شبكــة أنصــار آل محمــد

شبكــة أنصــار آل محمــد (https://ansaaar.com/index.php)
-   بـاب شهـــر رمضــان (https://ansaaar.com/forumdisplay.php?f=89)
-   -   ميزة شهر رمضان ... (https://ansaaar.com/showthread.php?t=25872)

أم عبد الرحمان الجزااائرية 20-07-12 03:52 PM

ميزة شهر رمضان ...
 

الحمد لله ذي المنِّ والتوفيق والإنعام، شرع لعباده شهر رمضان للصيام والقيام، مرة واحدة كلّ عام، وجعله أحد أركان الإسلام ومبانيه العظام، ومطهّرا للنفوس من الذنوب والآثام، والصلاة والسلام على من اختاره الله لبيان الأحكام، واصطفاه لتبليغ شرعه للأنام، فكان خير من قام وصَام، ووفىّ واستقام، وعلى آله الأصفياء وصحابته الكرام، ومن تبعهم بإحسان على الدوام، أما بعد:
فلقد فرض الله تعالى الصيام على جميع الأمم وإن اختلفت كيفيته ووقته، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾[البقرة: 183]، وفي السنة الثانية من الهجرة أوجب الله على هذه الأمة صيام رمضان وجوبًا آكدًا على المسلم البالغ، فإن كان صحيحًا مقيمًا وجب عليه أداءً، وإن كان مريضًا وجب عليه قضاءً، وكذا الحائض والنفساء، وإن كان صحيحًا مسافرًا، خُيِّر بين الأداء والقضاء، وقد أمره سبحانه وتعالى أن يصوم الشهر كلّه من أوّله إلى منتهاه، وحدّد له بداية الصوم بحدٍّ ظاهر لا يخفى عن أحد وهو رؤية الهلال أو إكمال عدّة شعبان ثلاثين يومًا لقوله صلى الله عليه وآله وسلّم: «لاَ تَصُومُوا حَتَّى تَرَوُا الْهِلاَلَ، وَلاَ تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ»)، كما حدّد له بداية الصوم بحدود واضحة جليّة، فجعل سبحانه بداية الصوم بطلوع الفجر الثاني، وحدّد نهايته بغروب الشمس في قوله تعالى: ﴿وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ﴾[البقرة: 187]، وبهذه الكيفية والتوقيت تقرّر وجوبه حتميًا في قوله تعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾[البقرة: 185]، وصار صومه ركنًا من أركان الإسلام، فمن جحد فرضيته وأنكر وجوبه فهو مرتدّ عن دين الإسلام، يستتاب فإن تاب وإلاّ قُتِلَ كفرًا، ومن أقرَّ بوجوبه، وتعمّد إفطاره من غير عذر فقد ارتكب ذنبًا عظيمًا وإثمًا مبينًا يستحقّ التعزير والردع.
هذا، وشهر رمضان ميّزه الله تعالى بميزات كثيرة من بين الشهور، واختصّ صيامه عن الطاعات بفضائل متعدّدة، وفوائد نافعة، وآداب عزيزة.

ومن ميزة هذا الشهر العظيم ما يلي:
صوم رمضان: هو الركن الرابع من أركان الإسلام ومبانيه العظام لقوله صلى الله عليه وآله وسلّم: «بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَن لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولَ الله، وَإِقامِ الصَّلاةِ، وَإيتَاءِ الزَّكاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ البَيْتِ الحَرَامِ»(٢) وهو معلوم من الدين بالضرورة وإجماع المسلمين على أنّه فرض من فروض الله تعالى.
إيجاب صيامه على هذه الأمة وجوبًا عينيًّا لقوله تعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾[البقرة: 185].
وإنزال القرآن فيه لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وهدايتهم إلى سبيل الحقّ وطريق الرشاد، وإبعادهم عن سُبل الغيّ والضلال، وتبصيرهم بأمور دينهم ودنياهم بما يكفل لهم السعادة والفلاح في العاجلة والآخرة قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾[البقرة: 185].
ومنها أنه تُفتّح فيه أبواب الجنّة لكثرة الأعمال الصالحة المشروعة فيه الموجبة لدخول الجنّة وأنّه تُغلق فيه أبواب النار لقلّة المعاصي والذنوب الموجبة لدخول النّار.
أنه فيه تُغَلُّ وتوثق الشياطين فتعجز عن إغواء الطائعين وصرفهم عن العمل الصالح قال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ»(
٣).
ومنها أنّ لله تعالى في شهر رمضان عتقاء من النار، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ لِلَّهِ تبارك وتعالى عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ عُتَقَاءَ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ في كُلِّ لَيْلَةٍ»(٤).
ومنها أنّ المغفرة تحصل بصيام رمضان بالإيمان الصادق لهذه الفريضة واحتساب الأجر عليها عند الله تعالى، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(٥).
ومنها أنّه تسنّ فيه صلاة التراويح اقتداء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(٦).
ومنها أنّ فيه ليلة خير من ألف شهر وقيامها موجب للغفران لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إنَّ هَذاَ الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ وَفِيهِ لَيْلَة خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الخَيْرَ كُلَّهُ وَلاَ يُحْرَمُ خَيْرُهَا إِلا مَحْرُومٌ»(٧)، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»(٨).
ومنها أنّ صيام رمضان إلى رمضان تكفير لصغائر الذنوب والسيئات بشرط اجتناب الكبائر لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ»(٩).
وفضلاً عن ذلك، فإنّ من أبرز الأحداث النافعة الأخرى الحاصلة في رمضان: غزوة بدر الكبرى التي فرّق الله فيها الحقّ من الباطل فانتصر فيها الإسلام وأهله وانهزم الشرك وأهله وكان هذا في السنة الثانية للهجرة، كما حصل فيه فتح مكة ودخل الناس في دين الله أفواجاً، وقضي على الشرك والوثنية بفضل الله تعالى، فصارت مكة دار الإسلام بعد أن كانت معقل الشرك والمشركين وكان ذلك في السنة الثامنة للهجرة، كما انتصر المسلمون في رمضان من سنة 584ﻫ في معركة حطين واندحر الصليبيون فيها، واستعاد المسلمون بيت المقدس وانتصروا -أيضا- على جيوش التتار في عين جالوت حيث دارت وقائع هذه المعركة الحاسمة في شهر رمضان في سنة 658ﻫ. هذا مجمل ميزة شهر رمضان وفضائله العديدة وبركاته الكثيرة، والحمد لله ربِّ العالمين.

{موقع الشيخ فركوس حفظه الله }




رمز الحياء 20-07-12 09:54 PM

جزاك الله خير وبارك الله فيك ولاحرمك الاجر والثواب
ووفقك الله في الد نيا والاخرة وسدد خطاك يارب على الطرح الرائع

جارة المصطفى 21-07-12 01:12 AM

http://www.yanabeea.net/up_rosom/yana4302.gif

مهرة وصال 23-07-12 02:42 AM

http://up.arabseyes.com/uploads/23_07_1213429965102.gif

أم عبد الرحمان الجزااائرية 27-07-12 03:36 AM

أشكركن جزيل الشكر أخواتي الفاضلات وأسأل الله أن يسعدكن في الدنيا والآخرة ...

خواطر موحدة 27-07-12 03:42 AM

جزاك الله خيرآ ..

أم عبد الرحمان الجزااائرية 30-07-12 10:38 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خواطر موحدة (المشاركة 205250)
جزاك الله خيرآ ..

وجــــزاك خيرا أخيتي الفاضلة خواطر موحدة ..

الراجيـــة عفو ربـــها 30-07-12 10:52 PM

بــــوركـــتي أختـــي الغاليــــة طرح رائع سلمت أناملك وأختيارك حرمك الله على النار وأذاقك الأنس به

* تقيــــــــــــــــــم*

راعي الهقوه 30-07-12 11:49 PM

جزاكِ الله خير الجزاء

احيي سنة تمت بدعة 31-07-12 03:14 AM

جزاك الله خيرا واثابك ونفع بك
موضوع قيم بوركتي

أم عبد الرحمان الجزااائرية 01-08-12 05:34 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الراجيــة عفــو الله (المشاركة 205815)
بــــوركـــتي أختـــي الغاليــــة طرح رائع سلمت أناملك وأختيارك حرمك الله على النار وأذاقك الأنس به

* تقيــــــــــــــــــم*

وفيك بارك الله أخيتي الفاضلة
سعيدة بمرورك الطيب
ألف شكر لك
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راعي الهقوه (المشاركة 205820)
جزاكِ الله خير الجزاء

وجزاك أخي الفاضل...شكرا لك
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احيي سنة تمت بدعة (المشاركة 205852)
جزاك الله خيرا واثابك ونفع بك
موضوع قيم بوركتي

حياااااااااك الله أخيتي الفااااااضلة أحيي سنة تمت بدعة
شكرااا على المرور الطيب....

أم الشهيد السلفية 02-08-12 01:54 AM

ليس غريبا عليكِ أختي الفاضلة انتقاء كل ماهو مهم ومفيد فلله دركِ هكذا عودتينا

جزاكِ الله الجنة ونعيمها

أم عبد الرحمان الجزااائرية 02-08-12 10:26 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم الشهيد السلفية (المشاركة 206134)
ليس غريبا عليكِ أختي الفاضلة انتقاء كل ماهو مهم ومفيد فلله دركِ هكذا عودتينا

جزاكِ الله الجنة ونعيمها

مشكـــــــــــورة أخيتي أم الشهيد ... نسأل الله الاخلاص والقبول ...
جزاك الله خيرا...

الشاهين 07-08-12 12:19 AM

بارك الله فيكم ووفقكم لكل خير .

وشكرا جزيلا لكم .

أم عبد الرحمان الجزااائرية 11-08-12 02:55 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو صالح_1 (المشاركة 206665)
بارك الله فيكم ووفقكم لكل خير .

وشكرا جزيلا لكم .

وفيكم بارك الله ...
وجزاكم الله خيرا...


الساعة الآن 09:44 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant