شبكــة أنصــار آل محمــد

شبكــة أنصــار آل محمــد (https://ansaaar.com/index.php)
-   بيت موسوعة طالب العلم (https://ansaaar.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة (https://ansaaar.com/showthread.php?t=9857)

دآنـة وصآل 14-06-11 04:50 PM

[ 62 ]






س : هل يشتق من كل صفات الأفعال أسماء


أم أسماء الله كلها توقيفية ؟







جـ : لا بل أسماء الله تعالى كلها توقيفية ،



لا يسمى إلا بما سمى به نفسه في كتابه



أو أطلقه عليه رسوله صلى الله عليه وسلم ،



وكل فعل أطلقه الله تعالى على نفسه



فهو فيما أطلق فيه مدح وكمال ،



ولكن ليس كلها وصف الله به نفسه مطلقا



ولا كلها يشتق منها أسماء ،



بل منها ما وصف به نفسه مطلقا




كقوله تعالى :



{ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ } ،




وسمى نفسه الخالق الرازق المحيي المميت المدبر،





ومنها أفعال أطلقها الله تعالى على نفسه



على سبيل الجزاء والمقابلة ،




وهي فيما سيقت له مدح وكمال




كقوله تعالى :




{ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ } ،




{ وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } ،




{ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ } ،




ولكن لا يجوز إطلاقها على الله في غير ما سيقت فيه من الآيات ،



فلا يقال أنه تعالى يمكر ويخادع ويستهزئ ونحو ذلك ،



وكذلك لا يقال ماكر مخادع مستهزئ ،



ولا يقوله مسلم ولا عاقل ،



فإن الله عز وجل لم يصف نفسه بالمكر والكيد والخداع



إلا على وجه الجزاء لمن فعل ذلك بغير حق ،



وقد علم أن المجازاة على ذلك بالعدل حسنة من المخلوق ،



فكيف من الخلاق العليم العدل الحكيم .

دآنـة وصآل 14-06-11 04:51 PM

[ 63 ]




س : ماذا يتضمن اسمه العلي الأعلى

وما في معناه كالظاهر والقاهر والمتعال ؟




جـ : يتضمن اسمه الأعلى الصفة المشتق منها ،


وهو ثبوت العلو له عز وجل بجميع معانيه ،


علو فوقيته تعالى على عرشه عال على جميع خلقه ،


بائن منهم ، رقيب عليهم ، يعلم ما هم عليه ،


قد أحاط بكل شيء علما ، لا تخفى عليه منهم خافية .




وعلو قهره فلا مغالب له ولا منازع ولا مضاد ولا ممانع ،


بل كل شيء خاضع لعظمته ، ذليل لعزته ،


مستكين لكبريائه ، تحت تصرفه وقهره ،


لا خروج له من قبضته .



وعلو شأنه ، فجميع صفات الكمال له ثابتة ،


وجميع النقائص عنه منتفية ، عز وجل وتبارك وتعالى ،




وجميع هذه المعاني للعلو متلازمة


لا ينفك معنى منها عن الآخر .








[ 64 ]






س : ما دليل علو الفوقية من الكتاب ؟





جـ : الأدلة الصريحة عليه لا تعد ولا تحصى ،


فمنها هذه الأسماء وما في معناها ،


ومنها قوله :


{ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى }


في سبعة مواضع من القرآن ،



ومنها قوله تعالى :


{ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ } ،



ومنها قوله تعالى :


{ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ } ،



ومنها قوله تعالى :


{ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ } ،



وقوله تعالى :


{ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ } ،



وقوله :


{ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ } ،



وقوله تعالى :


{ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ } ،


وغير ذلك كثير .

دآنـة وصآل 14-06-11 04:53 PM

[ 65 ]






س : ما دليل ذلك من السنة ؟



جـ : أدلته من السنة كثيرة لا تحصى ،


منها قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الأوعال :


« والعرش فوق ذلك ، والله فوق العرش ،


وهو يعلم ما أنتم عليه » (1) ،



وقوله لسعد في قصة قريظة :


« لقد حكمت فيهم بحكم الملك من فوق سبعة أرقعة » ،



وقوله صلى الله عليه وسلم للجارية :


« أين الله ؟ قالت في السماء .


قال : " اعتقها فإنها مؤمنة » (2) ،



وأحاديث معراج النبي صلى الله عليه وسلم ،



وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث تعاقب الملائكة :


« ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم » (3) . الحديث ،



وقوله صلى الله عليه وسلم :


« من تصدق بعدل ثمرة من كسب طيب


ولا يصعد إلى الله إلا الطيب » (4) . الحديث ،




وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الوحي :


« إذا قضى الله الأمر في السماء


ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله


كأنه سلسلة على صفوان » (5) . الحديث ،


وغير ذلك كثير ،



وقد أقر بذلك جميع المخلوقات إلا الجهمية .


==================

(1) ( ضعيف جدا ) ، رواه ابن أبي عاصم في السنة ( 577 ) ، وأبو داود ( 2724 ) ،
والترمذي ( 3320 ) ، وابن خزيمة في التوحيد ( 68 )

من طرق عن عبد الرحمن بن عبد الله الرازي ، ثنا عمرو بن أبي قيس ، عن سماك ، عن عبد الله بن عميرة ، عن الأحنف بن قيس عن العباس مرفوعا . . ) ،

وفيه عبد الله بن عميرة ، قال الذهبي : فيه جهالة ، وقال البخاري : لا يعرف له سماع من الأحنف بن قيس .

والحديث أخرجه أبو داود أيضا وابن ماجه ( 193 ) ، والآجري في الشريعة ص ( 292 )
من طريق أخرى عن عمرو بن أبي محسن ، وعمرو هذا صدوق له أوهام وله بعض المتابعات الأخرى وهي واهية ،

ومنها ما أخرجه أحمد ( 1 / 206 ، 207 ) في سنده يحيى بن العلاء متهم بالوضع .

(2) رواه مسلم ( مساجد 33 ).

(3) رواه البخاري ( 555 ، 3223 ) ، ومسلم ( مساجد / 210 ) .

(4) رواه البخاري ( 7430 ، 1410 ) ، ومسلم ( الزكاة / 63 ) .

(5) رواه البخاري ( 4701 ، 4800 ) .

دآنـة وصآل 14-06-11 04:54 PM

[ 66 ]



س : ماذا قال أئمة الدين من السلف الصالح

في مسألة الاستواء ؟




جـ : قولهم بأجمعهم رحمهم الله تعالى :


الاستواء غير مجهول ، والكيف غير معقول ،


والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة ،


ومن الله الرسالة ، وعلى الرسول البلاغ ،


وعلينا التصديق والتسليم ،



وهكذا قولهم في جميع آيات الأسماء والصفات وأحاديثها :


{ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا } ،


{ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } .





[ 67 ]




س : ما دليل علو القهر من الكتاب ؟






جـ : أدلته كثيرة ،



منها قوله تعالى :


{ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ } ،


وهو متضمن لعلو القهر والفوقية ،



وقوله تعالى :


{ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } ،


وقوله تعالى :


{ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } ،


وقوله تعالى :


{ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } ،


وقوله تعالى :


{ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا } ،



وقوله تعالى :


{ يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ


إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ


فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ } ،


وغير ذلك من الآيات .







[ 68 ]







س : ما دليل ذلك من السنة ؟





جـ : أدلته من السنة كثيرة ،




منها قوله صلى الله عليه وسلم :



« أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها » (1) ،


وقوله صلى الله عليه وسلم :


« اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ،


ناصيتي بيدك ، ماض في حكمك ،


عدل في قضاؤك » (2) . الحديث ،




وقوله صلى الله عليه وسلم :


« إنك تقضي ولا يقضى عليك ،


إنه لا يذلّ من واليت ولا يعز من عاديت » (3) ،


وغير ذلك كثير .


==================
(1) رواه مسلم ( الذكر / 61 ، 62 ، 63 ) .

(2) رواه أحمد ( 1 / 391 ، 452 ) ، تقدم هامش 3 س 52 .


(3) ( صحيح ) ، رواه أحمد ( 1 / 199 ، 200 ) ، وأبو داود ( 1425 ، 1426 ) ، والترمذي ( 464 ) ،
وابن ماجه ( 1178 ) ، والحاكم ( 3 / 172 ) ، والنسائي ( 1746 ، 1178 ) ،

قال الإمام الترمذي : هذا حديث حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه . وسكت عنه الإمام أبو داود مشيرا إلى قبوله ،

وقال الشيخ شاكر رحمه الله : إسناده صحيح .
قال الشيخ الألباني : زاد النسائي في آخر القنوت ( وصلى الله على النبي الأمي ) وإسنادها ضعيف ،
وقد ضعفها الحافظ بن حجر العسقلاني والزرقاني وغيرهم ، ا هـ . ( صفة صلاة النبي 160 ) ،

وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين إلا أن محمد بن جعفر بن أبي كثير قد خالف إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة في إسناده ،
وقد صححه ابن خزيمة ( 1095 ) والألباني .


دآنـة وصآل 14-06-11 04:56 PM

[ 69 ]




س : ما دليل علو الشأن

وما الذي يجب نفيه عن الله عز وجل ؟






جـ : اعلم أن علو الشأن هو ما تضمنه اسمه

القدوس السلام الكبير المتعال وما في معناها ،

واستلزمته جميع صفات كماله ونعوت جلاله ،


فتعالى في أحديته أن يكون لغيره ملك أو قسط منه ،


أو يكون عونا له ،

أو ظهيرا أو شفيعا عنده بدون إذنه أو عليه يجير ،


وتعالى في عظمته وكبريائه وملكوته وجبروته

عن أن يكون له منازع أو مغالب


أو ولي من الذل أو نصير ،



وتعالى في صمديته عن الصاحبة والولد

والوالد والكفؤ والنظير ،



وتعالى في كمال حياته وقيوميته وقدرته


عن الموت والسنة والنوم والتعب والإعياء ،



وتعالى في كمال علمه عن الغفلة والنسيان


وعن عزوب مثقال ذرة عن علمه

في الأرض أو في السماء ،



وتعالى في كمال حكمته وحمده عن خلق شيء عبثا

وعن ترك الخلق سدى

بلا أمر ولا نهي ولا بعث ولا جزاء ،



وتعالى في كمال عدله عن أن يظلم أحدا مثقال ذرة


أو أن يهضمه شيئا من حسناته ،



وتعالى في كمال غناه عن أن يُطعَم أو يُرزَق

أو يفتقر إلى غيره في شيء ،



وتعالى في جميع ما وصف به نفسه


ووصفه به رسوله عن التعطيل والتمثيل ،



وسبحانه وبحمده

وعز وجل وتبارك وتعالى


وتنزه وتقدس

عن كل ما ينافي إلهيته وربوبيته


وأسماءه الحسنى وصفاته العلى


: { وَلَهُ الْمَثَلُ


الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ


وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } ،



ونصوص الوحي من الكتاب والسنة

في هذا الباب معلومة مفهومة مع كثرتها وشهرتها .

دآنـة وصآل 14-06-11 04:56 PM

[ 70 ]




س : ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الأسماء الحسنى

« من أحصاها دخل الجنة » ؟





جـ : قد فسر ذلك بمعاني منها :


حفظها ودعاء الله بها والثناء عليه بجميعها ،



ومنها أن ما كان يسوغ الاقتداء به كالرحيم والكريم


فيمرن العبد نفسه على أن يصح له الاتصاف بها فيما يليق به



وما كان يختص به نفسه تعالى كالجبار والعظيم والمتكبر ،


فعلى العبد الإقرار بها والخضوع لها وعدم التحلي بصفة منها ،



وما كان فيه معنى الوعد كالغفور الشكور


العفو الرؤوف الحليم الجواد الكريم ،


فليقف منه عند الطمع والرغبة ،



وما كان فيه معنى الوعيد كعزيز ذي انتقام


شديد العقاب سريع الحساب ،


فليقف منه عند الخشية والرهبة .




ومنها شهود العبد إياها وإعطاؤها حقها معرفة وعبودية ،



مثاله من شهد علو الله تعالى على خلقه وفوقيته عليهم


واستواءه على عرشه بائنا من خلقه مع إحاطته بهم


علما وقدرة وغير ذلك ،


وتعبد بمقتضى هذه الصفة بحيث يصير لقلبه صمدا


يعرج إليه مناجيا له مطرقا واقفا بين يديه


وقوف العبد الذليل بين يدي الملك العزيز ،



فيشعر بأن كلمه وعمله صاعد إليه معروض عليه


فيستحي أن يصعد إليه من كلمه وعمله ما يخزيه ويفضحه هنالك ،


ويشهد نزول الأمر والمراسيم الإلهية


إلى أقطار العوالم كل وقت بأنواع التدبير والتصرف


من الإماتة والإحياء والإعزاز والإذلال ،


والخفض والرفع والعطاء والمنع


وكشف البلاء وإرساله ومداولة الأيام بين الناس



إلى غير ذلك من التصرفات في المملكة التي لا يتصرف فيها سواه ،



فمراسيمه نافذة فيها كما يشاء



{ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ


فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ } ،



فمن وفى هذا المشهد حقه معرفة وعبودية

فقد استغنى بربه وكفاه ،

وكذلك من شهد علمه المحيط وسمعه وبصره

وحياته وقيوميته وغيرها

ولا يرزق هذا المشهد إلا السابقون المقربون .

دآنـة وصآل 14-06-11 04:57 PM

[ 71 ]





س : ما ضد توحيد الأسماء والصفات ؟




جـ : ضده الإلحاد في أسماء الله وصفاته وآياته ، وهو ثلاثة أنواع :


الأول : إلحاد المشركين الذين عدلوا بأسماء الله تعالى عما هي عليه وسموا بها أوثانهم ، فزادوا ونقصوا فاشتقوا اللات من الإله والعزى من العزيز ومناة من المنان .




الثاني : إلحاد المشبهة الذين يكيفون صفات الله تعالى ، ويشبهونها بصفات خلقه وهو مقابل لإلحاد المشركين ،



فأولئك سووا المخلوق برب العالمين ،


وهؤلاء جعلوه بمنزلة الأجسام المخلوقة وشبهوه بها تعالى وتقدس .





الثالث : إلحاد النفاة المعطلة ، وهم قسمان :


قسم أثبتوا ألفاظ أسمائه تعالى ونفوا عنه ما تضمنته من صفات الكمال فقالوا :


رحمن رحيم بلا رحمة ، عليم بلا علم ، سميع بلا سمع ، بصير بلا بصر ، قدير بلا قدرة ، وأطردوا بقيتها كذلك .



وقسم صرحوا بنفي الأسماء ومتضمناتها بالكلية ، ووصفوه بالعدم المحض الذي لا اسم له ولا صفة ، سبحان الله وتعالى عما يقول الظالمون الجاحدون الملحدون علوا كبيرا



{ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا


فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا } ،


{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } ،


{ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا } .






[ 72 ]





س : هل جميع أنواع التوحيد متلازمة

فينافيها كلها ما ينافي نوعا منها ؟





جـ : نعم هي متلازمة ،

فمن أشرك في نوع منها فهو مشرك في البقية ،

مثال ذلك دعاء غير الله وسؤاله

ما لا يقدر عليه إلا الله ،

فدعاؤه إياه عبادة بل مخ العبادة ،

صرفها لغير الله من دون الله ،

فهذا شرك في الإلهية ،


وسؤاله إياه تلك الحاجة من جلب خير أو دفع شر

معتقدا أنه قادر على قضاء ذلك ،

هذا شرك في الربوبية

حيث اعتقد أنه متصرف مع الله في ملكوته ،


ثم إنه لم يدعه هذا الدعاء من دون الله

إلا مع اعتقاده أنه يسمعه على البعد والقرب

في أي وقت كان وفي أي مكان ويصرحون بذلك ،

وهو شرك في الأسماء والصفات

حيث أثبت له سمعا محيطا بجميع المسموعات ،

لا يحجبه قرب ولا بعد ،


فاستلزم هذا الشرك في الإلهية



الشرك في الربوبية والأسماء والصفات .

دآنـة وصآل 14-06-11 04:59 PM

[ 73 ]





س : ما الدليل على الإيمان بالملائكة من الكتاب والسنة ؟




جـ : أدلة ذلك من الكتاب كثيرة ،

منها قوله تعالى :


{ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ } ،


وقوله تعالى :


{ إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ


وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ } ،


وقوله تعالى :


{ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ


فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ } ،



وتقدم الإيمان بهم من السنة في حديث جبريل وغيره ،


وفي صحيح مسلم أن الله تعالى خلقهم من نور (1) ،


والأحاديث في شأنهم كثيرة .







[ 74 ]






س : ما معنى الإيمان بالملائكة ؟





جـ : هو الإقرار الجازم بوجودهم


وأنهم خلق من خلق الله مربوبون مسخرون


و { عِبَادٌ مُكْرَمُونَ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ


وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ } ،


{ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } ،


{ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ }


{ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ } ،


ولا يسأمون ولا يستحسرون .



==================

(1) رواه مسلم ( الزهد / 60 ) ، وأحمد ( 6 / 153 ، 168 ) .

دآنـة وصآل 14-06-11 05:00 PM

[ 75 ]





س : اذكر بعض أنواعهم باعتبار ما هيأهم الله له ووكلهم به ؟





جـ : هم باعتبار ذلك أقسام كثيرة ،


فمنهم الموكل بأداء الوحي إلى الرسل وهو

الروح الأمين جبريل عليه السلام ،


ومنهم الموكل بالقطر وهو ميكائيل عليه السلام ،


ومنهم الموكل بالصور وهو إسرافيل عليه السلام ،


ومنهم الموكل بقبض الأرواح وهو ملك الموت وأعوانه ،


ومنهم الموكل بأعمال العباد وهم الكرام الكاتبون ،


ومنهم الموكل بحفظ العبد من بين يديه ومن خلفه وهم المعقبات ،


ومنهم الموكل بالجنة ونعيمها وهم رضوان ومن معه ،


ومنهم الموكل بالنار وعذابها وهم مالك ومن معه من الزبانية ،


ورؤساؤهم تسعة عشر ،


ومنهم الموكل بفتنة القبر وهم منكر ونكير ،


ومنهم حملة العرش ،


ومنهم الكروبيون ،


ومنهم الموكل بالنطف في الأرحام من تخليقها وكتابة ما يراد بها ،


ومنهم الملائكة يدخلون البيت المعمور


يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ثم لا يعودون إليه آخر ما عليهم ،


ومنهم ملائكة سياحون يتبعون مجالس الذكر ،


ومنهم صفوف قيام لا يفترون ،


منهم ركع سجد لا يرفعون ،


ومنهم غير من ذكر



{ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ

وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ } ،



ونصوص هذه الأقسام من الكتاب والسنة لا تخفى .

دآنـة وصآل 14-06-11 05:02 PM

[ 76 ]







س : ما دليل الإيمان بالكتب ؟







جـ : أدلته كثيرة منها قوله تعالى :



{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ


وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ


وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ } ،




وقوله تعالى :



{ قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا


وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ


وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ


لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ } . الآيات ،


وغيرها كثير ،



ويكفي في ذلك قوله تعالى :



{ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ } .








[ 77 ]









س : هل سميت جميع الكتب في القرآن ؟






جـ : سمى الله منها في القرآن :


هو ، والتوراة ، والإنجيل ، والزبور ،


وصحف إبراهيم وموسى ، وذكر الباقي جملة


فقال تعالى :


{ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ

نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ

وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ } ،



وقال تعالى :


{ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا } ،



وقال تعالى :


{ أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى

وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى } ،



وقال تعالى :


{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ

وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ } ،



فما ذكر الله منها تفصيلا وجب علينا الإيمان به تفصيلا ،

وما ذكر منها إجمالا وجب علينا الإيمان به إجمالا ،



فنقول فيه ما أمر الله به رسوله :


{ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ } .

دآنـة وصآل 14-06-11 05:02 PM

[ 78 ]






س : ما معنى الإيمان بكتب الله عز وجل ؟




جـ : معناه التصديق الجازم بأن جميعها منزل من عند الله عز وجل ،


وأن الله تكلم بها حقيقة ،


فمنها المسموع منه تعالى من وراء حجاب بدون واسطة الرسول الملكي ،


ومنها ما بلغه الرسول الملكي إلى الرسول البشري ،


ومنها ما كتبه الله تعالى بيده



كما قال تعالى :


{ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ

أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ } ،



وقال تعالى لموسى :


{ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي } ،


{ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا } ،



وقال تعالى في شأن التوراة :


{ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ } ،



وقال في عيسى :


{ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ } ،


وقال تعالى :


{ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُورًا } ،


وتقدم ذكرها بلفظ التنزيل ،



وقال تعالى في شأن القرآن :


{ لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ

وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا } ،



وقال تعالى فيه :


{ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى


النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ

وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا } ،


وقال تعالى :


{ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ

نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ

عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ

بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ } . الآيات ،



وقال تعالى فيه :


{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ

وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ

تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } . الآيات ،


وغيرها كثير .

دآنـة وصآل 14-06-11 05:03 PM

[ 79 ]




س : ما منزلة القرآن من الكتب المتقدمة ؟




جـ : قال الله تعالى فيه :


{ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ


مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ } ،


وقال تعالى :

{ وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرَى مِنْ دُونِ اللَّهِ

وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ

وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ } ،


وقال تعالى :

{ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ

وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } ،



قال أهل التفسير :


مهيمنا مؤتمنا وشاهدا على ما قبله من الكتب ومصدقا لها ،

يعني يصدق : ما فيها من الصحيح ،

وينفي ما وقع فيها من تحريف وتبديل وتغيير ،

ويحكم عليها بالنسخ أو التقرير ،

ولهذا يخضع له كل متمسك بالكتب المتقدمة

ممن لم ينقلب على عقبيه ،



كما قال تبارك وتعالى :


{ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ

وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا

إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ } ،

وغير ذلك .






[ 80 ]






س : ما الذي يجب التزامه في حق القرآن


على جميع الأمة ؟




جـ : هو اتباعه ظاهرا وباطنا والتمسك به والقيام بحقه ،

قال الله تعالى :

{ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا } ،

وقال تعالى :

{ اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ

وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ } ،


وقال تعالى :

{ وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ

إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ } ،

وهي عامة في كل كتاب والآيات في ذلك كثيرة ،


وأوصى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب الله فقال :

« فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به » (1) ،

وفي حديث علي مرفوعا :

« إنها ستكون فتن » (2) .

« قلت : ما المخرج منها يا رسول الله ؟

قال : " كتاب الله » . وذكر الحديث .


==================
(1) رواه مسلم ( فضائل الصحابة / 36 ) ، وأحمد ( 4 / 366 ، 367 ) .

(2) ( ضعيف ) ، رواه أحمد ( 1 / 91 ) ، والترمذي ( 2906 ) ، والدارمي ( 3334 ) ،

قال الإمام الترمذي : هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه ،
وإسناده مجهول وفي الحارث مقال .

وقال الشيخ أحمد شاكر : إسناده ضعيف جدا من أجل الحارث الأعور .

دآنـة وصآل 14-06-11 05:04 PM

[ 81 ]






س : ما معنى التمسك بالكتاب والقيام بحقه ؟







جـ : حفظه وتلاوته والقيام به آناء الليل والنهار


وتدبر آياته وإحلال حلاله وتحريم حرامه والانقياد لأوامره ،


والانزجار بزواجره والاعتبار بأمثاله والاتعاظ بقصصه


والعمل بمحكمه والتسليم لمتشابهه والوقوف عند حدوده ،


وينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين ،


والنصيحة له بكل معانيها والدعوة إلى ذلك على بصيرة .








[ 82 ]








س : ما حكم من قال بخلق القرآن ؟







جـ : القرآن كلام الله عز وجل حقيقة حروفه ومعانيه ،


ليس كلامه الحروف دون المعاني ، ولا المعاني دون الحروف ،


تكلم الله به قولا وأنزله على نبيه وحيا ،


وآمن به المؤمنون حقا ،


فهو وإن خط بالبنان وتلي باللسان وحفظ بالجنان


وسمع بالآذان وأبصرته العينان لا يخرجه ذلك عن كونه كلام الرحمن ،


فالأنامل والمداد والأقلام والأوراق مخلوقة ،


والمكتوب بها غير مخلوق والألسن والأصوات مخلوقة ،


والمتلو بها على اختلافها غير مخلوق ،


والصدور مخلوقة والمحفوظ فيها غير مخلوق ،


والأسماع مخلوقة والمسموع غير مخلوق ،




قال الله تعالى :




{ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ } ،



وقال تعالى :


{ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ

وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ } ،



وقال تعالى :


{ وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ } ،


وقال تعالى :

{ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ } ،


وقال ابن مسعود رضي الله عنه :

" أديموا النظر في المصحف " .

والنصوص في ذلك لا تحصى ،



ومن قال القرآن أو شيء من القرآن مخلوق


فهو كافر كفرا أكبر يخرجه من الإسلام بالكلية ؛


لأن القرآن كلام الله تعالى منه بدأ وإليه يعود ، وكلامه صفته ،


ومن قال شيء من صفات الله مخلوق فهو كافر مرتد


يعرض عليه الرجوع إلى الإسلام فإن رجع وإلا قتل كفرا


ليس له شيء من أحكام المسلمين .

دآنـة وصآل 14-06-11 05:05 PM

[ 83 ]





س : هل صفة الكلام ذاتية أو فعلية ؟





جـ : أما باعتبار تعلق صفة الكلام بذات الله عز وجل واتصافه تعالى بها ،


فمن صفات ذاته كعلمه تعالى بل هو من علمه ،


وأنزله بعلمه ، وهو أعلم بما ينزل ،




وأما باعتبار تكلمه بمشيئته وإرادته فصفة فعل ،


كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :


« إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي » (1) . الحديث -



ولهذا قال السلف الصالح رحمهم الله في صفة الكلام :


إنها صفة ذات وفعل معا ،


فالله سبحانه وتعالى لم يزل ولا يزال متصفا بالكلام أزلا وأبدا


وتكلمه وتكليمه بمشيئته وإرادته ،


فيتكلم إذا شاء متى شاء وكيف شاء


بكلام يسمعه من يشاء وكلامه صفته لا غاية له ولا انتهاء



{ قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ

قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا } ،



{ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ

وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ

مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ } ،



{ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا

لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } .


==================

(1) تقدم وهو ضعيف .

دآنـة وصآل 14-06-11 05:07 PM

[ 84 ]






س : من هم الواقفة وما حكمهم ؟




جـ : الواقفة هم الذين يقولون في القرآن :



لا نقول هو كلام الله ولا نقول مخلوق .



قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :



( من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي ،



ومن كان لا يحسنه بل كان جاهلا جهلا بسيطا



فهو تقام عليه الحجة بالبيان والبرهان ،



فإن تاب وآمن بأنه كلام الله تعالى غير مخلوق ،



وإلا فهو شر من الجهمية ) (1) .








[ 85 ]





س : ما حكم من قال لفظي بالقرآن مخلوق ؟




جـ : هذه العبارة لا يجوز إطلاقها نفيا ولا إثباتا ؛



لأن اللفظ معنى مشترك بين التلفظ الذي هو فعل العبد ،



وبين الملفوظ به الذي هو القرآن ،



فإذا أطلق القول بخلقه شمل المعنى الثاني ،



ورجع إلى قول الجهمية ،



وإذا قيل :



غير مخلوق شمل المعنى الأول الذي هو فعل العبد ،



وهذا من بدع الاتحادية ،





ولهذا قال السلف الصالح رحمهم الله تعالى :



من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ،



ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع (2) .


==================

(1) انظر كتاب السنة لعبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل رحمهما الله ( 1 / 179 ) .



(2) انظر كتاب السنة لعبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل ( 1 / 164 ، 165 ) .


الساعة الآن 01:21 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant