذ إستشارته .
لكن الإثناعشرية يبررون ذلك من باب التقية ! فيزعمون أنه لم يستطع في خلافته أن ينفذ ما يريد ، فلم يغيّر قوانين عمر وعثمان ، لأنه كان خائفاً من إعتراض الناس وتمردهم عليه إذا فعل ذلك ، ولهذا قال :- " اقضوا كما كنتم تقضون " (كشف الغمة للإربلي (لإثناعشري) 1/ 134 ) .
لكن هذا عذر أقبح من ذنب !! لأن الرجل الضعيف مسلوب الإرادة لا يستحق القيادة ، فكيف نقول أنه كان إمام ذلك الزمان ؟؟!!
وهل يجوز للفقيه أن يستمر على فعل (الحرام) خوفاً على نفسه ؟
في هذه الحالة ، هو لا يستحق العمامة التي يلبسها على رأسه ! أليس كذلك ؟
----------------------------------------------------------------------------------
ولم يكتف علي (رض) بذلك .. بل أنقص الرواتب العالية التي كان أهل البيت يتقاضونها في عهد عمر وعثمان !
حتى أصاب بعضهم العوز ، مثل أخيه عقيل بن أبي طالب ، فتركه وذهب إلى معاوية الذي أعطاه كذا ألف درهم (البحار للمجلسي 42/ 114) .
وكم مرة نصحه شيعته أن يبذل المال لإستمالة الناس ، بدلاً من ذهابهم إلى معاوية ، فرفض (ع) رفضاً شديداً ( البحار للمجلسي 34/ 164 ، الكافي للكليني 4/ 31 ) .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
في زمن الحسن ، والحسين ، وعلي السجاد زين العابدين (رض) :-
لم نجد شيئاً يّذكر في زمانهم عن الخمس .. لعدة أسباب ، منها :-
كانت الدولة الأموية في عزها وقوتها .. وكانت دولة مركزية تراقب كل شاردة وواردة .. لذلك يصعب على الشيعة جمع وتدوير الأموال بحجة الخمس ، دون أن تكتشفهم السلطة ..
إضافة الى إن أهل البيت كان يصلهم العطاء المجزي من الخليفة الأموي .. فبأي ذريعة وبأي مظلومية يقوم الشيعة بجمع الخمس لهم ؟؟
وبالذات السجاد زين العابدين (رض) .. فقد كان قد بايع يزيد بن معاوية .. وبايع الخلفاء من بعده .. ولم يثر ضدهم ، ولم يخلع بيعتهم أبداً .. لذلك نجده محبوباً عند بني أمية ، ومشمولاً برعايتهم ..
لذلك نرى إنه عندما إقتحم جيش يزيد المدينة المنورة في واقعة الحرة ، لم يأمن سوى رجل واحد ، هو زين العابدين ، وبأمر من يزيد . إذ قال له أمير الجيش :- " وصاني أمير المؤمنين (يزيد) ببِرّك وتمييزك من غيرك " ( كشف الغمة للإربلي (إثناعشري) 2/300 ) .
ولما تولى عبد الملك بن مروان الخلافة ، كتب إلى الحجاج :-
" أما بعد ، فانظر دماء بني عبد المطلب فاحتقنها واجتنبها (تحاشاها) ، فإني رأيتُ آل أبي سفيان لما ولغوا فيها (سفكوها) لم يلبثوا (في الحكم) إلا قليلاً " ( كشف الغمة للإربلي (إثناعشري) 2/323 ) .
وكان السجاد مشغولاً بالعبادة ، وعندما كثرت الوشايات ضده وأراد عبد الملك بن مروان الأموي إحضاره إلى دمشق ، قيل له :- " يا أمير المؤمنين ، ليس علي بن الحسن حيث تظن ، إنه مشغول بربه " . فتراجع عبد الملك وقال :- " حبذا شغل مثله ، فنعم ما شُغِل به " ( كشف الغمة للإربلي 2/289 ) .
وكان السجاد يدعو لأهل الثغور ( وهم جنود الدولة الأموية المرابطين على الحدود ) ، فيقول :-
" اللهم صل على محمد وآله ، وحصّن ثغور المسلمين بعزتك ، وأيّد حماتها بقوتك ، وأسبغ عطاياهم ،، وكثّر عدتهم ، واشحذ أسلحتهم ، واحرس حوزتهم " ( الصحيفة السجادية ص142 ) .

وفي زمن الوليد بن عبد الملك ، حدثت منازعة بين السجاد زين العابدين وعمه محمد بن الحنفية حول صدقات العلويين ، فحكم الوليد لزين العابدين ضد عمه ( البحار للمجلسي 43/75 ) .
-----------------------------------------------------------------------------------
حقيقة العلاقة بين الأمويين وأهل البيت :-
تمت كتابة التاريخ الإسلامي في عهد العباسيين وبإشرافهم وتأثيرهم . إضافة إلى أن معظم الذين كتبوا في التاريخ آنذاك هم إما شيعة (اليعقوبي والمسعودي والثقفي وإبن رستم الطبري) ، أو نقلوا عن رواة شيعة (أبو مخنف وإبن السائب الكلبي والواقدي) (راجع / أصل الشيعة وأصولها لكاشف الغطاء (إثناعشري) ص 154 ) .
لذلك نجد مبالغة في تصوير العداء بين الأمويين وأهل البيت ، معتمدين على ثلاثة أحداث متفرقة ، هي : ما جرى بين علي ومعاوية ، وبين الحسين ويزيد ، وبين زيد بن علي وهشام بن عبد الملك ، متناسين فترات الوفاق والوئام بين الطرفين في باقي الفترة التي دامت حوالي 130 سنة ، وهي فترة الحكم الأموي .
فأبو سفيان كان أول (ثائر شيعي) ! أراد مبايعة علي (رض) بدلاً من أبي بكر ، وإمداده بالمال والسلاح لو إقتضى الأمر ، لكن علياً رفض (بحار الأنوار للمجلسي (إثناعشري) 28/ 328 ) .
وعندما حوصر الخليفة عثمان الأموي (رض) أرسل علي ولديه الحسن والحسين لحمايته (مروج الذهب للمسعودي (شيعي) 1/ 484 ) .
وحتى أثناء معركة صفين ، لم ينتقص معاوية من مكانة علي وأحقيته بالخلافة ، ولكن طالبه بالإقتصاص من قتلة عثمان (الغدير للأميني (إثناعشري) 9/ 157 ) .
-------------------------------------------------------------------
ثم إن تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية فيه شيء من التزكية لمعاوية ، لأن أهل بيت النبوة لا يسلّمون رقاب المسلمين إلى رجل سوء !! أظن أن هذا منطقي .
وكانت علاقة الخليفة معاوية مع أهل البيت جميعاً جيدة ، وكان يستقبل - بكل حفاوة وتكريم – الحسن ، والحسين ، ومحمد بن الحنفية ، وعقيل بن أبي طالب ، وعبد الله بن عباس ، وعبدالله بن جعفر بن أبي طالب الذي سمى أحد أولاده معاوية !
وعندما إستشهد الحسين (رض) بسبب غدر أهل الكوفة ، أبدى يزيد حزنه ، وقال إنه لم يأمر بقتله ، وأعاد نساء أهل البيت معززات مكرمات إلى الحجاز .
أما في زمن عمر بن عبد العزيز الأموي ، فكانت علاقته بأهل البيت ممتازة (بحار الأنوار للمجلسي (إثناعشري) 46/ 327 ) .
ولم تتعكر صفوة العلاقة بعد ذلك ، إلا عندما ثار زيد بن علي ضد هشام بن عبد الملك الأموي . وكان لأهل الكوفة وتشجيعهم ثم غدرهم – كما حصل مع الحسين – دور مهم في إثارة هذه المشكلة (مقاتل الطالبيين للأصفهاني (شيعي) ص 91 ) .
هذا ما وجدناه في كتب التاريخ (العباسية) ، وفي كتب الشيعة أيضاً كما لاحظتم من المصادر .
وما خفي كان أعظم ! فقد أمر الخليفة المأمون العباسي منادياً يقول : " برئت الذمة من كل من يذكر معاوية بخير أو يفضله على الصحابة ، ومن ذكره بخير أبيح ماله ودمه " (أعيان الشيعة للأمين (إثناعشري) 2/ 16 ، موسوعة المصطفى للشاكري 12/ 287 ، وراجع/ تاريخ الطبري 7/ 187 ، الكامل لإبن الأثير 6/ 406 ، تاريخ الإسلام للذهبي 15/ 5 ) .
تخيلوا في ظل هذا الإرهاب الفكري ضد الأمويين تمت كتابة معظم كتب التاريخ الأولى !
--------------------------------------------------------------------------------
وهكذا نرى إن العلاقة آنذاك .. لم تكن على أساس طائفي أو مذهبي .. ولا على أساس عشائري (بنو فلان ضد بني فلان) .. وإنما العلاقة تدور حول كرسي السلطة ..
فكل من بايع الخليفة ، ولم يثر ضده .. هو مواطن جيد مشمول برعاية الخليفة وحمايته .. بغض النظر عن نسبه أو مذهبه ..
وأما من خلع البيعة وثار ضد الخليفة .. فإن الخليفة يرد عليه بأقسى ما يمكن .. حتى لو كان أخاه أو إبنه ! والأمثلة في التاريخ كثيرة ..
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
في زمن محمد الباقر ( أبو جعفر الأول ) (رض) :-
في عهده ظهرت الروايات الشيعية بخصوص الخمس .. منسوبة إليه زوراً وبهتاناً .. لكنها مختلفة ومتعارضة .. بسبب تقلبات الوضع السياسي آنذاك ..
فقد ساد في ذلك الوقت جو من الهدوء والتسامح .. خصوصاً في خلافة عمر بن العزيز ..
والشيعة يستغلون هذا التسامح والطيبة من قبل أهل السنة .. بطريقة عجيبة !
فكلما تساهل أهل السنة معهم .. كلما زاد طغيان الشيعة .. وتجرأوا على الثورة والتمرد ..
وكلما ضغط أهل السنة عليهم وتعاملوا معهم بقسوة وحزم .. كلما خنع الشيعة وهدأوا .. وإستخدموا التقية .. وتنادوا بوحدة الوطن والأخوة في الدين والمظلومية !!
وهذا ما تجده في تاريخ الشيعة من البداية ..
إذ ، ما الذي جعل إبن سبأ ينجح في مؤامرته .. لولا تساهل الخليفة عثمان (رض) وطيبته المفرطة ؟؟؟
-------------------------------------------------------------------------
ويمكننا تقسيم روايات الشيعة حول الخمس .. والمروية عن محمد الباقر .. الى 3 أقسام :-
القسم الأول : روايات غامضة فيها تقية واضحة .. حيث تشير الى إن الخمس هو من حق الإمام .. دون توضيح من هو (الإمام) !
ويبدو إنهم أشاعوا هذه الروايات .. في بداية ترويجهم لأفكارهم .. مع الحذر الشديد .. فإذا إعترض عليهم أحد .. قالوا : إنما نقصد الخليفة !! مثال :-
" فهذا (يقصد الفيء والأنفال) لله وللرسول ، فما كان لله فهو لرسوله يضعه حيث شاء . وهو للإمام من بعد الرسول صلى الله عليه وآله " ( البحار للمجلسي 93/ 209 ) ..
" يسألونك عن الأنفال " قال : ما كان للملوك فهو للإمام " ( نفس المصدر 93/ 211 ) ..
-------------------------------------------------------------
القسم الثاني من الروايات :-
فيه إشارة واضحة الى إن الخمس من حق محمد الباقر ، لكنه حلال على الشيعة !
ويبدو إن هذه الروايات إحتاجها الشيعة الإثناعشرية .. في بداية زمن (تساهل السنة معهم) .. فكانوا بحاجة الى كسب الرجال .. لا المال ! فأخرجوا روايات تزعم إن الإمام قد أباح الخمس لكل من يصبح شيعياً ! مثال :-
" فما كان للرسول فهو لنا وشيعتنا ، حللناه لهم ، وطيبناه لهم ، يا أبا حمزة ، والله لا يضرب على شئ من الأشياء في شرق الأرض ولا غربها إلا كان حراما سحتا على من نال منه شيئا ، ما خلانا وشيعتنا ، فإنا طيبناه لكم وجعلناه لكم ، والله يا أبا حمزة لقد غصبونا ومنعونا حقنا " ( البحار للمجلسي 93/ 212 ) ..
" هلك الناس في بطونهم وفروجهم ; لأنهم لم يردوا إلينا حقنا ، ألا وإن شيعتنا من ذلك وآباءهم في حل " .
و في كتاب لأبي جعفر نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة : عن رجل يسأله أن يجعله في حل من مأكله ومشربه من الخمس ، فكتب بخطه نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة : " من أعوزه شئ من حقي فهو في حل " .
وعنه أيضاً : " إن لنا الخمس في كتاب الله ، ولنا الأنفال ، ولنا صفو المال ، وهما (يقصد أبا بكر وعمر) والله أول من ظلمنا حقنا - إلى أن قال في آخر دعائه - اللهم إنا قد أحللنا لشيعتنا " (راجع الثلاثة الأخيرة في/ غنائم الأيام للميرزا القمي 4/ 381) ..
----------------------------------------------------------
القسم الثالث من روايات الباقر في الخمس :-
هذه فبركوها عندما قوي ساعدهم قليلاً .. وزاد عددهم .. فأصبحوا يحتاجون الى المال أكثر من الرجال .. فأخبروا أتباعهم بأن الإمام المعصوم يأمرهم بوجوب دفع الخمس إليه .. مثال :-
" ما كان لله فهو لرسوله ، وما كان لرسوله فهو لنا " (البحار للمجلسي 93/ 191) ..
وقيل له : " ما أيسر ما يدخل به العبد النار ؟ " . قال : " من أكل من مال اليتيم درهماً ، ونحن اليتيم " ( غنائم الأيام للميرزا القمي 4/ 381 ) .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
في زمن جعفر الصادق (أبي عبد الله) (رض) :-
عاصر فترة زوال الدولة الأموية وظهور الدولة العباسية .. فمن الطبيعي أن تختلف الروايات عنه مع تغيّر الأحوال السياسية .. فالتشيّع نظام سياسي بحت ، لا مذهب ديني له ثوابت ..
فعندما يحتاجون الى كسب الرجال .. يبيحون الخمس لشيعتهم !
وعندما يحتاجون للمال .. يأمرون شيعتهم بتسديد الخمس !! مثال :-
(روايات تحليل الخمس) " أتدري من أين دخل على الناس الزنا ؟ " فقلت : لا أدري ، فقال : " من قبل خمسنا أهل البيت إلا لشيعتنا الأطيبين ، فإنه محلل لهم ولميلادهم " ..
" إن أشد ما فيه الناس يوم القيامة أن يقوم صاحب الخمس فيقول يا رب خمسي ، وقد طيبنا ذلك لشيعتنا ; لتطيب ولادتهم ، ولتزكوا أولادهم "..
" الناس كلهم يعيشون في فضل مظلمتنا ، إلا أنا أحللنا شيعتنا من ذلك " ..
" أحللنا إذن لشيعتنا لتطيب ولادتهم ، وكل من والى آبائي فهو في حل مما في أيديهم من حقنا ، فليبلغ الشاهد الغائب " (راجع هذه الروايات في/ غنائم الأيام للميرزا القمي 4/ 382 ) ..
-------------------------------------------------------------------------------
(روايات وجوب دفع الخمس ، ولو من حرام !) :- " خذ مال الناصب حيث وجدت وابعث إلينا بالخمس " .. " خذ مال الناصب حيث وجدته وارفع إلينا الخمس " (البحار للمجلسي 93/ 194 ) ..
ولهذا قال حبرهم الخوئي :- " المال الذي اختلط بالحرام قطعاً يطهر بالتخميس " (مصباح الفقاهة للخوئي 1/ 764 ) ..
" إني لآخذ من أحدكم الدرهم ، وإني لمن أكثر أهل المدينة مالاً ، ما أريد بذلك إلا أن تطهروا " (البحار للمجلسي 93/ 186 ) ..
أقول : قارن بين تصوير الإثناعشرية لأهل البيت بأنهم رجال أغنياء يأخذون أموال الناس بإسم الدين .. وبين الصورة الحقيقية لأهل البيت والتي يرويها أهل السنة عن زهدهم وإيثار الناس بالمال ولو كان الآل بحاجة إليه ، كما ورد في كتب السنة إن فاطمة طلبت خادماً من أبيها (عليه الصلاة والسلام) فرفض !
هذا الأمر لوحده ينسف دين الشيعة الإثناعشرية ..
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
في زمن موسى الكاظم (رض) :-
عاصر الكاظم كل من الخليفة أبي جعفر المنصور وإبنه المهدي ثم الهادي ثم الرشيد .. وهي فترة تباينت فيها الظروف السياسية للشيعة ..
فمن فترة (القبضة الحديدة) لأبي جعفر المنصور بسبب ثورة محمد النفس الزكية الحسني .. الى فترة (التساهل والتشيًع الخفيف) لهارون الرشيد .. الى درجة إنه عيّن معلماً شيعياً لأولاده الأمين والمأمون .. ما أثار حفيظة البرامكة ، وخشوا من إتحاد العباسيين والعلويين .. فخططوا لمؤامرة تمزق هذا الإتحاد .. فحرضوا أولاد إسماعيل بن جعفر الصادق .. للوشاية بعمهم موسى الكاظم أمام الرشيد .. وأقسموا له إن عمهم يجمع المال والسلاح سراً ليستولي على كرسي الحكم .. فإنقلبت حالة المحبة والمؤاخاة بين الرشيد والكاظم الى عداوة .. إنتهت بسجن الكاظم وموته داخل السجن ( الإرشاد للمفيد 2/ 237 ) ..
علماً إن الكاظم كان يرفض إنحرافات الشيعة الروافض وبدعهم رفضاً شديداً ..
فقد أرسل إليه هارون الرشيد يستجوبه حول إشاعات قيلت حوله ، من جمع الأموال من شيعته ، وأنه الإمام والخليفة الحقيقي للمسلمين ، المنصوص عليه من الله ورسوله ، وأنه من لا يؤمن بذلك فهو كافر ، وإباحته للمتعة ، ولعن الصحابة ، وغيرها من مفاهيم الإثناعشرية . فأنكر الكاظم ذلك أمام هارون ، وأقسم بالله على ذلك ، فصدّقه الرشيد ( البحار للمجلسي 48 /121 ) .
ولنقرأ الرواية كما وردت بلسان موسى الكاظم نفسه :-
" دخلتُ عليه (على هارون الرشيد)، فسلمتُ، فلم يرد السلام، ورأيته مغضباً ، فرمى إلي بطومار (كتاب، تقرير أمني!) ، فقال : اقرأه.
فإذا فيه كلام ، قد علم الله عز وجل براءتي منه ، وفيه إن موسى بن جعفر يُجبى إليه خراج الآفاق من غلاة الشيعة ممن يقول بإمامته ، يدينون الله بذلك ، ويزعمون أنه فرض عليهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها (هذا هو مذهب الإثناعشرية اليوم) ، ويزعمون أنه من لم يذهب إليه بالعُشر (الأموال) ولم يصل بإمامتهم ، ولم يحج بإذنهم ، ويجاهد بأمرهم ، ويحمل الغنيمة إليهم ، ويفضّل الأئمة على جميع الخلق ، ويفرض طاعتهم مثل طاعة الله وطاعة رسوله ، فهو كافر حلال ماله ، ودمه (هذا بالضبط دين الإثناعشرية اليوم! ) . وفيه كلام شناعة ، مثل المتعة بلا شهود ، واستحلال الفروج بأمره ، ولو بدرهم (هذه عين المتعة عندهم اليوم) ، والبراءة من السلف (الصحابة) ، ويلعنون عليهم في صلاتهم (وهذا من أساسيات مذهبهم اليوم) " .
كل هذا تبرأ منه موسى الكاظم وأنكره أشد الإنكار ! (راجع هذه الرواية في/ البحار للمجلسي 48/ 121 ، الإختصاص للمفيد ص 54 ، موسوعة المصطفى والعترة للشاكري 11/ 394 ، وفيات الأئمة لمجموعة من علماء البحرين والقطيف الشيعة ص 251 ) .
--------------------------------------------------------------------------------------
لكن شلة الروافض كانوا قد أحكموا الحلقة حوله .. كما فعلوا مع آبائه وأجداده ..
فقد قال جعفر الصادق يوماً لأحد أصحابه :-
" إنهم (الإمامية الروافض) يتكلمون بكلام ، إن أنا أقررتُ به ورضيتُ به أقمتُ على الضلالةِ ، وإن برئتُ منهم شُقَّ عليَّ ، نحن قليل وعدونا كثير " (إختيار معرفة الرجال للطوسي (رجال الكشي) 2/ 435 ، جامع الرواة للأردبيلي ، قاموس الرجال للتستري ، طرائف المقال للبروجردي 2/ 555 ، معجم رجال الحديث للخوئي 18/ 41 ) .
فكانوا يتكلمون بإسمهم .. وينشرون الشائعات حولهم بأنهم الخلفاء الحق المعصومين الجديرين بالسلطة .. ويجمعون الأموال بإسم الخمس لأهل البيت ..
---------------------------------------------------------------------------
وكان هذا عاملاً مساعداً لمؤامرة البرامكة ضد الكاظم رحمه الله ..
فإن معظم الشائعات ضد الكاظم خرجت من رجل ، يدعى هشام بن الحكم ، يعتبر فيلسوف الشيعة الإمامية ! حيث أنه أول من فتق الكلام في مفهوم الإمامة . وكان يردد أنه من لطف الله تعالى أن يعيّن للمسلمين إماماً معصوماً لكي لا يختلف الناس ، ويُشير إلى موسى الكاظم. وقد رجاه الكاظم أن يسكت ، فرفض هشام . ولهذا كان علي الرضا بن موسى الكاظم يكرهه ويحمّله مسؤولية ما حصل لأبيه الكاظم ، فقال الرضا (ع) لشيعته :-
" أما كان لكم في الكاظم (ع) عظة؟ ما ترى حال هشام بن الحكم ؟ فهو الذي صنع بالكاظم (ع) ما صنع، وقال لهم وأخبرهم ؟ أترى الله يغفر له ما ركب منا ؟ " (إختيار معرفة الرجال للطوسي (رجال الكشي) 2/ 561 ، قرب الإسناد للحميري القمي ص 381 ، مختصر بصائر الدرجات للحلي ص 105 ، البحار 48/ 196 – 52/ 111 ، معجم رجال الحديث للخوئي 20/ 315 ، قاموس الرجال للتستري 10/ 534 ) .
-----------------------------------------------------------------------------------------------
واللطيف ، إن بعض كبار الشيعة الكذابين .. الذين أوهموا الناس بأنهم وكلاء للإمام الكاظم .. وكانوا يجمعون الأموال بإسمه زوراً وبهتاناً .. طمعوا في هذه الأموال بعد سجن الكاظم وموته !
فإحتفظوا بهذه الأموال .. وزعموا إن الكاظم لم يمت .. وإنه المهدي الغائب الذي سيظهر في آخر الزمان ..
وهؤلاء يطلق عليهم إسم (الواقفة) أو (الواقفية) .. ( راجع ما جاء في/ معجم رجال الحديث للخوئي عن وكلاء الكاظم ، مثل علي البطائني ، وزياد القندي ، وعثمان بن عيسى ) ..
لماذا فعلوا ذلك ؟
لأنهم رؤساء تنظيم سياسي منافق .. ويعلمون حقيقة (الأوهام الدينية) التي تغلّف هذا التنظيم ..
كما قال علي بن يقطين .. وزير الرشيد .. رغم إنه في الباطن من كبار رموز الرافضة : " الشيعة تربى بالأماني " - أي بالأوهام - ( الكافي للكليني 1/ 369 ، الغيبة للنعماني ص 305 ، الغيبة للطوسي ص 341 ، البحار 4/ 132 – 52/ 102 ، الفوائد الرجالية للبهبهاني ص 41 ، معجم رجال الحديث للخوئي ) ..
وكما قال الشلمغاني (في زمن الغيبة الصغرى) : " كنا نتهارش على هذا الأمر كما تتهارش الكلاب على الجيف " ( البحار للمجلسي 51/ 359 ) ..
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
في زمن علي الرضا (رض) :-
عاش في زمن الخليفة المأمون العباسي .. الذي كان شيعياً بإمتياز .. فتغلغل الشيعة في مفاصل الدولة .. وإستطاعوا نشر الفتن في البلاد .. بدءاً من الصراع بين الأمين والمأمون .. الى إستقرار المأمون في خراسان تحت وصايتهم .. الى فتنة خلق القرآن بعد عودته الى بغداد ..
وكما هو متوقع .. كلما زاد عددهم وزادت قوتهم .. زادت حاجتهم الى المال !
فرووا على لسانه .. روايات شيعية تشدد على وجوب دفع الخمس ..
بل نشروا بين أتباعهم إن الأرض كلها للإمام !!! مثال :-
" إن الدنيا للإمام ، يضعها حيث يشاء ، ويدفعها إلى من يشاء ، جائز له من الله ذلك " (المقنع للصدوق ص 170) ..
" إن الخمس عوننا على ديننا وعلى عيالاتنا وعلى موالينا ، وما نبذله وما نشتري من أعراضنا ممن نخاف سطوته ، فلا تزووه عنا ، ولا تحرموا أنفسكم دعاءنا " .
و قدم قوم من خراسان على أبي الحسن الرضا نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة فسألوه أن يجعلهم في حل من الخمس ، فقال : " ما أمحل هذا ، تمحضونا المودة بألسنتكم وتزوون عنا حقاً جعله الله لنا وجعلنا له ، وهو الخمس ، لا نجعل ، لا نجعل ، لا نجعل لأحد منكم في حل " (راجع الروايتين في/ الكافي للكليني 1/ 548) ..
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
في زمن محمد الجواد (أبي جعفر الثاني) (رض) :-
إستمر في زمانه (شهر العسل) بين العباسيين والعلويين .. فإستغل الشيعة ذلك .. فإستمروا في جباية الأموال من شيعتهم بإسم الخمس .. ونسجوا روايات مفبركة على لسانه توجب ذلك ! مثال :-
عن علي بن إبراهيم عن أبيه قال : " كنت عند أبي جعفر الثاني ( نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة ) إذ دخل عليه صالح ابن محمد بن سهل وكان يتولي له الوقف بقم ، فقال : يا سيدي اجعلني من عشرة آلاف في حل فإني قد أنفقتها ، فقال له : أنت في حل ، فلما خرج صالح قال أبو جعفر الثاني ( نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة ) : أحدهم يثب على أموال آل محمد وأيتامهم ومساكينهم وأبناء سبيلهم فيأخذه ثم يجئ فيقول : اجعلني في حل ، أتراه ظن أني أقول : لا أفعل ، والله ليسألنهم الله يوم القيامة عن ذلك سؤالا حثيثا " ( الكافي للكليني 1/ 548) ..
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
في زمن علي الهادي (أبي الحسن الثالث) وإبنه الحسن العسكري (رض) :-
عاشا في قصور الخلافة في سامراء معززين مكرمين .. لكن رغم ذلك .. إستمر الشيعة في جمع الخمس بإسمهما من أتباعهم السذج .. وزوّروا على لسانه أحاديث تخدمهم في هذا .. مثال :-
عن إبراهيم بن محمد قال : كتبتُ إلى أبي الحسن الثالث نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة أسأله عما يجب في الضياع فكتب : الخمس بعد المؤنة . قال : فناظرت أصحابنا فقالوا : المؤنة بعدما يأخذ السلطان وبعد مؤنة الرجل فكتبت إليه : إنك قلت : الخمس بعد المؤنة ، وإن أصحابنا اختلفوا في المؤنة فكتب : الخمس بعد ما يأخذ السلطان وبعد مؤنة الرجل وعياله ( بحار الأنوار للمجلسي 93/ 193 ) .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
في زمن الغيبة الصغرى :-
عندما توفي الحسن العسكري دون أن يكون له ولد .. إضطرب أمر الشيعة الإمامية إضطراباً شديداً .. لأنهم أوهموا أتباعهم بأن الأرض يجب ألا تخلو من إمام .. فخرج الكثير من هذا المذهب (التنظيم) ..
هنا إبتكروا فكرة وجود إمام مختفٍ .. هو محمد المهدي المنتظر .. وجعلوا له سفراء أو نواباً ..
وبما إنهم كانوا في هذه الفترة بأشد الحاجة الى كسب الرجال أكثر من المال .. فقد أخرجوا (توقيعات) مزعومة عن المهدي بإباحة الخمس لشيعتهم .. مثال :-
" وأما الخمس فقد أبيح لشيعتنا ، وجعلوا منه في حل إلى أن يظهر أمرنا لتطيب به ولادتهم " (بحار الأنوار للمجلسي 3/ 184 ) ..
----------------------------------------------------------------------------------------
ولكن يبدو إن هذا لم يعجب بعض مراجعهم .. فقام بفبركة (توقيع) آخر يشدد على وجوب دفع الخمس ! :-
" بسم الله الرحمن الرحيم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من أكل من مالنا درهماً حراماً " ( بحار الأنوار للمجلسي 53/ 183 ) .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
في زمن الغيبة الكبرى :-
بعد مجيء البويهيين .. إضطر الإثناعشرية الى التخلي عن تعيين سفير (نائب) للمهدي .. لأن ذلك سوف ينافس البويهيين على السلطة ..
وفي المقابل .. البويهيون سمحوا للإثناعشرية أن ينشروا دينهم علناً .. فلم يعودوا بحاجة الى الرجال .. بل الى المال ..
لكن ظهرت أمامهم مشكلة كبيرة !
فمع غياب الإمام .. وإلغاء منصب سفير الإمام .. من الذي سيقوم بجمع الأموال .. وكيف يصرفها ؟
عندها إختلفوا في ذلك إختلافاً شديداً ..
من ناحية شرعية .. لا يجوز التصرف بأموال الغير .. إلا بإذن مالكها ..
وهم لا يملكون أي حديث عن الإمام في كيفية التصرف بالخمس في غيبته الكبرى !!
إذ يقول شيخهم المفيد :- " وإنما اختلف أصحابنا في هذا الباب لعدم ما يلجأ إليه فيه من صريح الألفاظ " (المقنعة للمفيد ص 287 ) ..
--------------------------------------------------------------------------
في البداية .. ظن الإثناعشرية إن (الغيبة الكبرى) لمعصومهم لن تدوم طويلاً .. فإقترحوا عدة فتاوى حول الخمس :-
إما أن يدفنها صاحبها الى حين ظهور المهدي ..
أو يحفظها ويوصي بها أولاده .. وهكذا الى أحفاده .. الى أن يظهر المهدي ..
أو يصرفه على ذرية علي ، وفقراء الشيعة .. (راجع هذا الإختلاف في/ المقنعة للمفيد ص 285 ) ..
------------------------------------------------------------------------------
ولكن ! عندما مرت السنون والقرون .. دون أن يظهر المهدي .. قرر أحبار الإثناعشرية أن يتفقوا على كلمة واحدة حول الخمس .. تخدم هدفهم السياسي المنشود .. وهو الإستحواذ على أراضي أهل السنة ..
لهذا ، تراهم اليوم يجمعون على إن الخمس واجب دفعه الى المرجع الديني الإثناعشري ..
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
نكتة :-
لو كان لديهم معصوم .. في أي زمن من الأزمنة .. لأخبرهم كيف يتصرفون بالخمس في وقت الغيبة الكبرى !!
أليس كذلك ؟
هذه وحدها تنسف عقيدتهم ...
والحمد لله على ثبات العقل والدين ..










توقيع : عبق الشام


عن حذيفة رضى الله عنه، أنه أخذ حجرين، فوضع أحدهما على الآخر، ثم قال لأصحابه:
هل ترون ما بين هذين الحجرين من النور؟
قالوا: يا أبا عبد الله، ما نرى بينهما من النور إلا قليلا.
قال: والذي نفسي بيده، لتظهرن
البدع حتى لا يُــرى من الحق إلا قدر ما بين هذين الحجرين من النور،والله، لتفشون البدع حتى إذا ترك منها شيء،
قالوا: تُركت السنة !.

.
[البدع لابن وضاح ١٢٤]
" سنية " سابقاً ~

عرض البوم صور عبق الشام   رد مع اقتباس