شبكــة أنصــار آل محمــد

شبكــة أنصــار آل محمــد (https://ansaaar.com/index.php)
-   البيــت العـــام (https://ansaaar.com/forumdisplay.php?f=32)
-   -   من دُرَر... إمامىّ الهدى ومُجددىّ الملة ::أُعجـــــوبتىّ الفُقــــــــهاء::.... مُتجدد (https://ansaaar.com/showthread.php?t=32436)

أبو بلال المصرى 27-10-13 01:25 PM

من دُرَر... إمامىّ الهدى ومُجددىّ الملة ::أُعجـــــوبتىّ الفُقــــــــهاء::.... مُتجدد
 
~من دُرَر... إمامىّ الهدى ومُجددىّ الملة ::أُعجــــــــــــــــــــــــوبتىّ الفُقــــــــــــــــــــــــــــــهاء:: ~

مع نبذة من تراجمهما وثناء العلماء عليهما

مٌتجـــــــــــــــدد


----------------------------------
شيخ الإسلام بن تيمية وشيخ الإسلام ابن القيم .....رحمهما الله


http://www.al-wed.com/pic-vb/52.gif


قال الإمام المربى** الجبل** البحر الذاخر **ابن القيم رحمه الله


----------------------------------

::::: معــــــــــــــــــــــــــنى التوكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ل :::::

http://www.al-wed.com/pic-vb/52.gif




فإن قلت : ما معنى التوكل؟
قلت : هو حال ينشأ عن معرفته بالله وتفرده بالخلق والتدبير، والضر ،والنفع ،والعطاء ،والمنع، وأنه ما شاء كان وإن لم يشأ الناس ، وما لم يشأ لم يكن وإن شاء الناس، فيوجب له هذا إعتماداً عليه وتفويضاً إليه وطمانينة به وثقة به ويقيناً بكفايته لما توكل عليه فيه وأنه ملىٌّ به ، ولا يكون إلا بمشيئته ،شاءه الناس أم أبوه،فتشبه حالته حال الطفل مع أبويه فيما ينوبه من رغبة ورهبة هما مليّان به ، فانظر فى تجرد قلبه إلى غير أبويه،وحبس همه على إنزال ما ينوبه بهما، فهذا حال التوكل، فمن كان هكذا مع الله ، فالله كافيه ولابد
قال تعالى ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه) أى كافيه والحسب الكافى .... مدارج السالكين
وقال مرة يخلع قلبه من الأسباب ... لا يعتمد عليها


http://www.al-wed.com/pic-vb/52.gif

:::::ـــــــــــــــــــــــــــــــــ النعـــــــــــــــــــــــــــيم لا يـــــــــــــــــــــــدرك بالنــــــــــــــــــــــــــعيم والزهد فى الدنيا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ:::::

http://www.al-wed.com/pic-vb/52.gif


قال الإمام ابن القيم رحمه الله

في كتابه [ مفتاح دار السعادة ]

" المصالح والخيرات واللذات والكمالات كلها لا تنال إلا بحظ من المشقة ولا يعبر إليها إلا على جسر من التعب وقد
أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم وإن من آثر الراحة فاتته الراحة وإن بحسب ركوب الأهوال
وإحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة فلا فرحة لمن لا هم له ولا لذة لمن لا صبر له ولا نعيم لمن لا شقاء له ولا راحة
لمن لا تعب له بل إذا تعب العبد قليلا استراح طويلا وإذا تحمل مشقة الصبر ساعة قاده لحياة الأبد

http://www.al-wed.com/pic-vb/52.gif


وكل ما فيه أهل النعيم المقيم فهو صبر ساعة والله المستعان ولا قوة إلا بالله
وقال....
(لا تتم الرغبة في الآخرة إلا بالزهد في الدنيا)


ولا يستقيم الزهد في الدنيا إلا بعد نظرين صحيحين:


النظر في الدنيا وسرعة زوالها وفنائها واضمحلالها ونقصها وخسّتها, وألم المزاحمة عليها والحرص عليها, وما في ذلك من الغصص والنغص والأنكاد,


وآخر ذلك الزوال والانقطاع مع ما يعقب من الحسرة والأسف,


فطالبها لا ينفك من هم قبل حصولها وهم في حال الظفر بها, وغم وحزن بعد فواتها.


فهذا أحد النظرين.



(النظر الثاني) في الآخرة وإقبالها ومجيئها ولا بد, ودوامها وبقائها, وشرف ما فيها من الخيرات والمسرات والتفاوت الذي بينه وبين ما ها هنا


فهي كما قال سبحانه:{ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى } الأعلى 17.


فهي خيرات كاملة دائمة, وهذه خيالات ناقصة منقطعة مضمحلة.


فإذا تم له هذان النظران آثر ما يقتضي العقل إيثاره, وزهد فيما يقتضي الزهد فيه.


فكل أحد مطبوع على أن لا يترك النفع العاجل واللذة الحاضرة إلى النفع الآجل واللذة الغائبة المنتظرة, إلا إذا تبين له فضل الآجل على العاجل وقويت رغبته في الأعلى الأفضل فإذا آثر الفاني الناقص كان ذلك إما لعدم تبين الفضل

وإما لعدم رغبته في الأفضل.



وكل واحد من الأمرين يدل على ضعف الإيمان وضعف العقل والبصيرة.


فإن الراغب في الدنيا الحريص عليها المؤثر لها إما أن يصدّق بأن ما هناك أشرف وأفضل وأبقى, وإما أن لا يصدّق, فإن لم يصدق بذلك كان عادما للإيمان رأسا, وإن صدّق بذلك ولم يؤثره كان فاسد العقل سيء الاختيار لنفسه.


وهذا تقسيم حاضر ضروري لا ينفك العبد من أحد القسمين منه.


فإيثار الدنيا على الآخرة إما من فساد الإيمان, وإما من فساد العقل.


وما أكثر ما يكون منهما.


http://www.al-wed.com/pic-vb/52.gif


ولهذا نبذها رسول الله صلى الله عليه وسلم وراء ظهره هو وأصحابه وصرفوا عنها قلوبهم, وأطرحوها ولم يألفوها, وهجروها ولم يميلوا إليها, وعدّوها سجنا لا جنّة.



فزهدوا فيها حقيقة الزهد, ولو أرادوها لنالوا منها كل محبوب ولوصلوا منها إلى كل مرغوب.


فقد عرضت عليه مفاتيح كنوزها فردّها, وفاضت على أصحابه فآثروا بها ولم يبيعوا حظهم من الآخرة بها, وعلموا أنها معبر وممر لا دار مقام ومستقر, وأنها دار عبور لا دار سرور, وأنها سحابة صيف تنقشع عن قليل, وخيال طيف ما استتم الزيارة حتى آذن بالرحيل.


قال النبي صلى الله عليه وسلم: " مالي وللدنيا, إنما أنا كراكب قال في ظل شجرة ثم راح وتركها"


أخرجه الترمذي في الزهد 4\508(2377), وابن ماجه وأحمد.


وقال:" ما الدنيا في الآخرة إلا كما يدخل أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بما ترجع".


أخرجه مسلم في الجنة 4\2193 رقم 55 [2858], والترمذي وابن ماجه.



وقال خالقها سبحانه:


{ إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ *


وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ }

يونس 24,25,



فأخبر عن خسة الدنيا وزهد فيها, وأخبر عن دار السلام ودعا إليها. كتاب الفوائد
وقال مرة... من تعلق بشيء عُذب به

يتبع......

أبو بلال المصرى 27-10-13 01:27 PM

كلام رائع لشيخى الإسلام فى ذم من قرأ القرآن وصرف همته لإقامة الحروف دون التدبر والوسوسة فى إخراج الحروف.



http://www.al-wed.com/pic-vb/52.gif



قال الإمام العلامة ابن القيم رحمه الله
واحتج أرباب هذا القول بأن المقصود من القراءة فهمه وتدبره والفقه فيه والعمل به ,
وتلاوته وحفظه وسيلة الى معانيه,
كما قال بعض السلف (نزل القرآن ليعمل به , فاتخذوا تلاوته عملا ً)
ولهذا كان أهل القرآن هم العالمون به والعاملون بما فيه وان لم يحفظوه عن ظهر قلب
وأما
من حفظه ولم يفهمه ولم يعمل بما فيه فليس من أهله وإن أقام حروفه إقامة السهم
زاد المعاد الجزء الاول




http://www.al-wed.com/pic-vb/52.gif




وقال في إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان: فصل: ومن ذلك الوسوسة في مخارج الحروف والتنطع فيها، ونحن نذكر ما ذكره العلماء بألفاظهم: قال أبو الفرج بن الجوزى: قد لبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف فتراه يقول: الحمد، الحمد، فيخرج بإعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة، وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد في إخراج ضاد المغضوب، قال: ولقد رأيت من يخرج بصاقه مع إخراج الضاد لقوة تشديده، والمراد تحقيق الحرف حسب. وإبليس يخرج هؤلاء بالزيادة عن حد التحقيق، ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوة، وكل هذه الوساوس من إبليس ـ ثم ختم ابن القيم ـ رحمه الله ـ الفصل بقوله: ومن تأمل هدي رسول الله صلى الله تعالى وآله وسلم وإقراره أهل كل لسان على قراءتهم تبين له أن التنطع والتشدق والوسوسة في إخراج الحروف ليس من سنته.

http://www.al-wed.com/pic-vb/52.gif



قال أٌعجوبة دهره شيخ الإسلام ابن تيمية :
(( ولا يجعل همته فيما حجب به أكثر الناس من العلوم عن حقائق القرآن إما بالوسوسة فى خروج حروفه وترقيقها وتفخيمها وإمالتها والنطق بالمد الطويل والقصير والمتوسط وغير ذلك فإن هذا حائل للقلوب قاطع لها عن فهم مراد الرب من كلامه وكذلك شغل النطق ب أأنذرتهم وضم الميم من عليهم ووصلها بالواو وكسر الهاء أو ضمها ونحو ذلك وكذلك مراعاة النغم وتحسين الصوت مجموع الفتاوى )) (16\50) .


http://www.al-wed.com/pic-vb/52.gif


يتبع .........

أبو بلال المصرى 27-10-13 01:27 PM

استقامة القلب :
قال ابن القيم :
" فاستقامة القلب بشيئين :
أحدهما : أن تكون محبة الله تعالى تتقدم عنده على جميع المحاب ، فإذا تعارض حب الله تعالى وحب غيره ، سبق حب الله تعالى حب ما سواه ، فترتب على هذا مقتضاه ، وما أسهل هذا بالدعوى ، وما أصعبه بالفعل ، فعند الامتحان يكرم المرء أو يهان ...
وقد قضى الله تعالى قضاء لا يرد ولا يدفع ، أن من أحب شيئا سواه عذب به ولابد ، وأن من خاف غيره سلطه عليه ، وأن من اشتغل بشيء غيره كان شؤما عليه ، ومن آثر غيره عليه لم يبارك فيه ، ومن أرضى غيره بسخطه أسخطه عليه ولابد .
الأمر الثاني :
الذي يستقيم عليه القلب : تعظيم الأمر والنهي ، وهو ناشىء عن تعظيم الآمر الناهي ، فإن الله تعالى ذم من لا يعظم أمره ونهيه ، وقال عز وجل :
{مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً } [نوح:13]
قالوا في تفسيرها : ما لكم لا تخافون لله تعالى عظمة ً...
فعلامة التعظيم للأوامر :
1-رعاية أوقاتها وحدودها .
2- والتفتيش على أركانها وواجباتها وكمالها .
3-والحرص على تحينها في أوقاتها .
4-والمسارعة إليها عند وجوبها .
5-والحزن والكآبة والأسف عند فوت حق من حقوقها .

ومثل ابن القيم للأمر بمثال وهو الصلاة ، وقال :
فكثير من العلماء يقول :
لا صلاة له وهو بارد القلب .
فصلاة بلا خشوع ولا حضور كبدن ميت لا روح فيه ، أفلا يستحي العبد أن يهدي إلى مخلوق مثله عبدا ميتا ! .. فما ظن العبد أن تقع تلك الهدية ممن قصده بها ...
ولهذا لا يقبلها الله تعالى منه .. ، ولا يثيبه عليها ، فإنه ليس للعبد من صلاته إلا ما عقل منها.
وينبغي أن يعلم أن سائر الأعمال تجري هذا المجرى ، فتفاضل الأعمال عند الله تعالى بتفاضل ما في القلوب من الإيمان ....

وقال ابن القيم :
وقد يقوى العمل ويتزايد ، حتى يستلزم ظهور بعض أثره على العبد في الدنيا في الخير والشر كما هو مشاهد بالبصر والبصيرة .
قال ابن عباس :
" إن للحسنة ضياء في الوجه ، ونورا في القلب ، وقوة في البدن ، وسعة في الرزق ، ومحبة في قلوب الخلق ، وإن للسيئة سوادا في الوجه ، وظلمة في القلب ، ووهنا فب البدن ، ونقصا في الرزق ، وبغضة في قلوب الخلق "

يتبع.......

أبو بلال المصرى 27-10-13 01:28 PM

فضل الذكر لابن القيم من كتابه "الوابل الصيب".


عن معاذ بن جبل http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif قال: قال رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم } قالوا: بلى يا رسول الله. قال: { ذكر الله عز وجل } [رواه أحمد].



ولا ريب أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وغيرهما، وجلاؤه بالذكر، فإنه يجلوه حتى يدعه كالمرآة البيضاء. فإذا ترك الذكر صدئ، فإذا ذكره جلاه.
و صدأ القلب بأمرين: بالغفلة والذنب، وجلاؤه بشيئين: بالاستغفار والذكر.
قال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُط http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الكهف:28].
فإذا أراد العبد أن يقتدي برجل فلينظر: هل هو من أهل الذكر، أو من الغافلين؟ وهل الحاكم عليه الهوى أو الوحي؟ فإن كان الحاكم عليه هو الهوى وهو من أهل الغفلة، وأمره فرط، لم يقتد به، ولم يتبعه فإنه يقوده إلى الهلاك.

ثم ذكر أربع وستين فائدة للذكر ننقل منها خمسة عشر



من فوائد الذكر

وفي الذكر نحو من مائة فائدة.
إحداها: أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره.
الثانية: أنه يرضي الرحمن عز وجل.
الثالثة: أنه يزيل الهم والغم عن القلب.
الرابعة: أنه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط.
الخامسة: أنه يقوي القلب والبدن.
السادسة: أنه ينور الوجه والقلب.
السابعة: أنه يجلب الرزق. الثامنة: أنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة.
التاسعة: أنه يورثه المحبة التي هي روح الإسلام.
العاشرة: أنه يورثه المراقبة حتى يدخله في باب الإحسان.
الحادية عشرة: أنه يورثه الإنابة، وهي الرجوع إلى الله عز وجل
الثانية عشرة: أنه يورثه القرب منه.
الثالثة عشرة: أنه يفتح له باباً عظيماً من أبواب المعرفة.
الرابعة عشرة: أنه يورثه الهيبة لربه عز وجل وإجلاله.
الخامسة عشرة: أنه يورثه ذكر الله تعالى له، كما قال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [البقرة:152].

أرواح تهيـــــــــــــــــــــــــــــم حول العرش.......... وأخرى تحـــــــــــــــــــــــوم حول الحش


قال الامام ابن القيم صليت مرة الفجر خلف شيخ الاسلام ابن تيمية
فظل يذكر الله حتى انتصف النهار
ثم التفت الى وقال
هذه غدوتى لو لم أتغدى غدوتى سقطت قوتى.
تعريفات هامة
انتصف النهار: فى عرف الفقهاء
قبل الظهر بوقت يسير
الغدوة : طعام أول النهار

يتبع ....

أبو بلال المصرى 27-10-13 02:45 PM

كلام رائع لشيخ الإسلام حول تعذيب من تعلق بالدنيا ولذة الإفتقار إلى الله

ومنهم من وجد حقيقة الإخلاص والتوكل على الله واللإلتجاء إليه والإستعانة به وقطع التعلق بما سواه وجرب من نفسه أنه إذا تعلق بالمخلوقين ورجاهم وطمع فيهم أن يجلبوا له منفعة أو يدفعوا عنه مضره فإنه ُيخذل
من جهتهم ولا يحصل مقصوده


......إلى أن قال وإذا توجه إلى الله بصرف الإفتقار إليه واستعان به مخلصاً له الدين أجاب دعاءه وأزال ضره وفتح له أبواب الرحمة
بل من اتبع هواه فى مثل الرئاسة وتعلقه بالصور الجميلةأو جمعه للمال يجد فى أثناء ذالك من الهموم والأحزان والآلآم وضيق الصدر ما لا يعبر عنه وربما لا يطاوعه قلبهعلى ترك الهوى
ولا يحصل له ما يسره بل هو فى خوف وحزن دائماً


من أقواله
الذكر للقلب كالسمك للماء أرأيت ماذا يحدث لو خرج السمك من الماء
نبذه عن شيخ الإسلام
كان يمهل أعداءه ثلاث سنين أن يأتوا بحرف عن السلف خلاف ما يقول يرجع اليه
سأله بعض الناس عن أحاديث فقال ليست فى شيء من كتب المسلمين
قال الامام المزى ما رأت عينى مثله ولا رأى هو مثل نفسه
رجل لكل العصور
قال بن الزملكانى

ماذا يقول الواصفون له *** وصفاته جلّت عن الحصر
هو حجة لله قاهرة *** هو بيننا أعجوبة الدهر
هو آية للخلق ظاهرة *** أنوارها أربت على الفجر


وقال ابن دقيق العيد رحمه الله : (لما اجتمعت بابن تيمية رأيت رجلاً
العلوم كلها بين عينيه، يأخذ منها ما يريد، ويدع ما يريد) .

رحمه الله.......
يتبع.....


أبو بلال المصرى 28-10-13 11:09 AM

خطورة الحزن والهم وقتلهما لقلب المسلم



ولا تهنوا ولا تحزنوا

إهداء للمحزون المسلم

لا تبتأس أبداً

قال العلامة الإمام بن القيم رحمه الله
...
إعلم أن الحزن من عوارض الطريق، ليس من مقامات الإيمان ولا من منازل السائرين. ولهذا لم يأْمر الله به فى موضع قط ولا أَثنى عليه، ولا رتب عليه جزاء ولا ثواباً، بل نهى عنه فى غير موضع كقوله تعالى: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ}* [آل عمران: 139]، وقال تعالى: {وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِى ضِيقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ}* [النحل: 127]، وقال تعالى: {فَلا تأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ}* [المائدة: 26]، وقال: {إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعنَا}* [التوبة: 40]، فالحزن هو بلية من البلايا التى نسأَل الله دفعها وكشفها، ولهذا يقول أهل الجنة: {الْحَمْدُ للهِ الَّذِى أَذْهَبَ عَنَّا الْحزَن}* [فاطر: 34]، فحمده على أن أذهب عنهم تلك البلية ونجاهم منها.

وفى الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول فى دعائه: ((اللَّهم إنى أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين وغلبة الرجال)).

فاستعاذ صلى الله عليه وسلم من ثمانية أشياء كل شيئين منها قرينان: فالهم والحزن قرينان، وهما الألم الوارد على القلب، فإن كان على ما مضى فهو الحزن، وإن كان على ما يستقبل فهو الهم. فالألم الوارد إن كان مصدره فوت الماضى أثر الحزن، وإن كان مصدره خوف الآتى أثر الهم. والعجز والكسل قرينان، فإن تخلف مصلحة العبد وبعدها عنه إن كان من عدم القدرة فهو عجز، وإن كان من عدم الإرادة فهو كسل والجبن والبخل قرينان، فإن الإحسان يفرح القلب ويشرح الصدر ويجلب النعم ويدفع النقم، وتركه يوجب الضيم والضيق ويمنع وصول النعم إليه، فالجبن ترك الإحسان بالبدن، والبخل ترك الإحسان بالمال، [وضلع الدين وغلبة الرجال] قرينان، فإن القهر والغلبة الحاصلة للعبد إما منه وإما من غيره، وإن شئت قلت: إما بحق وإما بباطل من غيره.

والمقصود أن النبى صلى الله عليه وسلم جعل الحزن مما يستعاذ منه. وذلك لأن الحزن يضعف القلب ويوهن العزم، ويضر الإرادة، ولا شيء أحب إلى الشيطان من حزن المؤمن، قال تعالى: {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا}* [المجادلة: 10]، فالحزن مرض من أمراض القلب يمنعه من نهوضه وسيره وتشميره، والثواب عليه ثواب المصائب التى يبتلى العبد بها بغير اختياره، كالمرض والألم ونحوهما، وأما أن يكون عبادة مأْموراً بتحصيلها وطلبها فلا، ففرق بين ما يثاب عليه العبد من المأمورات، وما يثاب عليه من البليات. ولكن يحمد فى الحزن سببه ومصدره ولازمه لا ذاته، فإن المؤمن إما أن يحزن.. على تفريطه وتقصيره خدمة ربه وعبوديته، وأما أن يحزن على تورّطه فى مخالفته ومعصيه وضياع أيامه وأوقاته.

وإنما الحزن كل الحزن لمن فاته الله، فمن حصل الله له فعلى أى شيء يحزن؟ ومن فاته الله فبأَى شيء يفرح؟ قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا}* [يونس: 58]، فالفرح بفضله ورحمته تبع للفرح به سبحانه.


فالمؤمن يفرح بربه أعظم من فرح كل أحد بما يفرح به: من حبيب أو حياة، أو مال، أو نعمة، أو ملك. يفرح المؤمن بربه أعظم من هذا كله، ولا ينال القلب حقيقة الحياة حتى يجد طعم هذه الفرحة والبهجة، فيظهر سرورها فى قلبه ومضرتها فى وجهه، فيصير له حال من حال أهل الجنة حيث لقّاهم الله نضرة وسروراً.
وقال

...ولما كان الحزن والهم والغم يضاد حياة القلب واستنارته سأل أن يكون ذهابها بالقرآن فانها أحرى أن لا تعود وأما اذا ذهبت بغير القرآن من صحة أو دنيا أو جاه أو زوجة أو ولد فانها تعود بذهاب ذلك والمكروه الوارد على القلب ان كان من أمر ماض أحدث الحزن وإن كان من مستقبل أحدث الهم وان كان من أمر حاضر أحدث الغم والله أعلم

كلام لشيخ الإسلام يجعلك تستعذب العذاب فى طاعة الله وما يصيبك من الكفار والمنافقين



لكم رب كريم لا يعجزه شيء فى تبتأسوا ولا تيأسو فأنتم مأجورون على كل حال الأجر العظيم على قدر الإخلاص



فعلى قدر الشدة يكون الأجر


قال شيخ الإسلام ابن تيمية
فى الفتاوى المباركة


والذين يؤذون على الإيمان وطاعة الله ورسوله ويحدث لهم بسبب ذالك حرج

** مرض ** حبس **

فراق وطن ** أهل ** مال ** ضرب ** شتم ** نقص رياسة ** مال



هم على طريق الأنبياء فهؤلاء يثابون على ما يؤذون به ويكتب لهم عمل صالح


إنشره أيها الموفق فخير الأعمال سرور تدخله على أخيك المسلم


أبو بلال المصرى 01-11-13 03:20 PM

قال طبيب القلوب فارس السلوك إلى الله إمام الهدى ابن القيم
تعليقاً على قول الله تعالى

(قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىظ° يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ غ— وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ )
فأصل العبادة محبة الله بل إفراده بالمحبة
وأن يكون الحب كله لله
فلا يحب معه سواه وإنما يحب لأجله وفيه .... فهى تتحقق باتباع أمره واجتناب نهيه ولهذا جعل الله اتباع رسوله علماً عليها ودل على أن متابعة الرسول هى حب الله ورسوله وطاعة أمره ولا يكفى ذالك فى العبودية
حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما


فلا يكون شيء أحب إليه من الله ورسوله قال تعالى

(قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىظ° يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ غ— وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ )
فكل من قدم طاعة أحد من هؤلاء على طاعة الله ورسوله أو قول أحد منهم على قول الله أو مرضاة أحد على مرضاة الله ورسوله أو خوف أحد منهم ورجاءه والتوكل عليه على خوف الله ورجائه والتوكل عليه أو معاملة أحدهم على معاملة الله فهومِمَن ليس الله ورسوله أحب إليه مما سواهما
الكتاب المذهل المتحف....
مدارج السالكين


أبو بلال المصرى 08-11-13 01:12 PM

من كلم بن القيم رحمه الله

**** القلوب المتعلقة بالشهوات محجوبة عن الله بقدر تعلقها بها.

**** القلوب آنية الله في أرضه، فأحبه إليه أرقها، وأصلبها، وأصفاها.

****خرابُ القلب من الأمن والغفلة، وعمارتُه من الخشية والذكر.

**** من وطن قلبه عند ربه سكن واستراح، ومن أرسله في الناس اضطرب واشتد به القلق.
يتبع

أبو بلال المصرى 10-11-13 03:58 PM

http://www.saaid.net/Doat/gamdi/1-1.jpg

حفيدة عائش 11-11-13 01:01 AM

بارك الله فيك على هذهـ الفوائد .

أم الشهيد السلفية 11-11-13 03:39 PM

http://www.hamsatq.com/kleeja/upload...3862251671.gif

أبو بلال المصرى 12-11-13 06:04 PM

قال بن القيم



****إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله، وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله، وإذا أنِسُوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله.

**** الصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة؛ فإنها إما أن توجب ألماً وعقوبةً، وإما أن تقطع لذة أكمل منها، وإما تضيع وقتاً إضاعته حسرة وندامة، وإما أن تثلم عرضاً توفيره أنفع للعبد من ثلمه، وإما أن تذهب مالاً بقاؤه خير له من ذهابه، وإما أن تضع قدراً وجاهاً قيامُه خير من وضعه، وإما أن تسلب نعمة بقاؤها ألذ و أطيب من قضاء الشهوة، وإما أن تطرق لوضيع إليك طريقاً لم يكن يجدها قبل ذلك، وإما أن تجلب هماً، وغماً، وحزناً، وخوفاً لا يقارب لذة الشهوة، وإما أن تنسي علماً ذكره ألذ من نيل الشهوة، وإما أن تشمت عدواً، أو تحزن ولياً، وإما أن تقطع الطريق على نعمة مقبلة، وإما أن تحدث عيباً يبقى صفة لا تزول؛ فإن الأعمال تورث الصفات، والأخلاق.

أبو بلال المصرى 22-11-13 05:59 PM

قال شيخ الإسلام بن تيمية ...


(( من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية ))


(( أعظم الكرامــة لزوم الاستقامــة ))


(( بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين ))


(( إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة ))


(( الخوف المحمود ما حجزك عن المحرمات ))


((الزهــد ترك ما لا ينفع في الآخــرة ))


(( فالمؤمن إذا كانت له نية أتت على عامة أفعاله وكانت المباحات من صالح أعماله لصلاح قلبه ونيته ))


(( المحبوس من حُبس قلبه عن ربه والمأسور من أسره هواه ))

أبو بلال المصرى 08-12-13 03:58 PM

قال شيخ الإسلام رحمه الله:
"وحُبُّك الشيء يُعمي ويُصِمُّ
والإنسان مجبول على محبة نفسه، فلا يرى إلا محاسنها
ومبغض لخصمه، فلا يرى إلا مساوئه
وهذا الجهل غالبه مقرون بالهوى والظلم، فإن الإنسان ظلوم جهول.
"


ورحم الله الإمام بن القيم حين قال شيخ الإسلام حبيب إلينا والحق أحب إلينا منه.

تعبنا من كثرة الإختلاف
هذه قاعدة ذهبية للحكم على الرجال واختلاف المجاهدين مع بعضهم يخضع لهذه القاعدة
لا إفراط ولا تفريط

قال شيخ الإسلام بن تيمية ...رحمه الله
"المؤمن الكامل يُحب من كل وجه والكافر يُبغض من كل وجه وإذا اجتمع في الرجل الواحد خير وشر ،وفجور وطاعة،ومعصية وسنة وبدعة:استحق من الموالاة والثواب بقدر مافيه من الخير،واستحق من المعادات والعقاب بحسب ما فيه من الشر ،فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الإكرام والإهانة،فيجتمع له من هذا وهذا ،كاللص الفقير تقطع يده لسرقته،ويعطى من بيت المال ما يكفيه لحاجته.28/209.


وقال

"وليس للقلوب سرور ولا لذة تامة إلا في محبة الله والتقرب إليه".مجموع الفتاوى 28/32.
" كلما قوي التوحيد في قلب العبد قوي إيمانه وطمأنينته وتوكله ويقينه".28/35.


أبو بلال المصرى 23-01-14 10:31 PM

قال الإمام بن القيم رحمه الله
الصــبــر عن المعصيــة ينشأ من أسبــاب عديدة :

1- علـــم العــبـــد بقــبــحــهــا ورذالتهــا ودناءتـهــا .

2 - الحيـــاء من الله ، فإن العبد متى علم بنظره إليه استحي من ربه .

3 _ مراعـاة نعمه عليك وإحسانـه إليك ، فإن الذنوب تزيل النعم .

4_ خـــوف الله وخشــيتــه وعقابــــــه .

5 _ محبة الله ، وهي من أقوى الأسباب في الصبر عن مخالـفته ومعاصيه .

6_ شرف النفس وزكاؤهـا وفضلها أن تختار الأسباب التي تحطها وتضع قدرها .

7_ قـــوة العلـم بسوء عاقبــة المعصيــة وقبح أثرهــا

8 _ قصـــر الأمــل وعلمــه بسرعــة انتـقالـه .

9_ مجانبة الفضول في مطعمه ومشربـه وملبسه ومنامـه واجتماعه بالناس .

10 - ثبات شجرة الإيمـان في القلب ، فصبر العبد عن المعاصي بحسب قوة إيمانه .

أبو بلال المصرى 23-01-14 10:35 PM

الإمام ابن القيم رحمه الله

قصــــر الأمــل

وهو العلم بقرب الرحيـــل وسرعــة انقضــــاء مدة الحيـــاة وهو من أنفع الأمور للقلب

فهــو يبعث على انتهــــــــاز الفرص

ويزهــــــــــــد في الدنيـــا

ويرغــب في الآخــــــــــــــرة

ويكفي في قصر الأمـــل

قوله تعالى : كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشيــة أو ضحاهــا

وخطب عليه الصلاة والسلام أصحابه يوماً والشمس على رؤوس الجبال فقال

إنه لم يبق من الدنيا فيما مضى منها إلا كما يبقى من يومكم هذا فيما مضى منه

وقصر الأمــل بـــنـــاؤه على أمـــــرين

أولاً : تيقــن زوال الدنـــيـــا

ثانياً : تيقــن لقاء الآخــرة ودوامهــا

أبو بلال المصرى 07-02-14 03:25 PM


شيخ الإسلام ابن تيمية

من شأن أهل البدع :
أنهم يبتدعون أقوالا يجعلونها واجبة في الدين،
بل يجعلونها من الإيمان الذي لا بد منه ،
ويكفرون من خالفهم فيها،
ويستحلون دمه كفعل الخوارج والجهمية والرافضة والمعتزلة وغيرهم.

وأهل السنة لا يبتدعون قولا ،
ولا يكفرون من اجتهد فأخطأ،
وإن كان مخالفا لهم مكفرا لهم مستحلا لدمائهم،
كما لم تكفر الصحابة الخوارج،
مع تكفيرهم لعثمان وعلي ومن والاهما،
واستحلالهم لدماء المسلمين المخالفين لهم .



أبو بلال المصرى 10-02-14 04:50 PM

قال العلامة ابن القيم

- من أحب شيئاً أكثر من ذكره بقلبه ولسانه ، ولهذا أمر الله عباده بذكره على جميع الأحوا ل .

- من آفات النظر : أنه يورث الحسرات والزفرات والحرقات .

- إن أفضل نعيم الآخرة وأجله وأعلاه على الإطلاق هو : النظر إلى وجه الرب جل جلاله .

- فإن اللسان لا يسكت البتة : فإما لسان ذاكر ، وإما لسان لاغ ولا بد من أحدهما .

- ومقت النفس في ذات الله من صفات الصديقين ، يدنو العبد به من الله سبحانه في لحظة واحدة أضعاف ما يدنــو به بالعمل .

- علامات السعادة والفلاح : أن العبد كلما زيد في علمه زيد في تواضعه ورحمتــــه .

- قوله ( إن العلماء ورثة الأنبياء ) هذا من أعظـم المناقب لأهل العلم ، فإن الأنبياء خير خلق الله ، فورثتهم خير الخلق بعدهـم .

- الخلطة ، والتمني ، والتعلق بغير الله ، والشبع ، والمنام ، فهذه الخمسة من أكبر مفسدات القلب .

أبو بلال المصرى 01-05-14 01:27 AM

وقال ابن القيم -رحمه الله-:
إن الله سبحانه إذا أراد بعبده خيرًا أنساه رؤية طاعاته ورفعها من قلبه ولسانه، فإذا ابتلى بذنب جعله نصب عينيه، ونسى طاعته وجعل همه كله بذنبه، فلا يزال ذنبه أمامه، إن قام أو قعد، أو غدا أو راح، فيكون هذا عين الرحمة في حقه،
كما قال بعض السلف: إن العبد ليعمل الذنب فيدخل به الجنة، ويعمل الحسنة فيدخل بها النار، قالوا: وكيف ذلك؟ قال: يعمل الخطيئة لا تزال نصب عينيه، كلما ذكرها بكى وندم وتاب واستغفر وتضرّع وأناب إلى الله، وذلّ له وانكسر وعمل لها أعمالاً فتكون سبب الرحمة في حقه، ويعمل الحسنة فلا تزال نصب عينيه يمنّ بها، ويراها، ويعتدّ بها على ربه وعلى الخلق، ويتكبر بها ويتعجب من الناس كيف لا يعظمونه ويكرمونه ويجلونه عليها، فلا تزال هذه الأمور به حتى تقوى عليه آثارها فتدخله النار .
فعلامة السعادة ان تكون حسنات العبد خلف ظهره وسيئاته نصب عينيه وعلامة الشقاوة ان يجعل حسناته نصب عينيه وسيئاته خلف ظهره والله المستعان
مفتاح دار السعادة (1/297)

أبو بلال المصرى 02-05-14 03:55 PM

قال الإمام بن القيم رحمه الله ... فى كتابه عدة الصابيرين

بعد كلام متحف نافع ماتع

......كما قال الصحابة رضى الله عنهم ،ابتلينا بالضراء فصبرنا وابتلينا بالسراء فلم نصبر ، والنعمة بالفقر والمرض وقبض الدنيا وأسبابها ، وأ
ذى الخلق قد يكون أعظم النعمتين ( أى أعظم من الغنى والشرف والعلو والجاه) وفرض الشكر عليها أوجب من الشكر على أضادها .
قال النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح
(أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون إن كان أحدهم ليبتلى بالفقر حتى ما يجد أحدهم إلا عبائته التى يحويها وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء ) رواه بن ماجه وسنده على شرط مسلم
و
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ ، عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ، وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ ، وَكَانَ جُرَيْجٌ رَجُلًا عَابِدًا فَاتَّخَذَ صَوْمَعَةً ،..........قال ، وَبَيْنَا صَبِيٌّ يَرْضَعُ مِنْ أُمِّهِ ، فَمَرَّ رَجُلٌ رَاكِبٌ عَلَى دَابَّةٍ فَارِهَةٍ وَشَارَةٍ حَسَنَةٍ ، فَقَالَتْ أُمُّهُ : اللَّهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَ هَذَا ، فَتَرَكَ الثَّدْيَ وَأَقْبَلَ إِلَيْهِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيِهِ فَجَعَلَ يَرْتَضِعُ ، قَالَ : فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَحْكِي ارْتِضَاعَهُ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ فِي فَمِهِ ، فَجَعَلَ يَمُصُّهَا ، قَالَ : وَمَرُّوا بِجَارِيَةٍ وَهُمْ يَضْرِبُونَهَا وَيَقُولُونَ زَنَيْتِ سَرَقْتِ وَهِيَ ، تَقُولُ : حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، فَقَالَتْ أُمُّهُ : اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهَا ، فَتَرَكَ الرَّضَاعَ وَنَظَرَ إِلَيْهَا ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا ، فَهُنَاكَ تَرَاجَعَا الْحَدِيثَ ، فَقَالَتْ حَلْقَى مَرَّ رَجُلٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ ، فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهُ ، فَقُلْتَ : اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ، وَمَرُّوا بِهَذِهِ الْأَمَةِ وَهُمْ يَضْرِبُونَهَا ، وَيَقُولُونَ : زَنَيْتِ سَرَقْتِ ، فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهَا ، فَقُلْت : اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا ، قَالَ : إِنَّ ذَاكَ الرَّجُلَ كَانَ جَبَّارًا ، فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ، وَإِنَّ هَذِهِ يَقُولُونَ لَهَا زَنَيْتِ ، وَلَمْ تَزْنِ ، وَسَرَقْتِ ، وَلَمْ تَسْرِقْ ، فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا "متفق عليه

أبو بلال المصرى 19-05-14 03:51 PM

الزهد فى الدنيا وسبب الخطايا هو ...
لابن القيم رحمه الله .... فى كتابه المتحف عدة الصابرين

قال ...

أما توحيد المطلوب أن لا يتعلق طلبه وارادته بغير الله وما يقرب اليه ويدنى منه وأما توحيده فى الطلب أن يستأصل الطلب والارادة نوازع الشهوات وجواذب الهوى وتسكن الارادة فى أقطار النفس فتملأها فلا يدع فيها فضلا لغير الانجذاب الى جانب الحق جل جلاله فتتمحض الارادة له ومتى تمحضت كان الزهد لصاحبها ضرورة فإنه يفرغه لعمارة وقته وجمع قلبه على ماهو بصدده وقطع مواد طمعه اللاتى هى من أفسد شئ للقلب بل اصل المعاصى والفساد والفجور كله من الطمع فالزهد يقطع مواده ويفرغ البال ويملأ القلب ويستحث الجوارح ويذهب الوحشة التى بين العبد وبين ربه ويجلب الانس به ويقوى الرغبة فى ثوابه إن ضعف عن الرغبة فى قربه والدنو منه وذوق حلاوة معرفته ومحبته فالزاهد أروح



الناس بدنا وقلبا فإن كان زهده وفراغه من الدنيا قوة له فى إرادة الله والدار الآخرة بحيث فرغ قلبه لله وجعل حرصه على التقرب إليه وشحه على وقته أن يضيع منه شئ فى غير ما هو أرضى الله وأحب اليه كان من أنعم الناس عيشا واقرهم عينا وأطيبهم نفسا وأفرحهم قلبا فإن الرغبة فى الدنيا تشتت القلب وتبدد الشمل وتطيل الهم والغم والحزن فهى عذاب حاضر يؤدى الى عذاب منتظر أشد منه وتفوت على العبد من النعم اضعاف ما يروم تحصيله بالرغبه فى الدنيا


وكما أن الرغبة فى الدنيا أصل المعاصىالظاهرة فهى اصل معاصى القلب من التسخط والحسد والكبر والفخر والخيلاء والتكاثر وهذا كله من امتلاء القلب بها لا من كونها فى اليد وامتلاء القلب بها ينافى الشكر ورأس الشكر تفريغ القلب منها وامتداد المال كامتداد العمر والجاه فخيركم فى الدنيا من طال عمره وحسن عمله فهكذا من امتد ماله وكثر به خيره فنعم المرء وماله وجاهه اما أن يرفعه درجات واما أن يضعه درجات


أبو بلال المصرى 19-05-14 10:37 PM

قال
وانما تحصل الهموم والغموم والأحزان من جهتين احداهما الرغبة فى الدنيا والحرص عليها والثانى التقصير فى أعمال البر والطاعة
قال عبد الله بن أحمد حدثنى بيان بن الحكم حدثنا محمد بن حاتم عن بشر بن الحارث قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن ليث عن الحكم قال قال رسول الله اذا قصر العبد بالعمل ابتلاه الله عز و جل بالهم


أبو بلال المصرى 28-06-14 10:23 PM

غداً رمضان تقبل الله منا ومنكم وكل عام وأنتم بخير

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه ما أتى على المسلمين شهر خير لهم من رمضان، -أي: أقسم أبو هريرة بما حلف به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم- ولا أتى على المنافقين شهر شر لهم من رمضان، وذلك لما يعد المؤمنون فيه من القوة للعبادة، وما يعد فيه المنافقون من غفلات الناس وعوراتهم، هو غنم للمؤمن يغتنمه الفاجر).

أبو بلال المصرى 09-08-14 11:23 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم الشهيد السلفية (المشاركة 238141)

بارك الله فيكم

أبو بلال المصرى 24-08-14 08:49 PM

قال شيخ الإسلام ((ومن قال فى بعض البدع أنها حسنة فإنما ذالك إذا قام دليل على أنها مستحبة فأما ما ليس بمستحب ولا واجب فلا يقول أحد من المسلمين أنها من الحسنات التى يتقرب بها إلى الله ))انتهى

يقول هذا لعموم قول النبى صلى الله عليه وسلم ((كل بدعة ضلالة))
وقال فى موضع أخر (( المواظبة على عبادة لم يواظب عليها الرسول صلى الله عليه وسلم بدعة بالإتفاق))

أبو بلال المصرى 02-01-15 02:17 PM

قال ابن القيم

ذكر الله تعالى يجلب الرزق، ويكسب المهابة والحلاوة، ويعطي الذاكر قوة، حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يظن فعله بدونه/


وقال

( إن العبد ليأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها عليه كلها , ويأتي بسيئات أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها من كثرة ذكر الله تعالى وما اتصل به ).

أبو بلال المصرى 01-01-19 01:54 AM

وقال

حب الدنيا والمال وطلبـه أصـل كل سيئـة .


أبو بلال المصرى 01-01-19 01:55 AM

شيخ الإسلام ابن تيمية

قال رحمه الله : "وكلما كان اتبع لمحمد  كان أعظم توحيداً لله و إخلاصاً له في الدين و إذا بعد عن متابعته نقص من دينه بحسب ذلك فإذا أكثر بعده عنه ظهر فيه من الشرك والبدع مالا يظهر فيمن هو أقرب منه إلى اتباع الرسول  " .
مجموع الفتاوى 17 / 498 .
وقال رحمه الله : " اللذة والفرحة والسرور وطيب الوقت والنعيم الذي لا يمكن التعبير عنه ، إنما هو في معرفة الله سبحانه وتعالى وتوحيده والإيمان به "
مجموع الفتاوى 28 / 30 .
وقال رحمه الله : " من تمام محبة الله ورسوله بغض من حاد الله ورسوله "
مجموع الفتاوى 8 / 362 .

أبو بلال المصرى 01-01-19 01:56 AM

قال بن القيم رحمه الله

فالحاسـد عـدو النعـم .

- الشيطان أعظم ما يتحكم من الإنسان إذا ملأ بطنه من الطعام
- الصبر كما تقدم نوعان : اختياري واضطراري ، والاختياري أكمل من الاضطراري ، فإن الاضطراري يشترك فيه الناس ويتأتى ممن لا يتأتى منه الصبر الاختياري ، ولذلك كان صبر يوسف الصديق عن مطاوعة امرأة العزيز ، وصبره على ما ناله في ذلك من الحبس والمكروه أعظم من صبره على ما ناله من إخوته لما ألقوه في الجب ، وفرقوا بينه وبين أبيه وباعوه بيع العبيد . عدة الصابرين :



- الشيطان يأمر بسبعين باباً من أبواب الخير ، إما ليتوصل بها إلى باب واحد من أبواب الشر ، وإما ليفوت بها خيراً أعظم من تلك السبعين باباً وأجل وأفضل . بدائع الفوائد : 1/ 505

- لا شيء أنفـع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر . مفتاح دار السعادة 1 : 554

- قوله تعالى { ألهاكم التكاثر } فكل من شغله وألهاه التكاثر بأمر من الأمور عن الله والدار والآخرة فهو داخل في حكم هذه الآيـة .

عدة الصابرين :

- ولهذا كان الصبر عن معاصي اللسان والفرج من أصعب أنواع الصبر لشدة الداعي إليهما وسهولتهما . عدة الصابرين :

أبو بلال المصرى 01-01-19 01:56 AM

وقال
فمتى كان المال في يدك وليس في قلبك لم يضرك ولو كثر ، ومتى كان في قلبك ضرك ولو لم يكن في يدك منه شيء . مدارج السالكين : 1: 463

أبو بلال المصرى 01-01-19 01:57 AM

وقال

**فـــوائــــد غـــض الــبــصـــــر**

قال ابن القيم وفي غض البصــر فوائــد

أحدها : تخليـص القلب من ألـــم الحسرة ، فمن أطلق نظره دامت حسرته

ثانيا : أنه يورث القلب نوراً وإشراقاً يظهر في العين وفي الوجــه وفي الجوارح

ثالثا : أنه يورث صحة الفراســة فإنها من النور وثمراتـــه .

رابعا : أنه يورث قــوة القلب وثباتــه وشجاعتـه .

خامسا : أنه يفتــح له طرق العلـم وأبوابــه ويسهل عليه أبوابــه

سادسا : أنه يخلص القلب من أسـر الشهــوة فإن الأسير أسير الشهوة

سابعا : أنه يخلص القلب من سكر الشهوة ورقــــدة الغــفلــة

قال بعض السلف : إن الذي يخالف هواه يفرق الشيطان من ظله

المرجع : روضة المحبين ص : 94 .
.................................................. ...........

أبو بلال المصرى 01-01-19 01:57 AM

إخلاص العمل
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه الفذ مدارج السالكين
فصل قال صاحب المنازل الإخلاص : تصفية العمل من كل شوب
أي لا يمازج عمله ما يشوبه من شوائب إرادات النفس : إما طلب التزين في قلوب الخلق وإما طلب مدحهم والهرب من ذمهم أو طلب تعظيمهم أو طلب أموالهم أو خدمتهم ومحبتهم وقضائهم حوائجه أو طلب محبتهم له أو غير ذلك من العلل والشوائب التي عقد متفرقاتها : هو إرادة ما سوى الله بعمله كائنا ما كان قال : وهو على ثلاث درجات الدرجة الأولى : إخراج رؤية العمل عن العمل والخلاص من طلب العوض على العمل والنزول عن الرضى بالعمل
يعرض للعامل في عمله ثلاث آفات : رؤيته وملاحظته وطلب العوض عليه ورضاه به وسكونه إليه
ففي هذه الدرجة يتخلص من هذه البلية فالذي يخلصه من رؤية عمله : مشاهدته لمنة الله عليه وفضله وتوفيقه له وأنه بالله لا بنفسه وأنه إنما أوجب عمله مشيئة الله لا مشيئته هو كما قال تعالى http://www.dd-sunnah.net/forum/images/smilies/frown.gif وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين )
فههنا ينفعه شهود الجبر وأنه آلة محضة وأن فعله كحركات الأشجار وهبوب الرياح وأن المحرك له غيره والفاعل فيه سواه وأنه ميت والميت لا يفعل شيئا وأنه لو خلي ونفسه لم يكن من فعله الصالح شيء البتة فإن النفس جاهلة ظالمة طبعها الكسل وإيثار الشهوات والبطالة وهي منبع كل شر ومأوى كل سوء وما كان هكذا لم يصدر منه خير ولا هو من شأنه
فالخير الذي صدر منها : إنما هو من الله وبه لا من العبد ولا به كما قال تعالى http://www.dd-sunnah.net/forum/images/smilies/frown.gif ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكى من يشاء) وقال أهل الجنة (الحمد لله الذي هدانا لهذا) وقال تبارك وتعالى لرسوله صلى الله عليه و سلم(ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا) وقال تعالى : (ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم..) الآية
فكل خير في العبد فهو مجرد فضل الله ومنته وإحسانه ونعمته وهو المحمود عليه فرؤية العبد لأعماله في الحقيقة كرؤيته لصفاته الخلقية : من سمعه وبصره وإدراكه وقوته بل من صحته وسلامة أعضائه ونحو ذلك فالكل مجرد عطاء الله ونعمته وفضله
فالذي يخلص العبد من هذه الآفة : معرفة ربه ومعرفة نفسه والذي يخلصه من طلب العوض على العمل : علمه بأنه عبد محض والعبد لا يستحق على خدمته لسيده عوضا ولا أجرة إذ هو يخدمه بمقتضى عبوديته فما يناله من سيده من الأجر والثواب تفضل منه وإحسان إليه وإنعام عليه لا معاوضة إذ الأجرة إنما يستحقها الحر أو عبد الغير فأما عبد نفسه فلا
والذي يخلصه من رضاه بعمله وسكونه إليه : أمران :
أحدهما : مطالعة عيوبه وآفاته وتقصيره فيه وما فيه من حظ النفس ونصيب الشيطان فقل عمل من الأعمال إلا وللشيطان فيه نصيب وإن قل وللنفس فيه حظ سئل النبيعليه الصلاة والسلام عن التفات الرجل في صلاته فقال : هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد
فإذا كان هذا التفات طرفة أو لحظة فكيف التفات قلبه إلى ما سوى الله هذا أعظم نصيب الشيطان من العبودية
وقال ابن مسعود لا يجعل أحدكم للشيطان حظا من صلاته يرى أن حقا عليه : أن لا ينصرف إلا عن يمينه فجعل هذا القدر اليسير النزر حظا ونصيبا للشيطان من صلاة العبد فما الظن بما فوقه وأما حظ النفس من العمل : فلا يعرفه إلا أهل البصائر الصادقون
الثاني : علمه بما يستحقه الرب جل جلاله : من حقوق العبودية وآدابها الظاهرة والباطنة وشروطها وأن العبد أضعف وأعجز وأقل من أن يوفيها حقا وأن يرضى بها لربه فالعارف لا يرضى بشيء من عمله لربه ولا يرضى نفسه لله طرفة عين ويستحيي من مقابلة الله بعمله
فسوء ظنه بنفسه وعمله وبغضه لها وكراهته لأنفاسه وصعودها إلى الله : يحول بينه وبين الرضى بعمله والرضى عن نفسه
وكان بعض السلف يصلي في اليوم والليلة أربعمائة ركعة ثم يقبض على لحيته ويهزها ويقول لنفسه : يا مأوى كل سوء وهل رضيتك لله طرفة عين
وقال بعضهم : آفة العبد رضاه عن نفسه ومن نظر إلى نفسه باستحسان
شيء منها فقد أهلكها ومن لم يتهم نفسه على دوام الأوقات فهو مغرور.
انتهى كلامه يرحمه الله

أبو بلال المصرى 01-01-19 01:58 AM

ومن خلقه الله للنار لم تزل هداياها تأتيه من الشهوات.
*إبن القيم


من خلقه الله للجنّة لم تزل هداياها تأتيه من المكاره,
*إبن القيم

أبو بلال المصرى 01-01-19 01:58 AM

قال بن القيم رحمه الله...... شؤم المعصية

قلّة التوفيق
وفساد الرأي,
وخفاء الحق,
وفساد القلب,
وخمول الذكر,
وإضاعة الوقت,
ونفرة الخلق,
والوحشة بين العبد وبين ربّه,
ومنع إجابة الدعاء, وقسوة القلب,
ومحق البركة في الرزق والعمر,
وحرمان العلم,
ولباس الذل,
وإهانة العدو,
وضيق الصدر,
والابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب ويضيعون الوقت,
وطول الهم والغم,
وضنك المعيشة,
تتولّد من المعصية والغفلة عن ذكر الله,
كما يتولّد الزرع عن الماء,
والإحراق عن النار
وأضداد هذه تتولّد عن الطاعة.

أبو بلال المصرى 01-01-19 02:01 AM

اقوال ابن تيمية




قال
ما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب، والبعد عن الله.

وقال
لو كان كل ما اختلف مسلمان في شيء تهاجرا لم يبق بين المسلمين عصمة ولا أخوة

أبو بلال المصرى 01-01-19 02:02 AM

تلاعب الشيطان بالمسلم ومكائده وتلبيس فتن الشبهات عليه لتضليله لشيخ الإسلام ا بن تيمية وابن القيم

قال الله تعالى إخبارا عن عدوه إبليس : فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين [ الأعراف: 17 ]

قال طبيب القلوب ابن القيم بتصرف ....
فى كتاب إغاثة اللهفان من مكائد الشيطان


ومن مكايده أنه يسحر العقل دائما حتى يكيده، ولا يسلم من سحره إلا من شاء الله، فيزين له الفعل الذى يضره حتى يخيل إليه أنه من أنفع الأشياء، وينفر من الفعل الذى هو أنفع الأشياء له، حتى يخيل له أنه يضره، فلا إله إلا الله. كم فتن بهذا السحر من إنسان، وكم حال به بين القلب وبين الإسلام والإيمان والإحسان؟ وكم جلا الباطل وأبرزه فى صورة مستحسنة، وشنع الحق وأخرجه فى صورة مستهجنة؟ فهو الذى سحر العقول حتى ألقى أربابها فى الأهواء المختلفة والآراء المتشعبة، وسلك بهم فى سبل الضلال كل مسلك وألقاهم من المهالك فى مهلك بعد مهلك،


فالأقوال الباطلة مصدرها وعد الشيطان وتمنيه، فإن الشيطان يمنى أصحابها الظفر بالحق وإدراكه، ويعدهم الوصول إليه من غير طريقه، فكل مبطل فله نصيب من قوله: {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلا غُرُوراً} [النساء: 120].


ومن كيده العجيب: أنه قيم النفس، (أى إستشمها) حتى يعلم أى القوتين تغلب عليها: قوة الإقدام والشجاعة، أم قوة الانكفاف والإحجام والمهانة؟.


فإن رأى الغالب على النفس المهانة والإحجام أخذ فى تثبيطه وإضعاف همته وإرادته عن المأمور به، وثقله عليه، فهون عليه تركه، حتى يتركه جملة، أو يقصر فيه ويتهاون يه.
وإن رأى الغالب عليه قوة الإقدام وعلو الهمة أخذ يقلل عنده المأمور به، ويوهمه أنه لا يكفيه، وأنه يحتاج معه إلى مبالغة وزيادة فيقصر بالأول ويتجاوز بالثانى، كما قال بعض السلف: "ما أمر الله سبحانه بأمر إلا وللشيطان فيه نزغتان: إما إلى تفريط وتقصير، وإما إلى مجاوزة وغلوّ. ولا يبالى بأيهما ظفر".
وقد اقتطع أكثر الناس إلا أقل القليل فى هذين الواديين: وادى التقصير، ووادى المجاوزة والتعدى. والقليل منهم جدا الثابت على الصراط الذى كان عليه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وأصحابه.
فقوم قصر بهم عن الإتيان بواجبات الطهارة، وقوم تجاوز بهم إلى مجاوزة الحد

وكذلك قصر بقوم فى حق الأنبياء وورثتهم حتى قتلوهم، وتجاوز بآخرين حتى عبدوهم.

وقصر بقوم فى خلطة الناس حتى اعتزلوهم فى الطاعات، كالجمعة والجماعات والجهاد وتعلم العلم، وتجاوز بقوم حتى خالطوهم فى الظلم والمعاصى والآثام.

وكذلك قصر بقوم حتى منعهم من الاشتغال بالعلم الذى ينفعهم، وتجاوز بآخرين حتى جعلوا العلم وحده هو غايتهم دون العمل به.

وقوم قصر بهم عن إخراج الواجب من المال، وقوم تجاوز بهم حتى أخرجوا جميع ما فى أيديهم وقعدوا كَلا على الناس، مستشرفين إلى ما بأيديهم.

وقوم قصر بهم عن تناول ما يحتاجون إليه من الطعام والشراب واللباس حتى أضروا بأبدانهم وقلوبهم، وقوم تجاوز بهم حتى أخذوا فوق الحاجة فأضروا بقلوبهم وأبدانهم.

وقصر بآخرين حتى زين لهم ترك سنة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم من النكاح فرغبوا عنه بالكلية، وتجاوز بآخرين حتى ارتكبوا ما وصلوا إليه من الحرام.

وقصر بقوم حتى أهملوا أعمال القلوب ولم يلتفتوا إليها وعدوها فضلا، أو فضولا، وتجاوز بآخرين حتى قصروا نظرهم وعملهم عليها، ولم يلتفتوا إلى كثير من أعمال الجوارح،
وهذا باب واسع جداً لو تتبعناه لبلغ مبلغا كثيراً، وإنما أشرنا إليه أدنى إشارة.

....طفق قلمه السيال رحمه الله ينضح بفصول من تلاعب الشيطان ببنى آدم ...فليراجع

... قال...

(إن الشيطان ملحاح بطيء اليأس، وهو يترصد للمؤمن ويقعد له في طريق سيره إلى الله ثم ينصب له فخاخاً وأشراكا، لا يتدلى إلى الأدنى إلا إذا عجز عن الأعلى، فيبدأ له بنصب فخ الشرك والكفر فإن نجا منه، نصب له شَرك البدعة، فإن جاوزه أعد له شَبكة الكبائر، فإن تخطاه أعد له شَرك الصغائر، فإن نجا شغله بالمباح، فإن عجز ترصد وكمن له في عقبة العبادات المفضولة، فشغله بها وحسنها بعينه وزينها له و أراه ما فيها من الفضل والربح ليشغله بها عما هو أفضل منها وأعظم كسباً وربحا، لأنه لمّا عجز عن تخسيره أصل الثواب طمع في تخسيره كماله وفضله ودرجاته العالية، فشغله بالمرضي عن الأرضى له، فيشغله بطلب علم الكفاية عن فرض العين من الجهاد، ويزين له جهاد الدعوة وقد انفتح باب جهاد السيف على مصراعيه).



ومن كيده للإنسان
:
أنه يورده الموارد التى يخيل إليه أن فيها منفعته، ثم يُصْدِرهُ المصادر التى فيها عطبه، ويتخلى عنه ويسلمه ويقف يشمت به،


بإختصار شديد من كتاب إغاثة اللهفان التى لا غنى لمسلم عنه



قال شيخ الإسلام مجموع الفتاوى مجلد 14
بتصرف....

فالعبد كما أنه فقير إلى اللّه دائماً ـ فى إعانته وإجابة دعوته وإعطاء سؤاله وقضاء حوائجه ـ فهو فقير إليه فى أن يعلم ما يصلحه وما هو الذي يقصده ويريده،.....إلى أن قال ...ولكن هذا المجمل لا يغنيه إن لم يحصل له هدى مفصل فى كل ما يأتيه ويذره من الجزئيات التى يحار فيها أكثر عقول الخلق، ويغلب الهوى والشهوات أكثر عقولهم لغلبة الشهوات والشبهات عليهم .
والإنسان خلق ظلوما جهولا، فالأصل فيه عدم العلم وميله إلى ما يهواه من الشر، فيحتاج دائماً إلى علم مفصل يزول به جهله، وعدل فى محبته وبغضه ورضاه وغضبه وفعله وتركه وإعطائه ومنعه وأكله وشربه ونومه ويقظته، فكل ما يقوله ويعمله يحتاج فيه إلى علم ينافى جهله، وعدل ينافى ظلمه، فإن لم يمن الله عليه بالعلم المفصل والعدل المفصل وإلا كان فيه من الجهل والظلم ما يخرج به عن الصراط المستقيم،

فحاجة العبد إلى سؤال هذه الهداية ضرورية فى سعادته ونجاته وفلاحه، بخلاف حاجته إلى الرزق والنصر، فإن الله يرزقه، فإذا انقطع رزقه مات، والموت لابد منه، فإذا كان من أهل الهدى به كان سعيداً قبل الموت وبعده، وكان الموت موصلا إلى السعادة الأبدية، وكذلك النصر إذا قدر أنه غلب حتى قتل فإنه يموت شهيداً، وكان القتل من تمام النعمة، فتبين أن الحاجة إلى الهدى أعظم من الحاجة إلى النصر والرزق، بل لا نسبة بينهما؛ لأنه إذا هدي كان من المتقين { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ } [ الطلاق : 2، 3 ] ، وكان ممن ينصر الله ورسوله، ومن نصر الله نصره الله، وكان من جند الله، وهم الغالبون؛ ولهذا كان هذا الدعاء هو المفروض .(أى:: اهدنا الصراط المستقيم)

ومن موانع قبول العبد الهدى وتمكن الشيطان من إضلاله
قال..
...وسبب عدم هذا العلم والقول عدم أسبابه ،من النظر التام ، والإستماع التام لآيات الحق وإعلامه.


وسبب عدم النظر والإستماع : إما عدم المقتضى فيكون عدماً محضاً ، وإما وجود مانع من الكبر أو الحسد فى النفس (والله لا يحب كل مختال فخور)....
رحمهما الله ...


أبو بلال المصرى 01-01-19 02:03 AM

أرواح تهيم حول العرش .. إسرح فى فضاء عظمة الله مع بن القيم


أرواح تهيم حول العرش____وأخرى تحوم حول الحُش
منقول من موضوع الأخ الحبيب أبا فراس

قال الإمام العلامة شيخ الإسلام طبيب القلوب
ابن القيم رحمه الله تعالى في الفوائد ص 54 - 55:



" عظمته سبحانه وتعالى



تأمّل خطاب القرآن تجد ملكا له الملك كله, وله الحمد كله

أزمّة الامور كلها بيده, ومصدرها منه, ومردّها اليه,

مستويا على سرير ملكه, لا تخفى عليه خافية في أقطار مملكته,

عالما بما في نفوس عبيده, مطّلعا على أسرارهم وعلانيتهم,

منفردا بتدبير المملكة, يسمع ويرى, يمنع ويعطي,

ويثيب ويعاقب, ويكرم ويهين, يخلق ويرزق,

ويميت ويحيي, ويقدر ويقضي ويدبّر.



الأمور نازلة من عنده دقيقها وجليلها, وصاعدة إليه

لا تتحرّك ذرّة إلا باذنه, ولا تسقط ورقة إلا بعلمه.



فتأمّل كيف تجده يثني على نفسه,

ويمجّد نفسه, ويحمد نفسه,

وينصح عباده, ويدلّهم على ما فيه سعادتهم وفلاحهم,

ويرغّبهم فيه, ويحذّرهم مما فيه هلاكهم,


ويتعرّف إليهم بأسمائه وصفاته, ويتحبب إليهم بنعمه وآلائه,

فيذكّرهم بنعمه عليهم, ويأمرهم بما يستوجبون به تمامها,

ويحذّرهم من نقمه

ويذكّرهم بما أعد لهم من الكرامة إن أطاعوه,

وما أعد لهم من العقوبة إن عصوه,

ويخبرهم بصنعه في أوليائه وأعدائه,

وكيف كانت عاقبة هؤلاء,


ويثني على أوليائه بصالح أعمالهم, وأحسن أوصافهم,

ويذم أعدائه بسيّء أعمالهم, وقبيح صفاتهم.



ويضرب الأمثال, وينوّع الأدلّة والبراهين,

ويجيب عن شبه أعدائه أحسن الأجوبة,

ويصدق الصادق, ويكذب الكاذب,

ويقول الحق, ويهدي السبيل,


ويدعو الى دار السلام, ويذكر أوصافها وصفاتها وحسنها ونعيمها,

ويحذّر من دار البوار, ويذكر عذابها وقبحها وآلامها,


ويذّكر عباده فقرهم إليه وشدّة حاجتهم إليه من كل وجه,

وأنهم لا غنى لهم عنه طرفة عين,

ويذكر غناه عنهم وعن جميع الموجودات,

وأنه الغني بنفسه عن كل ما سواه,

وكل ما سواه فقير إليه بنفسه,

وأنه لا ينال أحد ذرّة من الخير فما فوقها إلا بفضله ورحمته,

ولا ذرّة من الشر فما فوقها إلا بعدله وحكمته.

ويشهد من خطابه عتابه لأحبابه ألطف عتاب,


وأنه مع ذلك مقيل عثراتهم وغافر زلاتهم ومقيم أعذارهم,

ومصلح فاسدهم والدافع عنهم,

والمحامي عنهم, والناصر لهم, والكفيل بمصالحهم,

والمنجي لهم من كل كرب, والموفي لهم بوعده,

وأنه وليّهم الذي لا ولي لهم سواه


فهو مولاهم الحق, ونصيرهم على عدوهم,

فنعم المولى ونعم النصير.



فاذا شهدت القلوب من القرآن ملكا عظيما رحيما

جوادا جميلا هذا شأنه

فكيف لا تحبّه,
وتنافس في القرب منه,

وتنفق أنفاسها في التودد اليه,

ويكون أحب اليها من كل ما سواه,

ورضاه آثر عندها من رضا كل ما سواه؟

وكيف لا تلهج بذكره,

ويصير الحب والشوق إليه والأنس به

غذاؤها وقوتها ودواؤها,

بحيث إن فقدت ذلك

فسدت وهلكت, ولم تنتفع بحياتها ؟. "



وقال




الفوائد ، ص 180 بتصرف
[ من الناس من يعرف الله بالجود والإفضال والإحسان،

ومنهم من يعرفه بالعفو والحلم والتجاوز،

ومنهم من يعرفه بالبطش والانتقام،

ومنهم من يعرفه بالعلم والحكمة،

ومنهم من يعرفه بالعزة والكبرياء،

ومنهم من يعرفه بالرحمة والبر واللطف،

ومنهم من يعرفه بالقهر والملك،

ومنهم من يعرفه بإجابة دعوته وإغاثة لهفته وقضاء حاجته،


وأعمُّ هؤلاء معرفةً من عرفه من كلامه،

فإنه يعرف ربًا
قد اجتمعت له صفات الكمال ونعوت الجلال،

منزهٌ عن المثال،
بريءٌ من النقائص والعيوب،


له كل اسم حسن وكل وصف كمال،

فعَّالٌ لما يريد،

فوقَ كل شيء ،
ومع كل شيء،

وقادرٌ على كل شيء،
ومقيمٌ لكل شيء،

متكلمٌ بكلماته الدينية والكونية،

أكبرُ من كل شيء،
وأجملُ من كل شيء،

أرحمُ الراحمين ،
وأحكمُ الحاكمين،
وأقدرُ القادرين،


فالقرآن أُنزل لتعريف عباده به،

وبصراطه الموصل إليه ،

وبحال السالكين بعد الوصول إليه ]

أبو بلال المصرى 01-01-19 02:07 AM

قال الإمام العلامة بحر العلوم ابن القيم فى كتابه المتحف طريق الهجرتين

فنبأ القوم عجيب ، وأمرهم خفي إلا على من له مشاركة مع القوم ، فإنه يطلع من حالهم على ما يريه إياه القدر المشترك ، وجملة أمرهم أنهم قوم قد امتلأت قلوبهم من معرفة الله ، وغمرت بمحبته ، وخشيته ، وإجلاله ، ومراقبته ؛ فسرت المحبة في أجزائهم ؛ فلم يبق فليها عرق ولا مفصل إلا وقد دخله الحب ، قد أنساهم حبه ذكر غيره ، وأوحشهم أنسهم به ممن سواه ، قد فنا بحبه عن حب من سواه ، وبذكره عن ذكر من سواه ، وبخوفه ، ورجائه ، والرغبة إليه ، والرهبة منه ، والتوكل عليه ، والإنابة إليه ، والسكون إليه ، والتذلل ، والانكسار بين يديه عن تعلق ذلك منهم بغيره .


فإذا وضع أحدهم جنبه على مضجعه ؛ صعدت أنفاسه إلى إلهه ومولاه ، واجتمع همه عليه متذكرًا صفاته العلى وأسماءه الحسنى ،

ومشاهدًا له في اسمائه وصفاته قد تجلت على قلبه أنوارها ؛ فانصبغ قلبه بمعرفته ومحبته ، فبات جسمه في فراشه يتجافى عن مضجعه ، وقلبه قد أوى إلى مولاه وحبيبه ؛ فآواه إليه وأسجده بين يديه خاضعًا خاشعًا ذليلاً منكسرًا من كل جهة من جهاته ، فيا لها سجدة ما أشرفها من سجدة لا يرفع رأسه منها إلى يوم اللقاء .

وقيل لبعض العارفين : أيسجد القلب بين يدي ربه ؟!

قال : أي والله بسجدة لا يرفع رأسه منها إلى يوم القيامة .
فشتان بين قلب يبيت عند ربه قد قطع في سفره إليه بيداء الأكوان ، وخرق حجب الطبيعة ، ولم يقف عند رسم ولا سكن إلى علم حتى دخل على ربه في داره ؛

فشاهد عز سلطانه ، وعظمة جلاله ، وعلو شأنه ، وبهاء كماله ، وهو مستو على عرشه ، يدبر أمر عباده ، وتصعد إليه شؤون العباد ، وتعرض عليه حوائجهم وأعمالهم ؛ فيأمر فيها بما يشاء ؛ فينزل الأمر من عنده نافذًا ،


فيشاهد الملك الحق قيومًا بنفسه ، مقيما لكل ما سواه ، غنيا عن كل من سواه ، وكل من سواه فقير إليه ، يسأله من في السموات والأرض كل يوم هو في شأن ، يغفر ذنبًا ، ويفرج كربًا ، ويفك عانيًا ، وينصر ضعيفًا ، ويجبر كسيرًا ، ويغني فقيرًا ، ويميت ويحيي ، ويسعد ويشقي ، ويضل ويهدي ، وينعم على قوم ، ويسلب نعمته عن آخرين ، ويعز أقواما ، ويذل آخرين ، ويرفع أقواما ، ويضع آخرين ،

ويشهده كما أخبر عنه أعلم الخلق به وأصدقهم في خبره حيث يقول في الحديث الصحيح : يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة ، سحاء الليل والنهار ، أرأيتم ما أنفق منذ خلق الخلق ، فإنه لم يغض ما في يمينه ، وبيده الأخرى الميزان :يخفض ويرفع .

فيشاهده كذلك يقسم الأرزاق ، ويجزل العطايا ، ويمن بفضله على من يشاء من عباده بيمينه ، وباليد الأخرى الميزان يخفض به من يشاء ، ويرفع به من يشاء عدلاً منه وحكمة ، لا إله إلا هو العزيز الحكيم ،

فيشهده وحده القيوم بأمر السموات والأرض ومن فيهن ، ليس له بواب فيستأذن ، ولا حاجب فيدخل عليه ، ولا وزير فيؤتى ، ولا ظهير فيستعان به ، ولا ولي من دونه فيشفع به إليه ، ولا نائب عنه فيعرفه حوائج عباده ، ولا معين له فيعاونه على قضائها ، أحاط - سبحانه - بها علمًا ، ووسعها قدرة ورحمة ، فلا تزيده كثرة الحاجات إلا جودًا وكرمًا ، ولا يشغله منها شأن عن شأن ، ولا تغلطه كثرة المسائل ، ولا يتبرم بإلحاح الملحين ، لو اجتمع أول خلقه وآخرهم ، وإنسهم وجنهم ، وقاموا في صعيد واحد ، ثم سألوه فأعطى كلا منهم مسألته ما نقص ذلك مما عنده ذرة واحدة ، إلا كما ينقص المخيط البحر إذا غمس فيه ، ولو أن أولهم وآخرهم ، وإنسهم وجنهم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منهم ما زاد ذلك في ملكه شيئا ، ذلك بأنه الغني الجواد الماجد ، فعطاؤه كلام ، وعذابه من كلام ، إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون .

ويشهده كما أخبر عنه أيضا الصادق المصدوق حيث يقول: إن الله لا ينام ، ولا ينبغي له أن ينام ، يخفض القسط ويرفعه ، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار ، وعمل النهار قبل عمل الليل ، حجابه النور ، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما أدركه بصره من خلقه .

وبالجملة فيشهده في كلامه فقد تجلى - سبحانه وتعالى- لعباده في كلامه ، وتراءى لهم فيه ، وتعرف إليهم فيه ، فبعدًا وتبًا للجاحدين والظالمين أفي الله شك فاطر السموات والأرض لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ) .
قلت قد فضحنا بن القيم


أبو بلال المصرى 01-01-19 02:08 AM


صولة الطاعة والكبر والعجب بالطاعة

يقول ابن القيِّم: (إنَّ تعييرك لأخيك بذنبه أعظم إثمًا مِن ذنبه، وأشدُّ مِن معصيته؛ لما فيه مِن صولة الطَّاعة، وتزكية النَّفس وشكرها، والمناداة عليها بالبراءة مِن الذَّنب، وأنَّ أخاك باء به، ولعلَّ كسرته بذنبه، وما أحدث له مِن الذِّلَّة والخضوع والإزراء على نفسه، والتَّخلُّص مِن مرض الدَّعوى والكِبْر والعُجْب، ووقوفه بين يدي الله ناكس الرَّأس، خاشع الطَّرف، منكسر القلب أنفع له، وخيرٌ مِن صولة طاعتك، وتكثُّرك بها، والاعتداد بها، والمنَّة على الله وخَلْقِه بها، فما أقرب هذا العاصي مِن رحمة الله، وما أقرب هذا المدِل مِن مقت الله، فذنب تَذِلُّ به لديه أحبُّ إليه مِن طاعة تدلُّ بها عليه، وإنَّك أن تَبِيتَ نائمًا وتصبح نادمًا خيرٌ مِن أن تَبِيتَ قائمًا وتصبح مُعْجَبًا؛ فإنَّ المعْجَب لا يَصْعَد له عملٌ، وإنَّك إن تضحك وأنت معترفٌ، خيرٌ مِن أن تبكي وأنت مُدِلٌّ، وأنين المذنبين أحبُّ إلى الله مِن زجل المسبحين المدِلِّين، ولعلَّ الله أسقاه بهذا الذَّنب دواءً استخرج به داءً قاتلًا هو فيك ولا تشعر، فلله في أهل طاعته ومعصيته أسرار لا يعلمها إلَّا هو، ولا يطالعها إلَّا أهل البصائر، فيعرفون منها بقَدْرِ ما تناله معارف البَشَر)

أبو بلال المصرى 01-01-19 02:10 AM

وقال ابن القيم -رحمه الله-:
إن الله سبحانه إذا أراد بعبده خيرًا أنساه رؤية طاعاته ورفعها من قلبه ولسانه، فإذا ابتلى بذنب جعله نصب عينيه، ونسى طاعته وجعل همه كله بذنبه، فلا يزال ذنبه أمامه، إن قام أو قعد، أو غدا أو راح، فيكون هذا عين الرحمة في حقه،
كما قال بعض السلف: إن العبد ليعمل الذنب فيدخل به الجنة، ويعمل الحسنة فيدخل بها النار، قالوا: وكيف ذلك؟ قال: يعمل الخطيئة لا تزال نصب عينيه، كلما ذكرها بكى وندم وتاب واستغفر وتضرّع وأناب إلى الله، وذلّ له وانكسر وعمل لها أعمالاً فتكون سبب الرحمة في حقه، ويعمل الحسنة فلا تزال نصب عينيه يمنّ بها، ويراها، ويعتدّ بها على ربه وعلى الخلق، ويتكبر بها ويتعجب من الناس كيف لا يعظمونه ويكرمونه ويجلونه عليها، فلا تزال هذه الأمور به حتى تقوى عليه آثارها فتدخله النار .
فعلامة السعادة ان تكون حسنات العبد خلف ظهره وسيئاته نصب عينيه وعلامة الشقاوة ان يجعل حسناته نصب عينيه وسيئاته خلف ظهره والله المستعان
مفتاح دار السعادة (1/297)


الساعة الآن 02:33 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant