شبكــة أنصــار آل محمــد

شبكــة أنصــار آل محمــد (https://ansaaar.com/index.php)
-   بيت فـرق وأديـان (https://ansaaar.com/forumdisplay.php?f=49)
-   -   هذه هي الصوفية / للشيخ عبدالرحمن الوكيل رحمه الله تعالى (https://ansaaar.com/showthread.php?t=34135)

أبو فراس السليماني 27-06-14 10:40 AM

عبادة الصوفية



ذلك هو التصوف العملي
في شعيرتيه الزهد والذكر،
فما العبادة فيه ؟

أهي تلك الركعات،
أو السجدات
التي لا يقر فيها قلب،
ولا جسد،
ولا تسلم فيها لله خاطرة واحدة،
ولا يخشع شعور،
ولا يضرع دعاء ؟


فإنما هي لأصنام القبور
سجود وتسابيح،
ولجلاميدها الصم عبودية،
تطفح بالخشية منها،
والتقوى لها،
واللِّياذ بها،
والذهول المستغرق إلا عنها !


ألا ترى مساجد الله خراباً،
ومعابد القبور،
تمور بالحشود المحشودة فيها
من كل صَوْبٍ وحَدَب ؟

ألا ترى مساجد الله
التي طهرها الله من أوثان الأضرحة،
خاويةً على عروشها،


أما المعابد
التي جثم على صدرها قبرُ ميت،
وثوت فيها رِمَّـتُه ،
أو وَهْـمُه ،
فتضيق
على رحابها الفِساح
بالآمِّين لها
رجاء بركات القبر،
والرِّمَّة البالية،

أو الوهم الخرافي
المشيد عليه القبر،
أو العظام المنوعة من حيوانات شتى؛
لتنصَبَّ النذور على السَّدَنَة ؟!


ألا ترى تلك المعابد
ينفق على فرشها وإضاءتها وتبخيرها الألوفُ ؟!

أما مساجد الله
فتترك للغربان تسلح عليها،
وللبوم ينعب فيها !.


ما عبادة الصوفية ؟

أهي تلك النذور
يحفِدون بها إلى الجيف ؟

أهي هذا السجود
على عتبات الأصنام
دوخها وطء النعال ؟!


أهي هذا التقبيل الملهوف العاشق
لأحجار الأوثان
رجاء سَلْسَبيل رحمة منها ومغفرة ؟


أهي هذا التوسل إلى الله
بعظام نـَخِرة ،
وصَفْوان أملس،
وخشب عافه السوس
من طول ما طَعِمَ منه ؟


أهي هذا الدعاء العريض
بالهامدين في القبور ،
ينشدون منهم مَدَد الحياة ،
وروح الخلود ؟


أهي تلك الأوراد (1) الشِّرْكِيَّة
ينعق بها الصوفية
تحت سجوات ليلهم المعربد،
وشفوف السَّحَر الراقص،
في هياكل الطواغيت ؟!

أهي هذا الحلف بالقبور
والهامدين فيها،

وجعل الحلف بالله
عرضة للفرار من ذنب،
أو جريرة ؟!


ذلك هو الجانب العملي من التصوف
في ذكره وزهده وعبادته،


أتراه يصلح لهداية الإنسانية،
وقيادتها إلى مُثُلها العليا ؟

أم تراه يفتك بها فتك السُل الدفين
بالصدر الرقيق الحزين ؟!



أما جانبه النظري،

فقد دانوا فيه كما بَيَّنتُ لك

بأن العبد عين الرب،
وبأن الشرك عين التوحيد ،

ذلك هو التصوف بنوعيه،
إن شئت أن تجعله نوعين !


فهل تراه يودي بالمسلمين
إلا إلى التهلكة
بعد أن يحيلهم من عبادٍ للرحمن
إلى عَبَدَةٍ للطاغوت ؟

من أمة قوية عزيزة كريمة
موحدة الغايات والمبادئ


إلى أشتات واهنة،
وأشباح هزيلة مستضعفة،
تضرب بها الوثنية في متاهات الباطل،
ويقضي عليها الوهن والذل والصغار،
فتصبح المطايا الذُلُل للاستعمار،

وأحلاف الضِعة،
والمهانة والاستكانة ؟!

*****************
( 1 ) لكل طريقة ورد خاص بها تفضله على جميع الأوراد الأخرى،
بل تفضله على القرآن،
قال طاغوت التيجانية:
"وسألته صلى الله عليه وسلم عن صلاة الفاتح،
فأخبرني أولاً بأن المرة الواحدة منها تعدل من القرآن ست مرات،
ثم أخبرني ثانياً أن المرة الواحدة منها تعدل من كل تسبيح وقع في الكون،
ومن كل ذكر، ومن كل دعاء كبير أو صغير،
ومن القرآن ستة آلاف مرة"
ص 103 جـ 1 جواهر المعاني لابن حرازم التيجاني طريقة.
فتدبر كيف تجاهد الصوفية
في سبيل صرف المسلمين عن كتاب الله !!

أبو فراس السليماني 27-06-14 10:41 AM

دعاوى الصوفية وأدعيتهم



غَشَّت الصوفيةُ بصائرَ عشاقها
بما تَسْحَر به من فنون الخيال الغَزَليِّ،
والشاعرية الحالمة
في الصور البيانية المتأنقة الفتنة،
المكحولة الرَّوْعَة


ذلك ما جعل بعضهم
يجادلنا في شأن الصوفية،
فيأتينا بأدعية ونجاوى صوفية،
فيها وَشْيُ السحر الشاعر وفتنته،
وبدعاوى فيها روحانيةُ الحق وروعتُه،

ثم يقول:
أو مَنْ يقولون هذا،
تفتري عليهم أنهم غير مسلمين ؟!


لهؤلاء الذين خَلَبَهمُ عشقُ الصوفية أقول:
ما من كُهَّان نحلة ضالة،
أو أحبار دين زائف،
إلا وناجوا معبودهم،
وَدَعَوْه بما يُخَيَّل إليك من سحره
أنه ضراعة نبوة في فجر الوحي،

فهل نعدهم مسلمين بتلك النجاوى،
وهذه الأدعية ؟!

سلوهم قبل الفتنة:
لِمَنْ هذه النجوى؟
ولمن تضرعون بهذا الدعاء؟


سلوهم عن صفات معبودهم،
وأسمائه الحسنى،
وعن شرعته التي كلفهم بها،

وهناك حين يجيبونكم
توقنون أنهم
لا يناجون الله،
ولا يدعونه،

وإنما يفعلون ذلك لآلهة أخرى ابتدعوها؛
لِتُعْبَدَ من دون الله!.


ويذكرنا هؤلاء المسحورون بدعاوى الصوفية،
إذ يفترون:
"كلامنا هذا مُقَيَّدٌ بالكتاب والسنة!"


وكذلك زعمت كل فرقة نجمت
في الجماعة الإسلامية؛
لتجد لها أنصاراً وأعواناً من الأغرار،
الذين يخدعهم زيف القول الحلو
عن رياء العمل المر!


قالتها الشيعة التي تُؤَلِّه أئمتها،
وقالتها المُعَطِّلة،
وقالتها المُـجَسِّمة،
وتقولها القاديانية والبهائية!


وقد نقلتُ لك عن النابلسي
– وهو صنم صوفي كبير –
دعواه أن وحدة الوجود
مستمدة من الكتاب والسنة!.


إنك لا تستطيع أن تمنع إنساناً
من أن يدَّعي ما يشاء،

ولكن الذي تستطيعه هو أن تبتلي دعواه،
وتزنها بميزان الحق من الكتاب،

وثمت تستطيع أن تحكم عليه عن بَيِّنَةٍ
بالصدق، أو الكذب فيما ادعاه.


وقد ابتليتَ
معتقداتِ الصوفية وأربابها وآلهتها،


فهل ترى لها أثارة من نسب
إلى شرع، أو عقل ؟

أبو فراس السليماني 27-06-14 10:43 AM

دعاوى الصوفية وأدعيتهم
 
لقد جحدت الصوفية الحقيقة الأولى،
تلك التي يقررها الشرع،
ويحكم بها العقل.

وهي أن الله سبحانه وتعالى مُغايِرٌ لخلقه
في ذاته وصفاته وأفعاله،


فكيف نحكم عليها
بأنها تؤمن بما يترتب على تلك الحقيقة العليا
من حقائق مقدسة ؟


ليس المهم أن تقول،
بل الأهم أن تعمل بما تقول،

فهل يعمل الصوفية بالكتاب والسنة،
كما ينافق بعض زعمائهم ؟!


ومما يجادلنا به عشاقُ السحر الصوفي
قول ابن الفارض:

وإن خطرت لي في سواك إرادة ** على خاطري يوما حكمتُ بِرِدَّتي


وعلى ما في هذا البيت من غلو الإسراف
في دعوى التجرد ( 1 )، وحقارة الكذب،


فإن هؤلاء ينسون قول ابن الفارض
في نفس القصيدة:

فلا حَيَّ إلا من حياتي حياته ** وطوع مُرَادِي كُلُّ نفس مُرِيدة


وينسون ما طفحت به تائيته الكبرى
من زندقة باغية الجرأة،

تؤكد لك أن حين يناجي ربًّا،
فإنما يعني به أنثى مستباحة العفة،
أو رِمَّة بالية
أو نَفْسَه التي تَحَقَّقَ بها وجودُ ذلك الرب
في مرتبته العَيْنِيَّة!

*****************
( 1 ) للإرادة الإنسانية مجال فساح من الخير الذاتي، كإرادة الزواج. وكسب العيش،
وإرادة التمتع الروحي بما أبدع الله من جمال في جنات الأرض،
وما على من يريد ذلك جناح من الله ذي الرحمة.

ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم:
"حبب إلي من دنياكم النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة"
وهل الحب إلا إرادة مصممة قاهرة؟
فهل أشرك محمد؛ لأنه أراد ذلك؟

أبو فراس السليماني 27-06-14 10:44 AM

دعاوى الصوفية وأدعيتهم
 

ويجادلنا هؤلاء بقول رابعة:

"ما عبدتك خوفا من نارك،
ولا طمعاً في جنتك،
وإنما عبدتك لذاتك

ثم يهتفون لرابعة شهيدة العشق الإلهي!
رابعة التي تزعم أنها تجردت من كل رغبة،
أو رهبة أو طمع، أو خوف!.


هؤلاء ينسون أن رابعة بهذا السحر الصوفي الفاتن
تستشرف عِزة الألوهية!

وتفتري لنفسها الشائنة مقاماً
يسمو عن مقام الرسل
الذين جعل الله من صفاتهم أنهم يدعونه:
رَغَباً ورَهَباً، أو خوفاً وطمعاً،

يقول الله عن زكريا وآله:

( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات،
ويدعوننا رَغَباً ورَهَباً ،
وكانوا لنا خاشعين)

ثم تأمل هذه الآيات
التي تنجيك من سحر رابعة:

( وادعوه خوفاً وطمعاً
إن رحمة الله قريب من المحسنين)


وصَفَ الله من يدعونه خوفاً وطمعاً بأنهم محسنون،
والإحسان أسمى مراتب العبادة،
وأكمل مقامات العبودية،

والعبودية هي
غاية الحب، مع غاية التذلل ،

فما الحب الذي تطفح به مشاعرُ رابعة ؟!

( إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذُكِّروا بها،
خَرُّوا سُجَّدًا، وهم لا يستكبرون،
تتجافى جنوبُهم عن المضاجع
يدعون ربهم خوفًا وطمعًا،
ومما رزقناهم ينفقون)


أرأيت في صور القديسين الناسكين
أروع من صور هؤلاء
الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع لذكر الله؟!

ومن أخص صفاتهم دعاء الله خوفاً وطمعاً!

فما حب رابعة؟!


من أخص خصائص البشرية أنها ترغب وترهب،
حتى بشرية الأنبياء والرسل.

ترهب وهي أسمى مقاماتها،

ومن أصدق الدلائل على الحب المسيطر القاهر،
أن يمتلىء القلب رغبة في المحبوب ورهبة منه.
رغبةً في رضاه، ورهبة من غضبه ( 1 ) أو جفاه ،

فإذا لم تكن ثَمَّ رغبة في نواله، فقد سئمته،

وإذا لم تكن ثَمَّ رهبةٌ من عقابه فقد احتقرته،

وكلما تسامى الحب،
قويت الرغبة في نوال المحبوب،
واشتدت الرهبة من حرمانه.


الرغبة والرهبة جناحا الحب
اللذان يُحَلِّق بهما فوق الذرى،

فإذا تجردت منهما كان حبك كاذباً ،
لا يقهر منك شعوراً،
ولا يُوَجِّه إرادة.


ولكن رابعة تزعم
أنها تجردت من تلك البشرية الطهور،
بشرية القديسين،
بشرية أولى العزم من الرسل!

فماذا وراء هذا الزعم؟


وراءه أنها في قمتها العليا
لا تدنو منها مكانة المصطفين الأخيار من أنبياء الله،

وراءه أنها ليست بشراً، بل إلهاً،

فالملائكة أنفسهم يرغبون، ويرهبون!

وراءه اتهامٌ صريح لمن نَزَّل القرآن
وتعالى الله عن إفك رابعة

بأنه أخطأ حين أمرنا أن ندعوه خوفاً وطمعاً،
ودَاجَى حين رغَّبَنَا في الجنة،
وخَوَّفنا من النار.


دعواها التجرد شعورٌ منها
وما أخبث هذا الشعور وأكذبه
بأنها ساوت من تحب!!


ثم مَنْ رابعة هذه ؟

أليست هي التي تقول عن الكعبة:
"هذا الصنم المعبود في الأرض "؟. ( 2 )


ثم اقرأ هذه الآية:
( وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون،
إذ قالت :
ربِّ ابْنِ لي عندك بيتاً في الجنة )


هذه القدِّيسة العظيمة التي طيب الله ذكرها،
وخلَّده في كتابه،
وضربها مثلاً للذين آمنوا،
إنها تضرع إلى الله؛
ليبني لها بيتاً في الجنة،

أما رابعة التي لا تزن في القيمة
خاطرة من امرأة فرعون،
فتستعلي أن تطلب الجنة!


واقرأ النور في قوله سبحانه:
( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم
بأن لهم الجنة ،
يقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقْتَلُون
وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل)


وَعْدٌ كريم عظيم من الكريم القادر،
يشتري به نفسَ المؤمن ومالَه،
وما ذلك الوعد؟

أن تكون له الجنة،

وقد وصف وعده في ختام الآية بقوله تعالى:
"وذلك هو الفوز العظيم"

ولكن رابعة في تعاليها الجاحد،
لا تراه فوزاً عظيماً،
فتطلب غيره!

أليس هذا اتهاماً للكريم بالبخل،
أو بأنه لم يحسن الوعد،
ولا شراء نفسِ المؤمن ومالِه بالجنة ؟!

*****************
( 1 ) وجزاء رضوان الله في الآخرة الجنة، وجزاء غضبه فيها النار،
فإذا لم ترغب في جنته، فأنت غير راغب في رضاه،
وإذا لم ترهب ناره، فأنت لا ترهب غضبه،
وإذا لم ترغب الرضا، وترهب الغضب،
فأنت دَعي حبٍّ كذوب

( 2 ) ص 38 وما بعدها كتاب شهيدة العشق الإلهي للدكتور بدوي


أبو فراس السليماني 27-06-14 10:45 AM

دعاوى الصوفية وأدعيتهم
 
وينتفض هؤلاء إعجاباً بمعروف الكرخي ( 1 )،
إذ يَرْوُون عنه أنه بال على شاطئ نهر، وتيمم،
فقيل: يا أبا محفوظ!!
الماء منك قريب!!

فقال: "لعلي لا أبلغه "( 2 )

لقد كان رسول الله يطوف على نسائه،
فيغتسل منهن جميعاً بغسل واحد،
فلماذا كان لا يغتسل عقيب كل واحدة ؟

بل ثبت عنه
أنه كان أحياناً يبيت جنباً،
غير أنه كان يتوضأ !!

أكان معروف أشد خوفا من رسول الله؟

والله أرحم مما يظن معروف،
لو أنه سبحانه قبض إليه عبده
قبل أن يبلغ الماء القريب ليتوضأ.

إنه هوس صوفي
يغلو في الحب،
حتى يتجرد من الرغبة والرهبة،

ويغلو في الخوف،
حتى يتيمم والماء منه قيد شبر واحد!!


فما ندري
أنحب حتى لا نخاف،
أم نخاف حتى لا نحب ؟!

*****************
( 1 ) توفي سنة 200هـ وكان يقول:
"إذا كانت حاجة إلى الله فاقسم عليه بي"
انظر ص 9 الرسالة للقشيري مطبعة التقدم،
فتأمل منذ متى كفرت الصوفية؟!

( 2 ) ص 83 طبقات الصوفية للسلمي،
وقد نسبه أبو طالب إلى الرسول، انظر ص 29 جـ 3 قوت القلوب ط 1351هـ

أبو فراس السليماني 27-06-14 10:46 AM

دعاوى الصوفية وأدعيتهم
 
ويبهتون ابن حنبل أنه سأل بشراً الحافي عن الزكاة،

فقال بشر:

أما عندكم فالعشر،
وأما عندنا،
فالعبد، وما ملكت يداه لسيده!!


وتبرق عيونُ الصوفية بالسرور السكران،
وتميد أعطافهم من نشوة الخمر الصوفي !!.

هؤلاء ينسون الإثم الكبير
في قول الصوفي الحافي:

"عندنا أم عندكم"

فإنه نَزْغَةٌ من الأسطورة الصوفية

التي تزعم:
أن الدين شريعة وحقيقة ( 1 )،

وأن الأولى دين الظاهرية،
وأن الأخرى دين الباطنية،
وقد سبق الحديث عن ذلك؟.


ويتناسَوْنَ أنه ينتسب إلى غير أهله
حين يزعم أن هذا الحق الذي قاله:
"العبد، وما ملكت يداه لسيده"

هو من دين الصوفية،
أو من شرعة الباطن!

ثم مَنْ سيد بشر؟ ( 2 )

لقد عرفتم سيد الصوفية الذي يعبدونه،
فاعرفوا إذن سيد بشر!

*****************
( 1 ) يقول الدباغ:
"إن الولي يسمع كلام الباطن، كما يسمع كلام الظاهر"

ولهذا قد يعصى الولي الصوفي في نظر الشريعة،
فيكون مطيعاً في نظر الحقيقة.

يقول الدباغ:
"إن الولي الكبير فيما يظهر للناس يعصي وهو ليس بعاصٍ
وإنما حجبت روحه ذاته.
فظهرت في صورتها،
فإذا أخذت في المعصية فليست بمعصية"
ص 42 جـ 2 الإبريز.

وهكذا يطلب منا الصوفية اعتقاد أن معاصيهم طاعات!!

( 2 ) هو بشر بن الحارث أبو نصر الحافي مات سنة 227هـ

أبو فراس السليماني 27-06-14 10:47 AM

دعاوى الصوفية وأدعيتهم
 

ويذكرنا هؤلاء بالأدعية الصوفية
التي تَتَبَرَّج فيها أنوثةُ البيان الفاتنة،
وتَنْهَلُّ منها دموع الحب، وتنوح جراحه،

ولكني أذكر هؤلاء بأن البرهمية ( 1 ) أو البوذية ( 2 )
ناجت ربها بصلوات من الدعاء،
يغازل الروحَ شعرُها بالروعة الآسرة،
شَفَّافةَ الترانيم عن نفس دَلَّهَها العشق،
وقلب تَبَله الغرام،

كذلك صنعت الزَّرَادَشْتِيَّةُ ( 3 ) والمانَوِيَّةُ،
والفرعونية واليهودية، والمسيحية
والبهائية ( 4 ) والقاديانية ( 5 ) !


وأنت إذ تتلو من أدعية هؤلاء
– دون أن تكون على بينة مِنْ نِسْبَتِها إليهم –
لن تشك في أنها ضراعات القديسين،
بَشَّرتهم برضاها السماء !!

فهل نعدهم بهذه الأدعية دعاةَ حقٍّ،
وجنود إسلام ؟!



لا تسأل الداعي:
بماذا تدعو ربك ؟

ولكن سله أولاً :
من رَبُّك الذي تدعوه،
وما صفاته ؟!

*****************
( 1 ) نسبة إلى "برهما" الكائن الأوحد كما سمي في "الفيدا" كتاب الهند القديم المقدس،
وتؤمن هذه النحلة بثلاثة آلهة "براهمان" الرئيس الأعلى، و "فيشنو" إله الحياة،
والثالث "سيفا" وهو إله التدمير والخراب.
وتؤمن هذه الطائفة بقدسية كهنة الدين؛
لأنهم في نظرهم الذين يملكون لهم الشفاعة عند الآلهة والتأثير عليهم،
وعنها أخذت الصوفية هذا التقديس.


( 2 ) نسبة إلى "بوذا" متنبئ هندي ولد في القرن السادس قبل الميلاد.
وقد تطورت البوذية حتى اعتقدت في بوذا أنه إله تجسد لينقذ البشرية،
بأن تحمل عنها عبء خطاياها!!
ويظن بعض الباحثين أنه أسطورة لم توجد،
وبصورة بوذا صورت الصوفية إبراهيم بن أدهم

( 3 ) نسبة إلى "زرادشت" متنبئ فارسي ولد قبل المسيح، جاءهم بكتاب اسمه أفيستا،
ثم أضيفت إليه شروح فسمي: "زند أفيستا"
وتؤمن هذه النحلة بإلهين أحدهما للخير، واسمه "أورمزد" وآخر للشر، واسمه "أهرمن"
إلا أن زرادشت يؤمن بانتصار الخير على الشر، فهو ذو نزعة تفاؤلية،
لا تشاؤمية كما في ديانة ماني


( 4 ) نسبة إلى ميرزا حسين علي الملقب بالبهاء،
وخلاصة دينه أن الله سبحانه يظهر في دورات متعاقبة في صور الرسل،
وأنه – أي ميرزا حسين علي- أتم وأكمل صورة للتجسد الإلهي،
وأنه النبع الذي استمد منه الرسل جميعاً من لدن نوح إلى محمد صلى الله عليه وسلم

( 5 ) نسبة إلى ميرزا غلام أحمد القادياني نسبة إلى قاديان توفي سنة 1908م
وقد ادعى أنه المسيح الموعود، أو المهدي المنتظر، وأن الله يوحي إليه،
وقد انشطر أتباعه من بعده شطرين أحدهما الأحمدية، والأخرى القاديانية،
والأولى أقل غلواً من الأخرى،
وكلتاهما تكفر من لا يؤمن بغلام أحمد على أنه المسيح الموعود!!

أبو فراس السليماني 27-06-14 10:48 AM

دعاوى الصوفية وأدعيتهم
 

وهاك أنماطاً من الأدعية، فاقرأها، وتدبرها،
وثمت تشعر بقلبك،
وقد غمره اليقين بأنها ضراعة عبودية خالصة
تتبتل تحت السَحَر في المحاريب،

بيد أنك حين تعرف حقيقة مَنْ بَثَّ دموعَ الحب
في تلك الأدعية،
وإلى أي دين هو ينتسب،
سَيرُود بك العجبُ كل مَرَادٍ له،

وسَتَأسَى على هذا الحلم الجميل
الذي نعم به خيالُك لحظة،

بل ستشعر،
كأنما تهوي من قمة السماء
إلى غَوْرِ جُبٍّ سحيق عميق !


غير أن هذا سينجيك من السحر الصوفي
الذي يفتنك عن الحق
بما يسكرك به من سُلاف الأدعية،
فتظن بالصوفية في نشوتك ظن الخير،
وتحسبها مع المسلمين في فجر ومحراب!.


فاقرأ معي هذا الدعاء:

"اللهم لتكن مشيئتك أن أسير في طريق شريعتك،
وأن أرتبط ارتباطاً وثيقاً بوصاياك،
اللهم احمني من الذنوب والعصيان وإغراء الشيطان،
ولا تجعلن للشهوات سلطاناً عليَّ،
ولتكن إرادتي خاضعةً لك،
أعِنِّي على التمسك بالخير،
واشملني برعايتك اللهم آمين " ( 1 )

أترى في هذه النجوى أثارة من باطل ؟
أم تجدها صالحة؛ لتدعو الله بها،
وأنت حول بيته ؟

وتأمل قوله:
"اللهم اللهم"

وقوله:
"لتكن إرادتي خاضعة لإرادتك "0( 2 )


ولكن أتدري لمن هذا الدعاء؟

إنه ليهودي!

والله تعالى يقول عن اليهود:

( وضُرِبت عليهم الذلة والمسكنة،
وباءوا بغضب من الله،
ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله،
ويقتلون النبيين بغير الحق،
ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون )

فهل شفع هذا الدعاء وغيره عند الله لليهود ؟
كلا.

وإن راحوا يملأون به سمعَ الوجود؛
لأنهم لا يدعون به الله،
وإنما يدعون رَبًّا آخر،
اختلقته أوهامُهم المادية الصماء،
لقد رفعوا أيديهم إلى السماء،
وهي ملطَّخة بدم النبيين،

وفي قلوبهم شَتَّى أرباب وآلهة!

وأطغى من هذا الشر،
اقترفت الصوفية.


*****************
( 1 ) ص 246 كتاب الفكر اليهودي جمع دكتور هرمس ترجمة الفريد يلوز

( 2 ) قارن بهذا قول ابن الفارض "وطوع مرادي كل نفس مريدة"

أبو فراس السليماني 27-06-14 10:49 AM

وهاك آخر:

"إلهي عليك توكلت، فلا أخزى إلى الأبد،
عرفني يا رب طرقك، وسُبُلَكَ،
علمني، أرشدني إلى حقك،
وعلمني؛ لأنك أنت هو إلهي ومُخَلِّصي،
وإياك رجوت اليوم كله،
إذا تَصَوَّرْتُ كثرة أفعالي الرَّدِيَّة أنا الشقي،
فإني أرتعد من يوم الدَّيْنُونَةِ الرهيب ( 1 )،

لكن إذ أنا واثق بِتَحَنُّنِ إشفاقك،
أهتف إليك مثل داود:
ارحمني ياألله كعظيم رحمتك " ( 2 )

وهذه النجوى الحنون،
ألا تجدها رَفَّافَةً تروح الحب الآمل في رحمة المعبود؟
ألا ترى فيها الهتاف بدعاء :
"ياألله".

ولكن أتدري ما هي؟
إنها صلاة رومية أرثوذكسية!


والله تعالى يقول عن هؤلاء،
ومن دان دينهم:
( لقد كَفَرَ الذين قالوا:
إن الله ثالث ثلاثة
وما من إله
إلا إله واحد)

فهل شفع،
أو يشفع هذا الدعاء، ومثله لهم ؟
أتراه ينسخ عنهم حكم الله بأنهم كافرون ؟!

كلا،

وإن تجاوبت بأصدائه جنبات الوجود!
فقد آمنوا برب هو ثالث ثلاثة،
فلم يناجوا بها "الله" حقاً،

وإنما ناجوا بها رباً،
يزعمون أنه تجسد في ثلاثة مظاهر!


وكُفْر الصوفية أَشَدُّ شناعة؛
فقد آمنت بربٍّ هو عينُ كل شيء!


أو كما يقولون في تسبيحتيهم المقدَّسَتَيْن:

"المظاهر عين الظاهر"

يعنون بالمظاهر أنواعَ الخلق،
وبالظاهر الله تعالى وتقدس

والأخرى:
"ذات ما ترى، عين ما لا ترى"

يعنون أن ما تراه بعيـنـيـك
من مظاهر الوجود
هو عين الإله الصوفي!.


*****************
( 1 ) قارن بهذا زعم ابن عربي
أن الوعد في الآخرة عين الوعيد،
وأن النار عين الجنة!!


( 2 ) ص 241 ،268 كتاب خلاص النفوس في الصلوات والطقوس

أبو فراس السليماني 27-06-14 10:50 AM

وهاكَ دعاءً آخر:

"السلام عليك أيها الإله العظيم،
لقد أتيت إليك يا سيدي في سلام،
فكن بي عطوفا،
فأنت صاحب العطف،
واستمع لندائي،
لَبِّ ما أقوله،
فإني أنا واحد من عابديك " ( 1 )

أتنْكِر من هذا الدعاء شِرْكاً ؟
أو تستنكر منه وثنية ؟

ولكنك إذ تبتلي معتقد صاحبه
تحتدم عاطفتك مقتًا له،
ولسانك لعنة تنصب عليه؛
فإنه لِوَثَنية فرعونية
عبدت ربَّها في صورة عجل ،
أو كوكب!

وكذلك الصوفية !

بل إنها مَرَّغت تلك الوثنية الفرعونية في رَدْغتها
ثم خرجت بها صوفية
تعبد كل شيء!

*****************
( 1 ) ص 341 " مصر" تأليف أدولف إرمان ترجمة الدكتور عبد المنعم بكر.

أبو فراس السليماني 27-06-14 10:51 AM

دعاوى الصوفية وأدعيتهم
 
واستمع معي إلى هذا الدعاء:

"ربنا إنا نتوجه إليك،
ونتضرع بين يديك
ونذكرك بالتهليل والتكبير،
ونثني عليك بالتسبيح والتقديس.

إلهي! وملاذي،
وكَهْف صَوْني وعَوْني في شدائدي وبلائي ،

إني أبسط إليك أكف الضراعة ،
وأمد إليك أيدي الابتهال،
يا ربي المتعالي، وياذا الجلال والجمال،
أن تنزل كل بركتك وموهبتك،
وسابقة رحمتك،
وسابغة نعمتك على أحبتك
الذين شملتهم لحظات أعين رحمانيتك "( 1 )

فهذه النجوى المُضَمَّخَةُ بالعبير سكران الرَّوْح،
غرامِيَّ النفحات،
أتحس فيها شيئاً
يرغب عنه إخلاص توحيدك ؟

ولكن أتدري لمن هي ؟
إنها للزنديق القزم القمئ
عباس بن ميرزا حسين
أو "عبد البهاء" يناجي بها رَبَّه ،

أفتجعل منه هذه الصلاة مسلما ناسكا في الفجر ؟!

كلا ،

فإنه لا يناجي بها الله ،

وإنما يناجي بها أباه ميرزا حسين علي
الذي آمن به زنادقة البابية من الشيعة
أنه أتم و أكمل مظهر تَجَسَّدت فيه الذات الإلهية،

فقد زعم لهم ذلك،
فآمنوا بما زعم!


وقد زادت الصوفية هذا الكفر خطيئة،
فعبدت رَباً يتجسد بذاته ووجوده
وصفاته وأفعاله
في كل شيء !

*****************
( 1 ) ص 220، 265 مكاتيب عبد البهاء

أبو فراس السليماني 27-06-14 10:51 AM

مقارنة


ثم قارن بين تلك الأدعية التي آمنت ألفاظها، وكفرت قلوبها،
وبين هذا الدعاء الصوفي
الذي كفر لفظه ومعناه وقلب مفتريه!

"إلهي اسْتَهْلِكْ كُلِّيَّتي في كُلِّيَّتك ،
وأمدَّ أوَّليَّتي بِأوَّليَّتِك،
حتى أشهد أوليتك في أوليتي،
وآخِرِيَّتَك في آخِرِيَّتي،
وظاهِرِيَّتك في ظاهريتي،
وباطنيتك في باطنيتي،
وقابليتك في قابليَّتي،
وأنت في إنِّيَّتي ( 1 ) ،
وهُوِيَّتك في هويتي ( 2 )،
ومعيتك في معيتي،

حتى أكونَ عنوان ذلك السر كله
بل شكله وصورته " ( 3 )

يدعو الله سبحانه، وتعالى
أن يجعله عينه وجوداً وذاتاً وحقيقة !!
وَمَنْ يجرؤ على هذه الزندقة غير ابن عربي ؟!


وإليك صلاته على نبيه:

"اللهم صل وسلم وبارك
على الطلعة الذات المُطَلْسَم،
والغيث المُطمْطم،
لاهوت الجمال،
وناسُوتِ الوصال ( 4 )،
وطلعة الحق،
هوية إنسان الأزل ( 5 )،
في نشرِ مَنْ لم يَزَلْ ( 6 )،

من أقَمْتَ به نواسيتَ الفَرْق إلى طريق الحق،
فَصَل اللهم به منه فيه " ! ( 7 )


يقول ابن عربي:

"اللهم صل على محمد الذي تَجَسَّد فيه اللهُ،
اللهم صل على نفسك التي ظهرت،
وتظهر في صور الكائنات.

ألا ترى مع الحق أن هذا الدعاء الصوفي
يَحْمُوم الكفر الأثيم،
وخطيئة الوثنية الجاحدة ؟


وما إخالك بعد هذا ممن ستخدعه فتنةُ السراب الخلوب
فيما تتغزل به الصوفية
من أدعية شعرية أو نثرية،
فإنها إذ تدعو، أو تصلي،
فإنما تفتري ذلك لرب
ليس هو
ربك الحق أيها المسلم،


قد يفتنك من الصوفي دعاؤه:
"اللهم"
غير أن هذا الدعاء يهتف به البوذي واليهودي والبهائي،
وكُلٌّ يعني به رب هواه،
وإله أساطيره!


وقد يخدعك من الصوفي قوله:

"الله صلِّ على محمد"

ويقولها أيضاً البهائي!

فمحمد الذي تصلي عليه الصوفية،
ليس هو خاتم النبيين،

وإنما هو ظن ابتدعوه،
وسموه: "محمداً"؛
ليفتنوك به.

محمدهم
هو إله الآلهة الصوفية
في تجسد بشري،


بل إنك لترى الصوفية في كتبهم لا يسمونه إلا :
بـ "الحقيقة المحمدية"

يعنون بذلك أن الله حقيقته
متعينة أو متجسدة في صورة محمد !!

( إن يتبعون إلا الظن،
وإن هم إلا يخرصون )

( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه ،( 8 )
وأضَّلَّه الله على علم،
وختم على سمعه وقلبه،
وجعل على بصره غشاوة،

فَمَنْ يهديه من بعد الله،
أفلا تذكرون ؟ )

هذا حكم الله،
فبأيِّ حكم بعده تؤمنون ؟!


*****************
( 1 ) أي وجوده الظاهر
( 2 ) الهوية باطن الذات الإلهية عند الصوفية،
يطلب من الله أن يجعل وجوده الباطن والظاهر
عين وجوده هو في إنيته وهويته!!

( 3 ) ص 15 مجموعة الأحزاب ط استامبول سنة 1298هـ
( 4 ) أي الإنسان الذي وصل بين الألوهية والإنسانية في ذاته،
فباطنه لاهوت، وظاهره ناسوت
( 5 ) أي حقيقة الله ، فالله عند ابن عربي إنسان قديم!

( 6 ) أي هو الإله القديم الذي ظهر في صورة إنسان،
وعن هذا الإنسان انتشرت جميع الأنواع الخلقية،
وعنه ينتشر مالا يزال في مكنون الغيب من أنواع الخلق.

( 7 ) ص 14 المصدر السابق

( 8 ) العجب أن ابن عربي يقرر
أن الهوى إله حق يجب أن يعبد،
ويستشهد بهذه الآية،
ويقرر صحة عبادة الهوى!!
انظر ص 194 فصوص الحكم ط الحلبي جـ1

أبو فراس السليماني 27-06-14 10:52 AM

مقارنة
 
ويأفك الصوفية أنهم أحباء الله ، وأحباء رسوله !

يفترون ذلك في صوت ناعم رقيق،
فَيُرْعِشُ جسدَك سُكْرُ الصوت
المُفعَم بأنوثة الرياء،
وخنوثة النفاق

فيصرخ "الدرويش" في وجهِ مَنْ يُذكرِّه بالحق:
"أوَمَنْ يقولون ذلك
تفترون عليهم أنهم عدو لله "

ولكن لا تنسَ يا صاح
أن اليهودية والنصرانية زعمتا هذا،
فكذبهما الله

( وقالت اليهود والنصارى:
نحن أبناء الله، وأحِبَّاؤُه.
قل: فلمَ يعذبكم بذنوبكم؟!
بل أنتم بشرٌ مِمَّن خلق )


( ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله،
وكرهوا رضوانه،
فأحبط أعمالهم )


والدليل على الحب الصادق لله طاعته وتقواه،
ومتابعة رسوله فيمَ جاء به


( قل: إن كنتم تحبون الله،
فاتبعوني
يُحْبِبْكم الله ).



ولقد ذكرت لك دينَ الصوفية
كما هو في كتبهم المقدسة،

فهل تجد فيه بارقةً مِنْ ظَنٍّ،
تميل بك إلى توهم
أنهم أحباء الله وأوِدَّاء رسوله ؟

إنهم دانوا بأحبارهم وكهانهم
أرباباً من دون الله،


فكيف تصدق
أنهم أحباء الله ورسوله ؟

أبو فراس السليماني 27-06-14 10:54 AM

مقارنة
 
ودعوى حبهم للرسول وآل بيته
دعوى الرجس أنه قداسة،
والإثم الكبير أنه روحانية فضيلة!!


وكتلك الفرية افتراء الشيعة
أنهم أحباء آل بيت محمد !!

أترى الشيعة والصوفية:
اتبعوا الرسول،
وجعلوه وحده الأسوة والقدوة الحسنة ؟!

ما ثمَ ما يحتجون به لدعواهم
سوى العكوف على الأضرحة الزنيمة
المفتراة لآل البيت!

سوى تلك القباب التي شيدوها
معبودة على عظام نخرة،
لا تدري أهي لحيوان أم إنسان،
أم هي أمشاج من عظام شتى،
لا تدري أهي لصالح أم طالح،
لمسلم أم يهودي،


فقد شيدتها الفاطمية في مصر؛
لتصرف الناس عن حج بيت الله،
ولتجعل قلوب المسلمين نفسها قبوراً خربة،
ثم سمتها بأسماء آل البيت،
وأقامت على سدانتها وعبادتها الصوفية!


ما لهم من دليل على حبهم لآل البيت
سوى عبادة تلك الأصنام
بتقبيل أستارها وأحجارها
ولثم نحاسها وخشبها،
وتعطير أجوائها،
والاستشفاع بأعتابها،
واقتراف الأعياد الوثنية
في كل موسم لها.


وسل الآمِّين تلك "الموالد"
عن عربدة الشيطان في باحاته،
وعن الإثم المهتوك في حاناتها،
وعن حمم الشهوات
التي تتفجر تحت سود ليلاتها !0( 1 )


وهكذا تكد الصوفية
في سبيل أن تجعل دنيا المسلمين كلها مقبرة،
قفراء إلا من الوحشة،
جرداء إلا من الرهبة والفزع،
خاوية إلا من الخطايا تُقْتَرفُ باسم الإسلام!


تكد في سبيل أن تجعل نفوس المسلمين مقابر،
وغاياتهم المقابر،
وآلهتهم العظام البوالي في المقابر!

وتحث المسلمين؛
ليجعلوا الحياة كلها قرباناً إلى غيابات العدم،
وجيف المقابر!


فما ينقضي في مصر أسبوع
إلا وتحشد الصوفية أساطير شركها،
وعُبَّادَ أوثانها
عند مقبرة يُسَبِّحُون بحمد جيفتها،
ويسجدون أذلاء لرمتها،

ويقترفون خطايا المجوسية في حَمْأتِها،
ويحتسون آثام الخمر و"الحشيش"
والأجساد التي طرحها الليل
على الإثم فجوراً ومعصية
ويسمونها للناس: "موالد"
أو مواسم عبر وذكريات خوالد!

وما تجتمع جماعة صوفية، أو تنفض،
إلا ليبحثوا كيف يحتفلون بصنم قبر،
أو رمة قبر ؟!

وما يُهَوِّم ليل على صوفي،
أو يُفْزِعه بالنور نهار،
إلا وقلبه مستعبد بهوى صنم قبر،
أو رمة قبر!


وما يقعد صوفي أو يقوم،
أو يركب أو يمشي
إلا وينعق مستغيثاً بصنم قبر،
أو رمة قبر!

قبور قبور!


هذه هي دنيا الصوفية،
لها جهاد الصوفية،
ولرممها عبادتها،
لها تحيا، ولها تموت،
وبها تعيش!


وخير ما تتمناه الصوفية،
هو أن يهلك المسلمون جميعاً،
حتى يكون في كل ساعة "مولد" مقبرة،
وعيد رمة!


فيلقتل المسلمون أنفسهم؛
ليمدوا الصوفية بأعياد كثيرة للقبور
ونذور للجماجم!


ما لهم من دليل على حبهم للرسول وآل بيته
سوى تلك "التواشيح" التي يتغزلون بها
في العيون الحوالم النُّعْس
والشفاه الظوامئ اللُّعْس،
والأهداب المسبلات في إغراء
على لهب من الورد
يتوهج في الخدود النُّضْر،
تلك هي أدلتهم!


ويا لها من أدلة !


حياة كلها خطايا،
وقلوب أربابها رمم معبودة،
ونفوس آلهتها جيف،
وأفكار كلها للأساطير

وحياة ميتة،
ووجود يفزع منه العدم،
ودنيا خمول خامد تعصف بها الذلة.

فأين الكفاح في سبيل بناء الحياة ؟

*****************
( 1 ) يصف الجبرتي ما كان يحدث في مولد العفيفي – وكأنما يصف موالد اليوم
"ينصبون خياماً كثيرة وصواوين ومطابخ وقهاوي، ويجتمع العالم الأكبر من أخلاط الناس،
وخواصهم وعوامهم، وفلاحي الأرياف وأرباب الملاهي والملاعيب والغوازي والبغايا
والقرادين والحواة، فيملئون الصحراء والبستان،
فيطئون القبور ويبولون ويتغوطون ويزنون ويلوطون
ويلعبون ويرقصون ويضربون بالطبول والزمور ليلا ونهاراً،
ويجتمع لذلك الفقهاء والعلماء،
ويقتدي بهم الأكابر من الأمراء والتجار والعامة من غير إنكار،
بل يعتقدون أن ذلك قربة وعبادة،
ولو لم يكن ذلك، لأنكره العلماء،
فضلاً عن كونهم يفعلونه،
فالله يتولى هدانا أجمعين"
ص 225 جـ1 تاريخ الجبرتي ط 1322هـ

أبو فراس السليماني 27-06-14 10:55 AM

مقارنة
 
إن الله سبحانه وصف لنا نفسه
في كتابه الحق بصفاته المقدسة،
وسمى نفسه بأسمائه الحسنى،
فوصفه المسلمون، وسموه
بما وصف، وسمى به نفسه،

فلم يفتروا له صفة،
ولم يبتدعوا له اسماً،
ولم يختلقوا لصفاته،
ولا لأسمائه معاني غير التي وردت في اللغة
التي نزل بها كتابه،

هذا ؛
لكيلا يفتروا عليه ما لم يتكلم به،
أو يصفوه بما لا يحبه،
أو يسموه بما لا يرضاه،

وشرع سبحانه لنا شرعاً هادياً كريماً
ختم به شرعته،
بلَّغه رسوله الأمين،

فلم يُدخل المسلمون في شرعه سبحانه ما ليس منه،
ولم يتهموا شرعه بالقصور أو التقصير؛

لأن ربه الحكيم الخبير
خالق الزمان والمكان،
يعلم ما يصلح لكل زمان ومكان،

وقد أخبرهم سبحانه أن رسالة محمد،
هي خاتمة الرسالات،
فليس بعده من نبي ولا رسول،
فما جاء به صالح للحياة،
حتى تقوم الساعة،

وإلا اتهمنا مَنْ نزله
بأنه غير عليم ولا خبير ولا حكيم.

كذلك لم يتهم المسلمون شرع الله بالجمود،
ولا بأنه عقبة كئود
تقف في طريق سُمُوِّ حضارة الإنسانية،
أو تقدمها.


أما الصوفية،

فتجحد بما وصف الله،
أو سمى به نفسه،
وتكفر بوحيه،
وتؤمن برب تجزأت ذاته،
فكانت كل شيء تراه العين،
أو يطيف بالظن،

فَلْتُنَاجِ الصوفية بصلواتها ما تشاء،
ولتُدَوِّ بالدعوات تحت أقبية الليل
في هياكلها العبقة بالبخور الوثني،

فإنما تناجي أصناماً،
وإنما تضرع إلى رِمم !.

أبو فراس السليماني 27-06-14 10:56 AM

دعوة الصوفية الأخلاقية


يزعم بعض الكاتبين أن الصوفية دعوة أخلاقية مثالية،
ويستشهد لذلك بما يلمحه في كتبهم
من دعوة إلى الأخلاق الفاضلة،
وبما يفتنه من روعة الجمال
في البيان الأدبي عن تلك الدعوة،

وعلى ما في هذا الزعم الغافل
من غضون سود من الكذب،
وتجاعيد كابية من الباطل،


فإني أقول:

إن الدعوة إلى الأخلاق الفاضلة
كَمٌّ مشترك بين الأديان جميعها،
سواء منها ما نزل به وحي من الله،
أو ما افترته الأهواء،
وأفكته الأساطير،

فتش في كتب البوذية والبرهمية،
والزرادشتية والمانوية
والغنوصية وإخوان الصفا،

بل فتش حتى في كتب اليهود الوَضْعِيَّة،
وفي كتب أيَّة نحلة ( 1 ) ضالة،

تجد دعوة تلتهب حماسة إلى التسامي بالخلق،
وإلى تحقيق مُثُله العليا،
فليست الصوفية – إن صدقنا زعمها –
بِدْعًا في زعومها،

وإنما هي كغيرها من الدعوات الضالة،
شَرٌّ ينافق بأنه : بِرُّ الخير،
ورذيلة ترائي بأنها: روح الفضيلة،
وكفر يختال بأنه: إيمان النبوة،

فليست الدعوة الخلقية هي الفيصل بين دين ودين،
أو دعوة ودعوة
– فإنها في كل دعوة، وفي كل دين –

وإنما الفيصل بين الأديان والدعوات،
وكونها حقاً أو باطلاً،
خيراً أو شراً
هو العقيدة التي تنبعث عنها
هذه الدعوة الخُلُقيَّةُ،
أو الباعث الذي يكمن وراء السلوك،
والغاية التي توجهه إلى هدفه،
وترْجي منه.

وقد ذكرت لك دين الصوفية،
أو عقيدتها،
فهل تجدها حقاً ؟

وهل نعتبر ما تدعو إليه من المُثُل الأخلاقية خيراً،
وإن كانت رائعة البيان فاتنة الصُّوَر،
خَيِّرة المظهر؟

وهل نعتبر ما ينبعث عنها من عمل
خيراً في ذاته،
كبِرِّ يتيم،
أو جهادٍ في سبيل
مَثَل أعلى يعطف الإعجاب،
ويُلهم الفِدائيَّة؟

كلا.


فالله يقوله لنبيه :

( لئن أشركتَ
لَيَحْبَطَنَّ عملُك
وَلَتكُونَنَ من الخاسرين )

وإن كان عمله خيراً نبيلاً في أعراف السُّلُوكِيِّين.

هذا؛ لأن الباعث، أو النية،
أو العقيدة التي ينبعث عنها هذا العمل،
ليست حقاً ولا خيراً،

فكل ما ينتج عنها من سلوك،
فهو مثلها باطل وشر.


ألم تر إلى هذا البطل العربي
الذي قاتل مع أصحاب النبي
قتالاً ليس كمثله قتال
في الصبر والجِلاد
والبطولة التي تكافح الموت.

لقد قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إنه في النار ؟!

هذا؛
لأنه قاتل حَمِيَّة،
لا في سبيل الله،


أو بمعنى آخر:

لم تكن لديه العقيدة الخالصة
التي تجعل من هذا القتال خيراً،
أو عملاً صالحاً عند الله ثوابه.


وعقيدة الصوفية

إيمان برب يتجسد بذاته في حجر أو جيفة،

فغاية الصوفي من عمله
هو رضوان الإله المتجسد
في الحجر أو الجيفة،
وباعثه على العمل
حب الحجر أو الجيفة!.


أما عمل المسلم،
ودعوة المسلم الخلقية،
وجهاد المسلم،
فوراء هذا كله عقيدة خالصة،
تُوَحِّد الله توحيداً خالصاً
في ربوبيته وإلهيته،

ويوجه ذلك كله غاية سامية مُطَهَّرة،
هي رضوان الله وحده.

*****************
( 1 ) فالبهائية مثلاً تزعم أنها تؤمن بكل الكتب السماوية، كالتوراة والإنجيل والقرآن،
وتسجل هذا في كتبها، وتزعم أنها تدعو إلى السلام العالمي، والإخاء البشري العام،
فهل نحكم بأنها نحلة مؤمنة مسلمة؟ كلا.
فإنها تدين برب تجسد في سيدها ميرزا حسين علي.
والصوفية شر منها في معتقداتها الباطلة

أبو فراس السليماني 27-06-14 10:58 AM

دعوة الصوفية الأخلاقية
 
يقولون:

اقرأوا ما كتب الصوفية من دعوة
إلى التسامي والروحانية،
والتأملات الشاعرة في أسرار الكون،
وسرائر النفس والحياة،
والاستسلام المطلَق إلى مُبْدع الوجود.


وأقول لهم:

بل اقرأوا ما كتب الصوفية عن الله ورسله،
واقرأوا ما كتب الصوفية عن معتقدهم.
ابتلوا العقائد،
قبل ابتلاء الأخلاق يا أسارى الصوفية!،

فما الخُلُق إلا نتيجة.
والصوفية نفسها تقرر أنها دين وعقيدة،
قبل أن تكون دعوة خلقية،
فلتحاسَبْ على دينها واعتقادها
قبل محاسبتها على دعوتها الأخلاقية!


وما أحكم وأحسن
قول الفضيل بن عياض:

"إن العمل إذا كان خالصاً،
ولم يكن صواباً،
لم يُقَبِل،

وإذا كان صواباً،
ولم يكن خالصاً
لم يُقْبَل،

حتى يكون خالصاً صواباً،

والخالص ما كان لله،
والصواب ما كان على السنة،

وهذا هو المذكور في قوله تعالى :
( فمن كان يرجو لقاء ربه،
فليعمل عملاً صالحاً،
ولا يشرك بعبادة ربه أحداً ) ( 1 ) .

فعلى الذين يعصف بهم الإعجاب
بدعوة الصوفية الخلقية،
أن يولوا إعجابَهم شطر كل فرقة
حكم الله عليها بالكفر،
ففيها أيضاً الدعوة إلى مثل تلك الأخلاق
التي يسحركم البيان عنها في الصوفية

بل في بعضها أروع مما في الصوفية،


اقرأوا هذه الدعوة:

"خَفِ الله إله آبائك، واخدمه بحب؛
لأن مخافة الله وحدها
هي التي تَرْدَع الإنسان عن الذنوب،
وحبَّه تعالى هو الذي يحث المرء على الخير،

دَرِّب نفسك على الخصال الحميدة،
أحِبَّ الحقيقة والاستقامة زينة النفس،
وتعلَّق بهما،
كن حازماً في المحافظة على كلمتك،
ترفَّع عن المُوَارَبة والتهرب والمراوغة،
أبغض الكسل والخمول".

دعوة حارة إلى أروع الأخلاق،
وحَقٌّ يَرِفُ إيماناً وقدسية ولكن!

ثم اقرأوا هذه :

"إننا نبغى من العالم الحقيقة المجردة،
ونجني الخير والطهر والجمال"

دعوى ريانة الجمال،
ولكن ليتها كانت صادقة!

اقرأوا هذه :

" إن لم تكن لنفسك ، فَلِمَنْ تكون ؟
ولكن إن كنت لنفسك فقط ، فلم تكون ؟ !"

دعوة إلى الإيثار النبيل والتكافل الرحيم الوَدود .

واقرأوا هذه :

"فكِّر ملياً في ثلاثة أمور،
تَنْجُ إلى الأبد من سيطرة الذنوب،
اعلم : أن فوقك عيناً ناظرة،
وأذناً سامعة،
وأن جميع أعمالك مسجلة في كتاب " ( 2 )

قول تظنه إيماناً يتهجد بالصلاة المؤمنة،
قول يوحي بالإيمان
بأن الله بكل شيء محيط.

تلك الدعوات الرائعة في تساميها الغائي
ليس في الصوفية مثلها،
ومع هذا حكم الله سبحانه
على أصحاب تلك الدعوات بأنهم عدوه،
وأن عليه غضبه ولعنته؛
لأنهم يهود،
والعقيدة اليهودية ضلاله، وباطل.

فكل ما انبعث عنها من عمل، أو قول،
فهو مثلها ضلال وباطل،
وحابِطٌ عند الله،
وإن كان يستهدف المثل العليا
في أعراف الأخلاقيين.

فلو أن الدعوة الخلقية كانت وحدها،
هي الميزان الذي تَزِنُ به إيمان الإنسان أو كفره،
لحكمنا على أولئك اليهود الملعونين
بأنه بررة يَتَبَتَّلون في المحاريب المقدسة!

لو كانت الدعوة الخلقية وحدها،
هي أساس الحكم على الإنسان
بأنه مسلم أو غير مسلم،
لدخل تحت الحكم بالإسلام
كل زنديق وملحد وكافر،
فما منهم من أحد
إلا ويدعو إلى الأخلاق الفاضلة.


*****************
( 1 ) ص 74 تفسير ابن القيم
( 2 ) تلك النصوص عن الفكر اليهودي ترجمة ألفريد يلوز
من ص 24، 200، 202 وما بعدها

أبو فراس السليماني 27-06-14 10:59 AM

دعوة الصوفية الأخلاقية
 
العقيدة الصافية هي مِلاك الأمر كله،
وروح الدين كله،
وهي التي تُقَوِّم العمل والخلق بالخَيريَّة أو الشَّرِّيَّة
في نظر الإسلام،

وهي التي لها المقام الأول والاعتبار الأسمى
عند الله سبحانه.
ثم َتَمَثُّلُ ما تقتضيه تلك العقيدة الصافية
في حياتنا أخلاقاً وسلوكاً ودعوة،
واتباعاً صحيحاً لهدى الله وحده.

ليس المهم ما تتخلَّق به، أو تقوله، أو تعمله،
بل الأهم قبل كل شىء ما تعتقده.

اذكروا مرة أخرى،
بل اذكروها دائماً،
تلك هي الآية التي يقول رب العالمين
فيها لمحمد:

( لئن أشركتَ ليحبطنَّ عملُك ).

والمَعْنِيُّ طبعاً،
هو العمل الذي يبدو خيراً في ذاته،
وإلا لما كان للتوعد بحبوطه معنى.

أبو فراس السليماني 27-06-14 11:01 AM

دعوة الصوفية الأخلاقية
 
ولقد أشركَ الصوفية إشراكاً خبيثاً،
وأخبثُ ما فيه أنه يفتن الناسَ عن حقيقته،
فيظنونه توحيداً صافياً.




لقد خدعتك الدعوة الخلقية في الصوفية عن عقيدتها،
فوزنت قولها في الأخلاق بميزانك العاطفي
الذي يهتز مع الخديعة، ويميل ظالماً مع الهوى،


ولكن زِنْها بميزان الحق والعدل من كتاب الله،
زنها بميزان التوحيد الخالص،
وثَمَّت ترى أنها الفتنة الخاتلة،
وأن دعوتها الخلقية ليست إلا شِفَّ رياء
يحاول ستر عقيدتها الملحدة.



اسمعوا ما يقول ابن عربي عن الله:


يا خالقَ الأشياء في نفسِهِ ** أنتَ لِما تخلقُهُ جامعُ


تخلقُ ما لا ينتهي كَوْنُهُ فــيــكَ، فأنتَ الضيقُ الواسعُ




يصف اللهَ بأنه خالق مخلوق.
وبأن ذاته هي جميع ذوات أنواع الخلق،
وأنه ما زال يخلق في نفسه مالا ينتهي من أنواع الخلق،



فهو ضَيِّقٌ؛ باعتباره حقاً؛
أي مُجَرَّداً عن النعوت،


وهو واسع باعتباره خلقاً متنوعاً كثيراً لا ينتهي.

أبو فراس السليماني 27-06-14 11:03 AM

دعوة الصوفية الأخلاقية
 

واسمع [ ابن عربي ] يقول عن الله:
"فَذَكَر – أي الله – أن هُوِيَّتَه هي عَيْنُ الجوارح
التي هي عَيْنُ العبد،
فالهوية واحدة، والجوارح مختلفة،
ولكل جارحة عِلْمٌ من علوم الأذواق يخصها
من عين واحدة تختلف باختلاف الجوارح" .



يصف الله بأنه نفس جوارح العبيد،
فَيَدُ السارق، ويد القاتل، ويد المرتشي، ويد المقامر،
ويد المخمور يتناول بها الإثم.
كل هذه الأيدي؛ هي أيدي رب ابن عربي.



والعين المختلسة والأذن السارقة،
والفم المنتن من الحرام،
كل أولئك من جوارح رب ابن عربي.



والمعارف الحِسِّيَّة التي نستمدها
من اليد والقدم والعين والسمع واللسان.
إنما هي معارف رب ابن عربي ؛
لأنه عين تلك الجوارح كلها!




ويؤكد هذا بقوله:
"فلا قُرْبَ أقرب
من أن تكون هُوِيَّتَه عين أعضاء العبد وقواه،
وليس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى،
فهو – أي اللهحقٌّ مشهود في خَلْق مُتَوَهَّم،
فالخلق معقول،
والحق محسوس مشهود عند المؤمنين وأهل الكشف والوجود"



أرأيت إلى غلواء الزندقة في دين ابن عربي ؟!



إنه يزعم أن الخلق شيء معقول؟!

أما الله – سبحانه – فشيء محسوس!؛
لأنه عين ما ترى عينـاك، وتسمع أذنـاك،
أما "الخَلْقُ" فصفة، أو وَجْهٌ من وجوه الحق سبحانه




ويؤكد ذلك مرة أخرى بقوله:
"ثم تممها الجامعُ للكل محمد صلى الله عليه وسلم؛
بما أخبر به عن الحق:

بأنه عين السمع والبصر واليد،
والرِّجْل واللسان،
أي : هو عين الحواس"



وبقوله:
"تحققنا بالمفهوم وبالإخبار الصحيح أنه عين الأشياء،
والأشياء محدودة وإن اختلفت حدودها،
فهو محدود بحد كل محدود " ( 1 )



ربُّه عين كل شيء!
ولكل شيء حَدٌّ يُعَرَّف به،
فكل تعريفٍ هو تعريفٌ لِكُنْهِ الذات الإلهية،
إذ كل شيء عند ابن عربي هو عين الله!!



فَلْيَطِرْ فكرُك عبر الآباد والآنات والآزال،
وَلْيَجُلْ خيالُك في شتى الصور،
المستحيل منها والممكن ،
فكل شيء يراه فكرك ويلمحه خيالك هو رب ابن عربي.



فكِّر في المغول، والصليبيين،
وكل مستعمر سَامَ العرب والمسلمين خَسْفاً، أو هواناً،


فكر في الجاهليين يُجَرِّعون صِحَابَ النبي العذاب،
فكر في الصهيونيين اليوم، وفيما يكيدون به للإسلام،
فكر في السفاحين الأوغاد،
فكر في أولئك جميعاً،


وسل ابن عربي وأحْلَاسَه عنهم،
وثمت تسمع منهم:
إنهم جميعاً الذات الإلهية!



أليسوا أشياء؟


وابن عربي يقول: إن الله هو عين الأشياء جميعها !



أليسوا خَلْقًا؟


وابن عربي يقول: إن الله هو عين الخلق؟



أليست لهم جوارح باغية مُلَطَّخَةٌ بالدم البريء؟!


وابن عربي يقول:


إن الله هو
عين كل يد وقدم ولسان!



والصوفية المعاصرة تعبد ابن عربي،
وتدين بقدسيته،
وأتحداهم أن ينبذوه،
أو يعلنوا على الملأ كفره ومروقه ؟!


فإن فعلوا،
كان آية على أنهم خرجوا من دينه.



هذه يَحَامِيُم من عقيدة الصوفية،
فهل ينفعها أن تملأ الوجود بعد ذلك بالدعوة إلى الخُلُق الفاضل؟


إنها إذ تقول : اتق الله،
فإنما تعني به
ربها الذي هو الصخر الأصم
والجيفة المنتنة،


تعني ربها الذي هو عين كل شيء،



وإذ تقول: جاهد في سبيل الله،


فإنما تعني به
وهماً عَبَدَتْهُ رَبًّا
يتعين بذاته في كل خَلْقٍ!



اقرأوا ذلك جيداً،
ثم نبئوني:
أما زلتم أُسارى الإعجاب بدعوة الصوفية الخُلُقيَّة ؟!.

*****************
( 1 ) هذه النصوص كلها عن فصوص الحكم لابن عربي ص 88، 107 وما بعدها
واقرأ هذا النص :
"إن الله لطيف، فمن لطفه ولطافته
أنه في الشيء المسمى كذا المحدود بكذا عين ذلك الشيء،
حتى لا يقال فيه إلا ما يدل عليه اسمه بالتواطؤ والاصطلاح فيقال:
هذا سماء وأرض وصخرة وشجر وحيوان وملك ورزق وطعام
والعين واحدة من كل شيء وفيه" ص 188 فصوص ط الحلبي،


يعني أن الله هو عين كل هذه الأشياء وغيرها.
فإذا عرفت شيئاً منها بتعريف،
فهذا التعريف صادق على الله بالتواطؤ
يعني أنه هو عين تعريف الله نفسه في جنسه وفصله،
فتأمل



أبو فراس السليماني 27-06-14 11:05 AM

دعوة الصوفية الأخلاقية
 
على أن الدعوة الخلقية الصوفية،
هي دعوة إلى الأخلاق السَّلبية ( 1 )، فحسب،
إذ هي قائمة على الزهد المانَوِيِّ،

فهي – على الزعم بأنها خير،
ودون التفات إلى معتقدها
لا تصلح لأمة تريد أن تقود الحياة
بقوة الحق والعدل إلى الخير العام ،
وأن تتزعم العالم في سلام وأمن.

تريد الوثبة الجريئة المقدامة التي تُسَخِّر كل شيء،
أذن الله لها فيه في سبيل تحقيق قِيَمِها الرفيعة المؤمنة.
تريد الحياة دَفَّاقَة التيار،
زَخَّارة المشاعر بالحيوية المتدفقة،
المندفعة دائماً إلى الأمام،

جَيَّاشة الليل والنهار بالعمل الدائب المنتج المثمر،
والجهاد في سبيل أن تكون كلمة الله هي العليا،

إنما تصلح دعوة الصوفية الخلقية
– بذلك الاعتبار نفسه –
لجماعة تعيش في الكهوف، أو المغاور،
أو على قنن الجبال في الحِسِّ الهامد،
والشعور الخامد،
والوجدان الأصم البليد،


وكل إنسان فيها منطوٍ على نفسه.
لجماعة تقطعت أرحماها،
فعاش كل فرد فيها لنفسه،
يسخر ليله ونهاره لنفسه،
دون أن يحول عينيه وغاياته عن نفسه وحدها!

فهي أخلاق تطفح بالأثرة الضيقة المكتومة الخانقة،
والفردية التي ترى الدنيا لها وحدها،
وتعمل؛ ليكون كل شيء لها وحدها!

إنها رهبانية
تسري فيها قشعريرة الخوف المذعور من الحياة،
ورِعْدَةُ الفَرَقِ القَلِقِ من المجتمع.
رهبانية تعيش في غيابة الخمول الأَسْوَان
وراء الوجود الإنساني!


تصلحُ لجماعة تعيش للعدم الميت،
لا للحياة الشاعرة بذاتها وَمُقَوِّماتها،

تعيش للوحدة الكابية الساهمة المحتضرة،

لا للجماعة التي يعمل فيها كل إنسان لنفسه،
ولمن معه،
وتجعل الإيثار النبيل شعارها،
وابتغاء مرضاة الله فَلَكَ حياتها وغاياتها وبواعثها.

فدعوة الصوفية الأخلاقية.
فِرَارٌ ذليل من الحياة،
وجُبْنٌ يرتجف من الحياة،

وتَفرُّدٌ موحش في تيه الوحدة الذاهلة القاتمة،
وقَتْل ظلوم لقوى الإنسانية
المكافحة في سبيل تقدم الحياة،

وكفران باغٍ بما أنعم الله به على الإنسان من قوى؛
ليعمل باسم الله ما يعمله لنفسه،
وللجماعة التي يجب أن يشيد صروحها
سامقات عاليات الذُّرى.
*****************
( 1 ) يمتاز الإسلام في دعوته الخلقية
بأنه يدعو إلى أقوى وأعز الأخلاق الإيجابية وإلى أقدس الأخلاق السلبية،
فهو لا يطلب منك ألا تفعل الشر فحسب، بل يأمرك أن تفعل الخير،
فهو يأمر مثلاً بالجهاد والسعي في سبيل الرزق،
وينهى عن الرهبانية والسرقة
يتجلى لك ذلك في قوله سبحانه:
( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر )
وفي قوله ( وافعلوا الخير لعلكم تفلحون )
وقوله: (فاجتنبوا الرجس من الأوثان،
واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به)

بل يتجلى لك ذلك أي جانب الإيجاب وجانب السلب
في عقيدة التوحيد
( واعبدوا الله، ولا تشركوا به شيئاً )

أبو فراس السليماني 27-06-14 11:06 AM

دعوة الصوفية الأخلاقية
 
ويزعمون أن الصوفية جاهدت
حتى نشرت الإسلام في بقاع كثيرة!،

ولقد علمتَ ما دين الصوفية ؟!

فما نشروا إلا أساطير حمقاء،
وخرافات بلهاء،
وبدعاً بَلْقَاءَ شوهاء،
ما نشروا إلا وثنية تؤله الحجر،
وتعبد الرمم !

ما نشروا دينهم إلا في حماية الغاصب المستعمر،
وطوع هوى الغاصب المستعمر،

فَعَدُوُّ الإسلام يوقن تماماً
أن البدع هي الوسيلة التي تصل إلى الهدف دائماً،

لكي يقضوا بها على الإسلام وأهله،
فَعَلَها قديماً، ويفعلها حديثاً.

واقرأوا تاريخكم إن كنتم تمتَرونَ،
أروني صوفياً واحداً قاتل في سبيل الله ؟!

أروني صوفياً واحداً جالد الاستعمار، أو كافحه،
أو دعا إلى ذلك ( 1 ) ؟!

إن كل مَنْ نُسِبَ إليهم مكافحة المستعمر
– وهم قلة –
لم يكافحوه إلا حين تخلى هو عنهم،
فلم يطعمهم السحت من يديه،
ولم يبح لهم جَمْعَ الفتات من تحت قدميه،
إلا وحين قهرت فيهم عزةُ الوطنية،
ذل الصوفية،

فقاتلوا حَمِيّة،
لا لدين !.( 2 )

*****************
( 1 ) سقط بيت المقدس في يد الصليبيين عام 492هـ
والغزالي الزعيم الصوفي الكبير على قيد الحياة،
فلم يحرك منه هذا الحادث الجلل شعوراً واحداً، ولم يجر قلمه بشيء ما عنه في كتبه،
لقد عاش الغزالي بعد ذلك 13 عاماً إذ مات سنة (505 هـ) فما ذرف دمعة واحدة،
ولا استنهض همة مسلم؛ ليذود عن الكعبة الأولى،

بينما سواه من الشعراء يقول:
أحل الكفر بالإسلام ضيماً ** يطول عليه للدين النحيب
وكم من مسجد، جعلوه ديراً ** على محرابه نصب الصليب
دم الخنزير فيه لهم خلوف وتحريق المصاحف فيه طيب

أهز هذا الصريخ الموجع زعامة الغزالي؟ كلا.
إذ كان عاكفاً على كتبه يقرر فيها أن الجمادات تخاطب الأولياء!!
ويتحدث عن الصحو والمحو. دون أن يقاتل، أو يدعو حتى غيره إلى قتال!!

وابن عربي وابن الفارض الزعيمان الصوفيان الكبيران
عاشا في عهد الحروب الصليبية، فلم نسمع عن واحد منهما أنه شارك في قتال.
أو دعا إلى قتال، أو سجل في شعره أو نثره آهة حسرى على الفواجع التي نزلت بالمسلمين،
لقد كانا يقرران للناس أن الله هو عين كل شيء،
فليدع المسلمون الصليبيين،
فما هم إلا الذات الإلهية متجسدة في تلك الصور.

هذا حال أكبر زعماء الصوفية وموقفهم من أعداء الله!!
فهل كافحوا غاصباً أو طاغياً؟

( 2 ) سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية،
ويقاتل رياء.
أي ذلك في سبيل الله؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا"
رواه البخاري ومسلم والترمذي

أبو فراس السليماني 27-06-14 11:06 AM

ثم اقرأوا ما كتب الزعيم مصطفى كامل في كتابه:
المسألة الشرقية:
"ومن الأمور المشهورة عن احتلال فرنسة للقيروان،
أن رجلاً فرنساوياً دخل الإسلام،
وسمى نفسه: سيد أحمد الهادي،
واجتهد في تحصيل الشريعة،
حتى وصل إلى درجة عالية،
وعُيِّنَ إماماً لمسجد كبير في القيروان،

فلما اقترب الجنود الفرنساوية من المدينة
استعد أهلها للدفاع عنها،

وجاءوا يسألونه
أن يستشير لهم ضريح شيخ في المسجد،
يعتقدون فيه،
فدخل "سيد أحمد" الضريح،

ثم خرج مُهَوِّلاً لهم بما سينالهم من المصائب،
وقال لهم:

بأن الشيخ ينصحكم بالتسليم؛
لأن وقوع البلاد صار بحتاً،

فاتبع القوم البسطاء قوله،
ولم يدافعوا عن القيروان أقل دفاع،
بل دخلها الفرنساويون آمنين " ( 1 )


وحين أغار الفرنجة على المنصورة
قبل منتصف القرن السابع الهجري،
اجتمع زعماء الصوفية!

أتدري لماذا ؟!

لقراءة رسالة القشيري
والمناقشة في كرامات الأولياء ! : ( 2 )


من أجل ذلك يجب ألا نستغرب إذا رأينا المستعمرين،
يغدقون على الصوفية الجاه والمال،

فرُبَّ مُفَوَّض سامٍ،
لم يكن يرضى أن يستقبل ذوي القيمة الحقيقية
من وجوه البلاد،

ثم تراه يسعى إلى زيارة حلقة من حلقات الذكر،
ويقضي هنالك زيارة سياسية تستغرق الساعات.

أليس التصوف الذي على هذا الشكل
يقتل عنصر المقاومة في الأمم ؟ " ( 3 )


ثم إن كل من نسبت إليهم الصوفية
أنهم جاهدوا في سبيل الله،
وعملوا على نشر الإسلام،
ليسوا صوفيين،
وإنما حشرتهم الصوفية في زمرتها زوراً وبهتاناً،
وأستاذها في ذلك الشيعة ( 4 ).


لقد سمى الصوفية رسول الله صوفياً،
ومثله الخلفاء،
وكلُّ بطل عبقري فذ من المسلمين
زعموا أنه صوفي !!

هذا؛ ليخدعوا المسلمين بهؤلاء
عن زعمائهم من طواغيت الصوفية !

وليفتنوا المسلمين بزعمهم
أن أولئك القديسين الأبطال
كانوا بعض أئمة الصوفية !

والتاريخ يذكر أن لقب "صوفي"
لم يُبْتَدَع إلا في منتصف القرن الثاني الهجري،

وأن أول من لُقِّبَ به
هو "أبو هاشم الكوفي"

فأروني صوفياً واحداً
كان له فضل خير على الإسلام ؟!.

أجيبوا يا من فتنت الصوفية عن الحق عقولكم!

لا تأتوني يا أسارى الصوفية
بأقوالهم في الأخلاق،

ولكن ائتوني بعقائدهم،
ثم زنوها بالقرآن،
إن كنتم به مؤمنين!

لا تقولوا: قال فلان الصوفي:
كذا في الأخلاق،
أو فعل كذا مما هو في مظهره حق وخير،

ولكن قولوا قبل كل شيء:
إنه يعتقد كذا،

فالصوفية تزعم أنها الحقيقة في الإسلام،
وروح عقيدته.
والأخلاق ليست إلا بنت العقيدة،


والإسلام قبل كل شيء
إنما يبتلي العقيدة أو النية،
فإن كانت النية،
أو العقيدة كما يحبها الله،
اعتبر ما يصدر عنها من فعل صائب خيراً،
وجازى عنه بالخير،

وإن لم تكن العقيدة خالصة،
فكل عمل يصدر عنها،
فهو هباء،
وإن كان في مظهره أعظم الخير. ( 5 )

اسمعوا قول الله:

( إن الله لا يغفر أن يُشْرَكَ به
ويغفر ما دُونَ ذلك لمن يشاء )


ثم قوله تعالى:

( وآخرون اعترفوا بذنوبهم،
خلطوا عملاً صالحاً، وآخر سيئاً،
عسى الله أن يتوب عليهم،
إن الله غفور رحيم )

ففي العقيدة لا يقبلها إلا خالصة نقية،

أما في العمل ؟
اقرأوا الآية؛
لتعرفوا الجواب.
*****************
( 1 ) ص 212 المسألة الشرقية للزعيم مصطفى كامل
"نقلاً عن ص 11 من كتاب التصوف في الإسلام للدكتور عمر فروخ
( 2 ) الطبقات للشعراني ط صبيح جـ 1 ص 11
( 3 ) ما بين القوسين من كلام الدكتور فروخ في كتابه "التصوف في الإسلام

( 4 ) يذكر الشيعة في كتب طبقاتهم كثيراً من أئمة أهل السنة
وينسبون إليه أقوالاً هم أبرياء منها،
كل هذا ليفتنوا المسلمين عن طريق ذكر هؤلاء البررة

( 5 ) كما فعل ذلك الصوفي الكبير الإنجليزي المال والعاطفة،
فبنى داراً كبيرة لعلاج الفقراء،
لقد كان "المندوب السامي الإنجليزي" يذهب إليه في كل عام
ليأكل عنده "الفتة" هو ورجال سفارته

أبو فراس السليماني 27-06-14 11:08 AM

دعوة الصوفية الأخلاقية
 
لقد افترت الصوفية على الله ما لم تفتره زندقة من قبل،
فجعلته هو عين خلقه،



اقرأوا هذا الكفر لابن عربي:

"فالحق محدودٌ بكل حَدٍّ،
وصور العالم لا تنضبط، ولا يحاط بها،
ولا تُعلم حدودُ كل صورة منها
إلا على قدر ما حصل لكل عامل من صورته،

فلذلك يُجْهَلُ حَدُّ الحق،
فإنه لا يُعْلَم حَدُّه إلا بعلم حد كل صورة" ( 1 )



يقول إنه لا يمكن تعريف الله،
لماذا؟

لأن الله هو عين كل شيء،
فنحتاج في تعريفه
إلى الأخذ بتعريف كل صورة من صور الوجود؛
إذ هو عينها،

وصور العالم لا تنضبط ولا تتناهى،
فتعريفه سبحانه، لا يتناهى تبعاً لذلك!



والصوفية تفتري على نوح أنه لم يحسن أداء رسالته؛
إذ دعا قومه إلى الشريعة، ولم يدعهم إلى الحقيقة.
دعاهم إلى الظاهر، لا إلى الباطن،


ثم تحكم الصوفية على قوم نوح المشركين
بأنهم أجابوا دعوة الله بالفعل ،
وأنهم فهموا الحق الذي ستره عنهم نوح ،
فعملوا بالمستور، فكانوا من المفلحين،

وتحكم بأن نوحاً نفسه أثنى عليهم
لعبادتهم الأصنام .( 2 )



ثم اقرأوا قول ابن عربي
في الباب 129 من الفتوحات المكية:

لا تراقِبْ، فليسَ في الكونِ إلا ** واحدُ العينِ، فَهْوَ عينُ الوجودِ

ويُسَمَّى في حالةٍ بإلهٍ ** ويُكَنَّى في حالةٍ بالعبيدِ



ترى،
هل ستظلون مصرين على أن الصوفية
دعوة إلى الأخلاق المثالية،


وأنتم تعرفون أن الإصرار على كلمة كفر واحدة
تمحو من سِجِلِّ الإنسان كل كلمة مؤمنة،

والصوفية مصرة على كلماتها الكافرة !!.


*****************
( 1 ) ص 70 فصوص الحكم ط الحلبي جـ1
( 2 ) ص 70 وما بعدها فصوص"انظر الفص النوحي"

أبو فراس السليماني 27-06-14 11:09 AM

خلاصة دين الصوفية



ونلخص لك دين الصوفية في كلمات قصار.

أما في الوجود
فيدينون بأن المطلق منه عين المقَيَّد،
أو نفس العَيْنيِّ المتقوم بخصائصه في هذا،
أو ذاك من الأشياء
ذات الكيان المادي،

أو بمعنى آخر:
يرون أن الله هو عين خلقه،


وأما في الاعتقاد،
فيدينون بأن الكفر والإيمان،
أو الشرك والتوحيد،
اسمان لحقيقة واحدة
أو مترادفان لهما مدلول واحد،


وأما في الدين،
فيرون السماوي منه عين الوَضعِيِّ،
فمُنَزِّلُ الأول، هو الله،
باعتباره حقيقة مجردة
عن النعوت الإيجابية أو السلبية، أو الإضافِيِّة،

وواضع الثاني هو الله
وتعالى جَدُّ رَبِّنا
باعتباره متجسداً في صورة بشرية !!


وأما في الجزاء الأخروي،
فيلتقي عندهم طرفاه الثواب والعقاب
فالنعيم في الفردوس عين العذاب في جهنم.
كلاهما عين الآخر في الحقيقة والأثر!!


وأما في الفكر،
فيدينون بأن الحقيقة عين الخرافة أو الأسطورة،
وبأن الحق والباطل،
أو الصواب والخطأ
يتحدان في الدلالة،

وكلاهما مقياس صحيح لصاحبه،


وأما في الأخلاق،
فيدينون بأن الخير والشر،
أو الفضيلة والرذيلة
سواء في الباعث والغاية وفي القيمة،


وإن شئت حديثاً أكثر اختصاراً،
فقل:
إن خلاصة دين الصوفية وفكرها وخلقها:
لا تقابل،
لا تضاد،
لا تناقض،

إذ الكل ذات واحدة،
هي ذات الله سبحانه.


أو كما يقول ابن عربي:

"ما في الوجود مثل،
فما في الوجود ضد،
فإن الوجود حقيقة واحدة،
والشيء لا يضاد نفسه " ( 1 ).


*****************
( 1 ) ص 92 فصوص جـ1 ط الحلبي

أبو فراس السليماني 27-06-14 11:10 AM

خَلَف الصوفية كَسَلَفِهم



قد يقول قائل:
ما لنا، ولابن عربي وغيره،
فتلك أمة قد خلت،
ومالها من أثر!

ولكني أقول لهذا
الذي خدعته الصوفية عن سُـمِّها،
فسقته إياه يحسبه عسلاً مصفى:

نحن لا نحارب أناساً،
وإنما نحارب تراثاً وثنياً،
آمن به سلف الصوفية
على أنه الروحانية القدسية في الإسلام،
وعاثوا به فساداً في عقائد المسلمين.

والصوفية المعاصرة،
تدين بما دان به سلفُها كابن عربي وابن الفارض.
وفي تقديس كهنةِ الصوفية لذكراهما،
وفي التغني بشعرهما الوثني
في نشوة سكرى.


في ذلك كله بُرْهانٌ على أن الصوفية المعاصرة،
امتدادٌ طويل عريض عميق
لدين ابن عربي والشعراني!

إنها تتعبد بكل ما خلفت
الصوفية السالفة من تراث،

وتُقدِّس ما كتب أحبارها،
وتبشر به على أنه تجليات الروح الإلهي،
وتؤمن به إيماناً عميقاً،
يسلب الفكر، ويختلب البصيرة،
ويهوي بالنفس إلى غَوْرٍ سحيق من الإلحاد،

بل ربما أذنت لك الصوفية
في الطعن على كتاب الله،

وتثور وترغي وتزبد
إذا مسست كتاب صوفي زنديق بسوء.

ولئن أنكرت مرة على طبقات الشعراني
ما فيها من خطايا،
لرموك بعمى البصيرة.

كل صوفي هو ابن عربي في زندقته،
وابن الفارض في وثنيته،
والشعراني في خباله وخطاياه،

تدبر أورادهم اليوم،
وقصائدهم التي يرقصون بها
رواد حانات الذكر!

تدبر نعيبهم في كل لحظة بالهامدين،
تجد دليل ما أقول.

ألا تسمع منهم:
مدد يأهل التصريف ؟
مدد يا رئيسة الديوان ؟ ( 1 )

واستمع إلى أولئك "المُخَمِّرِين ( 2 )
بعد حلقات الذكر،

تجدهم يتسابقون إلى القول بأنهم :
"يهود نصارى، مجوس"

والدراويش يصيحون من الفرحة الطروب:
"إكْفَرْ، اكفر" يامْرَبِّي !


*****************
( 1 ) تأمل الحجاج قبل الحج وبعده ترهم يطوفون حول الأضرحة في مصر،
كأنما يريدون طمأنة أوثانهم أنهم على العهد مقيمون!!
بل تأمل الأسطورة التي يبتدعها سدنة كل صنم؛
إذ يزعمون أن من زار هذا الوثن،
أو ذاك سبع مرات ماشياً كتب له ثواب حجة!!
زعموا هذا للبدوي في طنطا،
وللدسوقي في دسوق،
ولشبل في الشهداء !!

( 2 ) هم طائفة من الدراويش يجلسون بعد الذكر،
ثم يتبارون في إنشاد أزجال أو أشعار يزعمون أنها إلهام ساعتهم،
وما زلت أذكر ذلك الرجل الهرِم في قريتي "زاوية البقلي" وهو يقول عن الأقطاب:

ساعة يجونا عرب **ساعة يجونا اعجام
ساعة يجونا نصارى ** لابسين زنار
ساعة يجونا سكارى ** من حدا الخمار

أبو فراس السليماني 27-06-14 11:11 AM

فِرار الصوفية من النقد



زعم الصوفية أن من ينتقدهم،
يُطْرَدُ من رحمة الله!

يُهوِّلون بهذا قيدا ظلوماً "للدراويش"
حتى لا يُحَطِّموا أغلال الصوفية عن أعناقهم

وقالوا:
"وهذا الفن من الكشف يجب ستْرُه عن أكثر الخلق:
لما فيه من العُلوِّ، فَغَوْرُهُ بعيد ! ( 1 )

باطنيةٌ منافقة،
ورياءٌ تلوذ به الصوفية
إذا صعقتها صدمة الحق.


وقالوا:
"إذا رأيت منتقداً على التصوف،
ففِرَّ منه فرارك من الأسد، واهجره " ( 2 )


ترى هل يفر الصوفية من هذا النقد العادل؟

ما أرتضي لهم أن يكونوا
تحت سَطْوِة هذا الجبن الرِّعْديد،
ورَهْنَ هذا العجز الذليل !!


وقالوا:
"طريق الكشف والشهود،
لا تحتمل المجادلة والرَّدَّ على قائله،
وحِرْمانُهُ يعود على المُنْكِر " ( 3 )


كلَّ هذا؛

ليظَلَّ ضحايا الصوفية عُمْيَ البصائر، والقلوب،
مختوماً على سمعهم،
فلا يسمعون من أحد كلمة حَقٍّ
تجادل باطلاً صوفياً !! ( 4 )


أما أنا يا سماحة الشيخ،
فسأظل إن شاء الله
ورعايته أستلهمها وعونه أستمده
أُثيرها حَرْباً على الصوفية في تراثها الوثني،
ومعتقداتها الفاسدة،


وما نبتغي بها سوى الذياد عن الحق،
ورضا الحق،
ولن يروعنا في سبيل الله منكم وعيد.


نعم سأظل – وعلى الله توكلت
أحارب باطل الصوفية بالحق من كتاب الله.

فإنها محسوبة على الإسلام،
بل يظن الكثير في أقطابها
أنهم مشارق ربانية،
وينابيع نورانية،
ومُثُل عليا للروحانية،

فحق على كل مسلم
تمزيق هذه الأقنعة
التي نسجتها تهاويلُ الأوهام،
وأفانينُ الأساطير؛

لكيلا يُحْتَجَّ على دين الله بدين الصوفية؛


وليؤمن المسلمون أن الخير والهدى والسعادة
في الاعتصام بكتاب الله وحده،
والاقتداء بخاتم النبيين وحده،
فهو أخلص الخلق توحيداً لربه،
وأهداهم إيماناً به،
وأزكاهم طاعة،
وأشدهم تُقَاةً،
وأعرفهم بما نَزَّله الله عليه،
وهداه،
وهدى المسلمين به.

*****************
( 1، 2 ، 3 ) ص 3، 8 رسالة الفناء من مجموعة رسائل ابن عربي طبع الهند،
ص 8 إيقاظ الهمم شرح الحكم لابن عجيبة

( 4 ) كان يحضر مجلس الدباغ رجل لا يعتقد فيه أنه ولي كبير!!
فكان إذا حضر سكت الدباغ عن أساطيره الصوفية
خشية أن يفضحه الرجل أمام تلاميذه،

ثم قال لهم:
"إذا حضر هذا الرجل فلا تسألونا عن شيء حتى يقوم"
ويروي أحد تلاميذه أنهم كانوا إذا سألوا الدباغ وذلك الرجل حاضر وجدوه
– أي الدباغ – كما يقول تلميذه:
"كأنه رجل آخر لا نعرفه ولا يعرفنا وكأن العلوم التي تبدر منه لم تكن له على بال"
ص 42 جـ 2 الإبريز.

أعرفتَ سر سكوت الصوفية أمامك ؟
إنهم يخشون بطش الحق بهم أمام دراويشهم

أبو فراس السليماني 27-06-14 11:11 AM

مزاعم كاذبة


تزعم الصوفية "أن التصوف صِفَةٌ لله" !( 1 )

وأن "من صدق بهذا العلم، فهو من الخاصة،
وكل من فهمه فهو من خاصة الخاصة،
وكل من عَبَّر عنه، وتكلم فيه؛
فهو النجم الذي لا يُدْرَك،

وأن علم التصوف لا يستغنى عنه أحد،
وأن نسبته إلى العلوم نسبة الكُلِّيِّ لها،
ونسبة الشرط الذي لا بد منه لتحصيلها،
وأنه لا يوجد تحت أديم السماء
أشرف من علم التصوف،
وأن لن ينقطع، حتى ينقطع الدين " ( 2 )

كأنما رسول الله،
وأصحابه
كانوا من جهلة العوام!


وكأنما العلم الحديث الذي فجر الذرة، وسخر قواها،
وجعل من الحديد طيراً،
كأنما هو غير مُجْدٍ في تقدم البشرية!
لأنه ليس تصوفاً!


بل هذا معناه :

أن ما جاء به المتصوفة أفضل وأعظم
مما جاء به خاتم النبيين!

أليسوا يقولون:
"إنه لا يوجد تحت أديم السماء أشرف من هذا العلم ؟"

والرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن صوفياً،
ولا دعا بدعوة التصوف!

فهل في مقدور صوفي
أن يثبت صدق تلك الزعوم الكواذب،
والظنون الشواحب البواهت!

كما ثبت بالحق الساطع
أنها زَيْغٌ وزَيْفٌ وبهتان ؟!


*****************
( 1 ) ص 158 طبقات الصوفية للسلمي
( 2 ) ص 7،8 كتاب إيقاظ الهمم شرح الحكم لابن عجيبة


أبو فراس السليماني 27-06-14 11:12 AM

مَرْحى بالمُحاجَّة



وهنا ينازعني الإشفاق على شيبتك يا سماحة الشيخ،
وعلى نفسك الذاوية من هجير الأسى،
ولَفْح اللوعة المضنية،

بيد أني أرى من الخير،
أن أصل ما بيني وبينك بالإلحاف في رجاء صادق،
هو أن تقرأ ، وأن تقرأ !

ولست بطامع
في أن ترد على ما كتبت!

ترى أُيخلف الشيخ الكبير ظني ؟ ( 1 )

لم يَحُلْ خطر منصبك بينك،
وبين أن تشكو منا إلى النيابة،
فلما أن أيأسك عدلُها من أن تَظْلِم لك،
شكوت إلى كل حكومة سابقة!

فهل يحول بينك،
وبين أن تذود عن الصوفية
غائلة ساحقة ماحقة ؟!

إني ليخيَّل إليَّ أن الشيخ الكريم
سيدعوني إلى مناظرة
يشهدها الجم الغفير من أتباعه،
فمرحى مرحى بها،
وإن كانت عند وثن الشعراني!

وإذا لم ينزع أحدكم إلى الرد،
فسيؤمن الكثيرون
أن الصوفية باطل جبان
لا يعربد بِسَوْرته
إلا حين يغمض الحق عنه عينيه لحظة !.

وأصيخوا إلى قول الله:

( وياقوم:
مالي أدعوكم إلى النجاة،
وتدعونني إلى النار،

تدعونني؛ لأكفرَ بالله،
وأشركَ به ما ليس لي به علمٌ،

وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار،

لا جَرَمَ أنما تدعونني إليه،
ليس له دعوةٌ في الدنيا،
ولا في الآخرةِ،

وأنَّ مَرَدَّنا إلى الله،
وأن المسرفين هم أصحابُ النار،

فَسَتَذْكرون ما أقول لكم،

وأُفَوِّض أمري إلى اللهِ،
إن اللهَ بصير بالعباد )


فهلا أفَضْتُم إلى حِمى الله،
وعلى إشراق الهدى من كتابه وسنة رسوله،

نسعى في الوجود دعاة إيمانٍ وحق وتوحيد
وإخاءٍ وسلام ؟!


*****************
( 1 ) أعثرني الله على كبير منهم في منزل رجل كريم

لا يعرف دين الصوفي الكبير الذي كان على بينة من عدة لغات وعدة فلسفات،
ويتزعم طائفة كبيرة لها فروعها المنتشرة في كل مكان،
فما هي إلا لحظات قصار،
حتى قهره الله بالحق من آياته،
مما اضطره إلى أن يحكم بأن عقيدة السلف هي خير عقيدة.

وهذا ديدنهم. فرار جبان، وكذب جبان!!

أبو فراس السليماني 27-06-14 11:12 AM

دعوة من الحُبِّ إلى الضحايا



أما أنتِ أيتها الضحايا المسكينة التعسة،
وأنت يا قرابين الشهوات من الطواغيت،
فَلِلْهَوى الباغي دماؤك المسفوحة،
وللأوثان منك النُّسُكُ المُلحِد.


أيها الحيارى في ظلمات الليل،
وغَيَابَةِ التيه، انظروا، وانظروا،
فَصَوْبَ عيونكم داعٍ كريمٌ حبيب،
تتألَّق البشائر علي مُحَيَّاه،


يدعوكم بالحب:
أنْ هَلمُّوا قبل أن يطويكم التيهُ،
وتجتاحكم عواصفُه،
فبابُ التوبة مفتوحٌ على مصراعيه،
وما على بابه إلا كل من يُرَحِّب بكم.
ومن سَموات الهدى والقُدْسِ
تسمعون قولَ الرحمن


( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم،
لا تقنطوا من رحمة الله.
إن الله يغفر الذنوبَ جميعاً،
إنه هو الغفور الرحيم )


( إلا مَنْ تابَ ، وآمن،
وعمل عملاً صالحاً،
فأولئك يُبَدِّل الله سيئاتهم حسناتٍ،
وكان الله غفوراً رحيماً،
ومن تاب وعمل صالحاً،
فإنه يتوب إلى الله متاباً )


واحذروا،

فإن الله يقول:

( إن الله لا يغفر أن يُشْرَكَ به،
ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )


فتعالوا إلى الله ،


فما يملك
ابن عربي،
أو البدوي
أن يقبل لكم متاباً،
أو يغفر لكم ذنباً ،
أو يبدل سيئاتكم حسنات!
أو يعفو عن زلة واحدة!.


أيها التائهون في كهوف الظلمات!
عودوا إلى الحق من هَدْي الله الحق،
ثم انظروا حواليكم حين تنيبون إلى الله،
وتعملون بهديه.


ألا ترون الإسلامَ رفَّافَ الألوية
في عزة على قمة الوجود الإنساني كله،
وعلى الذرى السامقات من كل مناحيه ؟!

ألا ترون هداه يناسم في رَحْمةٍ شرقَه وغربَه؟
ألا ترون الحياة فياضَةَ الصفاء والبِشْر والخير،
تنعم بالسلام الوديع الرفيق الآمن؟!
ألا ترون القلوبَ ينابيع ثَرَّةً للإخاء والحب والإيثار؟

ألا ترون الكون كله محاريب إيمان،
وحِمى حَقٍّ وعدل،
ومغانِيَ سلام كريم ؟!


لا تعجبوا إذا رأيتم ذلك كله
فإنه وعد الله العلي الكبير القدير:

( وَعَدَ اللهُ الذين آمنوا منكم،
وعملوا الصالحات،
لَيَسْتَخْلِفَنَّهم في الأرض،
كما استخلف الذين من قبلهم،
ولُيَمكِّنَنَّ لهم دينَهم الذي ارتضى لهم،
وليُبَدِّلَنَّهم من بعد خوفهم أمناً،
يعبدونني ،
لا يشركون بي شيئًا،
ومن كفر بعد ذلك،
فأولئك هم الفاسقون )


كل هذا يحققه الله للمسلمين
إذا هم أخلصوا لله وحده دينهم،
وَوَعْدُ الله لن يتخلف؛
لأنه الكريم القدير،


وقد حقق الله سبحانه وعده
لمحمد صلى الله عليه وسلم،
ولأصحاب محمد،
ولكل من سلك بالحق سبيل محمد،
وسيحققه لكم إذا اتبعتم سبيله.


دعوة صادقة الحب أيها الحيارى:
لا مَنْجَاةَ لكم من آلامكم وأحزانكم،
ومن الخوف الذي يعصف بكم،
والقلق الذي تضطرب به مشاعركم،
لا منجاة لكم من تلك الهموم الساجية
إلا إذا لُذْتم بحمى الله وحده ( 1 ) ،

تؤمنون به،
وتتدبرون آياته،
وتهتدون بهديه،
وتقتدون برسوله وحده

( يأيها الذين آمنوا استجيبوا لله،
وللرسول،
إذا دعاكم لما يُحييكم ،

واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه،
وأنه إليه تُحشرون ).



*****************
( 1 ) لاذ الصوفية بفاروق، وأفاضوا إليه عبداناً يشكرونه على أن منح شيخهم كسوة،
وبين يدي فاروق، وقف شيخ الصوفية يخطب عابداً شاكراً،
فقال عن الكسوة: "إنها يا مولاي رمز لما أعطاك الله من مواهب،
وعنوان لفيض من فيوضاته سبحانه على قلب فاروق الطاهر
تكشف عن مدى طهر وضعه الله فيك، فصفت روحك الطيبة.

وإن هذا التكريم للصوفية إنما هو قبس من قلبك النقي ينير لنا الطريق،
ويهدينا سواء السبيل، فبك نستضيء، ومن هديك نسترشد ،
ومن روحك العالية نستمد الإلهام والهدى وإني إذ أتشرف بالوقوف بين يديك اليوم
أقطع على نفسي عهداً وثيقاً أن أكون لجلالتك المخلص الوفي
أمدك الله يا مولاي بروح من عنده، وألبسك حلة من مجده، وأيدك بجند من جنده،
وأعانك بعونه وكفلك بعين رعايته"
اقرأ الصحف الصادرة بتاريخ 25/3/1947م.
فهل يذكر الصوفية؟!
"بك نستضيء" تقديم الجار والمجرور يفيد قصر استضاءتهم على فاروق؟
فهل يذكرون؟ "من هديك نسترشد" هكذا؟ بتقديم الجار والمجرور؟
هذا معناه أن الصوفية لم تكن تهتدي بشيء إلا بهدي فاروق!!

أبو فراس السليماني 27-06-14 11:14 AM

الْحَمْدُ لِلَّهِ
 
خاتمــــــة


وإني – وقد ناضلت الصوفية بهدي الله
أعرف أن هذا النضال
يثير عليَّ بَغْيَ أحقادهم،
ويقف بي على شفا خَطَرٍ
يَدْهَمُ بَغْتَةً منهم بِجَوْرِه ،


غير أني أومن بهذه الحكمة الرائعة المؤمنة:
"لأن يكونَ الناسُ جميعًا
عَدُوًّا لي في الدنيا،
خيرٌ من أن يكون الله وحده
خصمي يوم القيامة"


وأجعل من هذه الآية الكريمة مناراً لي:

{ حتى إذا اسْتَيْأَسَ الرسل،
وظنوا أنهم قد كُذِبُوا،
جاءهم نصرُنا،
فَنُجِّيَ من نشاء،
ولا يُرَدُّ بأسُنا عن القوم المجرمين }


هذا وعدُ الله لرسله،
ووعده لأتباعِ رسله.
فليتدبر الصوفية !


ولْيَشْكُوا إلى النيابة ما شاءوا،
فلن ترى النيابة فيمن يدلها
على الجُناةِ جانياً،

ولا في رَدِّ العدوان
عن كل مقدسات الدين والفضيلة،
وقِيَم الفكرِ جريمةً !


والصوفيةُ بَغْيٌ وفتنةٌ مجنونةُ الأحقادِ،
غير أنها تختال عذراءَ طاهرة
ألَـمَّ بها ظَنٌّ مرتابٌ،
وملائكية تُسَلْسِلُ الوحْيَ
في فجر المحراب!



ولن أضع القلم
وحسبي الله
إلا إذا أَصْمَيْتُ الصوفيةَ، وأدميت،
أو إلا إذا تهدمتُ أنا، أو قضيت!


فلن تخشى صَوْلَةُ الحق،
سَوْرةَ الباطل،



ولكن كل هذا لن يَمسَّ قلوبنا بحقد،
ولا نفوسنا بضغينة،

بل إنه ليرفع بأيدينا
– ومن خلفها قلوبنا تحثها –
في ضراعة خاشعة إلى الله

أن يهب لنا، وللصوفية الإيمانَ الحقَّ،
وأن يهديهم سبحانه سبيل الإسلام.



{ ربنا لا تُزِغ قلوبنا
بعد إذ هديتنا،

وهب لنا
من لدنك رحمةً؛

إنك أنت الوهاب }.



عبدالرحمن الوكيل
وكيل جماعة أنصار السنة المحمدية


ا . هـ مختصرا

================

للحصول على نسخة من الكتاب


هذه هي الصوفية


المؤلف
عبدالرحمن الوكيل
رحمه الله تعالى رحمة واسعة


http://www.waqfeya.com/book.php?bid=5173



{ وَقَالُوا
الْحَمْدُ لِلَّهِ
الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ
إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ }

عزتي بديني 29-11-14 03:33 PM



جزاكم الله خيراً


أبو فراس السليماني 23-05-15 11:17 AM

وإياكم أستاذ عزتي

أبو فراس السليماني 02-10-15 04:14 PM

التربية الذليلة في الصوفية

وأثرها في إضعاف الأجيال المسلمة




أبو فراس السليماني 26-10-15 07:04 AM

دلالات
التحالف
الصوفي ـ العلماني



http://ar.islamway.net/article/9393/...-rel&score=0.4




أبو فراس السليماني 25-06-16 08:02 PM


عبق الشام 23-07-16 03:42 PM

جزاكم الله خيرا

السليماني 19-07-23 03:25 PM

جزاكم الله خيراً


الساعة الآن 11:02 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant