عرض مشاركة واحدة
قديم 25-11-17, 09:57 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
عبق الشام
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية عبق الشام


البيانات
التسجيل: May 2013
العضوية: 10575
المشاركات: 2,724 [+]
بمعدل : 0.68 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 17
نقاط التقييم: 111
عبق الشام سيصبح متميزا في وقت قريبعبق الشام سيصبح متميزا في وقت قريب

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
عبق الشام غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبق الشام المنتدى : بيت الحــوار العقـائــدي
افتراضي

تلاعب الاثناعشرية بالإمامة الفقهية ..

كما فعلوا بالإمامة السياسية .. تلاعبوا أيضاً بالإمامة الدينية .. أي الفقهية ..
في البداية قالوا :-
" لقد وجدنا إن آراء الفقهاء تختلف وإجتهاداتهم تتعارض فيما بينها .. مما يوقع الناس في حرج وإشكال وعدم وضوح في أمور دينهم .. وهذا لا يجوز !
و الله تعالى عادل ولطيف .. ومن عدل الله ولطفه .. أن يختار لنا إماماً .. نسأله فيجيب .. وبذلك يزول الإختلاف ..
وأنه يجب أن يكون معصوماً من الذنوب والخطأ .. حتى تكون فتاواه صحيحة قطعية لا لبس فيها !
ولهذا إختار الله أئمة معصومين .. في الفقه وفي السياسة معاً .. أي في أمور الدنيا والدين .. الواحد تلو الآخر .. الى آخر الزمان .. حتى لا تخلو الأرض يوماً من إمام .. ولو خلت لساخت !!
ولكن الناس تركوهم .. وجحدوا مكانة هؤلاء ال12 وحقهم في الإمامة .. وإتبعوا علماء آخرين غير معصومين .. مثل أبي حنيفة والشافعي ومالك وإبن حنبل .. الذين ضلوا فأضلوا !! وبذلك تفرّقت الأمة الى شافعية وحنبلية إلخ... و ضاع الدين " .. (راجع بحار الأنوار للمجلسي / إحتجاجات هشام بن الحكم ج48 ص189 وما بعدها ) ..
-----------------------------------------------------------------------------
هذه هي خلاصة عقيدتهم في الإمامة الفقهية ..
وهي عبارة عن خيال كاذب ، لأن المعصوم قد توفي منذ أكثر من 1400 سنة ، صلوات الله عليه .. وبالتالي لا بد للناس من الإعتماد على جهود علماء الدين ، وإن أخطأوا ، أو تعارضتْ إجتهاداتهم .
------------------------------------------------------
ولكنه حلم يدغدغ مشاعر الناس !!
فمن منا لم يتمنى وجود نبي أو معصوم بين ظهرانينا .. نسأله فيجيب .. بدلاً من الدخول في متاهات الإجتهادات والفتاوى المختلفة وقال فلان وقال فلان ؟
والكثير من الناس يجرون وراء الأحلام والأمنيات .. حتى لو كانت وهمية كاذبة !
فمن هذه الزاوية .. زرع الرافضة هذه الفتنة في عقول الناس .
------------------------------------------------------------------------------------
ومن نفس (المدخل) إستطاع إبليس خداع أبينا آدم نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة .. حيث أعطاه حلماً وهمياً جميلاً .. بأن أكل الشجرة سيؤدي الى الخلود !!
والرافضة ليسوا أقل مكراً ودهاءاً من إبليس !!
-----------------------------------------------------------------------------------
وأولى المشاكل التي واجهت الاثناعشرية في سبيل ترويج هذه الفتنة .. هي إن علماء أهل البيت .. وبالذات هؤلاء الاثناعشر .. كان فقههم لا يختلف كثيراً عن فقه علماء الأمة الآخرين ..
فعندما تولى علي بن أبي طالب الخلافة .. قال لقضاته وعماله :- " أقضوا كما كنتم تقضون " ( الخلاف للطوسي 4/77 ، الفصول المختارة للمفيد ص 78 ).. أي إن جميع الفتاوى وأمور الحلال والحرام بقيتْ كما كانت في زمن الذين سبقوه ..

حتى في زمن جعفر الصادق .. الذي أسس مدرسة فقهية خاصة به .. لم تكن فتاويه تختلف كثيراً عن فتاوي غيره .. وقد إعترف الاثناعشرية بذلك .. حيث أشاروا إلى إن الاختلافات الفقهية لم تظهر بوضوح في حياة محمد الباقر وإبنه جعفر الصادق ( راجع تاريخ فقه أهل البيت لمحمد مهدي آصفي، ضمن مقدمة كتاب/ رياض المسائل 1/ 14، كذلك تجدها في مقدمة كتاب/ شرح اللمعة 1/ 30 ) ..

------------------------------------------------------------------------------------
فوجدوا حلاً لهذه المشكلة .. وهو القول بالتقية ..
أي إن الإمام قد إضطر الى مجاملة الآخرين خوفاً على نفسه .. فسار على نفس منهجهم وفقههم !
فيقول شيخهم محمد مهدي آصفي :- " كانوا يُجارون الفقه الرسمي الذي تتبناه السلطة ما تسعهم المجاراة ،، فإذا خلوا إلى أصحابهم بيّنوا لهم وجه الحق فيما يختلف فيه الناس ، وأمروهم بالكتمان والسر " ( تاريخ فقه أهل البيت لمحمد مهدي آصفي ، في مقدمة كتاب/ رياض المسائل 1/ 24 ، كذلك تجدها في مقدمة كتاب/ شرح اللمعة 1/ 41 ) .
ولكن هذا محال .. لأن الضعيف والجبان لا يستحق الإمامة .. لا السياسية .. ولا الدينية الفقهية .. أليس كذلك ؟
وحاشا أهل البيت الكرام أن يكونوا جبناء !
وهل رأيتم دين أو مذهب له وجهان : وجه علني ، ووجه سري عكسه تماماً ؟
هذا لا يحصل إلا في التنظيمات السياسية الإنتهازية .. التي تتلوّن وتتغيّر مثل الحرباء حسب الظروف .. وهذا هو دين الرافضة .. سياسة لا دين !!
----------------------------------------------------------------------------------------
السرية والتقية عند الإثناعشرية
كل باحث عند دراسته لأي عقيدة يشعر بالخطر والريبة عندما يكتشف فيها كمية هائلة من الأسرار ، والحث على الكتمان ، والتعامل بوجهين للحفاظ على التنظيم ، كما وجدناه في عقيدة الإثناعشرية . فكأننا أمام تنظيم سياسي سري هدفه البقاء أولاً ، وليس أمام عقيدة دينية روحية هدفها هداية الناس !! وهذه بعض رواياتهم :-
" كتمانُ سرنا جهادٌ في سبيل الله .. واتقوا إظهار أسرار الله تعالى وأسرار أزكياء عباده الأوصياء .. إن أمرنا ليس بقبوله فقط ، ولكن بصيانته وكتمانه عن غير أهله " (البحار 2/ 64 – 69 ) ..
" أُمِرَ الناس بخصلتين فضيعوهما : كثرة الصبر ، والكتمان " .. " اكتم أمرنا ولا تذعه ، فإنه من كتم أمرنا ولم يذعه أعزه الله في الدنيا ، وجعله نوراً بين عينيه في الآخرة يقوده إلى الجنة " .. " من أذاع حديثنا وأمرنا ولم يكتمها أذله الله في الدنيا ، ونزع النور من بين عينيه في الآخرة : وجعله ظلمة يقوده إلى النار " .. " إن التقية ديني ودين آبائي ، ولا دين لمن لا تقية له " .. " إن الله يحب أن يُعبد في السر كما يحب أن يعبد في العلانية " .. " إن المذيع لأمرنا كالجاحد به " (البحار 2/ 73 – 74 ) ..
“ ما سمعتَ مني (كلاماً) يشبه قول الناس فيه التقية ، وما سمعتَ مني لا يشبه قول الناس فلا تقية فيه “ ( البحار 2/ 252 ) ..
“ ولا تفش سرنا إلى من يشنع علينا عند الجاهلين بأحوالنا ،، وآمرك أن تستعمل التقية في دينك .. وإياك ثم إياك أن تترك التقية “ ( البحار 10/ 74 ) ..
“ إستعمال التقية في دار التقية واجب “ ( البحار 10/ 226 ) ..
“ ألا وإن أعظم فرائض الله عليكم بعد فرض موالاتنا ومعاداة أعدائنا استعمال التقية على أنفسكم وإخوانكم ومعارفكم “ ( البحار 71/ 229 ) ..
“ الله تعالى يحب أن يعبد سراً ولا يعبد علانية “ (معقولة ؟! ) ( مختصر بصائر الدرجات للحلي ص 105 ) .
ويقولون عن علي (ع) – رمز الشجاعة في الإسلام – أنه عندما أصبح خليفة :- " لم يتمكن من إظهار جميع ما في نفسه ، ولم ينقض أحكام القوم ، وأمر قضاته على أن يحكموا بما كانوا يحكمون " ( البحار 28/ 399 ) .

يقول شيخهم عباس القمي :- " التقية فريضة واجبة علينا في دولة الظالمين ، فمن تركها فقد خالف دين الإمامية وفارقه . والروايات في التقية أكثر من أن تذكر . فروي ان التقية ترس المؤمن ولا ايمان لمن لا تقية له وان تسعة أعشار الدين في التقية ولا دين لمن لا تقية له . وقال الصادق (ع) : عليكم بالتقية فإنه ليس منا من لم يجعلها شعاره ودثاره مع من يأمنه ليكون سجيته مع من يحذره ، وعنه " ع " لو قلت إن تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقا ، والتقية في كل شئ حتى يبلغ الدم ، فإذا بلغ الدم فلا تقية ، وعنه " ع " قال : كلما تقارب هذا الامر كان أشد للتقية ، وقال لنعمان ابن سعيد : من استعمل التقية في دين الله فقد تسنم الذروة العليا من العز ، وان عز المؤمن في حفظ لسانه ، ومن لم يملك لسانه ندم . قال الرضا " ع " : لا دين لمن لا ورع له ، ولا ايمان لمن لا تقية له ، ان أكرمكم عند الله أعملكم بالتقية قبل خروج قائمنا ، فمن تركها قبل خروج قائمنا فليس منا " ( الكنى والألقاب لعباس القمي 1/ 141 – 142 ) .
لا أدري ماذا بقي من واجبات الإمامة بعد كل هذه التقية والسرية ؟!
ويبدو أن بعض الإثناعشرية شعر بالإحراج ، فطلب عدم إعتبار التقية من باب الكذب ، ولو كان كذباً مباحاً !! فيقول الخوئي :- إن ما صدرَ عن الأئمة (ع) تقيةً في بيان الأحكام – وإن جاز حَمْلُهُ على الكذب الجائز حفظاً لأنفسهم وأصحابهم عن الهلاك – ولكن المناسب لكلامهم والأليق بشأنهم حَمْلُهُ على إرادة خلاف ظاهره ! (مصباح الفقاهة للخوئي 1/ 632) .

درجات التقية :-
الدرجة الأولى : وهي رؤية الباطل والسكوت عنه ، رغم كرهك له . وهي أخف درجات التقية . وفي نفس الوقت هي أضعف درجات الإيمان ، كما جاء في الحديث الشريف :- .. فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان .
الدرجة الثانية : هي رؤية الباطل وتأييدك له بالكلام فقط ، رغم كرهك له . وهذا لا يليق بعالم كبير أو إمام أو مسؤول رفيع ، لأن كلامه محسوب عليه .
الدرجة الثالثة : هي رؤية الباطل والمشاركة فيه ، ليس بالكلام فحسب ، وإنما بالعمل والفعل . وهذا أيضاً لايليق أبداً بفقيه أو إمام أو رجل شريف عالي الشأن ، لأنه قدوة للناس .
الدرجة الرابعة : هي المشاركة في قتل نفس بريئة ، حفاظاً على نفسك من باب التقية . وهذا النوع من التقية حرام شرعاً – حسب علمي – عند جميع طوائف المسلمين . ورغم ذلك نرى أن العديد يفعلونها ، بل أصبح ذلك شعاراً لأهل الكوفة ، فقد قيل للحسين (رض) حينها : قلوبهم معك وسيوفهم عليك ، وقد حصل .
السؤال هنا : هل تليق التقية برجل ذي مكانة عالية ، دينية أو دنيوية ، كأن يكون إمام أو عالم دين أو قاضي أو رئيس عشيرة أو قائد مجموعة ؟
منطقياً ، لا يجوز لمثل هؤلاء أن يروا الباطل ويسكتوا عنه أو يؤيدوه بالكلام أو الفعل، ولو وضعوا السيوف على رقابهم .. فكيف يزعم الشيعة أن أئمة أهل البيت فعلوا ذلك ؟!
لم يفعلها زعماء الشيوعية ورؤساء الهندوس والبوذيين .. أيفعلها أبطال الإسلام ؟؟!
المسألة محسومة عقلاً وشرعاً ، دينياً وأخلاقياً .

إنهم يستخدمون التقية وإن لم يكن بينهم مخالف ، وإفراطهم في إستخدام التقية أدى إلى تناقض رواياتهم :- يقول عالمهم البحراني :-
" وحث الشيعة على استشعار شعار التقية ، والتدين بما عليه تلك الفرقة الغوية ، حتى كورت شمس الدين النيرة ، وخسفت كواكبه المقمرة ، فلم يعلم من أحكام الدين على اليقين إلا القليل ، لامتزاج أخباره بأخبار التقية ، كما قد اعترف بذلك ثقة الاسلام وعلم الأعلام ( محمد بن يعقوب الكليني نور الله تعالى مرقده ) في جامعه الكافي ، حتى أنه ( قدس سره ) تخطأ العمل بالترجيحات المروية عند تعارض الأخبار ، والتجأ إلى مجرد الرد والتسليم للأئمة الأبرار .
فصاروا (الأئمة) صلوات الله عليهم - محافظة على أنفسهم وشيعتهم - يخالفون بين الأحكام وإن لم يحضرهم أحد من أولئك الأنام ، فتراهم يجيبون في المسألة الواحدة بأجوبة متعددة وإن لم يكن بها قائل من المخالفين ، كما هو ظاهر لمن تتبع قصصهم وأخبارهم وتحدى سيرهم وآثارهم (الحدائق الناضرة للمحقق البحراني ج1 ص5 ) ..
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

ثم ظهرتْ لهم مشكلة أخرى ! لأن حبل الكذب قصير ، كما يقولون ..
كانوا أحياناً يزوّرون نبؤات على لسان أهل البيت .. ولكن الله يخذلهم .. فلا تحصل !
فقالوا : قد بدا لله في ذلك !
---------------------------------------------------------------------------
البداء
ما الفرق بين النبي والدجال؟
النبي يبلغ الناس بأن الله تعالى أوحى له بأمور ستحصل في المستقبل. وبالفعل، تحصل كما قال، فيكون ذلك مصداقاً لنبوته.
أما الدجال، فيدعي علم الغيب والمستقبل، فإذا جاء عكس ما قال، فسيضطر للقول بأن الله قد بدا له فيه! يعني قد تبدل القرار الإلهي قبل تنفيذه!! وهذا غريب ولا منطقي!
وهذا ما حصل للإثناعشرية في كثير من الأوقات ! حيث ألّفوا على لسان أئمتهم الكثير من الروايات المستقبلية حسب أفكارهم! فإذا حصل كما قالوا فرحوا بها. أما إذا حصل العكس يقولون: قد بدا لله في ذلك الأمر!!
يفسر أحد علمائهم ذلك بقوله :- البداء هو أن يبدو لله رأي لم يكن له سابقاً ، بأن يتبدل عزمه في العمل ، وذلك جهل منه بالمصالح ، وندامة منه على ما سبق ، وهذا يستحيل على الله تعالى ،، ولكن وردت عن أئمتنا (ع) روايات توهم القول بذلك ( عقائد الإمامية للمظفر ص 80 )! فبدلاً من أن يكذبوا رواتهم، يحاولون أن يورطوا أئمتهم في ذلك!!
-----------------------------------------------------------------------------------------
أنواع البداء :-
لة راجعنا رواياتهم في البداء .. في موسوعتهم بحار الأنوار للمجلسي 4/ 92 وما بعدها .. سنجد إن البداء عندهم على 4 أنواع :-
النوع الأول (الناسخ والمنسوخ) :- بمعنى إن الله تعالى يريد أمراً .. فيأمر نبيه بفعله .. والنبي بدوره يأمر أتباعه بذلك .. ثم بعد فترة .. يبدو لله فيه .. فيأمر الله نبيه بإلغاء الأمر الأول وإتباع أمر جديد .. وهذا مقبول .. وقد حصل .. مثل تغيير القبلة ..
النوع الثاني :- بمعنى إن الله تعالى يريد أمراً .. ثم يبدو له فيه .. فيقوم بإلغائه .. قبل أن يخبر أحداً به .. أي أن ذلك كله يحدث في عالم الغيب .. وهذا أيضاً ممكن من الناحية النظرية .. ( يمحوا الله ما يشاء ويُثبت وعنده أم الكتاب ) (الرعد 39) ..
النوع الثالث :- بمعنى إن الله تعالى يريد أمراً .. ويُخبر نبيه بأن ذلك حاصل .. وبدوره يُخبر النبي أتباعه بأن ذلك حاصل .. ثم يبدو لله فيه .. فيلغي الأمر ولا يحصل !!
وهذا النوع مستحيل على الله .. لأنه يُفقد من مصداقية نبيه أمام الناس .. أليس كذلك ؟
ولكن لديهم روايات بهذا المعنى :-
- أمر الله تعالى نبياً له أن يخبر المَلِك بأنه ميت في وقت كذا ، فدعا الملك ربه أن يؤجل موته ، فبدا لله ، فأمر تعالى نبيه أن يخبر الملك بأن موته قد تأجل إلى كذا سنة !
- ما بدا لله في شيء كما بدا في إسماعيل بن جعفر الصادق ، فقد كتب الله عليه القتل مرتين ، فسأل أبوه جعفر الصادق الله تعالى أن يؤخره ، فأخره !
- و كان من المفترض أن يخلف الإمام علي الهادي إبنه البكر محمد ، فإذا به يموت محمد في حياة أبيه! فإنتقلت الإمامة إلى الحسن العسكري ! وقد قال الهادي حينها للعسكري :- " يا بني ، أحدث لله شكراً ، فقد أحدث فيك أمراً " ! ( إعلام الورى للطبرسي 2/ 134 ) .

النوع الرابع :- بمعنى أن الله تعالى يريد أمراً .. ويخبر نبيه به .. ولكن يحصل شيئاً يجعل الله يُغيّر رأيه !! وهذا أيضاً محال على الله تعالى !
ولكن لهم روايات بهذا المعنى :-
- في زمن داود (ع) ، أمر الله ملك الموت أن يقبض روح شاب بعد سبعة أيام ، فأمر داود بتزويجه رحمة به ، فرحمه الله برحمة داود له ، فزاد من عمر الشاب !
- وعد الله أحد أنبياءه بالنصر بعد خمسة عشر يوماً ، فأساء قومه الأدب ، فبدا لله ، فأخره إلى خمسة عشر سنة !
- وعد الله نبياً له بالنصر بعد خمسة عشر سنة ، فأحسن قومه العمل ، فبدا لله ، فعجل لهم النصر بعد خمسة عشر يوماً !
- تنبأ النبي (صلى الله عليه وآله) عن طريق الوحي بمقتل يهودي ، فلم يحصل ذلك ! لأن الله بدا له في ذلك اليهودي بسبب صدقة تصدق بها !

---------------------------------------------------------------------
زعماء الإثناعشرية يربّون أتباعهم بالأماني !! :-
زعموا إن علياً بن أبي طالب (ع) قد وعد الشيعة بالنصر والخير في سنة السبعين ، فلما إستشهد الحسين إشتد غضب الله ( كأن الله تعالى لم يعلم بذلك مسبقاً !) ، فأخره إلى المائة والأربعين ! فلما أذاع الشيعة هذا الخبر أخره الله إلى أجل غير مسمى ( راجع بحار الأنوار 2/ 94 وما بعدها ) !
وإحتار الإثناعشرية في تبرير ذلك، ثم أقنعوا أنفسهم أن هذا من (التربية النفسية!) .
فقالوا : إن الشيعة تُربى بالأماني (بالأوهام) ! فلو قيل لهم من البداية أن النصر بعيد جداً لأصابهم اليأس ولقست قلوبهم ( الكافي للكليني 1/ 369 ، الغيبة للنعماني ص 305 ، الغيبة للطوسي ص 341 ، البحار 4/ 132 – 52/ 102 ، الفوائد الرجالية للبهبهاني ص 41 ، معجم رجال الحديث للخوئي ) . يعني الله والنبي والإمام خدعوا الشيعة بقرب الفرج لكي لا ييأسوا !! أهذا معقول ؟!
حقيقة البداء :-
دخل البداء في عقيدتهم بسبب كثرة الكذابين والدجالين بينهم! حيث كانوا يتنبأون لهم بأشياء في المستقبل، ويدعون كذباً أنهم سمعوا هذا من أئمتهم المعصومين ! فإذا حصلت كما تنبأوا قالوا لهم إن هذه من المعجزات التي تدل على صدقهم! فإذا لم تحصل قالوا: قد بدا لله فيه!
تبرير الإثناعشرية للبداء :-
لم يستطيعوا أن يعترفوا بالحقيقة ويقولوا للملأ : إن رواتنا كذابون! لأن ذلك سيؤدي إلى الشك في أحاديثهم ، وبالتالي ينهار مذهبهم من أساسه !
فقالوا: العلم علمان : علم أوحى به الله إلى ملائكته ورسله ( ثم وصل إلى الأئمة ) ليس فيه بداء ، وإنه يكون ، ولا يمكن تغييره ، ولا يكذب نفسه ولا ملائكته ولا رسله ولا الأئمة ، وعلم عنده مخزون ، لم يُطلع عليه أحداً من خلقه ، يقدم منه مايشاء ، ويؤخر منه ما يشاء ، فيجوز أن يحصل فيه بداء ، ويمحو ويُثبت ما يشاء ( البحار 4/ 96 ) .
لكن رواياتهم التي ذكرناها تشير أن البداء حصل أحياناً بعد نزول الوحي إلى الرسل والأنبياء !! بل بعد أن أخبر النبي أتباعه بأمر الله ، فيظهر الواقع عكس ما قاله النبي!! وبالتالي سيفقد النبي (والإمام) مصداقيته أمام الناس مهما حاول تبرير ذلك بالبداء !!
لذلك وقع بعض علماء الإثناعشرية في حيرة!
فلا هم يجرأون على تكذيب رواتهم، ولا هم يستسيغون هذا الهراء! فأعربوا عن إمتعاضهم من عقيدة البداء!
فمثلاً المفيد قال: لو لم يرد به ( البداء ) سَمعٌ أعلم صحته ، ما إستجزتُ إطلاقه ( لفظ البداء ) ( أوائل المقالات للمفيد ص 80 ) .
وقال آخر: لا أظن أحداً من الإمامية يلتزم البداء من غير تأويل ، حتى أن العلامة المجلسي أوجب ظاهراً التلفظ به تأدباً ، لا الإعتقاد !! ( شرح الكافي للمازندراني 233 الهامش ) .
وما زالوا متمسكين بعقيدة البداء (دفاعاً عن رواتهم) رغم عدم إقتناع بعضهم بها !!
--------------------------------------------------------------------------
أظرف بداء !! :- دار نقاش بين إثناعشري وسني ماكر :-
الإثناعشري :- إن رسول الله (ص) قد أوصى لعلي (ع) بالخلافة في غدير خم .
السني :- إذا كان هذا ما حصل ، فقد حصل فيه بَداء بعد ذلك !!
الإثناعشري :- كيف ؟
السني :- أنتم تؤمنون بالبداء ! بمعنى أن الله يأمر بشيء ، ثم يبدو له فيه ، فيغيّره قبل أن يتم التنفيذ !! فلماذا لا تؤمنون بحدوث ذلك في وصية رسول الله !
الإثناعشري :- لا يُمكن .
السني :- سأوضحه لك . كم كان عدد المسلمين في غدير خم ؟
الإثناعشري :- يقال مئة ألف مسلم حجوا مع رسول الله حجة الوداع .
السني :- وهل فهموا وصية رسول الله ؟ أم أن رسول الله لم يبلّغ الوصية بشكل واضح وصريح (حاشاه) ؟
الإثناعشري :- كيف تقول ذلك ؟ هذه إهانة لرسول الله !! بالتأكيد كانت وصية واضحة ، ووصلت لأذهان كل السامعين .
السني :- أين ذهب هؤلاء بعد سماعهم الوصية ؟
الإثناعشري :- عادوا طبعاً إلى قراهم وأهليهم في عموم الجزيرة العربية .
السني :- هل نشروا وصية رسول الله بين أهاليهم وقراهم ؟
الإثناعشري :- بالتأكيد ! لقد كانت الوصية أهم حدث في الحجة كلها .
السني :- إذاً ، سرعان ما إنتشر خبر وصية رسول الله بالخلافة لعلي (ع) في عموم الجزيرة العربية قبل وفاة رسول الله (ص) .
الإثناعشري :- لا شك في هذا .
السني :- هل كان في الجزيرة عيون وجواسيس للروم والفرس والأحباش ؟
الإثناعشري :- ممكن جداً ، نعم .
السني :- إذاً ، أصبحت وصية النبي لعلي معروفة حتى للدول المجاورة لجزيرة العرب .
الإثناعشري :- هذا متوقع ، بالتأكيد .
السني :- إذاً ، كان هناك عدة ملايين من البشر يعلمون بوصية خلافة علي قبل وفاة النبي .
الإثناعشري ( وهو يفكر ) :- لا بد من حصول ذلك !
السني :- حسناً . بعد وفاة النبي مباشرة ، حسب رواياتكم كم رجل وقف إلى جانب علي (ع) وأراد مبايعته ؟
الإثناعشري ( بصوت خافت ) :- قلائل .. ثلاثة أو خمسة !!
السني :- فلنتساهل معك ونقول عشرين ! أين ذهب الملايين الذين علموا بالوصية ؟
الإثناعشري :- سكتوا .
السني :- من أسكتهم ؟
الإثناعشري :- أبو بكر وعمر !!
السني :- وهل يملك أبو بكر وعمر القدرة على مسح ذاكرة ملايين البشر أو إسكاتهم ؟ وفي يوم واحد ؟ وفي جزيرة العرب وخارجها من بلاد الروم والفرس وغيرهما ؟
الإثناعشري ( متلعثماً ) :- لا أظن ذلك !!
السني :- من له القدرة على فعل ذلك ؟
الإثناعشري :- الله ، كما أظن !
السني :- أحسنتَ . وهذا ينطبق عليه مفهوم البداء في مذهبكم . فكيف تلومون الصحابة على أمر قد بدا لله فيه ؟؟
الإثناعشري :- غريبة ! لم أفكر في هذا الموضوع بهذه الطريقة من قبل !!
السني :- إعلم أننا لا نؤمن بالبداء ، وإنه من إفتراءاتكم على الله سبحانه تعالى ! لكننا أردنا أن نواجهكم بنفس وسائلكم !! وأنه لا توجد وصية ! وما قاله رسول الله (ص) في علي (ع) وقتها كان مدحاً ، لا وصية بالخلافة ! وإذا تمسكتم بمفهوم الوصية ، فلا بد أن تؤمنوا بأنه قد حصل فيها بَداء من فوق سبع سماوات .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
وإستمر الرافضة على هذا المنوال .. يطلقون الفتاوى الباطلة .. وينسبونها زوراً وبهتاناً الى أهل البيت .. وإن أجابهم أحد بأن أهل البيت يقولون غير ذلك .. يجيبونه بأنها تقية من الإمام !!
وإن تنبأ الرافضة بشيء لم يحصل .. يقولوا : قد حصل فيه بداء !!

-----------------------------------------------------------------------------------------

ثم توفي الحسن العسكري سنة 260 هجرية دون أن يعقّب !
فإضطر الإثناعشرية .. كما فعلوا بالإمامة السياسية .. الى نقل السلطة الدينية (المرجعية الفقهية) .. من المعصوم .. الى سفير المعصوم !!
ولكي يخدعوا عوام الشيعة .. كانوا يُخرجون لهم قصاصات ورقية .. يسمونها : رقاع ، أو توقيعات شريفة (!!) .. و يزعمون إنها بخط المعصوم وختمه !
لكن المزوّر الذي كان يكتب لهم هذه الرقاع .. وهو محمد بن عثمان العمري (السفير الثاني للغائب) .. توفي سنة 305 ! فماذا يفعلون ؟
جاء السفير الثالث .. وهو حسين بن روح النوبختي .. وأخبر شيعته إن المعصوم لن يكتب شيئاً بعد اليوم .. بل يملي عليه إملاءاً !!! وإنطلت الحيلة على عوام الشيعة الاثناعشرية .

-------------------------------------------------------------------------------------
لكن المشكلة كانت تكمن في إن (سفراء) المهدي الغائب .. كانوا قليلي العلم والفقه !!
ولهذا لم يجيبوا إلا على حوالي مائة مسألة فقهية .. على مدى سبعين سنة (فترة الغيبة الصغرى) !!
وكان جل إهتمامهم في جمع الخمس .. لإستخدامه في ترويج المذهب !!

فيذكر شيخهم المعاصر .. محمد السند البحراني .. إن عمل النواب (السفراء) الأربعة كان في الأمور التنفيذية (!) من قبض مال المهدي (!) .. ويقول ما نصه :- " حتى إن في كثير من الاسئلة الموجهة للناحية المقدسة يجيبهم عجل الله فرجه بالرجوع الى كتب الروايات " (!!) (بحوث في مباني علم الرجال لمحمد السند ص47) ..
-------------------------------------------------------------------------------
ثم جاءت الغيبة الكبرى .. عندما صعد نجم ملوك الدولة البويهية في المنطقة ..
فأصبح أولئك الملوك الشيعة .. منافسين للسلطة السياسية التي يتمتع بها (السفير) بإعتباره نائباً لصاحب الزمان !
عندها قرر أحبار الاثناعشرية أن يتنازلوا عن (السفير) .. في مقابل أن يساعدهم البويهيون في نشر أفكارهم .. وقد حصل !
وبهذا وصلت (الإمامة الفقهية) عند الاثناعشرية .. الى رجال دين غير معصومين .. يجتهدون في فتاويهم .. فيختلفون فيما بينهم .. ويتشتت الشيعة بين آراء مراجعهم وفتاويهم .. كما نراه فيهم اليوم ..
وبهذا قبلوا أخيراً .. بما كانوا يرفضونه سابقاً ويعيبون أهل السنة عليه !!!
---------------------------------------------------------------------------
بقيتْ نقطة مهمة .. وهي إن تقليد الشيعي العامي لمرجعه الديني .. يوجب عليه أيضاً أن يدفع خمس أمواله الى ذلك المرجع !
وبما إن عصر الائمة قد ولى .. وكذلك عصر سفراء الائمة .. إتفق مراجع الاثناعشرية على عدة قوانين .. لضمان عدم حصول صراع بينهم على تلك الأموال .. منها :-
- الأفضل إتباع مرجع حي .. ولا يجوز إتباع مرجع ميت إبتداءاً ، ولو كان أعلم من الأحياء (المسائل المنتخبة للسيستاني ص13 / مسألة 13 ) !
وذلك لإفساح المجال للمراجع الدينية الأحياء أن يتمتعوا بالخمس ، بعد أن تمتع به من كان قبلهم !!
- لا يجوز لأي مرجع أن ينادي علناً بأنه الأعلم والأفضل والأفقه .. لئلا يثير حفيظة المراجع الآخرين ويسحب البساط من تحت أقدامهم ويحرمهم من الخمس ! ويقال إن أحد مراجع الشيعة في العراق أراد أن يفعلها .. وهو محمد باقر الصدر .. فحاربه الآخرون .. وبالذات (آيات الله) الإيرانيين !
- لا يجوز لأي مرجع أن يزعم علناً أنه على إتصال دائم بالمهدي الغائب .. لأن ذلك سيجعله سفيراً أوحداً للمعصوم ، وعلى باقي المراجع أن يسمعوا ويطيعوا له ! وهذا ما لا يقبله الآخرون ! ويقال أيضاً إن أحد آيات الله في العراق أراد أن يفعل ذلك .. فحاربه (آيات الله) الآخرون حرباً شعواء !
نكتة :-
أثناء المناظرات .. قلنا للاثناعشرية : إن كان المهدي قائدكم اليوم .. فلا بد للقائد من طريقة للإتصال بأتباعه وجنوده .. كيف وهو في الغيبة الكبرى ؟ فيضطرون للقول بأنه يتصل ببعض المراجع .. قلنا لهم : لم نسمع تصريحاً علنياً بذلك ! فليخرج ذلك المرجع وليصرّح علناً بأنه يتصل بالمهدي ..
فلم يفعل ذلك واحد منهم !!
---------------------------------------------------------------------------------
الخلاصة :-
كما فعلوا مع الإمامة السياسية .. قام الاثناعشرية بتغيير (الإمامة الدينية الفقهية) حسب ظروفهم السياسية :-
المرحلة الأولى : قالوا : لا بد من وجود مرجع ديني معصوم مختار من الله .. لكي يتخلص المسلمون من الحاجة الى الإجتهاد والاستنباط والدخول في متاهات الفتاوى المتضاربة ..
المرحلة الثانية :- قالوا : لقد غاب المعصوم .. خوفاً من عمه (جعفر الكذاب) والجندي العباسي .. وقد نصّب لنا سفيراً .. يكون الواسطة بيننا وبينه ..
المرحلة الثالثة :- قالوا : لقد غاب المعصوم غيبة كبرى .. وعاد الفقه الى أحضان علماء الدين غير المعصومين .. وعادت الحاجة الى الاجتهاد والاستنباط والدخول في متاهات الفتاوى المتضاربة !!
والحمد لله على سلامة العقل والدين ..

(( يتبع )) ..










توقيع : عبق الشام


عن حذيفة رضى الله عنه، أنه أخذ حجرين، فوضع أحدهما على الآخر، ثم قال لأصحابه:
هل ترون ما بين هذين الحجرين من النور؟
قالوا: يا أبا عبد الله، ما نرى بينهما من النور إلا قليلا.
قال: والذي نفسي بيده، لتظهرن
البدع حتى لا يُــرى من الحق إلا قدر ما بين هذين الحجرين من النور،والله، لتفشون البدع حتى إذا ترك منها شيء،
قالوا: تُركت السنة !.

.
[البدع لابن وضاح ١٢٤]
" سنية " سابقاً ~

عرض البوم صور عبق الشام   رد مع اقتباس