![]() |
[ 216 ] س : ما الدليل على خلافة علي وأولويته بالحق بعدهم ؟ جـ : أدلة ذلك كثيرة ، منها ما تقدم ، ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلم : « ويح عمار تقتله الفئة الباغية ، يدعوهم إلى الجنة ، ويدعونه إلى النار » (1) . فكان مع علي رضي الله عنه فقتله أهل الشام ، وهو يدعوهم إلى السنة والجماعة وطاعة الإمام الحق علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، والحديث في الصحيح ، وفيه قال صلى الله عليه وسلم : « تمرق مارقة على حين فرقة من الناس يقتلهم أولى الطائفتين بالحق » (2) . فمرقت الخوارج فقتلهم علي رضي الله عنه يوم النهروان ، وهو الأولى بالحق بإجماع أهل السنة قاطبة ، رحمهم الله تعالى . ================== (1) رواه البخاري ( 447 ، 2812 ) ، ومسلم ( الفتن / 70 ، 72 ، 73 ) . (2) رواه مسلم ( الزكاة / 149 ، 150 ، 151 ) . |
[ 217 ] س : ما الواجب لولاة الأمور ؟ جـ : الواجب لهم النصيحة بموالاتهم على الحق وطاعتهم فيه ، وأمرهم به وتذكيرهم برفق ، والصلاة خلفهم والجهاد معهم ، وأداء الصدقات إليهم ، والصبر عليهم وإن جاروا ، وترك الخروج بالسيف عليهم ، ما لم يظهروا كفرا بواحا ، وأن لا يغروا بالثناء الكاذب عليهم ، وأن يدعى لهم بالصلاح والتوفيق . [ 218 ] س : ما الدليل على ذلك ؟ جـ : الأدلة على ذلك كثيرة ، منها قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } . الآية ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم : « اسمعوا وأطيعوا وإن تأمر عليكم عبد » (1) . وقال صلى الله عليه وسلم : « من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية » (2) . وقال عبادة بن الصامت رضي الله عنه : « دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه ، فكان فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا ، وأن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا ، عندكم من الله فيه برهان » (3) . وقال صلى الله عليه وسلم : « إن أمر عليكم عبد مجدع أسود يقودكم بكتاب الله فاسمعوا له وأطيعوا » (4) . وقال صلى الله عليه وسلم : « على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية ، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة » (5) . وقال : « إنما الطاعة في المعروف » (6) . وقال صلى الله عليه وسلم : « وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع » (7) . وقال صلى الله عليه وسلم : « من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له ، ومن مات وليس في عنقه بيعة ، مات ميتة جاهلية » (8) . وقال صلى الله عليه وسلم : « من أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهو جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان » (9) . وقال صلى الله عليه وسلم : « ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون فمن عرف برئ ، ومن أنكر سلم ، ولكن من رضي وتابع " قالوا : أفلا نقاتلهم ؟ قال : " لا ، ما صلوا » (10) ، وغير ذلك من الأحاديث ، وهذه كلها في الصحيح . ================== (1) رواه البخاري ( 693 ، 696 ، 7142 ) . (2) رواه البخاري ( 7053 ، 7054 ، 7143 ) ، ومسلم ( الفتن / 55 ، 56 ) . (3) رواه البخاري ( 7052 ) ، ومسلم ( الإمارة / 41 ، 42 ) . (4) رواه مسلم ( الإمارة / 37 ) ، وأحمد ( 4 / 70 ) . (5) رواه البخاري ( 1724 ، 2955 ) ، ومسلم ( الإمارة / 38 ) . (6) رواه البخاري ( 4340 ، 7257 ) ، ومسلم ( الإمارة / 39 ، 40 ) . (7) رواه مسلم ( الإمارة / 52 ) . (8) رواه مسلم ( الإمارة / 58 ) . (9) رواه مسلم ( الإمارة / 59 ، 60 ) . (10) رواه مسلم ( الإمارة / 62 ، 63 ، 64 ) . |
[ 219 ] س : على من يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما مراتبه ؟ جـ : قال الله عز وجل : { وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان » (1) . رواه مسلم . وفي هذا الباب من الآيات القرآنية ، والأحاديث النبوية ما لا يحصى ، وكلها تدل على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على كل من رآه لا يسقط عنه إلا أن يقوم به غيره كل بحسبه ، وكل ما كان العبد على ذلك أقدر وبه أعلم كان عليه أوجب وله ألزم ، ولم ينج عند نزول العذاب بأهل المعاصي إلا الناهون عنها ، وقد أفردنا هذه المسألة برسالة بها وافية ولطالبي الحق كافية ، ولله الحمد والمنة . ================== (1) رواه مسلم ( الإيمان / 78 ، 79 ) . |
[ 220 ] س : ما حكم كرامات الأولياء ؟ جـ : كرامات الأولياء حق ، وهو ظهور الأمر الخارق على أيديهم الذي لا صنع لهم فيه ، ولم يكن بطريق التحدي ، بل يجريه الله على أيديهم ، وإن لم يعلموا به كقصة أصحاب الكهف ، وأصحاب الصخرة (1) ، وجريج الراهب (2) ، وكلها معجزات لأنبيائهم ، ولهذا كانت في هذه الأمة أكثر وأعظم لعظم معجزات نبيها ، وكرامته على الله عز وجل ، كما وقع لأبي بكر في أيام الردة (3) ، وكنداء عمر لسارية وهو على المنبر فأبلغه وهو بالشام (4) ، وككتابته إلى نيل مصر فجرى (5) ، وكخيل العلاء بن الحضرمي إذ خاض بها البحر في غزو الروم ، وكصلاة أبي مسلم الخولاني في النار التي أوقدها له الأسود العنسي ، وغير ذلك مما وقع لكثير منهم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وبعده في عصر الصحابة والتابعين لهم بإحسان ومن بعدهم إلى الآن ، وإلى يوم القيامة ، وكلها في الحقيقة معجزات لنبينا صلى الله عليه وسلم لأنهم إنما نالوا ذلك بمتابعته ، فإن اتفق شيء من الخوارق لغير متبع النبي فهي فتنة وشعوذة لا كرامة ، وليس من اتفقت له من أولياء الرحمن بل من أولياء الشيطان ، والعياذ بالله . ================== (1) رواه مسلم ( الذكر / 100 ) ، والبخاري في الأدب ( 5974 ) . (2) رواه البخاري ( 3436 ، 2482 ) ، ومسلم ( البر / 7 ، 8 ) . (3) راجع تاريخ الإسلام للذهبي ( 3 / 20 ، 25 ) . (4) ( حسن ) رواه أبو نعيم في دلائل النبوة ( 2 / 740 ) ، وابن كثير في البداية ( 7 / 131 ) ، وابن حجر في الإصابة ( 3 / 52 ، 53 ) وقد حسن إسناده الحافظ ابن حجر ، نقله عنه السخاوي في المقاصد ( 1333 ) . (5) ( إسناده فيه ضعف ) ابن كثير في التفسير ( 3 / 464 ) وفي سنده ابن لهيعة ، وهو مختلف فيه ، قال عنه الحافظ في التقريب : صدوق من السابعة ، خلط بعد احتراق كتبه ، ا هـ . |
[ 221 ] س : من هم أولياء الله ؟ جـ : هم كل من آمن بالله واتقاه واتبع رسوله صلى الله عليه وسلم ، وقال الله تعالى : { أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } ، ثم بينهم فقال : { الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ } . الآيات ، وقال تعالى : { اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ } . الآية ، وقال تعالى : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ } . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « إن آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء إنما أوليائي المتقون » (1) . وقال الحسن رحمه الله تعالى : ادعى قوم محبة الله ، فامتحنهم الله بهذه الآية : { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ } . الآية ، وقال الشافعي رحمه الله تعالى : " إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء أو يطير في الهواء فلا تصدقوه ولا تغتروا به حتى تعلموا متابعته للرسول صلى الله عليه وسلم " . ================== (1) رواه مسلم ( الإيمان / 366 ) كلهم بهذا المعنى . |
[ 222 ] س : من هي الطائفة التي عناها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : « لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرة لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى » " (1) ؟ جـ : هذه الطائفة هي الفرقة الناجية من الثلاث وسبعين فرقة ، كما استثناها النبي صلى الله عليه وسلم من تلك الفرق بقوله : « كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة » . وفي رواية قال : « هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي » ، نسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم وأن لا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا وأن يهب لنا من لدنه رحمة إنه هو الوهاب { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } . ================== (1) رواه البخاري ( 3116 ، 3640 ، 3641 ) ، ومسلم ( الإيمان / 247 ) . |
يقول جامعه غفر الله تعالى له ولوالديه : فرغت من تسويده نهار الاثنين أول يوم من شهر شعبان عام خمسة وستين بعد الثلاثمائة والألف من هجرة خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين . وفرغت من تبيضه نهار الأحد رابع عشر من الشهر المذكور ، جعل الله سعينا خالصا لوجهه آمين . والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك |
أسأل الله أن لآ يحرمني أجر كل من قرأ واستفآد وطبق هذآ الموضوع وبلغه لغيره وكمآ أسأله الإخلآص في القول والفعل أختكم : دآنــة وصـآل |
اختي الفاضله /دآنــة وصـآل جهود رائعة ومباركة ان شاء الله تعالى أسال الله العلي القدير أن لا يحرمك أجر مانقلتي لنا وأن جعله في موازين حسناتك ويكون شاهدا لك لاعليك بارك الله فيك ... وفقك الله لما يحبة ويرضاه |
اللهم آمين وإيآكم أخي الكريم
؛ مروركم أسعدني وردودكم أنآرت متصفحي فأشكركم ولآ عدمت مروركم المميز عَ موآضيعي |
ألف شكر على المجهود الرائع وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك |
جزاكم الله خيراً وجعله في ميزان حسناتكم
|
رفع الله قدرك وجعله بميزان حسناتك ..
|
الساعة الآن 01:58 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir