العودة   شبكــة أنصــار آل محمــد > قســم إسلامنا تاريخٌ ومنهاج > بيت الكتاب والسنة > باب علــم الحــديـث وشرحــه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-09-15, 06:52 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
عبق الشام
اللقب:
مجلــس إدارة
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية عبق الشام


البيانات
التسجيل: May 2013
العضوية: 10575
المشاركات: 2,724 [+]
بمعدل : 0.68 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 17
نقاط التقييم: 111
عبق الشام سيصبح متميزا في وقت قريبعبق الشام سيصبح متميزا في وقت قريب

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
عبق الشام غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : باب علــم الحــديـث وشرحــه

الكلام على حديث: «اللَّهمَّ اكفني بحلالك عن حرامك»

بقلم الشيخ عمر الحاج مسعود -حفظه الله تعالى-


أَتى عَلِيًّا الكلام حديث: «اللَّهمَّ اكفني بحلالك رَجُلٌ،فَقَالَ:يَاأَمِيرَالمُؤْمِنِينَ! إِنِّي عَجَزْتُ عَنْ مُكَاتَبَتِي فَأَعِنِّي،فَقَالَ عَلِيٌّ رضي الله هنه: أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ عَلَّمَنِيهِنَّ رَسُولُ اللهِ الكلام حديث: «اللَّهمَّ اكفني بحلالك، لَوْكَانَ عَلَيْكَ مِثْلُ جَبَلِ صِيرٍ دَنَانِيرَ لأدَّاهُ الله عَنْكَ، قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: قُلْ: اللَّهُمَّ اكْفِنِي بحَلالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنِي بفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ.

- تخريج الحديث:
رواه عبد الله بن أحمد في زيادات «المسند» (1/153)، والتِّرمذي (3563)، وقال: «هذا حديث حسن غريب»، والحاكم (1/53الكلام حديث: «اللَّهمَّ اكفني بحلالك، وقال: «صحيح الإسناد ولم يُخَرِّجاه»، ووافقه الذَّهبي، وعنه البيهقي في «الدَّعوات الكبير» (303)، والضَّياء المقدسي في «المختارة» (490)، والطَّبراني في «الدُّعاء» (1042)، والبزَّار (563)، وقال: «وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عليٍّ ا، إلاَّ مِنْ هذا الوجه بهذا الإسناد».
كلُّهم من حديث أبي معاوية عن عبد الرَّحمن بن إسحاق القُرَشي عن سيَّار أبي الحكم عن أبي وائل به.
والحديث حسنٌ؛ للكلام في عبد الرَّحمن ابن إسحاق القرشي العامري، وهو حسنُ الحديث، قال الحافظ ابن حجر: «صدوق»(1).
وهو غير عبد الرَّحمن بن إسحاق، أبي شيبة الواسطي، فهذا ضعيف بالاتِّفاق(2).
قال محقِّق كتاب «الدُّعاء» للطَّبراني (2/1209) عن الأوَّل: «لا يروي عن سيَّار أبي الحكم»، وهذا غلطٌ؛ لأنَّه لو رجع إلى كتاب «الجرح والتَّعديل» لابن أبي حاتم؛ لوجد عكس ما ذَكر.
قال ابن أبي حاتم: «عبد الرَّحمن ابن إسحاق القُرشي المديني... رَوَى عن سيَّار أبي الحكم وعبد الرَّحمن بن معاوية...»(3)، فما جاء عند أحمد وغيره من أنَّه القُرشي صحيحٌ، وذكر الحافظ أنَّه نزل البصرة(4)، وسيَّار واسطيٌّ، ويقال: بصريٌّ(5)، فلا يستبعد أنَّه سمع منه.

-شرح غريب الحديث:
«مكاتبتي»: المكاتبة والكتابة؛ أن يكاتب السَّيِّد عبدَه على مالٍ يؤدِّيه منجَّمًا (مفرَّقًا)، فإذا أدَّاه صار حرًّا(6)، والمكاتَب اسم مفعول؛ لأنَّ المكاتبة تقع عليه.
«ألا»: حرف استفتاح يأتي على خمسة أوجه(7)، ويراد به هنا العرض والتَّحضيض وتنبيه المخاطب على الكلام الآتي ذكره.
«صِير»: ذكره أكثرهم بلفظ «صير»، وعند الحاكم والبيهقي «صَبِير» بإثبات الباء الموحَّدة(8).
«صِير»: بكسر الصَّاد؛ جبل ببلاد طيء، و«صبير» جبل باليمن(9)، وذكره خرج مخرج المبالغة، يعني مهما كان ذلك الدَّيْن، حتَّى ولو فرض أنَّه مثل الجبل.
«أدَّاه الله عنك»: قضاه عنك وأعانك على تسديده.
«اللَّهمَّ»: منادى حُذفت منه ياء النِّداء وعوِّض عنها الميم، وجُعلت الميم بعد لفظ الجلالة تيمُّنًا وتبرُّكًا بالابتداء بلفظ الجلالة واختير لفظ الميم دون غيره من الحروف للدَّلالة على الجمع؛ كأنَّ الدَّاعي يجمع قلبه على ربِّه عزوجل ، وعلى ما يريد أن يدعو به(10).
«اكفني»: ارزقني الكفاية من الحلال والاستغناء عن الحرام.
«أغنني»: اجعلني غنيًّا بفضلك ورزقك.

-المعنى الإجمالي للحديث:
جاء الرَّجل يطلب الإعانة الماليَّة لوفاء دينه وإنهاء مكاتبته والتَّخلُّص من رقِّه، فعلَّمه أمير المؤمنين عليُّ بن أبي طالب الكلام حديث: «اللَّهمَّ اكفني بحلالك هذا الدُّعاء العظيم لاحتمال أنَّه لم يكن عنده مال، فردَّه ردًّا حسنًا؛ عَملاً بقوله تعالى:﴿قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى﴾ [البقرة:263]، أو أنَّه أرشده إليه إشارةً إلى أنَّ الأولى والأصلح له أن يستعين بالله على أدائها، ولا يتَّكل على غيره، وهذا أحسن، وينصره قوله: «وَأَغْنِنِي بفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ»(11)، أضفْ إلى ذلك أنَّ المسؤول هو أمير المؤمنين، فيمكن أن يعينه من بيت المال؛ لكنَّه الكلام حديث: «اللَّهمَّ اكفني بحلالك أرشده إلى الأفضل والأولى، كما أنَّه أراد أن يعلِّمه هذا الدُّعاء حرصًا منه على تبليغ حديث رسول الله ح، ونفعه به.

-فوائد الحديث:
يُؤخذ من هذا الحديث فوائدُ عظيمة، وأصولٌ جليلة:

ـالفائدة الأولى:
التَّوكُّل على الله حقًّا، والاستعانة به صدقًا على قضاء الدَّيْن والوفاء به، قال الله تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ﴾ [الطلاق: 2- 3]، قال قتادة :: «من حيث لا يرجو ولا يُؤَمِّل»(12).
وقال رسول الله الكلام حديث: «اللَّهمَّ اكفني بحلالك: «لَوْأَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ؛ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، أَلاتَرَوْنَ أَنَّهَا تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بطَانًا»(13).
فالتَّوكُّل على الله عزوجل من أعظم الأسباب الَّتي يُسْتجلب بها الرِّزق ويُتوسَّل بها لقضاء الدَّيْن، قال بعض السَّلف: «بحسبك من التَّوسُّل إليه أنْ يعلمَ مِنْ قلبك حُسْنَ توكُّلِك عليه، فكم مِنْ عبدٍ من عباده قد فَوَّضَ إليه أمرَه فكفاه منه ما أهمَّه، ثم قرأ: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ﴾ [الطلاق: 2- 3] (14)، ثمَّ لابدَّ مع التَّوكُّل من السَّعي الصادق، والعمل بالأسباب المشروعة، واتِّخاذ التَّدابير اللاَّزمة، وطرح الكسل والبطالة.
ومن أخلص في نيَّته وتوكُّله، وصدق في سعيه وهمَّته أدَّى عنه ربُّه وقُضِي ديْنُه، قال رسول الله الكلام حديث: «اللَّهمَّ اكفني بحلالك: «مَنْ أَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ يُرِيدُ أَدَاءَهَا أَدَّاهَ االلَّهُ عَنْهُ، وَمَنْ أَخَذَهَا يُرِيدُ إِتْلاَفَهَا أَتْلَفَهُ اللَّهُ عز وجل»(15).

ـالفائدة الثَّانية:
التَّوجُّه إلى الله تعالى وإنزال الحوائج به، ففضله عظيم، ورزقه كريم، قال الله تعالى: ﴿وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ﴾ [النساء:32]، وقال: ﴿فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَب * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَب﴾ [الشَّرح:7- 8]، أي ارغب إليه وحده ولا ترغب إلى غيره، وجاء في وصيَّته الكلام حديث: «اللَّهمَّ اكفني بحلالك إلى عبد الله بن عبَّاس الكلام حديث: «اللَّهمَّ اكفني بحلالك: «إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ باللهِ»، أي اسأله ولا تسأل أحدًا سواه؛«لأنَّ السُّؤال فيه إظهار الذُّلِّ من السَّائل والمسكنة والحاجة والافتقار، وفيه الاعتراف بقدرة المسؤول على رفع هذا الضُّرِّ ونيل المطلوب وجلب المنافع ودرء المضارِّ، ولا يصلح الذُّلُّ والافتقار إلاَّ لله وحده؛ لأنَّه حقيقة العبادة»(16).
إنَّ الله تعالى يحبُّ من عباده أن يسألوه ويطمعوا فيما عنده وينزلوا حوائجهم به، فإذا فعلوا ذلك؛ رَزَقَهم من خزائنه، وأغناهم من فضله،قَالَ رَسُولُ اللهِ الكلام حديث: «اللَّهمَّ اكفني بحلالك: «مَنْ نَزَلَتْ بهِ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا بالنَّاسِ لَمْ تُسَدَّ فَاقَتُهُ، وَمَنْ نَزَلَتْ بهِ فَاقَةٌ فَأَنْزَلَهَا باللهِ فَيُوشِكُ اللهُ لَهُ برِزْقٍ عَاجِلٍ أَوْ آجِلٍ»(17).
فعلى المدين أن يوطِّن نفسه على سؤال ربِّه والرَّغبة في فضله، ويَدَعَ سؤال العبد الضَّعيف الَّذي إذا أَعطى منَّ، وإذا أحسن استعبد، إلاَّ من رحم الله تعالى.
قال عطاء: جاءني طاووس : فقال لي: «يا عطاء! إيَّاك أن ترفع حوائجك إلى مَنْ أغلق دونك بابه، وجعل دونك حجابًا، وعليك بطلب حوائجك إلى مَنْ بابُه مفتوح لك إلى يوم القيامة طلب منك أن تدعوَه، ووعدك الإجابة»(18).
ومن أصبح وأمسى لا يرجو إلاَّ ربَّه ولا يرغب إلاَّ فيما عنده كان غنيًّا قنوعًا، وعاش سعيدًا عزيزًا.
كان من دعاء الإمام المبجَّل أحمد ابن حنبل : «اللَّهمَّ كما صُنْتَ وجهي عن السُّجود لغيرك، فصنْ وجهي عن المسألة لغيرك»(19).

ـالفائدة الثَّالثة:
فضيلة هذا الدُّعاء وأهميَّته في قضاء الدَّيْن، فالدَّاعي يدعو ربَّه الرَّزَّاق ذا القوَّةِ المتين أن يرزقه الكفاية من الحلال، والاستغناء بفضله عمَّن سواه.
فمن حرص على هذا الدُّعاء وواظب عليه محقِّقًا شروط الإجابة مجتنبًا موانعها؛ كفاه الله وأغناه وأدَّى عنه وأعانه، مهما عَظُمَ ذلك الدَّين، فخزائنه عزوجل لا تنفد، ورزقه لا ينقص، قال النَّبِيُّ الكلام حديث: «اللَّهمَّ اكفني بحلالك: «إِنَّ يَمِينَ اللهِ مَلأَى لاَيَغِيضُهَا نَفَقَةٌ سَحَّاءُ اللَّيْل وَالنَّهَار، أَرَأَيْتُمْ مَاأَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَنْقُصْ مَافي يَمِينِهِ»(20)، ومن رزقه الله من فضله لم يحتجْ إلى غيره.

ـالفائدةالرَّابعة:
فضيلة الحلال الطَّيِّب ورذالة الحرام الخبيث، إذ أنَّ البركة والخير في الأوَّل ولو كان قليلاً، والمحقُ والشَّرُّ في الثَّاني ولو كان كثيرًا، قال الله تعالى: ﴿قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون﴾ [المائدة:100].
«والصَّحيح أنَّ اللَّفظ عامٌّ في جميع الأمور، يتصوَّر في المكاسب، والأعمال، والنَّاس، والمعارف من العلوم وغيرها؛ فالخبيث من هذا كلِّه لا يفلح ولا ينجب، ولا تحسن له عاقبة وإن كثر، والطَّيِّب وإن قلَّ نافعٌ جميلُ العاقبة»(21).
وقال تعالى: ﴿يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ﴾ [البقرة:276].
المحقُ هو الذَّهاب والنَّقص ورفع البركة، ويُربي هنا الزيادة والنَّماء والبركة، فالله عزوجل: «يمحق مكاسب المُرَابِين، ويُرْبي صدقات المنفقين، عكس ما يتبادر لأذهان كثير من الخلق؛ أنَّ الإنفاق ينقص المال وأنَّ الرِّبا يزيده، فإنَّ مادَّة الرِّزق وحصول ثمراته من الله تعالى، وما عند الله لا ينال إلاَّ بطاعته وامتثال أمره، فالمتجرِّئ على الرِّبا، يعاقبه بنقيض مقصوده، وهذا مشاهد بالتَّجرِبَة: ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلا﴾ [النساء:122](22)»، فعلى العبد أن يسعى لكسب الحلال الطَّيِّب، ويرضى بما قسم الله له منه، ولا يغترَّ بكثرة الخبيث، فإنَّ عاقبته إلى قُلٍّ.

ـالفائدةالخامسة:
ينبغي للعالم والمفتي والنَّاصح إرشادُ النَّاس إلى اللُّجوء إلى الله والفرار إليه والاعتصام به وتوحيده ودعائه، والرَّغبة فيما عنده، وقطع تعلُّقهم بالعباد وسؤالهم واستشرافهم لأموالهم، وهذا الَّذي فعله أميرُ المؤمنين عليُّ بن أبي طالب الكلام حديث: «اللَّهمَّ اكفني بحلالك حيث أرشد السَّائل إلى أفضل ممَّا طلب، ودلَّه على خير ممَّا سأل، أرشده إلى التَّوجُّه إلى الله عزوجل وسؤاله الكفاية والغنى من فضله.
ومثل هذا؛ حديث عثمان بن أبي العاص الكلام حديث: «اللَّهمَّ اكفني بحلالك أَنَّهُ شَكَا إلى رَسُولِ اللهِ الكلام حديث: «اللَّهمَّ اكفني بحلالك وَجَعًا يَجِدُهُ في جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ الكلام حديث: «اللَّهمَّ اكفني بحلالك: «ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ، وَقُلْ باسْمِ اللهِ ثَلاَثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ باللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ»(23).
علَّمه هذا الدُّعاء وأرشده إلى التَّوجُّه إلى ربِّ الأرض والسَّماء الَّذي يكشف الضُّرَّ، ويشفي، وهو الشَّافي لا شفاء إلاَّ شفاؤه، شفاءً لا يغادر سَقَمًا، فقال ذلك؛ فشفاه الله وعافاه، جاء في رواية «الموطَّأ» لهذا الحديث (1686): «فَقُلْتُ ذَلِكَ؛ فَأَذْهَبَ اللهُ مَا كَانَ بي، فَلَمْ أَزَلْ آمُرُ بهَا أَهْلِي وَغَيْرَهُمْ».
وقد عَمِي عن هذا أولئك الرُّقاة المرتزقة ـ فضلاً عن غيرهم من المشعوذين ـ الَّذين لا همَّ لهم إلاَّ الاستحواذ على النَّاس واستغلال جهلهم وابتزاز أموالهم، فيفرحون بمجيئهم إليهم واكتظاظ محلاَّتهم بهم، والله المستعان على ما يفعلون.

ـالفائدةالسَّادسة:
ينبغي للمفتي والمعلِّم تذكير المتعلِّم أنَّه يريد نفعه وتعليمه وإيصال الخير إليه ويعرض عليه ذلك ابتداءً ليكون أوقع في نفسه فيشتدَّ تشوُّقه إليه وتُقبل نفسه عليه، فهو مقدِّمة استرعى بها نفسه لتفهيم ما يسمع ويقع منه بموقع»(24)، فالمكاتب لمَّا طلب الإعانة قال له عليٌّ الكلام حديث: «اللَّهمَّ اكفني بحلالك: «ألا أعلِّمك كلمات»، فتأمَّل كيف عرض عليه أن يعلِّمه تلك الكلمات المباركات لعلَّ الله ينفعه بها، وهذه طريقة نافعة جدًّا في التَّعليم والدَّعوة إلى الله تعالى.
وقريب من هذا قول الله عزوجل لنبيِّه موسى ؛: ﴿اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى﴾ [النازعات: 17- 19]، أتى بـ «هل» الدَّالَّة على العرض والمشاورة الَّتي لا يشمئزُّ منها أحد»(25).
وفي السُّنَّة الشَّريفة شيءٌ كثير من هذا، فقد كان رسول الله الكلام حديث: «اللَّهمَّ اكفني بحلالك يستفتح كلامه بقوله:«أَلاَأُخْبرُكُمْ»، «أَلاَأَدُلُّكُمْ»، «أَلاَأُنَبِّئُكُمْ»(26)، لإثارة انتباههم، وتشويقهم لكلامه، حتَّى تُقْبِلَ عليه نفوسهم وتعيه قلوبهم.
والله الموفِّق، لا إله إلاَّ هو، ولا ربَّ سواه، والحمد لله ربِّ العالمين.

---------------------------
(1) «التَّقريب» (1/472).
(2) «تهذيب التهذيب» (2/486)، وانظر «سلسلة الأحاديث الصحيحة» (1/474).
(3) «الجرح والتعديل» (5/212).
(4) «تهذيب التهذيب» (2/487).
(5) «تهذيب التهذيب» (2/142).
(6) «النهاية في غريب الحديث» (4/253).
(7) «القاموس المحيط» (1349).
(8 ) وفي نسخةٍ للتِّرمذي: «ثَبِير»، وأظنُّه تصحيفًا؛ لأنَّه لا أصل له في شيء من المصادر السَّالفة الذِّكر.
(9) «النهاية في غريب الحديث» (3/9)، «فيض القدير» (3/143).
(10) «الشرح الممتع» لابن عثيمين (2/87).
(11) انظر «تحفة الأحوذي» للمباركفوري (10/9).
(12) «تفسير الطبري» (23/46).
(13) رواه أحمد (1/30) والتِّرمذي (2344)، وقال: «هذا حديث حسن صحيح»، وصحَّحه الألباني في «صحيح الجامع» (5254).
(14) «جامع العلوم والحكم» (2/407)
(15) رواه أحمد (2/361)، والبخاري (2387).
(16) قاله ابن رجب في «جامع العلوم» (1/395).
(17) رواه الترمذي (2326)، وقال: «هذا حديث حسن صحيح غريب»، وصحَّحه الألباني في «صحيح الجامع» (6566).
(18 ) «حلية الأولياء» (4/11).
(19) «حلية الأولياء» (9/233).
(20) رواه البخاري (7419) ومسلم (993).
(21) قاله القرطبي في «تفسيره» (6/327).
(22) قاله السَّعدي، ملحق تفسيره (959).
(23) أخرجه مسلم (2202).
(24) قاله المناوي في «فيض القدير» (3/143 ـ 144).
(25) «تفسير السعدي» (506).
(26) افتح «صحيح الجامع الصغير» للعلامة الألباني : على هذه الحروف تجد كنزًا عظيما.



* منقول من (مجلة الإصلاح العدد 19)
موقع راية الإصلاح



كلمات البحث

شبكــة أنصــار آل محمــد ,شبكــة أنصــار ,آل محمــد ,منتدى أنصــار





hg;ghl ugn p]de: «hggQ~ilQ~ h;tkd fpghg; uk pvhl;» ggado ulv hgph[ lsu,] -pt/i hggi-










توقيع : عبق الشام


عن حذيفة رضى الله عنه، أنه أخذ حجرين، فوضع أحدهما على الآخر، ثم قال لأصحابه:
هل ترون ما بين هذين الحجرين من النور؟
قالوا: يا أبا عبد الله، ما نرى بينهما من النور إلا قليلا.
قال: والذي نفسي بيده، لتظهرن
البدع حتى لا يُــرى من الحق إلا قدر ما بين هذين الحجرين من النور،والله، لتفشون البدع حتى إذا ترك منها شيء،
قالوا: تُركت السنة !.

.
[البدع لابن وضاح ١٢٤]
" سنية " سابقاً ~

عرض البوم صور عبق الشام   رد مع اقتباس
قديم 22-09-15, 09:19 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
ALSHAMIKH
اللقب:
مــشـــرف عـــام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ALSHAMIKH


البيانات
التسجيل: Sep 2011
العضوية: 5543
العمر: 44
المشاركات: 2,657 [+]
بمعدل : 0.58 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 10
نقاط التقييم: 94
ALSHAMIKH سيصبح متميزا في وقت قريب

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
ALSHAMIKH غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبق الشام المنتدى : باب علــم الحــديـث وشرحــه
افتراضي

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة










توقيع : ALSHAMIKH

يسرنا متابعتكم وتواصلكم عبر الحسابات التالية

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور ALSHAMIKH   رد مع اقتباس
قديم 24-09-15, 01:41 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
عزتي بديني
اللقب:
مجلــس إدارة
الرتبة


البيانات
التسجيل: Aug 2011
العضوية: 5178
المشاركات: 4,486 [+]
بمعدل : 0.97 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 26
نقاط التقييم: 510
عزتي بديني في إبداع مستمرعزتي بديني في إبداع مستمرعزتي بديني في إبداع مستمرعزتي بديني في إبداع مستمرعزتي بديني في إبداع مستمرعزتي بديني في إبداع مستمر

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
عزتي بديني غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عبق الشام المنتدى : باب علــم الحــديـث وشرحــه
افتراضي


جزاكِ الله خيراً وأحسن إليكِ










عرض البوم صور عزتي بديني   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 1 :
omloay

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Bookmark and Share


الساعة الآن 10:08 AM

أقسام المنتدى

قســم إسلامنا تاريخٌ ومنهاج | بيت الكتاب والسنة | قســم موسوعة الصوتيات والمرئيات والبرامج | بيت الشكـاوي والإقتراحــات | بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة | قســم الموسوعـة الحواريـة | بيت الحــوار العقـائــدي | بيت الطـب البـديـل وطـب العـائلـة | بيت الأسـرة السعيــدة | قســم الدعم الخاص لقناة وصــال | بيت شبهات وردود | بيت التـاريـخ الإسلامي | بيت المهتدون إلى الإسلام ومنهج الحق | قســم موسوعة الأسرة المسلمـــة | وحــدة الرصــد والمتـابعــة | بيت الصوتيـات والمرئيـات العــام | بيت الصــــور | بيت الأرشيــف والمواضيــع المكــررة | بيت الترحيب بالأعضاء الجدد والمناسبات | بيت الجـوال والحـاسـب والبـرامـج المعـربـة | بيت المكتبـة الإسلاميـة | بيت الأحبـة فــي اللــه الطاقــم الإشـرافــي | بيت موسوعة طالب العلم | قســم الموسوعة الثقافية | البيــت العـــام | قســم دليل وتوثيق | بيت وثائق وبراهين | بيت القصـص والعبـــــــر | بيت الإدارة | بيت الصوتيـات والمرئيـات الخــاص | بيت المعتقد الإسماعيلي الباطني | بيت مختارات من غرف البالتوك لأهل السنة والجماعة | بيت الأحبـة فــي اللــه المراقبيـــــــن | بيت أهل السنه في إيران وفضح النشاط الصفوي | بيت المحــذوفــات | بيت ســؤال وجــواب | بيت أحداث العالم الإسلامي والحوار السياسـي | بيت فـرق وأديـان | باب علــم الحــديـث وشرحــه | بيت الحـــوار الحــــــــّر | وصــال للتواصل | بيت الشعـــر وأصنافـــه | باب أبـداعـات أعضـاء أنصـار الشعـريـة | باب المطبــخ | بيت الداعيـــات | بيت لمســــــــــــات | بيت الفـلاش وعـالـم التصميــم | قســم التـواصـي والتـواصـل | قســم الطــاقــــــــم الإداري | العضويات | بـاب الحــــج | بيـت المــواســم | بـاب التعليمـي | أخبــار قناة وصــال المعتمدة | بيت فـريـق الإنتـاج الإعـلامـي | بيت الـلـغـة العــربـيـة | مطبخ عمل شامل يخص سورية الحبيبة | باب تصاميم من إبداع أعضاء أنصـار آل محمد | بـاب البـرودكــاسـت | بيت تفسير وتعبير الرؤى والأحلام | ســؤال وجــواب بمــا يخــص شبهات الحديث وأهله | كلية اللغة العربية | باب نصح الإسماعيلية | باب غرفـة أبنـاء عائشـة أنصـار آل محمـد | بـيــت المـؤسـســيـــن | بـاب السيـرة النبـويـة | بـاب شهـــر رمضــان | تـراجــم علمـائـنـا |



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant