عرض مشاركة واحدة
قديم 06-02-16, 12:34 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
أبو بلال المصرى
اللقب:
مــراقــب عـــام
الرتبة


البيانات
التسجيل: Jul 2013
العضوية: 10746
المشاركات: 2,202 [+]
بمعدل : 0.56 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 15
نقاط التقييم: 62
أبو بلال المصرى سيصبح متميزا في وقت قريب

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
أبو بلال المصرى غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : أبو بلال المصرى المنتدى : البيــت العـــام
افتراضي

البحث منقول

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
قال نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة : ( وجُعلت قرّة عيني في الصّلاة ) ,
و كان صلّى الله عليه وسلّم إذا أهمّه شيء من هذه الدّنيا قال لبلال ( أرحنا بها يا بلال )

ولأنّها قرّة عين قدوتنا وأسوتنا , فنسأل
الله تعالي أن يجعلها قرّة أعيننا جميعاً
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ولكن كيف تكون الصلاة لنا كذلك؟؟!!
يُجيبنا علي ذاك التسأول ابن القيم رحمه الله عليه

من
"رسالة ابن القيم لأحد إخوانه
"
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
((ومما ينبغي أن يعلم أن الصلاة التي تقرّ بها العين، ويستريح بها القلب، هي التي تجمع ستة مشاهد))
وذكر هذه المشاهد رحمه الله، وهي على النحو الآتي:
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

المشهد الأول: الإخلاص:
وهو أن يكون الحامل عليها، والداعي إليها، رغبة العبد في الله، ومحبته له، وطلب مرضاته،
والقرب منه،والتودُّد إليه، وامتثال أمره؛ بحيث لا يكون الباعث له عليها حظّاً من حظوظ الدنيا البتة؛
بل يأتي بها ابتغاء وجه ربه الأعلى: محبةً له، وخوفاً من عذابه، ورجاء لمغفرته، وثوابه.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
المشهد الثاني: مشهد الصدق والنصح:
وهو أن يُفرِّغ قلبه لله فيها، ويستفرغ جهده في إقباله فيها على الله،
وجمع قلبه عليها، وإيقاعها على أحسن الوجوه، وأكملها ظاهراً وباطناً؛ فإن الصلاة لها ظاهر وباطن:
فظاهرها الأفعال المشاهدة والأقوال المسموعة، وباطنها الخشوع والمراقبة، وتفريغ القلب لله والإقبال بكُليَّته على
الله فيها بحيث لا يلتفت قلبه عنه إلى غيره، فهذا بمنزلة الروح لها والأفعال بمنزلة البدن، فإذا خلت من الروح كانت
كبدن لا روح فيه، أفلا يستحي العبد أن يواجه سيده بمثل ذلك، ولهذا تُلفُّ كما يلفّ الثوب الخلق، ويضرب بها
وجه صاحبها، وتقول ضيعك الله كما ضيعتني.والصلاة التي كَمُلَ ظاهرها وباطنها تصعد ولها نور وبرهان كنور
الشمس، حتى تعرض على الله فيرضاها ويقبلها، وتقول: حفظك الله كما حفظتني
(
رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه، ص 35.).

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
المشهد الثالث: مشهد المتابعة والاقتداء:
وهو أن يحرص كلّ الحرص على الاقتداء في صلاته بالنبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة، ويُصلِّي
كما كان يُصلِّي، ويعرض عما أحدث الناس في الصلاة: من الزيادة، والنقصان، والأوضاع التي لم ينقل
عن رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة شيء منها، ولا عن أحد من أصحابه،ولا يقف عند أقوال المرخِّصين الذين
يقفون مع أقل ما يعتقدون وجوبه، ويكون غيرهم قد نازعهم في ذلك، وأوجب ما أسقطوه، ولعل الأحاديث الثابتة،
والسنة النبوية من جانبه، ولا يلتفتون إلى ذلك، ويقولون: نحن مقلِّدون لمذهب فلان، وهذا لا يُخلِّص عند الله، ولا
يكون عذراً لمن تخلَّف عما علمه من السنة عنده، فإن الله سبحانه إنما أمر بطاعة رسوله، واتباعه وحده، ولم يأمر
باتباع غيره،وإنما يطاع غيره إذا أمر بما أمر به الرسول، وكل أحد سوى الرسول نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة فمأخوذ من قوله ومتروك،
وقد أقسم الله سبحانه بنفسه الكريمة أنا لا نؤمن حتى نُحكِّم الرسول فيما شجر بيننا، وننقاد لحكمه، ونُسلِّم تسليماً،
فلا ينفعنا تحكيم غيره، والانقياد له، ولا ينجينا من عذاب الله، ولا يقبل منا هذا الجواب إذا سمعنا نداءه سبحانه
يوم القيامة: {ماذا أجبتم المرسلين}
(القصص:65)؛ فإنه لا بد أن يسألنا عن ذلك، ويطالبنا بالجواب،
قال تعالى:
{فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ}
(الأعراف:6)،
وقال النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة:
((أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ بِي تُفْتنُونَ، وَعَنِّي تُسْأَلُونَ))
((رواه أحمد بإسناد صحيح))،
يعني المسألة في القبر، فمن انتهت إليه سنة رسول الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة ،
وتركها لقول أحد من الناس، فسيرد يوم القيامة ويعلم.


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
المشهد الرابع: مشهد الإحسان:
وهو مشهد المراقبة، وهو أن يعبد الله كأنه يراه، وهذا المشهد إنما ينشأ من كمال الإيمان بالله،
وأسمائه، وصفاته، حتى كأنه يرى الله سبحانه فوق سمواته، مستوياً على عرشه، يتكلم بأمره ونهيه، ويُدبِّر أمر
الخليقة، فينزل الأمر من عنده، ويصعد إليه، وتُعرض أعمال العباد وأرواحهم عند الموافاة عليه، فيشهد ذلك كُلَّه
بقلبه، ويشهد أسماءه وصفاته، ويشهد قيُّوماً، حيّاً، سميعاً، بصيراً، عزيزاً، حكيماً، آمراً، ناهياً، يحب ويبغض، ويرضى
ويغضب، ويفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، وهو فوق عرشه، لا يخفى عليه شيء من أعمال العباد، ولا أقوالهم
ولا بواطنهم؛ بل يعلم خائنة الأعين، وما تخفي الصدور.


ومشهد الإحسان أصل أعمال القلوب كُلِّها؛ فإنه يوجب: الحياء، والإجلال، والتعظيم، والخشية،
والمحبة، والإنابة، والتوكل، والخضوع لله سبحانه، والذُّلّ له، ويقطع الوسواس وحديث ... النفس، ويجمع القلب
والهمّ على الله،فحظّ العبد من القرب من الله على قدر حظِّه من مقام الإحسان، وبحسبه تتفاوت الصلاة،حتى [أنَّه]
يكون بين صلاة الرجلين من الفضل كما بين السماء والأرض: وقيامهما، وركوعهما، وسجودهما واحد.


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مشهد الخامس: مشهد المِنَّةِ:
وهو أن يشهد أن المنة لله سبحانه كونه أقامه في هذا المقام، وأهَّله له، ووفَّقه لقيام قلبه وبدنه في خدمته،
فلولا الله سبحانه لم يكن شيء من ذلك، كما كان الصحابة يَحْدون بين يدي النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة فيقولون:

والله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تَصَدَّقْنا ولا صَلَّينا
قال الله تعالى: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}(
الحجرات:17)،
فالله سبحانه هو الذي جعل المسلم مسلماً، والمُصلِّي مصلِّياً كما قال الخليل نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة :
{رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ}(
البقرة:128)،
وقال:
{رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي} (
إبراهيم:40)،
فالمنّة لله وحده في أن جعل عبده قائماً بطاعته،وكان هذا من أعظم نعمه عليه، قال تعالى:
{وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}
(
النحل:53)،
وقال:{وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ}(
الحجرات:7).

وهذا المشهد من أعظم المشاهد وأنفعها للعبد، وكلّما كان العبد أعظم توحيداً، كان حظُّه من هذا المشهد أتمَّ.
وفيه من الفوائد: أنه يحول بين القلب وبين العُجْب بالعمل، ورؤيته؛ فإنه إذا شهد أن الله سبحانه هو المانُّ به،
الموفق له، الهادي إليه، شغله شهودُ ذلك عن رؤيته، والإعجاب به، وأن يصول به على الناس، فيُرفع من قلبه،
فلا يعجب به، ومن لسانه، فلا يمنّ به، ولا يتكثّر به، وهذا شأن العمل المرفوع.

ومن فوائده: أنه يضيف الحمد إلى وليّه، ومستحقّه، فلا يشهد لنفسه حمداً، بل يشهده كلّه لله، كما يشهد النعمة
كلّها منه، والفضل كله له، والخير كله في يديه، وهذا من تمام التوحيد، فلا يستقرّ قدمه في مقام التوحيد إلا بعلم
ذلك وشهوده؛ فإذا علمه، ورسخ فيه، صار له مشهداً، وإذا صار لقلبه مشهداً، أثمر له من المحبة والأنس بالله،
والشوق إلى لقائه، والتنعّم بذكره، وطاعته، ما لا نسبة بينه وبين أعلى نعيم الدنيا البتّة.

وما للمرء خير في حياته، إذا كان قلبه عن هذا مصدوداً، وطريق الوصول إليه عنه مسدوداً،
بل هو كما قال تعالى: {ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}(
سورة الحجر:3).

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
المشهد السادس: مشهد التقصير:
وأن العبد لو اجتهد في القيام بالأمر غاية الاجتهاد، وبذل وسعه، فهو مقصِّر، وحق الله سبحانه عليه أعظم،
والذي ينبغي له أن يقابل به من الطاعة والعبودية والخدمة فوق ذلك بكثير، وأن عظمته وجلاله سبحانه يقتضي من
العبودية ما يليق بها، وإذا كان خدم الملوك وعبيدهم يعاملونهم في خدمتهم بالإجلال لهم، والتعظيم، والاحترام،
والتوقير، والحياء، والمهابة، والخشية، والنصح، بحيث يُفَرِّغون قلوبهم وجوارحهم لهم، فمالك الملوك، ورب
السموات والأرض، أولى أن يعامل بذلك، بل بأضعاف ذلك.


وإذا شهد العبد من نفسه أنه لم يوف ربه في عبوديته حقه، ولا قريباً من حقه، علم تقصيره،
ولم يسعْه مع ذلك غير الاستغفار، والاعتذار من تقصيره وتفريطه، وعدم القيام بما ينبغي له من حقه، وأنه إلى أن
يغفر له العبودية، ويعفو عنه فيها أحوج منه إلى أن يطلب منه عليها ثواباً، وهو لو وفَّاها حقها كما ينبغي، لكانت
مستحقّة عليه بمقتضى العبودية؛ فإن عمل العبد، وخدمته لسيده،مستحقّ عليه بحكم كونه عبده ومملوكه،فلو طلب
منه الأجرة على عمله، وخدمته لعدَّه الناس أحمق وأخرق، هذا وليس ... هو عبده، ولا مملوكه على الحقيقة، وهو
عبد الله ومملوكه على الحقيقة من كلِّ وجه لله سبحانه، فعمله وخدمته مستحقّ عليه بحكم كونه عبده،
فإذا أثابه عليه كان ذلك مجرد فضل ومنَّة وإحسان إليه، لا يستحقّه العبد عليه.


ومن ههنا يُفْهَم معنى قول النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة : ((لَنْ يَدْخُلَ أَحَدٌ مِنْكُم الْجَنَّةَ بِعَمَلِهِ))،
قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ((وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ)) (رواه البخارى ومسلم).

ومن هنا يُفْهَم قول النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة في الحديث الذي رواه أبو داود، والإمام أحمد،
من حديث زيد بن ثابت، وحذيفة وغيرهما:
((إِنَّ اللَّهَ لَوْ عذَّبَ أهْلَ سَمَوَاتِهِ، وأهْلَ أرْضِهِ، لَعَذَّبَهُمْ وَهُوَ غيْرُ ظَالِمٍ
لَهُمْ، وَلَوْ رَحِمَهُمْ لَكَانَتْ رَحْمَتُهُ خيْراً لَهُمْمِنْ أَعْمَالِهِمْ))
(
صححه الألباني).

وملاك هذا الشأن أربعة أمور:

نيَّةٌ صحيحةٌ، وقوةٌ عاليةٌ، يقارنهما رغبةٌ، ورهبةٌ:
فهذه الأربعة هي قواعد هذا الشأن، ومهما دخل على العبد من النقص في إيمانه وأحواله، وظاهره، وباطنه،
فهو من نقصان هذه الأربعة، أو نقصان بعضها، فليتأمّل اللبيب هذه الأربعة الأشياء، وليجعلها سيره وسلوكه، ويبني
عليها علومه وأعماله وأقواله وأحواله، فما نتج من نتج إلا منها، ولا تخلف من تخلف، إلا من فقدها
))
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
أسأل الله تعالي
أن يجعل الصلاة قرة عيوننا
وأن يجعلنا ممن يصليها ليرتاح بها لا ليرتاح منها
منقول










توقيع : أبو بلال المصرى

عرض البوم صور أبو بلال المصرى   رد مع اقتباس