العودة   شبكــة أنصــار آل محمــد > قســم إسلامنا تاريخٌ ومنهاج > بيت موسوعة طالب العلم

بيت موسوعة طالب العلم كـل مايخص طالب العلم ومنها الفتــاوى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-04-16, 03:10 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
تألق
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Apr 2011
العضوية: 2735
المشاركات: 6,427 [+]
بمعدل : 1.34 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 33
نقاط التقييم: 729
تألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدع

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
تألق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : بيت موسوعة طالب العلم

هذا الموضوع لكل مسلم يريد أن يتعلم دينه ويعرف ما يجب عليه، فهو موجه لعامة المسلمين .

قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى:

الدرس الأول:
العلم الذي يجب تعلمه
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعـد: فإن العلم علمان: علم ديني، وعلم دنيوي، فالعلم الديني واجب على كل مكلف يتعلم ما وجب الله عليه، وما حرم الله عليه، وما لا يسعه جهله، كما نص على ذلك أهل العلم، فالواجب على كل مكلف من الرجال والنساء أن يتعلم ما أوجب الله عليه، وأن يتفقه في دينه، فيعرف ما أوجب الله من صلاةٍ وغيرها، ويعرف ما حرم الله عليه من الشرك وغيره؛ حتى يعبد ربه على بصيرة، ويعبر كثير من أهل العلم بقولهم: يجب على المكلف أن يتعلم من دينه ما لا يسعه جهله، والمعنى أن يتعلم ما أوجب الله عليه، وما حرم الله عليه، فيتعلم معنى: لا إله إلا الله، وما معنى شهادة أن محمداً رسول الله، ما هي الصلاة؟ ما هي الزكاة؟ ما هو صوم رمضان؟ ما هو الحج؟ يتعلم هذه الأشياء التي أوجب الله عليه، يتعلم الأشياء التي حرمها الله، ما هو الزنا؟ ما هو الربا؟ ما هو المسكر؟ يتعلم حتى يعرف الواجب فيؤديه، وحتى يعرف المحرم فيجتنبه حسب الطاقة، فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[التغابن: 16]، يتعلم حسب الطاقة، بسؤال أهل العلم، بقراءة القرآن والتفقه فيه، بقراءة الأحاديث عن النبي -أريد أتعلم ديني. كيف؟-، بحضور حلقات العلم، بالسؤال من طريق المكاتبة، من طريق التلفون، يجتهد حسب الطاقة، يلزمه أن يتعلم حسب الطاقة، فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ[التغابن: 16]، لا يسكت، ولا يرضى بالجهل، بل يتعلم، لأنه مخلوق لعبادة الله، كما قال الله -سبحانه-: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ[الذاريات: 56]. مأمور بذلك، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ[البقرة: 21]، هذه العبادة التي خلق لها، وهو مأمور بها يجب أن يعرفها، ما هي العبادة؟ يجب أن يتعلم حتى يعرف ما هي العبادة التي قد خلق لها، وأوجبها الله عليه، وهي أداء فرائض الله وترك محارم الله، وأصلها وأساسها توحيد الله والإخلاص له والإيمان به وبرسوله محمد -أريد أتعلم ديني. كيف؟-، والإيمان بكل ما اخبر الله به ورسوله مما كان وما يكون، من أمر الآخرة والجنة والنار والحساب والجزاء، وما مضى من خلق الله آدم وبعث الرسل، يؤمن بكل ما أخبر الله به وبرسوله عن بصيرة، ويعلم أن هذا حق ويعمل، فيؤدي ما أوجب الله وينتهي عما حرم الله، هذا واجب عليه حسب الطاقة، من طريق حلقات العلم، من طريق تدبر القرآن، من طريق حفظ السنة، من طريق سؤال أهل العلم، من طريق المكاتبة، إلى غير ذلك، لا يغفل ولا يتساهل. أما القسم الثاني: علم الدنيا، فيتعلم منها ما يعنيه على كسب المعيشة على حسب طاقته حتى يقوم بما أوجب الله عليه، كيف يبيع، كيف يشتري، كيف يعمل ما يسبب الرزق الذي يقوم بحاله، لا يجلس في بيته وبس، لا بد أن يتعلم الشيء الذي يستعين به على طاعة ربه، أي علمٍ دنيويي مباح يحصل له به الرزق الكافي فالحمد لله، وإذا لم يعرف يسأل أهل البصيرة من جيرانه من أقربائه من زملائه حتى يتعلم شيئاً ينتفع به، بيع أو شراء أو يؤجر نفسه، أو يحتطب أو يحش، كانوا في عهد النبي -أريد أتعلم ديني. كيف؟- يتعلمون، كثير منهم يذهب البرية يأتي بالحطب، يأتي بالحشيش ويبيع وينقذ نفسه وينقذ من تحت يده، وبعضهم يذهب ويحمل الحطب، ويأتي ويبيع ويتصدق على الفقراء، لما أمر النبي -أريد أتعلم ديني. كيف؟- بالصدقة صار كثير من الصحابة يحمل على ظهره حاجات الناس ثم يتصدق بالأجرة، فعلى المسلم أن يتعلم من الدنيا ما يعينه على سد خلته وحاجته في كسوة وطعام وسكن وغير ذلك، ويتعلم ما يعينه على القيامة بحاجة أهله، فعليه علمان وعملان، علم الآخرة وهو الأهم وهو الأوجب، أن يتعلم دينه ويتفقه في دينه ويعمل بما أوجب الله عليه، وينتهي عما حرم الله عليه، وعليه أيضاً علم ثاني وعمل ثاني وهو التعلم لما يحصل به الرزق والكفاف، والقيام بحاجة أهله من أمور الدنيا، والعمل بذلك من كونه يحتطب كونه يحتش كونه يبيع كونه يشتري كونه يؤجر نفسه إلى غير هذا، يتعلم الأسباب التي يحصل بها الرزق الكافي الذي يقوم بحاله وحال من تحت يده، والله ولي التوفيق.

رابط الموضوع:
http://www.binbaz.org.sa/noor/1580


الموضوع الأصلي: أريد أن أتعلم ديني. كيف؟ || الكاتب: تألق || المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد

كلمات البحث

شبكــة أنصــار آل محمــد ,شبكــة أنصــار ,آل محمــد ,منتدى أنصــار





Hvd] Hk Hjugl ]dkd> ;dt? Hvd] ]dkd>










توقيع : تألق

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور تألق   رد مع اقتباس
قديم 18-04-16, 03:16 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
تألق
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Apr 2011
العضوية: 2735
المشاركات: 6,427 [+]
بمعدل : 1.34 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 33
نقاط التقييم: 729
تألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدع

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
تألق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تألق المنتدى : بيت موسوعة طالب العلم
افتراضي

الدرس الثاني:
ما معنى (شهادة أن لا إله إلا الله) وما معنى: (شهادة أن محمداً رسول الله)،
قال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى:

هاتان الشهادتان هما أصل الإسلام، وهما أساس الملة، وبهما يدخل الكافر الذي لا ينطق بهما، بهما يدخل في الإسلام، ويحسب من أهل الإسلام ويطالب ببقية حقوق الإسلام، أما شهادة أن لا إله إلا الله فهي أصل الملة وأساس الدين في جميع الأديان، جميع الأديان والرسل، من آدم إلى يومنا هذا جاء بها آدم عليه الصلاة والسلام، وجاءت بها الرسل ونوح وهود وصالح وإبراهيم وغيرهم من الرسل، كلهم دعوا الأمم إلى هذه الكلمة قال تعالى: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ.. (36) سورة النحل، وقال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25) سورة الأنبياء، ونبينا - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - محمد لما بعثه الله بدأ قومه بهذا فقال: (قولوا لا إله إلا الله تفلحوا) ولما كانوا يعبدون الأصنام والأشجار وكانت لهم آلهة كثيرة حول الكعبة وفي غيرها استنكروا هذا وقالوا: أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5) سورة ص، فاستنكروا التوحيد والإيمان لكفرهم وضلالهم واعتمادهم ما كان عليه آباؤهم من الشرك والكفر وعبادة الآلهة الكثيرة. وهذه كلمات هي أفضل شعب الإيمان كما في الصحيح عن النبي - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - أنه قال: (الإيمان بضع وستون شعبة)، أو قال: (بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان) فهذا الحديث العظيم يدلنا على أن أصل الدين وأساس الملة وأفضل الكلام هو قول: (لا إله إلا الله)، ومعناها: لا معبود حق إلا الله، فهي تنفي الإلهية وهي العبادة عن غير الله وتثبتها لله وحده سبحانه وتعالى، وفي صحيح مسلم عن ابن عمر - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةا - عن النبي - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - أن قال: (بني الإسلام على خمس: على أن يوحد الله وعلى إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت) وفي لفظ: (على أن يعبد الله وحده ويكفر بما دونه) فجعل توحيد الله وعبادته وحدته والكفر بما دونه جعل ذلك هو معنى لا إله إلا الله. وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - في سؤال جبرائيل أنه لما سأل الرسول عن الإسلام، قال عليه الصلاة والسلام: (الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة) إلى آخره، فجعل عبادة الله وحده وعدم الإشراك به هو معنى لا إله إلا الله، هذا هو معناها، فمعناها إثبات العبادة لله وحده وتخصيصه بها سبحانه وتعالى دون كل ما سواه، واعتقاد بطلانها عن غيره سبحانه قال تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ (62) سورة الحـج، فهذا هو معنى لا إله إلا الله: إثبات العبادة لله وحده وهي الألوهية، ونفيها عما سواه، فلا يدعى إلا الله وحده ولا يستغاث إلا به ولا يتوكل إلا عليه ولا ينذر إلا له ولا يذبح إلا له، وهكذا، ومن هنا تعلم أيها السائل وأيها المستمع الكريم تعلم أن ما يفعله بعض الجهال عند بعض القبور ومع بعض الأولياء من الاستغاثة بالأموات ودعاء الأموات ودعاء الأشجار والأحجار أو ودعاء الأصنام والاستغاثة بهم أن هذا هو الشرك الأكبر، وأن هذا يناقض قول لا إله إلا الله. وأما (شهادة أن محمداً رسول الله) فمعناه الإيمان بأنه رسول الله حقاً، وأن الله أرسله للثقلين الجن والإنس بشيراً ونذيراً عليه الصلاة والسلام، وأنه خاتم الأنبياء ليس بعده نبي كما قال الله جل وعلا: مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ.. (40) سورة الأحزاب، وقال -تعالى-: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا* وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا (45-46) سورة الأحزاب، فهو رسول الله حقاً عليه الصلاة والسلام بعثه الله للناس كافة جنهم وإنسهم يدعوهم لتوحيد الله، وينذرهم من الشرك بالله كما قال الله عز وجل: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا.. (158) سورة الأعراف، وقال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا.. (28) سورة سبأ، فيجب على كل مسلم وعلى كل مسلمة بل على كل أحد أن يؤمن بأن محمدا رسول الله، يجب على كل المكلفين من المسلمين واليهود والنصارى وغيرهم، جميع المكلفين يجب عليهم أن يشهدوا أنه لا إله إلا الله وأن يوحدوا الله، ويخلصوا له العبادة، ويدعوا عبادة ما سواه من أصنام وأشجار وأحجار وأنبياء وأولياء وغير ذلك، ويجب عليهم أن يؤمنوا بأن محمداً رسول الله، ويصدقوا بأنه رسول الله حقاً، وأنه خاتم الأنبياء، وأن الواجب إتباعه، وذلك بتصديق ما جاء به والإيمان بأنه رسول الله حقاً، وطاعة أوامره وترك نواهيه، وأن لا يعبد الله إلا بشريعته عليه الصلاة والسلام، هذا هو معنى هذه الشهادة، شهادة أن محمداً رسول الله: تصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، عليه الصلاة والسلام، وأن لا يعبد الله إلا بشريعته التي جاء بها عليه الصلاة والسلام لا بالهوى ولا بالأعراف ولا بالبدع، هذا هو معنى شهادة أن محمداً رسول الله، وهتان الشهادتان كما تقدم هما أصل الدين، وهما أساس الملة، فمن نطق بهما واعتقد معناهما فهو مسلم وعليه أن يؤدي بقية الحقوق من صلاة وزكاة وصوم وحج وغير هذا مما أمر الله به ورسوله، وعليه أن يجتنب ما حرم الله عليه ورسوله من الزنا والسرقة والعقوق وسائر المحرمات، كما أن عليه أن يجتنب الشرك الأكبر الذي هو ضد التوحيد، فعليه أن يجتنب الشرك الأكبر ولا يتم له التوحيد إلا بذلك، وعليه أن يتجنب كل ما نهى الله عنه ورسوله من الأقوال والأعمال تحقيقاً لهاتين الشهادتين، والله ولي التوفيق.

رابط الموضوع:
http://www.binbaz.org.sa/noor/10988










توقيع : تألق

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور تألق   رد مع اقتباس
قديم 22-04-16, 03:34 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
تألق
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Apr 2011
العضوية: 2735
المشاركات: 6,427 [+]
بمعدل : 1.34 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 33
نقاط التقييم: 729
تألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدع

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
تألق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تألق المنتدى : بيت موسوعة طالب العلم
افتراضي


الدرس الثالث:

تفسير سورة الفاتحة وحكم قراءتها في الصلاة

الحمد لله ، وصلى الله وسلم على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه ، أما بعد :
فإن الله - جل وعلا - شرع لعباده في كل ركعة من الصلاة أن يقرأوا فاتحة الكتاب ، وهي أم القرآن ، وهي أعظم سورة في كتاب الله - عز وجل - كما صح بذلك الخبر عن النبي - عليه الصلاة والسلامأنه قال : ((إنها أعظم سورة في كتاب الله ،وإنها السبع المثاني ، والقرآن العظيم ، وهي الحمد)).
هذه السورة العظيمة اشتملت على الثناء على الله وتمجيده - جل وعلا - وبيان أنه - سبحانه - هو المستحق لأن يعبد وأن يستعان به ، واشتملت على تعليم العباد ، وتوجيه العباد إلى أن يسألوه - سبحانه وتعالى - الهداية إلى الصراط المستقيم .
فمن نعم الله العظيمة على عباده هذه السورة العظيمة ، وأن شرع لهم قراءتها في كل ركعة في الفرض والنفل ، بل جعلها ركن الصلاة في كل ركعة ؛ لقوله - عليه الصلاة والسلام- : ((لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب))
[1]، وقال - عليه الصلاة والسلام- لأصحابه : ((لعلكم تقرأون خلف إمامكم)) ؟ قالوا : نعم . قال : ((لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب ؛ فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها))[2] .
فالواجب على كل مصلٍّ أن يقرأ بها في كل ركعة ؛ في الفرض والنفل ، أما المأموم فعليه أن يقرأ بها في صلاته خلف إمامه ، فلو جهل أو نسي أو جاء والإمام راكع سقطت عنه ، فيحملها عنه الإمام ، إذا جاء والإمام راكع ودخل في الركعة أجزأته ، وسقط عنه وجوب قراءتها ؛ لأنه لم يحضرها ؛ لما ثبت في الصحيح من حديث أبي بكرة - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - أنه جاء والإمام راكع ، فركع دون الصف ثم دخل في الصف ، فأخبر النبي - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - بهذا بعد الصلاة ، فقال له النبي - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - : ((زادك الله حرصاً ، ولا تعد))
[3]، ولم يأمره بقضاء الركعة ؛ فدل على أن من أدرك الركوع أدرك الركعة .
وهكذا لو كان المأموم جاهلاً أو نسي الفاتحة ولم يقرأها ، أجزأته وتحملها عنه الإمام ، أما من علم وذكر ، فالواجب عليه أن يقرأها مع إمامه ، كما يجب على المنفرد والإمام أن يقرأها ، وهي ركن في حق المنفرد ، وركن في حق الإمام .
وقد ثبت عن رسول الله - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - أنه قال : ((يقول الله - عز وجل - : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين ، قال الله - سبحانه - : حمدني عبدي ، وإذا قال العبد : الرحمن الرحيم ، قال الله - جل وعلا - : أثنى عليَّ عبدي ، وإذا قال العبد : مالك يوم الدين ، قال الله - سبحانه -: مجَّدني عبدي ؛ - لأن التمجيد هو : تكرار الثناء والتوسع في الثناء – فإذا قال العبد: إياك نعبد وإياك نستعين ، يقول الله - عز وجل - : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل))
[4]
فقوله : إياك نعبد حق الله ؛ فإن حق الله على عباده أن يعبدوه ، وإياك نستعين حق للعبد أن يستعين بالله في كل شيء ، يقول الله - جل وعلا - : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ[5] ، حق الله عليهم أن يعبدوه ، وفي الحديث الصحيح يقول الرسول - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - : ((حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً))[6] . هذا حق الله على العباد ؛ أن يعبدوه بطاعة أوامره وترك نواهيه ، ويحذروا الشرك به - عز وجل - .
وتقدم في الدرس الماضي : أن أصل هذه العبادة وأساسها : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، هذا أصل العبادة وأساس العبادة : توحيد الله والإيمان برسوله - عليه الصلاة والسلام- .
فأعظم العبادة وأهمها : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، فعلى كل مكلف أن يتعبد عن علم ويقين ، وصدق إنه لا إله إلا الله ، والمعنى : لا معبود حق إلا الله ، كما قال - تعالى - : ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ
[7] .
وعليه أن يشهد عن علم ويقين وصدق ، أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب هو رسول الله حقاً إلى جميع الثقلين - الجن والإنس - وهو خاتم الأنبياء ليس بعده نبي ، كما قال الله - عز وجل - :قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً
[8] ، وقال - تعالى - : مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً[9] ، فعلى كل إنسان وعلى كل مكلف من الجن والإنس أن يعبد الله وحده ؛ هذا حق الله على عباده .
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
[10] : يجب على جميع الثقلين - جنهم وإنسهم ، ذكورهم وإناثهم ، عربهم وعجمهم ، أغنياؤهم وفقراؤهم ، ملوكهم وعامتهم - عليهم جميعاً أن يعبدوا الله بأداء ما فرض وترك ما حرم ، وعليهم أن يخصوه بالعبادة دون كل ما سواه ، قال - تعالى - : وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ[11] ، وقال - تعالى - :وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ[12] ، وقال - سبحانه - : وَقَضَى رَبُّكَ ؛ يعني : أمر بك وأوصى ربك أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ[13] .
وفي هذه السورة يقول - جل وعلا - : إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
[14]، يعلمنا أن نقول : إياك نعبد وإياك نستعين ، هذا حقه - جل وعلا - إياك نعبد ؛ يعني : وحدك بدعائنا وخوفنا ورجائنا وصومنا وصلاتنا وذبحنا ونذرنا ، وغير هذا من العبادات كلٌ لله وحده ، كما قال - جل وعلا - : ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ[15] .
فالذين يتقربون إلى الأصنام أو إلى الأموات من الأولياء وغيرهم بالدعاء أو الرجاء ، أو الذبح أو النذر أو الاستغاثة ، قد عبدوا مع الله غيره ، وقد أشركوا بالله غيره ، ونقضوا قول : لا إله إلا الله ، وخالفوا قوله - تعالى - : إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ، فالعبادة حق الله ، ليس لأحد فيها نصيب .
فالواجب على كل مكلف أن يعبد الله وحده ، والواجب على كل من لديه علم أن يعلِّم الناس وأن يرشد الناس وأن يعلم أهله ومن حوله ، وأن يرشد الناس إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له - جل وعلا - : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ
[16] .
فعلى جميع المكلفين أن يعبدوا الله ، وأن يخصوه بالعبادة ؛ بدعائهم وذبحهم ونذرهم وصلاتهم وصومهم وغير هذا من العبادة .
وبهذا نعلم أن ما يفعله بعض الجهلة عند القبور - قبور الصالحين ، أو من يزعم أنهم صالحون - من دعائهم ، أو الاستغاثة بهم أو النذر لهم ، أن هذا هو الشرك الأكبر ، وهذا دين الجاهلية ، ويجب الحذر من ذلك .
وهكذا البناء على القبور واتخاذ المساجد عليها هو من وسائل الشرك ، وهو من عمل اليهود والنصارى ؛ فيجب الحذر من ذلك .
يقول النبي - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - : ((لعن الله اليهود والنصارى ؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد))
[17] .
فالواجب عليك – يا عبد الله – وعليك – يا أمة الله – الانتباه لهذا الأمر ، والعلم بهذا الأمر ، وأن العبادة حق الله وحده ، ليس لأحد فيها نصيب .



إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
؛ هذا حق الله أن نعبده وحده ، وأن نستعين به وحده ؛ فلا يجوز أن يدعى مع الله - سبحانه - إله آخر ؛ لا نبي ولا غيره - لا محمد - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - ولا غيره ، ولا البدوي ولا الحسين ولا علي ولا غير ذلك - العبادة حق الله وحده ليس لأحد فيها نصيب ، قال - تعالى - : وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[18] ، وقال - سبحانه - : وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ، يخاطب نبيه محمداً - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - : وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ[19] .
سيد الخلق لو أشرك بالله لحبط عمله ، فكيف بغيره ؟ وقد عصمه الله من ذلك وحفظه ، وقال - تعالى - : إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ
[20] .
فالشرك هو أعظم الذنوب وأسوأها وأخطرها ؛ فالواجب الحذر منه ومن وسائله ، يقول الله - سبحانه - : إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ
[21] . من مات على التوحيد والإخلاص لله والإسلام فهو من أهل الجنة .
لكن إن كانت له ذنوب وسيئات فهو على خطر ؛ قد يغفر له وقد لا يغفر له ، وقد يعذَّب بمعاصيه ؛ ولهذا قال - سبحانه - :وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ؛ فإذا مات على شرب الخمر ، أو على عقوق الوالدين أو أحدهما ، أو على أكل الربا ، أو على ظلم الناس ، فهو على خطر عظيم من دخول النار ، وقد يغفر له وقد لا يغفر ، إلا أن يتوب قبل موته توبة صادقة ؛ فمن تاب ، تاب الله عليه .
وقد دلت السنة المتواترة عن رسول الله - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - أن كثيراً من العصاة يعذبون في النار على قدر معاصيهم ولا يغفر لهم ، وثبت عنه - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - أنه يشفع في جماعة من العصاة ، فيحد الله له حداً فيخرجهم من النار ، ثم يشفع فيحد الله له حداً فيخرجهم من النار ، ثم يشفع فيحد الله له حداً فيخرجهم من النار ثم يشفع فيحد الله له حداً فيخرجهم من النار التي دخلوها بذنوبهم ، ويبقى في النار بقايا من أهل التوحيد دخلوا النار بمعاصيهم ، فيخرجهم الله من النار بفضله ورحمته - جل وعلا - .
فاتق الله - يا عبد الله - واحذر السيئات ، احذر المعاصي كلها ، والزم التوبة دائماً لعلك تنجو : إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ
[22] .
فأنت على خطر إذا مت على معصية ؛ على الربا ، على الزنا ، على العقوق ، على شرب المسكر ، على ظلم الناس والعدوان عليهم ، على الغيبة والنميمة ، فأنت على خطر ؛ فحاسب نفسك ، وجاهد نفسك ، وبادر بالتوبة قبل أن يهجم الأجل .
واعرف معنى قوله - سبحانه - : إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ، وأن الواجب عليك أن تخص الله بالعبادة دون كل ما سواه ؛ فهو المستحق لأن يعبد ؛ فهو الذي يدعى ويرجى ويخاف ويتقرب إليه بالصلاة والصوم والحج والنذر والذبح وغير ذلك ، قال - تعالى - : قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي ؛ يعني : ذبحي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ
[23] ، وقال - تعالى - : إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ لْكَوْثَرَ . فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ[24] ، وقال - تعالى - : وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً[25] ، وقال - سبحانه - : وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ[26] ، وقال - جل وعلا - : ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ[27] .
جميع من يدعوه الناس من دون الله ما يملكون من قطمير ؛ وهو : اللفافة التي على النواة إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ
[28] .
فالواجب : الحذر من دعاء غير الله أو الشرك بالله ، والواجب : توجيه القلوب إلى الله - عز وجل - وإخلاص العمل لله وحده في صلاتك وصومك وسائر عباداتك .
فقوله - تعالى - : إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ، يقول الله : ((هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل)).

إِيَّاكَ نَعْبُدُ
حق الله وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ حق العبد ، وحاجة العبد ، عليه أن يستعين بالله في كل شيء ، وفي حديث ابن عباس يقول النبي - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - : ((إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله))[29] .
فالعبد في غاية الفقر والحاجة إلى الله - عز وجل - فعليه أن يستعين بربه في كل شيء ، وعليه أن يسأله حاجته يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ . إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ
[30] .
فأنت في أشد الضرورة إلى ربك ؛ فاضرع إليه واسأله حاجاتك ، واحذر الشرك به .
خص ربك بالعبادة ، واحذر أن تشرك بالله شيئاً ؛ لا في ذبحك ولا في نذرك ولا في صومك ولا في صلاتك ولا في دعائك ، ولا في غير ذلك ؛ فالعبادة حق الله يجب إخلاصها لله وحده .
وإياك أن تغتر بما فعله الجهال في كثير من البلدان ؛ من العكوف على القبور ، ودعاء أصحابها والاستغاثة بها ؛ هذا هو الشرك الذي نهى الله عنه ، وهو الذي بعث الله الرسل بإنكاره وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ
[31]، بعث الله الرسل جميعاً بإنكار الشرك ، والدعوة إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له - جل وعلا- فاحذر يا عبد الله أن تقع فيما وقع فيه المشركون ؛ من عبادة أصحاب القبور أو الأشجار أو الأصنام أو الكواكب أو الجن ، كل ذلك شرك به .
فمن دعا الجن من دون الله أو دعا الكواكب أو الأصنام ، أو استغاث بالأموات ، أو بالغائبين فقد أشرك بالله ، ووقع في قوله - جل وعلا - : إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ
[32] .
ثم احذر - أيضاً - من وسائل الشرك ؛ كالصلاة عند القبور ، واتخاذ المساجد عليها ، واتخاذ القباب عليها ؛ كل هذا من وسائل الشرك ؛ ولهذا قال - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - : ((لعن الله اليهود والنصارى ؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد))، قالت عائشة – نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةا - : (يحذر ما صنعوا ، قالت : ولولا ذلك لأبرز قبره ، غير أنه خشي أن يُتخذ مسجداً) .
ولما قيل له عن كنائس النصارى وما يفعلون فيها ، قال : (أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً ، وصوروا فيه تلك الصور ، أولئك شرار الخلق عند الله)
[33] .
فبين أن من اتخذ المساجد على القبور والصور على القبور ، أنهم شرار الخلق عند الله .
فالواجب الحذر من هذه الأعمال السيئة من أعمال اليهود والنصارى والمشركين ، ويجب أن تخص الله بالعبادة أينما كنت ؛ تعبده وحده بدعائك وخوفك ورجائك وصلاتك وصومك وذبحك ونذرك وغيره ، كله لله وحده وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً
[34] ويقول - سبحانه - : وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ[35] قال - تعالى - : فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ . أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ[36] .
ثم يقول - سبحانه - بعد ذلك : اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ . صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ
[37].
يعلِّم عباده أن يدعوه بهذا الدعاء ، فإذا قال العبد : اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ، يقول الله: (هذا لعبدي ، ولعبدي ما سأل). هكذا جاء في الحديث الصحيح .
فجدير بك - يا عبد الله – أن تَصْدُق في هذا الدعاء ، وأن تخلص في هذا الدعاء ، وأن يكون قلبك حاضراً حين تقول :اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ . صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ .
ومعنى اهدنا يعني : أرشدنا يا ربنا ودلنا ، وثبتنا ووفقنا . تسأل ربك أن يهديك هذا الصراط ، وأن يرشدك إليه ، وأن يعلمك إياه ، وأن يثبتك عليه .
ما هو الصراط المستقيم ؟
الصراط المستقيم هو : دين الله ، هو توحيد الله والإخلاص له ، وطاعة أوامره وترك نواهيه ، هذا هو الصراط المستقيم ، وهو عبادة الله ، وهو الإسلام والإيمان والهدى ، وهو الصراط المستقيم ، وهو العبادة التي أنت مخلوق لها وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ
[38] ، هذه العبادة هي الصراط المستقيم إن الدين عند الله الإسلام[39] .
والإسلام هو الصراط المستقيم ، وهو الإيمان بالله ورسوله ، وتوحيد الله ، وطاعته وترك معصيته ، هذا هو الصراط المستقيم : أن تعبد الله وحده دون كل ما سواه ، قال - تعالى - : وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ
[40] ، لما ذكر الشرك والتوحيد والمعاصي في قوله تعالى: قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ . وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِلا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[41] .
م قال بعد هذا : وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً .
فصراط الله : أداء أوامره وترك نواهيه ، هذا صراط الله المستقيم ، وأعظمها : توحيده والإخلاص له ، وأعظم المناهي هو الشرك به ؛ فصراط الله المستقيم توحيده والإخلاص له، وترك الإشراك به ، وأداء ما أمر وترك ما نهى ، هذا هو صراط الله المستقيم .

وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ
؛ يعني : الزموه ، واستقيموا عليه .
وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ
، وهي : البدع ، والمعاصي التي ينهى الله عنها ، وقد ثبت عنه - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - أنه خط خطاً مستقيماً ، فقال : ((هذا سبيل الله))، ثم خط خطوطاً عن يمينه وعن شماله فقال : ((هذه السبل ، وعلى كل سبيل منها شيطان يدعو إليه))[42] .
فالسبل هي : البدع والمعاصي ، والمنكرات التي حرمها الله على عباده ؛ فالواجب الحذر منها .
والصراط المستقيم هو توحيد الله وطاعته ، وهو الإسلام والإيمان ، وهو الهدى ، وهو العبادة التي أنت مخلوق لها ، صراط واضح ، وهو توحيد الله ، وطاعة أوامره وترك نواهيه، والوقوف عند حدوده ، هذا صراط الله . اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ
[43] .
والمستقيم : الذي ليس فيه عوج ، قال الله - تعالى - لنبيه - نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة - : وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
[44] ، صراط الله.
فالرسول بعثه الله ليهدي إلى صراط مستقيم ، وهكذا الرسل جميعاً ، كلهم بعثوا ليهدوا إلى الصراط المستقيم ؛ يعني : يدعون الناس إلى الصراط المستقيم ، وهو : توحيد الله ، وطاعة أوامره وترك نواهيه ، والوقوف عند حدوده ، هذا صراط الله المستقيم .
وربنا يرشدنا في كل صلاة ، في كل ركعة ، أن نقول : اهدنا الصراط المستقيم ؛ يعني : اهدنا يا ربنا الصراط المستقيم الذي شرعته لنا ، وبعثت بهأنبيائك ، وخلقتنا له ، نطلب منك أن تهدينا له وأن ترشدنا له ، وأن تثبتنا عليه .
ثم فسره فقال : صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ
[45] ، هذا صراط الله المستقيم : صراط المنعم عليهم ، ومن هم المنعم عليهم ؟
هم : الرسل وأتباعهم ، وعلى رأسهم إمامهم وخاتمهم نبينا محمد - عليه الصلاة والسلام- وهذا صراطهم ، صراط الله المستقيم ؛ توحيد الله ، وطاعة أوامره وترك نواهيه، هذا الصراط المستقيم ، وهذا هو صراط المنعم عليهم ، وهم : الرسل وأتباعهم إلى يوم القيامة .
والصراط المستقيم هو : العلم والعمل ؛ العلم بما شرع الله والعمل بذلك هذا هو الصراط المستقيم ، العلم بما شرع الله وبما أوجب الله على عباده ، والعمل بذلك ، أن تعلم حق الله عليك ، وأن تعلم ما أوجب الله عليك ، وأن تعلم ما حرم الله عليك ، وأن تستقيم على أداء ما أمرك الله به ، وعلى ترك ما حرم الله عليك ، هذا هو صراط الله المستقيم الذي تطلب من ربك في كل ركعة أن يهديك صراطه المستقيم .

غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ
[46] ، غير صراط المغضوب عليهم ، وهم : اليهود وأشباههم ، الذين عرفوا الحق وحادوا عنه ، وتكبروا عن اتباعه ، وغير الضالين ، وهم : النصارى وأشباههم ، الذين تعبدوا على الجهالة والضلالة .
فصراط المنعم عليهم هم أهل العلم والعمل ، الذين عرفوا الحق وفقهوه ، وعملوا به ، وأما المغضوب عليهم ، فهم الذين عرفوا الحق وحادوا عنه ؛ كاليهود وأشباههم و علماء السوء ، الذين يعرفون الحق ويحيدون عنه ، ولا يَدُلون إليه ، والضالون هم : النصارى وأشباههم ، ممن جهل الحق ، ولم يبال بدين الله ، بل اتبع هواه .
فأنت - يا عبد الله – تسأل ربك أن يهديك طريق المنعم عليهم ، وهم الرسل وأتباعهم، وأن يجنبك طريق المغضوب عليهم والضالين .
وهذه دعوة عظيمة ؛ فأعظم دعوة أن تسأل ربك الهداية إلى صراطه المستقيم ، وهو صراط المنعم عليهم ، لا صراط المغضوب عليهم ، ولا صراط الضالين .
احمد ربك على هذه النعمة العظيمة ، واحرص على هذا الدعاء ، وأحضر قلبك عند هذا الدعاء في الصلاة وغيرها ؛ هذا الدعاء العظيم الذي أنت في أشد الضرورة إليه اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ
[47].
أحضر قلبك واصدق في هذا الطلب ؛ في الصلاة وغيرها ، تسأل ربك ، تضرع إليه أن يهديك صراطه المستقيم ، وأن يثبتك عليه حتى تكون من أتباعه والسالكين إليه ، غير المغضوب عليهم وغير الضالين ؛ لأن اليهود تعبدوا على خلاف العلم ، وتابعوا أهواءهم حسداً وبغياً ، وهم يعرفون أن محمداً رسول الله ، وأن الله بعثه بالحق ، ولكن حادوا عن الحق تكبراً وتعاظماً ، وإيثاراً للدنيا على الآخرة ، وحسداً .
والنصارى جهال ، يغلب عليهم الجهل والضلال ، وهم أقرب إلى الخير من اليهود ؛ ولهذا يسلم منهم الجم الغفير في كل وقت ، أما اليهود فيندر أن يسلم منهم أحد ، أما النصارى فكثيراً ما يسلمون في كل وقت ؛ لأن قلوبهم أقرب إلى الخير من قلوب اليهود ، قال - تعالى - : لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى
[48] .
فالنصارى أقرب وقلوبهم ألين من قلوب اليهود ؛ لأن علتهم الجهل والضلال فإذا عرفوا وبُين لهم رجع كثير منهم إلى الحق .
أما علة اليهود فليست الجهل ، بل علتهم الحسد والبغي ، وعلتهم مخالفة الحق على بصيرة؛ فعلتهم خبيثة.


المصدر:
http://www.binbaz.org.sa/article/228










توقيع : تألق

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور تألق   رد مع اقتباس
قديم 27-04-16, 03:10 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
تألق
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Apr 2011
العضوية: 2735
المشاركات: 6,427 [+]
بمعدل : 1.34 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 33
نقاط التقييم: 729
تألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدع

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
تألق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تألق المنتدى : بيت موسوعة طالب العلم
افتراضي

الدرس الرابع
تفسير سورة الإخلاص للشيخ ابن عثيمين

سورة الإخلاص
(السورة): هي عبارة عن آيات من كتاب الله مسورة، أي منفصلة عما قبلها وعما بعدها، كالبناء الذي أحاط به السور.
إخلاص الشيء، بمعنى: تنقيته، يعني: التي نقيت ولم يشبهها شيء وسميت بذلك، قيل: لأنها تتضمن الإخلاص لله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة، وأن من آمن بها، فهو مخلص فتكون بمعنى مخلصة لقارئها، أي أن الإنسان إذا قرأها مؤمناً بها، فقد أخلص لله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وقيل لأنها مخلصة ـ بفتح اللام ـ، لأن الله تعالى أخلصها لنفسه، فلم يذكر فيها شيئاً من الأحكام ولا شيئاً من الأخبار عن غيره، بل هي أخبار خاصة بالله والوجهان صحيحان، ولا منافاة بينهما.
الدليل قول النبي عليه الصلاة والسلام لأصحابه: "أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟". فشق ذلك عليهم وقالوا: أينا يطيق ذلك يا رسول الله؟ فقال: "الله الواحد الصمد ثلث القرآن")فهذه السورة تعدل ثلث القرآن في الجزاء لا في الإجزاء، وذلك كما ثبت عن النبي r أن: "من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، عشر مرات فكأنما أعتق أربع أنفس من بني إسماعيل، فهل يجزئ ذلك عن إعتاق أربع رقاب ممن وجب عليه ذلك وقال هذا الذكر عشر مرات؟ فنقول: لا يجزئ. أما في الجزاء، فتعدل هذا، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام، فلا يلزم من المعادلة في الجزاء المعادلة في الإجزاء. ولهذا، لو قرأ سورة الإخلاص في الصلاة ثلاث مرات، لم تجزئه عن قراءة الفاتحة.
قال العلماء: ووجه كونها تعدل ثلث القرآن: أن مباحث القرآن خبر عن الله وخبر عن المخلوقات، وأحكام، فهذه ثلاثة:
1- خبر عن الله: قالوا: إن سورة: ]قل هو الله أحد[ تتضمنه.
2- خبر عن المخلوقات، كالإخبار عن الأمم السابقة، والإخبار عن الحوادث الحاضرة، وعن الحوادث المستقبلة.
3- والثالث: أحكام، مثل: أقيموا، آتوا، لا تشركوا.. وما أشبه ذلك.
وهذا هو أ حسمن ما قيل في كونها تعدل ثلث القرآن.
حيث يقول ]قل هوالله أحد الله الصمد
]قل[: الخطاب لكل من يصح خطابه.
وسبب نزول هذه السورة: أن المشركين قالوا للرسول عليه الصلاة والسلام: صف لنا ربك؟ فأنزل الله هذه السورة وقيل: بل اليهود هم الذين زعموا أن الله خلق من كذا ومن كذا مما يقولون من المواد، فأنزل الله هذه السورة سواء صح السبب أم لم يصح، فعلينا إذا سئلنا أي سؤال عن الله أن نقول
]هو[: ضمير وأين مرجعه؟ قيل: إن مرجعه المسؤول عنه، كأنه يقول: الذي سألتم عنه الله وقيل: هو ضمير الشأن و]الله[: مبتدأ ثان و]أحد[: خبر المبتدأ الثاني، وعلى الوجه الأول تكون ]هو[: مبتدأ، ]الله[ خبر المبتدأ، ]أحد[: خبر ثان.
]الله[: هو العلم على ذات الله، المختص بالله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة، لا يتسمى به غيره وكل ما يأتي بعده من أسماء الله فهو تابع له إلا نادراً، ومعنى ]الله[: الإله، وإله بمعنى مألوه أي: معبود، لكن حذفت الهمزة تخفيفاً لكثرة الاستعمال، وكما في (الناس)، وأصلها: الأناس، وكما في: هذا خير من هذا، وأصله: أخير من هذا لكن لكثرة الاستعمال حذفت الهمزة، فالله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة ]أحد[.
]أحد[: لا تأتي إلا في النفي غالباً أو في الإثبات في أيام الأسبوع، يقال: الأحد، الاثنين.. لكن تأتي في الإثبات موصوفاً بها الرب نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة لأنه نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة أحد، أي: متوحد فيما يختص به في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، ]أحد[، لا ثاني له ولا نظير له ولا ند له.
]الله الصمد[: هذه جملة مستأنفة بعد أن ذكر الأحدية ذكر الصمدية، وأتى بها بجملة معرفة في طرفيها، لإفادة الحصر، أي: الله وحده الصمد.
فما معنى الصمد؟
قيل: إن ]الصمد[: هو الكامل، في علمه في قدرته، في حكمته، في عزته، في سؤدده، في كل صفاته. وقيل: ]الصمد[: الذي لا جوف له، يعني لا أمعاء ولا بطن، ولهذا قيل: الملائكة صمد، لأنهم ليس لهم أجواف، لا يأكلون ولا يشربون. هذا المعنى روي عن ابن عباس نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةولا ينافي المعنى الأول، لأنه يدل على غناه بنفسه عن جميع خلقه، وقيل ]الصمد[ يمعنى المفعول، أي: المصمود إليه، أي الذي تصمد إليه الخلائق في حوائجها، بمعنى: تميل إليه وتنتهي إليه وترفع إليه حوائجها، فهو بمعنى الذي يحتاج إليه كل أحد.
هذه الأقاويل لا ينافي بعضها بعضاً فيما يتعلق بالله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة، ولهذا نقول: إن المعاني كلها ثابتة، لعدم المنافاة فيما بينها.
ونفسره بتفسير جامع فنقول: ]الصمد[: هو الكامل في صفاته الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته، فهي صامدة إليه.
وحينئذ يتبين لك المعنى العظيم في كلمة ]الصمد[: أنه مستغن عن كل ما سواه، كامل في كل ما يوصف به، وأن جميع ما سواه مفتقر إليه.
فلو قال لك قائل: إن الله استوى على العرش، هل استواؤه على العرش بمعنى أنه مفتقر إلى العرش بحيث لو أزيل لسقط؟ فالجواب: لا، كلا، لأن الله صمد كامل غير محتاج إلى العرش، بل العرش والسماوات والكرسي والمخلوقات كلها محتاجة إلى الله، والله في غنى عنها فنأخذه من كلمة ]الصمد[.
لو قال قائل: هل الله يأكل أو يشرب؟ أقول: كلا، لأن الله صمد.
وبهذا نعرف أن ]الصمد[ كلمة جامعة لجميع صفات الكمال لله وجامعة لجميع صفات النقص في المخلوقات وأنها محتاجة إلى الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة.
لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد[هذا تأكيد للصمدية والوحدانية، وقلنا: توكيد، لأننا نفهم هذا مما سبق فيكون ذكره توكيداً لمعنى ما سبق وتقريراً له، فهو لأحديته وصمديته لم يلد، لأن الولد يكون على مثل الوالد في الخلقة، في الصفة وحتى الشبه.
لما جاء مجزز المدلجي إلى زيد بن حارثة وابنه أسامة، وهما ملتحفان برداء، قد بدت أقدامها، نظر إلى القدمين. فقال: إن هذه الأقدام بعضها من بعض فعرف ذلك بالشبه.
فلكمال أحديته وكمال صمديته ]لم يلد[ والوالد محتاج إلى الولد بالخدمة والنفقة ويعينه عند العجز ويبقي نسله.
]ولم يولد[، لأنه لو ولد، لكان مسبوقاً بوالد مع أنه نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة هو الأول الذي ليس قبله شيء، وهو الخالق وما سواه مخلوق، فكيف يولد؟
وإنكار أنه ولد أبلغ في العقول من إنكار أنه والد ولهذا لم يدع أحد أن لله والداً.
وقد نفى الله هذا وهذا وبدأ بنفي الولد، لأهمية الرد على مدعيه بل قال: ]ما اتخذ الله من ولد[ [المؤمنون: 91]، حتى ولو بالتسمي، فهو لم يلد ولم يتخذ ولداً، بنو آدم قد يتخذ الإنسان منهم ولداً وهو لم يلده بالتبني أو بالولاية أو بغير ذلك، وإن كان التبني غير مشروع، أما الله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة، فلم يلد ولم يولد، ولما كان يرد على الذهن فرض أن يكون الشيء لا والداً ولا مولوداً لكنه متولد، نفى هذا الوهم الذي قد يرد، فقال: ]ولم يكن له كفواً أحد[، وإذا انتفى أن يكون له كفواً أحد، لزم أن لا يكون متولداً ]ولم يكن له كفواً أحد[، أي: لا يكافئه أحد في جميع صفاته.
في هذه السورة: صفات ثبوتية وصفات سلبية:
الصفات الثبوتية: ]الله[ التي تتضمن الألوهية، ]أحد[ تتضمن الأحدية ]الصمد[ تتضمن الصمدية.
والصفات السلبية: ]لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد[.
ثلاثة إثبات، وثلاث نفي وهذا النفي يتضمن من الإثبات كمال الأحدية والصمدية.
المصدر
http://vb.tafsir.net/tafsir2385/#.VyCdm9QrLIU










توقيع : تألق

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور تألق   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 2 :
الشـــامـــــخ, عزتي بديني

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Bookmark and Share


الساعة الآن 02:30 PM

أقسام المنتدى

قســم إسلامنا تاريخٌ ومنهاج | بيت الكتاب والسنة | قســم موسوعة الصوتيات والمرئيات والبرامج | بيت الشكـاوي والإقتراحــات | بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة | قســم الموسوعـة الحواريـة | بيت الحــوار العقـائــدي | بيت الطـب البـديـل وطـب العـائلـة | بيت الأسـرة السعيــدة | قســم الدعم الخاص لقناة وصــال | بيت شبهات وردود | بيت التـاريـخ الإسلامي | بيت المهتدون إلى الإسلام ومنهج الحق | قســم موسوعة الأسرة المسلمـــة | وحــدة الرصــد والمتـابعــة | بيت الصوتيـات والمرئيـات العــام | بيت الصــــور | بيت الأرشيــف والمواضيــع المكــررة | بيت الترحيب بالأعضاء الجدد والمناسبات | بيت الجـوال والحـاسـب والبـرامـج المعـربـة | بيت المكتبـة الإسلاميـة | بيت الأحبـة فــي اللــه الطاقــم الإشـرافــي | بيت موسوعة طالب العلم | قســم الموسوعة الثقافية | البيــت العـــام | قســم دليل وتوثيق | بيت وثائق وبراهين | بيت القصـص والعبـــــــر | بيت الإدارة | بيت الصوتيـات والمرئيـات الخــاص | بيت المعتقد الإسماعيلي الباطني | بيت مختارات من غرف البالتوك لأهل السنة والجماعة | بيت الأحبـة فــي اللــه المراقبيـــــــن | بيت أهل السنه في إيران وفضح النشاط الصفوي | بيت المحــذوفــات | بيت ســؤال وجــواب | بيت أحداث العالم الإسلامي والحوار السياسـي | بيت فـرق وأديـان | باب علــم الحــديـث وشرحــه | بيت الحـــوار الحــــــــّر | وصــال للتواصل | بيت الشعـــر وأصنافـــه | باب أبـداعـات أعضـاء أنصـار الشعـريـة | باب المطبــخ | بيت الداعيـــات | بيت لمســــــــــــات | بيت الفـلاش وعـالـم التصميــم | قســم التـواصـي والتـواصـل | قســم الطــاقــــــــم الإداري | العضويات | بـاب الحــــج | بيـت المــواســم | بـاب التعليمـي | أخبــار قناة وصــال المعتمدة | بيت فـريـق الإنتـاج الإعـلامـي | بيت الـلـغـة العــربـيـة | مطبخ عمل شامل يخص سورية الحبيبة | باب تصاميم من إبداع أعضاء أنصـار آل محمد | بـاب البـرودكــاسـت | بيت تفسير وتعبير الرؤى والأحلام | ســؤال وجــواب بمــا يخــص شبهات الحديث وأهله | كلية اللغة العربية | باب نصح الإسماعيلية | باب غرفـة أبنـاء عائشـة أنصـار آل محمـد | بـيــت المـؤسـســيـــن | بـاب السيـرة النبـويـة | بـاب شهـــر رمضــان | تـراجــم علمـائـنـا |



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant