![]() |
وقال السيد علي الحسيني الميلاني محاولاً تفنيد حديث تحريم النبي صلى الله عليه وآله وسلم للمتعة يوم خيبر، وإنكار أن ابن عباس كان يفتي بحرمتها: ( هذا مما لا نصدقه، فابن عباس كان تبعاً لأمير المؤمنين عليه السلام لا سيما في مثل هذه المسألة التي تعد من ضروريات الدين الحنيف )[1]. المتعة من ضروريات الدين! سبحان الله! إذاً ما حكم منكرها ؟! ما هذا السعار والتعطش للجنس تحت ستار الدين ؟! ماذا فعل المتمتع والمتمتعة كي ينالا كل هذا الأجر ؟! أي وزن للمتعة كي تكون من ضروريات الدين ؟! هل هي من أركان الإسلام ؟! هناك من يريد أن يعبث بشرف المسلمات ويحقق شهواته باسم مذهب آل البيت عليهم السلام، كيف ستكون هناك أسرة إذا كان المرء يستطيع أن يتمتع بفتاة ثم يكون مع أخرى بعد أيام دون تحمل أي مسئولية؟ لماذا سيتزوج المرء إذا كانت الحياة بهذه الإباحية؟! ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ [1] - رسالة في المتمتعين للسيد علي الميلاني ( ص : 34 ). |
واقع مرير فتاة في مقتبل العمر أوهمها أحدهم بأنه يحبها ويريد الزواج بها بعد أن ينهي دراسته الجامعية مباشرة، الخدعة المفضلة لدى الشباب، حاول كثيراً الحصول على موعد معها إلى أن أعيته الحيل فأبت إلا أن يتزوجها، فطلب أن يتزوجها متعة، وأقسم أنه يريد أن يتزوجها زواجاً دائماً لكن الظروف لا تسمح بهذا في الوقت الحالي، رفضت طلبه، فأكد لها حلية ذلك وطلب منها العودة لكتب الفتاوى. أخذت تقرأ بخوف تلك الفتاوى وهي في صراع بين فطرتها وبين ما أمامها من تأكيدات على حلية مثل هذا الزواج، بل وجدت أن بعض الفتاوى تؤكد على الثواب العظيم لفاعله، في النهاية وكلت أمرها لكتب الفتاوى. بعد شهور اكتشفت أنها حامل، فذهبت إلى الشخص الذي تمتع بها لتخبره بهذا الحمل. فقال لها بكل بساطة: ما الذي يثبت لي أن هذا الولد ابني؟! قد تكون الفتاة مخطئة حين تحدثت معه منذ البداية، وحين أصبحت ساذجة فصدقته، وحين سلمت عقلها وشرفها ومستقبلها لكتب الفتاوى؛ لكنها لم ترتكب ذلك لوحدها، الذنب ذنب العلماء والمشايخ حين أفتوا بهذا، الذنب ذنب المجتمع حين رضي بمثل هذا العمل دفاعاً عن تلك الفتاوى المقدسة! إنها مسئوليتهم أجمعين، الذنب ذنب كل هؤلاء، فلماذا هرب الجميع وتركوا الفتاة وحيدة تتحمل تبعات كل ذلك ونجا الجبان بفعلته؟! وربما تزوج بثانية وثالثة وتاسعة ووضع بصماته في كل بيت تحت مباركة الشيوخ حماة المجتمع! وأصبحت الفتاة بنظر الجميع وحدها المذنبة ويلحقها العار إلى أن تموت، وكل ذلك بعد ماذا؟ بعد أن أكد لها جميع هؤلاء أن ما ستفعله حلال ولا غبار عليه. الفتاة وحدها تتجرع الآلام، أما الشيوخ ففي برجهم العاجي وسمائهم النرجسية لا يهمهم كل ما يجري، وأما المجتمع فبدلاً من أن يضع حداً لهذه المأساة أخذ في التفنن في اختراع وترويج الإشاعات حول تلك الفتاة المسكينة التي لم تفعل شيئاً سوى تطبيق الفتاوى التي يقدسونها جميعهم. |
ما ذنب الولد الذي سيخرج بدون أب
وسينظر له المجتمع على أنه ابن زنا، ومحكوم عليه قبل الميلاد بأن يعيش محتقراً من الجميع. والله سيأتي جميع الأطفال ممن ولدوا بسبب المتعة ويتعلقون برقبة كل من أفتى بهذا الزواج المشئوم يوم القيامة. قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ } [ النور : 19 ]. الذين يحبون أن تشيع.. مجرد حب أن تشيع الفاحشة يستوجب العذاب الأليم، فكيف بمن يشيعها فعلاً ؟ كيف بمن يصدر لها الفتاوى؟ |
أخبرتني قريبتي مرة أن إحدى جاراتها وهي امرأة مات زوجها ولديها أطفال، ولا مصدر رزق لديها، ذهبت تستعطف أحد الشيوخ كي يساعدها على مواجهة الغلاء ومصاريف هؤلاء اليتامى، فقال لها: دعيني أتمتع بك وسوف أساعدك! رفضت طبعاً، فمن تلك التي تقبل على نفسها مثل هذا، وكما قالت العرب قديماً: تموت الحرة ولا تأكل بثدييها. رفضت لأنها امرأة شريفة صاحبة كرامة، فلما جاء أحد إخوة الشيخ يعاتبه على هذا التصرف قال: لقد طلبت منها التمتع مقابل مساعدتها ولم أطلب منها شيئاً محرماً! استغلال حاجة وفقر الناس واستخدام نظام الجنس مقابل الغذاء ليس محرماً!! وكما قيل في أمثال هؤلاء أن مبدأهم في الحياة هو: إن الحرام ما حُرِمتَ منه، والحلال ما حلَّ في يدك. |
لماذا تحتقر المرأة وتداس كرامتها بهذا الشكل الفظيع، أليس للمرأة أي كرامة لدى هؤلاء؟ لماذا ينظرون للمرأة تلك النظرة الجاهلية، ليس لها أي دور في الحياة سوى إشباع النزوات؟ أي فرق بين الإباحية الأوروبية وبين المتعة؟! الشاب في أوروبا يختار فتاة ليمضي معها بعض الوقت إلى أن يمل منها فيتركها ويذهب للبحث عن أخرى وهلمّ جرّاً، وفي المتعة يأخذ الشاب من الفتاة ما يريد كما لو كانت علكة يعلكها ثم يرميها. لماذا تعامل المرأة كسلعة في السوق؟ أليست بشراً له أحاسيس وكرامة؟! إذاً فلنكرمها كما أكرمها خالقها أرحم الراحمين. |
حرقوه وانصروا آلهتكم قال لي: أي مرجع تقلد؟ ابتسمت وقلت له: إني أقلد النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم. صمت طويلاً ثم قال: يجب أن تقلد مرجعاً حياً وإلا كانت جميع أعمالك غير مقبولة! قلت: أعطني مرجعاً معصوماً لا يخطئ أبداً وسأقلده فوراً، لماذا أقلد المرجع في كل شيء وهو بشر قد يصيب في فتوى ويخطئ في أخرى؟! ولكي اقتنع بأي فتوى من فتاويه يجب أن يأتيني بدليل من كلام الله، أما أن أعمل بكل ما يفتي به دون دليل فهذا اعتقاد مبطن بنبوته. فقال: من الأفضل بنظرك؟ أن تتبع آل البيت أم تتبع غيرهم؟! قلت: أنت تتبع المراجع وليس آل البيت، أين مذهب آل البيت في كل ما يحدث؟! أين مذهب آل البيت في فتاوى ليس عليها دليل لا من القرآن ولا من أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟! هل جاء الأئمة عليهم السلام بدين جديد غير دين النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، أم أنهم ساروا على نهج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وما جاء في القرآن؟! |
لم أجد إلى الآن كتاب فتاوى ( الرسائل العلمية ) عزز فيها المرجع فتاواه كلها بدليل من القرآن أو من الأحاديث، بل ولا عزز نصف فتاواه بدليل من القرآن أو من الأحاديث. فأين اتباع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته عليه السلام؟! قل لي: هذا حلال أو هذا حرام؛ لأن الله تعالى قال أو نبي الله قال أو آل بيته الأطهار قالوا. قل دليلاً على كلامك أما أن تقول لي: هذا حلال وهذا حرام بدون دليل، ثم تقول لي: هذا مذهب آل البيت فلا أقبل منك هذا. مذهبي هو الدليل.. مذهبي هو القرآن.. مذهبي هو الأحاديث الصحيحة عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته الأطهار، فإن خالف أحد قول القرآن الكريم ضربنا بكلامه عرض الحائط كما أمرنا الإمام الصادق عليه السلام. لا تهمني الأسماء.. أعطني الحق وسمني ما شئت، ما يهم هو الأفعال وليس الأسماء، وإذا كان الحق بالأسماء وليس بالمسميات فسيكون المسيحيون على حق لانتسابهم بالاسم إلى المسيح عيسى عليه السلام. |
أنا من أتباع آل البيت عليهم السلام.. من أتباع الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فهل ما يفعل في الحسينيات وعند القبور والمزارات من هدي النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته الأطهار عليهم السلام، أم من هدي المراجع والشيوخ؟! أليس من السخف ألا يوجد كتاب فتاوى واحد معزز بأدلة من القرآن، وكأنني اقرأ كتاب فتاوى لجون بول سارتر أو لينين أو ستالين وليس لعالم مسلم؟! نحن أتباع القرآن ولسنا أتباع الشيوخ.. نحن أمة القرآن ولسنا أمة الشيوخ. فإذا كان كلام الشيخ يخالف العقل والقرآن ألقينا كلامه في البحر، أما أن أتعصب للشيخ تحت شعار: عنزة وإن طارت فهذا فعل اليهود والنصارى مع أحبارهم ورهبانهم. قال الإمام الصادق عليه السلام: ( ما لم يُوافِق من الحديث القرآنَ فهو زُخرفٌ )[1]. وقال الإمام الرضا عليه السلام: ( إذا كانت الرواياتُ مخالِفةً للقرآن كذَّبتُها ) ( 1 ) كنت في إحدى المرات أتحدث مع أحدهم حول الاستغاثة بالأئمة فذكرت له آيات من القرآن تحرم دعاء غير الله فقال لي: الشيخ فلان والمرجع علتان قال: إنها جائزة، فقلت له: سبحان الله أقول لك: قال الله، وتقول لي: قال المرجع وقال الشيخ! ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ [1] - الكافي للكليني ( 1 / 69 )، وسائل الشيعة للحر العاملي ( 27 / 110 ). |
والغريب أن الشيوخ لديهم ثقة عمياء في كون العامة لن يبحثوا خلفهم كي يتأكدوا من صحة ما يقولونه أو عدم صحته. فهذا الشيخ محمد التيجاني يقول: ( قال عبد الله بن عمر وهو يفسر حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: الخلفاء من بعدي اثنا عشر كلهم من قريش، قال عبد الله بن عمر: يكون على هذه الأمة اثنا عشر خليفة وهم: أبو بكر الصديق عمر الفاروق عثمان ذو النورين معاوية وابنه ملكا الأرض المقدسة والسفاح وسلام منصور وجابر والمهدي والأمين وأمير العصب كلهم من بني كعب بن لؤي كلهم صالح لا يؤجج مثله ). ثم قال الشيخ التيجاني عن ابن عمر: ( وقد أعمى بصره الحقد والجهل كما أعمى بصيرته الحسد والبغض فلم يرى لأمير المؤمنين عليه السلام فضلا ولا فضيلة فيقدم عليه معاوية الطليق وابنه الزنديق والمجرم السفاح وما عشت أراك الدهر عجباً ). ثم قال: ( وقد خدم ابن عمر الدولة الأموية وتوج معاوية وابنه يزيد بتاج الخلافة كذباً وافتراء على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، واعترف بخلافة السفاح والمنصور وكل فساق بني أمية )[1]. لا يوجد مثل هذا الحديث أبداً ولم يخبرنا الشيخ التيجاني من أي مستشرق أتى به! ثم كيف اعترف عبد الله بن عمر بخلافة السفاح والمنصور وقد مات قبلهم بسنوات، هل خرج من قبره واعترف بخلافتهم ؟! أم اعترف بخلافتهم قبل ولادتهم ؟! هل كان يعلم الغيب ؟! ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ [1] - الشيعة هم أهل السنة للتيجاني ( ص: 153 – 154 ). |
المضحك أنني في إحدى المرات تحدثت مع أحدهم
عن الكم الهائل من المغالطات والتدليس في كتب التيجاني فغضب غضباً شديداً وقال لي: من أنت حتى تتحدث عن التيجاني بهذه الطريقة، وأمطرني بسيل من الاتهامات والشتائم. فقلت له: أنا لا يهمني الشيخ التيجاني في شيء، فلم أقابله حتى تكون بيننا عداوة؛ لكنني قرأت كتبه ووقفت على حقائق مهمة، فلا يعنيني الكاتب في شيء، أنا لست ضد أشخاص إنما أنا ضد أفكار. لقد أخبرتك بما وجدته في كتبه من مغالطات، فهل تعجز عن فتح كتبه ثم الرجوع للمصادر المعتمدة حتى تتأكد بنفسك من الحقيقة بدلاً من أن تتشنج هكذا وتوجه لي سيلاً من الاتهامات. |
أي شخص – وأنا أولهم –
إذا قدم وجهة نظره للناس فيحق لكل من سمعه: أولاً: أن يتأكد من حقيقة المعلومات. ثانياً: أن يبدي رأيه سواء بالمدح أو الانتقاد.. أقول: الانتقاد وليس الشتم وقلة الأدب.. اعتذر لفقدانه أعصابه ثم أكملنا الحوار وتعمدت أن اذكر اسم كتاب الشيعة والتصحيح كي أرى ردة فعله. فقال: مؤلف الكتاب فيه كذا وكذا. فقلت له: ألا تجيد غير شتم وقذف من يخالفك الرأي؟ كلما خرج كتاب لا يوافق هوانا تركنا محتوى الكتاب وغرقنا في اختلاق القصص على المؤلف، أنا حين تحدثت عن الشيخ التيجاني لم أشتمه ولم أقذفه؛ لكنني ذكرت ما وجدته في كتبه من مغالطات بعد قراءتها، فهل قرأت كتاب الشيعة والتصحيح كي تقول كل هذا الكلام عن الكتاب؟ قال: لا؛ لكنني سمعت الكثير عنه!! قلت: سبحان الله! تقول كل هذا الكلام في كتاب لم تقرأه، وتهاجمني لأنني ذكرت مغالطات في كتب قرأتها؟! هل خلق الله لك عقلاً كي تكون ببغاء تردد ما تسمعه دون بينة، أم كي تبحث عن الحق بنفسك؟ |
وقد قرأت عدة ردود على موسى الموسوي
ترك فيها أصحابها نقاش أفكار الكتاب وانصبوا على الكاتب يتهمونه بأنه مرتزق وعميل وخائن. أنا لا تهمني أقوال الموسوي السياسية فلا اهتمام لي بالسياسة، ولا يهمني الموسوي كشخص، ما يهمني هو ما طرحه من أفكار عقائدية، فإن كان مرتزقاً لأنه خالفكم في الرأي فإن هناك علماء ومراجع شيعة يوافقونه في بعض أو أكثر ما ذهب إليه من عقائد، مثل المرجع السيد محمد حسين فضل الله، والأستاذ حيدر قلمداران، والمرجع الخالصي، والمرجع أبو الفضل البرقعي، والشيخ عباس الموسى، والشيخ حسين الراضي، والشيخ طالب السنجري، فهل هؤلاء مرتزقة أيضاً؟! |
من نتبع؟! الغلاة يريدون تحويل الإسلام كما كان الحكم الكنسي في القرون الوسطى، فلا يتحاكم الناس إلا إلى الرهبان ولا يُعمِلون عقولهم في أي شيء؛ لأن الإنجيل لا يفهمه إلا الرهبان! فقال الغلاة: إن للقرآن معنى باطناً لا يفهمه عامة الناس، كما لا يوجد كتاب جمعت فيه الأحاديث الصحيحة كي يرجع إليها الناس. فوقع العامة في حيرة.. فالكتب مليئة بالأحاديث الضعيفة، والقرآن لا يفهمه إلا الشيوخ، فماذا بقي لهم يستمدون دينهم منه؟! فالمراجع كما ذكرت سابقاً لا يذكرون أدلة على جُل الفتاوى، وقد اطلعت على كثير من كتب الفتاوى مثل منهاج الصالحين والمسائل المنتخبة وأجوبة المسائل وأجوبة الاستفتاءات والفتاوى الميسرة وغيرها.. فوجدت أنه لا توجد أدلة على كل فتاوى هذه الكتب لا من القرآن، ولا من أحاديث الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، ولا من أقوال العترة الطاهرة، فأين مذهب آل البيت عليهم السلام في كل هذا ؟! تُذكر آية أو آيتين في مقدمة المؤلف أو صفحة مقدمة المترجم أما الفتاوى فلا يقدمون عليها أي دليل، فإذا نزعت صفحة المقدمة لم تعرف هل أنت تقرأ كتاب فتاوى لعالم مسلم، أو أنك تقرأ كتاب فتاوى لراهب أو قسيس.. والناس لبساطتهم يتبعونهم دون مطالبتهم بدليل!! فهل اتباع مذهب آل البيت عليهم السلام ادعاء أجوف وابتداع لشرع جديد يخالف منهجهم، أم اتباع للقرآن وما كان آل البيت عليهم السلام عليه؟ |
فلو أن مسيحياً أو غيره يريد أن يعرف ما هو الإسلام فماذا نقول له؟! أنقول له: إن مصدر التشريع الرئيسي لدى المسلمين غير مفهوم وله تفسير وتأويل، وأنت بحاجة إلى وسيط يفك لك طلاسم وشفرات القرآن؟ هل سيقبل مني شخص هارب من كهنوت الكهنة أن أدعوه إلى كهنوت المراجع ؟! هل سيقبل أن أقول له: إن نبينا فشل في التأثير على من حوله في زمانه، ثم أقول له: إنه أعظم شخصية في التاريخ؟! أم أنه من الأفضل أن أخجل من ديني وما فيه من تعاليم فأطبق معه الحديث المكذوب على الإمام الصادق عليه السلام: ( يا سليمان إنكم على دين من كتمه أعزه الله، ومن أذاعه أذله الله )[1]. هناك صنف موجود بكثرة في مجتمعنا، صنف مخدوع مغيب عن الحقيقة، يطبق عليه الشيوخ المنتفعون الحديث المكذوب على الإمام جعفر الصادق عليه السلام: ( عليكم بالتقية فإنه ليس منا من لم يجعلها شعاره ودثاره مع من يأمنه لتكون سجية مع من يحذره )[2]. فمارسوا معه شتى أنواع الكذب والتدليس ليجدوا تبريرات للأمور الغير منطقية لديه، ويوهموه بأن هذا هو دين النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته الأطهار عليهم السلام. ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ [1] - الكافي للكليني ( 2 / 222 ) ، وسائل الشيعة للحر العاملي ( 16 / 235 ). [2] - وسائل الشيعة للحر العاملي ( 16 / 212 )، بحار الأنوار للمجلسي ( 72 / 395 ). |
لماذا يكذب هؤلاء؟! في أحد الحوارات في منتدى على الإنترنت قال أحدهم: إن هناك علماء روساً وجدوا قطعاً من سفينة نوح وقد كتب عليها: يا حسين.. يا علي.. يا زهراء [1]. أي أن نبي الله نوحاً كان يتوسل بالأئمة، والقطع موجودة في متحف الآثار القديمة في موسكو! فقال له أحدهم: ألم يجدوا شيئاً في سفينة تيتانك أيضاً؟! فأرغى وأزبد وقال متحمساً: هل تستهزئ بي؟! إن هذا الموضوع جاد وسوف أنشره في جميع المنتديات على الإنترنت. رد عليه قائلاً: لقد قمت بمراسلة وزارة السياحة وإدارة المتاحف في روسيا وسألتهم عن القطع وعن المتحف، فقالوا لي: لا يوجد في روسيا كلها متحف بهذا الاسم، ولم نسمع بأمر هذه القِطَع من قبل! ومن أراد التأكد بنفسه فعليه الدخول إلى موقع وزارة السياحة أو إدارة الآثار الروسية على الإنترنت أو مراسلتهم عبر البريد الإلكتروني! بعد ذلك اختفى صاحبنا أبو سفينة! هل كان صاحبنا يكذب حين تكلم عن السفينة؟! إن الخبر كاذب لكن الأخ لم يتعمد أن يكذب؛ لكن بسبب ثقته العمياء بما يقوله الشيوخ أورد هذه القصة بكل ثقة وبدون أدنى شك في صحتها. إلى متى سنظل سذجاً نصدق كل ما يقال بدون بحث ولا تفكير؟! إلى متى سنكون من القوم المكذوب عليهم ؟! ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ [1] - وقد وردت هذه القصة في كتاب فاطمة الزهراء من قبل الميلاد إلى بعد الاستشهاد لعبد الله عبد العزيز الهاشمي ( ص: 142 ). |
الساعة الآن 07:07 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir