شبكــة أنصــار آل محمــد

شبكــة أنصــار آل محمــد (https://ansaaar.com/index.php)
-   باب علــم الحــديـث وشرحــه (https://ansaaar.com/forumdisplay.php?f=51)
-   -   بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار (https://ansaaar.com/showthread.php?t=33893)

أبو فراس السليماني 30-06-14 06:40 PM

وأصول الطب:

تدبير الغذاء،
بأن لا يأكل حتى تصدق الشهوة
وينهضم الطعام السابق انهضاماً تاماً،
ويتحرى الأنفع من الأغذية،
وذلك بحسب حالة الأقطار والأشخاص والأحوال.

ولا يمتلئ من الطعام امتلاء يضره مزاولته،
والسعي في تهضيمه،

بل الميزان قوله تعالى:
{ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ }(1)


ويستعمل الحِمْية
عن جميع المؤذيات في مقدارها،
أو في ذاتها،
أو في وقتها.

ثم إن أمكن الاستفراغ،
وحصل به المقصود،
من دون مباشرة الأدوية:
فهو الأولى والأنفع.

فإن اضطر إلى الدواء:
استعمله بمقدار.
وينبغي أن لا يتولى ذلك
إلا عارف وطبيب حاذق.

******************
(1) سورة الأعراف – آية 31 .

أبو فراس السليماني 30-06-14 06:40 PM

واعلم أن طيب الهواء،
ونظافة البدن والثياب،
والبعد عن الروائح الخبيثة،
خير عون على الصحة.

وكذلك الرياضة المتوسطة.
فإنها تقوي الأعضاء والأعصاب والأوتار،
وتزيل الفضلات،
وتهضم الأغذية الثقيلة،


وتفاصيل الطب معروفة عند الأطباء.
ولكن هذه الأصول التي ذكرناها
يحتاج إليها كل أحد.

أبو فراس السليماني 30-06-14 06:41 PM

وصحّ عنه صلى الله عليه وسلم :
"الشفاء في ثلاث:
شَرْطة مِحْجَم،
أو شربة عسل،
أو كَيَّة بنار،

وفي الحبة السوداء
شفاء من كل داء".

"العود الهندي فيه سبعة أشْفِية".

"يُسَعَّط من العُذرة،
ويُلَدُّ من ذات الجنب"،

"الحمى من فيح جهنم،
فأبردوها بالماء"،

"رخص في الرُّقية من العين والحُمَّة والنملة"،

"وإذا استُغسِلتم من العين فاغسلوا"،

"ونهى عن الدواء الخبيث"،

"وأمر بخضاب الرجلين لوجعهما".


أبو فراس السليماني 30-06-14 06:42 PM

الحديث الخامس والستون

عن أبي قتادة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

"الرؤيا الصالحة من الله.
والحُلْم من الشيطان.

فإذا رأى أحدُكم ما يحب
فلا يحدث به إلا من يحب.

وإذا رأى ما يكره
فليتعوَّذ بالله من شرها
ومن شر الشيطان.
ولْيَتْفُلْ ثلاثاً،

ولا يحدث بها أحداً،
فإنها لن تضره"

متفق عليه.

أخبر صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث:
أن الرؤيا الصالحة من الله،
أي: السالمة من تخليط الشيطان وتشويشه.

وذلك لأن الإنسان إذا نام خرجت روحه.
وحصل لها بعض التجرد
الذي تتهيأ به لكثير من العلوم والمعارف.
وتلطفت مع ما يلهمها الله،
ويلقيه إليها الملك في منامها.

فتتنبه وقد تجلت لها أمور
كانت قبل ذلك مجهولة،
أو ذكرت أموراً قد غفلت عنها،
أو تنبهت لأحوال ينفعها معرفتها،
أو العمل بها،
أو حَذِرَتْ مضار دينية أو دنيوية
لم تكن لها على بال،

أو اتعظت ورغبت ورهبت
عن أعمال قد تلبست بها،
أو هي بصدد ذلك،

أو انتبهت لبعض الأعيان الجزئية
لإدخالها في الأحكام الشرعية.


أبو فراس السليماني 30-06-14 06:43 PM

فكل هذه الأمور علامة على الرؤيا الصالحة،
التي هي جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة.
وما كان من النبوة
فهو لا يكذب.


فانظر إلى رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم
في قوله تعالى:
{ إِذْ يُرِيكَهُمُ اللّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً
وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا
لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ
وَلَـكِنَّ اللّهَ سَلَّمَ
إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }(1)

كما حصل بها
من منافع واندفع من مضار.


وكذلك قوله تعالى :

{ لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ
لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ
آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ
لا تَخَافُونَ
فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا
فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا }(2)


كم حصل بها من زيادة إيمان.
وتم بها من كمال إيقان.
وكانت من آيات الله العظيمة.

******************
(1) سورة الأنفال – آية 43 .
(2) سورة الفتح – آية 27 .

أبو فراس السليماني 30-06-14 06:44 PM

وانظر إلى رؤيا ملك مصر،
وتأويل يوسف الصديق لها،
وكما تولَّى التأويل
فقد ولاَّه الله ما احتوت عليه من التدبير.

فحصل بذلك خيرات كثيرة،
ونعم غزيرة،
واندفع بها ضرورات وحاجات.
ورفع الله بها يوسف فوق العباد درجات.


وتأمل رؤيا عبد الله بن زيد وعمر بن الخطاب
رضي الله عنهما
الأذان والإقامة،
وكيف صارت سبباً لشرع هذه الشعيرة العظيمة
التي هي من أعظم الشعائر الدينية.


ومرائي الأنبياء والأولياء والصالحين
بل وعموم المؤمنين وغيرهم
معروفة مشهورة،

لا يحصى ما اشتملت عليه
من المنافع المهمة والثمرات الطيبة.
وهي من جملة نعم الله على عباده،
ومن بشارات المؤمنين،
وتنبيهات الغافلين،
وتذكيره للمعرضين،
وإقامة الحجة على المعاندين.


أبو فراس السليماني 30-06-14 06:45 PM

وأما الحُلْم الذي هو أضغاث أحلام،
فإنما هو من تخليط الشيطان على روح الإنسان،
وتشويشه عليها وإفزاعها،
وجلب الأمور التي تكسبها الهم والغم،
أو توجب لها الفرح والمرح والبطر،
أو تزعجها للشر والفساد والحرص الضار.

فأمر النبي صلى الله عليه وسلم
عند ذلك أن يأخذ العبد في الأسباب
التي تدفع شره

بأن لا يحدِّث به أحداً.
فإن ذلك سبب لبطلانه واضمحلاله،

وأن يَتْفُل عن شماله ثلاث مرات.
وأن يتعوذ بالله من الشيطان الرجيم،
الذي هو سبب هذا الحلم والدافع له،

وليطمئن قلبه عند ذلك أنه لا يضره،
مصداقاً لقول رسوله،
وثقة بنجاح الأسباب الدافعة له.

أبو فراس السليماني 30-06-14 06:46 PM

وأما الرؤيا الصالحة،

فينبغي أن يحمد الله عليها،
ويسأله تحقيقها،
ويحدث بها من يحب ويعلم منه المودة،
ليُسرّ لسروره،
ويدعو له في ذلك.

ولا يحدث بها من لا يحب،
لئلا يشوش عليه بتأويل يوافق هواه،
أو يسعى حسداً منه
في إزالة النعمة عنه.


ولهذا لما رأى يوسف الشمس والقمر
والكواكب الأحد عشر ساجدين له.
وحدث بها أباه قال له:

{ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ
فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا
إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ }(1)

ولهذا كان كَتْم النعم عن الأعداء
مع الإمكان أولى،
إلا إذا كان في ذلك مصلحة راجحة.



******************
(1) سورة يوسف – آية 5.

أبو فراس السليماني 30-06-14 06:47 PM

واعلم أن الرؤيا الصادقة
تارة يراها العبد على صورتها الخارجية،
كما في رؤيا الأذان وغيرها،

وتارة يضرب له فيها أمثال محسوسة،
ليعتبر بها الأمور المعقولة،
أو المحسوسة التي تشبهها،
كرؤيا ملك مصر ونحوها.

وهي تختلف
باختلاف الرائي والوقت والعادة،
وتنوع الأحوال.

أبو فراس السليماني 30-06-14 06:48 PM

الحديث السادس والستون

عن علي بن الحسين رحمه الله قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

"من حُسْن إسلام المرء
تَرْكُه ما لا يَعنيه"

رواه مالك وأحمد.
ورواه ابن ماجه عن أبي هريرة،
ورواه الترمذي
عن علي بن الحسين وعن أبي هريرة.


الإسلام عند الإطلاق
يدخل فيه الإيمان، والإحسان.
وهو شرائع الدين الظاهرة والباطنة.

والمسلمون منقسمون في الإسلام إلى قسمين،
كما دلّ عليه فحوى هذا الحديث.

فمنهم:
المحسن في إسلامه.

ومنهم :
المسيء.

أبو فراس السليماني 30-06-14 06:48 PM

فمن قام بالإسلام ظاهراً وباطناً
فهو المحسن

{ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله
وَهُوَ مُحْسِنٌ
واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا
وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً }(1).

فيشتغل هذا المحسن بما يعنيه،
مما يجب عليه تركه من المعاصي والسيئات،
ومما ينبغي له تركه،
كالمكروهات وفضول المباحات
التي لا مصلحة له فيها،
بل تفوت عليه الخير.


فقوله صلى الله عليه وسلم :
"من حسن إسلام المرء
تركه ما لا يعنيه"
يعم ما ذكرنا.



******************
(1) سورة النساء – آية 125 .

أبو فراس السليماني 30-06-14 06:49 PM

ومفهوم الحديث:

أن من لم يترك ما لا يعنيه:
فإنه مسيء في إسلامه.

وذلك شامل للأقوال والأفعال،
المنهي عنها نهي تحريم
أو نهي كراهة.


فهذا الحديث يُعدّ
من الكلمات الجامعة.

لأنها قسمت هذا التقسيم الحاصر،
وبينت الأسباب التي يتم بها حسن الإسلام،
وهو الاشتغال بما يعني،
وترك ما لا يعني من قول وفعل.

والأسباب التي يكون بها العبد مسيئاً.
وهي ضد هذه الحال.

والله أعلم.

أبو فراس السليماني 30-06-14 06:51 PM

الحديث السابع والستون

عن أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص
عن أبيه عن جده:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"ما نَحل والدٌ ولدّه من نحْل
أفضل من أدب حسَن"

رواه الترمذي.


أولى الناس ببرِّك، وأحقهم بمعروفك:
أولادُك؛

فإنهم أمانات جعلهم الله عندك،
ووصاك بتربيتهم تربية صالحة
لأبدانهم وقلوبهم،

وكل ما فعلته معهم من هذه الأمور،
دقيقها وجليلها،


فإنه من أداء الواجب عليك،
ومن أفضل ما يقربك إلى الله،
فاجتهد في ذلك،
واحتسبه عند الله،


فكما أنك إذا أطعمتهم وكسوتهم
وقمت بتربية أبدانهم،
فأنت قائم بالحق مأجور.


فكذلك
بل أعظم من ذلك

إذا قمت بتربية قلوبهم وأرواحهم
بالعلوم النافعة، والمعارف الصادقة،
والتوجيه للأخلاق الحميدة،
والتحذير من ضدها.

أبو فراس السليماني 30-06-14 06:51 PM

و "النحل":
هي العطايا والإحسان.

فالآداب الحسنة خير للأولاد
حالاً ومآلاً من إعطائهم الذهب والفضة،
وأنواع المتاع الدنيوي


لأن بالآداب الحسنة،
والأخلاق الجميلة،
يرتفعون، وبها يسعدون،
وبها يؤدون ما عليهم
من حقوق الله وحقوق العباد،
وبها يجتنبون أنواع المضار،
وبها يتم برهم لوالديهم.

أبو فراس السليماني 30-06-14 06:52 PM

أما إهمال الأولاد:

فضرره كبير، وخطره خطير.

أرأيت لو كان لك بستان فَنمَّيته،
حتى استتمت أشجاره، وأينعت ثماره،
وتزخرفت زروعه وأزهاره.

ثم أهملته فلم تحفظه،
ولم تَسقِه ولم تُنَقِّه من الآفات،
وتعده للنموِّ في كل الأوقات،

أليس هذا من أعظم الجهل والحمق ؟

فكيف تهمل أولادك
الذين هم فِلذة كبدك،
وثمرة فؤادك،
ونسخة روحك،
والقائمون مقامك حياً وميتاً،
الذين بسعادتهم تتم سعادتك،
وبفلاحهم ونجاحهم
تدرَك به خيراً كثيراً

{ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ }(1).

******************
(1) سورة آل عمران – آية 7 .


الساعة الآن 07:24 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant