![]() |
شرح الأصول الثلاثة - لفضيلة الشيخ أ . د. صالح سِندي
شرح الأصول الثلاثة لفضيلة الشيخ أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي المدرس بالمسجد النبوي جزاه الله تعالى خير الجزاء http://www.salehs.net/dro3.htm https://ia601500.us.archive.org/18/i...8%AF%D9%8A.pdf ************************** بسم الله الرحمن الرحيم نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد: فنجتمع بعون الله عز وجل في هذا المجلس المبارك في هذا المسجد العظيم المبارك نتدارس رسالة عظيمة، وهي من المتون الأصيلة عند أهل السنة والجماعة في التوحيد، ألا وهي رسالة الأصول الثلاثة. هذه الرسالة رسالة قيمة لا غنى للمسلم عن هذه الرسالة، وهي على اسمها أصول. والأصول:جمع أصل، والأصل: ما ينبنى عليه غيره. فالدين كل الدين مبني على هذه الأصول الثلاثة. وواجب على المسلم أن يتعلم هذه الأصول وهي معرفة الله ومعرفة نبيه صلى الله عليه وسلم ومعرفة دين الإسلام بالأدلة، هذه الرسالة كان الناس إلى عهد قريب يتدارسونها ويحفظونها الكبير والصغير والذكر والأنثى، وحصل بسبب هذا ولله الحمد خير كثير فكان الإيمان مستقراً في النفوس بفضل الله سبحانه وتعالى بسبب أن الإيمان قد انبنى على العلم، وشتان بين إيمان ومعتقد ينبني على علم راسخ ودليل ثابت، وبين إيمان مبني على العادة وعلى المَربى فينشأ هذا الناشئ في عقيدته بحسب ما يقال له وبحسب ما يسمعه ممن حوله. ولذا فإيمان من كان حاله كذلك على خطر، إذ أنه يتزعزع عند الشبهات، متى ما عصفت عواصف الشُّبه فإنه يتزعزع إيمانه وربما يختل عياذًا بالله أما الذي بني إيمانه على العلم وعلى الدليل وعلى الآية والحديث فإنه بتوفيق الله سبحانه يكون ذا إيمان راسخ وذا يقين مستقر، وهذا هو الذي ينفع صاحبه لا سيما في زمن الفتن الذي نعيشه نحن في آخر الزمان في زمن فتن متلاطمة، والذي يعين على الثبات على دين الله عز وجل بتوفيقه سبحانه هو هذا العلم الراسخ العلم بالله وبنبيه صلى الله عليه وسلم وبدين الإسلام عن دليل. |
شرح الأصول الثلاثة لفضيلة الشيخ أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي المدرس بالمسجد النبوي جزاه الله تعالى خير الجزاء http://www.salehs.net/dro3.htm https://ia601500.us.archive.org/18/i...8%AF%D9%8A.pdf ************************** هذه الرسالة التي بين أيدينا هي (الأصول الثلاثة)، وتسمى أيضاً (ثلاثة الأصول) والمؤلف-قد سماها بهذا وبهذا، والأمر في تسميتها يسير. هذه الرسالة رسالة وجيزة قليلة الكلمات، لكنها عظيمة النفع، وتحتوى هذه الرسالة على مقدمة ومضمون الرسالة وهي الأصول الثلاثة وخاتمة، أما المقدمة فإنها تشتمل على ثلاثة أمور: أولاً:على مسائل أربع يجب على المسلم أن يتعلمها, ثم ذكر المؤلف أيضاً ثانياً:ثلاث مسائل أيضاً يجب على المسلم أن يتعلمها، ثم ذكر في خاتمة المقدمة خلاصة الملة الحنيفية ملة إبراهيم عليه السلام, شرحها وبينها-بكلمات وجيزة, ثم بدأ في شرح الأصول الثلاثة وهي كما علمت معرفة الله ومعرفة نبيه صلى الله عليه وسلم ومعرفة دين الإسلام بالأدلة، ثم ختم بخاتمة نبه فيها على بعض المسائل كالبعث وما يتعلق بالإيمان باليوم الآخر والكفر بالطاغوت. هذه إطلالة وجيزة على هذه الرسالة النفيسة، وأنا أوصيك يا أخي رعاك الله بالاهتمام بهذه الرسالة وقراءتها؛ بل أوصيك بحفظها فإنها من أهم ما يكون، ولا سيما طالب العلم عليه أن يحرص تمام الحرص على حفظ هذه الرسالة المهمة. وكان علمائنا رحمهم الله يحفظون طلابهم ويسمعونهم هذه الرسالة فلتحرص رعاك الله على دراستها وفهمها، وحفظها إن استطعت. قال رحمه الله: (بسم الله الرحمن الرحيم , اعلم رحمك الله أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل). بدأ المؤلف رحمه الله بهذه المقدمة فقال: (بسم الله الرحمن الرحيم) بدأ بالبسملة بدأ الرسالة بذكر اسم (الله, الرحمن, الرحيم)، مستعيناً ومتبركاً بذكر اسمه تبارك وتعالى إذ بذكره جلا وعلا وبذكر أسماءه وصفاته تحل البركات والخيرات، وهو في هذا مؤتسٍ بكتاب الله عز وجل فإنه مُفتتَح بالبسملة فأول ما في المصحف بسم الله الرحمن الرحيم. كذلك كان مؤتسياً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم, فإنه كان إذا بعث رسائله استفتحها بالبسملة كما ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما لما أرسل إلى هرقل عظيم الروم تلك الرسالة التي بين فيها دعوته صلى الله عليه وسلم بدأها ببسم الله الرحمن الرحيم واستقر عمل مصنفي العلوم ومؤلفي الكتب على افتتاح كتبهم بــ " بسم الله الرحمن الرحيم ". |
|
قال: ( اعلم رحمك الله ) اعلم: هذا الفعل فعل أمر، يأتي به أهل العلم للتنبيه، يعني تنبه فإني سأذكر لك شيئاً مهماً (اعلم)، وعقَّب-بقوله: (رحمك الله) دعاء من الشيخ لمن يستمع ولمن يقرأ كلامه (رحمك الله)، وهذا فيه من التلطف الجميل ما فيه، وهكذا ينبغي على المعلم أن يتلطف بالمتعلم وأن يدعو له، ولا سيما إذا كانت الدعوة تتعلق بسؤال الله عز وجل الرحمة له (اعلم رحمك الله)، فالعلاقة بين العالم والمتعلم علاقة فيها تراحم. قال: (اعلم رحمك الله أنه يجب علينا) وجوباً، الواجب في الشريعة هو ما أمر الله عز وجل به أمراً جازماً يسمى الواجب، وحكمه أنه يثاب فاعله ويعاقب تاركه، وإن شئت فقل وتاركه متعرض للعقوبة يعني مستحق لها، هذا حكم الواجب. وهذه الأمور التي يذكرها الشيخ - أمور يجب علينا أن نتعلمها (اعلم رحمك الله أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل)، يجب علينا جميعاً يجب علينا معشر المسلمين. ويجب أيضاً على الكافرين يجب على الأنس ويجب أيضاً على الجن هذه أمور لا يعذر أحد بالجهل فيها لابد أن تعلمها يا رعاك الله، يجب علينا تعلُّم يعني أن نطلب العلم في هذه الأمور الأربعة، يجب أن نطلب العلم في هذه الأمور الأربعة نتعلم، لابد من أن تخصص شيء من وقتك لهذا الأمر العظيم وهو أن تتعلم، وهذا الأمر مما انصرف عنه كثير من الناس مع الأسف الشديد تعلم العلم النافع هذا شيء زهد فيه كثير من الناس مع الأسف الشديد وقلَّ من يهتم به وكأن شأن فضله ليس بذي شأن عند كثير من الناس مع الأسف الشديد. قال -: (يجب علينا تعلم أربع مسائل: المسألة الأولى: العلم وهو معرفة الله ومعرفة نبيه صلى الله عليه وسلم ومعرفة دين الإسلام بالأدلة). والعلم الذي يراد في كلام الشيخ بيَّنه بقوله: ( وهو معرفة الله ومعرفة نبيه صلى الله عليه وسلم ومعرفة دين الإسلام بالأدلة ) وهذه الأمور الثلاثة التي يجب علينا العلم بها هي الأصول الثلاثة التي عقد الشيخ هذه الرسالة لبيانها. هذا علم واجب لابد منه ولتعلم يا رعاك الله أن العلم ينقسم إلى قسمين: علم شرعي، وعلم دنيوي. أما العلم الشرعي فينقسم أيضاً إلى قسمين: 1) إلى علم واجب. 2) وإلى علم مستحب. |
واجب:يعني لابد لك أن تتعلمه, ومستحب:يحسن بك أن تتعلمه. أما العلم الواجب: فهو علم ما أوجب الله عز وجل عليك اعتقاداً وعملاً. الشيء الذي أوجب الله عز وجل عليك اعتقاده وأوجب عليك العلم به فإنه يجب عليك أن تتعلمه، الله عز وجل أوجب عليك أن تصلي إذن يجب عليك أن تتعلم كيف تصلي، الله عز وجل أوجب عليك أن تتطهر إذن يجب عليك أن تتعلم كيف تتطهر، الله أوجب عليك أن تصوم إذن يجب عليك أن تتعلم كيف تصوم، لما؟ لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب هذا أمر لا يعذر الإنسان فيه. الشيء الذي يقوم به دينك الواجب تعلمه واجب، هذه قضية متفق عليها بين أهل العلم لابد وجوباً أن تتعلم ما أوجب الله تعالى عليك، أما العلم المستحب فهو العلم الشرعي الذي دون ذلك، وهذا بالنظر إلى الأفراد هو مستحب في حقك وفي حقي وفي حق الآخرين، لكن في مجموع الأمة هذا العلم المستحب فرض كفاية يعني يجب أن يكون في الأمة من يحمل هذا العلم؛ لأن به الحفاظ على هذا الدين، والحفاظ على هذا الدين فرض كفاية، وفرض الكفاية إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين، إذن العلم بالشريعة لا يخلو إما يكون واجباً أو مستحباً، والواجب هو علم ما أوجب الله على العبد ذكراً كان أو أنثى. أما العلم الدنيوي: فإنه يختلف الحكم فيه بحسب هذا العلم فهو من حيث الأصل مباح، الأصل في العلوم الدنيوية أن تكون مباحة كعلوم الطب والهندسة والفيزياء وما إلى ذلك، وقد يتعلق أو قد يرتبط بهذا العلم ما يصبح به محرماً أو يصبح به واجباً على الكفاية، فإذا كان حاجة الأمة قائمة إلى هذا العلم أصبح فرضاً كفائياً، يجب أن يكون في الأمة من تحصل به الكفاية في الطب والهندسة والصناعة وما إلى ذلك، وذلك لأن هذا من الأمور التي تحتاجها الأمة في دينها أو في دنياها وقد يتعلق بهذا العلم ما يجعله محرماً كأن يستعمل هذا العلم فيما حرم الله تبارك وتعالى، أو يكون موضوعه في الأصل محرماً كعلم السِحر وعلم الكهانة وعلم الموسيقى وما إلى ذلك فهذه علوم موضوعها في الأصل محرم وبالتالي فالتعلم لهذه العلوم لا يجوز هذا هو الأصل في مسألة العلم. |
ولا شك أن العلم من أهم المهمات ونحن إذا أطلقنا العلم أو إذا قرأت في النصوص كلمة العلم فـ"ال" هنا عهدية، والمراد العلم الشرعي علم الكتاب والسنة، علم ما أنزل الله تبارك وتعالى على عباده، هذا هو العلم الذي جاء الأمر به، وجاء الحث عليه وجاء بيان فضله، وأن فضل العالم على العابد كفضلي كما قال صلى الله عليه وسلم على أدناكم كفضل النبي صلى الله عليه وسلم على أدنى العباد، هذا العلم هو العلم الشرعي هو الذي من خرج في طلبه فهو في سبيل الله حتى يرجع، هذا العلم لا شك أنه من الأهمية بمكان ومن الفضل بمكان ومن الثواب بمكان، فلا ينبغي عليك يا عبد الله أن تزهد فيه بل ينبغي عليك أن تحرص عليه تمام الحرص وهذا كما أسلفت مما قلَّ الاهتمام به مع الأسف الشديد. ولذلك انظر إلى أمر من أهم الأمور التي أوجبها الله عز وجل علينا بل هو أهم الأمور على الإطلاق بعد التوحيد ألا وهو الصلاة، قضية واجبة على كل مسلم ومسلمة في كل حال وفي كل وقت، يعني في اليوم يجب عليك أن تصلي خمس مرات قضية مهمة، ومع ذلك أين في مجموع المسلمين أولئك الذين جلسوا وأثنوا ركبهم وخصصوا من أوقاتهم في تعلم صلاة النبي صلى الله عليه وسلم التي أمر بها أليس نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: «صلوا كما رأيتموني أصلي» صلوا فعل أيش؟ فعل أمر، والأصل في الأمر أن يقتضي الوجوب إذن أوجب النبي صلى الله عليه وسلم على الأمة أن تصلي كما اعتادت؟! كما رأت الناس؟! كما شاهدت أباءها وأمهاتها؟! أو كما صلى هو صلى الله عليه وسلم؟! أجيبوا؟!! كما صلى هو عليه الصلاة والسلام «صلوا كما رأيتموني أصلي»، طيب كيف بنا أو كيف لنا أن نصل إلى معرفة صلاته صلى الله عليه وسلم حتى نؤدي هذا الواجب؟ الجواب: عن طريق التعلم أن نتعلم صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا من أقل الأشياء أن تجد شخص يبحث عن كتاب يشرح كيف صلى النبي صلى الله عليه وسلم أو يأتي إلى عالم أو إلى طالب علم ويقول علمني صلاة النبي صلى الله عليه وسلم هذا شيء قليل تجد الشخص يبلغ من العمر خمسين أو ستين أو سبعين سنة وهو ما تحرك في نفسه دافع إلى أن يتعلم صلاة النبي صلى الله عليه وسلم مع الأسف الشديد مع أن عنده استعداد لأن يقرأ أي شيء يمكن أن يقرأ صحيفة من أولها إلى أخرها ممكن يقرأ مجلة من أولها إلى أخرها، لكن أن يكون عنده دافع لأن يتعلم صلاة النبي صلى الله عليه وسلم هذا قليل من الناس مع الأسف الشديد من يهتم به، |
ولذا كم تقع من الأخطاء في صلاة الناس مع الأسف الشديد والسبب أنهم ما حرصوا على التعلم وكم يضيع عليهم من الأجور تأمل في هذا الحديث يا رعاك الله قال صلى الله عليه وسلم: «من توضأ كما أمر، وصلى كما أمر، غفر له ما تقدم من عمل» انتبه (توضأ) ولكن هناك قيد وهو كما أمر من؟ الرسول صلى الله عليه وسلم هو الآمر في هذه الأمة، من توضأ كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم وكما علَّم، وصلى أيضاً كما أمر النتيجة غفر له ما تقدم من عمل. من الذي لا يطلب هذا الفضل العظيم وهو أن يغفر الله عز وجل لك ما تقدم من ذنوبك ومعاصيك؟ والأمر يسير هو أن تؤدي هذه الصلاة طهارة وصلاة تؤديها وفق ما أمر النبي صلى الله عليه وسلم وكما جاء في سنته صلى الله عليه وسلم والسبب يسير وسهل وهو أن تتعلم، إذن هذا أمر لابد منه وهو أن تتعلم يارعاك الله أن تتعلم ما يتعلق بربنا جلا وعلا بمعرفة ما له من الأسماء والصفات، وما له من الحق على العباد، وما حق الله عز وجل على العباد؟ أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، أن يعلم ما أمر الله عز وجل به وما نهى الله تعالى عنه. إذن يجب علينا العلم وهو معرفة الله تكون بمعرفة أسماءه وصفاته، ومعرفة حقه على العباد، ومعرفة حدود ما أنزل الله على العباد إذن عندنا ثلاثة أمور أن نعرف ربنا جلا وعلا بأسمائه وصفاته، وهذا لب الإيمان وأصل الأصول كيف تعبد من تجهل، أنت إذا علمت ربك تبارك وتعالى فإنك تعبده على الوجه الصحيح، بمعنى معرفتك بمن تحب تجعلك تحبه، معرفتك بمن تعظِّم تجعلك تعظِّمه، معرفتك بمن تخاف تجعلك تخافه، وهكذا إذن كل هذه التعبدات فرع عن العلم، لو قيل لنا اعبدوا رباً لا تعرفوا عنه شيئاً، اعبدوه بالحب والخوف والرجاء والإخبات والدعاء إلى غير ذلك، ولكن أنتم لا تعرفون عنه شيئاً هل هذا ممكن؟! غير ممكن، هذا من تكليف ما لا يطاق، |
إذن لا يمكن أن تعبد الله تبارك وتعالى حتى تعرفه سبحانه وتعالى ، فتعرف أسمائه وتعرف صفاته نعوت جلاله ونعوت جماله تبارك وتعالى، ثم أن تعرف حقه على العباد وهو ما الأصل الذي خلق الله عز وجل الخلق من أجله وهو عبادته وحده لا شريك له، هذا أمر لابد أن تعرفه لابد أن تعرف كيف تتعبد للباري تبارك وتعالى، سواء كانت عبوديات باطنة أو كانت عبوديات ظاهرة، ظاهرة يعني تكون بالجوارح وتكون باللسان، باطنة يعني تكون بالقلب. الأمر الثالث: أن تعلم وتعرف حدود ما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم وأمر به عباده، يعني تعرف الحلال وتعرف الحرام، الله جلا وعلا جعل للعباد حدوداً يجب أن يقفوا عندها فعلاً وتركاً، فإذا أردت أن تبيع أن تشتري أو تتزوج أو تطلق أو تأتي أو تذر يجب عليك أن تعلم حدود ما أنزل الله على رسوله، فهناك أمور أباحها الله لك أن تأتيها، هناك أمور حرمها الله يجب عليك أن تنتهي عنها وهذا لا يمكن أن تصل إلى أدائه إلا من خلالها لماذا؟ من خلال العلم. إذن هذا هو الأمر الأول معرفة الله تبارك وتعالى. |
شرح الأصول الثلاثة لفضيلة الشيخ أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي المدرس بالمسجد النبوي جزاه الله تعالى خير الجزاء https://twitter.com/Drsalehs http://www.salehs.net/dro3.htm https://ia601500.us.archive.org/18/i...8%AF%D9%8A.pdf ************************** ثانياً: (ومعرفة نبيه صلى الله عليه وسلم) ألا وهو نبينا الكريم محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي المكي ثم المدني صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا، هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي أخرجنا الله به من الظلام إلى النور، من الغواية إلى الهداية، من الضلالة إلى نور الحق هذا النبي صلى الله عليه وسلم لابد أن تعرفه، تعرف اسمه وتعرف نسبه وتعرف سيرته وتعرف شمائله وتعرف دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم حتى ترضى به صلى الله عليه وسلم نبياً وبذلك تصل إلى مرحلة أن تذوق طعم الإيمان. قال صلى الله عليه وسلم: «ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً» كيف تصل إلى الإيمان به بل إلى الدرجة الأعلى وهي أن ترضى به نبياً وأنت تجهله وأنت تجهل سيرته وأنت تجهل شمائله وأنت تجهل أيضاً دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم ولا سيما في هذا العصر كما أسلفت فإن هذا العصر هو عصر الشبه، وعصر التشكيك لا سيما مع انتشار هذه الوسائل العصرية في التواصل عن طريق الشبكة وعن طريق غيرها هناك مشككون في النبي صلى الله عليه وسلم في دينه في رسالته في ما جاء به من عند الله عز وجل من الوحي هذا كله يحتاج منك معه إلى أن تكون على علم بشمائله صلى الله عليه وسلم وبدلائل نبوته صلى الله عليه وسلم حتى تكون في حماية وحرز بتوفيق الله من الوقوع في هذا التشكيك. |
فصلٌ في معرفةِ نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم وتبليغهِ الرسالةَ وإكمالِ الله لنا به الدينَ وأنهُ خاتَمُ النبيينَ وسيدُ ولدِ آدمَ أجمعينَ وأنَّ مَن ادعى النبوةَ بعدهُ فهو كاذبٌ ================== نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ مِنْ هَاشِمِ *** إلى الذَّبِيحِ دُونَ شَكٍّ يَنْتَمِي أرْسَلَهُ اللهُ إليْنَا مُرْشِدَا *** وَرَحْمَةً للعَالَمِينَ وَهُدَى مَوْلِدُهُ بَمَكَّةَ الْمُطَهَّرَةْ *** هِجْرَتُهُ لطَيْبَةَ الْمُنَوَّرَةْ بَعْدَ أرْبَعِينَ بَدَأَ الْوحَيُ بِهِ *** ثُمَّ دَعَا إلى سَبِيِلِ رَبِّهِ عَشرَ سِنِينَ أيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا *** رَبًّا تَعَالى شَأنُهُ ووحّدُوا وَكَانَ قَبْلَ ذَاكَ في غَارِ حِرَا *** يَخْلُو بِذِكْرِ رَبِّهِ عَنِ الوَرَى وَبَعْدَ خَمْسِينَ مِنَ الأعْوَامِ *** مَضَتْ لعُمْرِ سَيّدِ الأنَامِ أسْرَى بِهِ اللهُ إليِهِ في الظُّلَمْ *** وَفَرَضَ الخَمْسَ عَلَيْهِ وَحَتَمْ وَبَعْدَ أعْوَامٍ ثَلاثَةٍ مَضَتْ *** مِنْ بَعْدِ مِعْرَاجِ النَّبِيِّ وانقَضَتْ أُذِنَ بِالْهِجْرَةِ نَحْوَ يَثْرِبَا *** مَعَ كُلِّ مُسْلِمٍ لَهُ قَدْ صَحِبَا وَبَعْدَهَا كُلِّفَ بِالقِتَالِ *** لِشيعَةِ الْكُفْرَانِ والضَّلاَلِ حتى أتَوْا للدِّينِ مُنْقَادِينَا *** وَدَخَلُوا في السِّلْمِ مُذْعِنِينَا وَبَعْدَ أنْ قَدْ بَلَّـغَ الرِسَالَةْ *** وَاسْتَنقَذَ الْخَلْقَ مِنَ الْجَهَالَةْ وأكْـمَلَ اللهُ بِهِ الإسْلاَما *** وقَام دِينُ الْحَقِ وَاسْتَقَامَا قَبَضَهُ الله العَليُّ الأعْلَى *** سُبْحَانَهُ إلى الرَّفِيقِ الأعْلَى نَشْهَدُ بِالْحَقِ بِلاَ ارْتِيَابِ *** بِأنَّهُ الْمُرْسَلُ بِالِكِتَابِ وأنَّهُ بَلَّـغَ مَا قَدْ أُرْسِلاَ *** بِهِ وَكُلُّ مَا إليْهِ أُنْزِلاَ وكُلُّ مَنْ مِن بَعْدِهِ قَدِ ادَّعى *** نُبُوَّةً فَكَاَذِبٌ فِيمَا ادَّعَى فَهْوَ خِتَامُ الرُّسْلِ بِاتِّفَاقِ *** وأفضَلُ الْخَلْقِ عَلى الإطلاَقِ ******* فصلٌ فيمن هوَ أفضلُ الأمةِ بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ================== وَبَعْدَهُ الْخَلِيفَةُ الشَّفِيقُ *** نِعْمَ نَقِيبُ الأُمَّةِ الصّدّيقُ ذَاكَ رَفِيقُ المُصْطَفَى في الْغَارِ *** شَيْخُ الْمُهاجرينَ والأنْصَارِ وهُوَ الَّذِي بِنَفْسِهِ تَوَلَّى *** جِهَادَ مَنْ عَنِ الْهُدَى تَولَّى ثَاِنيهِ في الفَضْلِ بِلاَ ارْتيابِ *** الصَّادِعُ النَّاطِقُ بِالصَّوَابِ أعني بِهِ الشَّهْمَ أبَا حَفْصٍ عُمَرْ *** مَنْ ظَاهَرَ الدِّينَ الْقَويمَ ونصَرْ الصَارِمُ الْمُنْكِي عَلَى الكُفَّارِ *** وَمُوسِعُ الْفُتُوحِ في الأمْصَارِ |
جزاكم الله خيرا
|
|
الأمر الثالث: (معرفة دين الإسلام بالأدلة) ولاحظ كلمة (بالأدلة) هنا هذا هو الإيمان الذي ينفع غاية النفع أن يكون عندك معرفة بالإسلام عن طريق الدليل، بعكس دين وإيمان المقلد الذي هو إمعة فعل مقلده فعل، ترك مقلده ترك، وهذا مع الأسف الشديد ليس بالإيمان الراسخ الجازم، إيمان المقلد تقليداً محضاً إيمان غير راسخ إنما يكون الإيمان راسخ جملة وتفصيلاً إذا كان عن علم بالدليل، إذن لابد من معرفة دين الإسلام بالأدلة. لاحظ أن الشيخ - عرَّف العلم بالمعرفة فقال المسألة الأولى العلم, وهو معرفة لاحظ العلم عرَّفه بماذا؟ بالمعرفة فهل العلم هو المعرفة أو بينهما عموم وخصوص، المسألة فيها بحث طويل عند علماء اللغة ويبحث هذه المسألة أيضاً علماء الأصول، منهم من قال إن العلم هو المعرفة وهذا يبدو أنه مما يرجحه المؤلف -يعني أنهما لفظان مترادفان، ومنهم من قال إن المعرفة أخص من العلم، العلم أعم والمعرفة أخص وعلى كل حال هذه الدقائق ليست من محل البحث في هذه الرسالة الوجيزة. قال :(المسألة الثانية: العمل به) بعد أن التعلم لابد من خطوة ثانية، العلم وحده خطوة غير كافية في النجاة لا يمكن أن تنجو بالعلم فقط بل لابد من العمل به فعمل بلا علم لا ينفع، وعلم لا عمل معه لا ينفع، إذن هما أمران متلازمان العلم الذي يتبعه العمل، علم بلا عمل لا ينفع، عمل بلا علم لا ينفع، ولذا كان اليهود مغضوب عليهم لما؟ لأن عندهم علم وليس عندهم عمل، وكان النصارى ضالين؛ لأن عندهم عمل وليس عندهم علم وكان أهل الهداية من هذه الأمة مهتدين لأجل أنهم جمعوا بين العلم والعمل، إذن لابد من العمل لابد بعد أن تعلم أن تعمل وإلا فإنك ما استفدت شيئاً بل أضحى العلم حجة عليك، بل ربما صار العلم وبالاً عليك. إذن لابد أن تؤدي زكاة هذا العلم وتخرج من عهدته إلا بأن تعمل به، فأضحى العلم له زكاة وهي العمل به، إذن لابد من العمل بعد العلم. |
قال -: (الثالثة: الدعوة إليه). إذا أتاك الله عز وجل علماً وعملت به فقد كملت نفسك فبقي عليك أن تكمل غيرك، وذلك بالدعوة إليه إذن الأمر الثالث الذي علينا أن نتعلمه الدعوة، أن نتعلم الدعوة إلى العلم الذي تعلمناه وعملنا به، والإسلام دين محبة، دينٌ يعلم أتباعه أن يحب الإنسان لأخيه ما يحب لنفسه ليس دينا يدعو إلى الأثرة أو إلى ما يسمونه الأنانية، المهم نفسي المهم أن أنجو أما غيري فلا أكترث ولا يهمني ذلك، هذا خلق بعيد عن خلق الإسلام، الإسلام يدعوك إلى أن تنجو، تحرص على نجاة نفسك وأن تجذب معك وتنجو بإخوانك، هذا الذي يعلمك إياه الإسلام ولذلك أمر الله عز وجل بالدعوة وأمر الله بالأمر بالمعروف وأمر الله أو أوجب الله النهي عن المنكر، وكل ذلك يدل على أنه لابد للمسلم بعد أن يعلم وبعد أن يعمل أن يجتهد في الدعوة، والدعوة تشمل دعوة الموافق ودعوة المخالف، دعوة المسلم ودعوة الكافر دعوة المستقيم بالتذكير والحث على الثبات ودعوة من هو على غير الطريق المستقيم بأن يعود ويئوب ويتوب إذن الدعوة قضية عامة لابد منها لكل مسلم. الدعوة ليست مختصة بطائفة معينة هم موظفون ويأخذون أجوراً على الدعوة أو مختصون بوظيفة الحسبة أو هم المعلمون، هذه القضية واجبة على كل إنسان حتى العاصي نعم حتى العاصي حتى المقصر نعم حتى المقصر حتى الشخص الذي يعاقر معصية، والآخر بجانبه يعاقر معصية أيضاً على هذا العاصي أن ينصح الآخر، وإن لم ينصحه فإنه مستحق للعقوبة مرتين، على معصيته التي وقع [ فيها ] وعلى عدم إنكاره على أخيه، انظر إلى خطورة المسألة، |
إذن لابد يا رعاك الله من الاجتهاد في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ولكن لا يمكن أن تدعو إلا بعلم، وهذه قضية تحتاج إلى تفصيل بعض الناس يقول كيف أدعو وأنا جاهل، وبعض الناس يقول أنا أتصدر للدعوة ولو كنت ما حصلت علماً؛ لأن الدعوة أمر واجب، والحق هو في التفصيل أما التصدي للدعوة فإنه يلزمه تحصيل قدر من العلم يُمكن لهذا التصدر الذي يتصدر للدعوة ويجلس لعامة الناس ويوجه ويتكلم وربما أفتى هذا لابد أن يجلس للعلم ويتعلم أولاً. أما الدعوة بمعنى أنه علم شيء من الدين فعليه أن يبلغه فهذا لا يحتاج أن يصل فيه إلى درجة عالم ومجتهد حتى يصل إليه قال صلى الله عليه وسلم: «بلغوا عنى ولو آية» آية تعلَّمها وهذا الشرط أنك ما تدعو إلى آية تجهلها، لابد أن تكون تعلمها، تعلمت لا إله إلا الله ومعناها وشروطها ونواقضها إذن لابد أن تُعلِّم هذا الأمر لابد أن تدعو إليه، ولو كنت جاهلاً في تفاصيل أخرى تعلمت كيف صلى النبي صلى الله عليه وسلم تعلمت أحكام نواقض الطهارة تعلمت صفة صوم النبي صلى الله عليه وسلم وهكذا في أمور أخرى هذا القدر أدعو إليه ولا تدعو إلى قدر أنت فيه جاهل بلغوا عني ولو آية كما قال صلى الله عليه وسلم. |
شرح الأصول الثلاثة لفضيلة الشيخ أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي المدرس بالمسجد النبوي جزاه الله تعالى خير الجزاء http://up.top4top.net/downloadf-126iwzk2-rar.html http://www.salehs.net/dr.htm ************************** الأمر الرابع قال: (الرابعة: الصبر على الأذى فيه) العلم لابد فيه من الصبر والعمل لابد فيه من الصبر، والدعوة لابد فيها من الصبر، إذن الصبر زاد محرك معين على تحقيق الأمور التي سلفت، لا يمكن أن تعلم أو تتعلم حتى تكون صابراً وهذه ميزة يفرق بها بين طالب العلم وغيره ميزة طالب العلم على غيره أن عنده صبر وعنده جَلَد ولذلك يصبر على التعلم حتى يحوز قدر كبير منه، كذلك العمل يحتاج إلى صبر يحتاج إلى صبر أولاً في تعلمه وثانياً في تطبيقه وأدائه على الوجه المطلوب، وليس أن يؤديه كيف ما أتفق أو كأنه همٌّ على ظهره يريد أن يتخلص منه يحتاج هذا الأمر إلى صبر، ثم يحتاج ثالثاً إلى صبر عن الوقوع فيما يفسده |
شرح الأصول الثلاثة لفضيلة الشيخ أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي المدرس بالمسجد النبوي جزاه الله تعالى خير الجزاء http://up.top4top.net/downloadf-126iwzk2-rar.html http://www.salehs.net/dr.htm ************************** الآن هذا عمل طاعة وأداها كما جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم إذن هو الآن قد حاز قدراً من الربح، هذا الربح يحتاج إلى أن تحافظ عليه، كيف تحافظ عليه ؟ أن لا تأتي بعده بما ينقص هذا الربح يعني ينقص هذا الأجر بمعنى أن لا يأتي بمعاصي تذهب أو تضعف الثواب، وهذا من الأمور التي قلَّ أن يتنبه إليها الناس فإنه كما أن الحسنات لها أثر على السيئات تكفيراً فكذلك السيئات لها أثر على الحسنات إحباطاً، انتبه لهذه القاعدة، كما أن للحسنات تأثير في السيئات تكفيراً فكذلك للسيئات في الحسنات تأثيراً إحباطاً، كما أن الحسنة المتأخرة تؤثر في تكفير السيئة المتقدمة فالعكس أيضاً صحيح، كذلك السيئة المتأخرة قد تؤثر في حبوط أو إنقاص أجر حسنة متقدمة، ولذا أمر الله عز وجل بالحفاظ على الأعمال فقال: ( ولا تبطلوا أعمالكم ) قال السلف رحمهم الله : بالمعاصي، فالمعاصي قد تكون سبب في إبطال الثواب أو إنقاص الأجر إذن هذا يحتاج إلى صبر، يحتاج أيضاً إلى صبر رابع وهو الصبر على كتمان العمل هذا أمر يحتاج إلى حبس وإلى مجاهدة للنفس. بعض الناس يجتهد في العمل الصالح ويؤديه ولكن لا يصبر على كتمانه، بل يحرص على أن يشيع أنه قد عمل وهذا الذي يؤدي إلى إضعاف الثواب أو إبطاله، هذا من التسميع ومن سمَّع سمَّع الله به كما قال صلى الله عليه وسلم يعمل يقوم الليل مثلاً فإذا أصبح يريد أن يتطلع إلى أن يجد فرصة ليخبر زميله أنه قد قام الليل بالأمس أو يتصدق سراً ولكنه عند أدنى مناسبة تجد أنه يشير إلى أنه بالأمس قد تصدق مع أن المسلم ينبغي عليه كما أنه يحرص على كتمان سيئاته وعدم إشاعتها الذي ينبغي في حقه أيضاً أن يحرص على كتمان حسنته فشتان بين الديوانين ديوان العلانية وديوان السر، احرص على أن تكون حسناتك في ديوان السر ما استطعت، إلا أن يكون هذا العمل مما أمر الله عز وجل بإعلانه كصلاة الجماعة أو الحج مثلاً. |
شرح الأصول الثلاثة لفضيلة الشيخ أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي المدرس بالمسجد النبوي جزاه الله تعالى خير الجزاء http://up.top4top.net/downloadf-126iwzk2-rar.html http://www.salehs.net/dr.htm ************************** إذن هذا هو الأمر الذي يجب عليك أن تتنبه له الصبر على العلم، الصبر على العمل، الصبر على الدعوة إلى الله عز وجل، الصبر على تعليم الناس، الصبر على الأمر بالمعروف، الصبر على النهي عن المنكر، وهذا لابد منه لا يمكن أن تأتي بما أمر الله عز وجل عليك من الدعوة والبيان والبلاغ والأمر والنهي إلا إذا تسلحت بالصبر، ولذا أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر العظيم فقال: ( فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ) لا يمكن للداعية وأعلى درجات الدعاة على الإطلاق هم أنبياء الله ورسله وصفوتهم هم أولوا العزم الخمسة الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام هؤلاء كانوا أهل صبر عظيم ولذا سموا أولي العزم، إذن لا يمكن أن تقوم بهذا الواجب وهو الدعوة والأمر والنهي إلا إذا تسلحت بالصبر فإن الأمر لا يخلو من مشقة ولا يخلو من مشاغبة ولا يخلو من مضايقة ولا يمكن أن يكون الطريق كما يقال مفروشاً بالورد بل لابد من شوك ويتحمله الإنسان في ذات الله تبارك وتعالى فيصبر ويصابر ويبالغ أيضاً في حبس النفس عن فعل ما لا ينبغي حتى يحقق ما أمر الله عز وجل ويفوز بما أوجب سبحانه وتعالى وما أحسن ما قال صلى الله عليه وسلم : «وما أُعطي أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر» خير ما تُعطاه يا عبد الله أن يرزقك الله عز وجل الصبر صبر على طاعة الله، صبر عن معصية الله، صبر على أقدار الله المؤلمة، هذه أنواع الصبر التي أوجب الله تبارك وتعالى أوجبها الله على عباده. |
فائدة : لن تخلو الأرض من قائم لله بحجته ينفي عن دين الله تحريف الغالين وانتحال المُبطلين وتأويل الضالين، وأيضًا فإن الشبهات ستأخذ في طريقها من تأخذ مَن أراد الله إضلاله لزيغان قلبه، (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم). (ومن يُرِد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئًا). --- إذا استقر ذلك في قلبك وعرفت جادة أهل السنة وطريقتهم، فاعلم أن هناك محكمات في مسألة الاستغاثة بغير الله ودعاء الأموات: ١- أنّ الله-تعالى- قد أرسل رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم إلى أقوام مشركين، ودعاهم إلى التوحيد، وكان عامة هؤلاء المشركين يؤمنون أن الخلق والرزق والملك والتدبير والإجارة؛ كل ذلك بيد الله، وأنهم عندما يطلبون منهم فهم يعتقدون أنهم شفعاء عند الله، وما يدعونهم إلا ليقربوهم من الله زُلفى. (وهذا الأصل المُحكم لا ينبغي التزعزع عنه ولا تجاوزه؛ فهو وحده وبالتركيز عليه كفيل بإسقاط جميع شبهات القبوريين، ولأجل ذلك فلن تجدهم يذكرونه إلا عرضًا ولا يردون عليه إلا من طرف خفي ويذكرون أسبابًا أخرى لكفر المشركين هاربين من مناقشة أصل القضية، ثم يذهبون ويطوّلون في ذكر شبهاتهم). ٢- أن المشركين رغم ذلك قد حكم الله بشركهم ولم تُقبل منهم حجتهم الداحضة وشبهتهم الساقطة التي هي عين وأس شبهات القبوريين، أنهم ما يطلبون من الأموات إلا لأنهم أقرب إلى الله منهم فيطلبون منهم ليطلبوا هم من الله، وهم بذلك ينقضون الغرض الأساسي الذي بعث به محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. ٣- أن أولئك المشركين ما كانوا يدعون الأصنام فقط، بل كان بعضهم يدعون الملائكة والمسيح وأمه، وودّا ويغوث ويعوق ونسرًا، وهؤلاء كانوا رجالا صالحين في قوم نوح، وكانوا يدعونهم ليقربوهم إلى الله زُلفى، ويتخذون نفس الحجة؛ حجة أنهم شفعاء ووسائط عند الله، ومع ذلك فقد حكم الله بشركهم وكفرهم. ٤- المحكم أيضًا-وهذا مهم لعامة المسلمين- أن الصحابة رضوان الله عليهم لم يثبت عن واحد منهم قطُّ أنه ذهب إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليستغيث به ويطلب منه تفريج الكرب وإزالة الهم والإجارة من النار عياذًا بالله وحاشا مقامهم العالي أن يقعوا في هذا الكفر والشرك. لم يذهبوا إلى قبره لطلب ذلك، كلا ولا دعوه من بعيد. وهذا ينفع العامة أن تردهم في كل أصل من أصول دينهم إلى الرعيل الأول، اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفِيتم. الشيخ أحمد الغريب جزاه الله تعالى خير الجزاء https://www.facebook.com/permalink.p...2&id=623907181 |
شرح الأصول الثلاثة لفضيلة الشيخ أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي المدرس بالمسجد النبوي جزاه الله تعالى خير الجزاء http://up.top4top.net/downloadf-126iwzk2-rar.html http://www.salehs.net/dr.htm ************************** قال رحمه الله -: (والدليل قوله تعالى : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ { وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ } هذه السورة العظيمة الكلام فيها كثير والفوائد المستفادة منها جمة ولاحظ أولاً أن الشيخ يقول : والدليل قوله تعالى يعلمنا أن لا نقبل شيء إلا بماذا إلا بدليله تعوَّد في أمور دينك على أن لا تأخذ الشيء إلا مدعوماً بماذا بالدليل لأن الله عز وجل أمرك بهذا ما أمرك باتباع أي شيء ( اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ) هذا الذي أوجبه الله عليك، ما أمر الله عز وجل باتباع كلام الناس واتباع عقولهم واتباع عوائدهم، إنما أمر الله باتباع ما نزل من السماء ما نزل من عنده تبارك وتعالى على أنبيائه ورسله، وقاموا بدعوة الناس إليه ونبينا الذي أمرنا الله باتِّباعه هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم. إذن لابد من الدليل في كل صغير وكبير إذا قيل لك هذه سنة هذا أمر محبوب هذا أمر يحبه الله أنت مثاب إذا فعلته قل مباشرة الدليل إن كان هناك دليل فعلى الرأس وعلى العين وإن لم يكن هناك دليل فقل لا حاجة لي به، لابد أن يكون هناك دليل في كل خطوة تخطوها في طريق عبوديتك وطريق وصولك إلى الله تبارك وتعالى وإلى رحمته، لابد أن تكون طلَّاباً للدليل |
شرح الأصول الثلاثة لفضيلة الشيخ أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي المدرس بالمسجد النبوي جزاه الله تعالى خير الجزاء http://up.top4top.net/downloadf-126iwzk2-rar.html http://www.salehs.net/dr.htm ************************** قال والدليل قوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم ( وَالْعَصْرِ ) أقسم الله تبارك وتعالى بالعصر واختلف المفسرون اختلافا طويلاً في تفسير كلمة العصر هنا قيل إن العصر هو الدهر يعني الزمان، وقيل إن العصر هو وقت العصر وقيل إن العصر هو صلاة العصر إلى آخر ما قيل والصواب في هذا والله تعالى أعلم أن العصر هو الزمان يعني الدهر أقسم الله تبارك وتعالى به تفخيماً لأمره لما لأنه هو محل النجاة أو الخسارة الوقت من أعظم النعم التي أنعم الله عز وجل بها عليك لأنك إذا استثمرته فإنك تكون من أهل النجاة وإلا تكون من أهل الخسارة. ولاحظ يا رعاك الله أن الله عز وجل أقسم بالعصر وهو مخلوق والله عز وجل له أن يقسم بما شاء من خلقه تعظيماً لهذا المخلوق الله عز وجل إذا أقسم بمخلوق كالعصر كالسماء ذات البروج، كالسماء والطارق إلى غير ذلك فإن الله عز وجل له أن يقسم من خلقه بما يشاء ولكن المخلوق ليس له أن يحلف أو يقسم إلا بالله تبارك وتعالى لما في الصحيحين من قوله صلى الله عليه وسلم: «من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت». إذا أردت الحلف عندك طريق واحدة فقط أن تحلف بالله أو لا تحلف، ليس في الإسلام حلف إلا بالعظيم تبارك وتعالى، وأما سواه فلا يجوز الحلف به، بل الحلف بغيره تبارك وتعالى شرك بالله، قال صلى الله عليه وسلم فيما خرج أحمد وغيره بإسناد صحيح «من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك» إذن لا يجوز الحلف إلا بالله تبارك وتعالى. |
شرح الأصول الثلاثة لفضيلة الشيخ أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي المدرس بالمسجد النبوي جزاه الله تعالى خير الجزاء http://up.top4top.net/downloadf-126iwzk2-rar.html http://www.salehs.net/dr.htm ************************** قال( وَالْعَصْرِ ) ما جواب القسم، ( إنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ) الإنسان هنا المراد به جنس الإنسان يعني كأنه قال إن الناس لفي خسر بدليل الدليل على أنه أراد جنس الإنسان يعني جميع الناس أنه استثنى فقال( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) الاستثناء كما يقولون معيار العموم، إذن الناس كلهم حكم الله عز وجل أنه في خسارة وصدق الله الناس كلهم في خسارة باستثناء من سمى الله عز وجل وذكر والخسارة نوعان قد تكون خسارة مطلقة وهذه للكفار عافاني الله وإياكم منها الذين خسروا أنفسهم وأهلهم يوم القيامة نسال الله عز وجل العافية من حالهم هؤلاء لهم الخسارة المطلقة. وهناك خسارة جزئية خسارة نسبية وهي خسارة العصاة خسارة أهل الكبائر الذين ما تاب الله عز وجل عليهم وما غفر الله تبارك وتعالى لهم، فإن هؤلاء لهم خسارة ولكن ليست خسارة مطلقة لأنهم إن لم يعفو الله عز وجل عنهم فإنهم سيعذبون وسينالهم من غضب الله عز وجل وناره عافاني الله عز وجل وإياكم فقد تحقق في حقهم أن لهم خسارة لكن ليست خسارة تامة أو خسارة مطلقة. ثم استثنى الله عز وجل استثنى من؟ استثنى أهل المسائل الأربع السابقة، إلا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر، هؤلاء الذي حققوا الأمور الأربعة أو هذه الأمور الأربعة تقابل المسائل الأربعة السابقة، العلم يقابله الإيمان لماذا؟ قال العلماء لأن الإيمان مستلزم للعلم يعني العلم لازمه الإيمان فذكر سبحانه وتعالى المستلزم وهو الإيمان؛ لأنه لا يمكن أن يكون هناك إيمان ألبتة إلا بعلم، كيف يمكن أن تعبد الله عز وجل إذا كنت لا تعلم هذا المعبود إذا كنت لا تعلم الرسالة ولا تعلم الرسول ولا تعلم تفاصيل هذا الدين إذن لا يمكن أن تكون مؤمناً إلا بقدر من العلم إذن العلم لازمه الإيمان. |
شرح الأصول الثلاثة لفضيلة الشيخ أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي المدرس بالمسجد النبوي جزاه الله تعالى خير الجزاء http://up.top4top.net/downloadf-126iwzk2-rar.html http://www.salehs.net/dr.htm ************************** إذن أشار سبحانه وتعالى إلى هذه المسألة الأولى بقوله: (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا) المسألة الأولى ما هي ؟ العلم يقابلها في الآية (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا) بأي دلالة؟ قال العلماء بدلالة اللزوم، (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا) ثم قال: (وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) هذه هي المسألة الثانية وهي العمل به العمل بالعلم ثم قال: (وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ) التواصي بالحق هو المسألة الثالثة وهي الدعوة إليه. الأمر الرابع (وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) المسألة الرابعة وهي الصبر على الأذى فيه ولاحظ معي أن المذكور في هذه السورة العظيمة فيه ذكر عموم وخصوص قال: (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) مع أن الإيمان في الشريعة يتضمن العمل الصالح الذي دل عليه الكتاب والسنة وإجماع العلماء أن الإيمان مكون من ثلاثة أمور، من اعتقادٍ قلبي ومن قولٍ لساني ومن عملٍ بالجوارح، كيف هنا يقول (وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) والعطف يقتضي المغايرة ؟ الجواب أن العطف لا يقتضي المغايرة في كل حال بل هناك أحوال لا يكون فيها العطف بالواو يقتضي المغايرة ومنها هذه الحال، قال العلماء هذا من باب عطف الخاص على العام يعني عطف البعض على الكل من باب عطف البعض على الكل كما في قوله: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى) أليست الصلاة الوسطى من الصلوات ؟ ولكن ذكر البعض بعد الكل تنبيهاً على هذا البعض إذن (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) أليس التواصي بالحق والتواصي بالصبر من العمل الصالح ؟ إذن لماذا عطفه عليه؟ كما قلنا آنفاً من باب الخاص بعد العام أو باب ذكر البعض بعد الكل. |
شرح الأصول الثلاثة لفضيلة الشيخ أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي المدرس بالمسجد النبوي جزاه الله تعالى خير الجزاء http://up.top4top.net/downloadf-126iwzk2-rar.html http://www.salehs.net/dr.htm ************************** قال -: (قال الشافعي -: لو ما أنزل الله حجة على خلقه إلا هذه السورة لكفتهم, وقال البخاري : باب العلم قبل القول والعمل). يقول:(قال الشافعي -) هو الإمام العظيم محمد بن إدريس الشافعي - وهو أحد الأئمة الأربعة وأقربهم نسباً من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد سنة خمسين ومائة للهجرة وتوفي سنة أربع ومائتين للهجرة، هذا الإمام الجليل علَّق على هذه السورة تعليقاً عظيماً قال: (لو ما أنزل الله حجة على عباده إلا هذه السورة لكفتهم) مراده - أنه في باب العلم والعمل والدعوة والصبر لو ما أنزل الله في هذا الباب إلا هذه السورة لكفتهم ليس مراده أن هذه السورة تكفي عن الدين كله في شرائعه جميعاً وجميع عباداته جميعاً في الصلاة والزكاة والحج والصيام هذه السورة ليس مذكوراً فيها هذا الأمر إنما مراده حجة في هذه المسائل المهمة الأربعة وهي العلم والعمل والدعوة والصبر. وجاء عنه رواية في هذا الأثر وهو أقرب إلى المعقول وأقرب إلى المفهوم، وهو أنه قال : " لو تدبر الناس في هذه السورة لكفتهم " لأنها عند التأمل تدل على الدين كله، إما بدلالة المطابقة وإما بدلالة التضمن وإما بدلالة اللزوم. نختم بكلمة البخاري -، الإمام البخاري هو الإمام الجليل محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري المولود سنة 194 وتوفي سنة 256 صاحب الكتاب العظيم كتاب صحيح البخاري الذي هو أصح الكتب في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإطلاق هذا الإمام الجليل بوب باباً يعني ذكر باباً في كتابه الصحيح قال فيه: (باب العلم قبل القول والعمل) والدليل انظر هنا تعليم أيضاً الإمام البخاري لنا أن نأخذ العلم بماذا؟ بدليله نأخذ الفائدة بدليلها، قال والدليل قوله تعالى: (فَاعلَمْ) لاحظ أن الأمر جاء بماذا بالعلم فاعلم أنه لا إله إلا الله ثم عطف على هذا بماذا ؟ بالعمل اللساني قال : واستغفر لذنبك وللمؤمنين، إذن بدأ الله تبارك وتعالى أولاً بالعلم ثم ثنى بماذا؟ ثنى بالعمل إذن العلم قبل القول والعمل. |
شرح الأصول الثلاثة لفضيلة الشيخ أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي المدرس بالمسجد النبوي جزاه الله تعالى خير الجزاء http://up.top4top.net/downloadf-126iwzk2-rar.html http://www.salehs.net/dr.htm ************************** قال -: (اعلم رحمك الله أنه يجب على كل مسلم ومسلمة تعلم هذه الثلاث مسائل والعمل بهن، الأولى: أن الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا بل أرسل إلينا رسوله فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار"، والدليل قوله تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيكم فِرْعَوْنَ رَسُولًا فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا) المؤلف - أشار في هذه المقدمة الثانية في هذا المتن العظيم الذي هو الثلاثة الأصول، أشار إلى أنه يجب على كل مسلم ومسلمة أن يتعلم هذه المسائل الثلاث التي سيأتي ذكرها، وأن يعمل بهن، هذا أمر واجب عينيٌ على كل مسلم ومسلمة، ومن تأمل في هذه المسائل التي أوردها الشيخ -، يدرك أنها حَرية بذلك؛ بل الشأن فيها أرفع من كونها واجبة، فهذا الذي ذكره الشيخ من أصول الإيمان ومن معاقد الدين، ومما لا يصح الإسلام إلا باعتقاده والعمل به، مسائل ثلاث ومر معنا في درس الأمس؛ مسائل أربع إذاً أضحى ما أتحفنا به المؤلف - أضحى سبع مسائل يجب على كل مسلم ومسلمة أن يتعلمها. المسائل التي وجبت أو تعلمنا وجوبها هي: العلم، والعمل، والدعوة، والصبر على الأذى. أما هذه المسائل فالشأن فيها أدق، والبحث فيها أخص. المسألة الأولى: يجب عليك يا عبد الله أن تعلم أن الله عز وجل خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا، الله عز وجل هو الخالق؛ هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض؟ ولا يوجد موجود إلا وهو أحدُ أمرين إما أن يكون خالقاً أو مخلوقاً. والخالق هو الله عز وجل وحده، وما سواه فمخلوق. وهو الرازق –جل وعلا هو الذي ينعم على عباده ويتفضل عليهم بالرزق، فالرزق صفة له سبحانه وتعالى، فلا أحد يرزق سواه جل وعلا. إذاً الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا، ( أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ) قال السلف رحمهم الله تعالى "لا يؤمر ولا ينهى"، هذا عبث ينزه الله تبارك وتعالى عنه، (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ) فتعالى الله، فتعالى الله عز وجل عن هذا الظن؛ بل هذا هو ظن المشركين الكفار، (ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا) وأما المؤمن فإنه يعلم أن الله تبارك وتعالى ماخلق هذا الخلق عبثاً، ولاخلق هذا الخلق سدى، إنما خلق الخلق لحكمة عظيمة. ونحن معاشر المسلمين نؤمنأن الله تبارك وتعالى متصف بالحكمة؛ حكمة يفعل الله عز وجل لأجلها، ويُقدِّر لأجلها، ويخلق لأجلها، ويشرع لأجلها، حكمة بالغة له تبارك وتعالى, الله عز وجل إذا خلق وإذا فعل، وإذا قدَّر، وإذا شرع؛ فإنما كان هذا منه لحكمة يحبها تبارك وتعالى, فالله موصوف بالحكمة وهو الحكيم؛ يعني ذو الحكمة، ينزه جل وعلا عن أن يكون شيءٌ منه عن عبث، هذا يتعالى ويتنزه عنه تبارك وتعالى. |
شرح الأصول الثلاثة لفضيلة الشيخ أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي المدرس بالمسجد النبوي جزاه الله تعالى خير الجزاء http://up.top4top.net/downloadf-126iwzk2-rar.html http://www.salehs.net/dr.htm ************************** إذاً الله عز وجل خلق الخلق لحكمةٍ، فما هي هذه الحكمة؟ هذه الحكمة هي: الحق. ﴿وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ﴾، الله عز وجل أراد أن يكون الحق, وما هو هذا الحق؟ هذا الحق هو: غايةٌ مرادةٌ من العبادِ، وغايةٌ مرادةٌ بالعبادِ. إذاً انتبه الغاية من خلق الناس، تحقيق أمرين: قال أهل العلم: "هما أمران غايةٌ مرادةٌ من العباد، وغايةٌ مرادةٌ بالعباد". أما الغايةٌ المرادةٌ من العباد؛ فإنها عبادة الله عز وجل وحده، قال سبحانه: ﴿وَمَاخَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ قال سبحانه: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً﴾ إذاً يتلخص لنا أن الغاية من العباد؛ غاية مطلوبة من العباد هي: تحقيق معرفة الله عز وجل بأسمائه وصفاته، ثم عبادته تبارك وتعالى، { لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً }، لتعلموا: هذه اللام ماهي؟ لام الحكمة؛ التي يسميها علماء اللغة: "لام التعليل"، فالله عز وجل خلق الخلق؛ لأجل أن يعرفوه تبارك وتعالى بأسمائه وصفاته، { لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً }. أما الغاية التي تتبع هذه فهي القيام بالعبودية لله تبارك وتعالى، { وَمَاخَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } |
|
شرح الأصول الثلاثة لفضيلة الشيخ أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي المدرس بالمسجد النبوي جزاه الله تعالى خير الجزاء http://up.top4top.net/downloadf-126iwzk2-rar.html http://www.salehs.net/dr.htm ************************** أما الغاية المرادة بالعباد؛ الشيء الذي أراده الله تبارك وتعالى بالعباد، فهو جزاؤهم؛ يجازيهم تبارك وتعالى على الحسنات بفضله، ويجازيهم على السيئات بعدله. أما فضله؛ فهو الجنة ونعيمها، وما يتبع ذلك. وأماجزاؤه بالعدل فهو النار والعذاب _ عافاني الله وإياكم _من ذلك. إذاً؛ الخلاصة التي نصل إليها، أن الغاية من خلق الخلق هي ماذا؟ أمران: غاية مرادة من العباد، وهي أن يعرفوه ثم يعبدوه وحده لاشريك له، وأما الغاية المرادة بهم؛ فهي ماذا؟ جزاؤهم عدلاً أو فضلاً. الفضل؛ جزاءٌ لماذا؟ للحسنات، للإيمان، للتوحيد. والعدل جزاءٌ للسيئات، والكفر به سبحانه وتعالى، ومحاداته ومحاداة رسوله صلى الله عليه وسلم ﴿ وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَىكُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ﴾. إذن هذا هو الذي خلق الله عز وجل الخلق من أجله. قال -: (خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا، بل أرسل إلينا رسولاً، فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار). الله عز وجل من رحمته سبحانه وتعالى أرسل الرسل، وأنزل الكتب، لكي يكون هؤلاء الرسل وسائط بين العباد وبين الله تبارك وتعالى, فيعرِّفون العباد أولاً: بالله عز وجل، ويعرفونهم ثانياً: بما يحب وبما يكره، يعني يعرفونهم بالوسيلة التي توصل إليه تبارك وتعالى, ثم يعرفونهم ثالثاً: بالجزاء؛ إن أطاعوا ماذا لهم؟ وإن عصوا ماذا عليهم؟ إذن؛ تتلخص وظيفة الرسل الذين أرسلهم الله تبارك وتعالى في هذه الأمور الثلاثة: تعريف العباد بربهم تبارك وتعالى. تعريفهم بالطريق الموصلة إليه جل وعلا؛ ماذا يحب فيعملون، وماذا يبغض فيجتنبون. تعريف العباد بجزائهم إن أطاعوا، أو عصوا. هذه خلاصة دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام، ثم استدل على هذا بقوله جل وعلا: { إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً } |
|
شرح الأصول الثلاثة لفضيلة الشيخ أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي المدرس بالمسجد النبوي جزاه الله تعالى خير الجزاء http://up.top4top.net/downloadf-126iwzk2-rar.html http://www.salehs.net/dr.htm ************************** الله عز وجل لم يكن بعثته لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم شيئاً جديداً منه تبارك وتعالى, بل هذه سنته في خلقه من قبل، لم يزل الله عز وجل يبعث الرسل لأجل تحقيق الغاية التي أرادها –تبارك وتعالى من الخلق، ﴿ قُلْ مَاكُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ ﴾ ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً ﴾. إذاً الله عز وجل بعث نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم كما بعث الأنبياء قبله، ومن أولئك نبي الله وكليمه موسى عليه السلام، ﴿كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً﴾؛ هو موسى عليه السلام، ماذا كانت النتيجة؟ كانت النتيجة أن عصى هو وقومه، ﴿فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً﴾, أخذه الله عز وجل أخذاً شديداً، وعذبه سبحانه عذاباً عظيماً، ﴿ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴾ إذاً هذا الذي حصل لمن كفر بالله عز وجل وهو فرعون وقومه سيحصل لمن عصى نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم وأبى الانقياد له، من لم يرفع رأساً بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم فإنه جدير وحقيق بأن يصيبه ما أصاب من عصى من قبل؛ فرعون ومن كان على شاكلته، فلتعلم يا عبد الله ذلك. الأمر عظيم، هذه قضية يجب أن تكون نصب عين كل إنسان، الله ما خلقنا لنأكل وما خلقنا لنشرب وما خلقنا لنشتغل بالوظائف والأعمال، الله عز وجل خلقنا لأجل طاعته تبارك وتعالى, فلا يجوز أن تكون هذه الحكمة العظيمة غائبة عن العباد، هذه القضية يجب أن تكون في أُسِّ اهتمامك وفي أساس تفكيرك يا عبدالله. خلقك الله عز وجل وأمدك بالنعم وربَّاك تربيةً إيمانية وتربيةً حسية، كل ذلك لتحقيق عبودية الله تبارك وتعالى. إذن في كل خطوةٍ تخطوها في هذه الحياة يجب أن تستحضر هذا الأمر فتكون أفعالك فتكون حركاتك وسكناتك كلها منطلقة من هذا الأصل الذي أنت مستيقنٌ به أنك عبدٌ لله عز وجل أنك مطيعٌ لرسوله صلى الله عليه وسلم وينتظرك في الآخرةِ الجزاء فإن أطعت الله وأطعت رسوله صلى الله عليه وسلم فأبشر بالخير أنت على طريق النجاة، أنت من الفائزين عند الله عز وجل وهذا هو الفوز الحقيقي هذا هو الفوز العظيم، أما من غلبت عليه الشقوة وانصرف عن هذه الحقيقة العظيمة فليبشر بما يسوءه، فأخذناه أخذاً وبيلا. |
شرح الأصول الثلاثة لفضيلة الشيخ أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي المدرس بالمسجد النبوي جزاه الله تعالى خير الجزاء http://up.top4top.net/downloadf-126iwzk2-rar.html http://www.salehs.net/dr.htm ************************** قال -: (الثانية: أن الله لا يرضى أن يُشرك معه أحدٌ في عبادته لا ملكٌ مقرَّب ولا نبيٌ مرسَل والدليل قوله تعالى { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا }. هذه المسألة الثانية: وهي مسألة عظيمة فتنبه لها يا عبد الله أن الله عز وجل لا يرضى بالشرك به هذه قضية يجب أن تكون معلومة لك القضية الأولى يجب أن تعلم أن الله خلقنا لغاية عظيمة وهي غاية مرادةٌ بنا وغاية مرادةٌ منا، الغاية المرادة منا أن نعبد الله عز وجل، والغاية المرادة بنا أن نُجازى على أعمالنا. الحقيقة الثانية والمسألة الثانية: أن الله عز وجل لا يرضى الشرك به سبحانه وتعالى، فالشرك مبغُضٌ لله سبحانه أشد البغض منه تبارك وتعالى هو للشرك به سبحانه وتعالى، الله عز وجل أغنى الشركاء عن الشرك فمن أشرك مع الله تبارك وتعالى شيئًا، فإن الله عز وجل يتركه وما أشرك، الشرك بالله عز وجل هو جعل غير الله عز وجل عِدلًا لله سبحانه وتعالى، بمعنى أن يجعل غير الله سبحانه وتعالى أن يجعل له شيئًا مما يختص به سبحانه وتعالى، وما يختص به جل وعلا ثلاثة أمور: الربوبية، والأسماء والصفات، والألُوهية، الربوبية شيءٌ اختص الله تبارك وتعالى به، فالخلق والرزق والتدبير وما إلى هذه المعاني شيءٌ اختص الله تبارك وتعالى به، فمن جعل لغير الله عز وجل شريكًا مشاركًا مضارعًا لله عز وجل في شيءٍ من معاني الربوبية فإنه يكون قد وقع في الشرك. |
الإخلاص والمتابعة لفضيلة الشيخ أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي المدرس بالمسجد النبوي جزاه الله تعالى خير الجزاء http://www.salehs.net/dr.htm رابط |
شرح الأصول الثلاثة لفضيلة الشيخ أ. د. صالح بن عبد العزيز سِندي المدرس بالمسجد النبوي جزاه الله تعالى خير الجزاء http://up.top4top.net/downloadf-126iwzk2-rar.html http://www.salehs.net/dr.htm ************************** الأمر الثاني: الأسماء والصفات، لله عز وجل أسماء وصفات اختص بها، فمن جعل هذه الصفات لله عز وجل لغيره سبحانه وتعالى فقد أشرك مع الله تبارك وتعالى، من قال إن غير الله عز وجل مثل الله هو الأول وهو الآخر وهو الظاهر وهو الباطن نقول قد وقع في ماذا؟ في الشرك بالله عز وجل، رب السموات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته. ماذا؟ هل تعلم له سميا؟ ليس هناك سميٌ لله يعنى ليس هناك كُفؤًا لله عز وجل، ولا نظير لله عز وجل إذاً من جعل شيئًا مما اختص الله عز وجل من الصفات لغيره فقد أشرك بالله عز وجل. الأمر الثالث: الشرك مع الله عز وجل في الأمر العظيم الذي اختص به ثالثا وهو عبادته جل وعلا، العبادة حقٌ لله خالص لا يجوز ألبتة أن تكون عبادة لغير الله سبحانه وتعالى فمن جعل غير الله معبودًا فقد أشرك مع الله سبحانه، هذا الشرك بالله لا يرضاه الله لا يحبه، الله يغضبُ على من فعله، وعلى من وقع في هذا الأمر أن يكون من هذه القضية على ذُكر، انتبه الله لا يرضى أن يشرك معه غيره حتى لو كان نبيًا مرسلاً أو ملكًا مقربًا، وبالتالي فمن دونهم من باب أولى، إذا كان الله لا يرضى أن يشرك معه في عبادته أو في ربوبيته أو في أسماءه وصفاته ولو كان ملكًا مقربًا أو نبيًا مرسلاً فكيف بغيره ؟! |
|
إذًا على الإنسان أن يحذر من هذه القضية العظيمة الشرك أكبر جريمةٍ على وجه الأرض، الشرك هو الذنب الوحيد الذي لا يُغفر ألبته لمن مات عليه، كل ذنبٍ عدا الشرك فإنه قابل للمغفرة، أما الشرك فمستحيل من مات وقد بقي على شركه وما تاب إلى الله منه فهذا لا أمل له هذا يائس من رحمة الله، فأولئك يئسوا من رحمتي { إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء } الشرك بالله عز وجل هو الذنب الوحيد الذي يحبط جميع الأعمال، الشرك بالله إذا وقع فيه الإنسان ومات عليه فإنه والعياذ بالله يبطل كل حسنة وكل عملٍ صالح قام به الإنسان في حياته، سبحان الله العظيم أمرٌ خطيرٌ جدًا، أرأيت لو أن إنسانًا عاش في هذه الحياة ثمانين أو تسعين سنة قضاها أو قضى عامتها في طاعة وخير وصلاة وصيام وزكاة وحج وعمرة وذكر وتلاوة قرآن وقيامٍ لليل لكن في آخر دقيقة في حياته أشرك مع الله عز وجل دعا غير الله قال يا سيدي فلان المدد المدد، أشرك مع الله عز وجل في ماذا؟ في ماذا؟ في الدعاء وهل الدعاء عبادة؟ من الذي قال هذا؟ نبينا صلى الله عليه وسلم قال لنا الدعاء هو العبادة هذا ليس كلامنا هذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم, قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «الدعاء هو العبادة» انتهت القضية بتَّ في هذه القضية نبينا صلى الله عليه وسلم، إذا كان الدعاء عبادةً إذًا هذا حقٌ لمن ؟ لله عز وجل من صرفه لغيره من أدى هذا الحق لغير الله ماذا يكون؟ يكون مشركًا مع الله عز وجل، إذًا من دعى غير الله ماذا يكون؟ يكون مشركًا ثم مات هذا الإنسان ما مصير ثمانين سنة كلها أعمال صالحة؟ ما مصيرها يا جماعة؟ لا شيء ﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءًا مَنْثُورًا﴾ بسبب ماذا ؟ الشرك " يا سيدي فلان المدد " أربعة كلمات كم أخذت من الوقت؟ خمس ثواني ولا أقل هذه الثواني القليلة لأنه وقع فيها شرك أصبحت هادمة لكل تلك الحسنات في كل تلك السنين، إذًا أي شيء أخطر من الشرك بالله عز وجل ؟، قضية عظيمة ولذلك كلما عظُم إيمان المسلم كان خوفه من الشرك أعظم، خذها قاعدة كلما كان إيمان الإنسان أعظم كلما كان خوفه من الشرك أعظم ولذا تأمل قول الله جل وعلا عن إبراهيم عليه السلام { وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَام } سبحان الله! إبراهيم عليه السلام ومَنْ إبراهيم ؟ أفضل البشر على الإطلاق بعد نبينا صلى الله عليه وسلم، خليل الله عز وجل الله ما اتخذ من البشر خليلاً إلا اثنان، اتخذ نبينا صلى الله عليه وسلم واتخذ إبراهيم خليلاً إمام الموحدين أبو الأنبياء عليه الصلاة والسلام ومع ذلك يدعو الله عز وجل دعاءًا حارًا يقول { وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَام } لمَ ؟ لأنه يعلم خطر الشرك بالله عز وجل مع أنه نبي ورسول ومعصوم من الوقوع في الشرك ومع ذلك يخاف على نفسه قال إبراهيم التيمي -: فمن يأمن البلاء بعد إبراهيم؟ من يأمن البلاء بعد إبراهيم؟، إذا كان إبراهيم عليه السلام وهو هو يخشى ويخاف على نفسه ويدعو الله أن يجنبه وبنيه عبادة الأصنام فكيف بنا يا أيها الإخوان؟، |
|
الشرك بالله عز وجل ذنبٌ لا يمكن أن يقارن به غيره ألبته ولذا شدَّد الله سبحانه وتعالى في شأنه أعظم تشديد وصوَّره بأقبح صورة قال: { وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيق } خطورة عظيمة لمن يقع في الشرك بالله تبارك وتعالى، إذًا عليك يا عبد الله أن تحذر من ذلك، الله عز وجل لا يمكن أن يرضى أن يُشرك به تبارك وتعالى حتى ولو كان هذا الذي جُعل شريكًا لله عز وجل ذا مرتبة عظيمة حتى لو كان نبيًا، حتى لو كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام الذي هو خير البرية عليه الصلاة والسلام ومع ذلك يجب أن تعرف أن لله حق وأن للنبي صلى الله عليه وسلم حق، فالربُّ ربٌ والعبدُ عبدٌ نبينا صلى الله عليه وسلم رسولٌ من عند الله عز وجل وهو أقرب البشر وأحبهم عند الله تبارك وتعالى ومع ذلك لا يجوزُ أن تصرف العبادةُ له عليه الصلاة والسلام، نبينا صلى الله عليه وسلم عبدٌ لا يُعبد ورسولٌ لا يُكذَّب، بل يُطاع ويُتَّبع عليه الصلاة والسلام بل هو صلى الله عليه وسلم الذي علَّمنا هذا الأمر، ولذلك اشتد غضبه صلى الله عليه وسلم لرجلٍ قال ما شاء الله وشئتَ، أخطأ في العبارة قال ماذا؟ ما شاء الله وشئتَ غضب عليه الصلاة والسلام اعتبر هذه الجملة جملةً قبيحة، فقال: «أجعلتني لله ندًا؟ قل ما شاء الله وحده» عبارة فقط، فكيف لو سمع النبي صلى الله عليه وسلم من يقول يا رسول الله أغثني، من يقول يا رسول الله اغفر ذنبي، من يقول يا رسول الله المدد المدد ؟ ما ظنكم أن يفعل نبينا صلى الله عليه وسلم؟ والله إنه ليغضب من هذا القائل أعظم من غضبه لمن قال ما شاء الله وشئت، وهذا أمرٌ قطعي لا شك فيه ولا شبهة، |
الله عز وجل لا يرضى أن يُشرك به ولو كان هذا الذي أُشرك مع الله ملكًا مقربًا أو نبيًا مرسلاً طيب ما الدليل؟ لاحظ أن الشيخ -لا زال يعلمنا ويسير بنا على المنهج الصحيح وهو أن نتعلم العلم بماذا ؟ بدليله يعلمنا دائمًا الدليل خذ الحكم بدليله لا تأخذ هذا الكلام لأنه كلامي، لكن خذ هذا الكلام لأن عليه دليلاً من كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. قال-: (والدليل قول الله تعالى : { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا }. وأن المساجد لله، لله اللام هنا تقتضي الاختصاص، هذه اللام تدل على أن المساجد خاصةٌ لله عز وجل، وبالتالي لا يجوز أن يُشرك مع الله عز وجل أحد، ولاحظ أنه قال فلا تدعو مع الله أحدًا، كلمة أحدًا كلمةٌ نكرة وهي في سياق النهي، قال العلماء: "النكرة في سياق النهي تعم"، إذاً لا يجوز أن يُشرك مع الله عز وجل أي أحد ولو كان من كان. |
الساعة الآن 10:45 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir