شبكــة أنصــار آل محمــد

شبكــة أنصــار آل محمــد (https://ansaaar.com/index.php)
-   باب علــم الحــديـث وشرحــه (https://ansaaar.com/forumdisplay.php?f=51)
-   -   بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار (https://ansaaar.com/showthread.php?t=33893)

أبو فراس السليماني 01-07-14 02:34 PM

الحديث السابع والتسعون

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" ثلاث لا يَغُلُّ عليهن قلب مسلم:

إخلاص العمل لله،

ومناصحة ولاة الأمور،
ولزوم جماعة المسلمين؛

فإن دعوتهم تحيط من ورائهم"

رواه مسلم.


قال الشيخ شمس الدين ابن القيم
رحمه الله:

أي لا يبقى في القلب غل
ولا يحمل الغل مع هذه الثلاثة،
بل تنفي عنه غله،
وتنقيه منه، وتخرجه منه؛

فإن القلب يغل على الشرك أعظم غل.
وكذلك يغل على الغش،
وعلى خروجه عن جماعة المسلمين
بالبدعة والضلال.

فهذه الثلاثة تملؤه غلاً ودغلاً.


ودواء هذا
الغل واستخراج أخلاطه،

بتجريد الإخلاص والنصح،
ومتابعة السنة.

انتهى.

أبو فراس السليماني 01-07-14 02:36 PM

أي فمن أخلص أعماله كلها لله،
ونصح في أموره كلها لعباد الله،
ولزم الجماعة بالائتلاف،
وعدم الاختلاف.

وصار قلبه صافياً نقياً،
صار لله ولياً.


ومن كان بخلاف ذلك
امتلأ قلبه من كل آفة وشر.

والله أعلم.

أبو فراس السليماني 01-07-14 02:37 PM

الحديث الثامن والتسعون

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" إنما الناس كالإبل المائة.

لا تكاد تجد فيها راحلة "

متفق عليه.


هذا الحديث مشتمل
على خبر صادق،
وإرشاد نافع.





وأما الإرشاد ،

فإن مضمون هذا الخبر،
إرشاد منه صلى الله عليه وسلم
إلى أنه ينبغي لمجموع الأمة،
أن يسعوا،
ويجتهدوا
في تأهيل الرجال

الذين يصلحون للقيام بالمهمات،
والأمور الكلية العامة النفع.

أبو فراس السليماني 01-07-14 02:38 PM

وقد أرشد الله إلى هذا المعنى

في قوله:

{ فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ

لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ
وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ
إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ } (1).


فأمر بالجهاد،
وأن يقوم به طائفة كافية،
وأن يتصدى للعلم طائفة أخرى؛
ليعين هؤلاء هؤلاء،
وهؤلاء هؤلاء.

وأمره تعالى بالولايات والتولية أمر بها،
وبما لا تتم إلا به،
من الشروط والمكملات.



******************
(1) سورة التوبة – 122 .

أبو فراس السليماني 01-07-14 02:39 PM

فالوظائف الدينية والدنيوية،
والأعمال الكلية،
لابد للناس منها.

ولا تتم مصلحتهم إلا بها،
وهي لا تتم إلا بأن يتولاها
الأكفاء والأُمناء.

وذلك يستدعي السعي
في تحصيل هذه الأوصاف،
بحسب الاستطاعة.

قال الله تعالى :

{ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } (1)

والله أعلم.

******************
(1) سورة التغابن – آية 16 .

أبو فراس السليماني 01-07-14 02:39 PM

الحديث التاسع والتسعون

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" يأتي على الناس زمان
القابض على دينه
كالقابض على الجَمْر"

رواه الترمذي.


وهذا الحديث أيضاً
يقتضي خبراً وإرشاداً.




أما الخبر ،

فإنه صلى الله عليه وسلم أخبر،
أنه في آخر الزمان يقل الخير وأسبابه،
ويكثر الشر وأسبابه،

وأنه عند ذلك يكون
المتمسك بالدين
من الناس أقل القليل.

وهذا القليل
في حالة شدة ومشقة عظيمة،
كحالة القابض على الجمر،
من قوة المعارضين،
وكثرة الفتن المضلة،

فتن الشبهات والشكوك والإلحاد،

وفتن الشهوات وانصراف الخلق إلى الدنيا
وانهماكهم فيها،
ظاهراً وباطناً،
وضعف الإيمان،

وشدة التفرد ؛
لقلة المعين والمساعد .


أبو فراس السليماني 01-07-14 02:40 PM

ولكن المتمسك بدينه،
القائم بدفع هذه المعارضات والعوائق
التي لا يصمد لها
إلا أهل البصيرة واليقين،
وأهل الإيمان المتين،

من أفضل الخلق،
وأرفعهم عند الله درجة،
وأعظمهم عنده قدراً.





وأما الإرشاد ،

فإنه إرشاد لأمته،
أن يوطنوا أنفسهم على هذه الحالة،
وأن يعرفوا أنه لا بد منها،

وأن من اقتحم هذه العقبات،
وصبر على دينه وإيمانه
مع هذه المعارضات
فإن له عند الله
أعلى الدرجات.

وسيعينه مولاه
على ما يحبه ويرضاه ؛

فإن المعونة
على قدر المؤونة.

أبو فراس السليماني 01-07-14 02:41 PM

وما أشبه زماننا هذا بهذا الوصف،
الذي ذكره صلى الله عليه وسلم ،

فإنه ما بقي من الإسلام إلا اسمه،
ولا من القرآن إلا رسمه،

إيمان ضعيف،
وقلوب متفرقة،
وحكومات متشتتة،
وعداوات وبغضاء
باعدت بين المسلمين،

وأعداء ظاهرون وباطنون،
يعملون سراً وعلناً
للقضاء على الدين،

وإلحاد وماديات،
جرفت بخبيث تيارها
وأمواجها المتلاطمة الشيوخ والشبان،

ودعايات إلى فساد الأخلاق،
والقضاء على بقية الرمق.

أبو فراس السليماني 01-07-14 02:42 PM

ثم إقبال الناس على زخارف الدنيا،
بحيث أصبحت هي مبلغ علمهم،
وأكبر همهم،
ولها يرضون ويغضبون،


ودعاية خبيثة للتزهيد في الآخرة،
والإقبال بالكلية على تعمير الدنيا،
وتدمير الدين،
واحتقاره والاستهزاء بأهله،
وبكل ما ينسب إليه،


وفخر وفخفخة،
واستكبار بالمدنيات
المبنية على الإلحاد
التي آثارها وشررها وشرورها
قد شاهده العباد.


فمع هذه الشرور المتراكمة،
والأمواج المتلاطمة،
والمزعجات الملمة،
والفتن الحاضرة والمستقبلة المدلهمة


مع هذه الأمور وغيرها
تجد مصداق هذا الحديث.

أبو فراس السليماني 01-07-14 02:42 PM

ولكن مع ذلك ،

فإن المؤمن لا يقنط من رحمة الله،
ولا يـيأس من روح الله،

ولا يكون نظره مقصوراً
على الأسباب الظاهرة.

بل يكون ملتفتاً في قلبه
كل وقت إلى مسبب الأسباب،
الكريم الوهاب،

ويكون الفرَج بين عينيه،
ووعده الذي لا يخلفه،
بأنه سيجعل له بعد عسر يُسراً،

وأن الفرَج مع الكرب،
وأن تفريج الكربات مع شدة الكربات،
وحلول المنغصات.

أبو فراس السليماني 01-07-14 02:43 PM

فالمؤمن من يقول في هذه الأحوال:

" لا حول ولا قوة إلا بالله "

و " حسبنا الله ونعم الوكيل .
على الله توكلنا.

اللهم لك الحمد،
وإليك المشتكى.
وأنت المستعان.

وبك المستغاث.
ولا حول ولا قوة إلا بالله
العلي العظيم"


ويقوم بما يقدر عليه من الإيمان
والنصح والدعوة.

ويقنع باليسير،
إذا لم يمكن الكثير.

وبزوال بعض الشر وتخفيفه،
إذا تعذر غير ذلك


{ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ
يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا

- وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ
فَهُوَ حَسْبُهُ -

وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ
يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً } (1) .


والحمد لله
الذي بنعمته تتم الصالحات.

وصلى الله على محمد
وعلى آله وأصحابه وأتباعه
إلى يوم الدين.

******************
(1) سورة الطلاق – الآيات 2 ، 3 ، 4 .

أبو فراس السليماني 01-07-14 02:44 PM

تمت هذه الرسالة

المشتملة على شرح تسع وتسعين حديثاً،
من الأحاديث النبوية الجوامع،
في أصناف العلوم،
والمواضيع النافعة،
والعقائد الصحيحة،
والأخلاق الكريمة،
والفقه والآداب،
والإصلاحات الشاملة،
والفوائد العامة.

قال ذلك معلقها :

عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله آل سعدي.
غفر الله له ولوالديه ووالديهم،
وجميع المسلمين.

وفرغ منه في العاشر من شعبان
سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة وألف من الهجرة.

وقد وقع الفراغ من نقلها
بعون الله تعالى وتيسيره
من خط المؤلف 27 رمضان سنة 1371هـ

بقلم الفقير إلى ربه المنان
عبد الله بن سليمان العبد الله السلمان.
غفر الله له ولوالديه ووالديهم
وجميع المسلمين.

ا . ه باختصار وتصرف


============

للحصول على نسخة من الكتاب

تفضل يا رعاك الله


بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار
في شرح جوامع الأخبار


للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي
رحمه الله تعالى
ورفع درجته في عليين


PDF

المجلد التاسع

http://www.waqfeya.com/book.php?bid=7082


وورد

http://www.saaid.net/book/open.php?cat=3&book=24





{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ

عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ
حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ

بِالْمُؤْمِنِينَ
رَءُوفٌ رَحِيمٌ }


إبن تيمية 23-08-14 08:12 PM

جزاك الله خيرا

أبو فراس السليماني 30-03-15 11:39 AM


وإياكم ....

أبو فراس السليماني 15-01-16 01:12 AM



الساعة الآن 04:00 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant