نبذة عن كتاب الكاشف للإمام الذهبي مع الترجمة

**مهدي أبو مسلم** · 09-11-14, 03:11 AM

ترجمة الإمام الذهبي

هو شمس الدين ، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايباز بن عبد الله التركماني الفارقي الأصل ، الدمشقي الذهبي و ابن الذهبي الشافعي .
و هو الإمام العلم، شيخ الإسلام، و رأس الحفاظ، الناقد البصير و المحقق الخبير ، صاحب العلوم ذوات الفنون ، إمام في الحديث و التاريخ و القراءات ، علم بالأصول و الاعتقادات ، مع الذين المتين و الورع الشديد .
ولد بدمشق سنة ثلاث و سبعين و ست مئة في ثالث شهر ربيع الآخر، تتلمذ على أئمة عصره، و جهابذة وقته، منهم الإمام أحمد بن محمد بن عبد الله جمال الدين ، أبو العباس الحلبي المعروف بابن الظاهري و الإمام أحمد بن إسحاق بن محمد ، أبو المعلي شهاب الدين المصري المقرىء المعروف بالأبرقوهي، والإمام محمد بن علي بن وهب بن مطيع، أبو الفتح تقي الدين المعروف بابن دقيق العيد ، و الإمام عبد المؤمن بن خلف ، أبو محمد شرف الدين الدمياطي و غيرهم من الأعلام .
و شيوخه بالسماع و الإجازة ثلاث مائة وألف شيخ تقريبا ، جمعهم معجمه الكبير .
و قد اشتغل الذهبي رحمه الله تعالى بالتصنيف و التأليف و التخريج و ملازمة التدريس، و كتبه كثيرة يصعب حصرها، و يشق استقصاؤها ، و يطول ذكرها، و هي في معناها نادرة المثال .
و قد ضعف بصره في آخر عمره حتى حال بينه و بين عمله التأليفي ، قال في سير أعلام النبلاء في ترجمة الإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عند كلامه على مسند والده الإمام أحمد : { فلعل الله يقيض لهذا الديوان العظيم من يرتبه و يهذبه ، و يهذبه ما كرره فيه ، و يصلح ما تصحف، و يوضح حال كثير من رجاله، و ينبه على مرسله، ويوهن ما ينبغي من مناكيره، و يرتب الصحابة على المعجم، وكذلك أصحابهم على المعجم، ويرمز على رءوس الحديث بأسماء الكتب الستة، وإن رتبه على الأبواب فحسن جميل، ولولا أني قد عجزت عن ذلك لضعف البصر، وعدم النية، وقرب الرحيل، لعملت على ذلك }
و قد أضر قبل موته ببضع سنين، ثم توفي رحمه الله ليلة الإثنين ثالث ذي القعدة سنة ثمان و أربعين و سبع مئة، و دفن في مقابر باب الصغير

نبذة عن كتاب الكاشف للإمام الذهبي

إن كتاب "الكاشف" أحد الكتب التي تلمس فيها براعة الحافظ الإمام الذهبي ، و قد انتهى منه و من تألفيه في السابع و الشعرين من شهر رمضان عام 720 هـ ، بعد حوالي عام من فراغه من كتاب "تهذيب تهذيب الكمال" ، الذي أرخ فراغه من تأليفه عام 719 هـ ، و الذي استغرق تأليفه ثمانية أشهر . و قد الفه بعد اكتمال نبوغه في هذا العلم ، و كان سنه رحمه الله سبعة و أربعون سنة ، و قد سبقه تأليف كتاب "تهذيب التهذيب كما تدم ، و ألف في العام نفسه "المغني في الضعفاء" .
إن كتاب "الكاشف" كتاب صغير إذا ما قيس بالكتب الكبيرة في هذا العلم الشريف ، و قد اعتبره العلماء كتاباً معلماً و مدرباً ، ومحرر معتمد . أكثر من كونه مرجعاً لحكم نهائي في الجرح و التعديل . بعكس كتابه التقريب فهو مرجع أكثر من مدرب و معلم .
قال تاج الدين السبكي رحمه الله تعالى في "طبقاته الكبرى" 100/9 وهو يعدد مصنفات شيخه الذهبي : و "الكاشف" ، و هو مجلد نفيس ، هذا ثناء من تلميذ ، لكنه ناقد إمام ، و خبير بالكتاب ، و مما يدل على نفاسته اعتناء العلماء بسماعه من مؤلفه ، و قراءتهم له عليه ، و نسخهم له ، و اختصاره من بعضهم و ذيل عليه آخرا ، و عمل بعضهم عليه "حاشية" و "نكتا" ، و لكونه كتاباً مختصراً لم تتجه جهود العلماء لاختصاره ، إلا واحداً ، هو أبو عبد الله محمد بن منصور الأصبحي الحنفي المتوفى سنة 793 ، لخصه ، و من تلخيصه مصورة محفوظة بين مخطوطات الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية .
و من فوائد كتاب الكاشف :
1- به تراجم رجال الكتب الستة الأصول ، مع ذكر أشهر شيوخ المترجم و تلامذته ، و أحوالهم جرحا و تعديلا ، أو خلاصة الأقوال فيه ، ثم الإشارة برموز إلى من أخرج حديثه من أصحاب الكتب الستة .
2- حكايته أقوال الجرح و التعديل عن أصحابها مما ينمي ملكة هطا العلم في القارئ و يورثه فهمها ، و إذا كان في الرجل الواحد جرح و تعديل يكتسب القارئ معرفة النتيجة من جراء هذا التعارض .
و لا يسعنا المجال للتفصيل في التعريف بهذا الكتاب النفيس لهذا العلم النحرير ، و الله الهادي إلى سواء السبيل