شبكــة أنصــار آل محمــد

شبكــة أنصــار آل محمــد (https://ansaaar.com/index.php)
-   بيت موسوعة طالب العلم (https://ansaaar.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة (https://ansaaar.com/showthread.php?t=9857)

دآنـة وصآل 14-06-11 05:02 PM

[ 78 ]






س : ما معنى الإيمان بكتب الله عز وجل ؟




جـ : معناه التصديق الجازم بأن جميعها منزل من عند الله عز وجل ،


وأن الله تكلم بها حقيقة ،


فمنها المسموع منه تعالى من وراء حجاب بدون واسطة الرسول الملكي ،


ومنها ما بلغه الرسول الملكي إلى الرسول البشري ،


ومنها ما كتبه الله تعالى بيده



كما قال تعالى :


{ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ

أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ } ،



وقال تعالى لموسى :


{ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي } ،


{ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا } ،



وقال تعالى في شأن التوراة :


{ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ } ،



وقال في عيسى :


{ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ } ،


وقال تعالى :


{ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا } ،


وتقدم ذكرها بلفظ التنزيل ،



وقال تعالى في شأن القرآن :


{ لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ

وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا } ،



وقال تعالى فيه :


{ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى


النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ

وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا } ،


وقال تعالى :


{ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ

نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ

عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ

بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ } . الآيات ،



وقال تعالى فيه :


{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ

وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ

تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } . الآيات ،


وغيرها كثير .

دآنـة وصآل 14-06-11 05:03 PM

[ 79 ]




س : ما منزلة القرآن من الكتب المتقدمة ؟




جـ : قال الله تعالى فيه :


{ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ


مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ } ،


وقال تعالى :

{ وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ

وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ

وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ } ،


وقال تعالى :

{ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ

وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } ،



قال أهل التفسير :


مهيمنا مؤتمنا وشاهدا على ما قبله من الكتب ومصدقا لها ،

يعني يصدق : ما فيها من الصحيح ،

وينفي ما وقع فيها من تحريف وتبديل وتغيير ،

ويحكم عليها بالنسخ أو التقرير ،

ولهذا يخضع له كل متمسك بالكتب المتقدمة

ممن لم ينقلب على عقبيه ،



كما قال تبارك وتعالى :


{ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ

وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا

إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ } ،

وغير ذلك .






[ 80 ]






س : ما الذي يجب التزامه في حق القرآن


على جميع الأمة ؟




جـ : هو اتباعه ظاهرا وباطنا والتمسك به والقيام بحقه ،

قال الله تعالى :

{ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا } ،

وقال تعالى :

{ اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ

وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ } ،


وقال تعالى :

{ وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ

إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ } ،

وهي عامة في كل كتاب والآيات في ذلك كثيرة ،


وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب الله فقال :

« فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به » (1) ،

وفي حديث علي مرفوعا :

« إنها ستكون فتن » (2) .

« قلت : ما المخرج منها يا رسول الله ؟

قال : " كتاب الله » . وذكر الحديث .


==================
(1) رواه مسلم ( فضائل الصحابة / 36 ) ، وأحمد ( 4 / 366 ، 367 ) .

(2) ( ضعيف ) ، رواه أحمد ( 1 / 91 ) ، والترمذي ( 2906 ) ، والدارمي ( 3334 ) ،

قال الإمام الترمذي : هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه ،
وإسناده مجهول وفي الحارث مقال .

وقال الشيخ أحمد شاكر : إسناده ضعيف جدا من أجل الحارث الأعور .

دآنـة وصآل 14-06-11 05:04 PM

[ 81 ]






س : ما معنى التمسك بالكتاب والقيام بحقه ؟







جـ : حفظه وتلاوته والقيام به آناء الليل والنهار


وتدبر آياته وإحلال حلاله وتحريم حرامه والانقياد لأوامره ،


والانزجار بزواجره والاعتبار بأمثاله والاتعاظ بقصصه


والعمل بمحكمه والتسليم لمتشابهه والوقوف عند حدوده ،


وينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين ،


والنصيحة له بكل معانيها والدعوة إلى ذلك على بصيرة .








[ 82 ]








س : ما حكم من قال بخلق القرآن ؟







جـ : القرآن كلام الله عز وجل حقيقة حروفه ومعانيه ،


ليس كلامه الحروف دون المعاني ، ولا المعاني دون الحروف ،


تكلم الله به قولا وأنزله على نبيه وحيا ،


وآمن به المؤمنون حقا ،


فهو وإن خط بالبنان وتلي باللسان وحفظ بالجنان


وسمع بالآذان وأبصرته العينان لا يخرجه ذلك عن كونه كلام الرحمن ،


فالأنامل والمداد والأقلام والأوراق مخلوقة ،


والمكتوب بها غير مخلوق والألسن والأصوات مخلوقة ،


والمتلو بها على اختلافها غير مخلوق ،


والصدور مخلوقة والمحفوظ فيها غير مخلوق ،


والأسماع مخلوقة والمسموع غير مخلوق ،




قال الله تعالى :




{ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ } ،



وقال تعالى :


{ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ

وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ } ،



وقال تعالى :


{ وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ } ،


وقال تعالى :

{ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ } ،


وقال ابن مسعود رضي الله عنه :

" أديموا النظر في المصحف " .

والنصوص في ذلك لا تحصى ،



ومن قال القرآن أو شيء من القرآن مخلوق


فهو كافر كفرا أكبر يخرجه من الإسلام بالكلية ؛


لأن القرآن كلام الله تعالى منه بدأ وإليه يعود ، وكلامه صفته ،


ومن قال شيء من صفات الله مخلوق فهو كافر مرتد


يعرض عليه الرجوع إلى الإسلام فإن رجع وإلا قتل كفرا


ليس له شيء من أحكام المسلمين .

دآنـة وصآل 14-06-11 05:05 PM

[ 83 ]





س : هل صفة الكلام ذاتية أو فعلية ؟





جـ : أما باعتبار تعلق صفة الكلام بذات الله عز وجل واتصافه تعالى بها ،


فمن صفات ذاته كعلمه تعالى بل هو من علمه ،


وأنزله بعلمه ، وهو أعلم بما ينزل ،




وأما باعتبار تكلمه بمشيئته وإرادته فصفة فعل ،


كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :


« إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي » (1) . الحديث -



ولهذا قال السلف الصالح رحمهم الله في صفة الكلام :


إنها صفة ذات وفعل معا ،


فالله سبحانه وتعالى لم يزل ولا يزال متصفا بالكلام أزلا وأبدا


وتكلمه وتكليمه بمشيئته وإرادته ،


فيتكلم إذا شاء متى شاء وكيف شاء


بكلام يسمعه من يشاء وكلامه صفته لا غاية له ولا انتهاء



{ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ

قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا } ،



{ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ

وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ

مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ } ،



{ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا

لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } .


==================

(1) تقدم وهو ضعيف .

دآنـة وصآل 14-06-11 05:07 PM

[ 84 ]






س : من هم الواقفة وما حكمهم ؟




جـ : الواقفة هم الذين يقولون في القرآن :



لا نقول هو كلام الله ولا نقول مخلوق .



قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :



( من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي ،



ومن كان لا يحسنه بل كان جاهلا جهلا بسيطا



فهو تقام عليه الحجة بالبيان والبرهان ،



فإن تاب وآمن بأنه كلام الله تعالى غير مخلوق ،



وإلا فهو شر من الجهمية ) (1) .








[ 85 ]





س : ما حكم من قال لفظي بالقرآن مخلوق ؟




جـ : هذه العبارة لا يجوز إطلاقها نفيا ولا إثباتا ؛



لأن اللفظ معنى مشترك بين التلفظ الذي هو فعل العبد ،



وبين الملفوظ به الذي هو القرآن ،



فإذا أطلق القول بخلقه شمل المعنى الثاني ،



ورجع إلى قول الجهمية ،



وإذا قيل :



غير مخلوق شمل المعنى الأول الذي هو فعل العبد ،



وهذا من بدع الاتحادية ،





ولهذا قال السلف الصالح رحمهم الله تعالى :



من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ،



ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع (2) .


==================

(1) انظر كتاب السنة لعبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل رحمهما الله ( 1 / 179 ) .



(2) انظر كتاب السنة لعبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل ( 1 / 164 ، 165 ) .

دآنـة وصآل 14-06-11 05:08 PM

[ 86 ]





س : ما دليل الإيمان بالرسل ؟





جـ : أدلته كثيرة من الكتاب والسنة ،



منها قوله تعالى :



{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ



وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ



وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ



وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا



أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا



وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا



وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ



أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ } ،




وقال النبي صلى الله عليه وسلم :



« آمنت بالله ورسله » (1) .









[ 87 ]






س : ما معنى الإيمان بالرسل ؟







جـ : هو التصديق الجازم بأن الله تعالى بعث في كل أمة رسولا منهم


يدعوهم إلى عبادة الله وحده والكفر بما يعبد من دونه ،


وأن جميعهم صادقون مصدقون بارون راشدون


كرام بررة أتقياء أمناء هداة مهتدون ،


وبالبراهين الظاهرة والآيات الباهرة من ربهم مؤيدون ،


وأنهم بلغوا جميع ما أرسلهم الله به ، لم يكتموا ، ولم يغيروا ،


ولم يزيدوا فيه من عند أنفسهم حرفا ولم ينقصوه ،


{ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ } ،


وأنهم كلهم على الحق المبين ،


وأن الله تعالى اتخذ إبراهيم خليلا ،


واتخذ محمدا صلى الله عليه وسلم خليلا


وكلم موسى تكليما ،


ورفع إدريس مكانا عليا ،


وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه


وأن الله فضل بعضهم على بعض ورفع بعضهم درجات .


==================


(1) رواه البخاري ( 1354 ، 6173 ) ، ومسلم ( الفتن95 ) .


دآنـة وصآل 14-06-11 05:08 PM

[ 88 ]




س : هل اتفقت دعوة الرسل

فيما يأمرون به وينهون عنه ؟




جـ : اتفقت دعوتهم من أولهم إلى آخرهم

على أصل العبادة وأساسها ،

وهو التوحيد بأن يفرد الله تعالى بجميع أنواع العبادة

اعتقادا وقولا وعملا ،

ويكفر بكل ما يعبد من دونه ،

وأما الفروض المتعبد بها فقد يفرض على هؤلاء

من الصلاة والصوم ونحوها مالا يفرض على الآخرين ،

ويحرم على هؤلاء ما يحل للآخرين ،

امتحانا من الله تعالى

{ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا } .




[ 89 ]



س : ما الدليل على اتفاقهم في أصل العبادة المذكورة ؟




جـ : الدليل على ذلك من الكتاب على نوعين مجمل ومفصل .


أما المجمل فمثل قوله تعالى :


{ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا


أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } ،


وقوله تعالى :


{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ


إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ } ،


وقوله تعالى :


{ وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا


أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ } . الآيات ،



وأما المفصل فمثل قوله تعالى :


{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ


فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } ،


{ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا


قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } ،



{ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا


قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } ،


{ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا


قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } ،


{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ


إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي } ،


وقال موسى :


{ إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ


وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا } ،


{ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ


إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ } ،


{ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } .


وغيرها من الآيات .

دآنـة وصآل 14-06-11 05:09 PM

[ 90 ]





س : ما دليل اختلاف شرائعهم

في فروعها من الحلال والحرام ؟




جـ : قول الله عز وجل :


{ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا


وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً


وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ } .



قال ابن عباس رضي الله عنهما :


( شرعة ومنهاجا ) : سبيلا وسنة .


ومثله قال مجاهد وعكرمة والحسن البصري


وقتادة والضحاك والسدي وأبو إسحاق السبيعي ،



وفي صحيح البخاري :


قال النبي صلى الله عليه وسلم :


« نحن معاشر الأنبياء إخوة لعلات ، ديننا واحد » (1) .


يعني بذلك التوحيد الذي بعث الله به كل رسول أرسله


وضمنه كل كتاب أنزله ،


وأما الشرائع فمختلفة في الأوامر والنواهي والحلال والحرام


{ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا } .


==================
(1) رواه البخاري ( 3443 ) ، ومسلم ( الفضائل / 143 ، 144 ، 145 ) .

دآنـة وصآل 14-06-11 05:11 PM

[ 91 ]






س : هل قص الله جميع الرسل في القرآن ؟





جـ : قد قص الله علينا من أنبائهم ما فيه كفاية وموعظة وعبرة ،



ثم قال تعالى :



{ وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ


وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ } .



فنؤمن بجميعهم تفصيلا فيما فصل ،



وإجمالا فيما أجمل .






[ 92 ]





س : كم سمى منهم في القرآن ؟





جـ : سمى منهم فيه آدم ونوح وإدريس



وهود وصالح وإبراهيم وإسماعيل



وإسحاق ويعقوب ويوسف ولوط




وشعيب ويونس وموسى وهارون



وإلياس وزكريا ويحيى واليسع



وذا الكفل وداود وسليمان وأيوب ،



وذكر الأسباط جملة ،



وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم



وعليهم أجمعين .








[ 93 ]






س : من هم أولو العزم من الرسل ؟





جـ : هم خمسة ذكرهم الله عز وجل على انفرادهم




في موضعين من كتابه :




الموضع الأول :



في سورة الأحزاب - وهو قوله تعالى :



{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ


وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ } . الآية ،



الموضع الثاني : في سورة الشورى وهو قوله تعالى :



{ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ


وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى


أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ } . الآية .


دآنـة وصآل 14-06-11 05:12 PM

[ 94 ]





س : من أول الرسل ؟






جـ : أولهم بعد الاختلاف نوح عليه السلام ،



كما قال تعالى :



{ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ } ،



وقال تعالى :



{ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِنْ بَعْدِهِمْ } .







[ 95 ]







س : متى كان الاختلاف ؟





جـ : قال ابن عباس رضي الله عنهما :




كان بين نوح وآدم عشرة قرون



كلهم على شريعة من الحق فاختلفوا ،



" فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين " (1) .



==================

(1) ( صحيح ) ، رواه الحاكم ( 2 / 546 ، 547 ) ،
وقال : هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه ووافقه الذهبي ،
والألباني في كتابه « تحذير الساجد ».

دآنـة وصآل 14-06-11 05:12 PM

[ 96 ]





س : من هو خاتم النبيين ؟





جـ : خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم .







[ 97 ]





س : ما الدليل على ذلك ؟






جـ : قال الله تعالى :



{ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ


وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ } ،




وقال النبي صلى الله عليه وسلم :



« إنه سيكون بعدي كذابون ثلاثون كلهم يدعي أنه نبي



وأنا خاتم النبيين ولا نبي بعدي » (1) .




وفي الصحيح قوله لعلي رضي الله عنه :



« ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى



إلا أنه لا نبي بعدي » (2) .





وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الدجال :



« وأنا خاتم النبيين ولا نبي بعدي » (3) .



وغير ذلك كثير .




==================
(1) ( صحيح ) ، رواه أحمد ( 5 / 278 ) ، وأبو داود ( 4252 ) ،

والترمذي ( 2219 ) قال الإمام الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ،
وقد صححه الألباني وسكت عنه الإمام أبو داود ،


وفي مسلم : « لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون


قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله ) . ( الفتن / 84 ) .


(2) رواه البخاري ( 3706 ، 4416 ) ،


ومسلم ( فضائل الصحابة / 31 ) ،


وأحمد ( 1 / 182 ، 184 ، 3 / 32 ) ،
والترمذي ( 3724 ، 3731 ) .



(3) رواه البخاري ( 3535 ) ، ومسلم ( الفضائل / 22 ) ،
وأحمد ( 2 / 398 ) .

دآنـة وصآل 14-06-11 05:13 PM

[ 98 ]





س : بماذا اختص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

عن غيره من الأنبياء ؟



جـ : له صلى الله عليه وسلم خصائص كثيرة قد أفردت بالتصنيف منها


: كونه خاتم النبيين كما ذكرنا ،


ومنها : كونه صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم


كما فسر به قوله تعالى :


{ تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ

مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ } ،


وقال النبي صلى الله عليه وسلم :

« أنا سيد ولد آدم ولا فخر » (1) ،


ومنها : بعثته صلى الله عليه وسلم إلى الناس عامة جنهم وإنسهم


كما قال تعالى :

{ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا } . الآية ،


وقال تعالى :



{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا } ،


وقال صلى الله عليه وسلم :


« أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي :

نصرت بالرعب مسيرة شهر ، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ،

فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل ،

وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ،

وأعطيت الشفاعة ،

وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة ،

وبعثت إلى الناس عامة » (2) ،


وقال صلى الله عليه وسلم :

« والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة

يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به

إلا كان من أصحاب النار » (3) .


وله صلى الله عليه وسلم من الخصائص

غير ما ذكرنا فتتبعها من النصوص .


==================
(1) ( صحيح ) ، رواه أحمد ( 1 / 281 ، 282 ، 295 ) ،
والترمذي ( 3615 ) ، وابن ماجه ( 4308 ) ،
وأبو يعلى ( 7 / 4305 ) ، وابن حبان ( 2127 ) ،
قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وقد صححه الشيخ الألباني ،
وفي مسلم : ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة « ( الفضائل / 2278 ) .


(2) رواه البخاري ( 438 ، 3122 ) ، ومسلم ( مساجد / 3 ) .

(3) رواه مسلم ( الإيمان / 240 ) .

دآنـة وصآل 14-06-11 05:14 PM

[ 99 ]





س : ما هي معجزات الأنبياء ؟





جـ : المعجزات هي أمر خارق للعادة

مقرون بالتحدي سالم عن المعارضة ،


وهي إما حسية تشاهد بالبصر أو تسمع كخروج الناقة من الصخرة ،


وانقلاب العصا حية ، وكلام الجمادات ، ونحو ذلك ،



وإما معنوية تشاهد بالبصيرة كمعجزة القرآن ،


وقد أوتي نبينا صلى الله عليه وسلم من ( كل ذلك ) ،


فما من معجزة كانت لنبي

إلا وله صلى الله عليه وسلم أعظم منها في بابها ،


فمن المحسوسات : انشقاق القمر ، وحنين الجذع ،


ونبع الماء من بين أصابعه الشريفة ، وكلام الذراع ، وتسبيح الطعام ،


وغير ذلك مما تواترت به الأخبار الصحيحة


ولكنها كغيرها من معجزات الأنبياء


التي انقرضت بانقراض أعصارهم ولم يبق إلا ذكرها ،



وإنما المعجزة الباقية الخالدة هي هذا القرآن الذي لا تنقضي عجائبه


و { لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ

تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } .

دآنـة وصآل 14-06-11 05:15 PM

[ 100 ]





س : ما دليل إعجاز القرآن ؟




جـ : الدليل على ذلك نزوله في أكثر من عشرين سنة


متحديا به أفصح الخلق وأقدرها على الكلام


وأبلغها منطقا وأعلاها بيانا قائلا :


{ فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ } ،


{ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ } ،


{ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ } ،


فلم يفعلوا ولم يروموا ذلك مع شدة حرصهم على رده بكل ممكن


مع كون حروفه وكلماته من جنس كلامهم الذي به يتحاورون ،


وفي مجاله يتسابقون ويتفاخرون ،


ثم نادى عليهم ببيان عجزهم وظهور إعجازه


{ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ


لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا }



، وقال صلى الله عليه وسلم :


« ما من الأنبياء من نبي إلا وقد أعطي من الآيات


ما مثله آمن عليه البشر ،


وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحى الله إلي


فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة » (1)،


وقد صنف الناس في وجوه إعجاز القرآن


من جهة الألفاظ والمعاني والأخبار الماضية والآتية من المغيبات


وما بلغوا من ذلك إلا كما يأخذ العصفور بمنقاره من البحر .


==================
(1) رواه البخاري ( 4981 ، 7274 ) ، ومسلم ( الإيمان / 239 ) .

دآنـة وصآل 14-06-11 05:15 PM

[ 101 ]





س : ما دليل الإيمان باليوم الآخر ؟





جـ : قال الله تعالى :

{ إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا

وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ }

أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } ،


وقال الله تعالى :


{ إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ } ،


وقال الله تعالى :


{ وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا } ،


إلى غير ذلك من الآيات .





[ 102 ]




س : ما معنى الإيمان باليوم الآخر




وما الذي يدخل فيه ؟






جـ : معناه التصديق الجازم بإتيانه لا محالة ، والعمل بموجب ذلك .


ويدخل في ذلك الإيمان بأشراط الساعة وأماراتها


التي تكون قبلها لا محالة .


وبالموت وما بعده من فتنة القبر وعذابه ونعيمه


وبالنفخ في الصور وخروج الخلائق من القبور


وما في موقف القيامة من الأهوال والأفزاع



وتفاصيل المحشر : نشر الصحف ، ووضع الموازين ،


وبالصراط والحوض ، والشفاعة وغيرها ،


وبالجنة ونعيمها الذي أعلاه النظر إلى وجه الله عز وجل ،


وبالنار وعذابها الذي أشده حجبهم عن ربهم عز وجل .

دآنـة وصآل 14-06-11 05:16 PM

[ 103 ]





س : هل يعلم أحد متى تكون الساعة ؟




جـ : مجيء الساعة من مفاتيح الغيب التي استأثر الله تعالى بعلمها ،


كما قال تعالى :


{ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ

وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا

وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ } ،


وقال تعالى :


{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا

قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ

ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً } . الآية ،


وقال تعالى :


{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا

فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا } . الآيات ،


ولما « قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم :

فأخبرني عن الساعة . قال :

" ما المسئول عنها بأعلم من السائل » (1)

وذكر أماراتها وزاد في رواية :

« في خمس لا يعلمهن إلا الله تعالى » ،

وتلا الآية السابقة .





==================

(1) رواه البخاري ( 50 ، 4777 ) ، ومسلم ( الإيمان / 1 ، 5 ) .

دآنـة وصآل 14-06-11 05:16 PM

[ 104 ]





س : ما مثال أمارات الساعة من الكتاب ؟






جـ : مثل قوله تعالى :


{ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ

أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ

لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ

أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا } . الآية ،


وقوله تعالى :


{ وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ

تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ } ،


وقوله تعالى :


{ حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ

وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ } . الآيات ،


وقوله تعالى :


{ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ } . الآيات ،


وقوله تعالى :


{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ

إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ } . الآيات

وغيرها .







[ 105 ]





س : ما مثال أمارات الساعة من السنة ؟






جـ : مثل أحاديث طلوع الشمس من مغربها ،


وأحاديث الدابة ، وأحاديث الفتن كالدجال والملاحم ،


وأحاديث نزول عيسى ، وخروج يأجوج ومأجوج ،


وأحاديث الدخان ، وأحاديث الريح التي تقبض كل نفس مؤمنة ،


وأحاديث النار التي تظهر ،


وأحاديث الخسوف وغيرها .

دآنـة وصآل 14-06-11 05:17 PM

[ 106 ]





س : ما دليل الإيمان بالموت ؟




جـ : قال الله تعالى :



{ قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ



ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ } ،






وقال تعالى :



{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ } ،






وقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم :



{ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ } ،






وقال تعالى :



{ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ



أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ } ،






وقال تعالى :



{ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ } ،






وقال تعالى :



{ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ } ،






قال تعالى :



{ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ } .



وغير ذلك من الآيات ،







وفيه من الأحاديث ما لا يحصى ،



والأمر مشاهد لا يجهله أحد

وليس فيه شك ولا تردد ، ولكن عناد واستكبار




ولا يعمل على موجب إيمانه به وبما بعده إلا عباد الله المخلصون ،





ونؤمن أن كل من مات أو قتل أو بأي سبب كان



إن ذلك بأجله لم ينقص منه شيئا ،






قال الله تعالى :



{ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى } ،






وقال تعالى :



{ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ } .







[ 107 ]







س : ما دليل فتنة القبر ونعيمه أو عذابه من الكتاب ؟





جـ : قال الله تعالى :




{ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا


وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } ،


وقال تعالى :


{ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ

النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا

وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ } ،


وقال تعالى :


{ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا

بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ } . الآية ،


وقال تعالى :


{ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ

وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ

الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ } ،


وقال تعالى :


{ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ } ،


وغير ذلك من الآيات .

دآنـة وصآل 14-06-11 05:19 PM

[ 108 ]





س : ما دليل ذلك من السنة ؟





جـ : الأحاديث الصحيحة في ذلك بلغت مبلغ التواتر ،



فمنها حديث أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :



« إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه


وإنه ليسمع قرع نعالهم ، أتاه ملكان فيقعدانه

فيقولان :



ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه وسلم ؟



فأما المؤمن فيقول :



أشهد أنه عبد الله ورسوله .



فيقال له :



انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة .



فيراهما جميعا »




- قال قتادة :



وذُكر لنا أنه يفسح في قبره ،



ثم رجع إلى حديث أنس - قال :




« وأما المنافق والكافر فيقال له :



ما كنت تقول في هذا الرجل ؟



فيقول :



لا أدري ، كنت أقول ما يقول الناس .



فيقال :



لا دريت ولا تليت .



ويضرب بمطارق من حديد ضربة



فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين » (1) .




وحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما



أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :



« إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي



إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة ،



وإن كان من أهل النار فمن أهل النار ،



فيقال : هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة » (2) .




وحديث القبرين وفيه :



« إنهما ليعذبان » (3) .




وحديث أبي أيوب رضي الله عنه قال :



« خرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد وجبت الشمس ،



فسمع صوتا فقال :



" يهود تعذب في قبورها » (4) .




وحديث أسماء :



« قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا



فذكر فتنة القبر التي يفتتن فيها المرء ،



فلما ذكر ذلك ضج المسلمون ضجة » (5) ،




وقالت عائشة رضي الله عنها :



« ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدُ



صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر » (6) .




« وفي قصة الكسوف وأمرهم صلى الله عليه وسلم



« أن يتعوذوا من عذاب القبر » (7) .




وكل هذه الأحاديث في الصحيح ،



وقد سقنا منها نحو ستين حديثا من طرق ثابتة



عن الجماعة من الصحابة يرفعونها



في شرحنا على ( السلَّم ) فليراجع .


==================
(1) رواه البخاري ( 1338 ، 1374 ) ، ومسلم ( الجنة / 3231 ) .

(2) رواه البخاري ( 1379 ، 3240 ) ، ومسلم ( الجنة / 65 ، 66 ) .
(3) رواه البخاري ( 216 ، 218 ) ، ومسلم ( الطهارة / 111 ) .
(4) رواه البخاري ( 1375 ) ، ومسلم ( الجنة / 69 ) .
(5) رواه البخاري ( 1373 ) .

(6) رواه البخاري ( 1372 ) ، ومسلم ( مساجد / 125 ، 126 ) .
(7) رواه البخاري ( 1050 ) ، ومسلم ( الكسوف / 8 ) .

دآنـة وصآل 14-06-11 05:20 PM

[ 109 ]




س : ما دليل البعث من القبور ؟





جـ : قول الله تعالى :



{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ


فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ


ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ


وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى }




إلى قوله :



{ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى


وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا


وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ } ،




وقوله تعالى :



{ وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ } ،




وقوله تعالى :



{ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ } ،




وقوله تعالى :



{ وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا


أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا } . الآيات ،




وقوله :



{ أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ


وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ



يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ


قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ } ، إلى آخر السورة ،




وقوله تعالى :



{ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ


وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى


بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } ، إلى آخر السورة ،




وقوله تعالى :



{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً


فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ


إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } .



وغيرها من الآيات ،






وكثيرا ما يضرب الله تعالى لذلك مثلا بإحيائه الأرض بالماء



فتصبح تهتز مخضرة بالنبات بعد موتها بالجدب إذ كانت قبل هامدة ،



بذلك ضرب النبي صلى الله عليه وسلم المثل


في حديث العقيلي الطويل حيث قال :



« ولعمر إلهك ما يدع على ظهرها من مصرع قتيل ولا مدفن ميت


إلا شقت القبر عنه حتى تجعله من عند رأسه فيستوى جالسا ،


فيقول : ربك ( مهيم ) ؟ لما كان فيه .


يقول : رب ، أمس اليوم . ولعهده بالحياة يحسبه حديثا بأهله .


فقلت : يا رسول الله كيف يجمعنا بعدما



تمزقنا الرياح والبلى والسباع ؟


قال : أنبئك بمثل ذلك في آلاء الله ، الأرض أشرفت عليها وهي مدرة بالية فقلت :


لا تحيا أبدا . ثم أرسل ربك عز وجل عليها السماء فلم تلبث عليك إلا أياما حتى أشرفت عليها وهي بشرية واحدة ،



ولعمر إلهك لهو أقدر على أن يجمعهم من الماء على أن يجمع نبات الأرض ، فيخرجون من الأصواء من مصارعهم » (1) . الحديث ،


وغيره كثير .



==================
(1) ( ضعيف ) رواه أحمد ( 4 / 13 ، 14 ) في زوائده ،
قال الهيثمي في المجمع ( 10 / 338 ) : رواه عبد الله والطبراني بنحوه ، وأحد طريقي عبد الله إسنادها متصل ورجالها ثقات ،

والإسناد الآخر وإسناد الطبراني مرسل عن عاصم بن لقيط : أن لقيطا . ا هـ .


قال الشيخ البنا في الفتح الرباني ( 24 / 107 ) : وأورده الحاكم في المستدرك عن طريق يعقوب بن عيسى بنحوه ،
وقال : هذا حديث جامع في الباب ، صحيح الإسناد ، كلهم مدنيون ولم يخرجاه .

وقال الذهبي يعقوب بن عيسى بن عيسى الزهري : ضعيف . ا هـ .


وفي سند أحمد دلهم بن الأسود وعبد الرحمن بن عياش ، قال الذهبي عن دلهم : لا يعرف .
وقال الحافظ في التقريب : مقبول . وقال أيضا عن عبد الرحمن : مقبول .
قال الألباني عن أبي دلهم وجده : إنهما مجهولان . وضعف إسناد الحديث بذلك . ( ظلال الجنة 1 / 231 ) .

دآنـة وصآل 14-06-11 05:30 PM

[ 110 ]





س : ما حكم من كذب البعث ؟





جـ : هو كافر بالله عز وجل وبكتبه ورسله



قال الله تعالى :



{ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ } ،




وقال تعالى :



{ وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ


أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ
وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } ،




وقال تعالى :



{ زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا


قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ


وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ } ،



وغيرها من الآيات ،





وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه



عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :




« قال الله تعالى


( كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك


، وشتمني ولم يكن له ذلك ،



فأما تكذيبه إياي فقوله : لن يعيدني كما بدأني ،



وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته ،



وأما شتمه إياي فقوله : اتخذ الله ولدا ،



وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفوا أحد » (1) .


==================

(1) رواه البخاري ( 4974 ، 3193 ) ، وأحمد ( 2 / 317 ، 350 ) .

دآنـة وصآل 14-06-11 05:31 PM

[ 111 ]




س : ما دليل النفخ في الصور
وكم نفخات ينفخ فيه ؟




ج : قال الله تعالى :


{ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ


إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى


فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ } ،



ففي هذه الآية ذكر نفختين الأولى للصعق والثانية للبعث ،



وقال تعالى :


{ وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ


فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ } . الآية ،



فمن فسر الفزع في هذه الآية بالصعق


فهي النفخة الأولى المذكورة في آية الزمر ،



ويؤيده حديث مسلم وفيه :


« ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا ورفع ليتا (1)


- قال : وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله -

قال - فيصعق ويصعق الناس ،


ثم يرسل الله ، أو قال : ينزل الله مطرا كأنه الطل ، أو قال : الظل ،

- شعبة الشاك -


فتنبت منه أجساد الناس ،

ثم ينفخ فيه مرة أخرى فإذا هم قيام ينظرون » . الحديث ،



ومن فسر الفزع بدون الصعق


فهي نفخة ثالثة متقدمة على النفختين ،


ويؤيده ما في حديث الصور الطويل ،


فإن فيه ذكر ثلاث نفخات :


نفخة الفزع ،

ونفخة الصعق ،

ونفخة القيام لرب العالمين .


==================
(1) رواه مسلم ( الفتن / 116 ) .

دآنـة وصآل 14-06-11 05:32 PM

[ 112 ]






س : كيف صفة الحشر من الكتاب ؟






جـ : في صفته آيات كثيرة ، منها قوله تعالى :



{ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } . الآية ،




وقوله تعالى :



{ وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا } . الآيات ،




وقوله تعالى :



{ يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا


وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا } . الآيات ،





وقوله تعالى :


{ وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ



وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ



وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ } . الآيات ،




وقوله تعالى :



{ يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ



وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا } ،


وهو نقل الأقدام إلى المحشر . كأخفاف الإبل ،




وقوله تعالى :



{ وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي


وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ


وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ } ،



وغير ذلك من الآيات كثير .








[ 113 ]







س : كيف صفته من السنة ؟




جـ : قال النبي صلى الله عليه وسلم :




« يحشر الناس على ثلاث طرائق راغبين راهبين ،


واثنان على بعير ، وثلاثة على بعير ،



وأربعة على بعير ، وعشرة على بعير ،



وتحشر بقيتهم النار تقيل معهم حيث قالوا ،



وتصبح معهم حيث أصبحوا ، وتمسى معهم حيث أمسوا » (1) .





وعن أنس بن مالك رضي الله عنه



« أن رجلا قال : يا نبي الله كيف يحشر الكافر على وجهه ؟



قال : " أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا



قادرا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة » (2) ،





وقال صلى الله عليه وسلم :



« إنكم محشورون حفاة عراة غرلا



{ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ } . الآية ،



وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم » (3) . الحديث ،




« وقالت عائشة رضي الله عنها في ذلك :



يا رسول الله ، الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض .



فقال : " الأمر أشد من أن يهمهم ذلك » (4) .




==================
(1) رواه البخاري ( 6522 ) ، ومسلم ( الجنة / 59 ) .
(2) رواه البخاري ( 6523 ) ، ومسلم ( المنافقين / 54 ) .
(3) رواه البخاري ( 6524 ، 6525 ، 6526 ) ، ومسلم ( الجنة / 57 ، 58 ) .
(4) رواه البخاري ( 6527 ) ، ومسلم ( الجنة / 56 ) .

دآنـة وصآل 14-06-11 05:33 PM

[ 114 ]




س : كيف صفة الموقف من الكتاب ؟



جـ : قال الله تعالى :



{ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ



إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ


مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ } . الآيات ،




وقال الله تعالى :



{ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ


إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا } . الآيات ،




وقال تعالى :



{ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ


مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ } . الآيات ،




وقال تعالى :



{ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } . الآيات ،




وقال تعالى :


{ سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ } . الآيات ،


وغير ذلك كثير .






[ 115 ]





س : كيف صفة الموقف من السنة ؟


جـ : فيها أحاديث كثيرة منها :


عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم :


«{ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ } ، قال :


" يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه » (1) .



وحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :


« يعرق الناس يوم القيامة


حتى يذهب عرقهم في الأرض


سبعين ذراعا ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم » (2) .


وهذه في الصحيح ،


وغيرها كثير .



==================
(1) رواه البخاري ( 6531 ، 4939 ) ، ومسلم ( الجنة / 60 ) .
(2) رواه البخاري ( 6532 ) ، ومسلم ( الجنة / 61 ) .

دآنـة وصآل 14-06-11 05:49 PM

[ 116 ]





س : كيف صفة العرض والحساب من الكتاب ؟






جـ : قال تعالى :


{ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ } . الآيات ،



وقال تعالى :


{ وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ } . الآيات ،



وقال تعالى :


{ وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ

حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا

أَمْ مَاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لَا يَنْطِقُونَ } ،



وقال تعالى :


{ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ

فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ

وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } ،



وقال تعالى :


{ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } ،



وقال تعالى:


{ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ } . الآيات ،


وغيرها كثيرة .

دآنـة وصآل 14-06-11 05:59 PM

[ 117 ]


س : كيف صفة ذلك من السنة ؟






جـ : فيه أحاديث كثيرة ، منها قوله صلى الله عليه وسلم :


« من نوقش الحساب عذب » .




« قالت عائشة رضي الله عنها :



أليس يقول الله تعالى :


{ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا } ؟


قال : " ذلك العرض » (1) ،





وقال صلى الله عليه وسلم :


« يجاء بالكافر يوم القيامة فيقال له :


أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهبا


أكنت تفتدي به ؟


فيقول : نعم .




فيقال : قد سئلت ما هو أيسر من ذلك »




- وفي رواية : « فقد سألتك ما هو أهون من هذا


وأنت في صلب آدم


أن لا تشرك بي فأبيت إلا الشرك » (2) .





وقال صلى الله عليه وسلم :



« وما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان ،



فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله ،



وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم ،



وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه ،



فاتقوا النار ولو بشق تمرة ولو بكلمة طيبة » ،





وقال صلى الله عليه وسلم :



« يدنو أحدكم - يعني المؤمنين - من ربه



حتى يضع كنفه عليه فيقول :



أعملت كذا وكذا ؟


فيقول : نعم .



ويقول : عملت كذا وكذا ؟


فيقول : نعم ،



فيقرره ،



ثم يقول :



إني سترت عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم » (3) ،



وغير ذلك من الأحاديث .



==================
(1) رواه البخاري ( 6536 ، 6537 ) ، ومسلم ( الجنة / 79 ، 80 ) .
(2) رواه البخاري ( 1413 ، 1417 ) ، ومسلم ( الزكاة / 67 ) .
(3) رواه البخاري ( 2441 ، 4685 ) ، ومسلم ( التوبة / 52 ) .



دآنـة وصآل 14-06-11 06:02 PM

[ 118 ]






س : كيف صفة نشر الصحف من الكتاب ؟


جـ : قال الله تعالى :



{ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ


وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا


اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا } ،




وقال تعالى :



{ وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ } ،




وقال تعالى :



{ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ


وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً


إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا } ،




وقال تعالى :



{ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ }



إلى قوله : { الْخَاطِئُونَ } ،




وفي آية الانشقاق :



{ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ } ،




وقال :


{ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ } ،




فهذا يدل على أن من يؤتى كتابه بيمينه يؤتاه من أمامه ،



ومن يؤتى كتابه بشماله يؤتاه من وراء ظهره ،


والعياذ بالله عز وجل .







[ 119 ]






س : ما دليل ذلك من السنة ؟





جـ : فيه أحاديث كثيرة منها :




قوله صلى الله عليه وسلم :



« يدنى المؤمن من ربه حتى يضع عليه كنفه


فيقرره بذنوبه ، تعرف ذنب كذا ؟


يقول : أعرف ، يقول : رب أعرف مرتين ،


فيقول : سترتها في الدنيا وأغفرها لك اليوم ،


ثم تطوى صحيفة حسناته ،



وأما الآخرون أو الكفار فينادى عليهم على رؤوس الأشهاد :




{ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ } ،




وقالت عائشة رضي الله عنها :




قلت يا رسول الله ، هل يذكر الحبيب حبيبه يوم القيامة ؟




قال : " يا عائشة أما عند ثلاث فلا ،



أما عند الميزان حتى يثقل أو يخف فلا ،



وأما عند تطاير الكتب إما يعطى بيمينه وإما يعطى بشماله فلا ،



وحين يخرج عنق من النار » (1) .



الحديث بطوله رواه أحمد وأبو داود ،



وغير ذلك من الأحاديث .



==================
(1) ( حسن ) رواه أحمد ( 6 / 110 ) ، واللفظ له ، وفي سنده ابن لهيعة ،


وقال الهيثمي في المجمع : قلت عند أبي داود طرف منه - رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف ،
وقد وثق وبقية رجاله رجال الصحيح ، وقال الزبيدي بعد سرد الحديث : إسناده ثقات سوى ابن لهيعة . ا هـ ( إتحاف 10 / 473 ) ،
ورواه أبو داود ( 4755 ) ، والحاكم ( 4 / 578 ) ،

قال العراقي : رواه أبو داود من رواية الحسن عنها ، ثم قال : وإسناده جيد . ا هـ ( إتحاف 10 / 473 ) ،
وقال الحاكم : هذا حديث صحيح إسناده على شرط الشيخين لولا إرسال فيه بين الحسن وعائشة ،
على أنه قد صحت الروايات أن الحسن كان يدخل وهو صبي منزل عائشة رضي الله عنها وأم سلمة ،
ووافقه على ما قال الذهبي . وقد سكت عنه الإمام أبو داود ،
وضعفه الألباني ، وسكت عنه المزي .


خواطر موحدة 14-06-11 06:02 PM

ماشاءالله عليك ياأختي , موضوع راائـــع متكامل بتسيق جميل ,, أسأل الله أن لايحرمك أجره ...

يستحق التميز ..

ينقل لموسوعة طالب العلم

دآنـة وصآل 14-06-11 06:03 PM

[ 120 ]





س : ما دليل الميزان من الكتاب


وكيف صفة الوزن ؟






جـ : قال الله تعالى :



{ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا



وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } ،




وقال تعالى :



{ وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ



وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ


بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ } ،




وقال تعالى في الكافرين :


{ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا } ،



وغير ذلك من الآيات .






[ 121 ]






س : ما دليل ذلك وصفته من السنة ؟




جـ : فيه أحاديث كثيرة ،




منها حديث البطاقة التي فيها الشهادتان ،


وأنها ترجح بتسعين سجلا (1) من السيئات ،


كل سجل منها مدى البصر ،





ومنها قوله صلى الله عليه وسلم في ابن مسعود رضي الله عنه :



« أتعجبون من دقة ساقيه ،


والذي نفسي بيده لهما في الميزان أثقل من أحد » (2) ،





وقال صلى الله عليه وسلم :


« إنه ليؤتى بالرجل العظيم السمين يوم القيامة


لا يزن عند الله جناح بعوضة " - وقال - : " اقرءوا " :



{ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا }» (3) ،



وغير ذلك من الأحاديث .



==================
(1) ( صحيح ) رواه أحمد ( 2 / 213 ) ، والترمذي ( 2639 ) ، وابن ماجه ( 4300 ) ،
والحاكم ( 1 / 6 ) ، والبغوي في شرح السنة ( 15 / 133 ، 134 ) ، قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ،
وقد صححه الحاكم وقال : هذا حديث صحيح لم يخرج في الصحيحين وهو صحيح على شرط مسلم ،
وتعقبه الذهبي : ما احتج مسلم بمحمد بن عمرو منفردا بل بانضمامه إلى غيره . ا هـ .



(2) ( حسن ) رواه أحمد ( 1 / 420 ، 421 ) ، وقال الشيخ أحمد شاكر : إسناده صحيح ،
ورواه أبو يعلى ( 9 / 5310 ) ، وإسناده حسن من أجل عاصم بن بهدلة ،
قال الهيثمي في المجمع ( 9 / 289 ) : رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني من طرق ( وذكر بعض ألفاظه )
وأمثل طرقها فيه عاصم بن أبي النجود ، وهو حسن الحديث على ضعفه ،
وبقية رجال أحمد وأبو يعلى رجال الصحيح . ا هـ .



(3) رواه البخاري ( 4729 ) ، ومسلم ( الجنة والنار / 18 ) .

دآنـة وصآل 14-06-11 06:05 PM

[ 122 ]






س : ما دليل الصراط من الكتاب ؟







جـ : قال الله عز وجل :



{ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا


ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا } ،




وقال تعالى :



{ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ } . الآيات .







[ 123 ]





س : ما دليل ذلك وصفته من السنة ؟







جـ : فيه أحاديث كثيرة منها :




قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة :




« يؤتى بالجسر فيجعل بين ظهري جهنم » ،



قلنا : يا رسول الله وما الجسر ؟




قال : « مدحضة مزلة عليه خطاطيف وكلاليب


وحسكة مفلطحة لها شوكة عُقيفاء تكون بنجد ،


يقال لها السعدان ،


يمر المؤمن عليها كالبرق وكالريح وكأجاويد الخيل والركاب ،



فناج مسلم ، وناج مخدوش ، ومكدوس في نار جهنم ،


حتى يمر آخرهم يسحب سحبا » (1) .


الحديث في الصحيح ،




وقال أبو سعيد رضي الله عنه :



بلغني أن الجسر أدق من الشّعرة وأحد من السيف " (2) .






==================

(1) رواه البخاري ( 7439 ) ، ومسلم ( الإيمان / 302 ) .
(2) رواه مسلم ( الإيمان / 302 ) ، وأحمد ( 6 / 110 ) عن عائشة .




دآنـة وصآل 14-06-11 06:05 PM

[ 124 ]



س : ما دليل القصاص من الكتاب ؟




جـ : قال الله تعالى :


{ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً

يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا } ،



وقال تعالى :


{ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ }

إلى قوله : { وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ } . الآيات ،



وقوله تعالى :

{ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } . الآيات .




[ 125 ]




س : ما دليل القصاص وصفته من السنة ؟




جـ : فيه أحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم :


« أول ما يقضى بين الناس في الدماء » (1) ،




وقوله صلى الله عليه وسلم :


« من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلل منه اليوم

فإنه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته ،

فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه » (2) .




وقوله صلى الله عليه وسلم :


« يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار

فيقص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا ،

حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة » (3) ،


كلها في الصحيح ، وغيرها كثير .



==================
(1) رواه البخاري ( 6864 ) ، ومسلم ( القسامة / 28 ) .
(2) رواه البخاري ( 6534 ، 2449 ) .
(3) رواه البخاري ( 6535 ) .

دآنـة وصآل 14-06-11 06:06 PM

[ 126 ]




س : ما دليل الحوض من الكتاب ؟




جـ : قال الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم :


{ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ } . السورة .





[ 127 ]




س : ما دليل وصفته من السنة ؟




جـ : فيه أحاديث كثيرة بلغت مبلغ التواتر منها :




قوله صلى الله عليه وسلم :

« أنا فرطكم على الحوض » (1) ،




وقوله صلى الله عليه وسلم :

« إني فرط لكم وإني شهيد عليكم ،

وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن » (2) ،




وقوله صلى الله عليه وسلم :

« حوضي مسيرة شهر ، ماؤه أبيض من اللبن ،

وريحه أطيب من المسك ، وكيزانه كنجوم السماء

، من شرب منه فلا يظمأ أبدا » (3) ،




وقوله صلى الله عليه وسلم :

« أتيت على نهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف ،

فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا الكوثر » (4) .


وغير ذلك من الأحاديث فيه كثيرة .



==================
(1) رواه البخاري ( 6575 ، 6576 ، 6573 ) ، ومسلم ( الفضائل / 25 ، 26 ، 32 ) .
(2) رواه البخاري ( 1344 ، 4085 ) .
(3) رواه البخاري ( 6579 ) ، ومسلم ( الفضائل / 27 ) .
(4) رواه البخاري ( 4964 ، 6581 ) .

دآنـة وصآل 14-06-11 06:07 PM

[ 128 ]



س : ما دليل الإيمان بالجنة والنار ؟



جـ : قال الله تعالى :


{ فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ


وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ


أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ } . الآية ،


وغيرها ما لا يحصى .




وفي الصحيح من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل :


« ولك الحمد ، أنت الحق ووعدك الحق ،


ولقاؤك حق ، وقولك حق ، والجنة حق ، والنار حق ، والنبيون حق ،


ومحمد صلى الله عليه وسلم حق ، والساعة حق » (1) . الحديث ،




وقوله صلى الله عليه وسلم :


« من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،


وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله ،


وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، والجنة حق والنار حق ،


أدخله الله الجنة على ما كان من العمل » (2) . أخرجاه ،



وفي رواية :


« من أبواب الجنة الثمانية أيها شاء » .





[ 129 ]




س : ما معنى الإيمان بالجنة والنار ؟




جـ : معناه التصديق الجازم بوجودهما وأنهما مخلوقتان الآن ،


وأنهما باقيتان بإبقاء الله لهما لا تفنيان أبدا ،


ويدخل في ذلك كل ما احتوت عليه


هذه من النعيم


وتلك من العذاب .



==================
(1) رواه البخاري ( 1120 ) ، ومسلم ( مسافرين / 199 ) .
(2) رواه البخاري ( 3435 ) ، ومسلم ( الإيمان / 46 ) .

دآنـة وصآل 14-06-11 06:08 PM

[ 130 ]





س : ما الدليل على وجودهما الآن ؟





جـ : أخبرنا الله عز وجل أنهما معدتان ، فقال في الجنة :



{ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ } ،



وقال في النار :


{ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ } ،



وأخبرنا أنه تعالى أسكن آدم وزوجه الجنة قبل أكلهما من الشجرة ،



وأخبرنا تعالى بأن الكفار يعرضون على النار غدوا وعشيا ،




وقال النبي صلى الله عليه وسلم :


« اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء ،

واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء » (1) . الحديث ،



وتقدم في فتنة عذاب القبر :

« إذا مات أحدكم يعرض عليه مقعده » (2) الحديث ،




وقال صلى الله عليه وسلم :


« أبردوا بالصلاة ، فإن شدة الحر من فيح جهنم » (3) ،




وقال صلى الله عليه وسلم :


« اشتكت النار إلى ربها عز وجل فقالت :

ربي أكل بعضي بعضا ، فأذن لها بنفسين :

نفس في الشتاء ، ونفس في الصيف ،

فأشد ما تجدون من الحر ،

وأشد ما تجدون من الزمهرير » (4) ،




وقال صلى الله عليه وسلم :


« الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء » (5) ،




وقال صلى الله عليه وسلم :


« لما خلق الله الجنة والنار

أرسل جبريل إلى الجنة فقال : اذهب فانظر إليها » (6) . الحديث ،




وقد عرضتا عليه صلى الله عليه وسلم في مقامه يوم كسفت الشمس


وعرضت عليه ليلة الإسراء ،


وفي ذلك من الأحاديث الصحيحة ما لا يحصى .



==================
(1) رواه البخاري ( 3241 ) ، 5198 ) .
(2) رواه البخاري ( 1379 ) ، ومسلم ( الجنة / 65 ، 66 ) .
(3) رواه البخاري ( 533 ، 534 ، 535 ) ، ومسلم ( مساجد / 180 ، 184 ، 186 ) .
(4) رواه البخاري ( 537 ، 3260 ) ، ومسلم ( مساجد 185 ، 186 ) .

(5) رواه البخاري ( 3261 ، 3262 ، 3263 ) ، ومسلم ( السلام / 78 ، 79 ، 80 ) .

(6) ( إسناده حسن ، وهو صحيح لغيره ) رواه النسائي ( 3763 ) ، وأحمد ( 2 / 332 ، 334 ، 354 ) ،
وأبو داود ( 4744 ) وسكت عنه ، والترمذي ( 2560 ) وقال : هذا حديث حسن صحيح ،



ورواه الحاكم ( 1 / 27 ) ، وقال الألباني : حسن صحيح ،
وقال الشيخ أحمد شاكر : إسناده صحيح .

دآنـة وصآل 14-06-11 06:09 PM

[ 131 ]




س : ما الدليل على بقائهما لا تفنيان أبدا ؟




جـ : قال الله تعالى في الجنة :


{ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } ،



وقال تعالى :


{ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ } ،



وقال تعالى فيها :


{ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ } ،



وقال تعالى :


{ لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ } ،



وقال تعالى :


{ إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ } ،



وقال تعالى :


{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ }


إلى قوله : { لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى } ،


وغيرها من الآيات ،



فأخبر تعالى بأبديتها وأبدية حياة أهلها ،

وعدم انقطاعها عنهم وعدم خروجهم منها ،




وكذلك النار قال تعالى فيها :


{ إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا } ،



وقال تعالى :


{ إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا

خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا } ،



وقال تعالى :


{ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا } ،



وقال تعالى :


{ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ } ،



وقال تعالى :


{ لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ } ،



وقال تعالى :


{ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا } ،



وقال تعالى :


{ إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا } ،


وغير ذلك من الآيات ،




فأخبرنا تعالى في هذه الآيات وأمثالها


أن أهل النار الذين هم أهلها خلقت لهم وخلقوا لها ،


أنهم خالدون فيها أبدا ،


فنفى تعالى خروجهم منها


بقوله : { وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ } ،


ونفى انقطاعها عنهم بقوله :


{ لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ } ،


ونفى فناءهم فيها بقوله :


{ ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا } ،




وقال النبي صلى الله عليه وسلم :


« أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها ولا يحيون » (1) . الحديث ،



وقال صلى الله عليه وسلم :


« إذا صار أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار

جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار ثم يذبح

ثم ينادي منادٍ : يا أهل الجنة لا موت ، يا أهل النار لا موت ،


فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم ، ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم » (2) ،


وفي لفظ : كل خالد فيما هو فيه ،



وفي رواية : « ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :


{ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ }» ، وهي في الصحيح ،


وفي ذلك أحاديث غير ما ذكرنا .




==================
(1) رواه مسلم ( الإيمان / 306 ) .
(2) رواه البخاري ( 4730 ، 6548 ) ، ومسلم ( الجنة / 40 ، 43 ) .

دآنـة وصآل 14-06-11 06:11 PM

[ 132 ]




س : ما الدليل على أن المؤمنين يرون ربهم تبارك وتعالى

في الدار الآخرة ؟





جـ : قال الله تعالى :


{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } ،




وقال تعالى :


{ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } ،




وقال تعالى في الكفار :


{ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ } ،


فإذا حجب أعداءه لم يحجب أولياءه ،





وفي الصحيحين عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال :


« كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال :


" إنكم سترون ربكم عيانا كما ترون هذا ، لا تضامون في رؤيته ،

فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس

وصلاة قبل غروبها فافعلوا » (1) ،





وقوله :

كما ترون هذا ،



أي كرؤيتكم هذا القمر ،

تشبيه للرؤية بالرؤية لا للمرئي بالمرئي ،




كما أن قوله في حديث تكلم الله عز وجل بالوحي :


" ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله :

كأنه سلسلة على صفوان " (2) .





وهذا تشبيه للسماع بالسماع ، لا للمسموع بالمسموع ،


تعالى الله أن يشبهه في ذاته أو صفاته شيء من خلقه ،


وتنزه النبي صلى الله عليه وسلم أن يحمل شيء من كلامه على التشبيه ،


وهو أعلم الخلق بالله عز وجل ،





وفي حديث صهيب عند مسلم :


« فيكشف الحجاب فما أعطوا شيئا أحب إليهم

من النظر إلى ربهم عز وجل » (3) ،



ثم تلا هذه الآية :

{ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } ،




وفي الباب أحاديث كثيرة صحيحة صريحة

ذكرنا منها في شرح ( سلم الوصول ) خمسة وأربعين حديثا

عن أكثر من ثلاثين صحابيا .




ومن رد ذلك فقد كذب بالكتاب وبما أرسل الله به رسله ،



وكان من الذين قال الله تعالى فيهم :



{ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ } .



نسأل الله تعالى العفو والعافية ،

وأن يرزقنا لذة النظر إلى وجهه آمين .

==================
(1) رواه البخاري ( 554 ، 573 ، 4851 ) ومسلم ( مساجد / 211 ) .
(2) رواه البخاري ( 4701 ) .
(3) رواه مسلم ( الإيمان / 297 ، 298 )

دآنـة وصآل 14-06-11 06:22 PM

[ 133 ]






س : ما دليل الإيمان بالشفاعة ،


وممن تكون ،
ولمن تكون ،
ومتى تكون ؟





جـ : قد أثبت الله عز وجل الشفاعة في كتابه

في مواضع كثيرة بقيود ثقيلة ،





وأخبرنا تعالى أنها ملك له
ليس لأحد فيها شيء ،




فقال تعالى :


{ قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا } .






فأما متى تكون ؟




فأخبرنا عز وجل أنها لا تكون إلا بإذنه



كما قال تعالى :




{ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ } ،



{ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ } ،



{ وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا



إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى } ،



{ وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ } .






وأما ممن تكون ؟





فكما أخبرنا تعالى أنه لا تكون إلا من بعد إذنه ،



أخبرنا أيضا أنه لا يأذن إلا لأوليائه المرتضين الأخيار



كما قال تعالى :



{ لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا } ،



وقال :



{ لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا } .





وأما لمن تكون ؟





فأخبرنا أنه لا يأذن أن يشفع إلا لمن ارتضى كما قال تعالى




: { وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى } ،



{ يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا } ،





وهو سبحانه لا يرتضي إلا أهل التوحيد والإخلاص ،





وأما غيرهم فقال تعالى :




{ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ } ،




وقال تعالى عنهم :



{ فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ وَلا صَدِيقٍ حَمِيمٍ } ،




وقال تعالى فيهم :



{ فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ } ،






وقد « أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه أوتي الشفاعة ،



ثم أخبر أنه يأتي فيسجد تحت العرش ويحمد ربه بمحامد يعلمه إياها ،



لا يبدأ بالشفاعة أولا حتى يقال له :




ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعط واشفع تشفع » (1) . الحديث ،





ثم أخبر أنه لا يشفع في جميع العصاة من أهل التوحيد دفعة واحدة ،



بل قال : « فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة » ،



ثم يرجع فيسجد كذلك فيحد له حدا إلى آخر حديث الشفاعة ،




وقال له أبو هريرة رضي الله عنه :



من أسعد الناس بشفاعتك ؟



قال :



« من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه » (2) .




==================
(1) رواه البخاري ( 3340 ، 4476 ، 4712 ) ، ومسلم ( الإيمان / 322 ، 326 ) .

(2) رواه البخاري ( 99 ، 6570 ).

دآنـة وصآل 14-06-11 06:24 PM

[ 134 ]






س : كم أنواع الشفاعة


وما أعظمها ؟





جـ : أعظمها الشفاعة العظمى في موقف القيامة



في أن يأتي الله تعالى لفصل القضاء بين عباده



وهي خاصة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ،



وهي المقام المحمود الذي وعده الله عز وجل





كما قال تعالى :




{ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا } ،




وذلك أن الناس إذا ضاق بهم الموقف وطال المقام



واشتد القلق وألجمهم العرق التمسوا الشفاعة



في أن يفصل الله بينهم فيأتون آدم ثم نوح ثم إبراهيم



ثم موسى ثم عيسى بن مريم وكلهم يقول نفسي نفسي



إلى أن ينتهوا إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فيقول :




« أنا لها » (1) ،




كما جاء مفصلا في الصحيحين وغيرهما .






الثانية : الشفاعة في استفتاح باب الجنة ،



وأول من يستفتح بابها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ،



وأول من يدخلها من الأمم أمته .






الثالثة : الشفاعة في أقوام قد أمر بهم إلى النار أن لا يدخلوها .





الرابعة : في من دخلها من أهل التوحيد أن يخرجوا منها



فيخرجون قد امتحشوا وصاروا فحما ،



فيطرحون في نهر الحياة فينبتون



كما تنبت الحبة في حميل السيل .





الخامسة : الشفاعة في رفع درجات أقوام من أهل الجنة




وهذه الثلاث ليست خاصة بنبينا صلى الله عليه وسلم




ولكنه هو المقدم فيها ثم بعده الأنبياء والملائكة والأولياء والأفراط



يشفعون ثم يخرج الله تعالى برحمته من النار أقواما



بدون شفاعة لا يحصيهم إلا الله فيدخلهم الجنة .







السادسة : الشفاعة في تخفيف عذاب بعض الكفار ،




وهذه خاصة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم




في عمه أبي طالب كما في مسلم وغيره :




« ولا تزاد جهنم يلقى فيها وتقول :



هل من مزيد ؟ حتى يضع رب العزة فيها قدمه



فينزوي بعضها إلى بعض وتقول : قط قط ، وعزتك ،



ويبقى في الجنة فضل عمّن دخلها



فينشئ الله تعالى أقواما فيدخلهم » (2) ،





وفي ذلك من النصوص ما لا يحصى



فمن شاءها وجدها من الكتاب والسنة .




==================
(1) رواه البخاري ( 3340 ) ، ومسلم ( الإيمان / 322 ، 326 ) .
(2) رواه البخاري ( 4848 ، 4849 ، 4850 ) ، ومسلم ( الجنة / 37 ، 38 ، 39 ) .

دآنـة وصآل 14-06-11 06:26 PM

[ 135 ]





س : هل يدخل الجنة أو ينجو من النار أحد بعمله ؟





جـ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :



« قاربوا وسددوا واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله -



قالوا : يا رسول الله ولا أنت ؟



قال : ولا أنا إلا أني يتغمدني الله برحمة منه وفضل » .





وفي رواية :



« سددوا وقاربوا وأبشروا فأنه لن يدخل الجنة أحد عمله -



قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟



قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة



واعلموا أن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل » (1) .






[ 136 ]




س : ما الجمع بين هذا الحديث وبين قوله تعالى :



{ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ
أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } .





جـ : لا منافاة بينهما بحمد الله



فإن الباء المثبتة في الآية هي باء السببية



لأن الأعمال الصالحة سبب في دخول الجنة ،



لا يحصل إلا بها إذ المسبب وجوده بوجود سببه ،





والمنفي في الحديث هي باء الثمنية ،



فإن العبد لو عمر عمر الدنيا



وهو يصوم النهار ويقوم الليل ويجتنب المعاصي كلها



لم يقابل كل عمله عشر معشار أصغر نعم الله عليه الظاهرة والباطنة ،



فكيف تكون ثمنا لدخول الجنة ،


{ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ } .

==================
(1) رواه البخاري ( 5673 ) ، ومسلم ( المنافقين / 71- 78 ) .



دآنـة وصآل 14-06-11 06:27 PM

[ 137 ]






س : ما دليل الإيمان بالقدر جملة ؟




جـ : قال الله تعالى :



{ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا } ،





وقال تعالى :



{ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا } ،




وقال تعالى :


{ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا } ،




وقال تعالى :


{ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ } . الآية ،




وقال تعالى :


{ وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ } ،





وقال تعالى :


{ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ


أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ


وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } ،



وغير ذلك من الآيات ،





وتقدم في حديث جبريل :



« وتؤمن بالقدر خيره وشره » (1) ،





وقال صلى الله عليه وسلم :



« واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك » (2) ،





وقال صلى الله عليه وسلم :



« وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت لكان كذا وكذا


ولكن قل قدر الله وما شاء فعل » (3) ،





وقال صلى الله عليه وسلم :



« كل شيء بقدر حتى العجز والكيس » (4) ،



وغير ذلك من الأحاديث .




==================
(1) رواه البخاري ( 50 ، 4777 ) ، ومسلم ( الإيمان / 1 ، 5 ) .
(2) ( صحيح رواه أحمد ( 5 / 182 ، 183 ، 185 ، 189 ) ، وأبو داود ( 4699 ) ،
وابن ماجه ( 77 ) ، وسكت عنه الإمام أبو داود وقد صححه الألباني .
(3) رواه مسلم ( القدر / 34 ) ، وابن ماجه ( 79 ) .
(4) رواه مسلم ( القدر / 18 ) .


الساعة الآن 05:29 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant