![]() |
أسلموا عندما كان الإسلام ضعيفاً
وكفروا عندما أصبح الإسلام قوياً متى يظهر المنافقون ولماذا؟ إن من ينافق في أي زمان وفي أي مكان لديه أحد هدفين لا ثالث لهما فإما أنه خائف، وإما أنه يطمع بمصلحة ما. لذا لم يظهر منافقون خلال فترة دعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مكة، فمن ذا الذي ينافق شخصاً لا مال له ولا سلطان، وأتى بدين جديد أتباعه مضطهدون، وكفار الجزيرة العربية قاطبة تلاحقه وتعذب كل من تسول له نفسه أن ينصره. من ذا الذي يفكر مجرد تفكير في إعانة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بداية دعوته في مكة كي يجره الكفار على رمال الصحراء المحرقة ويكوى بالنار والحديد؟ من ذا الذي ينافق شخصاً محكوماً عليه في نظر الجميع – في ذلك الوقت – أنه هالك لا محالة، وأن دينه سيفنى بلا شك؟ كل من أسلم في مكة ناله من التنكيل والتعذيب ما يفوق احتمال البشر؛ لكنهم بقوا صامدين يبتغون الدار الآخرة وثواب رب العالمين. في ظل هذا الوضع لا مصلحة لأحد أن ينافق النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو حتى يجامله، لكن حين اشتدت قوة المسلمين بهجرتهم إلى المدينة وأصبحت لديهم دولة ظهر من يدعي الإسلام إما خوفاً من المسلمين، وإما أنه يريد مصلحة دنيوية، وقد وردت آيات في فضحهم والتحذير منهم. لكن هل يعني هذا أن المسلمين في ذلك العصر – حتى من أسلم في مكة وعانى ما عاناه من تعذيب كفار قريش – كفار ومرتدون ؟! قال تعالى: { وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ } [ التوبة: 101 ]. أما في مكة فإن النفاق لم يظهر بعد، كيف نكفِّر من نشاء بهذه الطريقة؟ هذا تأل على رب العالمين وتكفير للمسلمين، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( من كفّر مسلماً فقد كفر ). ألا نراقب ما نلفظ من قول ونتقي الله في أصحاب نبينا صلى الله عليه وآله وسلم؟! |
الإمام علي عليه السلام يمنع إرث فدك فدك اتُخِذَت مطعناً في أبي بكر، لكن هل هي مطعنٌ صحيح؟! تأمل!!! تغتصب الخلافة من الإمام علي عليه السلام، وتضرب فاطمة عليها السلام ويقتل جنينها، فلم يتكلم أحد ولم يطالب أحد بشيء! ثم تذهب فاطمة عليها السلام لتطالب بماذا ؟! تطالب بالإرث! ومِن مَنْ؟ من الذين اقتحموا بيتها وأسقطوا جنينها، ثم تغضب فاطمة من أبي بكر؛ لأنه منعها الميراث! سرقت الخلافة وتغضب من أجل ميراث! يقتل ابنها وتغضب من أجل ميراث! لو حدثت كل هذه الأحداث حقاً، فهل تذهب الزهراء عليها السلام لتطالب بالإرث؟ هل يقول هذا عاقل؟! قال الشيخ التيجاني في كتابه ثم اهتديت: ( إن فاطمة عليها السلام بنت النبي أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله فأبى أبو بكر ). أبو بكر سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ( إن الأنبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً )؛ لذلك لم يوزع شيئاً من الميراث، وإذا قلنا: إن أبا بكر ظلم الزهراء عليها السلام بعدم تسليمها فدك، وجاء بعده عمر واستمر في ظلمه فلم يعط ورثة الزهراء حقهم في فدك، وجاء عثمان فاستمر في ظلمهم، وكذلك لما بلغت الخلافة أمير المؤمنين علياً عليه السلام لم يعط فدك للورثة ! فلماذا لم يعط فدك للإمام الحسن والحسين وأم كلثوم ورثة الزهراء عليهم السلام ؟ شيء آخر: إذا كانت فدك ميراثاً ويجب توزيعه بعد وفاة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم فبذلك يجب أن يتقاسم فدك مع الزهراء جميع زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالإضافة إلى عمه العباس؛ لأنهم أيضاً ورثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم. |
أبناء الأئمة في غياهب النسيان لماذا لا يذكر في المجالس الحسينية أبناء الأئمة الذين استشهدوا مع الإمام الحسين عليه السلام في الطف أمثال: أبي بكر بن علي بن أبي طالب، وعمر بن علي بن أبي طالب، وعثمان بن علي بن أبي طالب وقد استشهدوا جميعاً مع الحسين بالطف [1]. وكذلك أبناء الحسن: أبو بكر بن الحسن، وعمر بن الحسن جميعهم شهدوا كربلاء مع عمهم الحسين عليه السلام واستشهدوا. فبماذا تفسر ذلك؟ أليسوا أبناء الأئمة؟ ألم يقاتلوا مع الحسين عليه السلام واستشهدوا معه؟ أليس من المحزن أن تذكر حتى أسماء العبيد الذين قاتلوا مع الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء ولا يذكر إخوانه وأبناء أخيه، لا لشيء إلا أن أسماءهم كأسماء أصحاب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم.. أسماء أشخاص يكرههم الشيوخ؟! عجباً كيف يعمي الحقد القلوب!! إني استغرب كل هذا الإصرار على تكفير الصحابة لدرجة إنكار آيات القرآن، وإلغاء العقل والمنطق، بل وتهميش أبناء الأئمة لمجرد أن أسماءهم كأسماء الصحابة. ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ [1] - موضع بالعراق من ناحية الكوفة عند نهر كربلاء، يقال: إن به قبر الحسين. |
نهاية الحوار أنهى حواره معي بقوله: أنت صاحب فكر فاسد وعقيدة منحرفة! تذكرت عندها مقالاً تحت عنوان ( لماذا لا يبحثون عن الحق ؟) تقول كاتبته فيه: ( إن النفس البشرية لا تحب سماع إلا ما يوافق آراءها؛ فهذا يشعرها بالأمان، فإذا جاءتها خواطر وتساؤلات عكس معتقداتها طردتها وحاولت عدم التفكير بها كحيلة من حيل الدفاع النفسي؛ لذا تجدهم لا يقرئون إلا ما يعزز معتقداتهم كي يشعروا بالأمان النفسي، ولو أنهم تغلبوا على هذا الشعور لدقائق لعرفوا الحق واتبعوه؛ فمجابهة الألم مرة أفضل من العيش معه باقي العمر، والخلود في العذاب بعد الموت ). هو الكسل الفكري الذي يحس المرء فيه بريبة في أمر ما ومع ذلك لا يتحقق منه؛ لكن ما يضحكني قوله لي: أنت صاحب فكر فاسد وعقيدة منحرفة! |
يا صديقي العزيز..
يا من لا أحمل له إلا كل احترام وتقدير، ما المطلوب مني كي أكون سليم الفكر سليم العقيدة؟! هل أكفِّر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كي أكون سليم الفكر؟ هل ادعو غير الله كي أكون سليم العقيدة؟ هل أعتقد أن الأئمة يعلمون الغيب ويرزقون؛ فأصرف دعائي للأئمة وأترك دعاء رب الأئمة؟ هل يجب أن أكفِّر أحداً ما كي أكون مسلماً؟ هل رفع الأئمة شعار التكفير وقالوا: إن من لم يكفِّر الصحابة فليس من شيعتنا ولا من أتباعنا؟ هل من تقدير الإمام علي عليه السلام ومحبته أن أصدِّق أن عمر لطم الزهراء عليها السلام على وجهها والإمام يتفرج ؟! ما الذي يزعجك في فكري؟ ما الذي يقلقك في عقيدتي؟ أترتاب في أن الله أحق بالدعاء ممن سواه؟ أم هل يزعجك أن تكون عظمة شخصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم أثرت فيمن حوله فاقتبسوا شيئاً من نورها فأصبحوا عظماء؟ آسف جداً يا صديقي لا أريد تحمل ذنب لعن أو تكفير أيِّ أحد أمام الله يوم القيامة، لا أريد أن أدعو غير الله وقد أمرت أن ادعوه وأذر من سواه. الله سيسألني عما عملت في حياتي، ولن يسألني: ماذا فعل فلان؟ ولن يسألني: هل فلان كافر أم لا؟ ولن يسألني: لماذا لم تكفر فلاناً أو تلعنه؟ ولن يسألني: لماذا دعوتني وتركت دعاء الأئمة من دوني؟ لكنه سيحاسبني إذا ما كفرت مسلماً، وسيحاسبني إذا ما صرفت العبادة لغيره، وسيسألني إذا ما افتريت الكذب على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. |
أما أنت يا صديقي العزيز
فأقول لك كما قال الإمام علي عليه السلام عندما دخل عليه عمران بن طلحة بن عبيد الله: ( إني لأرجو أن أكون أنا وأبو هذا ممن قال الله فيهم: { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47) } [ الحجر: 47 ]. |
فهرس المحتويات إهداء البداية صيحة قبل الطوفان تحطم الأسطورة نحن والأساطير اليونانية الأئمة بشر غلو في غير الأئمة! لعبة الأسماء الأئمة وسطاء حيل شيطانية سماحة الشيخ عباس الموسى ودعاء غير الله تحقير المرأة واقع مرير حرقوه وانصروا آلهتكم من نتبع؟! لماذا يكذب هؤلاء؟! شتان ما بين سيرة وسيرة عبادات " كده وكده " حفلات الزار ما بين مواكب العزاء ومصاصي الدماء فوبيا المجتمع بين الإمام علي عليه السلام وعمرو بن هند كتائب الدفاع عن التكفيريين! شغب المستبصرين أم شغب الغلاة والعلماء؟! خير أمة لم تؤمن قط لماذا أرسل الله النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم؟ وقفة مع الإمامة أسلموا عندما كان الإسلام ضعيفاً وكفروا عندما أصبح الإسلام قوياً الإمام علي عليه السلام يمنع إرث فدك أبناء الأئمة في غياهب النسيان نهاية الحوار ************************ للحصول على نسخة من الرسالة http://www.saaid.net/book/open.php?cat=88&book=6067 والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك |
الساعة الآن 10:12 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir