عرض مشاركة واحدة
قديم 25-11-17, 10:01 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
عبق الشام
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية عبق الشام


البيانات
التسجيل: May 2013
العضوية: 10575
المشاركات: 2,724 [+]
بمعدل : 0.68 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 17
نقاط التقييم: 111
عبق الشام سيصبح متميزا في وقت قريبعبق الشام سيصبح متميزا في وقت قريب

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
عبق الشام غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبق الشام المنتدى : بيت الحــوار العقـائــدي
افتراضي

(( تلاعب الإثناعشرية بالإجماع ))

مقدمة :- الإجماع عند الإثناعشرية له قصة لطيفة .. تكشف عن ضعف أدلتهم .. وقدرتهم الكبيرة على الكذب والتحايل وخداع الناس ..

في البداية أسسوا عقيدتهم على ما يلي :-
إن من لطف الله وعدالته أن يختار هو عز وجل .. في كل زمان .. إماماً معصوماً من الذنوب والسهو والنسيان والخطأ !! له القدرة على تلقي العلم من الله تعالى بطرق إعجازية !! لكي يهدي البشر ويرشدهم إلى ما فيه الصلاح والسعادة في الدنيا والآخرة .. ولا يجوز لأحد أن يعترض عليه .. فمن يعترض عليه كأنما يعترض على النبي !! (راجع عقائد الإمامية لشيخهم محمد رضا المظفر) ..

وبناءاً على هذه العقيدة .. فإن وجود الإمام المعصوم ضروري جداً .. ولا يمكن الإستغناء عنه ..

فإعترض عليهم أهل السنة .. وقالوا :- إن العلماء هم ورثة علم الأنبياء .. فبمقدور العلماء والفقهاء أن يستنبطوا الأحكام بواسطة أدلتهم الشرعية ..

فقال الإثناعشرية :- لا يمكن الإستعاضة عن الإمام المعصوم بالعلماء والفقهاء .. لأنهم - مهما أوتوا من العلم - فقد يُخطئون ويختلفون فيما بينهم .. ولهذا قال الإثناعشرية :- " لو بقيت الأرضُ بدون إمام (معصوم) ساعة لساختْ (إنخسفتْ) " (بحار الأنوار للمجلسي 23/ 21 ) ..
--------------------------------------------------------------------------------
وبهذا أسس الرافضة الإثناعشرية .. مذهباً دينياً وهمياً .. يخفون وراءه تنظيمهم السياسي !!
حيث زعموا إن لديهم إمام معصوم بين ظهرانيهم .. يسألونه فيُجيب .. بشرط أن يدفعوا له الخمس (ناقشنا قصة الإثناعشرية مع الخمس في مشاركة سابقة فراجعها) ..
إذاً .. لا داعٍ للإجتهاد وإستنباط الأحكام والإجماع !!
لذلك .. زعموا إنه لو أجمع مئة عالم على رأي .. وقال المعصوم رأياً آخر .. فإنهم سيأخذون برأي المعصوم .. ويتركون إجماع العلماء .. حتى لو كانوا ألفاً !!
فقالوا :- " وأما الإجماع ، فعندنا حجة بإنضمام المعصوم (إليه) ، فلو خلا المائة من فقهائنا عن قوله لما كان حجة ، ولو حصل في إثنين لكان قولهما حجة " ( المعتبر للمحقق الحلي 1/ 31 ، بحار الأنوار للمجلسي 86/ 222 ) ..
---------------------------------------------------------------------------------------
ولكن .. برغم وجود إمامهم المعصوم (بزعمهم) .. رأوا إن الروايات المنقولة عنه متنافضة ومتعارضة ويكذب بعضها بعضاً !!
كيف .. وهم يقولون لدينا إمام واحد معصوم (في كل زمان) ؟؟؟؟
عندها زعموا إن إمامهم المعصوم قد تعمّد غصدار فتاوى متناقضة .. من باب التقية .. لكي يحميهم من أذى السلطان !
فقالوا :- " سئل (نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة) عن إختلاف أصحابنا (الشيعة) فقال ع :- " أنا فعلتُ ذلك بكم ، لو إجتمعتم على أمر واحد لأخِذ برقابكم " (البحار للمجلسي/ باب علل إختلاف الأخبار 2/ 236 ) ..
وبهذا تحوّل إمامهم .. حسب قولهم .. من مرجع ديني يجب عليه قول الحق ولو هددوه بالقتل .. إلى رئيس تنظيم سياسي سري يفعل كل شيء من أجل البقاء .. ولو عن طريق لبس الحق بالباطل وتحريف الدين !!
------------------------------------------------------------------------------------------------
وبدلاً من أن يأمرهم إمامهم بالتقريب بين المذاهب والحفاظ على الوحدة بين طوائف المسلمين (كما يدعون في إعلامهم أحياناً) .. إذا به يأمرهم سراً بمخالفة أهل السنة على طول الخط :- " إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فانظروا ما يخالف العامة (السنة) فخذوه ، وانظروا ما يوافق أخبارهم فدعوه (البحار للمجلسي 2/ 235) ..
وهكذا أصبحوا تنظيماً سياسياً منافقاً ذا وجهين : وجه علني يجامل أهل السنة وينادي بالوحدة الاسلامية وتقريب المذاهب .. ووجه سري يبغض أهل السنة ويُكفّرهم ويخالفهم في كل شيء تقريباً :- " خالطوهم بالبرانية ، وخالفوهم بالجوانية ، إذا كانت الإمرة صبيانية " (الكافي للكليني 20/ 220) ..
بالله عليك .. أهذا دين يرضاه الله ورسوله ؟؟؟؟
أم تنظيم سياسي منافق مبني على كراهية الصحابة وأهل السنة .. حتى النخاع ؟؟؟؟
---------------------------------------------------------------------------------------
أما دعوتهم إلى التقريب والوحدة الاسلامية .. فهذه من باب الكذب والخداع .. بإسم التقية المداراتية !
وقد قالها خميني نفسه :-
" فتارة تكون التقية خوفاً ، وأخرى تكون مداراة ،،،، والمراد بالتقية مداراةً أن يكون المطلوب فيها نفس شمل الكلمة ووحدتها بتحبيب المخالفين وجر مودتهم " (الرسائل للخميني 2/ 174) ..
وهذا أمر واضح من خميني .. بإباحة الكذب والخداع مع أهل السنة .. لكسب مودتهم !!
--------------------------------------------------------------------------------------
قد يسأل سائل :- إذا كان خميني قد كتب هذا بكل وضوح ، فلماذا إنخدع به الكثير من أهل السنة وعلمائهم وشيوخهم ؟
الجواب :- هذا بسبب غفلة أهل السنة .. وتقصير علمائهم في الإطلاع على حقيقة عقيدة الشيعة الإثناعشرية .. وجهلهم بذلك جهلاً شنيعاً .. أدى إلى تشييع العديد من السنة سابقاً .. فأصبح أبناؤهم اليوم مقاتلين في مليشيات شيعية .. يقتلون أولادنا بغسم الثأر للحسين !!
ولا أظن إن علماءنا الغافلين .. سينجون من حساب يوم القيامة .. على كل قطرة دم سنية .. يسفكها شيعي ..
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

ثم حلّت بالشيعة الرافضة كارثة .. عندما توفي الحسن العسكري (رحمه الله) ، سنة 260 هجرية ، دون ولد يعقبه !!
فحسب عقيدتهم .. هل تخلى الله تعالى عن البشر .. وقطع عنهم لطفه ؟؟!!!

عندها إضطروا إلى إختراع فكرة وجود إمام معصوم غائب عن الأنظار خوفاً من أعدائه .. هو المهدي المنتظر !!
ولكن لكي يستمر في مهمته كقائد ومرشد وهادٍ للناس .. لا بد من إيجاد وسيلة إتصال بينه وبين شيعته !

فزعموا إن هناك سفير أو نائب للمهدي (!!) .. هو حلقة الوصل بين الإمام المعصوم وأتباعه .. يأخذ منهم أموالهم ( بإسم الخمس ) وأسئلتهم .. ويوصل لهم أجوبة المعصوم وإرشاداته .. ولا يجوز لأحد أن يعترض على السفير .. فمن يعترض عليه كأنما يعترض على الإمام نفسه !!

وإستمروا بهذه الحيلة .. لمدة سبعين سنة تقريباً .. إلى أن ظهر البويهيون .. وإحتلوا إيران .. وتوجهوا إلى بغداد (عاصمة الخلافة العباسية) لإحتلالها ..

إن البويهيين هم من الفرس الشيعة .. ولا مانع لديهم من نشر التشيّع .. بشرط أن يبقوا محتفظين بالمُلْك والسلطان ، ولا يتنازلوا عنها .. لا لمعصوم ، ولا لسفير معصوم !!

عندها فكّر شيوخ الإثناعشرية وأحبارهم في هذا الوضع المحرج .. فوجدوا أنه من الأفضل أن يتنازلوا عن فكرة (سفير المهدي) .. في مقابل مساندة البويهيين لعقيدة الإثناعشرية وترويجها ..
------------------------------------------------------------------------------------

ولذلك أعلن الإثناعشرية .. في سنة 329 هجرية .. إن مهديهم المعصوم قد دخل في (غيبة كبرى !!) .. ولا يستطيع بعد الآن أن يراه أحد .. إلى أن يظهر في آخر الزمان ..

يبدو إن هذا هو التفسير المنطقي الوحيد لما حصل .. وإلا ، كيف تفسرون غياب الإمام في (غيبوبة) كبرى .. متزامناً مع ظهور أول دولة شيعية في المنطقة (البويهيين) ؟
ألا يُفترض العكس ؟! إذ ، مع بروز قوة الشيعة ، وضعف العباسيين .. يجب على الإمام القائد أن يظهر .. ليقود الجمع المؤمن !!!! لكنه فعل العكس !!!!

فالحقيقة ، أنه لا يوجد مهدي بن الحسن العسكري .. والإثناعشرية إخترعوا فكرة (سفير المهدي) للإستمرار في خداع الناس .. ثم تخلوا عن هذه الفكرة بسبب مجيء البويهيين الرافضين لأي منافس لهم على السلطة ..
-------------------------------------------------------------------------------------------

لكنهم وقعوا في مشكلة جديدة .. فقد غاب إمامهم المعصوم ، ومات آخر سفير له .. فإلى من يذهبون ليرشدهم إلى طريق الصلاح والسعادة في الدارين ؟؟ هل إنتهى لطف الله ؟؟

هنا ، إبتكروا كذبة جديدة .. فقالوا : إن الفقيه المجتهد هو نائب المعصوم ، ويقوم بأعماله .. وله كل سلطاته تقريباً .. ولا يجوز الإعتراض عليه .. فمن يعترض عليه كأنما يعترض على المعصوم نفسه !! (عقائد الإمامية للمظفر ص 34 ) ..

لاحظ إن الإثناعشرية إعترفوا أخيراً بما كانوا يرفضونه من قبل .. فقبلوا أخيراً بقيادة العلماء والفقهاء (رغم إنهم غير معصومين) .. بينما في السابق ، كانوا يقولون :- لا ! لا بد من إمام قائد معصوم يختاره الله تعالى بنفسه !!
----------------------------------------------------------------------------------

ثم وقعوا في مشكلة أخرى .. فعندما أراد علماؤهم وفقهاؤهم أن يفتوا لأتباعهم .. تفاجأوا بأن معظم أحاديثهم ورواياتهم متناقضة ومتعارضة وضعيفة السند !!
فعلى ماذا يستندون في فتاويهم ؟؟!!

عندها إضطروا إلى الإستعانة بوسائل أخرى لإستنباط الأحكام .. ومنها الإجماع ..
-----------------------------------------------------------------------------------------------

لكن ، كيف إستطاعوا أن يوفّقوا بين متناقضين :- عقيدة إتباع المعصومين حصراً ، والضرورة إلى إتباع غير المعصومين في زمن الغيبة ؟؟

حسب معنى عبارة (إمامية) .. فإن الإجماع لا معنى له ، إلا إذا وافق قول المعصوم !
قالوا :- " وأما الإجماع ، فعندنا حجة بإنضمام المعصوم (إليه) ، فلو خلا المائة من فقهائنا عن قوله لما كان حجة ، ولو حصل في إثنين لكان قولهما حجة " ( المعتبر للمحقق الحلي 1/ 31 ، بحار الأنوار للمجلسي 86/ 222 ) ..


إذاً ، لا يوجد معنى للإجماع .. المهم هو كلام المعصوم ..
------------------------------------------------------------------------------------------

ولكن ، كيف نعرف إن رأي (المعصوم الغائب) مع هذه المجموعة من الفقهاء أو تلك ؟؟

لقد جاؤوا بفكرة مضحكة للغاية !!
فقالوا : إذا كانت المجموعة معروفة الإسم والنسب فلا نأخذ برأيها .. بل نأخذ بالمجموعة التي فيها رجل مجهول الهوية والنسب .. فقد يكون هو الإمام المهدي ( راجع/ عدة الأصول للطوسي 2/ 628 ، معالم الدين لإبن الشهيد الثاني ص 173 ، نهاية الأصول للمنتظري ص 531 ، بحار الأنوار للمجلسي 1/ 36 ) ..
أكاد أموت من الضحك كلما قرأتُ كلامهم هذا .. والحمد لله على سلامة العقل والدين ..
لاحظوا شدة خوف وجبن إمامهم ! إنه يدخل سراً في إجتماعاتهم دون أن يُعرّفهم بنفسه !!
رجل بهذا الخوف والجبن والضعف .. هل يستحق لقب إمام الثقلين ؟؟

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
المهم إنهم .. بعد الغيبة الكبرى .. أصبحوا في وضع لا يُحدسون عليه !
إمامهم غائب في (غيبوبة كبرى) .. ولا يوجد له سفير .. ولا أي وسيلة تواصل بينه وبينهم !
رواياتهم ضعيفة ومتناقضة ومتعارضة .. حتى قال شيخ طائفتهم (أبو جعفر الطوسي) :- " أحاديث أصحابنا ،، وقع فيها من الإختلاف ، والتباين ، والمنافاة ، والتضاد ، حتى لا يكاد يتفق خبر ، إلا وبإزائه ما يُضاده ، ولا يسلم حديث ، إلا وفي مقابله ما ينافيه " ( التهذيب للطوسي 1/ 1 ) ..
كما قال شيخهم البروجردي :- " لعل (الحديث) الصحيح المعتبر المدرج في تلك الكتب (الكتب الأربعة الرئيسية عند الإثناعشرية) كالشعرة البيضاء في البقرة السوداء " (طرائف المقال للبروجردي 2/ 308 ) .
ما الحل ؟
لم يجدوا حلاً سوى العودة إلى ما رفضوه من قبل .. وهو قيام غير المعصوم بإستنباط الأحكام بالطرق الفقهية المعروفة .. ومنها الإجماع ..


لكنهم أفرطوا فيه .. وجعل كل عالم عندهم ، إذا أراد أن ينتصر لرأي ما ، يقول :- وعليه الإجماع !! حتى حصل تناقض في إجماعاتهم !! مما أدى إلى أن يستهزأ بعضهم ببعض في ذلك !

يقول عالمهم يوسف البحراني مستهزئاً بالإجماع وبالذين يستعملونه :- " إن أساطين الإجماع (يقصد الإثناعشرية الذين أكثروا من إستعمال الإجماع) كالشيخ (الطوسي) والمرتضى وإبن إدريس واضرابهم ، قد كفونا مؤونة القدح فيه (يقصد الإجماع) وإبطاله ، بمناقضاتهم بعضهم بعضاً بدعواه ، بل مناقضة الواحد منهم نفسه في ذلك .. ولقد كان عندي رسالة .. في الإجماعات التي ناقض الشيخ (الطوسي) فيها نفسه " (الحدائق الناضرة للمحقق البحراني 1/ 37 ) ..
-----------------------------------------------------------------------------------------
ويقول علامتهم المجلسي منتقداً شيوخه القائلين بالإجماع :- " ثم إنهم .. لما رجعوا إلى الفروع ، كأنهم نسوا ما أسسوه في الأصول ، فادعوا الإجماع في أكثر المسائل ، سواء ظهر الاختلاف فيها أم لا ، وافق الروايات المنقولة فيها أم لا ! حتى أن السيد (الشريف المرتضى) وأضرابه كثيراً ما يدّعون الإجماع فيما يتفردون في القول به ، أو يوافقهم عليه قليل من أتباعهم . وقد يختار هذا المدّعي للاجماع قولاً آخر في كتابه الآخر !! وكثيراً ما يدعي أحدهم الاجماع على مسألة ، ويدعى غيره الإجماع على خلافه ... ولا يخفى أن في زمان الغيبة لا يمكن الإطلاع على الإجماع ... وأيضا دعوى الاجماع إنما نشأ في زمن السيد (المرتضى) والشيخ (الطوسي) ومن عاصرهما ثم تابعهما القوم ، ومعلوم عدم تحقق الإجماع في زمانهم ، فهم ناقلون عمن تقدمهم ... وما قيل من أن مثل هذا التناقض والتنافي الذي يوجد في الإجماعات يكون في الروايات أيضا ، قلنا : حجية الأخبار ووجوب العمل بها مما تواترت به الأخبار ، و إستقر عليه عمل الشيعة ، بل جميع المسلمين في جميع الأعصار ، بخلاف الإجماع الذي لا يُعلم حجيته ولا تحققه ، ولا مأخذه ولا مراد القوم منه " (بحار الأنوار للمجلسي 86/ 222 ) ..
-------------------------------------------------------------------------

وقال آخر :- " إن الناقلين لمثل هذا الإجماع كثيراً ما يخطؤون في هذا النقل ، ويختلفون فيه أكثر من إختلاف الرواة في أخبار الآحاد ، كما يظهر لمن تتبع مواضع نقلهم إياه . وقد أفرد الشهيد الثاني قريباً من أربعين مسألة نقل الشيخ الطوسي فيها الإجماع ، مع أنه بنفسه خالف في الحكم فيها بعينه ! إما في كتابه ذلك بعينه ، أو في كتابه الآخر . وذكر إن الشيخ (الطوسي) قال في (كتاب) النهاية في كتاب الحدود : إن من إستحل أكل الجري والمارماهي وجب قتله . وهذا دعوى الزيادة على الإجماع على تحريم أكلها ، مع أنه في كتاب الأطعمة من النهاية بعينه جعلهما مكروهين !! قال : وقد أفردنا هذه المسائل للتنبيه على أن لا يغتر الفقيه بدعوى الإجماع ، فقد وقع فيه الخطأ والمجازفة كثيراً من كل واحد من الفقهاء ، سيما من الشيخ (الطوسي) والمرتضى - انتهى كلامه - . وكثيراً ما يقع منهم نقل الإجماع في مسألة على حكم ، مع نقل الإجماع على خلاف ذلك الحكم بعينه في تلك المسألة بعينها ، إما في ذلك الكتاب بعينه أو في غيره " (الأصول الأصيلة للفيض القاساني ص 145 ) ..
------------------------------------------------------------------------------
وقال آخر :- " إن الاجماع المنقول في كتب الفقهاء متعارض في كثير (من) المَحال ، حتى من الشخص الواحد " (كشف الغطاء لجعفر كاشف الغطاء 1/ 33 ) " ونحن نرى إن أكثر الاحكام مستندها الاجماع " (نفس المصدر ص 34 ) ..



------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

ثم حاولوا الإعتذار عن هذه (اللخبطة) .. فذكروا إن علماءنا يقصدون بالإجماع هو الشهرة ! (معالم الدين لإبن الشهيد الثاني ص 174) ..

أنظر – يا رعاك الله – كيف يتلاعبون بالمصطلحات ، ويحرّفون الكلم عن مواضعه ! لأن الإجماع هو إتفاق جميع العلماء على رأي واحد .. أما المشهور فمعناه وجود عدة آراء ، والرأي المشهور هو الحائز على موافقة الأغلبية من العلماء ..

وقد إنتبه بعضهم إلى ذلك فرفضه .. وإعتبره عدولاً عن معنى " المصطلح المتقرر في الأصول " ( نفس المصدر السابق ) ..

--------------------------------------------------------------------------------------------

وحاول آخر أن يتخلص من هذه الورطة .. فقام بخلط الأوراق .. ومزج الإجماع بالنص الصحيح !! فقال :- " فإذا إستدلوا (يقصد علماء الإثناعشرية) في مسألة بالإجماع ، أرادوا بذلك قول المعصوم (ع) ، ولكن لا بالسماع من شخصه ، بل بوصول نص صحيح معتبر من أحد من الأئمة الإثنى عشر إلى ناقل الإجماع " ( نهاية الأصول للمنتظري ص 535 ) ..

ما هذا الهراء ؟؟ لو كان لديهم نص صحيح معتبر في مسألة ما .. فلماذا الللجوء إلى الإجماع ؟؟؟
-------------------------------------------------------------------------------------------

وفي النهاية .. إضطر بعضهم إلى رفض الإجماع أصلاً (نهاية الأصول للمنتظري ص 530) ..
وإعترف أحدهم بأنه لا يمكن مساواة إجماع علمائهم .. مع كلام المعصوم ..
فقال :- " ألا ترى علماء المعقول – مع تعمقهم ودقة إنظارهم – كثيراً ما إتفقوا على بعض المسائل في أعصار متتالية ، ثم ظهر خلافها بالدليل والبرهان " ( نهاية الأصول للمنتظري ص 534 ) ..

وقال آخر :- " إن تحقق هذا الإجماع في زمن الغيبة متعذر " ( الحدائق الناضرة للمحقق البحراني 1/ 35) .. " وبها يظهر جواز مخالفة الفقيه المتأخر لغيره من المتقدمين في كثير من المسائل التي ادعوا فيها الاجماع ، إذا قام عنده الدليل على ما يقتضي خلافهم ، وقد اتفق لهم ذلك كثيرا " (نفس المصدر 22/ 631) ..
وقال آخر :- " وثبوت الاجماع بهذا المعنى بعد عصر الأئمة عليهم السلام في غاية الاشكال ، لتفرق العلماء وانتشارهم في البلدان واطراف أقاليم الأرض ، مع استتار البعض واختفائه ، والعادة يقتضى من العلم بمثل هذا الاتفاق متعذر أو متعسر " (ذخيرة المعاد للمحقق السبزواري - ج 1 ق 1 - ص 50 ) ..

-----------------------------------------------------------------------------------------

الخلاصة :- لقد إفترى الإثناعشرية أول كذبة .. عندما قالوا بضرورة وجود معصوم حي في كل زمان لكي يعلّم الناس أمور دينهم .. ثم وقعوا في مأزق بعدما توفي الحسن العسكري دون خلف .. فتارة يقولون : له سفير .. وتارة يلغون فكرة السفير ، وينادون بسلطة الفقيه المجتهد كنائب للمهدي !!

فإنتقلوا من ولاية المعصوم .. إلى ولاية غير المعصوم !!!
ولو أنهم تابوا من البداية ، وعادوا إلى الدين الحق .. لكان خيراً لهم ..

ولكنهم تمادوا في الغي .. فأخذوا يُطلقون الكذبة وراء الأخرى .. حتى وقعوا في دوامة عجيبة من التناقضات ..
هداهم الله إلى سواء السبيل .. آمين ..

منقول










توقيع : عبق الشام


عن حذيفة رضى الله عنه، أنه أخذ حجرين، فوضع أحدهما على الآخر، ثم قال لأصحابه:
هل ترون ما بين هذين الحجرين من النور؟
قالوا: يا أبا عبد الله، ما نرى بينهما من النور إلا قليلا.
قال: والذي نفسي بيده، لتظهرن
البدع حتى لا يُــرى من الحق إلا قدر ما بين هذين الحجرين من النور،والله، لتفشون البدع حتى إذا ترك منها شيء،
قالوا: تُركت السنة !.

.
[البدع لابن وضاح ١٢٤]
" سنية " سابقاً ~

عرض البوم صور عبق الشام   رد مع اقتباس