![]() |
أنواع الكرامات يزعم المناوي أن للصوفيين أنواعاً من الكرامات. "النوع الأول: إحياء الموتى، وهو أعلاها، فمن ذلك أن أبا عبيد اليسري الدماميني غزا ومعه دابة فماتت، فسأل الله أن يحييها ، فقامت تنفض أذنيها ، وأن مفرجا الدماميني أحضر له فراخ مشوية فقال: طيري بإذن الله تعالى، فطارت. ووضع الكيلاني يده على عظم دجاجة أكلها، وقال لها: قومي بإذن الله، فقامت، ومات لتلميذ أبي يوسف الدهماني ولد، فجزع عليه، فقال له الشيخ: قم بإذن الله، فقام، وعاش طويلاً، وسقط من سطح الفارقي طفل، فمات فدعا الله، فأحياه ". ( 1 ) نفس المعجزات التي منَّ اللهُ بها على إبراهيم وعيسى، وعلى الذي مرَّ على قرية وهي خاويةٌ على عروشها !! ويقول الكلاباذي: "أجمعوا على إثبات كرامات الأولياء، كالمشي على الماء، وكلام البهائم، وطيّ الأرض، وظهور الشيء في غير موضعه " ( 2 ) وقد نظمها حسن رضوان. وإن تجلى جَلَّ شأنُه على ** وَلِيِّه بقدرةٍ تَحَمَّلا وشاهد الأشياء تحت قبضتهْ ** وأنها تكونت عن قدرتهْ شهود غيب، غير أنه ظهرْ ** عليه منه في الشهادة الأثرْ وَمِنْ هنا حوال أرباب الهِمَمْ ** كمشيهم فوق الماء بالقَدَمْ أو الهواء، أو على السحاب ** أو طَيٍّ أو خبز من التراب أو غير هذا من أمور خارقةْ ** لعادة ، والشرط أن توافقهْ ( 3 ) ومن هنا دانت الصوفية بأولياء لهم "التصرف العام والحكم الشامل العام في جميع المملكة الإلهية، وله بحسب ذلك الأمر والنهي والتقرير والتوبيخ والحمد والذم".( 4 ) ويتحدث الكوهني عن معجزات سلامة الراضي: "حملت إحدى زوجات الإخوان، وفي التاسع مات الجنين، وبقى عشرة أيام ميتاً ببطن أمه، وعند الوضع ذاكر هذه الأخُ شيخَنا، فقال: كذلك يا فلان؟! وبتمامه تم الوضع طبيعياً كأن لم يكن هناك وليد مات منذ عشرة أيام. وأحد الإخوان كُفَّ بصره، فذاكر حضرةَ الأستاذ، فقال له: إن كتمت الأمر، أبصرت، فرضي بالشرط فمسح على عينه، فأبصر، وكان لبعض وجهاء بندر الجيزة ابنة وحيدة أصابتها حمى، وبعد شفائها، خرست، فلم تتكلم أبداً، فعرضوها على الأطباء سنوات، فلم تُشْفَ، فأحضروها لشيخنا، ونظر إليها نظرة، فسألها عن اسمها، فنطقت به، وذهب خرسُها في الحال ". ( 5 ) نفس المعجزات التي منَّ الله بها على عيسى عليه السلام. وهكذا تدين الصوفية بأن من أوليائها من يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى وكثير من هؤلاء الذين نسبت إليهم تلك القُدَر الإلهية طائفة تمردت على الله تمرد الشيطان!. ****************** ( 1 ) ص 11 الكواكب الدرية لعبد الرءوف المناوي ط 1938م ( 2 ) ص 44 التعرف لمذهب أهل التصوف للكلاباذي ط 1933م ( 3 ) ص 239 روض القلوب المستطاب ( 4 ) ص 79 جـ 2 جواهر المعاني لحرازم ( 5 ) ص 258 طبقات الشاذلية الكبرى للحسن بن محمد الكوهني الفاسي، وقد ألف كتابه في حياة شيخه "الذي مات من عهد قريب جداً". |
الصوفية يملكون كلمة التكوين تزعم الصوفية أن شيوخها يقولون للشيء: كن، فيكون، فيتحدث أحدهم عن الولي الذي استخلفه الله، فيقول: "إنه خليفة يُملِّكه الله كلمة التكوين متى قال للشيء: كن، كان من حينه ". ( 1 ) ويقول أبو السعود: "إن الله أعطاني التصرف منذ خمس عشرة سنة، وتركناه تظرفاً" ويعلق ابن عربي على هذا بقوله: "وأما نحن، فما تركناه تظرفاً وإنما تركناه لكمال المعرفة " ( 2 ) ترى ماذا كان يعمل الله، وأبو السعود يتصرف في الوجود ؟. هكذا يجعل الصوفية أولياءهم شركاء لله. ****************** ( 1 ) ص 8 جـ 2 جواهر المعاني لعلي بن حرازم( 2 ) ص 129 جـ 1 فصوص ط الحلبي |
معجزات الرسل من قدرة الله أما رسل الله، فما كانت معجزاتهم طوع أيديهم، كما تزعم الصوفية لشيوخها، ولا بأمرهم، وإنما كانت بيد الله وحده، وبأمره يكرم بها نبيه متى شاء سبحانه، لا متى شاء الرسول. ما ضرب موسى بعصاه الحجر، أو البحر بأمره، وما انفلق البحر بقدرته، وإلا ففيمَ كان خوف موسى من أن يدركه فرعون وجنوده، لو أنه كان حتى على ظنٍّ من قدرة عصاه على فلق البحر؟!. بل لماذا مسته رعدة الخوف حين ألقى السحرة حبالهم وعصيهم، حتى ثبته الله بقوله: ( لا تخف، إنك أنت الأعلى ) هذه آية قدرة على صنع المعجزات ؟ أم هو العجز البشري يضرع في صدق إلى قدرة الله المنقذة ؟. وما نزل جبريل بالقرآن على محمد بأمره، أو إرادته، بل بأمر الله وحده وإرادته ( وما نتنزل إلا بأمر ربك ). وتدبر، يتجلَّ لك الهدى بيِّنًا من قوله سبحانه: ( قلنا: يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم ) ما قالها إبراهيم، وإنما القائل لها – لأنه القادر عليها – رب إبراهيم. فأين من هذا زعم الصوفية، أن شيوخها يُصَرِّفون أقدار الوجود بنزغات الهوى، وعواء الشهوات ؟! ويقولون للشيء كن، فيكون ؟! تعالى الله عما يأفك الخرَّاصون علواً كبيراً!. ثم ماذا يستفيد الخلق من دجاجة يردها الكيلاني إلى الحياة ؟ ومن دابة، يحيي اليُسري منها العظام، وهي رميم ؟! ومن كرامات الحريثي ووحيش يقترفان بغي الجريمة على مدرجة الطريق ؟!. إن الصوفية – كما رأيت – قد حكمت بأن معجزات أولي العزم من الرسل طَوْع الهوى من البُلْه الخَرْقى المشعبذين من أوليائها! فماذا يمنع أدعياء الصوفية من الزعم بأن الله سبحانه أوحى إليهم قرآناً، كما أوحى إلى محمد ( 1 )، ما دامت الصوفية تحكم بأن معجزات الرسل أثارة من قدرة المعتوهين، ومقترفي الإثم والخطايا ؟ بل ما دمتم يا كهنة الصوفية قد حكمتم بأن لأوليائكم حياة كحياة الله، وقدرة قهارة شاملة، كقدرته، فالله سبحانه، يقول: ( قال: من يحي العظام، وهي رميم؟ قل: يحييها الذي أنشأها أول مرة ) ولقد زعمتم أن إحياء العظام، وهي رميم من قدرة أوليائكم؟ ولا ريب في أن من يقدر على أن يهب لغيره الحياة، قادر على أن يهب الديمومة لنفسه، والخلود الأبدي لحياته. وإلا، فكيف يهب لغيره، ما لا يهب، أو يستطيع أن يهبه لنفسه ؟! أرأيت إلى الصوفية، كيف يصفون الحمقى الشاردين في تيه الضلالة بما يوصف به الخلَّاق العلي الكبير وحده ؟ ****************** ( 1 ) ادعاها ربيب الصوفية ميرزا محمد علي الملقب "بالباب"ومن بعده مسيلمة ميرزا حسين علي الملقب بالبهاء. وادعاها غلام أحمد القادياني!! |
رجاء آخر بودي أيها الصوفي – وإنه لود الإخلاص الصادق – أن ترفع على راحتيك كتاب الله، ثم تتدبر بعض آياته بالفكر البصير، والقلب الخشوع، والنفس المستعبرة، ويقيني أنك حينئذ، ستثور ثورة العاصفة على عاد، تدمِّر أصنام الصوفية وأوثانها، وترجم باللعنات الغضاب طقوسها وكهنوتها ! وستغمر نفسك القلقة سكينة الإيمان، ويقين التوحيد. إننا في قرن حطم العلم فيه الذرة، الجوهر الفرد الذي دان به الأشاعرة ركناً سادساً من أركان الإسلام، فهل يمكن أن تعين – أعانني الله وإياك- على تحطيم تلك الطواغيت الصماء، [ التي ] تقف عقبة كئوداً في سبيل الوصول إلى الله، وتنشر الخرافات العفنة والأخلاق العفنة، وتجمع حول عفونتها ذباباً عفناً كثيراً !. |
سماع نطق الجمادات يعدد ابن عربي أنواع الكرامات، فيقول: "ومنها سماع نطق الجمادات على مراتب نطقها في العوائد وخرقها "( 1 ) والله يقول : ( ولكن لا تفقهون تسبيحهم ) فهل نصدق المفتري؛ لنكذب الله سبحانه ؟! : "ومنها مكالمته للملأ الأعلى ومحادثته لهم ".( 2 ) ترى أكلم الصديق وعمر الملأ الأعلى ؟ بل أكلمه الرسل قبل البعثة، أو في غير أوقات الوحي ؟ ولكن مَنْ الرسل عند الصوفية ؟ إن أي زنديق صوفي أفضل عندهم من خاتم النبيين. ألا ترى البسطامي يفتري : "تالله، إن لوائي أعظم من لواء محمد " ( 3 ) ويقول : "لأن تراني مرة، خير لك من أن ترى ربك ألف مرة ". ( 4 ) ****************** ( 1 ) ص 75 مواقع النجوم لابن عربي ط 1325هـ ( 2 ) ص 81 المصدر السابق، وقد أخذها ابن عربي عن أستاذه الغزالي، وزاد هذا فقال: إن الولي يُنادَى من سرادقات العز، كما نودي موسى!! ( 3 ) عن السهلجي والشعراني في لطائف المنن، ص 125، نقلاً عن شطحات الصوفية للدكتور بدوي ( 4 ) المصدر السابق |
صوفي يطوف بالملكوت يخاطب صوفي ربه بقوله : "إن قومًا طلبوك، فأعطيتهم طي الأرض، والمشي على الهواء، وكنوز الأرض، فانقلبت لهم الأعيان" ثم يتحدث عما أنعم عليه به ربه، فيقول : "أدخلني في الفلك الأسفل، فدَوَّرني في الملكوت السفلي، فأراني الأرضين، وما تحتها، إلى الثرى، ثم أدخلني في الفلك العلوي، فطوف بي في السماوات، وأراني ما فيها من الجنان إلى العرش، ثم أوقفني بين يديه، فقال لي: سلني أي شيء رأيت حتى أهبه لك، فقلت : يا سيدي ما رأيت شيئاً أستحسنه، فأسألك إياه! "( 1 ) حتى عرش الله لم يستحسنه هذا الصوفي الوقح، ومع ذلك يزعم أن الله قال له : "أنت عبدي حقاً!". أتراه، وهو يطوف بجوف الأرض، لم ير "البترول" ، فيدل على مكانه قومه ؟!. والبيومي ( 2 ) يزعم أنه رأى الشيخ دمرداش في السماء، وأنه قال له : لا تخف في الدنيا ولا في الآخرة، وأنه كان يرى النبي في الخلوة، وأنه سمعه يقول لأبي بكر : اسعَ بنا نطل على زاوية دمرداش، وأنه دخل على السيد البدوي، ورأى النبي عنده، وأنه خشي أن يكون واهماً في رؤية النبي، فرأى الدمرداش عند ضريحه يقول له : مد يدك إلى النبي فهو حاضر عندي !". ( 3 ) ****************** ( 1 ) ص 103 قوت القلوب لأبي طالب المكي ط 1351هـ( 2 ) هو علي بن حجازي بن محمد البيومي توفي سنة 1183هـ ( 3 ) ص 320 جـ 1 عجائب الآثار للجبرتي |
صوفي يضمن الجنة لمن يطعمه يزعم طاغوت التيجانية الأول ما يأتي: "أخبرني سيد الوجود يقظة، لا مناماً: كل من أحسن إليك بخدمة، أو غيرها، وكل من أطعمك يدخلون الجنة، بلا حساب، ولا عقاب، فسألته لكل من أحبني، ولكل من أحسن لي بشيء من مثقال ذرة، ومن أطعمني طعامه، كلهم يدخلون الجنة بغير حساب ولا عقاب وسألته لكل من أخذ عني ذكراً، أن تُغْفَر لهم جميع ذنوبهم، ما تقدم منها وما تأخر، وأن يرفع الله عنهم محاسبته على كل شيء، وأن يكونوا آمنين من عذاب الله من الموت إلى دخول الجنة، وأن يكونوا كلهم معي في عِليين في جوار النبي، فقال لي صلى الله عليه وسلم : ضمنت لهم هذا ضمانة، لا تنقطع، حتى تجاورني، أنت وهم في عليين !" ( 1 ). والله سبحانه يقول لمحمد : ( إنك لا تهدي من أحببت ) ويقول محمد صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة: "اعملي فإني لن أُغني عنك من الله شيئاً" وتشهد امرأة جليلة لصحابي عند موته بقولها: أشهد أن الله قد أكرمك، فيقول لها رسول الله معاتباً، يضع الصواب مكان الخطأ: "وما يدريك أن الله قد أكرمه ؟ وإني لأرجو له الخير والله إني لرسول الله، ولكني لا أدري ما يُفعل بي غدا ً؟!" أما التيجاني ؟! لقد قرأت قوله، فبمَ تحكم عليه ؟، غير أني أضع إصبعك على قوله: "وكل من أطعمك" لأريك مبلغ حرص الصوفية على انتهاب أقوات الناس ؟!. ****************** ( 1 ) ص 97 وما بعدها جـ 1 جواهر المعاني في فيض التيجاني لعلي حرازم |
قلب الصوفي أوسع من عرش الله يقول البسطامي: "لو أن العرش، وما حواه مائة ألف مرة ألف مرة في زاوية من زوايا قلب العارف، لما أحس به، فقلب العبد الخصوصي بيت الله، وموضع نظره، ومعدن علومه، وحضرة أسراره، ومهبط ملائكته، وخزانة أنواره، وكعبته المقصودة، وعرفاته المشهودة ". ( 1 ) ****************** ( 1 ) ص 120 جـ 2 فصوص الحكم لابن عربي ط الحلبي ص 141 مواقع النجوم |
الملكوت في بطن صوفي والدباغ الفاطمي الهدف يقول: "إني أرى السموات السبع والأرضين السبع، والعرش داخلة وسط ذاتي، وكذا ما فوق العرش من السبعين حجاباً " .( 1 ) ****************** ( 1 ) ص 73 جـ 2 الإبريز للدباغ |
كرامات شتى واقرأ في طبقات المناوي زعمه أن الصوفية يخطابون الموتى، وأن جده خاطب الشافعي رضي الله عنه في قبره، وأن روح "ذا النون المصري "( 1 ) كانت تُدَبِّر أجساماً عدة ( 2 ) وأن الخوَّاص، كانت تنزل عليه الموائد من السماء، وأن الخضر كان يسقيه، واقرأ فيه تفضيل البسطامي ( 3 ) الأولياء على الأنبياء ( 4 ) وأن طارقاً طرق بابه، فقال البسطامي: من تطلب؟ فقال: أبا يزيد، فأجابه: مافي البيت غير الله ( 5 )، واقرأ للسلمي زعمه أن داود والخضر، لقيا إبراهيم بن أدهم – وهو "بوذا" الصوفية – وخاطباه، وأكلا معه، وعلماه اسم الله الأعظم ( 6 ) . ****************** ( 1 ) هو ثوبان بن إبراهيم النوبي توفي سنة 245هـ ( 2 ) سيأتيك زعم الدباغ أن روح القطب تدير 366 جسداً ( 3 ) هو طيفور بن عيسى أبو يزيد البسطامي توفي سنة 361هـ ( 4 ) هذا دين الصوفية، فابن عربي يقول: مقام النبوة في برزخ ** فويق الرسول، ودون الولي ( 5 ) اقرأ كل هذا في الكواكب الدرية للمناوي في تراجم من ذكرت أسماءهم ( 6 ) ص 30، 34 الطبقات للسلمي، ص 8 الرسالة للقشيري |
الجنة والنارُ بِيَدِ مِنْ؟ يزعم الدسوقي أنهما بيديه، فيفتري : "أنا بيدي أبواب النار أغلقتها، وبيدي جنة الفردوس فتحتها، من زارني أسكنته جنة الفردوس، وما كان ولي متصلاً بالله، إلا وهو يناجي ربه، كما كان موسى يناجي ربه ". ( 1 ) ****************** ( 1 ) اقرأ ترجمة الدسوقي في الطبقات للشعراني |
معجزات الرسل بعض كرامات الصوفية ******************يفتري الدباغ هذا البهتان المجوسي، فيقول: "كل ما أعطيه سليمان في ملكه وما سخر لداود، وما أكرم به عيسى، أعطاه الله وزيادة لأهل التصرف من أمة النبي، ومكنهم من القدرة على إبراء الأكمه والأبرص. وإحياء الموتى " ( 1 ) ( 1 ) ص 12 الإبريز للدباغ جـ2 |
النَّشْلُ كرامة صوفية وأبى الدباغ إلا أن يفضح أقطابهم بهذه الكرامة، كرامة السرقة خلسة، فيقول: "إن الولي صاحب التصرف، يمد يده إلى جيب من شاء، فيأخذ منه ما شاء من الدراهم، وذو الجيب لا يشعر " ( 1 ) والدباغ قطب صوفي معبود. أأدلك على ردغة الوثنية في تلك الشركيات، أم تراها في غير حاجة إلى دلالة ؟ وكذلك الظلام، وكذلك النَّتن، وكذلك اليَحْمُومُ الخانق !. الله – وتعالى علواً كبيراً – وعرشه وكرسيه، ملكه وملكوته، والعالم كله إنسه وجنه، حيوانُه وجماده، عُلْوِيُّه وسفليه. مشاعر الناس وخواطرهم وإرادتهم وعواطفهم وقلوبهم ونفوسهم. كل أولئك في دين الصوفية الآثم تحت قبضة طواغيتها، وبطشهم، وَطَوْعَ سُعار غرائزهم الضارية، وجنون شهواتهم المنهومة الآبقة!. ****************** ( 1 ) ص 14 المصدر السابق |
القطب وأعوانه أسطورة خرافية، تنزع إلى تجريد الله من الربوبية والإلهية، وَخَلْعِهما على وَهْمٍ باطل سُمِّيَ في الفلسفة: "العقل الأول" وفي المسيحية : "الكلمة" وفي الصوفية: "القطب"!. والقطب: هو أكمل إنسان متمكن في مقام الفردية، أو الواحد الذي هو موضع نظر الله في الأرض في كل زمان، عليه تدور أحوال الخلق، وهو يسري في الكون، وأعيانه الباطنة والظاهرة سريان الروح في الجسد، ويفيض روح الحياة على الكون الأعلى والأسفل، وقد يسمى "الغوث" باعتبار التجاء الملهوف إليه .( 1 ) ****************** ( 1 ) انظر جامع الأصول للكمشخانلي والتعريفات للجرجاني تحت مادة "قطب". |
القطب القديم والقطب الحادث والقطب عند الصوفية نوعان. أحدهما: حادث أو حِسِّي، وهو ما سبق الحديث عنه، والآخر قديم، أو معنوي، وهو الحقيقة المحمدية، يقول القاشاني: "وهو – أي القطب – إما قطب بالنسبة إلى ما في عالم الشهادة من المخلوقات يَسْتَخْلف بدلا منه عند موته من أقرب الأبدال منه، أو قطب بالنسبة إلى جميع المخلوقات في عالم الغيب والشهادة، ولا يَسْتَخْلف بدلا من الأبدال، ولا يقوم مقامَه أحدٌ من الخلائق ، وهو قطب الأقطاب المتعاقبة في عالم الشهادة لا يسبقه قطب، ولا يخلفه آخر، وهو الروح المصطفوي المخاطب بلولاك، لما خلقتُ الكون " ( 1 ) ****************** ( 1 ) ص 103 جـ 2 كشف الوجوه الغر للقاشاني، وقد ادعى ابن الفارض لنفسه أنه القطب القديم وقطب الأقطاب فبي دارت الأفلاك، فاعجب لقطبها الـ ** ـمحيط، والقطب مركز نقطة ولا قطب قبلي عن ثلاث خلقته ** وقطبية الأوتاد عن بديلة |
حقيقة القطبانية ******************يقول كاهن التيجانية الأكبر أحمد : " إن حقيقة القطبانية ، هي الخلافة العظمى عن الحق مطلقاً في جميع الوجود جملة وتفصيلاً ، حيثما كان الربُّ إلهاً ، كان هو خليفةً في تصريف الحكم وتنفيذه في كل مَنْ له عليه ألوهية لله تعالى ، فلا يصل إلى الخلق شيء كائنًا ما كان من الحق إلإ بحكم القطب ، ثم قيامه في الوجود بروحانيته في كل ذرة من ذرات الوجود ، فترى الكون كله أشباحاً لا حركة لها، وإنما هو الروح القائم فيها جملة وتفصيلاً، ثم تصرفه في مراتب الأولياء، فلا تكون مرتبة في الوجود للعارفين والأولياء خارجة عن ذوقه، فهو المتصرف في جميعها، وَالْمُمِدُّ لأربابها، به يُرْحَم الوجود، وبه يبقى الوجود في بقاء الوجود رحمة لكل العباد، وجوده في الوجود حياة لروحه الكلية وتنفس نفسه يُمِدُّ الله به العلوية والسفلية. ذاته مرآة مجردة، يشهد فيها كل قاصد مقصدَه " ( 1 ) . ( 1 ) ص 81 وما بعدها جواهر المعاني |
عِلْم القطب ******************يتحدث تيجاني عنه بقوله: "ومما أكرم الله به قطب الأقطاب، أن يعلمه علم ما قبل وجود الكون، وما وراءه، وما لا نهاية له، وأن يعلمه علم جميع الأسماء القائم بها نظام كل ذرة من جميع الموجودات، وأن يخصصه بأسرار دائرة الإحاطة، وجميع فيوضه، وما احتوى عليه " ( 1 ) . ( 1 ) ص 79 جـ 2 المصدر السابق |
خصوصية القطب "قطب الأقطاب في كل وقت لا تقع بينه وبين الرسول حجابية أصلاً، وحيثما جال رسول الله من حضرة الغيب، ومن حضرة الشهادة، إلا وعين قطب الأقطاب متمكنة من النظر إليه، لا يحتجب عنه في كل لحظة من اللحظات "( 1 ) وحسبك هذا من تلك الأسطورة ( 2 ) التي ألَّـهتها الصوفية، وجعلت منها رَبَّاً أكبر يُعْبَد ويُخْشَى ، ويُرْهَب !!. ( 3 ) ****************** ( 1 ) ص 63 المصدر السابق ( 2 ) كتبت عنه مقالاً ضافياً في مجلة الهدى النبوي ( 3 ) العجيب أن ابن الحاج – وله سابقة فضل في محاربة البدعة – يؤمن بهذه الأسطورة ويقول عن القطب "إن الله تعالى يديره في الآفاق الأربعة من أركان الدنيا كدوران الفلك في أفق السماء" انظر ص 328 مشتهى الخارف لمحمد بن الخضر الشنقيطي. وهكذا تقتل الصوفية بسمومها كل من يظن بها ظناً واحداً من خير!! |
أعوان القطب ******************أولاً: الإمامان، وهما بمنزلة الوزيرين له، أحدهما لعالم الملك، والآخر لعالم الملكوت. ثانياً: الأوتاد الأربعة: وقيل هم ثلاثة، كلما مات قطب الوقت أقيم مكانه واحد منهم، وعِلْمُهُم فَيْضٌ من قطب الأقطاب، وإن ماتوا، فسدت الأرض! ثالثاً: الأبدال: والبدَل حقيقة روحانية تجتمع إليها أرواح أهل ذلك الموطن الذي رحل عنه وليه. وعددهم أربعون، اثنان وعشرون منهم بالشام، وثمانية عشر بالعراق! رابعاً: النجباء وهم دون الأبدال ومسكنهم مصر! وعملهم أن يحملوا عن الخلق أثقالهم وعددهم سبعون! خامساً: النقباء وعددهم ثلاثمائة، وقيل خمسمائة، وهم الذين يستخرجون خبايا الأرض ! ( 1 ) تلك هي مملكة الأساطير التي ابتدعها خرافات الصوفية الحمقى، وخيالاتهم المخبُولة ( 2 ) ؛ ليستعبدوا الخلق لما يشتهون، وليجعلوا منهم أحلاسَ رهبة منهم، وخوف مذعور. تلك هي المملكة التي ابتدعتها أوهام الصوفية إزاء ملكوت الله؛ ليغصبوا بها من الأحياء أقواتهم وإيمانهم، ومن الموتى أكفانهم! ترى ما ذا بقي لله وملائكته ورسله ؟! الله أكبر، له الملك في الدنيا والآخرة. ( 1 )المصدر السابق، ص 93 جامع الأصول للكمشخانلي ( 2 ) بل تزعم الصوفية أن كل صوفي يستطيع أن يكون قطباً يتصرف في الوجود. يقول أحدهم وهو يبشر الصوفية بنتيجة سلوك الطريق "وصرت أنت قطب الوجود تدوره بيدك كيف شئت" ص 114 جـ 1 الفتوحات الإلهية ط 1913م |
خاتم الأولياء وكما جعل الله للنبيين خاتماً، جعل الصوفية للأولياء خاتماً، والعنكبوت الأول الذي سال لعابه بهذه الأسطورة هو الحكيم الترمذي ( 1 )، قال السلمي: "نفوه من ترمذ، وشهدوا عليه بالكفر بسبب تصنيفه كتاب "ختم الولاية"، وقال: إنه يقول: "إن للأولياء خاتماً، كما أن للأنبياء خاتماً، وأنه يفضل الولاية على النبوة " ( 2 ) ويقول ابن تيمية عنه : "في كلامه من الخطأ ما يجب رده، ومن أشنعها ما ذكره في ختم الولاية، مثل دعواه فيه أنه يكون في المتأخرين مَنْ درجته عند الله أعظم من درجة أبي بكر وعمر وغيرهما، ومنها ما ادعاه من خاتم الأولياء الذي يكون في آخر الزمان، وتفضيله وتقديمه على من تقدم من الأولياء، وأنه يكون معهم كخاتم الأنبياء مع الأنبياء " ( 3 ) . وتوالت عناكب الصوفية على هذه الأسطورة، حتى قتلت بها ذباباً من الخلق كثيراً. قال ابن عربي – وهو يتحدث عن علم وحدة الوجود: "وليس هذا العلم إلا لخاتَم الرسل، وخاتم الأولياء! وما يراه أحد من الأنبياء، أو الرسل إلا مشكاة الرسول الخاتم، ولا يراه أحد الأولياء إلا من مشكاة الولي الخاتم، حتى إن الرسل لا يرونه –متى رأوه- إلا من مشكاة خاتم الأولياء، فإن الرسالة والنبوة – أعني نبوة التشريع – تنقطعان، والولاية لا تنقطع أبداً، فالمرسَلون من كونهم أولياء، لا يرون ما ذكرناه إلا من مشكاة خاتم الأولياء " ( 4 ) ****************** ( 1 ) هو غير صاحب السنن، فهو محمد بن علي بن الحسن بن بشير أو "بشر" الترمذي الملقب بالحكيم عاش إلى حدود 320هـ ( 2 ) ص 170 جـ 2 مفتاح السعادة لطاش كبري زادة طبع الهند ( 3 ) ص 79 وما بعدها رسالة حقيقة مذهب الاتحاديين لشيخ الإسلام ابن تيمية ( 4 ) ص 62 جـ 1 فصوص الحكم ط الحلبي |
تفضيل خاتم الأولياء على خاتم النبيين زعم ابن عربي في النص الذي نقلته عنه آنفاً أن الرسل لا يستمدون أشرف علومهم إلا من خاتم الأولياء، وهذا يستلزم تفضيل الولي الخاتم على الرسل بعامة وعلى النبي الخاتم بخاصة، يقول ابن عربي: "ولما مثَّل النبي صلى الله عليه وسلم النبوة بالحائط من الَّلبِن، وقد كَمُل سوى موضع لبنة، فكان صلى الله عليه وسلم تلك الَّلبِنَة، غير أنه صلى الله عليه وسلم لا يراها إلا كما قال لبنةً واحدة، وأما خاتم الأولياء، فلا بد له من هذه الرؤيا، فيرى ما مثله به رسول الله، ويرى في الحائط موضع لبنتين، فلا بد أن يرى نفسه تنطبع في موضع تينك اللبنتين، فيكمل الحائط.. كما هو آخذ عن الله في السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فيه؛ لأنه يرى الأمر على ما هو عليه، فإنه آخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي به إلى الرسول" ويقول: "وفينا من يأخذه عن الله، فيكون خليفة عن الله بعين ذلك الحكم " ( 1 ) فضَّل خاتمَ الأولياء بأمرين، أولهما: أخذه عن الله مباشرة، أما خاتم النبيين فيأخذ عن الله بواسطة الملَك. الأمر الآخر: هو أنه على يديه تم الدين، فابن عربي يشير بهرائه ذاك إلى الحديث الصحيح الذي مَثَّلَ فيه رسولُ الله ما بُعث به والأنبياء من قبله ببيت كانت تنقصه لَبِنَةٌ، وأنه صلى الله عليه وسلم، هو الذي جاء بتلك اللبنة، يعني أنه هو الذي أتمَّ الله به على المسلمين دينهم. ولكن ابن عربي يزعم أن الدين كان ناقصاً لبنتين، فأتى محمد صلى الله عليه وسلم بواحدة، وأتى خاتم الأولياء بهذه، وبلبنة أخرى، فلم يكمل دين الله إلا على يد خاتم الأولياء! أين هذا الإفك من قول الحق جل وعلا: ( اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام ديناً ) ؟!. ****************** ( 1 ) ص 63، 163 المصدر السابق |
ادعاء كلُّ شيخٍ أنه الخاتم يقول ابن تيمية: "ثم إن هذا خاتم الأولياء صار مرتبة موهومة، لا حقيقة لها، وصار يدعيها لنفسه، أو لشيخه طوائف، وقد ادعاها غير واحد، ولم يدعها إلا مَنْ في كلامه من الباطل، ما لم تقله اليهود، ولا النصارى، كما ادعاها صاحب الفصوص " ( 1 ) وحَقٌّ ما يقول شيخ الإسلام – وعهدنا به الصدق والأمانة البالغة في النقل – فابن عربي يزعم في الفتوحات المكية أنه رأى رؤيا، ثم يقول: "ثم عبرت الرؤيا بانختام الولاية بي " ( 2 ) وادعتها التيجانية لشيخها أحمد. قال أحد أتباعه: "الفصل السادس والثلاثون في ذكر فضل شيخنا، وبيان أنه خاتم الأولياء، وإمام الصديقين، مُمِدُّ الأقطاب والأغواث ... " ( 3 ) . ****************** ( 1 ) ص 63 وما بعدها رسالة حقيقة مذهب الاتحاديين ( 2 ، 3 ) ص 15 جـ 2، ص 5 رماح حزب الرحيم) |
لماذا فُضِّل خاتم الأولياء ؟ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "ثم صاحب الفصوص وأمثاله، بنوا الأمر على أن الولي يأخذ عن الله بلا واسطة، والنبي يأخذ بواسطة الملَك؛ فلهذا صار خاتم الأولياء أفضل عندهم من هذه الجهة "( 1 ) وابن تيمية في فهمه الدقيق، ووعيه الكامل، وأمانته التي تستعصي على التهم يقرر الحق في قوله، فقد نقلت لك عن ابن عربي ما يؤيد الحق الذي قرره ابن تيمية. وهاهو البسطامي يقول لأهل الشريعة: "أخذتم علمكم ميتاً عن ميت، وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت "( 2 ) ويقول : "خضنا بحراً، وقف الأنبياء بساحله "( 3 ) وقال ابن عربي: " علماء الرسوم – يعني أهل الشريعة – يأخذون خلفاء عن سلف إلى يوم القيامة، فيبعد النسب، والأولياء يأخذون عن الله، ألقاه في صدورهم من لدنه رحمة منه، وعناية سبقت لهم عند ربهم "( 4 ) يعني أن أتباع الشريعة الإسلامية، إنما يأخذونها عن أناس طواهم الموت، أما الصوفية، فلهم الصلات المباشرة مع الله، يأخذون عنه من غير واسطة ملك أو نبي أو رسول ! وبهذا كفروا بشريعة محمد، ومهدوا لأتباعهم الكفر بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم. ****************** ( 1 ) ص 64 رسالة حقيقة مذهب الاتحاديين ( 2 ، 4 ) ص 246 الكواكب الدرية للمناوي ( 3 ) ص 63 جـ2 جواهر المعاني |
الديوان الصوفي للصوفية أسطورة تزعم أن في الوجود ديواناً باطنياً، يحكم فيه القطب الأكبر بما يشاء، ويُصَرِّف – هو من ومعه من أقطاب صغار – أقدارَ الوجود. إنه عند الصوفية محكمة عليا يحاكم فيها الأقطابُ أقدارَ الله، دون أن تستطيع أية قدرة إلهية نَسْخَ حكم لها، وقد وصف الدباغ هذا الديوان، وفصل مهامه، فلنترك له الحديث عن هذه الخرافة. |
مكان الديوان وقضاته يقول الدباغ: "الديوان يكون بغار حراء، فيجلس الغوث خارج الغار ( 1 ) ومكة خلف كتفه الأيمن، والمدينة أمام ركبته اليسرى وأربعة أقطاب عن يمينه، وهم مالكية على مذهب مالك بن أنس، وثلاثة أقطاب عن يساره، واحد من كل مذهب من المذاهب الثلاثة، والوكيل أمامه، ويسمى : قاضي الديوان ومع الوكيل يتكلم الغوث" والدباغ مغربي، ولمذهب مالك السيطرة في المغرب، فكان لا بد من هذه العصبية التي جعلت الدباغ يزعم أن أربعة الأقطاب كلهم مالكية! ترى على أي مذهب كان أولئك الأقطاب قبل مالك ؟! ولو أن المتكلم كان حنفياً، لقال: إنهم حنفيون! ****************** ( 1 ) سجل هذا على الصوفية الدرويش الصوفي الإنجليزي المستشرق ادوارد لين، فقال: "ويعتقد أن سطح الكعبة مركز القطب الرئيسي، ويفضل مركزاً آخراً بباب القاهرة المسمى: باب زويلة، ويسمى العامة باب زويلة: "المتولي"؛ لاعتقادهم أنه مركز هذا الكائن المجهول، ومن وراء مصراعي الباب العظيم الذي لا يقفل أبداً فضاء صغير، يقال: إنه مكان القطب، ويدق المصابون بالصداع مسماراً في الباب لفك السحر، كما أن المصابين بوجع الأسنان يخلعون سناً، ويولجونها في أحد شقوق الباب، وللقطب في مصر مراكز أخرى أقل شهرة، أحدها في قبر السيد البدوي، والآخر في مدينة المحلة، ويعتقد أن القطب ينتقل من مكة إلى القاهرة أو من مكان إلى آخر في لحظة، ويروي الكثير من المسلمين أن إلياس ويخلطه العامة بالخضر كان قطب زمانه، وأنه يولي الأقطاب المتعاقبين؛ إذ يقررون أنه لم يمت. ويزعمون أنه شرب من عين الحياة، ويكلف بعض الأولياء القيام ببعض الأعمال الشاقة ويقال لهم: أصحاب الدرك" ص 163 المصريون المحدثون وقد جاء هذا الانجليزي إلى مصر في القرن 19، وتصوف وأخذ العهد ثم راح يسجل الخزي الخرافي لا على الصوفيين بل على المصريين عامتهم، فانظر جناية الصوفية على مصر والإسلام!! |
أهل التصريف "والتصَرُّف للأقطاب السبعة على أمر الغوث، وكل واحد من الأقطاب السبعة تحته عدد مخصوص يتصرفون تحته!" الذين يحضرون الديوان ولغتهم "ويحضره النساء وصفوفهن ثلاثة، ويحضره بعض الكُمَّل من الأموات، ويكونون في الصفوف مع الأحياء، والأموات حاضرون في الديوان ينزلون إليه من البرزخ يطيرون طيراً، بطيران الروح، وتحضره الملائكة والجن، وفي بعض الأحيان يحضره النبي، وكلامه مع الغوث، وأما ساعة الديوان، فهي الساعة التي ولد فيها النبي، والأنبياء يحضرونه في ليلة واحدة هي ليلة القدر، فيحضره في تلك الليلة الأنبياء والمرسلون، ويحضره الملأ الأعلى من الملائكة المقربين ويحضره سيد الوجود معه أزواجه الطاهرات ( 1 ) ، ولغة أهل الديوان هي السريانية ( 2 )؛ لاختصارها، ولأن الديوان يحضره الأرواح والملائكة، والسريانية هي لغتهم. والصغير من الأولياء يحضره بذاته!". ****************** ( 1 ) هكذا في وسط الرجال؟! ومع عظم شأن ذلك الديوان، فإن الدباغ يقول عن نفسه: "إيش هذا الديوان؟ والأولياء الذين يقيمونه كلهم في صدري!! وإنما يقام الديوان في صدري والسموات والأرض بالنسبة إلي كالموزونة في فلاة من الأرض" ص 8 جـ 2 الإبريز 2 ) تدبر الكيد الخفي للعربية لغة القرآن!! |
عدد أجساد القطب الكبير "وأما القطب الكبير، فلا تحجير عليه، فإنه يدبر على رأسه، فيحضره، ولا يغيب عن داره؛ لأن الكبير يقدر على التطور على ما شاء من الصور، ولكمال روحه، تُدَبِّر له إن شاء ثلثمائة وستة وستين ذاتاً ". ( 1 ) ****************** ( 1 ) أي بعدد أيام السنة الكبيسة!! فله في كل يوم إذن جسد جديد!! |
تقاتل الأقطاب "وقد يغيب الغوث عن الديوان، فلا يحضره، فيحصل بين أولياء الله من أهل الديوان ما يوجب اختلافهم، فيقع منهم التصرُّف الموجب لأن يقتل بعضهم بعضاً ( 1 ) ، وإذا حضر سيد الوجود مع غيبة الغوث، فإنه يحضر معه أبوبكر وعمر وعثمان وعلي والحسن والحسين وفاطمة وتجلس فاطمة مع جماعة من النسوة اللاتي يحضرن الديوان". ****************** ( 1 ) يسفكون الدم ظلماً، ومع هذا فهم أقطاب كبار يتصرفون في أقدار الوجود والله يقول : ( من قتل نفساً بغير نفس، أو فساد في الأرض، فكأنما قتل الناس جميعاً ) |
فيم يتصرف الأقطاب؟ ******************"وأهل الديوان إذا اجتمعوا فيه، اتفقوا على ما يكون من ذلك الوقت إلى مثله من الغد، فهم يتكلمون في قضاء الله تعالى في اليوم المستقبل والليلة التي تليه ( 1 ) ، ولهم التصرف في العوالم كلها السفلية، والعلوية، وحتى في الحجب السبعين، فهم الذين يتصرفون فيه، وفي أهله، وفي خواطرهم، وما تهجس به ضمائرهم، فلا يهجس في خاطر واحد منهم شيء إلا بإذن أهل التصرف ( 2 ) ، وإذا كان هذا في عالم الرقا الذي هو فوق الحجب السبعين التي هي فوق العرش، فما بالك بغيره من العوالم ؟! ". ( 1 ) والله يقول: ( وما تدري نفس ماذا تكسب غداً) ( 2 ) وصف الله نفسه بأنه عليم بذات الصدور، وقد وصف الصوفية أقطابهم بهذا وأكثر منه، فماذا تقول فيهم؟ |
انعقاد الديوان في غير الغار ******************"ويكون الديوان في موضع آخر غير غار حراء مرة في العام في موضع يقال له: زاوية أسا! خارج أرض سوس، بينها وبين أرض غرب السودان، فيحضره أولياء السودان، ويجتمعون في غير هذين الموضعين السابقين؛ لأن الأرض لا تطيقهم " ( 1 ) . هذا هو الديوان الصوفي، كما وصفه كاهن صوفي كبير نقلته بلفظه نفسه، بل قل: هذه هي أسطورة الوثنية المخبولة الحمقاء ( 2 ) ، وكم للصوفية مثلها من أساطير!! قتلة سفاحون سفاكون للدماء، ينعتهم الدباغ بأنهم يتصرفون في أقدار الله وملكوته ؟! فماذا بقي للرب الصوفي، وهذا كله في قبضة السَّفَّاكين ؟! ( 1 ) انتهى مختصراً بلفظه من الإبريز للدباغ جـ 2 ص 2 إلى ص 9 ط 1292هـ ( 2 ) دمغهم بهذا الخبال مستشرق مسيحي، فقال: "وللأولياء حكومة باطنة يرون أن عليها يتوقف نظام العالم، ورأس هذه الحكومة الأعلى يسمى: القطب، وهو أرفع صوفية عصره، وإليه رئاسة الاجتماعات التي يعقدها في انتظام مجلس شوراه الموقر!! وأعضاء هذا المجلس لا يعوقهم عن الحضور حواجز الزمان والمكان، وإنما يأتون من أرجاء الأرض في لمحة طرف، يعبرون البحار والجبال والصحارى في يُسرٍ بالغ ، ودون القطب درجات مختلفة من الأولياء ، وقد عدَّها الهجويري فيترتيب تصاعدي كما يلي: الأخيار 300، فالأبدال الـ40، فالأبرار ال 70، فالأوتاد ال 4، فالنقباء ال 3، وهؤلاء جميعاً يعرف الواحد منهم الآخر، ولا يعمل الواحد منهم إلا برضى الباقين، وعمل الأوتاد الطواف حول الأرض جميعاً في كل ليلة، فإن كان هناك مكان لم تقع أعينهم عليه، بدت فيه في اليوم الثاني شائبة نقص، فيخبرون القطب حتى يجعل همه إلى ذلك المكان المشوب، فيبرأ مما أصابه بفضل القطب" ص 119 الصوفية في الإسلام لنـيـكـلسون ترجمة نور الدين شربية |
بين الجاهلية والصوفية كانت الجاهلية في إسفافها الوثني أقل حماقة من الصوفية، وتَدَبَّرْ ما قصه الله عن الجاهلية وشركها، تجدهم كانوا يوحدون الله في ربوبيته توحيداً حُرمت حتى من مثله قلوب الصوفية، إن كانت لهم قلوب! يقول تعالى: ( قل: لِمن الأرضُ ومن فيها إن كنتم تعلمون؟ سيقولون: لله. قل: أفلا تَذَكَّرون؟! قل: من رب السموات السبع، ورب العرش العظيم؟ سيقولون لله. قل: أفلا تتقون؟! قل: من بيده مَلَكُوتُ كُلِّ شيء، وهو يُجِير ولا يُجَار عليه، إن كنتم تعلمون؟! سيقولون: لله. قل: فَأنَّى تُسْحَرون؟!). هذا دين الجاهلية ولكن الله لعنهم لعناً كبيراً بشركهم، لأنهم أشركوا بالله في إلهيته، فتضرعوا إلى غيره بالدعاء. أما الصوفية، فتدين بالقتلة، والمجرمين، وأوغاد الفاحشة أقطاباً يتصرفون في الوجود، ويسيطرون بقهرهم على سنن الله الكونية ونواميس الوجود التي فطرها الله وحده، وهو الذي يصرفها وحده، ويتحكمون في أقدار الله، فلا ينفذ منها إلا ما يشتهون، فأيُّ الشركين أطغى بغياً، وأخبث رجسا ؟ لقد وحدت الجاهلية الله في ربوبيته، وأشركت به في ألوهيته، أما الصوفية، فنفتهما عنه، وأثبتهما للمفاليك الصعاليك ، بل انحدرت حتى نفت وجودَ الله الحق ، ونعتته بالعدم الصرف، أفيمكن أن يقاس إلحادُ الصوفية، بشرك الجاهلية ؟ أم ترى هذا ليلاً غاسقاً، وترى الإلحاد الصوفي دياجير تطغى، وتتراكم، وتطول، حتى لا يُعرف الأبد فيها بدايته ، أو منتهاه ؟! أجيبوا يا كهنة الصوفية ! ولكن ، لا : فحسبي أن الجواب مُسْفِر الصُّبْح، وضيء البيان، قوي الدلائل! |
الفصل السادس "التصوف العملي" لقد افتروا لك أن التصوف نوعان: نظري أو إشراقي، والغاية منه معرفة الله "بالأذواق" واكتناه أسرار ربوبيته بالمواجيد، فكانت نتيجته أن دان مؤتفكوه بالوحدة التامة بين الخلق والخالق! والنوع الآخر منه هو العملي، وهو قائم على الرياضات والمجاهدات أي على الذكر والزهد والعبادة. ومحاولة التفرقة بينهما، كالتفرقة بين الخبث وريحه المنتن، فالنظري من التصوف وليد العملي؛ لأن النظرية وليدة التطبيق! وقد بينا لك دين الإشراقيين، فلنأتك بنبأ الآخرين! |
دعوى الزهد زعمت الأوهام أن الصوفية بِرُّ زهادة، وقداسة روحانية. يعرجان بالروح إلى الملأ الأعلى، فدعني إذن أسائل كل صوفي: أليس في الإسلام ما تبلغ به النفس كمالها وسعادتها النضرة، وما تتألق به الروح، وتسمو إلى سماء الإيمان الحق، والنورانية الصافية، وما ينبغ به الفكر، فيدرك الحق إدراكاً لا يشوبه رَيْبُ وهْمٍ، ولا يريبه ظن، وما يصفو به القلب، فيفيض بالخير والرحمة والمحبة ؟ أحسبت الإسلام غير مُجْدٍ في تزكية الإنسان والتسامي به، حتى تفرَّ مُنحدِراً إلى الصوفية ؟ إن في إخلاص التوحيد، وصدق الإيمان، وطيب الإحسان فيما أنعم الله به لواحة وريفة الظل، فَنَّاء الخميل، ثَرَّة النبع في صحراء الحياة، تَتْرَع من سلسلها العذب ما يجعل الحياة حوليك مجالي خير وسلام وصفاء، ومجاني نعيم روحي وسعادة نفسية. عبادتك الله كأنك تراه، تجريد لك من نوازغ الشر ونوازعه ، وتزكية لك مما يضل به الفكر ، أو تطيش الغريزة ، أو تزل العاطفة ، أو يخمد الشعور بحق الحياة الطيبة. إنها تطلقك في رحاب الوجود جهاداً دائباً في سبيل الحق وعملاً صالحاً تنشد به رضاء الله وحده، وتحقيق الخير العام للإنسانية، وتسبيحاً وتقديساً لله وحده، لا امتزاجاً، أو اتحاداً، كما تزعم الصوفية!. ذلك بعض ما في الإسلام، فماذا في الصوفية ؟! فيما ذكرت لك من قبل الجواب الصادق. إن الزهد الذي تبشِّر به الصوفية – حين تريد اغتصاب اليتيم والمسكين ( 1 ) - ليس من شعائر الإسلام، ولا من شرعته في شيء ، مهما حاولت الصوفية تَوشِيَتَه؛ ليبدو لضحاياها شعيرة دينية سامية!. فمعنى الزهد تحقير الشيء، والتهوين من شأنه في اللغة التي شرفها الله، فنزل بها كتابه، وبهذا المعنى وردت في القرآن، ولم ترد مادتها فيه إلا مرة واحدة. قال تعالى يقص شأن السيارة الذين باعوا يوسف: ( وشروه بثمن بخس دراهم معدودة، وكانوا فيه من الزاهدين ) تأمل هذه الكلمات "بخس، ودراهم، ومعدودة" ثم تأمل ورود كلمة "الزاهدين" بعدها؛ لتدرك جيداً حقيقة معناها. فهو إذن – وهذا معناه - مما يمقته الله ورسوله، ويبرأ منه كل مؤمن بالله. ورحمته وحكمته؛ إذ معناه تحقير نعم الله، والتهوين من شأنها الأعظم. إن في الزهد الذي تزعمونه القضاء على الفرد، وعلى قوى الجماعة الإسلامية، فيه صرف للهمم عن الجد والسعي في سبيل الخير للفرد والجماعة. والاستعمارُ القديم والحديث يعمل لنشر هذه الخرافة في الشرق وحمل أهله على الإيمان بها؛ ليعيش أهله أذلاء النفس مهزولي القوى؛ يرضون باللقمة الساغبة من فتات المستعمرين؛ عالة على مستعبديهم، يجرعونهم المسكنة والصغار! أشباحاً هزيلة، وظلالاً كابية لِرُكَامٍ من الجيف!! وقد صدَّق الشرق في أحقاب من تاريخه خرافة الاستعمار الصوفي، فهوى من قمة المجد والقوة والحرية إلى حضيض المهانة والعبودية! نبئوني، ماذا يحدث لو اتخذ كل مسلم من الزهد الصوفي شريعة له ؟! سيكون المسلمون – وقد حدث – فريسة هينة سهلة لكل ناب باغية، ومضغة محتقرة يمجها كل مِشْفر! وهذا هو هدف الاستعمار، وربيبته الصوفية التعسة! في الإسلام الذي أتم الله به على عباده النعمة، وأكمل الدين، كلمةٌ لو أخذ بها المسلمون، لكانوا مع الله وحده قلوباً عابدة، ومع إخوانهم قلوباً محبة تنزع دائماً إلى الإيثار والفداء والتضحية: إنها "التقوى" تتقي الله، فتطيعه طاعة قدسية، وتتبع رسوله. تتقي الله، فلا تغصب ما ليس لك. تتقي الله، فتعمل لنفسك ما يزكيها، ولغيرك ما يسعده، ويحفظ عليك وعليه الحياة ( فاتقوا الله، وأصلحوا ذات بينكم، وأطيعوا الله ورسوله ) ولجلال هذه الشعيرة الإيمانية كان لها من الله هذا الجزاء الأعظم ( ومن يتق الله، يجعل له مخرجاً... ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً ). ( فمن اتقى، وأصلح، فلا خوف عليهم، ولا هم يحزنون ). ( ولو أن أهل القرى آمنوا، واتقوا، لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ) ( بلى من أوفى بعهده، واتقى، فإن الله يحب المتقين ) ( إن الله مع الذين اتقوا، والذين هم محسنون ). فلماذا رغبتم عن " التقوى " إلى " الزهد " وهو تراث "المانوية" ؟ وقد هولتم به، كأنما هو وحده السبيل لهداية الإنسانية الحائرة؟ ترى هل ترون في القرآن للزهد ذكرا،ً أو أجراً ؟!. ****************** ( 1 ) من أعجب ما ترى. أن يدعو الشيوخ إلى الزهد. وهم يتكالبون على كل شيء خبيث، يدعون سواهم إلى الزهد؛ ليكون لهم هم وحدهم كل شيء. أفلا يدعون أنفسهم إلى التقوى؟! |
أصل الزهد الصوفي أتدري عمن اقترف الصوفية دعوى الزهد الذي يحقر نعم الله، ويعمل لتحطيم كل مُقومات الجماعة الإسلامية ؟! إنهم بَشَّرُوا بفتنة غَيِّه عن المجوسية المانوية التي آمنت بألوهية الخير والشر، وبأن هذين المتقابلين في قِيَم الأخلاق امتزجا بربها الأكبر امتزاجاً تاماً، وأن هذا الرب "المانوي" ( 1 ) الثنائي الطبيعة، لن يستطيع التخلص من الشر الذي يُقَوِّم ذاته، أو النجاة منه إلا بفناء العالم، فوصى "ماني" مُسَيلمةُ هذا الدين بالزهد وعدم الزواج؛ لينحدر مسرعاً إلى هوة العدم. استمدته من "الغنوصية" ( 2 ) التي زعمت أن غاية الإنسانية العظمى هي في الاتحاد بالرب !! الرب "الغنوصي" الذي صنعه الهوى، وأمدته الأساطير بالوجود الأسطوري!. هذا هو أساس الزهد الصوفي، وهدفه، عليه قام، ويقوم، وهو كما ترى غير التقوى الإسلامية. غيرها في كل شيء، غيرها في المعنى والروح والنسب والغاية، فغاية الزهد الصوفي تدمير الجماعة الإسلامية ( 3 )، وغاية التقوى سُمُوٌّ بالفرد، وسمو بالجماعة، وتَشْيِيدٌ لصروح العدالة والحب والإيثار والإخاء الكامل، وبالرغم مما تأفك الصوفية من دعاوى الزهد، فإنا نرى كهانها عدواً خصيماً للقناعة، فتوجههم ضراوة الذئاب إلى الفتك بالحملان الوديعة البريئة، ويثيرهم الجشعُ إلى سلب ما على فم اليتيم. وإلا فاهدني إلى جواب ما أسائلك عنه. أيُحْسَبُ قانعاً من يغصب قوت اليتيم؛ ليتخم به بطوناً تشكو البطنة ؟! من يهتك عن أيَامَى المسكنة، وأرامل الفقر أستارَهُنَّ؛ ليجعل منها للأصنام عمائم ضخمة كالداهية، منتفخة كبطون السحت، سوداء كحقد المشرك، حمراء كالجريمة المسفوحة، خضراء كالعشب السام، بيضاء كالكفن ؟! من يغصب الفُتَات من الغارمين، ثم يأكله ناراً من الربا الجائر ؟! من تَخُبُّ في الحرير، ويدب بنعليه على الطنافس، ويزعج الهامدين بأبواق سياراته، وتضج حانات الليل من عربدته ( 4 )، ودراويشُه من حوله يخبون في المآسي، ويدبون على الفواجع، ويقتاتون بالنكبات، ويتجرعون غصص الدموع، ويحتسون دمَ الجراح ؟! ( 5 ). أيُحْسَبُ قناعة هذا النَّهَمُ المُسْتَشْرِي بالحرام، وذلك التكالُب الضاري على سُحْت الأضرحة ؟! انظر إلى مَنْ حولك من كهانها، وأرني فيهم من يَمَسه الزهد حتى خطرة ذاهلة مضغةٍ حَيْرَى على شَفَتَي يتيمٍ محروم، نالها بعد سَغَبٍ يائس !!؟ ذلك هو الزهد الصوفي، فما ذِكْرُهم ؟. ****************** ( 1 ) نسبة إلى ماني بن فانك متنبئ فارسي، وقد وصى أتباعه بالزهد المسرف في الغلو. وبعدم الزواج؛ ليفنى العالم، فيستطيع الرب التخلص من طبيعة الشر الكامنة فيه. وعنه استمد الصوفية ذلك. يقول أبو طالب المكي مفترياً على رسول الله هذين الحديثين: "إذا كان بعد المائتين، أبيحت العزبة لأمتي" أي عدم الزواج. وقال: "لأن يربي أحدكم جرو كلب، خير من أن يربي ولداً" نفس الدين، ونفس الهدف المانوي! انظر ص 150 جـ 4 قوت القلوب ط 1351، تجد المانوية الصرفة، ويقول الجنيد: "أحب للمبتدئ ألا يشغل قلبه بهذه الثلاث، وإلا تغير حاله، التكسب وطلب الحديث والتزوج، وأحب للصوفي ألا يقرأ ولا يكتب؛ لأنه أجمع لهمه" إذا كان لا يتكسب وهو شاب، فمتى؟ وإذا كان لا يطلب حديث الرسول، فماذا؟ وإذا كان لا يتعلم، فأي شيء يكون هو؟ لو أننا نفذنا وصايا الجنيد لم تبق للأمة الإسلامية باقية. انظر ص 135جـ 3 المصدر السابق. ( 2 ) معناه الاصطلاحي إدراك الأسرار الربانية بواسطة الكشف، والذي أعطاها هذا المعنى طائفة من المفكرين، عاشوا في القرون الأربعة الأولى من ميلاد المسيح، ومنهم يهود ومسيحيون ووثنيون. وأهم ما يدينون به هو الثنائية بين المادة والذات الإلهية، ومحاولة اجتياز الفاصل بينهما عن طريق سلسلة من الوسطاء، والمادة عندهم هي أصل الشر، والسبب الذي من أجله انحطت طبيعة الإنسان، ولكن الإنسان يستطيع عن طريق الخلاص "أي الزهد" أن يعود إلى الذات الإلهية والأصل الأول. انظر ص 7 التراث اليوناني للدكتور بدوي ( 3 ) يتحدث جولد زيهر عن أثر الزهد الصوفي في تغيير النظر إلى المُثُل العليا للمسلمين: "تغير النظر إلى المثل الأعلى للحياة الإسلامية، فأصبح ينظر إليه من وجهة تخالف تلك التي أقرتها تعاليم المذاهب السنية، وهكذا أثر الصوفيون على الجماهير الخاضعة لنفوذهم، فقلَّ إعجاب الناس بتلك السمة العسكرية لأبطال الإسلام – والشهداء الأقدمون ما كانوا إلا من فئة المجاهدين- فانصرفوا عنها، وولوا وجوههم نحو صور الزهاد الشاحبة وأجسام العباد الهزيلة والرهبان المنقطعين في الصوامع، بل إن الأبطال الأقدمين في عصور الإسلام الأولى الذين كانوا مثالاً يحتذى، صار لزاماً عليهم أن يحصلوا على صفات البطولة الجديدة، أي أنهم جُرِّدوا من سيوفهم، وأُلبسوا أردية الصوف!!" ص 154 العقيدة والشريعة ( 4 ) قال أبو حمزة البغدادي، مما يرائي، ويخدع به عن حقيقة التصوف: "علامة الصوفي الصادق أن يفتقر بعد الغنى، ويذل بعد العز، ويخفى بعد الشهرة وعلامة الصوفي الكاذب أن يستغني بعد الفقر، ويعز بعد الذل، ويشتهر بعد الخفاء" ص 4 شرح الحكم لابن عجيبة وطبِّق هذا على السادة الصوفية !! ( 5 ) قال الأستاذ التابعي: "إنني أعرف شيخ طريقة اختار أحد بارات شارع شريف مقراً له. ويقصد إليه في البار المذكور أتباعه ومريدوه كلما أرادوا مقابلته في أمر ما، ويخرج إليهم ويمد يده يلثمونها، ورائحة الخمر تفوح من فمه، وقطرات الخمر على يده، وبقايا "المزة" على صدره وذقنه وأكمامه ... ويلتفت الشيخ إلى أصدقائه الجالسين في البار ويطلق نكتة ما. ويشترك معهم في الضحك من عبط المريدين والأتباع" صحيفة الأخبار 2/11/1955 |
الذِكْر الصوفي في أعياد الوثنية التي يسمونها: موالد، وفي معابد الأضرحة التي يسمونها: مساجد، وفي كهوف الدراويش، وقد أتخموا بطون الطواغيت بالسُحْت!! في تلك الْـحَمْآت يقيم الصوفية حانات الرقص، أو ما يسمونه: الذكر، فيجلس الشيخ بين صفين من دراويش تعشقهم الرذيلة، ودرويشات نفرت منهن الفضيلة ثم يصفق بيديه اللامعتين من دسم الحرام إيذاناً ببدء الذكر، ثم يُخْرِج من شفتيه ومنخريه اسم الله مُلْحِداً في حروفه وفي النطق به!! وغضون جبينه تَهْمِزُ الحياء وتَلْمِزُ التقوى، ومُنْشِد القوم يطربهم بالغَزَل الداعر في ليلى وسعاد، أو بالدفوف يدق عليها الشيطان، وبالنايات تصفر فيها الشهوة، ثم يهبُّ الشيخ، ويهبُّ معه المريدون، وثَمَّتَ يميلون يَمْنَةً ويَسْرَة، مُتَأَوِّدَةً أعطافُهم تَأَوُّد الراقصات يَلْمَحْن في أيدي الرُّوَّاد دِنَانَ الخمر وفتنة الذهب، وما هي إلا لحظة، حتى تُجَنَّ هذه الأجسادُ بما فيها من رغبات مكبوتة، مفصحة عن غليلها المحترق بالتأوُّه المخنث، والتمايل الخليع، وبالأصوات المنكرة المبحوحة من عويل الخطيئة والاستغاثة بزينب، أو نفيسة. لا يريدون زينب الطاهرة، ولا نفيسة العابدة. وإنما يريدون بهما شيئاً آخر!! فكلٌّ يُغَنِّي على أنثاه!! وهكذا يظلون في اقتراف هذا الزور الملحد ساعة، أو ساعتين ( 1 )، كلٌّ يريد أن يثبت للعيون الرانية في لهفة، والزغاريد المغازلة في تَوَجُّع مَشُوق، أنه حيوان قَوِيُّ الجسد!! وبعد هذا يزعمون أنها كانت من ساعات التجلِّي!! ولكم من أُمٍّ باعت قوتَ يتيمها، وزوجٍ سِتْرَ امرأته، ومدينٍ يهلكه الدين بقيةَ طعامه في سبيل "شيشة" الشيخ، و"حشيش" الشيخ، و"أفيون" الدراويش. وهم يرقصون في حانات الذكر!! أتراني بالغت ؟ أم أني قصرت ؟ إخالك تنزع إلى اتهامي بالتقصير، فكل ذي بصر تقع عيناه على الصوفية يعربدون في حانات ذكرهم، تقع عيناه على مشاعل المجوس، تتوهج كرَغَبَاتِ الفاجر!! وعلى الدفوف بأيدي فتية، أسبلوا شعورهم، وقد لمسهم الشيطان بلهيبه، فراحوا يتكسَّرون على النغم الشَّرُود، ويهصرون غصونهم على النظرات المتوهجة الرغبات، وشيخُ الطريقة سعيد؛ لأن شِباك فتيته توقع في حبالها الهائمين، هذا يحدث، وتراه، ونراه، ولا نسمع النكيرَ عليهم من أحد !! كأنما رذيلة القوم فضيلة مقدسة !! ما هكذا ذَكَرَ الرسولُ ربَّه، وما هكذا ذَكَرَ الصحابة من بعده ربَّهم، ما ذكروه باسمه المفرد، ولا ذكروه في ميل وتَأَوُّد. ما ذكروه بقيادة واحد منهم ينطق بالاسم مصفقاً، وينطقون به وراءه. ما ذكروه، ولهم منشد يغازل ليلى !! ما ذكروه وأصواتهم من ضجيجها تفزع الليل، وتصك جنباته، ما ذكروه جزاء مضغة لحم، أو نفثة "شيشة" !! ما ذكروه بالنايات والطبول والدفوف. ولكنهم ذكروه، كما علَّمهم رسوله، أما من ذَكَرَ الله ذِكْرَ الصوفية فهم مشركو الجاهلية ( وما صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية) ( 2 ) وكفرةُ اليهودية والمسيحية !! ****************** ( 1 ) يظل الراقص الصوفي يتخلع ساعة في حانة الذكر، دون أن يحس بملل حتى إذا وقف للصلاة "يخبط الصلوات الخمس" في خمس دقائق!! هذا لأن الرقص الصوفي شهوة وخطيئة، أما الصلاة فطهر وعبادة ( 2 ) المكاء: الصفير بالفم، أو التشبيك بالأصابع والنفخ فيها. والتصدية: التصفيق |
ذكر الصوفية بدعة يهودية جاء في المزمور التاسع والأربعين بعد المائة: "لِيَبْتهج بنو صهيون بملكهم ليُسَبِّحُوا اسمه برقص، بدف، وعود، لِيُرَنِّموا... هَلِّلُوا يا، سَبِّحُوا لله في قدسه، سبحوهبرباب وعود، سبحوه بدف ورقص، سبحوه بأوتار ومزمار، سبحوه بصنوج الهتاف "( 1 ) . وهكذا يذكر الصوفية!! وحسبك أن ترى حانةً صوفية يذكرون بها؛ لتشهد الصلة الوثيقة بين الذكر الصوفي، والبدعة الجاهلية اليهودية!! ولكن الدباغ يزعم: "أن الصوفية يهتزون يميناً وشمالاً؛ لأن الأقطاب رأوا الملائكة تفعل ذلك" ( 2 ) . ****************** ( 1 ) العهد القديم. المزامير ص 641 ( 2 ) ص 72 جـ 2 الإبريز |
الشيخ جاسوس القلب يوجب الصوفية على الذاكر "أن يستحضر شيخه، وأن يستمد منه عند الشروع فيه، فيقول: مددك يا أستاذي، وأن يرى أن استمدَادَه منه، عينُ استمداده منه صلى الله عليه وسلم، فإنه الواسطة إليه، وأن يستأذن شيخه بقلبه، فيقول: دستور يا أستاذي! وأن يستأذن أصحابَ الطريق والقَدَم، وهم أهل السلسلة، دستور يا أصحاب الطريق والقَدَم " ( 1 ) وهكذا توجب الصوفية على "الدرويش" أن يتلطخ بهذه الوثنية قبل أن يذكر الله، وأن يستأذن كل هذه الأصنام؛ ليتقبل الله ذكره، ويغمره برضاه! حُجُبٌ صَمَّاء تمور حولها الدياجير، وتقصف الأعاصير، تضعها الصوفية في طريق السالك، حتى لا يرى شعاعةً من نور! ****************** ( 1 ) انظر ص 28 وما بعدها من رسالة لأحمد عبد المنعم الحلواني، ص 86- رسالة منحة الأصحاب لأحمد بن عبد الرحمن الشهير بالرطبي |
كيفية الذِكْر "أن يهتز من فوق رأسه إلى أصل قدميه، وأن يبدأ بـ "لا" يميناً، ويرجع بـ "إله" فيتوسط، ويختم "إلا الله" يساراً قبلة القلب، فإن ذكر اسما مفرداً كالله، و "هو" ضرب بذقنه على صدره، وأن يذكر مع جماعة مع رفع الصوت، ويَنْتَعَ الكلمة من سُرَّته إلى قلبه " ( 1 ) هذه "البهلوانية" الرعناء، هي صورة الذكر الصوفي. ترى هل كان رسول الله – وهو يذكر ربه – يهتز من فوق رأسه إلى أصل قدميه؛ أو كان يضرب بذقنه صدره ؟ أو كان يميل يمنة ويسرة ؟ لم يفعل شيئاً من ذلك؛ لأنه نبي؛ ولأنه رجل أَبِيُّ الرُّجُولِيَّة. أما رفع الصوت، فالله يقول: ( ولا تجهر بصلاتك، ولا تخافت بها، وابتغ بين ذلك سبيلاً ) وأصل الصلاة الدعاء، ولكن الصوفية بهدي ربهم يَعْدِلون!. ****************** ( 1 ) المصدر السابق |
صيغ الذِكْر الصوفي "من آداب المريد مع شيخه أن يذكر ما لقنه له أستاذه، فلا يتجاوزه إلى غيره " ( 1 ) ولهذا تعددت صيغ الذكر الصوفي، تبعاً لتعدد الطرائق، وتباين الشيوخ، فمنهم من يذكر بالاسم المفرد، ومنهم من يذكر بـ "هو هو" ومنهم من يذكر بـ "أه أه". وكل طاغوت صوفي يحرِّم على عَبَدَتِه أن يذكروا بغير ما أذن لهم فيه، أو أن يذكروا بما ترقص به الطرق الأخرى؛ لاعتقادهم أن بعض أسماء الله قد يضر ذكرها هذا، وينفع ذاك، أو تضر في حال، وتنفع في حال أخرى، والخبير بما ينفع الذاكر، أو يضره، إنما هو الشيخ؛ لهذا لا يستطيع "الدرويش" أن يذكر "لا إله إلا الله" إلا إذا أمره بها شيخه، ولا ينادي ربه بيالطيف، وإلا أصابه مَسٌّ أو خبال، أو كما يسمونه "لطف"!. اسمع إلى القديس الصوفي ابن عطاء الله السكندري يفتري الإثم الأكبر: "اسمه تعالى "الْعَفُوُّ" يليق بأذكار العوام؛ لأنه يصلحهم، وليس من شأن السالكين إلى الله ذكره! اسمه تعالى "الباعث" يذكره أهل الغفلة، ولا يذكره أهل طلب الفناء، اسمه تعالى "الغافر" يُلَّقَّن لعوام التلاميذ، وهم الخائفون من عقوبة الذنب، وأما من يصلح للحضرة، فذكره مغفرة الذنب عندهم يورث الوحشة، اسمه تعالى "المتين" يضر أرباب الخلوة، وينفع أهل الاستهزاء بالدين "0( 2 ) ويستمر ابن عطاء في سرد هذا البهتان حتى يستوفي أكثر أسماء الله. والله تعالى يقول: ( قل: ادعو الله، أو ادعوا الرحمن، أيَّا مَّا تدعو، فله الأسماء الحسنى ) ويقول : ( ولله الأسماء الحسنى، فادعوه بها، وذروا الذين يُلْحِدون في أسمائه، سَيُجْزَون ما كانوا يعملون) اسمه الغافر لا يصلح إلا للعوام ! كأنما أولئك الطواغيت معصومون من الذنب، أو آلهة! على حين كان يستغفر الرسول ربه في اليوم مائة مرة! فهل تجد رحِماً بين حق القرآن، وبين باطل الصوفية ؟! ***************** ( 1 ) من رسالة الحلواني ص 30 ( 2 ) ص 23 وما بعدها مفتاح الفلاح ط 1332هـ |
ذِكْر رسول الله ومن عبير السنة المطهرة، يسطع عليك ما يشفي روحك، فقارن بينه وبين ذلك اليَحْمُوم الصوفي. قال صلى الله عليه وسلم: "كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم" "متفق عليه" وكان صلى الله عليه وسلم يقول دبر كل صلاة حين يُسَلِّم: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، ولا حول، ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة، وله الفضل، وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله، مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون" "رواه مسلم" وقال: سيد الاستغفار أن تقول: "اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت خلقتني، وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبُوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" رواه البخاري. وفي الصحيحين عن ابن عباس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقوم، إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل: "اللهم لك الحمد؛ أنت نور السموات والأرض، ومَنْ فيهن، ولك الحمد؛ أنت قيَّام السموات والأرض، ومَنْ فيهن، ولك الحمد؛ أنت رَبُّ السموات والأرض ومَنْ فيهن، ولك الحمد؛ أنت الحق، ووعدك الحقُّ، وقولك الحقُّ، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت فاغفر لي. ما قدمت، وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت إلهي، لا إله إلا أنت، ولا حول، ولا قوة إلا بك". أرأيت إلى هذا الذكر النبوي الجامع ؟! إنها ضراعة النبوة والعبودية الخالصة تفتحت لها أبوابُ السماء، ما فيه ذكرٌ باسمٍ مفرد، ولا ضربُ صدرٍ بذقن، ولا هزة الرأس إلى أخمص القدم! ما فيه التَّنَاوُح بالرأس يَمْنَةً ويَسْرَة، ولا نَتْعٌ من سُرَّةٍ إلى قلب. ما فيه منشد، ولا دف، ولا شبابة. ما فيه دائرة يقف في مركزها نُصُب يرقص الذاكرين بِتَصْدِيته! إنما فيه قلب مؤمن ضارع ملأه حب الله خشية ورهبة وتقوى، يتوجه إلى خالقه الأعظم، مالك الملك كله في إيمان صادق، وتوحيد خالص، فصلوات الله وسلامه على محمد عبدُ الله ورسولُه. |
الساعة الآن 11:01 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir