شبكــة أنصــار آل محمــد

شبكــة أنصــار آل محمــد (https://ansaaar.com/index.php)
-   باب علــم الحــديـث وشرحــه (https://ansaaar.com/forumdisplay.php?f=51)
-   -   الإيمان باليوم الآخر + تمهيد‎ / متجدد (https://ansaaar.com/showthread.php?t=1075)

الشـــامـــــخ 10-11-12 11:45 AM

(الموسوعة العقدية )

الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل السادس : أهوال يوم القيامة .
المبحث الثاني : صفة أهوال يوم القيامة .
المطلب الثاني : دك الأرض ونسف الجبال .

____________________________________

[دك الأرض ونسف الجبال ]

يخبرنا ربنا تبارك وتعالى أن أرضنا الثابتة وما عليها من جبال صم راسية تحمل في يوم القيامة عندما ينفخ في الصور فتدك دكة واحدة.
كما قال تبارك وتعالى :
[فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ(13) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14)فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ]. [الحاقة ]، وقوله تعالى : [ كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا ]. [ الفجر (21) ]
وعند ذلك تتحول هذه الجبال الصلبة القاسية إلى رمل ناعم، كما قال تعالى:
[يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَّهِيلاً ]. [المزمل (14) ]
أي: تصبح ككثبان الرمل بعد أن كانت حجارة صماء .
والرمل المهيل : هو الذي إذا أخذت منه شيئا تبعك ما بعده .
يقال: أهلت الرمل أهيله هيلاً ، إذا حركت أسفله حتى انهال من أعلاهـ .
وأخبر في موضع آخر أن الجبال تصبح كالعهن وهو الصوف كما قال تعالى: [ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ]. [ المعارج (9) ]وفي نص آخر : مثلها بالصوف المنفوش : [وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ]. [ القارعة (5) ]
ثمإن الله تبارك وتعالى يزيل هذه الجبال وعبر القرآن عن إزالتها مرة بتسييرها ومرة بنسفها [وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ].[ التكوير (3) ] وقوله [وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ].[ المرسلات (10) ]
ثم بين الحق حال الأرض بعد تسيير الجبال ونسفها[ وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً]. [ الكهف (47) ]
أي: ظاهرة لا ارتفاع فيها ولا انخفاض ، كما قال تعالى :
[وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا لَّا تَرَىٰ فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا ].[ طه (105 - 107) ]

--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---

والله أعلم

الشـــامـــــخ 10-11-12 11:48 AM

(الموسوعة العقدية )

الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل السادس : أهوال يوم القيامة .
المبحث الثاني : صفة أهوال يوم القيامة .
المطلب الثالث : تفجير البحار وتسجيرها .

____________________________________

[تفجير البحار وتسجيرها ]

أما هذه البحار ... فإنها تفجر في ذلك اليوم ... وتشتعل ناراً .
قال تعالى : ( وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ ). الانفطار ( 3 ) .
جاء في تفسير :
"السعدي " : أي : وفجرت البحار فصارت بحرا واحدا .
"البغوي " : فجر بعضها في بعض ، واختلط العذب بالملح ، فصارت بحراً واحداً ، وقال الربيع: "فُجِّرَتْ":فاضت.
قال تعالى : ( وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ ). التكوير (6).
جاء في تفسير :
"السعدي " : أي : أوقدت فصارت - على عظمها - نارا تتوقد .

--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---

والله أعلم

الشـــامـــــخ 10-11-12 12:07 PM

(الموسوعة العقدية )

الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل السادس : أهوال يوم القيامة .
المبحث الثاني : صفة أهوال يوم القيامة .
المطلب الرابع : موران السماء وانفطارها .

____________________________________

[موران السماء وانفطارها ]

أما سماؤنا فإنها تمور موراناً وتضطرب اضطراباً عظيماً .
قال تعالى : ( يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا ). الطور ( 9 ) .
جاء في تفسير :
"السعدي " : أي : تدور السماء وتضطرب وتدوم حركتها بانزعاج وعدم سكون .
"البغوي " : [ المور]: في اللغة :الذهاب والمجيء والتردد والدوران والاضطراب .
ثـم إنـهـا تـنـفـطـر وتـتـشـقـق .
قال تعالى : ( إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ ). الانفطار (1).
وقال تعالى : ( إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ ). الانشقاق (1 ، 2).
وعـنـد ذلك تـصـبـح واهـيـة .
قال تعالى : ( وَانشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ) . الحاقة(16).
جاء في تفسير :
"الميسر " : أي : وانصدعت السماء ، فهي يومئذ ضعيفة مسترخية ، لا تماسُك فيها ولا صلابة .
"السعدي " : أي : تضطرب وتمور وتتشقق ويتغير لونها ،وتهي بعد تلك الصلابة والقوة العظيمة ، وما ذاك إلا لأمر عظيم أزعجها ، وكرب جسيم هائل أوهاها وأضعفها .

--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---

والله أعلم

الشـــامـــــخ 10-11-12 12:17 PM

(الموسوعة العقدية )

الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل السادس : أهوال يوم القيامة .
المبحث الثاني : صفة أهوال يوم القيامة .
المطلب الخامس : تكوير الشمس وخسوف القمر وتناثر النجوم.

____________________________________

[تكوير الشمس وخسوف القمر وتناثر النجوم ]

* فإن الشمس تكور ويذهب ضوئها .
كما قال تعالى : ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ). التكوير ( 1 ) .
والتكوير عند العرب جمع الشيء بعضه على بعض ومنه تكوير العمامة وجمع الثياب بعضها على بعض وإذا جمع بعض الشمس على بعض ذهب ضوئها ورمى بها.
* أما القمر فإنه يخسف ويذهب ضوئه .
قال تعالى : ( فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (1) وَخَسَفَ الْقَمَرُ ). القيامة ( 7 ، 8 ) .
جاء في تفسير :
"السعدي " : إذا كان يوم القيامة تكور الشمس ،أي : تجمع وتلف ،ويخسف القمر ، ويلقيان في النار .
"السعدي " : [ وَخَسَفَ الْقَمَرُ ]: أي : ذهب نوره وسلطانه .
* أما تلك النجوم المتناثرة فإن عقدها ينفرط فتتناثر وتنكدر .
قال تعالى : ( وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ ). الانفطار ( 2 ) .
وقال تعالى : ( وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ). التكوير ( 2 ) .
جاء في تفسير :
"السعدي " : [انتَثَرَتْ] : وانتثرت نجومها ، وزال جمالها .
"السعدي " : [انكَدَرَتْ] : تغيرت ، وتساقطت من أفلاكها .

--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---

والله أعلم

الشـــامـــــخ 13-11-12 04:22 PM

(الموسوعة العقدية )

الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل السابع : الـــشـــفـــاعـــة .

____________________________________

[الـــشـــفـــاعـــة ]

تمهيد

* الشفاعة من الأمور التي ثبتت بالكتاب والسنة ، وأحاديثها متواترة.قال تعالى:

(مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ).البقرة ( 255 ) .

فنفي الشفاعة بلا إذن إثباتٌ للشفاعة من بعد الإذن.
قال تعالى عن الملائكة :
(وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ) . النجم(26) .
فبيَّن الله الشفاعة الصحيحة ، وهي التي تكون بإذنه ،ولمن يرتضي قوله وعمله.
وقد أنكرها كثير من أهل البدع من الخوارج والمعتزلة والزيدية،وقال هؤلاء :
من يدخل النار لا يخرج منها لا بشفاعة ولا غيرها ، وعند هؤلاء ما ثمَّ إلا من يدخل الجنة فلا يدخل النار ، ومن يدخل النار فلا يدخل الجنة ، ولا يجتمع عندهم في الشخص الواحد ثواب وعقاب.
وأما الصحابة والتابعونلهم بإحسان وسائر الأئمة كالأربعة وغيرهم:
فيقرّون بما تواترت به الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله يخرج من النار قومًا بعد أن يعذبهم الله ما شاء أن يعذبهم
يخرجهم بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم ويخرج آخرين بشفاعة غيره،ويخرجقومًا بلا شفاعة.

--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---


والله أعلم

الشـــامـــــخ 13-11-12 04:24 PM

(الموسوعة العقدية )

الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل السابع : الـــشـــفـــاعـــة .
المبحث الأول : معنى الـــشـــفـــاعـــة في اللغة(1)والشرع .
المطلب الثاني : معنى الـــشـــفـــاعـــة في الشرع .

____________________________________

[معنى الـــشـــفـــاعـــة ]

معاني الشفاعة الشرعية متقاربة مع معانيها اللغوية، وذلك لأن الشفاعة في اللغة يراد بها معانيها اللغوية من انضمام شيء إلى شيء آخر , وزيادته في شيء مخصوص .
وأما في الشرع فهي التي يراد بها معناها الواضح الذي ورد به الشرع ،مخبراً عنه ومبيناً أمره ، مما يحصل في الدار الآخرة.
وهي:
طلب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم– أو غيرهمن الله في الدار الآخرة حصول منفعة لأحد من الخلق .
ويدخل تحت هذا التعريف جميع أنواع الشفاعات الخاصة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وغيره ، كالشفاعة العظمى وهي طلب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من ربه إراحة الناس من الموقف بمجيئه لفصل القضاء ، ويدخل كذلك شفاعته صلى الله عليه وسلم في دخول أهل الجنة الجنة ، وشفاعته في تخفيف العذاب عن أبي طالب، وشفاعة الشفعاء في رفع الدرجات في الجنة ، وكذا الشفاعة في إخراج قوم من النار , وإدخالهم الجنة .

--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---

والله أعلم

الشـــامـــــخ 13-11-12 04:27 PM

(الموسوعة العقدية )

الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل السابع : الـــشـــفـــاعـــة .
المبحث الثاني : شروط الشفاعة .

____________________________________

[شـــروط الـــشـــفـــاعـــة ]

مقدمة رقم (1)

وأما الشفاعة والدعاء، فانتفاع العباد به موقوف على شروط وله موانع، فالشفاعة للكفار بالنجاة من النار والاستغفار لهم مع موتهم على الكفر لا تنفعهم ولو كان الشفيع أعظم الشفعاء جاهاً ، فلا شفيع أعظم من محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم الخليل إبراهيم ، وقد دعا الخليل إبراهيم لأبيه واستغفر له كما قال تعالى عنه :

(رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ).(إبراهيم:41)

وقد كان صلى الله عليه وسلم أراد أن يستغفر لأبي طالب اقتداءً بإبراهيم ، وأراد بعض المسلمين أن يستغفر لبعض أقاربه فأنزل الله تعالى :
(مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ).(التوبة:113)
ثم ذكر الله عذر إبراهيمفقال :
(وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ).(التوبة:114-115)
وثبت في(صحيح البخاري)عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة(1) وغبرة، فيقول له إبراهيم : ألم أقل لك لا تعصني؟ فيقول له أبوه :فاليوم لا أعصيك. فيقول إبراهيم : يا رب أنت وعدتني أن لا تخزني يوم يبعثون، وأي خزي أخزى من أبي الأبعد؟ فيقول الله عز وجل : إني حرّمت الجنة على الكافرين، ثم يقال : انظر ما تحت رجليك فينظر ، فإذا هو بذيخ(2) متلطخ(3) فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار".(رواه البخاري (3350))... (4)
فهذا لما مات مشركاً لم ينفعه استغفار إبراهيم مع عظم جاهه وقدره.

يتبع في الدرس القادم إن شاء الله تعالى --- >

--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---

والله أعلم

الشـــامـــــخ 13-11-12 04:30 PM

(الموسوعة العقدية )

الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل السابع : الـــشـــفـــاعـــة .
المبحث الثاني : شروط الشفاعة .

____________________________________

[شـــروط الـــشـــفـــاعـــة ]

مقدمة رقم (2)

وقد قال تعالى للمؤمنين:
(قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ).(الممتحنة:4-5)
فقد أمر الله تعالى المؤمنين بأن يتأسوا بإبراهيم ومن اتبعه، إلا في قول إبراهيم لأبيه : (لأستغفرنَّ لك) فإن الله لا يغفر أن يشرك به.
وكذلك سيد الشفعاء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ففي (صحيح مسلم)عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي ، واستأذنته أن أزور قبرها فأذن لي".(رواه مسلم (976))
وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم زار قبر أمه فبكى وأبكى من حوله ثم قال :
"استأذنت ربي أن أستغفر لأمي فلم يأذن لي ، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي ، فزوروا القبور فإنها تذكر الموت".(رواه مسلم (976))
وثبت عن أنسفي (الصحيح):
أن رجلاً قال: يا رسول الله أين أبي؟ ، قال: "في النار". فلما قفّى دعاه فقال: "إن أبي وأباك في النار".(رواه مسلم (203))

--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---

يتبع في الدرس القادم إن شاء الله تعالى --- >

--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---

والله أعلم

الشـــامـــــخ 13-11-12 04:32 PM

(الموسوعة العقدية )

الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل السابع : الـــشـــفـــاعـــة .
المبحث الثاني : شروط الشفاعة .

____________________________________

[شـــروط الـــشـــفـــاعـــة ]

*للشفاعة شرطان ، هما :
الشرط الأول : الإذن من الله سبحانه وتعالى .
لقوله جل في علاهـ : ( أَن يَأْذَنَ اللَّهُ ). [النجم (26)]
الشرط الثاني : رضاه عن الشافع والمشفوع له .
لقوله: ( وَيَرْضَى ). [النجم (26)]وقوله : ( وَلا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضَى). [الأنبياء (28)]
فلا بد من إذنه تعالى ورضاه عن الشافع والمشفوع له، إلا في التخفيف عن أبي طالب، وقد سبق ذلك. فحتى الملائكة المقربون حملة العرش لا تغني شفاعتهم إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى.
قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله في منظومته (سلم الوصول) :

كَذَا لَهُ الشَّفَاعَةُ الْعُظْمَى كَمَا قَـــدْ خَــصَّــهُ اللهُ بِــــهَــــا تَكَرُّمَــــا

مِنْ بَعْدِ إِذْنِ اللهِ لاَ كَمَا يَرَى كُلُّ قُبُورِيٍّ عَلَى اللهِ افْتَرَى

--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---

والله أعلم

الشـــامـــــخ 13-11-12 04:35 PM

( الموسوعة العقدية )

الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل السابع : الـــشـــفـــاعـــة .
المبحث الثالث : أنـــواع الـــشـــفـــاعـــة .

____________________________________

[أنـــواع الـــشـــفـــاعـــة ]

في درس اليوم سوف نبين أنواع الشفاعة وما يحتويه كل نوع منها فقط، من دون الخوض في التفاصيل. وابتداءً من الدرس القادم بمشيئة الله تعالى نبدأ في معرفة كل نوع على حدهـ.
* للشفاعة قسمان ، هما :
القسم الأول : الشفاعة التي تكون في الآخرةيومالقيامة .
* وهي نوعان:
النوع الأول : الشفاعة الخاصة .تكون للرسول صلى الله عليه وسلم خاصة لا يشاركه فيها غيره من الخلق.
* وهي أقسام :
أولها : الشفاعة العظمى . وهي من المقام المحمود الذي وعده الله إياهـ .
ثانيها : الشفاعة لأهل الجنة لدخول الجنة .
ثالثها : شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب .
رابعها : شفاعته صلى الله عليه وسلم في دخول أناس من أمته الجنة بغير حساب .
النوع الثاني :الشفاعة العامة.تكون للرسول صلى الله عليه وسلم ويشاركه فيها من شاء الله من الملائكة والنبيين والصالحين.
* وهي أقسام:
أولها : الشفاعة لأناس قد دخلوا النار في أن يخرجوا منها .
ثانيها : الشفاعة لأناس قد استحقوا النار في أن لا يدخلوها .
ثالثها : الشفاعة لأناس من أهل الإيمان قد استحقوا الجنة أن يزدادوا رفعة ودرجات في الجنة.
القسم الثاني : الشفاعة التي تكون في أمور الدنيا .
* وهي نوعان :
النوع الأول : ما يكون في مقدور العبد واستطاعته القيام به.وسيأتي تفصيل ذلك فيما بعد .
النوع الثاني : ما لا يكون في مقدور العبد ، وطاقته ووسعه.وسيأتي تفصيل ذلك فيما بعد .
--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---

والله أعلم

الشـــامـــــخ 13-11-12 04:38 PM

( الموسوعة العقدية )

الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل السابع : الـــشـــفـــاعـــة .
المبحث الثالث : أنـــواع الـــشـــفـــاعـــة .
القسم الأول : الشفاعة التي تكون في الآخرة يوم القيامة.
النوع الأول : الـــشـــفـــاعـــة الـــخـــاصـــة .
الفرع الأول : الـــشـــفـــاعـــة الـــعـــظـــمـــى .
____________________________________

[ الشفاعة العظمى ]

ذكرنا في الدرس الماضي أن :
* للشفاعة قسمان ، ومنها :
القسم الأول : الشفاعة التي تكون في الآخرة يوم القيامة.
* وهي نوعان :
النوع الأول: الشفاعة الخاصة .
وهذه الشفاعة تكون للرسول صلى الله عليه وسلم خاصة لا يشاركه فيها غيره من الخلق .
* وهي أقسام :
أولها :الشفاعة العظمى . ( وهي موضوعنا لهذا اليوم )
وهي من المقام المحمود الذي وعده الله إياهـ .
في قوله تعالى:

"وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا "

سورة الإسراء (79)

وحقيقة هذه الشفاعة هي أن يشفع لجميع الخلق حين يؤخر الله الحساب فيطول بهم الانتظار في أرض المحشر يوم القيامة فيبلغ بهم من الغم والكرب ما لا يطيقون.
فيقولون:
من يشفع لنا إلى ربنا حتى يفصل بين العباد، يتمنون التحول من هذا المكان،فيأتي الناس إلى الأنبياء فيقول كل واحد منهم: لست لها، حتى إذا أتوا إلى نبينا صلى الله عليه وسلم فيقول: "أنا لها، أنا لها". فيشفع لهم في فصل القضاء،فهذه الشفاعة العظمى، وهي من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم.
والأحاديث الدالة على هذه الشفاعة كثيرة في الصحيحين وغيرهما و منها ما رواه البخاري في صحيحه ( 1748 ) عن ابن عمر رضي الله عنهما:
"إن الناس يصيرون يوم القيامة جُثاً، كل أمة تتبع نبيها، يقولون : يا فلان اشفع، حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود".

--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---

والله أعلم

الشـــامـــــخ 13-11-12 04:40 PM

(الموسوعة العقدية )

الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل السابع : الـــشـــفـــاعـــة .
المبحث الثالث : أنـــواع الـــشـــفـــاعـــة .
القسم الأول : الشفاعة التي تكون في الآخرة يوم القيامة.
النوع الأول : الـــشـــفـــاعـــة الـــخـــاصـــة .
الفرع الثاني : الـــشـــفـــاعـــة لأهل الجنة لدخول الجنة.

____________________________________

[الشفاعة لأهل الجنة لدخول الجنة ]

* للشفاعة قسمان ، هما :
القسم الأول : الشفاعة التي تكون في الآخرة يوم القيامة .
* وهي نوعان :
النوع الأول : الشفاعة الخاصة . تكون للرسول صلى الله عليه وسلم خاصة لا يشاركه فيها غيره من الخلق .
* وهي أقسام :
أولها : الشفاعة العظمى . وهي من المقام المحمود الذي وعده الله إياهـ .
ثانيها:الشفاعة لأهل الجنة لدخول الجنة. ( وهي موضوعنا لهذا اليوم )
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح.
فيقولالخازن : من أنت ؟
فأقول:محمد .
فيقول: بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك ".

رواهـ مسلم (333)

وفي رواية له ( 332 ) :

"أنا أول شفيع في الجنة ".

--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---

والله أعلى وأعلم

الشـــامـــــخ 13-11-12 04:42 PM

(الموسوعة العقدية )

الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل السابع : الـــشـــفـــاعـــة .
المبحث الثالث : أنـــواع الـــشـــفـــاعـــة .
القسم الأول : الشفاعة التي تكون في الآخرة يوم القيامة.
النوع الأول : الـــشـــفـــاعـــة الـــخـــاصـــة .
الفرع الثالث : شفاعة الرسول –صلى الله عليه وسلم - لعمه أبو طالب.

____________________________________

[شفاعة الرسول –صلى الله عليه وسلم - لعمه أبو طالب ]

* للشفاعة قسمان ، هما :
القسم الأول : الشفاعة التي تكون في الآخرة يوم القيامة .
* وهي نوعان :
النوع الأول : الشفاعة الخاصة . تكون للرسول صلى الله عليه وسلم خاصة لا يشاركه فيها غيره من الخلق .
* وهي أقسام :
أولها : الشفاعة العظمى . وهي من المقام المحمود الذي وعده الله إياهـ .
ثانيها : الشفاعة لأهل الجنة لدخول الجنة .
ثالثها: شفاعة الرسولصلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب . (موضوعنا لهذا اليوم)
فـعنأبي سعيد الخدري :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عنده عمه أبو طالبفقال :
"لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه".

رواه البخاري ( 1408 ) ومسلم (360 )

--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---

والله أعلى وأعلم

الشـــامـــــخ 13-11-12 04:44 PM

(الموسوعة العقدية )

الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل السابع : الـــشـــفـــاعـــة .
المبحث الثالث : أنـــواع الـــشـــفـــاعـــة .
القسم الأول : الشفاعة التي تكون في الآخرة يوم القيامة.
النوع الأول : الـــشـــفـــاعـــة الـــخـــاصـــة .
الفرع الرابع : شفاعة الرسول – صلى الله عليه وسلم - في دخول أناس من أمته الجنة بغير حساب.
____________________________________

[شفاعة الرسول –صلى الله عليه وسلم - في دخول أناس من أمته الجنة بغير حساب ]

* للشفاعة قسمان ، هما :
القسم الأول : الشفاعة التي تكون في الآخرة يوم القيامة .
* وهي نوعان :
النوع الأول : الشفاعة الخاصة . تكون للرسول صلى الله عليه وسلم خاصة لا يشاركه فيها غيره من الخلق .
* وهي أقسام :
أولها : الشفاعة العظمى . وهي من المقام المحمود الذي وعده الله إياهـ .
ثانيها : الشفاعة لأهل الجنة لدخول الجنة .
ثالثها : شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب .
رابعها : شفاعتهصلى الله عليه وسلم في دخول أناس من أمته الجنة بغير حساب .

وهذا النوع ذكره بعض العلماء واستدل له بحديث أبي هريرة الطويل في الشفاعةوفيه :
"ثُمَّ يُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ .
فَأَرْفَعُ رَأْسِيفَأَقُولُ : أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ.
فَيُقَالُ:
يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْبَابِ الْأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ الْأَبْوَابِ ".

رواه البخاري (4343) ومسلم (287)

--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---

والله أعلى وأعلم

الشـــامـــــخ 21-11-12 02:45 PM

(الموسوعة العقدية )

الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل السابع : الـــشـــفـــاعـــة .
المبحث الثالث : أنـــواع الـــشـــفـــاعـــة .
القسم الأول : الشفاعة التي تكون في الآخرة يوم القيامة.
النوع الثاني : الـــشـــفـــاعـــة الـــعـــامـــة .
الفرع الأول : الشفاعة لأناس قد دخلوا النار في أن يخرجوا منها .
____________________________________

[الشفاعة لأناس قد دخلوا النار في أن يخرجوا منها ]

* للشفاعة قسمان ، هما :
القسم الأول : الشفاعة التي تكون في الآخرة يوم القيامة .
* وهي نوعان :
النوع الأول : الشفاعة الخاصة . تكون للرسول صلى الله عليه وسلم خاصة لا يشاركه فيها غيره من الخلق .
* وهي أقسام :
أولها : الشفاعة العظمى . وهي من المقام المحمود الذي وعده الله إياهـ .
ثانيها : الشفاعة لأهل الجنة لدخول الجنة .
ثالثها : شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب .
رابعها : شفاعته صلى الله عليه وسلم في دخول أناس من أمته الجنة بغير حساب .
النوع الثاني: الشفاعة العامة. تكون للرسول صلى الله عليه وسلم ويشاركه فيها من شاء الله من الملائكة والنبيين والصالحين.
* وهي أقسام :
أولها: الشفاعة لأناس قد دخلوا النار في أن يخرجوا منها.
* والأدلة على هذا القسم كثيرة جدا منها :
جاء في صحيح مسلم( 269 )من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا:
" فوالذي نفسي بيده ما منكم من أحد بأشد مناشدة لله في استقصاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار.
يقولون : ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون.
فيقال لهم: أخرجوا من عرفتم، فتحرم صورهم على النار فيخرجون خلقا كثيرا ...
فيقول الله عز وجل : شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط" .

--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---

والله أعلى وأعلم

الشـــامـــــخ 26-11-12 10:34 AM

( الموسوعة العقدية )

الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل السابع : الـــشـــفـــاعـــة .
المبحث الثالث : أنـــواع الـــشـــفـــاعـــة .
القسم الأول : الشفاعة التي تكون في الآخرة يوم القيامة.
النوع الثاني : الـــشـــفـــاعـــة الـــعـــامـــة .
الفرع الثاني : الشفاعة لأناس قد استحقوا النار في أن لا يدخلوها .
____________________________________

[الشفاعة لأناس قد استحقوا النار في أن لا يدخلوها ]

* للشفاعة قسمان ، هما :
القسم الأول : الشفاعة التي تكون في الآخرة يوم القيامة .
* وهي نوعان :
النوع الأول : الشفاعة الخاصة . تكون للرسول صلى الله عليه وسلم خاصة لا يشاركه فيها غيره من الخلق .
* وهي أقسام :
أولها : الشفاعة العظمى . وهي من المقام المحمود الذي وعده الله إياهـ .
ثانيها : الشفاعة لأهل الجنة لدخول الجنة .
ثالثها : شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب .
رابعها : شفاعته صلى الله عليه وسلم في دخول أناس من أمته الجنة بغير حساب .
النوع الثاني : الشفاعة العامة. تكون للرسول صلى الله عليه وسلم ويشاركه فيها من شاء الله من الملائكة والنبيين والصالحين .
* وهي أقسام :
أولها : الشفاعة لأناس قد دخلوا النار في أن يخرجوا منها .
ثانيها : الشفاعة لأناس قد استحقوا النار في أن لا يدخلوها .

هذه قد يستدل لـها بقول الرسول صلى الله عليه وسلم :
"ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه".

أخرجه مسلم ( 1577 )

* فإن هذه شفاعة قبل أن يدخل النار ، فيشفعهم الله في ذلك .

--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---

والله أعلى وأعلم

الشـــامـــــخ 05-12-12 02:18 PM

( الموسوعة العقدية )


الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل السابع : الـــشـــفـــاعـــة .
المبحث الثالث : أنـــواع الـــشـــفـــاعـــة .
القسم الأول : الشفاعة التي تكون في الآخرة يوم القيامة.
النوع الثاني : الـــشـــفـــاعـــة الـــعـــامـــة .
الفرع الثالث : الشفاعة لأناس من أهل الإيمان قد استحقوا الجنة أن يزدادوا رفعة ودرجات في الجنة .
____________________________________

[ الشفاعة لأناس من أهل الإيمان قد استحقوا الجنة أن يزدادوا رفعة ودرجات في الجنة ]

* للشفاعة قسمان ، هما :
القسم الأول : الشفاعة التي تكون في الآخرة يوم القيامة .
* وهي نوعان :
النوع الأول : الشفاعة الخاصة . تكون للرسول صلى الله عليه وسلم خاصة لا يشاركه فيها غيره من الخلق .
* وهي أقسام :
أولها : الشفاعة العظمى . وهي من المقام المحمود الذي وعده الله إياهـ .
ثانيها : الشفاعة لأهل الجنة لدخول الجنة .
ثالثها : شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب .
رابعها : شفاعته صلى الله عليه وسلم في دخول أناس من أمته الجنة بغير حساب .
النوع الثاني : الشفاعة العامة. تكون للرسول صلى الله عليه وسلم ويشاركه فيها من شاء الله من الملائكة والنبيين والصالحين .
* وهي أقسام :
أولها : الشفاعة لأناس قد دخلوا النار في أن يخرجوا منها .
ثانيها : الشفاعة لأناس قد استحقوا النار في أن لا يدخلوها .
ثالثها : الشفاعة لأناس من أهل الإيمان قد استحقوا الجنة أن يزدادوا رفعة ودرجات في الجنة .

ومثال ذلك ما رواه مسلم رحمه الله(1528) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعــا لأبي سلمة فقال :
"اللّهمّ اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديّين، واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا ربّ العالمين، وافسح له في قبره، ونوّر له فيه".

* شروط هذه الشفاعة :
تم ذكره من قبل ، تجدونه عبر هذا الرابط في المدونة ( شروط الشفاعة ) .

كما بَيَّن الرسول صلى الله عليه وسلم أن اللعانين لا يكونون شفعاء يوم القيامةكما روى مسلم في صحيحه ( 4703 ) عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :

" إِنَّ اللَّعَّانِينَ لا يَكُونُونَ شُهَدَاءَ وَلا شُفَعَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَة ".

--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---


والله أعلى وأعلم

الشـــامـــــخ 06-01-13 09:02 PM

( الموسوعة العقدية )

الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل السابع : الـــشـــفـــاعـــة .
المبحث الثالث : أنـــواع الـــشـــفـــاعـــة .
القسم الثاني : الشفاعة التي تكون في أمور الدنيا.
النوع الأول : ما يكون في مقدور العبد واستطاعته القيام به .
____________________________________


[ الشفاعة في ما يكون في مقدور العبد واستطاعته القيام به ]


* بعد أن انتهينا من القسم الأول من أقسام الشفاعة وهي (الشفاعة التي تكون في الآخرة)
نستأنف اليوم مع القسم الثاني من أقسام الشفاعة وهي (الشفاعة التي تكون في أمور الدنيا).
القسم الثاني : الشفاعة التي تكون في أمور الدنيا .
* وهي نوعان :
النوع الأول : ما يكون في مقدور العبد واستطاعته القيام به .
* وهذه الشفاعة ( جائزة ) بـــشـــرطـــيـــن :
الشرط الأول : أن تكون في شيء مباح .
فلا تصح الشفاعة في شيء يترتب عليه ضياع حقوق الخلق أو ظلمهم، كما لا تصح الشفاعة في تحصيل أمر محرم.
كمن يشفع لأناس قد وجب عليهم الحد أن لا يقام عليهم، قال تعالى :

( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ). المائدة (2)

وفي الحديث عن عائشة رضي الله عنها " أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ
فَقَالُوا مَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلا أُسَامَةُ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ فَقَالَ
أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ
وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا ".

رواه البخاري ( 3261 ) ومسلم ( 3196).

الشرط الثاني :أن لا يعتمد بقلبه في تحقيق المطلوب ودفع المكروه إلا على الله وحده
وأن يعلم أن هذا الشافع لا يعدو كونه سبباً أَذِنَ الله به، وأن النفع والضر بيد الله وحده .
* وهذا المعنى واضح جدا في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
* فإذا تخلف أحد هذين الشرطين صارت الشفاعة ممنوعة منهيا عنها.

--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---

والله أعلى وأعلم

الشـــامـــــخ 06-01-13 09:06 PM

( الموسوعة العقدية )

الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل السابع : الـــشـــفـــاعـــة .
المبحث الثالث : أنـــواع الـــشـــفـــاعـــة .
القسم الثاني : الشفاعة التي تكون في أمور الدنيا.
النوع الثاني : ما لا يكون في مقدور العبد وطاقته ووسعه .
____________________________________

[ الشفاعة في ما لا يكون في مقدور العبد وطاقته ووسعه ]

القسم الثاني : الشفاعة التي تكون في أمور الدنيا .
* وهي نوعان :
النوع الأول : ما يكون في مقدور العبد واستطاعته القيام به .
النوع الثاني : ما لا يكون في مقدور العبد ، وطاقته ووسعه .
كطلب الشفاعة من الأموات وأصحاب القبور ، أو من الحي الغائب معتقدا أن بمقدوره أن يسمع وأن يحقق له طلبه .
فهذه هي الشفاعة الشركية التي تواردت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بنفيها وإبطالها لما فـي ذلك مـن وصفهم بصفات الخالق عز وجل
لأن من صفاته عز وجل أنه هو الحي الذي لا يموت.

--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---

والله أعلى وأعلم

الشـــامـــــخ 06-01-13 09:09 PM

( الموسوعة العقدية )

الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل السابع : الـــشـــفـــاعـــة .
المبحث الثالث : أنـــواع الـــشـــفـــاعـــة .
القسم الثاني : الشفاعة التي تكون في أمور الدنيا.
النوع الثاني : ما لا يكون في مقدور العبد وطاقته ووسعه .
____________________________________

[ شـبـهـة في الـشـفـاعـة ]( 1 )

* ذكرنا في القسم الثاني : الشفاعة التي تكون في أمور الدنيا :
النوع الثاني : ما لا يكون في مقدور العبد ، وطاقته ووسعه .
كطلب الشفاعة من الأموات وأصحاب القبور ، أو من الحي الغائب معتقدا أن بمقدوره أن يسمع وأن يحقق له طلبه .
فهذه هي الشفاعة الشركية التي تواردت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بنفيها وإبطالها لما فـي ذلك مـن وصفهم بصفات الخالق عز وجل
لأن من صفاته عز وجل أنه هو الحي الذي لا يموت.
* وسوف نذكر اليوم : ( ما هي شبهة هؤلاء ) ؟
* شبهة هؤلاء أنهم يقولون :
إن الأولياء وإن السادة يشفعون لأقاربهم، ولمن دعاهم، ولمن والاهم، ولمن أحبهم، ولأجل ذلك يطلبون منهم الشفاعة.
وهذا بعينه هو ما حكاه الله عن المشركين الأولين حين قالوا: (هؤلاء شفعاؤنا عند الله) يونس (18)
يعنون معبوداتهم من الملائكة، ومن الصالحين، وغيرهم ، وأنها تشفع لهم عند الله .
والله تعالى ذكر عن الرجل المؤمن في سورة يس قوله: (أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئاً) يس (23).
وذكر الله تعالى أن الكفار اعترفوا على أنفسهم بقولهم:
(قالوا لم نك من المصلين * ولم نك نطعم المسكين * وكنا نخوض مع الخائضين * وكنا نكذب بيوم الدين * حتى أتانا اليقين * فما تنفعهم شفاعة الشافعين).

المدثر(43-48)

والنبي صلى الله عليه وسلم وإن أعطي الشفاعة يوم القيامة ، إلا أنه لن يتمكن منها إلا بعد إذن الله تعالى ، ورضاه عن المشفوع له.

يتبع في الدرس القادم إن شاء الله تعالى --- >

--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---

والله أعلى وأعلم

الشـــامـــــخ 06-01-13 09:12 PM

( الموسوعة العقدية )

الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل السابع : الـــشـــفـــاعـــة .
المبحث الثالث : أنـــواع الـــشـــفـــاعـــة .
القسم الثاني : الشفاعة التي تكون في أمور الدنيا.
النوع الثاني : ما لا يكون في مقدور العبد وطاقته ووسعه .
____________________________________

[ شـبـهـة في الـشـفـاعـة ]( 2 )

* ذكرنا في القسم الثاني : الشفاعة التي تكون في أمور الدنيا :
النوع الثاني : ما لا يكون في مقدور العبد ، وطاقته ووسعه .
كطلب الشفاعة من الأموات وأصحاب القبور ، أو من الحي الغائب معتقدا أن بمقدوره أن يسمع وأن يحقق له طلبه .
فهذه هي الشفاعة الشركية التي تواردت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بنفيها وإبطالها لما فـي ذلك مـن وصفهم بصفات الخالق عز وجل
لأن من صفاته عز وجل أنه هو الحي الذي لا يموت.
* وكذلك المشركون المعاصرون الآن :
يقولون: إن الأولياء يشفعون لنا، وإننا لا نجرؤ أن نطلب من الله بل نطلب منهم وهم يطلبون من الله
ويقولون: إن النبي صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء والصالحين أعطاهم الله الشفاعة، ونحن ندعوهم
ونقول: اشفعوا لنا كما أعطاكم الله الشفاعة.
ويضربون مثلاً بملوك الدنيا فيقولون:
إن ملوك الدنيا لا يوصل إليهم إلا بالشفاعة إذا أردت حاجة فإنك تتوسل بأوليائهم ومقربيهم من وزير وبواب وخادم وولد ونحوهم يشفعون لك حتى يقضي ذلك الملك حاجتك
فهكذا نحن مع الله تعالى نتوسل ونستشفع بأوليائه و بالسادة المقربين عنده
فوقعوا بهذا في شرك السابقين، وقاسوا الخالق بالمخلوق.
* وهؤلاء الذين يطلبون منه الشفاعة الآن ، بناء على جواز طلبها في الآخرة ، لو ساغ لهم ما يدّعون ، للزمهم الاقتصار على قولهم :
يا رسول الله اشفع لنا في فصل القضاء !! ولكن واقع هؤلاء غير ذلك ، فهم لا يقتصرون على طلب الشفاعة
وإنما يسألون النبي صلى الله عليه وسلم -وغيره - تفريج الكربات ، وإنزال الرحمات ، ويفزعون إليه في الملمات ، ويطلبونه في البر والبحر ، والشدة والرخاء
معرضين عن قول الله (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أءله مع الله) النمل/62 .

--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---

والله أعلى وأعلم

الشـــامـــــخ 24-02-13 06:36 PM

( الموسوعة العقدية )

الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل السابع : الـــشـــفـــاعـــة .
المبحث الثالث : أنـــواع الـــشـــفـــاعـــة .
القسم الثاني : الشفاعة التي تكون في أمور الدنيا.
النوع الثاني : ما لا يكون في مقدور العبد وطاقته ووسعه .
____________________________________

[ حول طلب الشفاعة من النبي في الدنيا ]



* حول طلب الشفاعة من النبي (صلى الله عليه وسلم) في الدنيا :
لم يدع صلى عليه وسلم أمته لطلب الشفاعة منه في الدنيا، ولا نقل ذلك عنه أحد من أصحابه رضي الله عنهم، ولو كان خيرا، لبلَّغه لأمته، ودعاهم إليه
ولسارع إلى تطبيقه أصحابه الحريصون على الخير، فعُلم أن طلب الشفاعة منه الآن منكر عظيم؛ لما فيه من دعاء غير الله
والإتيان بسبب يمنع الشفاعة، فإن الشفاعة لا تكون إلا لمن أخلص التوحيد لله.
ومن خلال ما سبق يتضح لكل منصف أن الشفاعة المثبتة هي الشفاعة المتعلقة بإذن الله ورضاه،لأن الشفاعة كلها ملك له.
ويدخل في ذلك ما أذن الله به من طلب الشفاعة في أمور الدنيا من المخلوق الحي القادر على ذلك
وينتبه هنا إلى أن هذا النوع إنما جاز لأن الله أذن به
وذلك لأنه ليس فيه تعلقٌ قلبيٌ بالمخلوق وإنما غاية الأمر أنه سبب كسائر الأسباب التي أذن الشرع باستخدامها.
وأن الشفاعة المنفية هي التي تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، لأن غير الله لا يملك الشفاعة ولا يستطيعها حتى يأذن الله له بها، ويرضى.
فمن طلبها من غيره فقد تعدى على مقام الله، وظلم نفسه، وعرضها للحرمان من شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.
نسأل الله العافية والسلامة
ونسأله أن يُشفِّع فينا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم
آمين

الشـــامـــــخ 24-02-13 06:41 PM

( الموسوعة العقدية )

الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل الثامن : العرض على الله جلَّ وعلا في موقف فصل القضاء .
المبحث الأول : معني العرض لغة واصطلاحا .
المطلب الأول : معنى العرض في اللغة.
المطلب الثاني : معنى العرض في الاصطلاح.
____________________________________
[ العرض على الله جلَّ وعلا في موقف فصل القضاء ]


[ معنى العرض لغةً واصطلاحاً ]
المطلب الأول : معنى العرض في اللغة.
من معاني العرض: الإبراز والظهور، ويقال: عرض الجند: جعلهم يمرون عليه واحداً واحداً
وعرض له من حقه شيئاً: أعطاه إياه مكان حقه، وعرض القوم على النار: أحرقهم بها.
* انظر كتب اللغة مادة عرض، ((المفردات للراغب)) (ص: 330)، ((أساس البلاغة)) (ص: 298)
و((معجم الألفاظ والأعلام القرآنية)) (ص: 337).
( الدرر السنية )


المطلب الثاني : معنى العرض في الاصطلاح.
فإن المراد بالعرض على الله عند الإطلاق: هو بروز الخلائق وعرضهم على ربهم سبحانه وتعالى في الموقف
عندما يتجلى تبارك وتعالى لهم لحسابهم وفصل القضاء بينهم، وهو كذلك عرض أعمال العباد عليهم
وعرض بعض الأشخاص عليه عرضاً خاصاً بعد خروجهم من النار
وهذا المعنى الخاص للعرض الاصطلاحي هو أخص من العرض اللغوي العام كما أفادته
النصوص الشريفة من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
* وقد قسم الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله معاني العرض إلى معنيين ، فقال :
العرض له معنيان :
* معنى عام :
وهو عرض الخلائق كلهم على ربهم عز وجل, بادية له صفحاتهم, لا تخفى عليه منهم خافية، وهذا يدخل فيه من يناقش الحساب ومن لا يحاسب.
* والمعنى الثاني : عرض معاصي المؤمنين عليهم, وتقريرهم بها, وسترها عليهم, ومغفرتها لهم.
((معارج القبول)) (2/247)
والمقصود هنا هو ذكر عرض الخلائق جميعهم على ربهم، أما العرض الثاني وهو عرض الحساب والمناقشة.
( الدرر السنية )
--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---
والله أعلى وأعلم

الشـــامـــــخ 16-03-13 09:10 AM

( الموسوعة العقدية )

الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل الثامن : العرض على الله جلَّ وعلا في موقف فصل القضاء .
المبحث الثاني : الأدلة على حصول العرض على الله .
المطلب الأول : الأدلة من القرآن الكريم.
____________________________________
والعرض على الله تعالى هو ما عبرت عنه الآيات الكريمة، التي تبين حالة عرض الخلائق على ربهم للحساب والجزاء وهي:
1- قوله تعالى: ( يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ ). [ الحاقة: 18 ]
2- وقوله تعالى: (وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِدًا). [الكهف:48]
3- وقوله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ). [ هود: 18 ]
4- وقوله تعالى: (وَبَرَزُواْ لِلّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءُ عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ). [إبراهيم: 21]
5- وقوله تعالى: (يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ). [إبراهيم: 48]
6- وقوله تعالى: (يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ اليوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ). [غافر: 16]
7- وقوله تعالى: (وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا). [الكهف: 47]
الحياة الآخرة لغالب عواجي- 2/819
( الدرر السنية )
--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---
والله أعلم

الشـــامـــــخ 16-03-13 09:14 AM

( الموسوعة العقدية )

الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل الثامن : العرض على الله جلَّ وعلا في موقف فصل القضاء .
المبحث الثاني : الأدلة على حصول العرض على الله .
المطلب الثاني : الأدلة من السنة.
____________________________________
من تلك الأدلة ما أخرج مسلم عن جرير بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أما إنكم تعرضون على ربكم فترونه كما ترون هذا القمر".
رواه مسلم (633)
وهناك العديد من الأحاديث (اضغط هنا) التي تدل على حصول عرض العباد على ربهم، وقد جاء في عرض أعمال العباد:
أن المؤمن تعرض أعماله بكل يسر وسهولة دون مناقشة واستقصاء، كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((من نوقش الحساب عذب، قالت: قلت: أليس يقول الله تعالى: (فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا).[الانشقاق: 8]؟ قال: ذلك العرض)).
رواه البخاري (103). من حديث عائشة رضي الله عنها
وجاء عن صفوان بن محرز قال: كنت آخذاً بيد ابن عمر، إذ عرض له رجل، قال: كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى يوم القيامة؟
قال: سمعته يقول: إن الله عز وجل يدني المؤمن، فيضع عليه كنفه, ويستره من الناس، ويقرره بذنوبه
ويقول له: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ حتى إذا قرره بذنوبه, ورأى في نفسه أنه قد هلك
قال: فإني سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، ثم يعطى كتاب حسناته، وأما الكفار والمنافقون فيقول الأشهاد:
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ).[هود: 18]
رواه البخاري (2441)، ومسلم (2768)
* وهذا دليل كذلك على ثبوت عرض الخلائق على ربهم للحساب .
((تفسير ابن كثير)) (2/441) ،((فتح القدير)) (2/490)
ومما جاء في العرض الخاص أن أناساً يخرجون من النار فيعرضون على ربهم كما أخرج مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"يخرج من النار أربعة فيعرضون على الله، فيلتفت أحدهم فيقول: أي رب إذا خرجتني منها فلا تعدني فيها، فينجيه الله منها"
رواه مسلم (192)
الحياة الآخرة لغالب عواجي- 2/820
( الدرر السنية )
--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---
والله أعلى وأعلم

الشـــامـــــخ 14-04-13 12:58 PM

( الموسوعة العقدية )

الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل التاسع : الـــصـــحـــف .
المبحث الأول : الأدلة على كتابة الملائكة لكل ما يصدر عن العباد .
المطلب الأول : الأدلة من القرآن الكريم.
____________________________________

وقال تعالى في إسناد كتابة بعض الأمور إليه جل وعلا - ومعلوم أن الذي يتولى كتابتها هم الملائكة
ولكنه أسند عز وجل ذلك إليه مبالغة في الاهتمام بذلك – فقال تعالى :
(لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ).

[ آل عمران:181]

* وفي هذا التعبير من التهديد والوعيد ما لا يخفى.

((انظر تفسير ابن كثير)) (1/434)

وسبب نزول هذه الآية كان في شأن اليهود، حينما قال قائلهم – وهو فنحاص لأبي بكر:
"والله يا أبا بكر ما بنا إلى الله من حاجة فقر، وإنه إلينا لفقير" تعالى الله عن قوله ذلك.

((انظر جامع البيان)) (4/195)

قال الشوكاني عن معنى التعبير بقوله تعالى : (سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ) :أي :
سنكتبه في صحف الملائكة أو سنحفظه، والمراد الوعيد لهم، وأن ذلك لا يفوت على الله، بل هو معد لهم ليوم الجزاء.

((فتح القدير)) (1/406)


( يتبع ... )

الحياة الآخرة لغالب عواجي- 2/843


--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---

والله أعلى وأعلم

الشـــامـــــخ 14-04-13 01:01 PM

( الموسوعة العقدية )

الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل التاسع : الـــصـــحـــف .
المبحث الأول : الأدلة على كتابة الملائكة لكل ما يصدر عن العباد .
المطلب الأول : الأدلة من القرآن الكريم.
____________________________________

وقال تعالى :
( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا أَاطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا ).

[ مريم: 77-79 ]

وقال تعالى عن المنافقين :
( وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً ).

[ النساء: 81 ]

وقال تعالى :
( إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ).

[ يس: 12 ]

وقال تعالى : ( وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا ) . [النبأ:29 ]
وقال تعالى مسنداً الكتابة إلى المجهول ، تهويلاً لشأن المكتوب :
( وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ ).

[ سورة الزخرف: 19 ]

( يتبع ... )

الحياة الآخرة لغالب عواجي- 2/843


--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---

والله أعلى وأعلم

الشـــامـــــخ 17-07-13 03:49 AM

( الموسوعة العقدية )


الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل التاسع : الـــصـــحـــف .
المبحث الأول : الأدلة على كتابة الملائكة لكل ما يصدر عن العباد .
المطلب الأول : الأدلة من القرآن الكريم.
____________________________________
وقال تعالى ترغيباً وتعظيماً لشأن المكتوب :
( مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ
إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ وَلاَ يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ).

[التوبة: 120-121]

وهذه الآيات دلالتها واضحة على أن كل ما يقوله أو يفعله الشخص يكون مسجلاً ومكتوباً لا يضيع منه شيء.
وبعد أن عرضنا تلك الآيات التي تثبت تسجيل الملائكة لأعمال العباد في الدنيا، وأنهم موكلون بذلك، أمناء على ما يكتبون
لا يغيب عنهم من أعمال العباد شيء، وأننا نؤمن بذلك إيماناً كاملاً لا ارتياب فيه-
بعد عرض ذلك نذكر ما جاء في السنة النبوية من أحاديث تثبت كتابة وتسجيل الملائكة على الإنسان ما يعمله في الدنيا من خير أو شر.

الحياة الآخرة لغالب عواجي- 2/843



--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---

والله أعلى وأعلم

الشـــامـــــخ 17-07-13 03:53 AM

( الموسوعة العقدية )


الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل التاسع : الـــصـــحـــف .
المبحث الأول : الأدلة على كتابة الملائكة لكل ما يصدر عن العباد .
المطلب الثاني : الأدلة من السنة.
____________________________________
أخرج الشيخان وغيرهما في فضل الجمعة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان يوم الجمعة وقفت الملائكة على باب المسجد يكتبون الأول فالأول
ومثل المهجر كمثل الذي يهدي بدنة، ثم كالذي يهدي بقرة، ثم كبشاً، ثم دجاجة ، ثم بيضة ، فإذا خرج الإمام طووا صحفهم ويستمعون الذكر)).
رواه البخاري (929)، ومسلم (850)
وعن رفاعة بن رافع الزرقي قال: ((كنا يوماً نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رفع رأسه من الركعة
قال: سمع الله لمن حمده، قال رجل وراءه: ربنا ولك الحمدحمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، فلما انصرف
قال: من المتكلم؟ قال: أنا، قال: رأيت بضعة وثلاثين ملكاً يبتدرونها، أيهم يكتبها أولاً)).
رواه البخاري (799)، وأبو داود (770)
الحياة الآخرة لغالب عواجي- 2/847
( الدرر السنية )



--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---
والله أعلى وأعلم

الشـــامـــــخ 17-07-13 04:19 AM

( الموسوعة العقدية )


الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل التاسع : الـــصـــحـــف .
المبحث الأول : الأدلة على كتابة الملائكة لكل ما يصدر عن العباد .
المطلب الثاني : الأدلة من السنة.
____________________________________

وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فضل الله وكرمه: أن العبد إذا هم بحسنة فعملها تكتب له عشر حسنات، إلى سبعمائة ضعف
إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بها ولم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة
وبالعكس السيئة: فإن العبد إذا هم بها فعملها كتبت عليه سيئة واحدة، وإن هم بها ولم يعملها كتب له حسنة كاملة.
ومصداق هذا ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما: عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل قال: قال الله:
إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة
فإن هو هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلىأضعاف كثيرة
ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة.

رواه البخاري (6491)، ومسلم (131). من حديث ابن عباس رضي الله عنه

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة، فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعملها
فإذا عملها، فأنا أكتبها بعشر أمثالها، وإذا تحدث بأن يعمل سيئة، فأنا أغفرها له ما لم يعملها، فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها.

رواه مسلم (129)

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قالت الملائكة : رب ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة، وهو أبصر به
فقال: ارقبوه ، فإن عملها فاكتبوها بمثلها، وإن تركها فاكتبوها له حسنة، إنما تركها من جرَّائِي.

رواه مسلم (129)

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أحسن أحدكم إسلامه، فكل حسنة يعملها تكتب بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف
وكل سيئة يعملها تكتب له بمثلها حتى يلقى الله عز وجل.

رواه البخاري (42)، ومسلم (129)

الحياة الآخرة لغالب عواجي- 2/847



--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---

والله أعلى وأعلم

الشـــامـــــخ 17-07-13 04:21 AM

( الموسوعة العقدية )

الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل التاسع : الـــصـــحـــف .
المبحث الأول : الأدلة على كتابة الملائكة لكل ما يصدر عن العباد .
المطلب الثاني : الأدلة من السنة.
____________________________________
وقد أرشد صلى الله عليه وسلم أمته إلى أمور إذا فعلها العبد كتب الله له بسببها الأجر العظيم، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب
وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي
ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك، ومن قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر".

رواه البخاري (6405)، ومسلم (2691)

وعن مصعب بن سعد قال: حدثني أبي قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟
فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال: يسبح مائة تسبيحة، فيكتب له ألف حسنة، أو يحط عنه ألف خطيئة".

مسلم (2698)

وفي هذه الأحاديث التي عرضناها دلالة صريحة على كتابة كل ما يصدر عن العبد, وتسجيله في سجله الخاص خيراً كان أم شراً.

الحياة الآخرة لغالب عواجي- 2/847



--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---

والله أعلى وأعلم

الشـــامـــــخ 17-07-13 04:24 AM

( الموسوعة العقدية )

الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل التاسع : الـــصـــحـــف .
المبحث الثاني : إثبات أن كل إنسان يقرأ كتابه في يوم القيامة والأدلة على ذلك .
المطلب الأول : الأدلة من القرآن الكريم على ذلك.
____________________________________
وبعد عرض ما تقدم من إثبات تسجيل الملائكة لكل ما يصدر عن الشخص من أقوال وأفعال
نورد هنا إثبات قراءة كتاب الأعمال في يوم القيامة، كما جاء به القرآن الكريم والسنة النبوية.

الحياة الآخرة لغالب عواجي- 2/859

قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم :
( وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ اليوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ).

[ الإسراء:13-14]

يخبر سبحانه وتعالى في هذه الآية الكريمة أنه ما من إنسان إلا وسيجد كتاب أعماله ملازماً له، ينشر عليه في يوم القيامة
ويقال له : اقرأ كتابك وأنت حسيب نفسك، بعد أن تقف على كل أعمالك التي عملتها في الدنيا، وهذا هو العدل التام, والإنصاف الكامل.

الحياة الآخرة لغالب عواجي- 2/859


( يتبع في الدرس القادم بمشيئة الله تعالى ... <)




--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---

والله أعلى وأعلم

الشـــامـــــخ 21-12-13 04:56 PM

( الموسوعة العقدية )
الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل التاسع : الـــصـــحـــف .
المبحث الثاني : إثبات أن كل إنسان يقرأ كتابه في يوم القيامة والأدلة على ذلك .
المطلب الأول : الأدلة من القرآن الكريم على ذلك.
____________________________________

( 2 )
الحياة الآخرة لغالب عواجي- 2/859
قال تعالى :
( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيه فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَة فِي جَنَّةٍ عَاليةٍ
قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَاليةِ وأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ
وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ مَا أَغْنَى عَنِّي مَاليهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ ).
[ الحاقة:19-29 ]
وهذا وصف من الله جل وعلا، وتقسيم كذلك لحال الناس بالنسبة لإيتائهم كتبهم :
قسم يأخذه بيمينه، ثم يعبر عن سروره وغبطته, وما يصير إليه حاله من النعيم العظيم, والفوز الكبير.
وقسم آخر يأخذه بشماله، ثم يعبر عن حسرته وندامته وتمنيه أنه لم يكلف بقراءة كتاب ولم يوقف لحساب
أو تمنيه كذلك لأن تكون موتته التي ماتها هي القاضية فلا يبعث ولا يحاسب
ثم يتذكر بعض الأسباب التي كانت تحول بينه وبين السعادة في الآخرة
والتي منها اغتراره بالمال والسلطان، وهما آفة الكثير ممن يقع عليهم شدة الحساب ووقوع العذاب.
الحياة الآخرة لغالب عواجي- 2/859
( يتبع في الدرس القادم بمشيئة الله تعالى ... <)
--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---
والله أعلى وأعلم

الشـــامـــــخ 21-12-13 05:02 PM

( الموسوعة العقدية )
الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل التاسع : الـــصـــحـــف .
المبحث الثاني : إثبات أن كل إنسان يقرأ كتابه في يوم القيامة والأدلة على ذلك .
المطلب الأول : الأدلة من القرآن الكريم على ذلك.
____________________________________
( 3 )
الحياة الآخرة لغالب عواجي- 2/859
قال تعالى :
( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ).
[الكهف:49]
وهذا تصوير بديع لحالة وقوف الناس على كتبهم خائفين وجلين، وكأنهم قد اطلعوا على ما فيها من تسجيل كامل لجرائمهم التي كانوا يتفننون في ارتكابها، ومع هذا الخوفالشديد, والرهبة الكاملة فهم لا يخفون انزعاجهم من دقة هذا الكتاب، الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها, ووضحها تمام الوضوح، ولكن هذا صنع من يريد العدل – سبحانه وتعالى -بعباده، فليس هناك خوف من الظلم، فليطمئن كل مخلوق إلى أنه سوف لا يقع عليه إلا ما قدم لنفسه.
الحياة الآخرة لغالب عواجي- 2/859
( يتبع في الدرس القادم بمشيئة الله تعالى ... <)
--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---
والله أعلى وأعلم

الشـــامـــــخ 21-12-13 05:19 PM

( الموسوعة العقدية )
الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل التاسع : الـــصـــحـــف .
المبحث الثاني : إثبات أن كل إنسان يقرأ كتابه في يوم القيامة والأدلة على ذلك .
المطلب الأول : الأدلة من القرآن الكريم على ذلك.
____________________________________

( أخيراً )
الحياة الآخرة لغالب عواجي- 2/859
قال تعالى :
( يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ).
[الإسراء: 71]
يخبر سبحانه وتعالى أنه في يوم القيامة، في موقف فصل القضاء، يدعو كل أمة بإمامهم، ثم يعطون كتب أعمالهم، على ما سبق وصفه، إما باليمين أو بالشمال، وأخبر سبحانه أنه لا يقع على أي مخلوق ظلم أو نقص من عمل، حتى وإن كان شيئاً تافهاً لا يسترعي الانتباه، كالفتيل ومثقال الذرة وما إلى ذلك.
وقال تعالى :
( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا وَيَنقَلِبُ إلى أَهْلِهِ مَسْرُورًا وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاء ظَهْرِهِ فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا وَيَصْلَى سَعِيرًا ).
[ الانشقاق: 7-12]
الحياة الآخرة لغالب عواجي- 2/859
--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---
والله أعلى وأعلم

الشـــامـــــخ 21-12-13 05:22 PM

( الموسوعة العقدية )
الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل التاسع : الـــصـــحـــف .
المبحث الثاني : إثبات أن كل إنسان يقرأ كتابه في يوم القيامة والأدلة على ذلك .
المطلب الثاني : الأدلة من السنة النبوية.
____________________________________
أما ما جاء في السنة النبوية في إثبات ذلك، فقد تقدم حديث ابن عمر الثابت في الصحيحين حينما سئل عن النجوى وتقرير الله لعبده بذنوبه، وفيه:
((فيقول سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، ثم تطوى صحيفة حسناته)). كما في لفظ البخاري.
رواه البخاري ( 4685 )
وفي لفظ مسلم ((فيعطى صحيفة حسناته)) الحديث .
رواه مسلم (2768)
وكذلك ... حديث البطاقة، وفيه: ((فينشر عليه تسعة وتسعون سجلاً، كل سجل مد البصر))(1) ... الحديث ، وغيره من الأحاديث .
وللاستزادة (
اضغط هنا ).
---------------------------------------
رواه الترمذي (2639)، وابن ماجه (3488)، وأحمد (2/213) (6994)، والحاكم (1/46). من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
قال الترمذي، والبغوي في ((شرح السنة)) (7/490): حسن غريب، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح لم يخرج في الصحيحين وهو صحيح على شرط مسلم
ووافقه الذهبي، وابن الملقن في ((شرح صحيح البخاري)) (33/595)، وحسنه ابن حجر في ((تخريج مشكاة المصابيح)) (5/173) كما أشار لذلك في المقدمة
وصححه السفاريني الحنبلي في ((لوائح الأنوار السنية)) (2/197)، وقال المناوي في ((تخريج أحاديث المصابيح)) (5/22): رجاله موثقون
وقال الشوكاني في ((فتح القدير)) (2/273): حسن، وصحح إسناده أحمد شاكر في تحقيقه للمسند (11/176)
وقال الألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)): صحيح.
--- --- --- --- --- --- --- --- --- --- --- ---
والله أعلى وأعلم

الشـــامـــــخ 25-01-14 03:46 AM

( الموسوعة العقدية )
الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل العاشر : الحساب والجزاء .
المبحث الأول : تعريف الحساب في اللغة والشرع .
____________________________________
أولاً : تعريف الحساب في اللغة .
والحاصل أن أقوال أهل اللغة في المراد بالحساب، تشير إلى أنه يرد بمعنى الكثرة في الشيء، والزيادة فيه، والعدد، والإحصاء، والدقة في العدد دون زيادة ولا نقصان.
* وللإطلاع أكثر على أقوال أهل اللغة في المراد بالحساب لغةً : (
اضغط هنا ) .

الحياة الآخرة لغالب عواجي- 2/905
ثانياً : تعريف الحساب في الشرع .
ويراد بالحساب والجزاء أن يوقف الحق تبارك وتعالى عباده بين يديه ويعرفهم بأعمالهم التي عملوها وأقوالهم التي قالوها وما كانوا عليه في حياتهم الدنيا من إيمان وكفر واستقامة وانحراف وطاعة وعصيان وما يستحقونه على ما قدموه من إثابة وعقوبة، وإيتاء العباد كتبهم بأيمانهم إن كانوا صالحين وبشمالهم إن كانوا طالحين.
ويشمل الحساب ما يقوله الله لعباده وما يقولونه له وما يقيمه عليهم من حجج وبراهين وشهادة الشهود ووزن للأعمال.
والحساب منه اليسير ومنه العسير ومنه التكريم ومنه التوبيخ والتبكيت ومنه الفضل والصفح ومتولي ذلك أكرم الأكرمين.
* وللإطلاع أكثر على المراد بالحساب في الشرع : (
اضغط هنا ) .

القيامة الكبرى لعمر بن سليمان الأشقر – ص: 193
----------------------------
والله أعلى وأعلم

الشـــامـــــخ 25-01-14 03:48 AM

( الموسوعة العقدية )
الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل العاشر : الحساب والجزاء .
المبحث الثاني : أدلة إثبات الحساب / تمهيد .
____________________________________
لقد حظي ذكر الحساب بنصوص كثيرة في كتاباللهعزوجلوفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأجمع عليه جميع أهل الإسلام، إذ هو من المسائل الأخروية المعلومة من الدين بالضرورة.
وقد أكثرالله من ذكره في القرآن الكريم، في مواضع كثيرة، بعبارات متنوعة، ودلالات مختلفة مصوراً هول ذلك، أو مخبراً عنه ومبشراً به، كل ذلك لزيادة العناية وللفت أنظار الناس إليه ليكونوا على بينة من أمرهم فيستعدوا له بالعمل الصالح إذ أنه من أهم الأمور التي تحدث في يوم القيامة، بل هو المراد ببعث الناس(1)وقيامهم من قبورهم وفي الموقف(2).
وبه يتميز الناس فيسعد من يسعد، ويشقى من يشقى، حينما يفصلالله بين خلقه في أكمل صور العدل وأجلها، ونعرض في الدرس القادم إن شاء الله تعالى أدلة إثباته من كتاب الله عز وجل ومن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

الحياة الآخرة لغالب عواجي ( 2/913 )
  • لأن ما يقع بعده من عذاب أو نعيم إنما هو نتيجة للحساب.
  • أي: وقيامهم في الموقف.
----------------------------------
والله أعلى وأعلم

الشـــامـــــخ 25-01-14 03:50 AM

( الموسوعة العقدية )
الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل العاشر : الحساب والجزاء .
المبحث الثاني : أدلة إثبات الحساب .
المطلب الأول : الأدلة من القرآن الكريم .
____________________________________

الأدلة في القرآن الكريم على وقوع الحساب كثيرة لا يتسع المقام لذكرها كلها غير أننا سنقتصر على إبراز أهم الجوانب التي جاءت في أمر الحساب، فمن ذلك:

ما جاء في إخباره عز وجل عن سرعة وقوع الحساب، فقال تعالى: وَاتَّقُواْ اللهَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [المائدة:4]
وقال تعالى في بيان أن سرعة ذلك الحساب يكون مع تمام العدل: لِيَجْزِي اللهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ
[إبراهيم: 51]
اليوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ اليوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ
[غافر: 17]
وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ
[الأنبياء: 47]

والحساب تارة يكون يسيراً على أهل الإيمان والطاعات, وتارة يكون عسيراً على أهل الكفر والمعاصي.
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا وَيَنقَلِبُ إلى أَهْلِهِ مَسْرُورًا
[الانشقاق: 7 - 9].
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيهْ
[الحاقة: 19 - 20]
وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ
[الحاقة: 25 - 26]
لِلَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْاْ بِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ
[الرعد: 18]
يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ
[ص: 26]
وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ
[النور: 39]

وقال تعالى في بيان إحاطة علمه بكل ما يصدر عن العباد ظاهراً أو باطناً:
لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
[البقرة: 284]
وقد عفا الله عما يضمره الإنسان في قلبه فلا يحاسبه عليه.
وقال تعالى في مدح المؤمنين وخوفهم من هول الحساب:
وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ
[الرعد: 21]

وقال تعالى في مدح الصابرين وبيان أجرهم:
قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ
[الزمر: 10]
وقال تعالى في ذم المكذبين بالحساب:
إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا
[النبأ: 27].
وَقَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ
[غافر: 27].
وأما ما ورد من قولهم: رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ
[ص: 16]
فإنما هو قول على سبيل الاستهزاء (1)
أو التحدي للرسول صلى الله عليه وسلم أن يريهم صكاكهم (2)
بحظوظهم من الخير أو الشر الذي وعد الله عباده أن يؤتيهموها في الآخرة قبل يوم القيامة في الدنيا استهزاء بوعيد الله (3).
ونكتفي بما تقدم ذكره من الآيات التي تدل على وقوع الحساب في يوم القيامة, وبها يتبين مدى عناية القرآن الكريم بذكره وعظيم شأنه. ونضيف إلى ما تقدم من الأدلة الواردة في القرآن الكريم أدلة أخرى من السنة النبوية فيما يأتي: الحياة الآخرة لغالب عواجي- 2/ 913
-----------
(1) انظر: ((تفسير القرآن العظيم)) (4/ 29).
(2) أي كتب أعمالهم.
(3) انظر: ((جامع البيان)) (23/ 135).

الشـــامـــــخ 08-01-15 10:57 PM

( الموسوعة العقدية )
.
.
الكتاب السادس : الإيمان باليوم الآخر .
الباب الثالث : القيامة الكبرى .
الفصل العاشر : الحساب والجزاء .
المبحث الثاني : أدلة إثبات الحساب .
المطلب الثاني: الأدلة من السنة النبوية .
____________________________________
وكما حظي ذكر الحساب في القرآن الكريم بكثرة العناية بذكره وإيراده في أكثر من موضع كما رأينا فيما سبق عرضه
فقد حظي كذلك بالذكر والعناية والاهتمام على لسان المصطفى صلى الله عليه وسلم
فقد وردت أحاديث كثيرة بشأنه وسنذكر منها ما يتبين به صدق ما قدمناه وذلك فيما يلي:
قال صلى الله عليه وسلم في الحث على الاستعداد بالعمل الصالح, ومحاسبة النفس
وعدم تركها ترتع كيف شاءت، وهو ما ورد عن شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
((الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها, وتمنى على الله الأماني)) (1).
قال الترمذي: (ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((دان نفسه)) يقول: حاسب نفسه في الدنيا قبل أن يحاسب يوم القيامة) (2).
فإذا لم يستعد العبد بالعمل الصالح, ولم يسلك ما أمره الله به
ولم ينته عما نهاه عنه بل كفر بربه ولقائه, فإنه سيندم يوم القيامة
ويتمنى أن لو كان له ملء الأرض ذهباً ويفتدي به لو نفعه حين يحاسب بين يدي الله تبارك وتعالى.
كما جاء في حديث أنس رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:
((يجاء بالكافر يوم القيامة فيقال له: أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهباً أكنت تفتدي به؟
فيقول: نعم
فيقال له: قد كنت سئلت ما هو أيسر من ذلك)) (3).
وقدجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في سهولة الحساب ويسره وتجاوز الله تعالى: عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا هلك
فقلت: يا رسول الله أليس قد قال الله تعالى: فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا [الانشقاق: 7 - 9].
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما ذلك العرض، وليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عذب)) (4).
وفي بعض روايات هذا الحديث: ((من حوسب عذب)) إلخ الحديث (5).
وقال صلى الله عليه وسلم في تجاوز الله تعالى عمن يتجاوز عن الناس في الحساب, وييسر عليهم, وتخفيف الله عن عباده
عن أبي مسعود البدري أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شيء إلا أنه كان يخالط الناس وكان موسراً، فكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر. قال: قال الله عز وجل: نحن أحق بذلك منه، تجاوزوا عنه)) (6).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بعض صلاته:
اللهم حاسبني حساباً يسيراً، فلما انصرف قلت: يا نبي الله ما الحساب اليسير؟ قال: أن ينظر الله في كتابه فيتجاوز عنه، من نوقش الحساب يومئذ يا عائشة هلك، وكل ما يصيب المؤمن يكفر الله عز وجل به عنه حتى الشوكة تشوكه)) (7).
-------------
(1) رواه الترمذى (2459)، وابن ماجه (4983)، وأحمد (4/ 124) (17164)،
وأبو نعيم فى ((الحلية)) (1/ 267)، والطبراني (7/ 281) (7141)
والحاكم (1/ 125)، والبيهقي (3/ 369) (6306).
قال الترمذي: حسن، وقال الحاكم: صحيح على شرط البخارى.
وحسنه البغوي في ((شرح السنة)) (7/ 333).
(2) ((سنن الترمذي)) (5/ 449).
(3) رواه البخاري (6538)، ومسلم (2805).
(4) رواه البخاري (103).
(5) رواه البخاري (6538)، ومسلم (2805).
(6) رواه مسلم (1561).
(7) رواه أحمد (6/ 48) (24261)، وابن خزيمة (2/ 30) (849)
وابن حبان (16/ 372) (7372)، والحاكم (1/ 385)
وقال: صحيح على شرط مسلم
وقال الألباني في ((أصل صفة الصلاة)) (3/ 1007): إسناده جيد.


الساعة الآن 03:57 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant