شبكــة أنصــار آل محمــد

شبكــة أنصــار آل محمــد (https://ansaaar.com/index.php)
-   بيت وثائق وبراهين (https://ansaaar.com/forumdisplay.php?f=35)
-   -   .:: صرخة من القطيف انهيار وانتحار / صادق السيهاتي ::. (https://ansaaar.com/showthread.php?t=13484)

دآنـة وصآل 11-09-11 02:18 PM

شتان ما بين سيرة وسيرة




خرج الإمام علي عليه السلام يوماً إلى ضواحي المدينة

باحثاً عن أي عمل يجلب له بعض المال ليسد به جوعه،


فوجد امرأة تعد لبناء بيت

فاتفق معها على أن يجلب لها الماء من البئر

كل ذَنُوب بتمرة واحدة،


وتحت أشعة الشمس الحارقة

وضع صدره الطاهر على حافة البئر

وأخذ في سحب ذلك الحبل الخشن..

ذلك الحبل الأشبه بغصن من الشوك..

الحبل الذي يمزق الأيدي،


مضى في عمله إلى أن أكمل ستة عشر ذنوباً

فأعطته المرأة ست عشرة تمرة

فأخذها وذهب كي يأكلها مع أحب الناس إليه

محمد صلى الله عليه وآله وسلم [1].




الإمام يعمل وتتقطع يداه الطاهرتان

من أجل ست عشرة تمرة!




كان الإمام صاحب كرامة،

كان الإمام صاحب نفس عزيزة..

نفس أبية لا تقبل من أحد إحساناً أبداً،


لا يقبل إلا أن يأكل من كدِّ يمينه وعرق جبينه،


لا يقبل استثمار منصبه الديني والاجتماعي

في الحصول على المال من أحد.




وكان دائمًا يقول:


( ارتحلت الآخرة مقبلة،

وارتحلت الدنيا مدبرة ،

ولكل بنون،

فكونوا من بني الآخرة

ولا تكونوا من بني الدنيا،

اليوم عمل ولا حساب،

وغداً حساب ولا عمل ) [2].



~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


[1] - حلية الأبرار للسيد هاشم البحراني ( 2/ 250 ).

[2] - الأمالي للمفيد ( ص: 208 )، بحار الأنوار للمجلسي ( 74 / 423 ).

دآنـة وصآل 11-09-11 02:19 PM

ست عشرة تمرة يا إمام؟!




أين أنت ممن يقتاتون على أرزاق الناس

باسم الانتماء لآل بيتك ؟!





أين أنت ممن يملكون الملايين

على حساب جوع الفقراء؟!





ست عشرة تمرة؟!





حقاً أنتم كما قال الشاعر:





أنتم حق وجميع الناس أباطيل.




أنتم قرآن القرآن، وأنتم خاتمة الأحزان ،

وأنتم إنجيل الإنجيل.




وهنا هواة التمثيل.




يهدوكم ألمع عمائم السهرات وأسمى أدوات التجميل.




وهنا ملالي أنابيب وهناك شيوخ براميل..

وهم الآن في بيكاديلي.. وفي الكوفة.. وشط النيل.


من أجل عيون ضحاياكم يعتصمون ..

يعتصمون بحبل غسيل.

دآنـة وصآل 11-09-11 02:19 PM

قبل عدة سنوات ذهبت مع أحد أقاربي

إلى منزل الشيخ عبد الحميد البيابي

الكائن بحي المحدود في جزيرة تاروت،

وكان مجلسه مكتظاً بالناس.




كان المجلس أقرب إلى المستطيل،

ذا سجاد بني فاتح ومساند حمراء،

دون أثاث يذكر سوى طاولة فوقها بعض المزهريات،

وقليل من الكتب والأوراق المبعثرة،


اكتشفت فيما بعد


أن هذه أوراق قد سجل فيها الناس ممتلكاتهم

كي يحسب لهم قيمة الخمس.




بالقرب من الشيخ كان أحد الفقراء

جاء كي يطلب منه المساعدة،

وكان الشيخ يسكت قليلاً ثم يعود ليقول له:


كم مرة ساعدتك؟


ثم يتحدث مع غيره ويعاود القول له:

سوف أساعدك

ولكن إلى متى سوف أستمر في مساعدتك؟




انتابني شعور بالضيق الشديد

والخجل من تصرفات الشيخ

رغم أن الكلام ليس موجهاً لي،


وتساءلت في نفسي:


ما شعور هذا الشخص

وهو يتلقى كل هذه الإهانات؟

دآنـة وصآل 11-09-11 02:20 PM

كان الغرض من ذهاب قريبي

هو تخميس الثروة الضخمة التي يمتلكها!!




فهو ما زال طالباً في الجامعة،

وأبوه بالكاد يوفر لأسرته ما يقتاتون به،

ولو تأخرت عنه مكافأة الجامعة

لأصبح من مستحقي الصدقة.




كان لدي فضول في أن أعرف

ماذا يملك هذا البائس كي يخمسه؟!




أخذت منه الورقة التي سجل فيها ممتلكاته العظيمة

فوجدته قد سجل قائمة بملابسه وحذائه

وغيرها من حاجياته الخاصة،

وكنت أظن أن الشيخ سيمنعه

من تخميس هذه الخردة التي لديه!



كيف لا ، وهو ذلك البائس الفقير؟!




لكن الغريب أن الشيخ أخذ الورقة

وبدأ يحسب خمس كنز علاء الدين هذا!




والأغرب

أن قريبي لما سأل الشيخ عن الشقة التي يستأجرها

مع زملائه بالقرب من الجامعة


كان جواب الشيخ:

احسب قيمة الإيجار وقسمه على عدد زملائك في الشقة

ثم احسب الخمس من حصتك!!




نظرت إلى الكم الهائل من أوراق حساب الخمس

التي على الطاولة

وتساءلت عن مجموع الأموال التي دفعت

والتي سوف تدفع للشيخ،



ثم تأملت الجالسين حول الشيخ


ورأيت في وجوههم البؤس والفقر

والطيبة التي ليس لها حدود.

دآنـة وصآل 11-09-11 02:21 PM

لا أعلم هل ألوم هؤلاء المساكين على سذاجتهم،

أم أشفق عليهم

فهم يفعلون كل ذلك اعتقاداً منهم

أن هذا قربة لله رب العالمين؟!




عرف الشيوخ كيف يستغلون

طيبة الناس وحبهم لآل البيت

في سبيل الحصول على أموالهم باسم الدين؛



لكن متى يفيق هؤلاء؟



متى يتركون تقديس الأشخاص

ويتبعون كلام ربهم؟




إلى متى يبقون ضحايا


للذين يستثمرون مأساة الإمام الحسين عليه السلام

ليعيشوا مترفين؟





إلى متى سيبقون ضحايا


للذين يستغلون عطش الحسين

كي يشربوا دماء الفقراء؟





إلى متى سيظلون ضحايا


لكل من يسترزق من مهنة شيخ برتبة علامة

أو شيخ برتبة سماحة

لا مصدر رزق له سوى أنه شيخ!






يعطيك في فقه النساء نجابة ***


ولسانه عن المعلفين مخدر




فاسأله عن الأخماس متى أحلت ***


وتعال " قابلني " إن أجاب أو أخبر

دآنـة وصآل 11-09-11 02:22 PM

عبادات " كده وكده "





أحد أغنياء المنطقة كان ينوي الذهاب إلى الحج


ولذا عليه أن يخمس ماله قبل ذهابه للحج


وإلا فحجه غير صحيح!





قام هذا الغني بحساب خمس أمواله


فكان الناتج مليون ريال،


فعزف عن الذهاب للحج


وقال: العام القادم أذهب،


وفي العام الذي يليه أيضاً حسب خمس أمواله


فوجده ذلك المبلغ الكبير فعزف أيضاً عن الذهاب،


وبعد عدة سنوات ذهب للحج



وحين سئل عن مقدار الخمس الذي دفعه قال:


ذهبت للشيخ الفلاني وقال لي:


هات مائة ألف واذهب للحج!!



أوكازيون في العبادات أم دجل؟!



والله لو وزع مال الخمس على فقراء القطيف


لما بقي محتاج واحد،


ولو أقيمت بهذه الأموال مشاريع لخدمة المجتمع


وتوظيف الشباب لما بقي أحد عاطلاً عن العمل،


لكن لا يهم هؤلاء سوى مصالحهم الشخصية


ولا يهمهم المجتمع في شيء.




تحدثت مع إحدى قريباتي – تدير مشروعاً لحسابها –


عن الخمس، فقالت:


إن أباها يجبرها على دفع الخمس للشيخ،



وهي تقول:


لماذا أدفعه للشيخ وأقاربي وجيراني تحت خط الفقر،


لماذا لا أعطيها للفقراء مباشرة؟!





يبدو أن الوساطات في كل شيء


حتى بين المحسن والفقير،


فربما يريد الشيخ أن يستثمر للفقراء أموالهم



ليعطيهم إياها يوم القيامة،


يوم يتدافعوا عليه ليغرفوا من حسناته


ويلقوا عليه سيئاتهم!!

دآنـة وصآل 11-09-11 02:23 PM

قال الله تعالى:


{ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ


فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39)



وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ


نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (40)



وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ


فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى


وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ


إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا


يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ


وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (41)



إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى


وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ


وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ


وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا


لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ


وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ (42) }


[ الأنفال: 39-42 ].






ما قبل آية الخمس وما بعدها من آيات


تتحدث عن الحرب وغنائم الحرب من الكفار،


فمن أين أفتى هؤلاء بجباية خمس أموال المسلمين؟!





لقد فسروا كلام الله بالشكل الذي يخدمهم


وإن كان بعيداً عن الواقع،


وجعلوا القرآن عضين


يأخذون الآية التي تخدمهم وينسون الباقي.





الشيء الآخر أن الشيخ أو المرجع


لم يرد في مستحقي الخمس




فلو فرضنا أن الخمس واجب


فلماذا يأخذه الشيوخ والمراجع؟!



لماذا لا نعطيه مباشرة لمستحقيه؟

دآنـة وصآل 11-09-11 02:23 PM

أخبرني أحد الزملاء


أنه زار الشيخ علي آل محسن في بيته في سيهات

وسأله عن الخمس،

وما الدليل على وجوب إعطائه للشيوخ؟!



فرد الشيخ بأن الأمر هكذا!!




ربما أن سماحة الشيوخ الكرام

يريدون من المجتمع أن يدفع لهم جزية؟!




الجزية تؤخذ من الكفار وليس من المسلمين،

حتى أن الجزية أقل من الخمس،

أفيؤخذ من الكافر مبلغ تافه

ويؤخذ من المسلم خمس أملاكه ( 20% ) ؟!




ولو فرضنا أن هذه جزية،

فالجزية تؤخذ من الكفار مقابل حماية المسلمين لهم،

فإذا عجز المسلمون عن حمايتهم

لم يجب عليهم دفع أي شيء،


فأين الحماية التي يوفرها الشيوخ لنا؟!




ماذا فعلوا لمكافحة الفساد الذي عم وطم؟!



أين هم من قطاع الطرق؟

وأين هم من جرائم السطو المسلح

التي انتشرت بشكل بشع؟

وأين هم من تلك الجماعات المسلحة

التي تجوب الشوارع والطرقات على الدراجات النارية؟!




ألم تكثر جرائم القتل في مجتمعنا القطيفي بشكل مروع؟!




ألم يقتل الشاب محمد تركي الفرج

في حي ( شكر الله ) في العوامية

داخل سيارة في التاسع من شهر الله المحرم؟!




أين هم من تجارة المخدرات

التي انتشرت حتى بين أولادنا في المرحلة المتوسطة والثانوية،

ماذا فعلوا لإيقاف مسلسل الفساد المقنن ؟!

دآنـة وصآل 11-09-11 02:24 PM

غالب الأنشطة الخيرية والاجتماعية في القطيف

يقوم بها ويشرف عليها أشخاص من عامة الناس،


أما الشيوخ فكل ما يهمهم هو حماية العادات

التي ألحقت ظلماً وعدواناً بالدين

كي يحموا أنفسهم ويحموا الدخل الذي يصب في أرصدتهم،



أما الأخلاق والمبادئ التي سوف تنهار

تحت ضربات الغزو الإلحادي والإباحي

فهذا لا يهمهم ما داموا يسبحون في أنهار الخمس

وليذهب مجتمعنا إلى الجحيم ،




أهم شيء أن يتأكدوا

من استمرار جريان الخمس إلى جيوبهم.




قال المفكر علي شريعتي

في حديثه عن أمثال هؤلاء:


( إن نائب الإمام موجود بالطبع،

ولكن وجوده ليس لأجل الجهاد وما شابه،


بل لأجل جمع الحقوق و ( الضرائب ) الشرعية

واستلام سهم الإمام الغائب،



أما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

فهما وظيفتان ساقطتان إلا في المجالات الفردية

والأخلاقيات الشخصية والنصائح الأخوية

فيما يرتبط بفوائد الأعمال الحسنة ومضار الأعمال السيئة ) [1].


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


[1] - التشيع العلوي والتشيع الصفوي ( ص: 262 ).

دآنـة وصآل 11-09-11 02:25 PM

حفلات الزار





تحدث الملا طويلاً عن فضل العزاء والتطبير واللطم

وختم حديثه بقوله:

قوموا إلى العزاء مأجورين.




بدأ الرادود بالإنشاد وبدأت مراسم العزاء،

وتوسط الجميع الحسينية ما عدا اثنين أحدهما أنا،



فقد خجلت من نفسي


ولم تسمح لي كرامتي أن أضرب صدري بهذا الشكل.




وأما الشخص الآخر فهو الشيخ نفسه،


والسؤال المهم:


لماذا يا مولانا العزيز؟

هل أنت أيضاً تحس بالخجل من نفسك

ولا تسمح لك كرامتك بهذا؟

ألم تتحدث قبل قليل عن فضل العزاء واللطم؟!





في منتصف الساحة وقف رجل عجوز يلطم نفسه وصدره،

بينما ذلك الشيخ يجلس في صدر الحسينية

يتفرج على ما فعلت يداه!




حزنت كثيراً!!


رجلٌ طاعن في السن في أواخر حياته يلطم نفسه

وهو يعتقد أنه يؤدي عبادة وقربة إلى الله،


من يتحمل ذنب هؤلاء؟!




لقد توقفت منذ فترة طويلة عن إتيان مثل هذه المجالس،

وقد دفعني الفضول وحب معرفة المستجدات للمجيء اليوم؛

لكن ليتني لم آت كي لا أشاهد ذل البشرية.




هل كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم

يلطم نفسه هكذا؟!

هل يقبل هذا على أمته؟!

هل فعلها أحد من الأئمة عليهم السلام؟!

دآنـة وصآل 18-09-11 12:03 AM

ألم تكن وصية الإمام الحسين عليه السلام

لأخته زينب:


( يا أخيه،

إني أقسمت فأبري قسمي،


لا تشقي علي جيباً،


ولا تخمشي علي وجهاً،


ولا تدعي علي بالويل والثبور

إذا أنا هلكت ) [1].




بل قال جد الإمام الحسين عليه السلام

الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم

للسيدة الزهراء عليها السلام:


( إذا أنا مت فلا تخمشي وجهاً


ولا ترخي علي شعراً


ولا تنادي بالويل


ولا تقيمي عليَّ نائحة ) [2].





هم مصرون على هذه الطقوس؛

لأنها فقط وفقط تدعم مراكزهم،


يتحدثون منذ بدء الخليقة

عن مقتل الإمام الحسين عليه السلام

وعن معجزاته وقدراته الخارقة،

ولم يتحدثوا يوماً عن سيرته قبل ذلك..

لم يتحدثوا عن زهده وعبادته لرب الناس،



بل يتحدثون عن جواز دعائه من دون الله.




لم يتحدثوا يوماً أن الإمام الحسين عليه السلام

شارك في فتح أفريقيا وجاهد من مصر إلى المغرب.




لا يذكرون إلا مولده ومقتله

وكأن الإمام الحسين عليه السلام ولد فقتل

ولم تكن له حياة زاخرة بالإنجازات،

لا يهمهم كل ذلك..



ما يهمهم مرقد الإمام الحسين عليه السلام

وما يجلبه من أموال..


ما يهمهم استثمار مأساته..

ما يهمهم السيطرة على عقول الناس البسطاء

واستغلالهم ماديًا..


ما يهمهم استمرار تدفق الناس للأضرحة

وبالتالي تدفق الأموال في أرصدتهم..

ما يهمهم استمرار مسيرات التطبير والعويل.



ليس حبًا في الحسين عليه السلام

بل حبًا في أطباق الثريد.



~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

[1] - الإرشاد للمفيد ( 2 / 94 )، بحار الأنوار للمجلسي ( 45 / 3 ).

[2] - الكافي للكليني ( 5 / 527 )، وسائل الشيعة للحر العاملي ( 3 / 272 ).

دآنـة وصآل 18-09-11 12:04 AM


البعض حاول إيجاد منفذ شرعي لمثل هذه الأفعال

فقال:


إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم

بكى على ابنه إبراهيم حين مات

وعلى عمه الحمزة عليه السلام حين استشهد.





النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكى..

فمن قال لك: لا تبك؛


لكن يا مولانا


هل صار النبي صلى الله عليه وآله وسلم يلطم نفسه

كل عام في ذكرى موت ابنه أو عمه؟!





هل دعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم الناس لمسيرات

وأمرهم بلطم وجوههم وصدورهم حين مات ابنه

أو في ذكرى موته كل عام؟

هل قال: إن اللطم عبادة يؤجر فاعلها؟





إذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقل بهذا،

فهل يحق لأحد إضافة عبادات على ذوقه

لم ينزل الله بها من سلطان

ثم يقول للناس:

الله سيثيبكم على هذا الفعل؛

وكأن تحديد الثواب والعقاب والتشريع بيد البشر؟!

دآنـة وصآل 18-09-11 12:05 AM


ثم ما قيمة الصبر على المصيبة،

وهل ذكر الصبر في القرآن عبثاً؟!





{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ

وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ

وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)


الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ

قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)


أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ

وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) }

[ البقرة: 155 – 157 ]،


تأمل .. صلوات.. ورحمة.. وهداية.. لمن؟!

للصابرين.





إذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم

الذي اكتمل الدين على يديه

وحدد العبادات بالتفصيل لم يقل بهذا،



فهل يعرف الشيوخ في الإسلام

أكثر من النبي صلى الله عليه وآله وسلم

والأئمة عليهم السلام


ليقولوا:

إن هذه عبادة يؤجر صاحبها؟!





هل أنزل الله عليهم وحياً

ليضيفوا للإسلام عبادات جديدة؟!





{ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ

هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ

إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (116) }

[ النحل:116 ].

دآنـة وصآل 18-09-11 12:08 AM

ما بين مواكب العزاء

ومصاصي الدماء






في إحدى المرات كنت أتحدث مع أحد المسيحيين على " الماسنجر "


فقال لي:

ماذا تعرف عن المسيح؟





فقلت له:

كلمة الله ونبي من أولي العزم.





فقال:

هذا لديكم.





فقلت:

ما الصحيح في نظرك إذن؟





قال:

ابن الله – تعالى الله عما يقول –

وأتى لافتداء خطايا البشر.





فقلت:

ولماذا يعاقب بذنب غيره؟





فقال:

لو فرضنا أنك متهم ويفترض دخولك السجن

أليس لدى أبيك من فرط حبه لك

استعداد لتحمل ذلك عنك؟





قلت:

لنفرض استعداده.. المهم،

هل هذا عدل أم لا؟!





لو كان القاضي عادلاً

فهل سيحكم بأن يسجن أبي لأنني أنا مجرم؟!





ثم لو كان المسيح قد أخذ ذنبي وذنب غيري

فلماذا لا أفسق وأفجر وأفعل ما يحلو لي؟!




فقد حمل المسيح ذنبي وانتهى الأمر.





فقال:

هل لو سجن أبوك بذنب فعلته أنت

سوف تزيد من معاصيك؟





قلت:

ألم يتحمل هو العقوبة وانتهى الأمر،

فسادي لن يزيد من عقوبته

وصلاحي لن يخفف عنه العقوبة!

ولن أعاقب مهما فعلت فقد تحملها هو وخلصنا.





لا تحاول إيجاد مبررات وأعذار واهية،

لكي يستقيم الأمر

يجب أن يتحمل المرء نتيجة أفعاله هو

ولا يتحملها عنه غيره.

دآنـة وصآل 18-09-11 12:11 AM

حين انغلقت المسالك في وجهه وضع حظراً عليَّ

وبعدها بفترة أرسل لي بريداً إلكترونياً

فيه صور العزاء والتطبير

وصور الناس الذين تسيل الدماء على وجوههم وأجسادهم،


وقال:

شاهد تخلف الإسلام،

هؤلاء هم المسلمون،


ومن ضمن الصور صور أطفال

لم يتعدوا العام أو العامين

قد أحدثت جراحاً في رؤوسهم بالسكين

كي تسيل دماؤهم

من أجل الإمام الحسين عليه السلام!!




فاحترت بماذا أجيبه!





فأرسلت له بريداً قلت فيه:

إذا كان هناك سائق متهور يجتاز الإشارة الحمراء

ويقود بتعجرف فليس العيب في السيارة،

وليس العيب في قوانين السير؛

لأن قوانين السير لم تفت بجواز ذلك،

بل إن من يفعل ذلك تعاقبه القوانين.





فهذا السائق إما أنه لا يعرف القوانين،

وإما أنه يعرفها لكن خالفها؛

وفي الحالين هو المخطئ لا القوانين.





وهناك مئات الروايات عن الأئمة

التي تنهى عن مثل هذا الفعل ومنها:





عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال:

( لا يصلح الصياح على الميت
ولا ينبغي ولكن الناس لا يعرفون ) [1].





ومنها قوله صلى الله عليه وآله وسلم:

( ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب )[2].


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~


[1] - الكافي للكليني ( 3 / 226 )، وسائل الشيعة للحر العاملي ( 3 / 273 ).

[2] - بحار الأنوار للمجلسي ( 79 / 93 )، مستدرك الوسائل للنوري الطبرسي ( 2 / 452 ).


الساعة الآن 10:12 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant