شبكــة أنصــار آل محمــد

شبكــة أنصــار آل محمــد (https://ansaaar.com/index.php)
-   بيت موسوعة طالب العلم (https://ansaaar.com/forumdisplay.php?f=27)
-   -   أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة (https://ansaaar.com/showthread.php?t=9857)

دآنـة وصآل 14-06-11 04:15 PM

أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة
 
الكتاب :


أعلام السنة المنشورة

لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة




المؤلف :



حافظ بن أحمد الحكمي

(المتوفى : 1377هـ)




تحقيق :



حازم القاضي




الطبعة : الثانية




الناشر :


وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

- المملكة العربية السعودية



تاريخ النشر :1422هـ


================


بسم الله الرحمن الرحيم






الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ، هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون ، وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون .





وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، أحد صمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون ، بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ، وربك يخلق ما يشاء ويختار ، ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون ، لا يسئل عما يفعل وهم يسألون .





وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون ، وعلى التابعين لهم بإحسان ، الذين لا ينحرفون عن السنة ولا يعدلون ، بل إياها يقتفون وبها يتمسكون وعليها يوالون ويعادون ، وعندها يقفون ، وعنها يذبون ويناضلون ، وعلى جميع من سلك سبيلهم وقفا أثرهم إلى يوم يبعثون .



أما بعد :





فهذا مختصر جليل نافع ، عظيم الفائدة جم المنافع ، يشتمل على قواعد الدين ، ويتضمن أصول التوحيد الذي دعت إليه الرسل وأنزلت به الكتب ، ولا نجاة لمن بغيره يدين ، ويدل ويرشد إلى سلوك المحجة البيضاء ومنهج الحق المستبين ،


شرحت فيه أمور الإيمان وخصاله ، وما يزيل جميعه أو ينافي كماله ، وذكرت فيه كل مسألة مصحوبة بدليلها ، ليتضح أمرها وتتجلى حقيقتها ويبين سبيلها ،





واقتصرت فيه على مذهب أهل السنة والإتباع ، وأهملت أقوال أهل الأهواء والابتداع ؛ إذ هي لا تذكر إلا للرد عليها ، وإرسال سهام السنة عليها ، وقد تصدى لكشف عوارها الأئمة الأجلة ، وصنفوا في ردها وإبعادها المصنفات المستقلة ، مع أن الضد يعرف بضده ويخرج بتعريف ضابطه وحده ،

فإذا طلعت الشمس لم يفتقر النهار إلى استدلال ،

وإذا استبان الحق واتضح فما بعده إلا الضلال ،

ورتبته على طريقة السؤال ليستيقظ الطالب وينتبه ، ثم أردفه بالجواب الذي يتضح الأمر به ولا يشتبه ،





وسميته




( أعلام السنة المنشورة ،



لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة )







والله أسأل أن يجعله ابتغاء وجهه الأعلى ، وأن ينفعنا بما علمنا ، ويعلمنا ما ينفعنا ، نعمة منه وفضلا ، إنه على كل شيء قدير






وبعباده لطيف خبير ، وإليه المرجع والمصير ، وهو مولانا فنعم المولى ونعم النصير .

دآنـة وصآل 14-06-11 04:17 PM

[ 1 ]




س : ما أول ما يجب على العباد ؟





جـ : أول ما يجب على العباد معرفة الأمر الذي خلقهم الله له ،

وأخذ عليهم الميثاق به ، وأرسل به رسله إليهم وأنزل به كتبه عليهم ،

ولأجله خلقت الدنيا والآخرة والجنة والنار ،

وبه حقت الحاقة ووقعت الواقعة ،

وفي شأنه تنصب الموازين وتتطاير الصحف ،

وفيه تكون الشقاوة والسعادة ،

وعلى حسبه تقسم الأنوار ،

ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور .




[ 2 ]




س : ما هو ذلك الأمر الذي خلق الله الخلق لأجله ؟



جـ : قال الله تعالى :

{ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ }


{ مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ } ،



وقال تعالى


{ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا } ،


وقال تعالى :


{ وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ

وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } ،



وقال تعالى :


{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } ، الآيات .

دآنـة وصآل 14-06-11 04:17 PM

[ 3 ]




س : ما معنى العبد ؟





جـ : العبد إن أريد به المعبد أي المذلل المسخر ،



فهو بهذا المعنى شامل لجميع المخلوقات من العوالم العلوية والسفلية :



من عاقل وغيره ، ورطب ويابس ، ومتحرك وساكن ،


وظاهر وكامن ، ومؤمن وكافر ، وبر وفاجر ، وغير ذلك .



الكل مخلوق لله عز وجل ، مربوب له ،


مسخر بتسخيره ، مدبر بتدبيره ،


ولكل منها رسم يقف عليه ، وحد ينتهي إليه ،


كل يجري لأجل مسمى لا يتجاوزه مثقال ذرة



{ ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ } ، وتدبير العدل الحكيم .




وإن أريد به العابد المحب المتذلل خص ذلك بالمؤمنين


الذي هم عباده المكرمون وأولياؤه المتقون


الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .








[ 4 ]






س : ما هي العبادة ؟






جـ : العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه



من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة


والبراءة مما ينافي ذلك ويضاده .







[ 5 ]







س : متى يكون العمل عبادة ؟






جـ : إذا أكمل فيه شيئان


وهما كمال الحب مع كمال الذل ،



قال تعالى : { وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ } ،



وقال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ } ،



وقد جمع الله تعالى بين ذلك في قوله :


{ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ


وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ } .


دآنـة وصآل 14-06-11 04:19 PM

[ 6 ]




س : ما علامة محبة العبد ربه عز وجل ؟



جـ : علامة ذلك ، أن يحب ما يحبه الله تعالى ويبغض ما يسخطه ،



فيمتثل أوامره ويجتنب مناهيه ،


ويوالي أولياءه ويعادي أعداءه ،


ولذا كان أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض فيه .





[ 7 ]





س : بماذا عرف العباد ما يحبه الله ويرضاه ؟




جـ : عرفوه بإرسال الله تعالى الرسل وإنزاله الكتب ،



آمرا بما يحبه الله ويرضاه ، ناهيا عما يكرهه ويأباه ،


وبذلك قامت عليهم حجته الدامغة ، وظهرت حكمته البالغة ،



قال الله تعالى :


{ رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ

لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ } ،



وقال تعالى :


{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي

يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } .







[ 8 ]






س : كم شروط العبادة ؟




جـ : ثلاثة :



الأول صدق العزيمة وهو شرط في وجودها ،



والثاني إخلاص النية ،



والثالث موافقة الشرع الذي أمر الله تعالى أن لا يدان إلا به ،



وهما شرطان في قبولها .


دآنـة وصآل 14-06-11 04:20 PM


[ 9 ]




س : ما هو صدق العزيمة ؟


جـ : هو ترك التكاسل والتواني

وبذل الجهد في أن يصدق قوله بفعله ،




قال الله تعالى :


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ


كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ } .






[ 10 ]






س : ما معنى إخلاص النية ؟






جـ : هو أن يكون مراد العبد بجميع أقواله وأعماله

الظاهرة والباطنة ابتغاء وجه الله تعالى ،





قال الله عز وجل :


{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ } ،


وقال تعالى :


{ وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى


إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى } ،


وقال تعالى :


{ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ

لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا } ،



وقال تعالى :


{ مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ


وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا

وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ } ،


وغيرها من الآيات .








[ 11 ]








س : ما هو الشرع الذي أمر الله تعالى أن لا يدان إلا به ؟







جـ : هي الحنيفية ملة إبراهيم عليه السلام ،




قال تبارك وتعالى :


{ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ } ،


وقال تعالى :


{ أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ

وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا } ،



وقال تعالى :


{ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ } ،


وقال تعالى :


{ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ

وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } ،



وقال تعالى :


{ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ

مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ } ،



وغيرها من الآيات .




دآنـة وصآل 14-06-11 04:23 PM


[ 12 ]






س : كم مراتب دين الإسلام ؟





جـ : هو ثلاث مراتب : الإسلام والإيمان والإحسان ،


وكل واحد منها إذا أطلق شمل الدين كله .







[ 13 ]





س : ما معنى الإسلام ؟




جـ : معناه الاستسلام لله بالتوحيد ،

والانقياد له بالطاعة ،

والخلوص من الشرك ،





قال الله تعالى :


{ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ } ،




وقال تعالى :


{ وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى } ،



وقال تعالى :


{ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ } .








[ 14 ]






س : ما الدليل على شموله الدين كله عند الإطلاق ؟







جـ : قال الله تعالى :





{ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ } ،



وقال النبي صلى الله عليه وسلم :



« بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ » (1) ،



وقال صلى الله عليه وسلم :


« أفضل الإسلام إيمان بالله » (2) .


وغير ذلك كثير .








==================


(1) رواه مسلم ( الإيمان / 232 ) ، والترمذي ( 2629 ) ،
وابن ماجه ( 3986 ، 3987 ) ، وغيرهم .


(2) رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ،
قال : « سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل ؟
قال : إيمان بالله . . » .


( الإيمان 135 ) ، ورواه أحمد ( 4 / 114 ) ،
وعبد الرزاق ( 11 / 127 ) من حديث عمرو بن عتبة .




دآنـة وصآل 14-06-11 04:29 PM

[ 15 ]





س : ما الدليل على تعريفه بالأركان الخمسة عند التفصيل ؟







جـ : قوله صلى الله عليه وسلم في حديث سؤال جبريل إياه عن الدين :



« الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ،


وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ،


وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا » (1)




، وقوله صلى الله عليه وسلم :


« بني الإسلام على خمس » (2) ،



فذكر هذه غير أنه قدم الحج على صوم رمضان


وكلاهما في الصحيحين .








[ 16 ]





س : ما محل الشهادتين من الدين ؟



جـ : لا يدخل العبد في الدين إلا بهما ،


قال الله تعالى :



{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ } ،



وقال النبي صلى الله عليه وسلم :


« أمرت أن أقاتل الناس


حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله

وأن محمدا عبده ورسوله » " (3) . الحديث ،


وغير ذلك كثير .





[ 17 ]





س : ما دليل شهادة أن لا إله إلا الله ؟






جـ : قول الله تعالى :


{ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ


قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } ،


وقوله تعالى :


{ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ } ،


وقوله تعالى :


{ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ } ،


وقوله تعالى :


{ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ } . الآيات ،


وقوله تعالى :


{ قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ


إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا } . الآيات ،


وغيرها .

==================

(1) رواه البخاري ( 50 ، 4777 ) ،
ومسلم ( الإيمان / 1 ، 5 ) ، وغيرهما .


(2) رواه البخاري ( 4514 ) ،
ومسلم ( الإيمان / 19 ) ، وغيرهما .


(3) رواه البخاري ( 25 ، 1399 ) ،
ومسلم ( الإيمان / 32 ، 33 ، 34 ، 35 ، 37 ) ، وغيرهما .

دآنـة وصآل 14-06-11 04:30 PM

[ 18 ]






س : ما معنى شهادة أن لا إله إلا الله ؟





جـ : معناها نفي استحقاق العبادة عن كل ما سوى الله تعالى

وإثباتها لله عز وجل وحده لا شريك له في عبادته ،

كما أنه ليس له شريك في ملكه ،



قال الله تعالى :



{ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ

وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ

وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } .







[ 19 ]






س : ما هي شروط شهادة أن لا إله إلا الله




التي لا تنفع قائلها - إلا باجتماعها فيه ؟






جـ : شروطها سبعة :


الأول : العلم بمعناها نفيا وإثباتا .


الثاني : استيقان القلب بها .


الثالث : الانقياد لها ظاهرا وباطنا .


الرابع : القبول لها فلا يرد شيئا من لوازمها ومقتضياتها .


الخامس : الإخلاص فيها .


السادس : الصدق من صميم القلب لا باللسان فقط .


السابع : المحبة لها ولأهلها ، والموالاة والمعاداة لأجلها .








[ 20 ]







س : ما دليل اشتراط العلم من الكتاب والسنة ؟





جـ : قول الله تعالى :




{ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ } ،

أي بلا إله إلا الله ،



{ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }

بقلوبهم معنى ما نطقوا به بألسنتهم ،




وقول النبي صلى الله عليه وسلم :



« من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة » " (1) .



==================

(1) رواه مسلم ( الإيمان / 43 ) .

دآنـة وصآل 14-06-11 04:31 PM

[ 21 ]






س : ما دليل اشتراط اليقين من الكتاب والسنة ؟





جـ : قول الله عز وجل :


{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا }


إلى قوله { أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } ،



وقول النبي صلى الله عليه وسلم :


« أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ،


لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة » (1) ،



وقال صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة :


« من لقيت وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله


مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة » (2) .


كلاهما في الصحيح .








[ 22 ]







س : ما دليل اشتراط الانقياد من الكتاب والسنة ؟




جـ : قال الله تعالى :



{ وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ


اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى } ،



وقال النبي صلى الله عليه وسلم :


« لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به » " (3) .





==================


(1) رواه مسلم ( الإيمان / 44 ، 45 ).


(2) رواه مسلم ( الإيمان / 52 ) .


(3) ( إسناده حسن إن شاء الله ) ، رواه الحسن بن سفيان في الأربعين له ،
ورواه الإمام البغوي في شرح السنة ( 1 / 213 ) ،


وتاريخ بغداد ( 4 / 369 ) من حديث عبد الله بن عمرو ، وإسناده ضعيف لضعف نعيم بن حماد ،
وقال ابن عساكر : وهو حديث غريب ، قال الألباني : يعني ضعيف ، اهـ .
( تعليقه على السنة لابن أبي عاصم 15 )

وقد صحح إسناده الإمام النووي ( ونعيم بن حماد يخطى كثيرا ، فقيه عارف بالفرائض ) ،

قال الحافظ : وقد تتبع ابن عدي ما أخطأ فيه وقال : باقي حديثه مستقيم .

وانظر ترجمة نعيم بن حماد في كتاب التنكيل جـ 1 ص 507 ،

وقال الحافظ أيضا : وقال أبو أحمد الحاكم : ربما يخالف في بعض حديثه ،

وقد مضى أن ابن عدي يتتبع ما وهم فيه فهذا أفضل القول فيه .

وقد ذكر الذهبي في الميزان ثمانية أحاديث
وكأنها أشد ما انتقد على نعيم ، وليس هذا الحديث منها .

دآنـة وصآل 14-06-11 04:31 PM

[ 23 ]






س : ما دليل اشتراط القبول من الكتاب والسنة ؟





جـ : قال الله تعالى في شأن من لم يقبلها :



{ احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ }


إلى قوله : { إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ }



{ وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ } . الآيات ،



وقال النبي صلى الله عليه وسلم :


« مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم

كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا


فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير ،


وكان منها أجادب أمسكت الماء

فنفع الله به الناس فشربوا وسقوا وزرعوا ،


وأصاب منها طائفة أخرى

إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ ،


فذلك مثل من فقه في دين الله

ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ،


ومثل من لم يرفع بذلك رأسا

ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به » . (1) .







[ 24 ]






س ما دليل اشتراط الإخلاص من الكتاب والسنة ؟





جـ : قال الله تعالى :


{ أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ } ،




وقال تعالى :


{ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ } .



وقال النبي صلى الله عليه وسلم :


« أسعد الناس بشفاعتي

من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه » (2) ،



وقال النبي صلى الله عليه وسلم :


« إن الله تعالى حرم على النار

من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله » " (3) .



==================


(1) رواه البخاري ( 79 ) ، ومسلم ( الفضائل / 15 ) ، وأحمد ( 4 / 399 ) .


(2) رواه البخاري ( 99 ) ، وأحمد ( 2 / 373 ).

(3) رواه البخاري ( 425 ) ، ومسلم ( مساجد / 263 ) .

دآنـة وصآل 14-06-11 04:33 PM

[ 25 ]






س : ما دليل الصدق من الكتاب والسنة ؟




جـ : قال الله تعالى :


{ الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ }


{ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } إلى آخر الآيات ،



وقال النبي صلى الله عليه وسلم :


« ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله

صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار » (1) ،



وقال للإعرابي الذي علمه شرائع الإسلام إلى أن قال :


« والله لا أزيد عليها ولا أنقص منها ،


فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" أفلح إن صدق » " (2) .







[ 26 ]





س : ما دليل اشتراط المحبة من الكتاب والسنة ؟




جـ : قال الله تعالى :


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ



فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } ،




وقال النبي صلى الله عليه وسلم :


« ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان :

أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ،

وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ،

وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه

كما يكره أن يقذف في النار » " (3) .






[ 27 ]




س : ما دليل الموالاة لله والمعاداة لأجله ؟





جـ : قال الله عز وجل




{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ




بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ }



إلى قوله : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا } إلى آخر الآيات ،



وقوله تعالى :


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ


إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ } الآيتين ،




وقال تعالى :



{ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ

يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ } الآية ،



وقال تعالى :


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ } إلى آخر السورة ،


وغير ذلك من الآيات .



==================

(1) رواه البخاري ( 128 ) ، ومسلم ( الإيمان / 53 ).

(2) رواه البخاري ( 46 ، 1891 ) ، ومسلم ( الإيمان / 8 ، 9 ،
وأحمد ( 1 / 162 ) ، وأبو داود ( 391 ) .

(3) رواه البخاري ( 16 ، 21 ، 6941 ) ، ومسلم ( الإيمان / 67 ، 68 ) .

دآنـة وصآل 14-06-11 04:34 PM

[ 28 ]





س : ما دليل شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟




جـ : قول الله تعالى :


{ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ


يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ } الآية ،


وقوله تعالى :


{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ


حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } ،


وقوله تعالى :


{ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ } ،


وغيرها من الآيات .







[ 29 ]





س : ما معنى شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟




جـ : هو التصديق الجازم من صميم القلب المواطئ لقول اللسان


بأن محمدا عبده ورسوله إلى كافة الناس إنسهم وجنهم


{ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا }


{ وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا }


فيجب تصديقه في جميع ما أخبر به من أنباء ما قد سبق وأخبار ما سيأتي ،


وفيما أحل من حلال وحرم من حرام ،


والامتثال والانقياد لما أمر به ،

والكف والانتهاء عما نهى عنه ،

واتباع شريعته والتزام سنته في السر والجهر

مع الرضا بما قضاه والتسليم له ،

وأن طاعته هي طاعة الله ومعصيته معصية الله ؛

لأنه مبلغ عن الله رسالته

ولم يتوفه الله حتى أكمل به الدين وبلغ البلاغ المبين

وترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها

لا يزيغ عنها بعده إلا هالك ،



وفي هذا الباب مسائل ستأتي إن شاء الله .








[ 30 ]





س : ما شروط شهادة أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم ،

وهل تقبل الشهادة الأولى بدونها ؟




جـ : قد قدمنا لك أن العبد لا يدخل في الدين إلا بهاتين الشهادتين

وأنهما متلازمتان ،

فشروط الشهادة الأولى هي شروط في الثانية ،



كما أنها هي شروط في الأولى .

دآنـة وصآل 14-06-11 04:35 PM

[ 31 ]





س : ما دليل الصلاة والزكاة ؟




جـ : قال الله تعالى :


{ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ } ،


وقال تعالى :


{ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ } ،


وقال تعالى :


{ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ


وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ } الآية ،


وغيرهما .






[ 32 ]





س : ما دليل الصوم ؟




جـ : قال الله تعالى :


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ } ،


وقال تعالى :


{ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ } الآيات ،



وفي حديث الأعرابي : أخبرني ما فرض الله عليّ من الصيام .


فقال : « شهر رمضان إلا أن تطوع شيئا » . الحديث .






[ 33 ]





س : ما دليل الحج ؟




جـ : قال الله تعالى :


{ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ } ،


وقال تعالى :


{ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا } ،



وقال النبي صلى الله عليه وسلم :


« إن الله تعالى كتب عليكم الحج » (1) . الحديث في الصحيحين ،


وتقدم حديث جبريل وحديث :


« بني الإسلام على خمس » (2) ،


وغيرها كثير .



==================

(1) رواه مسلم ( الحج / 412 ) ،

وأحمد ( 1 / 371 ، 2 / 508 ) .

(2) تقدم تخريجه .

دآنـة وصآل 14-06-11 04:36 PM

[ 34 ]




س : ما حكم من جحد واحدا منها أو أقر به واستكبر عنه ؟



جـ : يقتل كفرا كغيره من المكذبين والمستكبرين مثل إبليس وفرعون .








[ 35 ]






س : ما حكم من أقر بقواعد الإسلام الخمس


ثم تركها لنوع تكاسل أو تأويل ؟




جـ : أما الصلاة فمن أخرها عن وقتها بهذه الصفة فإنه يستتاب ،


فإن تاب وإلا قتل حدا



لقوله تعالى :


{ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ } ،


وحديث :


« أمرت أن أقاتل الناس » (1) . الحديث وغيره ،



وأما الزكاة فإن كان مانعها ممن لا شوكة له


أخذها الإمام منه قهرا ونكله بأخذ شيء من ماله ؛



لقوله صلى الله عليه وسلم :


« ومن منعها فإنا آخذوها وشطر ماله معها » (2) . الحديث ،


وإن كانوا جماعة ولهم شوكة وجب على الإمام قتالهم حتى يؤدوها


للآيات والأحاديث السابقة وغيرها ،


وفعله أبو بكر والصحابة رضي الله عنهم أجمعين .



وأما الصوم فلم يرد فيه شيء ولكن يؤدبه الإمام أو نائبه بما يكون زجرا له ولأمثاله .



وأما الحج فكل عمر العبد وقت له لا يفوت إلا بالموت ،



والواجب فيه المبادرة ، وقد جاء الوعيد الأخروي في التهاون فيه ،


ولم ترد فيه عقوبة خاصة في الدنيا .



==================

(1) رواه البخاري ( 25 ، 1399 ) ، ومسلم ( الإيمان / 32 ، 37 ) .


(2) ( حسن ) رواه أبو داود ( 1575 ) ، والنسائي ( 2292 ) أ ، ( 2297 ) أ ،
وابن الجارود ( 174 ) ، والحاكم ( 1 / 398 ) ، والبيهقي ( 4 / 105 ) ،
وأحمد ( 4 / 2 ، 4 ) من طرق عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده ،

وقد قال الحاكم : صحيح الإسناد . ووافقه الذهبي ،

وقد حسن الحديث الشيخ الألباني للخلاف المعروف على بهز بن حكيم ،


وقال الشافعي : ليس بحجة ، وهذا الحديث لا يثبته أهل العلم بالحديث ولو ثبت لقلنا به ،


وكان الشافعي قد قال به في مذهبه القديم ثم رجع عن ذلك في الجديد ،



أما عن شرح مسألة « أخذ نصف ماله معه » فقد تقرر عن كثير من علماء الأمة

أن الغلول في الصدقة والغنيمة لا يوجب غرامة في المال .



ولذلك فإنهم اتجهوا إلى تأويل هذا الحديث بما يلي :


( 1 ) أن الحديث منسوخ ،
ورد ذلك بأن دعوى النسخ غير مقبولة إلا مع وجود الدليل على ذلك
مع العلم بتاريخ الأسبق ، وهذا غير محقق في مسألتنا .


( 2 ) أن الحديث فيه وهم قد وقع في سياق متنه

وأن الصحيح « فإنا آخذوها من شطر ماله » أي يجعل ماله شطرين فيتخير عليه المصدق
ويأخذ الصدقة من خير الشطرين عقوبة لمنعه الزكاة ، فأما ما لا يلزمه فلا .


( 3 ) أن الحديث صحيح ويجب أن يؤخذ به على ظاهره ،

وأنه قد ثبت عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في شرعية العقوبات المالية لم يثبت نسخها بحجة .


( 4 ) أن الحديث ضعيف باعتبار أن بهزا لا يحتج به ،

وقد ذهب إلى ذلك بعض العلماء وخالفهم آخرون ،


والقول الثاني هو الأقرب عندنا ،


والله تعالى أعلم .

دآنـة وصآل 14-06-11 04:37 PM

[ 36 ]




س : ما هو الإيمان ؟




جـ : الإيمان قول وعمل :


قول القلب واللسان ،


وعمل القلب واللسان والجوارح ،


ويزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ،


ويتفاضل أهله فيه .






[ 37 ]





س : ما الدليل على أنه قول وعمل ؟



جـ : قال الله تعالى :


{ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ } . الآية ،


وقال تعالى :


{ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ } .


وهذا معنى الشهادتين اللتين لا يدخل العبد في الدين إلا بهما ،


وهي من عمل القلب اعتقادا

ومن عمل اللسان نطقا لا تنفع إلا بتواطئهما ،




وقال تعالى :

{ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ }


يعني صلاتكم إلى بيت المقدس قبل تحويل القبلة ،
سمى الصلاة كلها إيمانا ،


وهي جامعة لعمل القلب واللسان والجوارح ،


وجعل النبي صلى الله عليه وسلم الجهاد وقيام ليلة القدر


وصيام رمضان وقيامه وأداء الخمس وغيرها من الإيمان ،



وسئل النبي صلى الله عليه وسلم


« أي الأعمال أفضل ؟


قال : " إيمان بالله ورسوله » " (1) .




==================


(1) رواه البخاري ( 26 ، 1519 ) ، ومسلم ( الإيمان / 135 ) .


الساعة الآن 04:16 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant