شبكــة أنصــار آل محمــد

شبكــة أنصــار آل محمــد (https://ansaaar.com/index.php)
-   بيت موسوعة طالب العلم (https://ansaaar.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   القول السديد في مقاصد التوحيد ،، للشيخ عبد الرحمن السعدي (https://ansaaar.com/showthread.php?t=9734)

دآنـة وصآل 12-06-11 06:04 AM

باب من جحد شيئا من الأسماء والصفات

أصل الإيمان وقاعدته التي ينبني عليها

هو الإيمان بالله وبأسمائه وصفاته ,

وكلما قوي علم العبد بذلك وإيمانه به وتعبد لله

بذلك قوي توحيده ,


فإذا علم أن الله متوحد بصفات الكمال

متفرد بالعظمة والجلال والجمال

ليس له في كماله مثيل ,

أوجب له ذلك أن يعرف ويتحقق
أنه هو الإله الحق

وأن إلهية ما سواه باطلة ,


فمن جحد شيئا من أسماء الله وصفاته

فقد أتى بما يناقض التوحيد وينافيه ,

وذلك من شعب الكفر .

دآنـة وصآل 12-06-11 06:06 AM

باب قول الله تعالى "يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها "

قول الله تعالى : ( يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا )




[ سورة النحل : الآية 83 ]





الواجب على الخلق إضافة النعم إلى الله قولا واعترافا كما تقدم




وبذلك يتم التوحيد ,





فمن أنكر نعم الله بقلبه ولسانه

فذلك كافر ليس معه من الدين شيء .





ومن أقر بقلبه أن النعم كلها من الله وحده




وهو بلسانه تارة يضيفها إلى الله ,




وتارة يضيفها إلى نفسه وعمله وإلى سعي غيره




كما هو جار على ألسنة كثير من الناس ,




فهذا يجب على العبد أن يتوب منه ,




وأن لا يضيف النعم إلا إلى موليها وأن يجاهد نفسه على ذلك ,




ولا يتحقق الإيمان والتوحيد

إلا بإضافة النعم إلى الله قولا واعترافا ,




فإن الشكر الذي هو رأس الإيمان

مبني على ثلاثة أركان :




اعتراف القلب بنعم الله كلها عليه
وعلى غيره والتحدث بها



والثناء على الله بها



والاستعانة بها على طاعة المنعم وعبادته




والله أعلم .


دآنـة وصآل 12-06-11 06:07 AM

باب قول الله تعالى "فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون "

قول الله تعالى : ( فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ )


[ سورة البقرة : الآية 22 ]


الترجمة السابقة على قوله تعالى :

( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا )

[ سورة البقرة : الآية 165 ]


يقصد بها الشرك الأكبر

بأن يجعل لله ندا في العبادة والحب والخوف والرجاء

وغيرها من العبادات -



وهذه الترجمة المراد بها الشرك الأصغر

كالشرك في الألفاظ كالحلف بغير الله

وكالتشريك بين الله وبين خلقه في الألفاظ

كلولا الله وفلان وهذا بالله وبك


وكإضافة الأشياء ووقوعها لغير الله

كلولا الحارس لأتانا اللصوص ,

ولولا الدواء الفلاني لهلكت ,

ولولا حذق فلان في المكسب الفلاني لما حصل ,


فكل هذا ينافي التوحيد ,

والواجب أن تضاف الأمور ووقوعها

ونفع الأسباب إلى إرادة الله ,

وإلى الله ابتداء ويذكر مع ذلك مرتبة السبب ونفعه

فيقول لولا الله ثم كذا

ليعلم أن الأسباب مربوطة بقضاء الله وقدره ,


فلا يتم توحيد العبد

حتى لا يجعل لله نداً
في قلبه وقوله وفعله.

دآنـة وصآل 12-06-11 06:10 AM

باب من لم يقنع في الحلف بالله

ويراد بهذا إذا توجهت اليمين على خصمك


وهو معروف بالصدق أو ظاهره الخير والعدالة فيحلف

فإنه يتعين عليك الرضا والقناعة بيمينه ,

لأنه ليس عندك يقين يعارض صدقه

وما كان عليه المسلمون من تعظيم ربهم وإجلاله

يوجب عليك أن ترضى بالحلف بالله


وكذلك لو بذلت له اليمين بالله

فلم يرض إلا بالحلف بالطلاق

أو دعاء الخصم على نفسه بالعقوبات ,

فهو داخل في الوعيد

لأن ذلك سوء أدب وترك لتعظيم الله ,

واستدراك على حكم الله ورسوله .


وأما من عرف منه الفجور والكذب

وحلف على ما تيقن كذبه فيه

فإنه لا يدخل تكذيبه في الوعيد للعلم بكذبه ,

وأنه ليس في قلبه من تعظيم الله ما يطمئن الناس إلى يمينه ,

فتعين إخراج هذا النوع من الوعيد لأن حالته متيقنة

والله أعلم .

دآنـة وصآل 12-06-11 06:11 AM

باب قول ما شاء الله وشئت

قول : ما شاء الله وشئت


هذه الترجمة داخلة في الترجمة السابقة

( فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا )

[ سورة البقرة : الآية 22 ]

***********


باب من سب الدهر فقد سب الله



وهذا واقع كثيرا في الجاهلية

وتبعهم على هذا كثير من الفساق والمجان والحمقى

إذا جرت تصاريف الدهر على خلاف مرادهم

جعلوا يسبون الدهر والوقت وربما لعنوه .


وهذا ناشئ من ضعف الدين ومن الحمق والجهل العظيم ,

فإن الدهر ليس عنده من الأمر شيء فإنه مدبر مصرف

والتصاريف الواقعة فيه تدبير العزيز الحكيم ,

ففي الحقيقة يقع العيب والسب على مدبره ,


وكما أنه نقص في الدين فهو نقص في العقل ,

فيه تزداد المصائب ويعظم وقعها

وتغلق باب الصبر الواجب , وهذا مناف للتوحيد :


أما المؤمن فإنه يعلم

أن التصاريف واقعة بقضاء الله وقدره وحكمته

فلا يتعرض لعيب ما لم يعبه الله ولا رسوله

بل يرضى بتدبير الله ويسلم لأمره

وبذلك يتم توحيده وطمأنينته .

دآنـة وصآل 12-06-11 06:11 AM

باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه

باب احترام أسماء الله وتغيير الاسم لذلك



وهاتان الترجمتان من فروع الباب السابق ,

وهو أنه يجب أن لا يجعل لله ند في النيات والأقوال والأفعال ,

فلا يسمى أحد باسم فيه نوع مشاركة لله في أسمائه وصفاته

كقاضي القضاة وملك الملوك ونحوها ,

وحاكم الحكام , أو بأبي الحكم ونحوه ,


وكل هذا حفظ للتوحيد ولأسماء الله وصفاته ,

ودفع لوسائل الشرك حتى في الألفاظ

التي يخشى أن يتدرج منها إلى أن يظن مشاركة أحد لله

في شيء من خصائصه وحقوقه .

دآنـة وصآل 12-06-11 06:13 AM

باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول

من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول


أي فإن هذا مناف للإيمان بالكلية , ومخرج من الدين ,

لأن أصل الدين : الإيمان بالله وكتبه ورسله ,

ومن الإيمان تعظيم ذلك .


ومن المعلوم أن الاستهزاء والهزل بشيء من هذه

أشد من الكفر المجرد ,

لأن هذا كفر وزيادة احتقار وازدراء ,


فإن الكفار نوعان : معرضون ومعارضون ,

فالمعارض المحارب لله ورسوله ,

القادح بالله وبدينه ورسوله أغلظ كفرا وأعظم فسادا ,

والهازل بشيء منها من هذا النوع .

دآنـة وصآل 12-06-11 06:13 AM

باب قول الله تعالى
"ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته "



قول الله تعالى :

( وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ )

[ سورة فصلت : الآية 50 ]


مقصود هذه الترجمة

أن كل من زعم أن ما أوتيه من النعم والرزق

فهو بكده وحذقه وفطنته , أو أنه مستحق لذلك

لما يظن له على الله من الحق ,

فإن هذا مناف للتوحيد


لأن المؤمن حقا من يعترف بنعم الله الظاهرة والباطنة

ويثني على الله بها , ويضيفها إلى فضله وإحسانه ,

ويستعين بها على طاعته ,

ولا يرى له حقا على الله , وإنما الحق كله لله ,

وأنه عبد محض من جميع الوجوه ,

فبهذا يتحقق الإيمان والتوحيد ,


وبضده يتحقق كفران النعم , والعجب بالنفس ,

والإدلال الذي هو من أعظم العيوب .

دآنـة وصآل 12-06-11 06:14 AM

باب قول الله تعالى
"فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما آتاهما "



قول الله تعالى :

( فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا )

[ سورة الأعراف : الآية 190 ]


مقصود الترجمة أن من أنعم الله عليهم بالأولاد ,

وكمل الله لهم النعمة بهم بأن جعلهم صالحين في أبدانهم ,

وتمام ذلك أن يصلحوا في دينهم ,


فعليهم أن يشكروا الله على إنعامه ,

وألا يعبدوا أولادهم لغير الله ,

أو يضيفوا النعم لغير الله ,

فإن ذلك كفران للنعم مناف للتوحيد .

دآنـة وصآل 12-06-11 06:16 AM

باب قوله
"ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه "


قول الله تعالى :

( وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا

وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ )

[ سورة الأعراف : الآية 179 ]


أصل التوحيد إثبات ما أثبته الله لنفسه :

أو أثبته له رسوله من الأسماء الحسنى :

ومعرفة ما احتوت عليه من المعاني الجليلة , والمعارف الجميلة ,

والتعبد لله بها ودعاؤه بها ,


فكل مطلب يطلبه العبد من ربه من أمور دينه ودنياه :

فليتوسل إليه باسم مناسب له من أسماء الله الحسنى :

فمن دعاه لحصول رزق فليسأله باسمه الرزاق ,

ولحصول رحمة ومغفرة فباسمه الرحيم الرحمن البر الكريم

العفو الغفور التواب ونحو ذلك .


وأفضل من ذلك أن يدعوه بأسمائه وصفاته دعاء العبادة ,

وذلك باستحضار معاني الأسماء الحسنى وتحصيلها في القلوب

حتى تتأثر القلوب بآثارها ومقتضياتها , وتمتلئ بأجل المعارف .

فمثلا أسماء العظمة والكبرياء والمجد والجلال والهيبة

تملأ القلب تعظيما لله وإجلالا له .

وأسماء الجمال والبر والإحسان والرحمة والجود

تملأ القلب محبة لله , وشوقا له وحمدا له وشكرا .

وأسماء العز والحكمة والعلم والقدرة

تملأ القلب خضوعا لله وخشوعا وانكسارا بين يديه


وأسماء العلم والخبرة والإحاطة والمراقبة والمشاهدة

تملأ القلب مراقبة لله في الحركات والسكنات ,

وحراسة للخواطر عن الأفكار الردية , والإرادات الفاسدة .

وأسماء الغنى واللطف تملأ القلب افتقارا واضطرارا إليه

والتفاتا إليه كل وقت في كل حال .



فهذه المعارف التي تحصل للقلوب

بسبب معرفة العبد بأسمائه وصفاته وتعبده بها لله

لا يحصل العبد في الدنيا أجل ولا أفضل ولا أكمل منها ,

وهي أفضل العطايا من الله لعبده ,

وهي روح التوحيد وروحه ,

ومن انفتح له هذا الباب
انفتح له باب التوحيد الخاص والإيمان الكامل ,

الذي لا يحصل إلا للكمل من الموحدين .

وإثبات الأسماء والصفات هو الأصل لهذا المطلب الأعلى .


وأما الإلحاد في أسماء الله وصفاته

فإنه ينافي هذا المقصد العظيم أعظم منافاة ,


والإلحاد أنواع

إما أن ينفي الملحد معانيها كما تفعله الجهمية ومن تبعهم ,

وإما بتشبيهها بصفات المخلوقين

كما يفعله المشبهة من الرافضة وغيرهم ,


وإما بتسمية المخلوقين بها كما يفعله المشركون

حيث سموا اللات من الإله ,

والعزى من العزيز , ومناة من المنان ,

فاشتقوا لها من أسماء الله الحسنى فشبهوها بالله ,

ثم جعلوا لها من حقوق العبادة
ما هو من حقوق الله الخاصة ,


فحقيقة الإلحاد في أسماء الله

هو الميل بها عن مقصودها لفظا أو معنى ,

تصريحا أو تأويلا أو تحريفا .

وكل ذلك مناف للتوحيد والإيمان

دآنـة وصآل 12-06-11 06:17 AM

باب لا يقال السلام على الله
لا يقال : السلام على الله

وقد بين صلى الله عليه وسلم هذا المعنى بقوله

( فإن الله هو السلام )

فهو تعالى السلام السالم من كل عيب ونقص ,

وعن مماثلة أحد من خلقه له ,

وهو المسلم لعباده من الآفات والبليات ,

فالعباد لن يبلغوا ضره فيضروه ,

ولن يبلغوا نفعه فينفعوه ,

بل هم الفقراء إليه ,

المحتاجون إليه في جميع أحوالهم ,

وهو الغني الحميد .

دآنـة وصآل 12-06-11 06:20 AM

باب لا يقول اللهم اغفر لي إن شئت


الأمور كلها وإن كانت بمشيئة الله وإرادته ,

فالمطالب الدينية كسؤال الرحمة المغفرة ,

والمطالب الدنيوية المعينة على الدين

كسؤال العافية والرزق وتوابع ذلك ,

قد أمر العبد أن يسألها من ربه طلبا ملحا جازما ,

وهذا الطلب عين العبودية ومخها ,

ولا يتم ذلك إلا بالطلب الجازم الذي ليس فيه تعليق بالمشيئة ,

لأنه مأمور به , وهو خير محض لا ضرر فيه ,

والله تعالى لا يتعاظمه شيء .


وبهذا يظهر الفرق بين هذا

وبين سؤال بعض المطالب المعينة التي لا يتحقق مصلحتها ومنفعتها ,

ولا يجزم أن حصولها خير للعبد .

فالعبد يسأل ربه ويعلقه على اختيار ربه له أصلح الأمرين ,


كالدعاء المأثور
" اللهم احيني إذا كانت الحياة خيرا لي ,

وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي "

وكدعاء الاستخارة .


فافهم هذا الفرق اللطيف البديع

بين طلب الأمور النافعة المعلوم نفعها وعدم ضررها ,

وأن الداعي يجزم بطلبها ولا يعلقها ,

وبين طلب الأمور التي لا يدري العبد عن عواقبها ,

ولا رجحان نفعها على ضررها ,

فالداعي يعلقها على اختيار ربه

الذي أحاط بكل شيء علما وقدرة ورحمة ولطفا .

دآنـة وصآل 12-06-11 06:22 AM

باب لا يقل عبدي وأمتي

وهذا على وجه الاستحباب


أن يعدل العبد عن قول عبدي وأمتي إلى فتاي وفتاتي ,

تحفظا عن اللفظ الذي فيه إيهام ومحذور ولو على وجه بعيد ,


وليس حراما

وإنما الأدب كمال التحفظ بالألفاظ الطيبة

التي لا توهم محذورا بوجه ,

فإن الأدب في الألفاظ دليل على كمال الإخلاص

خصوصا هذه الألفاظ التي هي أمس بهذا المقام .

دآنـة وصآل 12-06-11 06:23 AM

باب لا يرد من سأل بالله

وباب لا يسأل بوجه الله إلا الجنة




الباب الأول خطاب للمسئول ,

وأنه إذا أدلى على الإنسان أحد بحاجة

وتوسل إليه بأعظم الوسائل , وهو السؤال بالله ,

أن يجيبه احتراما وتعظيما لحق الله ,

وأداء لحق أخيه حيث أدلى بهذا السبب الأعظم .



والباب الثاني خطاب للسائل ,


وأن عليه أن يحترم أسماء الله وصفاته ,

وأن لا يسأل شيئا من المطالب الدنيوية بوجه الله ,

بل لا يسأل بوجهه إلا أهم المطالب وأعظم المقاصد

وهي الجنة بما فيها من النعيم المقيم ,

ورضا الرب والنظر إلى وجهه الكريم والتلذذ بخطابه ,

فهذا المطلب الأسني هو الذي يسأل بوجه الله ,



وأما المطالب الدنيوية , والأمور الدنية

وإن كان العبد لا يسألها إلا من ربه فإنه لا يسألها بوجهه .

دآنـة وصآل 12-06-11 06:24 AM

باب ما جاء في " اللو“



اعلم أن استعمال العبد للفظة " لو " يقع على قسمين :

مذموم ومحمود :


أما المذموم فأن يقع منه أو عليه أمر لا يحبه فيقول :

لو أني فعلت كذا لكان كذا ,

فهذا من عمل الشيطان , لأن فيه محذورين

( أحدهما )

أنها تفتح عليه باب الندم والسخط والحزن

الذي ينبغي له إغلاقه وليس فيها نفع

( الثاني )

أن في ذلك سوء أدب على الله وعلى قدره ,

فإن الأمور كلها , والحوادث دقيقها وجليلها بقضاء الله وقدره ,

وما وقع من الأمور فلا بد من وقوعه , ولا يمكن رده .

فكان في قوله : لو كان كذا أو لو فعلت كذا كان كذا ,

نوع اعتراض ونوع ضعف إيمان بقضاء الله وقدره .


ولا ريب أن هذين الأمرين المحذورين

لا يتم للعبد إيمان ولا توحيد إلا بتركهما .



وأما المحمود من ذلك فأن يقولها العبد تمنيا للخير ,

أو تعليما للعلم والخير

كقوله صلى الله عليه وسلم :

( لو استقبلت من أمرى ما استدبرت

لما سقت الهدي ولأهللت بالعمرة )

وقوله في الرجل المتمني للخير

( لو أن لي مثل مال فلان لعملت فيه مثل عمل فلان )

و ( لو صبر أخي موسى ليقص الله علينا من نبئهما ) ,

أي في قصته مع الخضر .


وكما أن " لو " إذا قالها للخير فهو محمود ,

فإذا قالها متمنيا للشر فهو مذموم ,

فاستعمال " لو " تكون بحسب الحال الحامل عليها :

إن حمل عليها الضجر والحزن

وضعف الإيمان بالقضاء والقدر أو تمني الشر كان مذموما ,

وإن حمل عليها الرغبة في الخير والإرشاد والتعليم كان محمودا ,

ولهذا جعل المصنف الترجمة محتملة للأمرين .


الساعة الآن 02:43 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant