تمويل “حزب الله” يبدأ من إيران وينتهي بـ”تجارة المخدرات”

**عبق الشام** · 11-05-17, 09:12 AM

تمويل “حزب الله” يبدأ من إيران وينتهي بـ”تجارة المخدرات”

تواصل "اليوم" نشر سلسلة حلقات تكشف أسرار "حزب الله" منذ سقوط قناع المقاومة عنه، فبعدما فندنا في الأسبوع الماضي الأساليب التي اتبعها الحزب لتجنيد أبناء بيئته في قتل الشعب السوري، نتعرض في هذه الحلقة لمصادر تمويل الجناح العسكري للميليشيا التي طالما جاهر أمينها العام حسن نصرالله بأنها تأتي من إيران لتأمين الرواتب والنفقات المتعلقة بالأمور العسكرية واللوجستية، إلا أنه بات واضحا أن هناك مصادر تمويل أخرى له وهي عبارة عن شبكة مالية معقدة تقع خارج إطار النظام المالي الرسمي.

لقد استطاع "حزب الله" إنشاء اقتصاد خاص به خارج إطار الدولة اللبنانية، فهو دويلة داخل الدولة بكل ما تعنيه الكلمة، لما يملكه من مؤسسات تعليمية واستشفائية ومصرفية وتجارية توازي مؤسسات الدولة، لهذا فإن أمواله تدخل الى لبنان دون مرورها بمصرف لبنان، فلهذا هي متشعبة ومتعددة، وليست محصورة بالتمويل الأول لـ"حزب الله" أي إيران الذي يصل إلى 600 مليون دولار فهنالك أبواب تمويل أخرى سيعرضها هذا التقرير.

غسيل الأموال

ويكشف منشق عن الحزب لـ"اليوم"، أن الأموال التي يتلقاها الحزب سنويا من إيران، هي نقدية بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة عليه مؤخرا وعلى مؤسساته، بالإضافة إلى شخصيات مرتبطة فيه، ويعود له حق صرفها على مؤسساته المختلفة التي تحتاج الى ميزانية ضخمة لتغطية تكلفة تشغيل كافة المؤسسات بالإضافة الى دفع رواتب المقاتلين وعائلات المصابين وما الى ذلك، متسائلا "هل الأموال الواردة من ايران تسد كل هذه التكاليف؟".

ويؤكد المنشق "أن هنالك اقتصادا سريا للحزب يعتمد على خيوط متشابكة ومتعددة، لعل أهمها غسيل الأموال التي يجني من خلالها ملايين الدولارات عبر تسهيل تمرير الأموال لصالح المافيا التي ينقلها من خارج لبنان الى داخله دون مرورها بالجهاز المصرفي".

مصادر أخرى

ولجأ "حزب الله" في السنوات الخمس الأخيرة إلى مصادر تمويل أخرى، من خلال جمع تبرعات شهرية أو سنوية تقدر بملايين الدولارات من كبار رجال الأعمال الشيعة في أفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية والعالم، كما يحصل "حزب الله" على أموال الخمس عبر مكتب الممثل عن ولي الفقيه في لبنان، بالإضافة الى أرباح المراقد والزيارات الدينية في العراق، كما يحصل على أموال سنوية من المرجعيات الشيعية في العراق والعالم، بحسب منشق عن "حزب الله".

ويوضح أن "لحزب الله نشاطات متعددة وشبكة أعمال تجارية قذرة ومغمسة بالدماء كتجارة المخدرات وزراعة الحشيش الذي فاحت رائحته منها، بالإضافة الى تجارة الأسلحة وتهريب البشر، ناهيك عن استيراد البضائع لصالح شركات يملكها رجال أعمال شيعة دون ضرائب تحت عنوان المقاومة».

مرتزقة الميليشيا

ولقد ذاع صيت مرتزقة "حزب الله" في العمل لصالح دول وأفراد عبر تقديم خدمات القتل والابتزاز، بالإضافة الى دعم ومساندة أنظمة حكم والترويج بالعداء لها لإكسابها شعبية او مساعدتها للتخلص من أعدائها. كما وضع يده من خلال حزب "الدعوة العراقي" على أموال تمت سرقتها من النفط العراقي، التي تستثمر تحت أسماء وهمية في أعمال ضمن دول غرب أفريقيا وامريكا اللاتينية وأوروبا ضمن شبكات معقدة جدا، بحسب المنشق عن الحزب لـ"اليوم". وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "التايمز" الأمريكية، أن غالبية وكالات الاستخبارات تعتبر الميليشيا متلقيا سلبيا للمال الملوث، ففي 2004 كتب مدير برنامج ستاين لمكافحة الإرهاب في معهد واشنطن متناولا ما سماه حزب الله فرع أفريقيا قائلا "إن ناشطي الحزب في أفريقيا يقومون باستثمار وغسيل الأموال، ويقومون بتجنيد محليين، وجمع معلومات استخباراتية"، وسبب اختيار أفريقيا لوجود تجمعات كبيرة شيعية ولبنانية مُغتربة تُقيم في أفريقيا، تمتلك إمكانات مادية جيدة في غينيا، وسيراليون، وليبيريا ودول أفريقية أخرى.

شهادة الأدميرال

في أوائل 2009، أدلى الأدميرال جيمس جي. ستافريديز، القائد الأعلى لقوات الحلفاء في أوروبا، بشهادته أمام (لجنة القوات المسلحة) التابعة لـ(مجلس النواب الأمريكي) حول العلاقة بين الاتجار غير المشروع بالمخدرات ودعم الإرهاب، حيث شهد بأنه في أغسطس 2008، قامت "القيادة الجنوبية الأمريكية" و"إدارة مكافحة المخدرات" بالتنسيق مع الدول المضيفة لاستهداف عصابة تهريب المخدرات، ووصفها بأنها تابعة لحزب الله في "منطقة الحدود الثلاثية" التي تشمل الأرجنتين والباراغواي والبرازيل.

المصدر: صحيفة "اليوم" السعودية