عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-11, 05:14 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
الشـــامـــــخ
اللقب:
المـديـــر العـــام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية الشـــامـــــخ


البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 14
المشاركات: 10,161 [+]
بمعدل : 2.05 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 10
نقاط التقييم: 949
الشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدع

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
الشـــامـــــخ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : بيت الأسـرة السعيــدة

أخواني وأخواتي في الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذي حديث شريف وفيه شرح للشيخ أبو إسحاق الحويني أرجوا أن تستفيدوا منه


الحـــــديــــث:

جلست إحدى عشرة امرأة فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا .

فقالت الأولى : زوجي لحم جمل غث ، على رأس جبل وعر ، لا سهل فيرتقى ،

ولا سمين فينتقل .

قالت الثانية : زوجي لا أثير خبره ، إني أخاف أن لا أذره ، إن أذكره أذكر عجره وبجره .

قالت الثالثة : زوجي العشنق ، إن أنطق أطلق ، وإن أسكت أعلق .

قالت الرابعة : زوجي كليل تهامة ، لا حر ولا قر ولا مخافة ولا سآمة .

قالت الخامسة : زوجي إن دخل فهد ، وإن خرج أسد ، ولا يسأل عما عهد .

قالت السادسة : زوجي إن أكل لف ، وإن شرب اشتف ، وإن اضطجع التف

ولا يولج الكف ليعلم البث .

قالت السابعة : زوجي عياياء ، أو غياياء طباقاء ، كل داء له داء ، شجك أو فلك

أو جمع كلا لك .

قالت الثامنة : زوجي المس ، مس أرنب ، والريح ريح زرنب .

قالت التاسعة : زوجي رفيع العماد طويل النجاد ، عظيم الرماد ، قريب البيت من الناد .

قالت العاشرة : زوجي مالك ، وما مالك ؟ مالك خير من ذلك ، له إبل كثيرات المبارك

قليلات المسارح ، إذا سمع صوت المزهر أيقن أنهن هوالك .

قالت الحادية عشرة : زوجي أبو زرع ، وما أبو زرع ؟ أناس من حلي أذني

وملأ من شحم عضدي ، وبجحني فبجحت إلي نفسي ، وجدني في أهل غنيمة بشق

فجعلني في أهل صهيل وأطيط دائس ومنق ، فعنده أقول فلا أقبح ، وأرقد فأتصبح ، فأتقمح

أم أبي زرع ، فما أم أبي زرع ؟ عكومها رداح ، وبيتها فساح ، ابن أبي زرع

فما ابن أبي زرع ؟

مضجعه كمسل شطبة ، وتشبعه ذراع الجفرة ، بنت أبي زرع ، فما بنت أبي زرع ؟

طوع أبيها ، وطوع أمها ، وملء كسائها ، وغيظ جارتها ، جارية أبي زرع

فما جارية أبي زرع ؟ لا تبث حديثنا تبثيث ، ولا تنقث ميرتنا تنقيثا ، ولا تملأ بيتنا تعشيشا

قالت : خرج أبو زرع و الأوطاب تمخض ، فلقي امرأة معها ولدان لها كلفهدين

يلعبان من تحت خصرها برمانتين ، فطلقني ونكحها ، فنكحت بعده رجلا سريا ، ركب شريا

وأخذ خطيا ، وأراح علي نعما ثريا ، وأعطاني من كل رائحة زوجا ، وقال : كلي أم زرع !

وميري أهلك . فلو جمعت كل شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع .

قالت عائشة تجدون الكون إمرأة بمثل لأبيا : فقال لي رسول الله تجدون الكون إمرأة بمثل لأبي :

كنت لك كأبي زرع لأم زرع


الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: الشمائل المحمدية - الصفحة أو الرقم: 215

خلاصة الدرجة: صحيح

الشـــــــــــــرح :

خبر المرأة الأولى :


بدأت القصة بامرأة أردت زوجها صريعاً بالضربة القاضية في الجولة الأولى
تقول: ( زوجي لحم جمل غث ) الغث : هو الرديء ، تشبهه بأنه لحم جمل رديء
ومعلوم أن أغلب الناس ليس لهم شغف بلحوم الجمال وهذا اللحم مع أنه لحم غير مرغوب فيه
فهو غث أيضاً ، أي : لو كان لحماً جملياً نظيفاً، أو كان لحم قعود صغير لقبلناه على مضض
لكنه جمع ما بين أنه لحم جمل وبين أنه غث ورديء أصلاً .
تقول : ( زوجي لحم جمل غث، على رأس جبل وعر ) ، قليل من لحم جمل على قمة عالية
ومن الذي سيصعد ويجهد نفسه ويتسلق الجبل لأجل قليل من لحم غث ؟
فهي تقول : ( على رأس جبل وعر، لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقى )
أي : ليس جبلاً سهل المرتقى ، فيمكن الصعود عليه لنأكل اللحم الذي عليه
وليت الجبل إذ هو وعر أن يكون هذا اللحم لحم ضأن مثلاً أو نحوه.
وهي تريد بهذا أن تقول : إن الرجل جمع ما بين سوء الخلق وسوء المعشر
فأخلاقه سيئة جداً لدرجة أنك إذا أردت أن ترضيه كأنك تتسلق جبلاً .
وهناك بعض الناس هكذا ، إذا أردت أن ترضيه تبذل جهداً عظيماً حتى يرض عنك
فأخلاقه وعرة كوعورة الجبل، فهي تصف زوجها بهذا .


خبر المرأة الثانية


وقالت المرأة الثانية :
( زوجي لا أبث خبره ، إني أخاف ألا أذره ، إن أذكره أذكر عجره وبجره ) .
تقول : أنا لن أتكلم، ولا أبث خبره ، ومع ذلك فقد تكلمت ! وفي الرواية الأخرى :
( زوجي لا أثير خبره ، إني أخاف ألا أذره ) ، يقول العلماء : إن ( لا ) هنا زائدة
والمعنى : إني أخاف أن أذره ، أي أخاف أن يطلقني لو أفشيت خبره
وإذا تكلمت سأذكر عجره وبجره .
وأصل العجر هو : انتفاخ العروق في الرقبة ، والبجر : انتفاخ السرة
فكأنها قالت : له عيوب ظاهرة وباطنة ، فكنت عن العيوب الظاهرة بالعجر
الذي هو انتفاخ العروق، وهذا فيه تشويه لجمال الرقبة ، فكأنها تصف هذا الرجل أن عيوبه
الظاهرة ظاهرة وجلية ومعروفة غير مستترة ، وله عيوب خفية لا تعرفها إلا المرأة
وكنت عنها بالبجر، الذي هو انتفاخ السرة . ومنه قول علي - تجدون الكون إمرأة بمثل لأبي -
في يوم الجمل : ( إلى الله أشكو عجري وبجري ) ، وهذه المرأة أيضاً تذم زوجها .


خبر المرأة الثالثة


ثم قالت المرأة الثالثة : ( زوجي العشنق ) ، العشنق : هو الطويل المغفل الذي بلا منفعة
والعلماء يقولون : إن العشنق رأسه صغير وقامته طويلة ، وفيه تباعد ما بين الدماغ والقلب
فيمكن أن تنقطع الصلة بينهما فيبقى عنده عقل بلا قلب
أو قلب بلا عقل ، تقول : ( زوجي العشنق ، إن أنطق أطلق ، وإن أسكت أعلق )
فلا حيلة لها معه ، وفي الرواية الأخرى : ( وأنا معه على حد السنان المذلق )
أي : تعيش معه على شفا جرف هار، فلا اطمئنان على الإطلاق في حياتها مع هذا الرجل
فهذا الرجل بلغ من سوء خلقه أنه لا يتيح لها الفرصة لا لتتكلم ، ولا لتسكت
فعلى كلا الحالين إذا سكتت أو تكلمت فإنه سيطلقها ، لكن هي تحبه
أو أنها تريد أن تعيش معه ليطعمها ، فهي تسكت على سوء خلقه
ولو سكتت فإنه يعلقها فلا هي متزوجة ولا هي مطلقة .


خبر المرأة الرابعة


أما المرأة الرابعة فقد وصفت زوجها وصفاً جميلاً ، وهي أول امرأة تصف زوجها بخير
تقول : ( زوجي كليل تهامة ) ، ومعروف أن ليل تهامة من أفضل الأجواء ..
( زوجي كليل تهامة ، لا حر ولا قر ولا مخافة ولا سآمة ) ، أي : لطيف المعشر
وحسن العشرة ، ( لا حر ) : أخلاقه ليست شديدة ، ( ولا قُر ) : أي : ليس بارداً
( ولا مخافة ولا سآمة ) ، فالمرأة تأخذ راحتها في الحوار ، فتتكلم معه ولا تسكت .


خبر المرأة الخامسة


وقالت الخامسة : ( زوجي إذا دخل فهِد ، وإذا خرج أسد ، ولا يسأل عما عهد ) .
اختلف شراح الحديث هل قولها هذا خرج مخرج الذم أم خرج مخرج المدح ؟
لكن الظاهر أنه خرج مخرج المدح ، فقولها : ( زوجي إذا دخل فهد )
يقولون: من طبع الفهد - وهو الحيوان المعروف - أنه كثير النوم ، فهي تصفه بالغفلة
والرجل الذي يزيد ذكاؤه عن الحد، والذي يتتبع كل صغيرة وكبيرة ، رجل متعب جداً
فلا بد من شيء من التغافل . قيل لأعرابي : من العاقل ؟ قال : ( الفطن المتغافل ) .
يعني : الذي يتجاهل بإرادته ، وليس لازماً أن يُعرفها أنه يعرف ، ولكنه يتجاهل بإرادته
لأن هذا يضيع حلاوة التغافل 0


خبر المرأة السادسة


وقالت السادسة :
( زوجي إذا أكل لف ، وإذا شرب اشتف ، وإذا اضطجع التف
ولا يولج الكف ليعلم البث )
. ( إذا أكل لف ) : يلف : أي : يأكل من كل الأطباق
ولا يترك صنفاً إلا ويأكل منه ، ( وإذا شرب اشتف )
أي : يستمر يشرب حتى لا يبقي شيئاً ، فهو نهوم ، أكول ، وهذا يدل على أن المرأة ماهرة
فما ترك شيئاً إلا أكل منه، ويشرب بنوع من النهم، وتكون
النتيجة أنه عندما ينام يلتف لوحده ، هذا هو الجزاء ، ولا يشكر هذه المرأة التي طعامها جميل
وشرابها جميل ، لدرجة أنه يأكل بشره ، بل يكافئ المرأة بأنه إذا اضطجع التف ، فهي تشتكيه .


خبر المرأة السابعة


وقالت السابعة - وهذه ما تركت شيئاً في الرجل - : ( زوجي عيايا غيايا طباقا )
( عيايا ) : من العي ، ( غيايا ) : من الغي ، وهو الضلال البعيد ، ( طباقا ) :
مقفل لا يتفاهم ، ( كل داء له داء ) : كل عيوب الدنيا فيه ، كل داء تجده فيه . ( شجك )
يجرح وجهها ، ( أو فلك ) يكسر عظمها ، ( أو جمع كلاً لك ) ، أي : إما يشج رأسها فقط
وإما يكسر عظمها فقط ، وإما يكسر عظمها ويشج رأسها ، فهذا الرجل عنيد جداً .


خبر المرأة الثامنة


وقالت الثامنة : ( زوجي المس مس أرنب ، والريح ريح زرنب ) .
وهي تمدحه ( مس أرنب ) أي : ناعم البشرة ، ناعم الملمس ، كجلد الأرنب
رفيق رقيق ، ( والريح ريح زرنب ) ، الزرنب : نبات طيب الرائحة
وهذا أدب ينبغي أن نتعلمه ، فينبغي على الرجل والمرأة أن يحرصا على أن تكون
روائحهما طيبة ، ومن الأشياء المنفرة التي هدمت بيوت بسببها هذا الموضوع..
والرسول عليه الصلاة والسلام كما رواه الإمام مسلم عن شريح بن هانئ قال:
قلت لـعائشة : ( بأي شيء كان النبي تجدون الكون إمرأة بمثل لأبي يبدأ إذا دخل بيته ؟
قالت : بالسواك )
، فأول ما يدخل البيت يستاك ، وهذا نوع من إزالة الرائحة الكريهة
التي يمكن أن تكون في الفم، فالإنسان ينبغي عليه أن يحرص على هذا
فهذه المرأة تمدح زوجها بأنه طيب العشرة ، ولم يفتها أن تصفه بطيب الرائحة .


خبر المرأة التاسعة


وقالت التاسعة : ( زوجي رفيع العماد ، طويل النجاد ، عظيم الرماد ، قريب البيت من الناد )
وهي أيضاً تمدحه ( رفيع العماد ) أي : طويل ، لكن هناك فرق بينه وبين العشنق
فهذا طويل وهذا طويل ، لكن شتان بين طويل وطويل ، فهذا رجل رفيع العماد ، طويل
ذو هيئة حسنة ، ( طويل النجاد ) ، النجاد : هو جراب السيف ، فهذا رجل عندما يلبس
السيف يكون الجراب الخاص به طويلاً ، وهذا أمر يمتدح به .


خبر المرأة العاشرة


وقالت العاشرة : ( زوجي مالك ، وما مالك ! ) ، أي : اسمه مالك
ثم قالت : ( وما مالك ! ) أي : هل تعرفون شيئاً عن مالك ؟ ( مالك خير من ذلك )
مالك خير من كل ما يخطر ببالك ، وهذا مدح عالٍ
( له إبل كثيرات المبارك ، قليلات المسارح ) ؛ لأنه يتوقع أن يأتيه الضيوف
فلا يجعل الغلام يسرح بكل الإبل ؛ لئلا يأتي الضيف فلا يجد شيئاً يذبحه
( له إبل كثيرات المبارك) باركة باستمرار ، ( قليلات المسارح ) قلما يسرحها
( إذا سمعن صوت المزهر ) ، وهي الإبل التي في الزريبة ، إذا سمعن صوت المزهر
( أيقن أنهن هوالك ) ، يعرفن أن إحداهن ستذبح ، فإذا سمعن هذا الصوت علمن
أن الضيف وصل ، والرجل يحيي الضيوف ، ويستقبلهم بالطبل البلدي
فيعرف الجمل الذي بالداخل أنه سينحر ؛ لأنه قد حل ضيف .


والمرأة الأخيرة هي بيت القصيد ، وهي أم زرع التي سمي الحديث بها


قالت أم زرع : ( زوجي أبو زرع فما أبو زرع ! ) هل تعرفون شيئاً عن أبي زرع ؟
وحيث إننا لا نعرف شيئاً عن أبي زرع، فهي تعرفنا من هو أبو زرع. تقول :
( أناس من حلي أذني ، وملأ من شحم عضدي ) . هذا كله غزل ( أناس من حلي أذني ) :
النوس يعني الاضطراب والحركة ، ومنه الناس ؛ لأنهم يتحركون ذهاباً وإياباً .
ومنه الحديث الذي في البخاري ، قال ابن عمر: ( دخلت على حفصة ونوساتها تنطف)
النوسات : هي الظفائر ، تنطف : يعني تقطر ماء ، فقد كانت مغتسلة
وإنما سميت الظفيرة بهذا الاسم لأنها تتحرك إذا حركت المرأة رأسها .
( أناس من حلي أذني ) : أي: ألبسها ذهباً في آذانها ، وهي تتحرك، فالذهب يتحرك
في آذانها بعدما كانت خالية ، فهي الآن تحمل ذهباً في كل أذن ( وملأ من شحم عضدي ) :
بدأت المرأة بالذهب لأنه أهلك النساء ، الأحمران : الذهب والحرير
فالنساء عندهن شغف شديد بالذهب ، ( وملأ من شحم عضدي ) ، تريد أن تقول :
إنه كريم .. يعني أنه أخذها نحيلة والآن امتلأت ( وبجحني فبجحت إلي نفسي )
يقول لها: يا سيدة الجميع ! يا جميلة ! يا جوهرة ! حتى صدقت ذلك
من كثرة ما بجحها إلى نفسها ، ( فبجحت إلى نفسي ) : أي : فصدقته مع أنها قالت :
(وجدني في أهل غنيمة بشق) ، يعني : شق جبل ، أي أنها كانت تعيش في حارة بشق
وفي بعض الروايات الأخرى ( بشق ) : يعني كانت تعيش بشق الأنفس
فقيرة فقراً مدقعاً تقول : ( وجدني في أهل غنيمة ) ، غنيمة : تصغير غنم
أي أن حالتهم كانت كلها كرب ، حتى الغنم صار غنيمة ، دلالة على حقارة المال . قالت :
( وجدني في أهل غنيمة بشق ) ، فنقلها نقلة عظيمة
( فجعلني في أهل صهيل وأطيط ودائس ومنق ) ، هذه نقلة كبيرة من أهل غنيمة بشق
نقلها إلى ( أهل صهيل ) : أصحاب خيل ، ( وأطيط ) : أصحاب إبل
لأن الخف الخاص بالجمل لين، فعندما يكون محملاً حملاً ثقيلاً تسمع كلمة : أط أط أط،
خلال مشيه ، فهذا يسمى أطيطاً ، والإبل كانت من أشرف الأنعام عند العرب
( ودائس ) أي : ما يداس ، وهذا كناية عن أنهم أناس أهل زرع فلاحون
فإن الزارع بعد حصد الزرع يدوس عليه بأي شيء حتى يخرج منه الحب
فهو كناية عن أنهم أهل زرع . ( ومنق ) : المنق : هو المنخل
فالعرب ما كانوا يعرفون المنخل إنما كان يعرفه أهل الترف
تقول عائشة - تجدون الكون إمرأة بمثل لأبيا - : ( ما رأى النبي تجدون الكون إمرأة بمثل لأبي منخلاً بعينيه )
فقال عروة : ( فكيف كنتم تأكلون يا خالة ؟ فقالت : كنا نذريه في الهواء )
فالتبن يطير في الهواء، والذي يبقى مع الشعير يطحنونه كله ويأكلونه
والنبي عليه الصلاة والسلام كما قالت عائشة : ( مات ولم يشبع من خبز الشعير )

ليس من خبز القمح ، فإن القمح هذا لم يأكلوه أبداً! تقول : وما أكل خبزاً مرققاً ) .
فكلمة ( منق ) فيها دلالة على الترف ، فعندهم من كل المال ، فهم أغنياء
عندهم خيل وإبل وزرع ، وعندما يأكلون عندهم منخل
لأنهم كانوا لا يفصلون التبن عن الغلة ، فيطحنونها دقيقاً يسر الناظرين .
( فعنده أقول فلا أقبح ) تقول : مهما قلت فلا أحد يجرؤ أن يقول لي : قبحك الله ..
فقد كان عزها من عز الرجل ومكانتها من مكانته، فلا يستطيع أحد أن يرد عليها بكلمة .
( وأرقد فأتصبح ) : تنام حتى وقت الضحى، وهذا يدل على أنه كان معها خدام ؛
إذ لو كانت تعمل بنفسها لما كانت تنام بعد صلاة الفجر ، وهذا كسائر نسائنا ؛
لأنه بعد صلاة الفجر يريد الأولاد أن يذهبوا إلى المدارس ، وتريد أن تصنع الطعام لهم
والرجل سيخرج إلى العمل ، فتعمل باستمرار ، فإذا كانت تنام حتى تشرق الشمس
وترسل سياطها إلى الأرض وهي نائمة ، فمعنى ذلك أن هناك خدماً يكفونها المؤنة .
( وأشرب فأتقمح ) : وفي رواية البخاري : ( فأتقنح ) ، بالنون
وهناك فرق بين اللفظين ، أما لفظ ( فأتقمح )
فإنه يقال : بعير قامح ، أي إذا ورد الماء وشرب ثم رفع رأسه زهداً في الشرب بعد أن يروى
فهي بعدما تشرب العصير، تترك نصف الكأس؛ لأنها قد ارتوت
وأما ( أتقنح ) أي : تشرب وتأكل تغصباً ، فتأكل حتى تشبع ، فيقال لها : كلي
فتتغصب الزيادة ، وهذا لا يكون إلا إذا كان هناك دلال وحب .
فقولها : فأتقمح أو أتقنح فيه دلالة على أنها تترك الأكل والشرب زهداً فيه لكثرته
فجمعت بين التبجيح والتعظيم الأدبي وبين الكرم.


وصف أم أبي زرع

ثم قالت : ( أم أبي زرع فما أم أبي زرع! ) وهي عمتها ، فلم تذكر عنها شيئاً من الكلام
الذي نسمعه حول العمات وما إلى ذلك ، بل قالت : أم أبي زرع فما أم أبي زرع ..
هل تعلمون شيئاً عنها ؟ هذه السيدة الفاضلة ، وهذا على القاعدة : حبيب حبيبي حبيبي
فالمرأة عندما تحب زوجها ، تدين لأمه بالفضل أنها أنجبته
وهذه منة في عنق الزوجة للأم أنها أنجبت مثل هذا الإنسان .
( عكومها رداح ) الرداح : هو الواسع ، يردح : أي : يطيل في الكلام
ويتوسع في المقالة ، والعكوم : هي الأكياس التي تخزن فيها الأطعمة
فمثلاً : عندما تخزن الأرز لا تخزنه في كيس صغير ، بل تخزنه في كيس قطن
فقولها : ( عكومها رداح ) فيه دلالة على أن البيت كله خير ، وبيتها فسيح
ومن المعروف أن اتساع البيت أحد النعم .


وصف ابن أبي زرع


ثم قالت : (ابن أبي زرع ، فما ابن أبي زرع! ) يفهم من هذا أن أبا زرع كان متزوجاً
قبل ذلك ..
( ابن أبي زرع فما ابن أبي زرع، مضجعه كمسل شطبة ، ويشبعه ذراع الجفرة )
مسل الشطبة : عندما تأتي بجريدة النخل وتأخذ منها سلخة للسكين
السلخة هذه هي السرير الخاص به، فهذا الولد نحيف ، لكن عضلاته مفتولة
والإنسان النحيف مع قوة ممدوح عند العرب ؛ لأن هذا ينفع في الكر والفر
فهذا مدح تمدح به الولد ، تقول : إنه مفتول العضلات وليس بديناً، ولا صاحب كرش عظيم
بل سريره كمسل شطبة ، فتستدل على جسمه بسريره الذي ينام عليه
وإلا فمسل الشطبة لا يكفي واحداً ثقيلاً بديناً . ( ويشبعه جراع الجفرة )
الجفرة : هي أنثى الماعز الصغيرة ، فلو أكل الرجل الأمامية للشاة فإنه يشبع
مع أن هذه لا تكفي الواحد ، ومع ذلك فإن هذا الولد يشبع إذا أكل ذراع الجفرة
وهذه صفات ممدوحة عند الرجال ، بخلاف النساء .


وصف بنت أبي زرع


ولما جاءت تصف بنت أبي زرع قالت :
( بنت أبي زرع فما بنت أبي زرع ! ، طوع أبيها وطوع أمها ) ، أي : مؤدبة
( وملء كسائها ) مالئة ملابسها ، وهذا مستمدح في النساء بخلاف الرجال
( وغيظ جارتها ) : الجارة هي الضرة ، فقد كان زوجها متزوجاً اثنتين أو أكثر
( فغيظ جارتها ) أي : من جمالها ، وأنها ملء كسائها ، وبذلك تغيظ جارتها .


وصف جارية أم زرع


قالت : ( جارية أبي زرع ، فما جارية أبي زرع ! )
والمرأة من حبها للرجل تذكر كل شيء حتى الجارية ، قالت : ( لا تبث حديثنا تبثيثاً )
فأي شيء يحصل في البيت لا يعرف به أحد من الخارج ، فهي أمينة لا تنقل الكلام
( ولا تنقث ميرتنا تنقيثاَ ) أي : لا تبذر في الطعام ، فلا تجد مثلاً الأرز ملقى على الأرض
فهي امرأة مدبرة ، تخاف على المال ( ولا تملأ بيتنا تعشيشاً ) أي :البيت ليس فيه زبالة
كعش الطائر، فعش الطائر عبارة عن ريش وحشيش وقش وحطب
فتقول : بيتنا ليس كعش الطائر ، إنما هو بيت نظيف .
وفي بعض الروايات خارج الصحيحين : ( وظلت حتى وصفت كلب أبي زرع )
فالكلام هذا كله غزل ، والغزل هنا مستحب ، ولا أقول : غزل عفيف ، إنما هذا غزل مستحب
إذ هي تتغزل في زوجها ، وتعدد فضائل زوجها ، وتشعر بنبرة الحب عالية في كلام المرأة .
قالت : ( فخرج أبو زرع والأوطاب تمخض ) ، كان الوقت ربيعاً ، واللبن كثير
والناس يحلبون لبنهم ، وفي هذا الوقت خرج أبو زرع
( فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين ) معها اثنان من الأولاد في منتهى الرشاقة
( يلعبان من تحت خصرها برمانتين) ، فأعجبه هذا المنظر
فقال : هذه المرأة لابد أن أضمها إلي ، فضمها إليه ، لكن ما الذي حصل ؟ قالت :
( فطلقني ونكحها )، لأنه لايبقي عنده إلا امرأة واحدة ، رجل يحب التوحيد!! 0


الزوج الثاني بعد أبي زرع


قالت : ( فنكحت بعده رجلاً ثرياً ) ، من ثراة الناس وأشرافهم ، ( ركب سرياً )
السري : نوع جيد من أنواع الخيل ، كان الأغنياء يركبونه ؛ لأنه كان مفخرة عندهم
وحتى تكتمل صورة الأبهة قالت : ( وأخذ خطياً ) ، الخطّي : هو الرمح
فهو واضع تحت إبطه رمحاً وراكب على الخيل ، متعجرفاً ومهيباً .


وفاء أم زرع لأبي زرع


تقول : ( وأراح علي نعماً ثرياً ) ، أي : أعطاها مالاً وفيراً
( وأعطاني من كل رائحة زوجاً ) ، وفي رواية
( وأعطاني من كل ذابحة - أي: ما يصلح أن يذبح - زوجاً وقال :
كلي أم زرع وميري أهلك )
، أي : وأعطي أهلك أيضاً ، فهذا الرجل ليس فيه أي عيب
إلا أن المرأة تقول : ( فلو أني جمعت كل شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع ) .
فانظر إلى هذا الوفاء !
مع أن المرأة المطلقة لا تكاد تذكر لزوجها السابق حسنة، وهذا الرجل لم يقصر في حقها
بل قال لها : ( كلي أم زرع وميري أهلك ) ، أنفقي على أهلك ، لكنها تقول :
( فلو أني جمعت كل شيء أعطانيه ما بلغ أصغر آنية أبي زرع ) 0



( فهل تجدون في هذا الكون إمرأة بمثل أم زرع لأبي زرع )



كلمات البحث

شبكــة أنصــار آل محمــد ,شبكــة أنصــار ,آل محمــد ,منتدى أنصــار





ig j[],k td i`h hg;,k YlvHm fleg Hl .vu gHfd ?










توقيع : الشـــامـــــخ

يسرنا متابعتكم وتواصلكم عبر الحسابات التالية

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور الشـــامـــــخ   رد مع اقتباس