![]() |
لوثات شيعية!!! (((متجدد)))
لوثات شيعيه !!!!!!!!!! هذه القصة حقيقة وهى لاحد اخوانى والذى نحترمه ونحبه كثيرا وان شاء الله يتيسر الامر وندعوه الى منتدانا ونجرى معه حوارا وهو الأخ نصير الصحابة الذي كان شيعيا فتسنن ولله الحمد تابعوا الحلقات فهى مثيرة ومليئة بالعبرة والعظة { لوثـات شيعية /1/ عليّ فوق السحاب } عندما كنت طفلا .. لم نكن نملك هذا المنزل الجميل الراقي ..وإنما كان بيتنا عبارة عن غرفتين من الخشب و.. ((حوش )) من الشينكو .. ولم نكن نعرف الكهرباء .. وحياتنا بدائيـــة وبسيـطة جـــدا .. واثناء هبوب العواصف غالبا مايطير سقف الغرفـــة .. إذا لم يكن مبنيا بشكل جيد .. أذكر في إحدى المــرّات وكان الوقت بعد منتصف الليل .. ووالدي في عمله بائتــاً خارج المنزل ضربت عاصفة شديدة من (( السرّايات ))وهي نوع من العواصف يشبه الأعاصير ولكن بشكل أصغر .. كانت العاصفــة مصحوبة بالرعــد الذي يصـــم الآذان .. وبالأمطار الغزيرة مثـــل أفـــواه القـِرب .. التي تتسبب بالسيــــول العارمة فتجرف كل شيء في طريقها ...وكانت حبات البــَرد تتساقط بشكل كثيف ... فلما دخلت المياه غرفتنــا البسيطـــة .. وضعت أمي أطفالها الخمسة والذين أنا من ضمنهم فوق (( المنضد ))وهو (( نوع من الكبتات له ست قوائم )) .. ماذا كانت تقول أمــّي في هذه اللحظات الرهيبة ... أذكر أنها تتلفظ بهذه الجملة ... (( علـــي بالرَعـَــد و محمّـــد بالقَعَـــد ))(( علـــي بالرَعـَــد و محمّـــد بالقَعَـــد )) ... وكانت تكررها طوال الليل .. وكأنها (( رقية شرعية )) .... ومعناها أن علي بن أبي طالب فوق السحاب مع الرعد .. وأن محمدا عليه الصلاة والسلام في الأرض يقعد معنا ... فهما يحمياننا من كل مكروه.. كنت أفهم ماتقول أمي جيدا ... المهم أنني كبرت وكبرت معي هذه اللوثة ... وكنت أعتقد أن أمي اخترعتها من عند نفسها ... ولكن اتضّح لي أن هذا مايلقنه مشايخ السوء والمعممين للعوام والمساكين من ابناء طائفـتنا ... فهم يقولون إن عليا في السحاب، وأن الرعد صوته ... والبرق سوطه ، ومنهم من إذا سمع صوت الرعد قال: عليك السلام يا أمير المؤمنين ،،، ولقد أشار إلـــى هـــــذا اسحاق بن سويد العدوي في قصيدة له برئ فيها من الخوارج والروافض والقدرية، منها: برئت من الخوارج لست منهم *** من الغَزَّالِ منهم وابــــن بـاب ومـــن قـــــوم إذا ذكـروا عليـا *** يـردُّون السلام على السَّحـاب وعقب الشيخ محي الدين عبد الحميد - رحمه الله - على هذا المعتقد بقوله: "ولا زلت أرى أطفال القاهرة يجرون وقت هطول الأمطار، ويصيحون في جريهم ((يا بركة عليّ زود)) .....أقول ... (( لعل هذا من بقايا العبيديين المتسمين زورا بالفاطميين )) أما الصفدي المتوفى عام (764هـ/1363م) فقد قال في ترجمة عبدالله بن سبأ : « عبد الله ابن سبأ رأس الطائفة السبئية ... فلما قتل علي زعم ابن سبأ أنه لم يمت لأن فيه جزءاً إلهياً ، وابن ملجم إنما قتل شيطاناً تصور بصورة علي ، وأن علياً في السحاب ، والرعد صوته ، والبرق سوطـــه ، وأنه سينزل إلى الأرض » .. ومنهم من يقول ( إنّ عليّا لم يمت، وإنّه في السحاب، وإذا نشأت سحابة بيضاء صافية منيرة مبرقة مرعدة قاموا إليها يبتهلون ويتضرّعون ويقولون: قد مرّ بنا في السحاب))! وقال البغدادي ( المتوفي 419ه) في الفّرْق بين الفِرق : ((وزعم بعض السبئية أنّ عليّا في السحاب، وأنّ الرعد صوته والبرق سوطه، ومن سمع من هؤلاء صوت الرعد قال: السلام عليك يا أمير المؤمنين، وروى عن الشاعر أنّه تبرّأ منهم وقال: ومن قومٍ إذا ذكروا عليّا يردّون السلام على السحاب)) .. وقال ابن حزم ( ـ 454ه) في الفصل: ((وقالت السبائية أصحاب عبداللّه بن سبأ الحميري اليهودي في عليّ... وإنّه في السحاب)). وقال صاحب البدء والتاريخ: ((وأما السبئية فإنّهم يقال لهم الطيارة، يزعمون انهم لا يموتون وإنمّا موتهم طيران نفوسهم في الغلس، وأنّ عليّا لم يمت وانه في السحاب، وإذا سمعوا صوت الرعد، قالوا: غضب عليّ)) .. وقال الاسفرائيني ( ـ 471ه) عن السبئية: ((وقال بعضهم هو في الغيم، والرعد صوته والبرق سوطه، وإذا سمعوا صوت الرعد قالوا: السلام عليك يا أمير المؤمنين)).ثمّ ذكر البيت ((ومن قوم إذا سمعوا...)) وقال أبو محمّد عثمان العراقي (ت: نحو 500ه): (( وأما السحابية: فهم طائفة يزعمون أنّ عليّا، ، مع كل سحاب، والرعد صوت عليّ. وما من نكاح إلاّ ويحضره عليّ .....)) [هذه هي اللوثات الشيعية التي جنوها على الإسلام ... يتبع ............... فتابعونا |
{ لوثــات شيعيــة .. /2/ ..عمود الغفران } أول زياراتي للأئمة كنت في سن ((14عاما)) فقد نذرت والدتي أن تزور الأئمة بعد شفــاء أخي المريض.. وأخذت تجمع مصاريف الرحلة .. وكلما وقع بيدها من نقود أخذت تصرّ المبلغ في طرف(( الشيلة )) .. وعلى شدة فقرنا وحاجتنا كانت تحرمنا ونحن أولادها من كل شيء تقريبا .. حتى تتمكن من توفير المبلغ .. بعد عامين من الصر والجمع .. كانت تظن أنها جمعت مبلغا كافيا .. استأجر والدي باص من نوع (( كوستر )) يكفي لــ 19 راكبا .. وركبنا وركب معنا اثنين من أخوالي وزوجاتهم وبعض ابنائهم ورجل آخر من اقربائنا .. ولاعجب فالأجر مدفوع والرحلة مجانية .. وعليهم نذور قديمة لزيارة الأئمة التى لم ينفذوها ويخافون أنه (( يشوّر بيهم الإمام )) .. فجائتهم فرصة لاتعوض .. امتلأ باص (( سيد حسين )) وسارت الرحلة الميمونه ...!!! كانت أولى محطات الرحلة زيارة (( الخضر )) ثم نبدأ تصاعديا الكوفة .. النجف .. كربلاء .. بغداد .. سامراء .. حيث (( الإمام الحجة )) .. وكل محطة فيها قصة .. ولكن سابدأ من المحطة الأخيرة ..لطرافة الموقف .. عند وصولنا للمحطة الأخيرة (( مرقد الإمام المهدي المنتظر )) .. استقبلنــا مصاصي الأموال على الأبواب (( زايــر عدكــم نــذور )) (( زايــرة عــدّج نــذر )) .. فكان الجواب بالرفض .. فمن أين لأهلــي النذور وهم بالكاد دبــّروا أجــرة الباص .. بعد أن حرموا أنفسهم من ملذات الحياة لعامين تقريبا .. ............ لم يفقد هذا المعمم الأمل بسلب مافي جيوبنا بأي طريقة فتفتــّق ذهنه عــن فكــرة ذكيـــة ... لسلب أموال هؤلاء (( الكوكبة من الـــزوّار المؤمنين الســـذّج )) .. أبــت نفســه الزكيـــة إلا أن يحصــل على شيء .. وكأنــه في (( لاس فيغــاس مدينة القمــار الأمريكية)) .. أخــذ المعمم يســايرنا من بوابة الســور المحيطة بمبنى السرداب .. وفجـــأة قفـــز إلى أمام الموكـــب ...!! تريدون الله يغفــر ذنوبكم تريدون تتلاقون ويـّـا الإمام ..!! طبعـــا الجواب معروف من المؤمنين ..!! .... فكان الجواب من الأكثرية : نعم ... شلون ..!! قال المعمــم : (( تشوفون هذا العمود .. اللي جــــدام باب الضريح )) ..قلنـــا :نعم .. قال : هذا هو عمـــود الغفــران .. من احتضنـــه وتشابكت يديه من خلف العمـــود .. دخل الجنة والتقى بالإمام .. هكذا بكـــل بســـاطة .. صدقت هذه المجموعة الساذجة دعواه .. ......... فكل منههم عنده مشكلة ويريد الحل .. فتقدم أحد أخوالي (( أبو ياسر )) لاحتضان هذا العمود .. كان يسابق على دخول الجنة ولقاء الإمام .. لعله كان يظن أن اللقاء مع الإمام سيكون بعد دقائـــق وليس في الآخرة .. اقترب من العمود ليحتضنه .. فقال له بطل (( لاس فيغاس سامراء )): ((.. زايــــر .. ترى لازم تنطـــي نذر للإمام ترى مايقبل .. )) .. فقال الخال المؤمن أبو يـــاسر بلهجته العراقية (( شـكثـــر النـذر بويـــا )) .. فأجاب المعم الجشع وكأننـا نحجز تذكرة سينمـــا : ((خمس دنانير )).... هنا تدخـــل والدي الذي كان شاطرا بهذه الأمـــور .. وبعد المكاسر والمفاصل تم الإتفـــاق على دينار واحد لكل فـــرد ... تقــدم الخال طالب الجنة واحتضن العمود ... ووقفنا ننتظــر .. فلم تلتقي اليدين .. مرة أخرى ... لم تلتق اليدين .. فناداني .. (( خالي خالي .. ده روح شوف أديني تلاقن يــو لا )) .. كان يدور ويدور ويدور ... ولا أمـــل .....!! عندهـــا .. فقد الجميع الأمل بلقاء الإمام ومضينــا حتى لانقامر بباقي المبلـــغ ... وتركوا خالي أبو ياســرخلفـــهم .. حيران أســـفا .. ليس على لقاء الإمام وإنمـــا على دينــــاره الذي ضاع ... كان خالي يدور حول العمــود محتضنا إيــاه بقـــوة وليس من أمل بتلاقي يديــه .... وكنت ألتفت إليــــه متعجبـــا وأنا أسير إلى باب الضريح ..................... لقد كان قطر العمـــود متـــرا كاملا ... ******* نحن نقرأ أن النبي صلى الله عليه وسلم انتزع من فم الحسين تمر الصدقة .. وأخبر بأنها لاتحل له ولا لآل بيته ... فمابال هؤلاء يتلقفون أموال الناس بكل طريق وبكل حيلة .. فهل هذه تربية آل البيت ... وهل هؤلاء سلالـــة آل البيت حقـــا ... رُوي في كتاب بحار الأنوار 96 / 74 وفي كتاب الخصال 1 / 32 عن الصادق عن ابيه ( ع ) قال : لا تحل الصدقة لبني هاشم الا في وجهين : ان كانوا عطاشا واصابوا ماء شربوا ، وصدقة بعضهم على بعض .... |
{ لوثــات شيعيــة .. /3/ .. إمام المجانين } سار بنا الباص يشق طريقه متجها نحو مرقد الخضر المزعوم ... ولا زلت أذكر الجسر الخشبي الذي يؤدي إلى المرقد ذي القبة الخضراء .. والذي بالكاد كان يتسع لمرور سيارة واحدة ... كان الوقت تقريبا بعد الظهر بقليل ... نزلنا من السيارة مبادرين بتقبيل كل ماتقع عليه أعيننا ... الأبواب .. الشبابيك .. الحيطان .. وكان مصاصي الأموال باستقبالنا كالعادة وليس على ألسنتهم غير تلك الجملة المعهودة دائما ... (( زاير عدكم نذور .. زايرة ماكو نذور )) ... كان الضريح أقل فخامة ومستوىً من باقي المراقد ... وأصغر مساحة .. عشرات المجانين مقيدين بالسلاسل .. ومربوطين في شبابيك القبر .. في منظر مأساوي يقطع القلوب ... أغلب هؤلاء المساكين من المرضي (( المغوليين )) (( طبعا عرفت ذلك لاحقا من أشكالهم )) ... وهؤلاء القيّمين على المرقد لايهمهم إلا استحلاب الدنانير والدراهم من جيوب أهالي هؤلاء المغوليين .. نظير مبالغ معينة .. فالمسألة سهلة بالنسبة إليهم (( إدفع)) واحصل على (( سلسلة وقفل )) .. ثم بعد ذلك فلتذهب إلى الجحيم أنت والمريض ... انخلعت الرحمة من قلوبهم ... قاتلهم الله .. كانت امرأة عجوز تدور على الزوّار .. وكانت تلبس حذاء صغيرا على قدميها ... وشكلها (( يكسر الخاطر )) ... طلبت من والدتي أن تعطيني (( درهم )) -- عملة عراقية في السبعينات -- فأعطيته لهذه المسكينة ... نهرها القيّم كبير البطن وأمرها بالإبتعاد ... فابتعدت كالخائفة .. حسدها هذا المؤمن !! على (( الدرهم )) ... بعد أن أدينا الواجب وجميع أنواع الشركيات ... ابتعدنا قليلا وجلسنا بين النخيل للغداء .. هنا تذكر والدي الصلاة فقام ليصلي .. كان الجميع منهمكين .. فيما والدي يصلي لوحده .. ماذا تفعل باقي المجموعة (( لاصلاة )) ... لم يصل أحد إلا الوالد ... في هذه اللحظات كان يدور بذهني سؤال (( إذن لماذا جاءوا ....؟؟ )) .. العشرات من الزوار والقادمين تحتل الصلاة آخر اهتماماتهم ... لافي المرقد ولافي خارج المرقد كانوا يرون وجوبها على كبير السن فقط أما الشباب فكان جوابهم (( عمــّي شمسوّي أصلي ... بايق ... ناهب )) ... بيئة جاهلة ... ومناسبة جدا لتكاثر الجراثيم المعممة ....... لايوجد اهتمام لهؤلاء الزوّار إلا الطواف حول القبور وطلب الشفاء والإستعانة بالأموات ..... أما الصلاة وذكر الله (( اغسل إيــدك )) .. ماعدا الكبار طبعا .. إن صليت تصبح نكته لمن حواليك من الزوار المؤمنين .. !!! لم نأخذ من الضريح إلا بعض الخرق الخضراء يسميها العراقيون (( العَلَــق )) تشد على الأيدي ... لدفع الضر واستجلاب النفع ... حملنا مااستطعنا وخرجنا من الضريح عصرا باتجاه الكـــوفة .... عبرنا غابات من النخيل .. أذكر أن الخال ابو ياسر قال بأن هذه المنطقة تسمى (( المشخاب )) .. ثم مررنا منطقة (( أبو صخير )) .... ثم (( الحيرة )) ....... (( الله أكبر ... هل تعرفون هذه المنطقة التى أصبحت مرتعا للأوباش والمشركين ... أنها أرض (( القادسية )) .. قادسية سعد بن أبي وقاص وخيل المثنى .. هنا صولات القعقاع .. وعمرو بن معدي كرب ... هنا سيوف المسلمين التى اقتلعت طغيان رستم .. كأني والله حاضرا أنظر للمعركة أمامي ... إنها جيوش عمر بن الخطاب تدك معاقل كسرى ... سبحان الله هل هذه الكوفة التى بناها الصحابة وعمّروها بالقرآن .. إين إشراقها ... أين علماؤها .. أين عبّادها .. أين زهـّـأدها ... أين الربيع بن خثيم أين .... وأين ... وأيــن .....؟؟؟ هذه كوفـــة أخرى ... أصبح مملؤة بالشياطين .... )) أغمضت عيني ورحت في نوم عميق ... عميق .. ... عميق ... انتبهت على صوت السائق يقول .... وصلــنا ... كان الوقت ليلا .. ولا أعلم مالذي نزور ... فكل شيء حولنا مكرر (( إمام وأئمة )) ... فكلها قبور وليس من جديد .... كان المصاصون منتشرون كالعادة ... لم يكن في اهتمامنا إلا النوم .. فمالذي حصـــل .....!!! |
لوثــات شيعيــة .. /4/ .. المرقد الغيرشريف } لم نجد مكانا مناسبا للنوم ... ومع ذلك قررنا المبيت بعد أن نكمل زياراتنا الشركية بسرعة ... في الكوفة مرقد مسلم بن عقيل والمحراب والمنبر ... (( مضاهاة للمسجد النبوي )) وكنا نحس بأنها أقل أهمية لذلك لم نهتم بها كثيرا فاقتصرنا على التجوّل ثم النوم قليلا حيث كنــا متعبين جدا ... كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه من أكثر الناس زهدا حتى أنه كان يرى في قصر الإمارة في الكوفة (( الذي نحن فيه الآن )) ترفا زائدا ..لذلك لم يسكن فيه واتخذ من المسجد ودارا قريبة متواضعة مكانا لإدارة الدولة الإسلامية .. فياللعجب ياأمير المؤمنين ياأيها الزاهد العابد من (( شيعتكم ومـدّعي حبكم )).. وهم يتفننّون في تشييد آثاركم المزعومة بالذهب والفضة .. فهل هم يحبونكم ياآل البيت حقا ... أم هو(( الجمع والإلتقاط )) ...!! منذ الصباح الباكر كان باص (( سيد حسين )) جاهزا ... كنت أتعجب من سيد حسين الذي لايهتم بأمور الزيارة لامن قريب ولا من بعيد وهو المعروف بما أنه يطلق عليه لقب (( سيـّد )) بأنه يتحـدّر من سلالة آل البيت ..!!! كان لايهتم إلا بالزبائن وعــد النقود .. وعندما نصل إلى أحد المراقد كان يتركنا ويذهب لتحميل الركــاب في المناطق القريبة حول المرقد ... كنت كلما أراه وهو يعــد حصيلة مشاويره ..أحس أن مراقد آبائه المزعومة لاتساوي عنده جناح بعوضة .... سار بنا الباص متجهــا إلى النجف ومع أن المسافة بين المدينتين لاتتعدى الـ 15عشر كيلومترا إلا إنني أحس بأنها طويلة جــدا .. وصلنا المرقد بسلام وشرعنا بالكفر والشرك بعد التوكــّل على الشيطان .. فكالعادة تقبيل الأبواب والشبابيك والجدران وكل ماتقع عليه أبصارنا ... كنــّا نقبّـل الشيء ثم نضع جباهنا على مكان القبلــة ... دلالة على الخضوع التــام ... مع التمسّح وإلصاق الوجوه بحرارة .. هذا كله ونحن لم نصل إلى مكان القبر إلى الآن .. كان العشرات من الزوّار يفعلون مثلنا تماما .. بينما أهل الطرابيش الخضر منتشرون في كل مكان وهم يرددون كالببغاءات(( نذور .. نذور .. ماكو نذور .. )) .. حتى أخذنا نشمئز منهم ونبطن لهم في قلوبنا الإحتقار .. كان في الصحن (( الشريف )) مئات العائلات يفترشون الأرض بصورة عشوائية .. يأكلون ويتكلمون وينامون بكل حرية وكأنهم في بيوتهم ... كنت أرى بعض النساء النائمات وقد انكشف عن هذه ساقها .. وتلك سقطت عبائتها .. وأخرى نائمة ومنكفئة على وجهها .. مما جعل الصحن (( الشريف )) غير شريف إطلاقًــا ...!!!!! دخلنا إلى المبنى فقال لنا (( القيـّم )) أبو طربوش أخضر الواقف عند الباب .. (( عيني ذبـّوا نعولكم )) إنتم بحضرة الإمام .. وكان هناك مكانا لوضع الأحذية ويقوم عليه أحد مصاصي الدماء ... فلا يستقبل منك الحذاء إلا بعد أن تدفع (( درهم )) .. وتخيلوا ونحن نبيت في المرقد ونحتاج للدخول عشرات المرّات .. فكم من الدراهم سوف تذهب لبطون هؤلاء المعمميــّن ....!! دخلنا إلى مكان القبر وهو الذي ثبت تاريخيا أنه(( قبر الصحابي الجليل المغيرة بن شعبة )) وليس قبر علي بن أبي طالب الذي دُفن في قصر الإمارة بالكوفة .. وعـُمِّي قبره عن الناس لئلا تنبشــه الخوارج ....... فبدأنا بالطواف حول القبر والتمسح بالشباك وتقبيله وطلب الشفاء والعون والنصرة ..كان الناس يطوفون الأشواط حول القبر بلا عدد ولا حساب ...وكان الزحام شديدا والإختلاط بين الرجال والنساء أثناء الزحام شيء طبيعي جدا ... كنت أمسك يد والدتي التي أخذت ورقة نقدية ورمت بها داخل الشباك .. فوقفت لأنظر أين تسقط هذه الورقة النقدية .....اقتربت بوجهي من الشباك ... فرأيت عجبـــاً وشيئا مهــولا .....!! فما الذي أبصرته عيناي ...!!! ......... يتبع .. |
{ لوثــات شيعيــة .. /4/ .. المرقد الغيرشريف } لم نجد مكانا مناسبا للنوم ... ومع ذلك قررنا المبيت بعد أن نكمل زياراتنا الشركية بسرعة ... في الكوفة مرقد مسلم بن عقيل والمحراب والمنبر ... (( مضاهاة للمسجد النبوي )) وكنا نحس بأنها أقل أهمية لذلك لم نهتم بها كثيرا فاقتصرنا على التجوّل ثم النوم قليلا حيث كنــا متعبين جدا ... كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه من أكثر الناس زهدا حتى أنه كان يرى في قصر الإمارة في الكوفة (( الذي نحن فيه الآن )) ترفا زائدا ..لذلك لم يسكن فيه واتخذ من المسجد ودارا قريبة متواضعة مكانا لإدارة الدولة الإسلامية .. فياللعجب ياأمير المؤمنين ياأيها الزاهد العابد من (( شيعتكم ومـدّعي حبكم )).. وهم يتفننّون في تشييد آثاركم المزعومة بالذهب والفضة .. فهل هم يحبونكم ياآل البيت حقا ... أم هو(( الجمع والإلتقاط )) ...!! منذ الصباح الباكر كان باص (( سيد حسين )) جاهزا ... كنت أتعجب من سيد حسين الذي لايهتم بأمور الزيارة لامن قريب ولا من بعيد وهو المعروف بما أنه يطلق عليه لقب (( سيـّد )) بأنه يتحـدّر من سلالة آل البيت ..!!! كان لايهتم إلا بالزبائن وعــد النقود .. وعندما نصل إلى أحد المراقد كان يتركنا ويذهب لتحميل الركــاب في المناطق القريبة حول المرقد ... كنت كلما أراه وهو يعــد حصيلة مشاويره ..أحس أن مراقد آبائه المزعومة لاتساوي عنده جناح بعوضة .... سار بنا الباص متجهــا إلى النجف ومع أن المسافة بين المدينتين لاتتعدى الـ 15عشر كيلومترا إلا إنني أحس بأنها طويلة جــدا .. وصلنا المرقد بسلام وشرعنا بالكفر والشرك بعد التوكــّل على الشيطان .. فكالعادة تقبيل الأبواب والشبابيك والجدران وكل ماتقع عليه أبصارنا ... كنــّا نقبّـل الشيء ثم نضع جباهنا على مكان القبلــة ... دلالة على الخضوع التــام ... مع التمسّح وإلصاق الوجوه بحرارة .. هذا كله ونحن لم نصل إلى مكان القبر إلى الآن .. كان العشرات من الزوّار يفعلون مثلنا تماما .. بينما أهل الطرابيش الخضر منتشرون في كل مكان وهم يرددون كالببغاءات(( نذور .. نذور .. ماكو نذور .. )) .. حتى أخذنا نشمئز منهم ونبطن لهم في قلوبنا الإحتقار .. كان في الصحن (( الشريف )) مئات العائلات يفترشون الأرض بصورة عشوائية .. يأكلون ويتكلمون وينامون بكل حرية وكأنهم في بيوتهم ... كنت أرى بعض النساء النائمات وقد انكشف عن هذه ساقها .. وتلك سقطت عبائتها .. وأخرى نائمة ومنكفئة على وجهها .. مما جعل الصحن (( الشريف )) غير شريف إطلاقًــا ...!!!!! دخلنا إلى المبنى فقال لنا (( القيـّم )) أبو طربوش أخضر الواقف عند الباب .. (( عيني ذبـّوا نعولكم )) إنتم بحضرة الإمام .. وكان هناك مكانا لوضع الأحذية ويقوم عليه أحد مصاصي الدماء ... فلا يستقبل منك الحذاء إلا بعد أن تدفع (( درهم )) .. وتخيلوا ونحن نبيت في المرقد ونحتاج للدخول عشرات المرّات .. فكم من الدراهم سوف تذهب لبطون هؤلاء المعمميــّن ....!! دخلنا إلى مكان القبر وهو الذي ثبت تاريخيا أنه(( قبر الصحابي الجليل المغيرة بن شعبة )) وليس قبر علي بن أبي طالب الذي دُفن في قصر الإمارة بالكوفة .. وعـُمِّي قبره عن الناس لئلا تنبشــه الخوارج ....... فبدأنا بالطواف حول القبر والتمسح بالشباك وتقبيله وطلب الشفاء والعون والنصرة ..كان الناس يطوفون الأشواط حول القبر بلا عدد ولا حساب ...وكان الزحام شديدا والإختلاط بين الرجال والنساء أثناء الزحام شيء طبيعي جدا ... كنت أمسك يد والدتي التي أخذت ورقة نقدية ورمت بها داخل الشباك .. فوقفت لأنظر أين تسقط هذه الورقة النقدية .....اقتربت بوجهي من الشباك ... فرأيت عجبـــاً وشيئا مهــولا .....!! فما الذي أبصرته عيناي ...!!! ......... يتبع .. |
جزاكم الله خيرا
متابعة إن شاء الله |
وجزاكم بالأفضل والزيادة
|
{ لوثـــات شيعيــة /5/ في مقبرة النجف } نظرت من الشباك المذهّب إلى الداخل ... فرأيت كومة من الدنانير من جميع الفئات .. بارتفاع مترين ... تحيط بالقبر من جميع الجهات .. والناس يفعلون مثل أمي .. يدخلون أياديهم داخل الشباك ويقذفون بالأموال والقطع الذهبية.. إنها أكوام من(( النذور والقرابين )) .. لم أرى مثل هذا المنظر إلا في مغارة علي بابا ... أمـّـا السدنــة فهم قائمين حول القبر يحثون الناس بيأس على استلام النذور يدويّـا .. ولايفلحون إلا في حالات قليلة .. ومع بعض المساكين الغشماء .. أدينا الطقوس الكفرية حول القبــر من تقبيل وتمسّح ودعاء إلى الغاية القصوى من التضرع .. والأصوات حولنا تعلو (( دخيلك ياعلي بن أبي طالب ))..(( دخيلك ياأبو الحسنين )) .. كنت أردد هذه السخافات تأثراً بمن هم حولي .. كان جسدي يفعل مثلهم ولساني يردد مثلهم .. ولكن قلبي يُنكــر ويتسائل ويقول .. (( هذه أشياء غريبة .. لم أتعلمها في المدرسة )).. ولكن التيّار حولي جارف .. فأحاول أن أبعد الأفكار عني وأقول (( لا .. لا .. هذه وساوس من الشيطان )) ... وأستمــر في طقوسي (( دخيلك ياعلي بن أبي طالب ))..(( دخيلك ياأبو الحسنين )) ... قليل من المرضى مربوطين بسلاسل حول القبــر مثل الكلاب .. لايعون ماحولهم .. بل وأحيانا يتم ضربهم بلا رحمة ولا شفقة .. لازلت أذكر تلك المرأة المسكينة وقد تناوب على ضربها أخوها وأحد أولادها في صحن المرقد ..لأنهم تأذوا منها وأنها (( ماتقعد راحة )) وأنهم ماخلوا إمام إلا وربطوها فيه بلا فائدة .. بل إن ولدها تلفظ عليها بألفاظ قذرة .. جعلت خالي (( أبو ياسر )) يستشيط غضبا .. وقفت واجما وأنا أراه مع بعض الموجودين يحاولون تخليصها .. فنالهم من الكلام البذيء مانالها .. حجزنا لنا مكانا للنوم في صحن المرقد .. والناس منتشرون حولنا وكأننا في حديقة عامـّة .... أكل وشرب وفرفشة .. وطواف على القبر وتقبيل الشبابيك والجدران ... فقط هذا هو عمل الجميع .. طوال مدة رحلتنا لم نعرف ولم نسمع شيئا إسمه أذاناً ولا صلاة .. لامن الزوّار ولا من القائمين على المراقـــد ...إنها آخر شيء يمكن أن يفكر فيه الإنسان الشيعي إلا القليلون جداًّ..!! بعد تناول الطعام همس أبي لخالي ... ماتخلينا نزور فلان وفلان ..و..و .....وهم من أقربائنا المدفونين في مقبرة (( وادي السلام )) وهي مقبرة النجف .. أكبر مقبرة في العراق .. مئات الشيعة يدفنون فيها يوميا من جميع أنحاء العالم ... إنها المقبرة المقدسة لدينا ...وهي بمثابة جنة الخلــد .. ذهبوا إلى خارج المرقد وأخذوني معهم .. سرنا مسافة غير بعيدة على الأقدام حتى وصلنا إلى أحد المحلات .. إنه محل (( سيّد دخيــّــل )) الذي يقوم بدفن أمواتنا .. فعائلتنا شبه متعاقدة معه .. كان يحصل على كل ميـّت من العائلة على مبلغ محترم .. رحّـب بنا السيد جداً (( شلونكم .. هلا بيكم .. خو ماكو شي )) .. كانت أساريره تبرق فهو يظن أن عندنا جنازة .. سيحصل منها على نصيب دسم .. فقال له والدي .. (( لا الحمدلله ماكو شي ولكن نريد نزور فلان ونريدك تودينا على قبره )) ..... قطّـب جبين السيّد قليلا.. فهو لم يحصل على جنازة دسمة وإنما على زيارة أقل دسومة ...ولكن لابأس .. فكل شيء له نصيب .. ذهب بنا إلى المقبرة ووقف عند أحد القبور .. وأشار بيده هذا فلان .. كانت أغلب القبور مجصصة ومكتوب عليها أسماء أصحابها وفي بعض الأحيان صورهم .. وكتابات من الشعر ... بينما كان والدي وخالي أبو ياسر يقرؤون الفاتحة بثواب فلان .. كنت ألاحظ أن قبر قريبنا لايوجد عليه أي كتابة أو إسم .. بعد قليل ذهبنا إلى قبر آخر وثالث ... لاحظت أيضا أن قبور أصحابنا بلا أسماء ولا كتابات .. هنا سأل والدي (( سيــّـد دخيـّل )) وهو بمثابة إلاهنـــا الذي نعبـــده من دون الله .. (( سيــّــد .. مو كأن المنطقة متغيرة )) .. فأجاب وكأنه يخفي شيئا ..(( نعم القبور كثرت .. وصارلكم مــدّة ماطبيتوا للنجف )) .. أحسست بأن هناك شيئا ما ...فمالذي يحاول أن يخفيه السيــّد ... !!!! .............. يتبع |
{ لوثـــات شيعيـّة /6/ المتاجرة بالأموات} لقد كان ((سيّد دخيّل )) يخفي شيئا عظيما ... جريمة كبرى في حق الكثير من الشيعة لم نكتشفها في وقتها وإنما عرفناها لاحقــا .. ولكن بعد أن طارت الطيور بأرزاقها كما يقال .. و بعد أن عرف الكثير من الناس خداع (( المعممين النجفيين )) .. شككنا لاحقا بأن القبور لم تكن لأصحابنا .. ولم يتسنى لنا التأكد ... فقد هرب(( سيّد دخيّل )) إلى إيران واتُّهم بانتمائه للمعارضه ..!! وإحدى خدعهم للبسطاء أن يدفن في القبر الواحد عدة رجال .. ثم انتزاع لوحات الأسماء للتمويه على الزائرين ... (( هكذا يُظن الآن )) فكيف حدث ذلك ..؟!! من الملاحظ أن أسعار أراضي النجف هي الأعلى سعرا في العراق ... وأظن أنها تنافس في أسعارها (( جزرهاواي ))أو ((شواطيء الريفيرا ))... وخاصة المخصصة لبناء القبور ...لأنها استثمارية وتدرّ على أصحاب العمائم ((الحانوتية ))الملايين .. فالقبور هناك تباع وكأنها قسيمة أو منزل ..ومن امتلك قطعة أرض في هذه المنطقه (( وادي السلام )).. فكأنه امتلك (( الدجاجة التي تبيض ذهبا )) ... يستثمر السيــّد هذه الأرض (( كمقبرة ))..(( علما بأن المستثمرين كلهم من المعممّين قاطبة )) فإذا كانت الأرض مثلاً تكفي لدفن مئة شخص .. يجعلها تكفي لدفن مئة وخمسين شخصا... وذلك بطريقتين .. الطريقة الأولى تصغير حجم القبر جداً .. حتى إذا وُضع فيه الميّت لايكون ممـدّداً وإنما يتم ثني الركبتين بوضع يشبه 00((القرفصاء ))..وكأنه (( تنّور)) وليس قبراً .. أما الطريقة الثانية فهي أكثر خبثاً ولؤماً وخداعا للمساكين من الشيعة أبناء جلدتنا ...وهي (( قبور من طابقين )) .. يتـم حفــر القبر عميقاً .. بحيث تدفن فيه الجثة .. ثم بعد مدة يتم دفن جثة أخرى فوق الأولى .. يفصل بين الجثتين عدة سنتيمترات من الرمل .. ويتم إزالة الأسماء للتمويه على عائلتي المتوفيين ..وكأن الزمن هو الذي أزالها .. طبعا لايتم بهذه الطرق خداع النجفيين .. وإنما أهل المناطق البعيدة ومن الشيعة الذين يعيشون خارج العراق .. أو الذين لايستطيعون زيارة أمواتهم إلاّمرة كل عدة سنوات ... أو القبور القديمة .. التى لايسأل عنها أحد .. هناك طرفة يتندّر بها العراقيون على هذا الأمر ... (( يقال بأن رجلا ذهب ليدفن قريبه الميّت في النجف .. فلما أراد المعمم أن يضعه في حفرة القبر ..ضاقت عليه الحفرة من جهة الرأس والقدمين .. نزل وسطه فقط وبقي معلقــاً من الطرفيــن ..!! فما كان من السيّـد إلاّ أن وضع قدمه فوق الجثة ... ضغطها مراراً .. حتى نزلت الجثة جالســـة )) .. ............. ... عدنا من زيارة المقبرة إلى أهلنا الذين يفترشون الأرض في الصحن الحيدري ..كنت متعباً ومكتئبا وأحسست بأنني مريض ... أخذت أمي تمسح وجهي بالماء فنمت نوما ثقيلا .. الحقيقة كنت طفلا كباقي الأطفال .. كنت أسمع بأن الذين يسافرون يتمتعون بالمناظر والطبيعة والسياحة .. وكن يدور بخلدي أننا سنزور حدائق بابل المعلقّة أو المتحف الأثري ...لذلك كنت فرحاً جدا بالسفـَر في باديء الأمر .. ولكن الآن أصبح السفر مملاً جداً .. ففي كل المحطات التى توقفنا فيها .. كل شيء مكرر ... طواف على القبور وتقبيل الكاشي والحيطان ... ولاشيء جديد بالنسبة لطفلٍ بريءٍ مثلي .. لامراجيح ولامتاحف ولا وناسة .. كل شيء مكرر حتى (( الكباب )) كان هو وجبتنا في كل الأوقات منذ أن صعدت في باص (( سيـّد حسيـن )) .. أشعر الآن بالإكتئاب الشديد .... نهضت من النوم عصراً على صوت والدتي الحبيبة (( يمــّه إقعـد .. يمـّه نريد نمشي)).. أحسست بثقل شديد واكتئاب وملل .. وأخذ من حولي يتهامسون (( الولد مريض .. الولد تعبان )) ... جمعنا أغراضنا .. وخرجنا .. خرجنا من النجف شمالاً باتجاه كربلاء .... سبحان الله لم نكن نظن بل ولم نحلم بأنّ (( النجف )) هذه المدينة الشركية .. التي نغادرها الآن ستكون موطننا بعد سنوات من الآن .... كنت في الباص أنام مرّة وأصحو أخرى والوجوم باديا على وجهي .. بينما والدتي تكلمني بين فترة وأخرى لتطمئن (( يمّه شنو يوجعك .. شنو تحس ))..فأجيب (( ماأدري يمـّه بس ضيقة خلق )) فكانت تقول هذه الجملة الشركية .. (( يمـّه يحرسك الله ومحمد وعلي )) .. أقبلنا على كربلاء ... ومن مسافة بعيدة تتجاوز العشرين كيلو مترا قبل دخول كربلاء .. كانت تلوح القبة الذهبية المبنية فوق قبر الحسين ... كنا نتابع لمعان القبة طوال الطريق .. إلي أن وصلنا .... كالعادة تقبيل الكاشي والأبواب والشبابيك ... إلا أن الجديد أننا في هذه المرّة لم نهرول باتجاه القبر مباشرة ... بل حرصنا على إيجاد مكان مريح للعائلة قبل كل شيء .. وذلك في الغرف المفتوحة من جهة واحدة والمطلة على صحن المرقد ... عثرنا على واحدة وأنزلنا الأغراض ... لاأعلم مالذي حدث هنا .. فبعد أن كنت متعبا ومكتئبا ... شعرت برغبة شديدة للصلاة .. أخبرت أمي التي فرحت بذلك فرحا شديدا ..حيث لاأحد يصلي في المجموعة سوى والدي ... الآن أصبح المصلّون إثنين ... قمت فتوضأت ثم استقبلت القبلة .... أنهيت الركعة الأولى .. وعندما شرعت في الركعة الثانية .. حصلت مفاجــأة كبرى ... هــزّت المكان ..!!! .....يتبـــــع .... |
بارك الله فيكم
|
وفيكم بارك المولى سبحانه وتعالى
|
{ لوثـــــات شيعية /7/ الشيء الأسود}
شيء ما دفعني بقوة على كتفي الأيمن وقذفني بعيدا .. سقطت على مجموعة من الزوار تجلس بالقرب منـّا …. لم أسمع إلا صراخ أمي (( يمة اسم الله عليك .. يمة اسم الله عليك )) .. وقف الناس حولنا جميعاً مشدوهيـن شيء أسود كالخيال ضربني .. لم أكن منتبها له .. ماهو؟؟ .. نهضت من بينهم وأنا أسمع ضجة وصراخا .. إنه صوت أبي .. وأيضاً .. صوت خالى أبوياسر . أنهم يتعاركون مع شخص ….. الصراخ يعلو ويزيد ….. والعشرات من الناس التفوا حول المعركة .. يحاولون حجز المتخاصمين .. نسيت ماأنا فيه ووقفت أنظر … خالي أبوياسر ممسكاً ((بالعقال)) وقد سقطت كوفيته المنقطة باللون الأسود .. والناس يمنعونه ويرددون (( أفا عليك زاير .. تضرب السيد )) (( هذا ابن رسول الله )) ……. ماتخاف على وِلدك (( يشور بيك زاير )) ….. . إلخ هذه الترّهــات .. أما الخال أبو ياسر فيقول مع الصراخ والشتائم المتبادلة .. (( تضرب ولدنا يا كلـ .؟؟ يانغــ ..؟؟ )) …….. علمت أن الذي ضربني هو هذا السيد المعمم .. كان السيّد يلبس أسود في أسود … عمامة سوداء .. صاية سوداء .. قميص أسود .. وأكرمكم الله حذاء أسود .. وفوق ذلك فهو يمتلك قلبــاً أسود وعقلا مظلماً .. لماذا حقـَد عليَّ هذا السيء المعمم ..؟؟ ومالذي جناه طفل صغير مثلي .. حتى يعامله بهذه القسوة ؟؟ …….. انتهت المعركة بسلام …… وابتعد المعمم وهو يردد (( ابنهم يِجـتِـف .. يصلي ويـِجتِـف .. مايجوز .. حرام ..)) .. لم أعرف معنى (( يِجتـِف )).. إلا أنني أيقنت أنني فعلتُ فعلاً لم يعجبه ….. بعد ذهاب المعمم … اقترب مني خالي أبو ياسر فقال : .. (( خالي من تريد تصلي لا تجتف …. ترى هناه محـّد يرضي .. وإحنا مانريد مشاكل ))……. … عرفت أنّ السيد غضب لأنني كنت (( أجتِـف )) يعني (( أتكتف )) .. أي أنني وضعت يدي اليمنى فوق اليسرى أثناء الصلاة …. وهذا غير مقبول إطلاقاً … فما بالكم في كربلاء .. وفي صحن الحسين …!! هدأ المكان مرة أخرى .. وعاد الجميع لأماكنهم .. ولكن أصبح بين مجموعتنا نقاش حول مشروعية (( التكتف في الصلاة )) .. وكأننا في حلقة (( الحسن البصري )) رحمه الله .. حتى الجالسون حولنا شاركونا النقاش … نقاش بلا أدلة .. ولكن الجميع متفقون على أنه أمر عادي …… ولكن غاب عن الجميــع أن هذا هو ماتعلمنـــاه في المدرســة …!! الحقيقة أن الكثير من عوام الشيعة يبطنون الإحتقار للمعممّين وينتقدونهم كثيرا …. ويــــرون أنهم يستغلون الدين و يستغلــون الناس .. ومع ذلك فهم لايستطيعون انتقادهم في العلن إلا في أضيق الحدود ….. بل ويتفانون في خدمتهم إذا رأوهم ….. ولعل مرد ذلك إلى العادات العربية التي تفرض احترام الطرف الآخر .. خاصة عند عشائر العراق العربية الأصيلة …. الكثير من الأغاني الشعبية التي يرددها الناس وخاصة الأطفال فيها ذم كبير للمعممين وتصرفاتهم … كنت أحفظ منها في طفولتي …… أنشودة …. (( سيد عنَـب سيـّد خوخ … باق الدجاجة أم فروخ )) .. و .. (( سيـّدنا فطس ومبحلق عيـونه )) … المهم أكملنا زيارتنا لمرقد الحسين .. طواف حول القبر واستغاثة وشرك لم يفعلها البوذيون مع بوذا …. فنحن أمّـة تقدس القبور .. كان هناك الكثير من القبور حول مرقد الحسين … ولكن العجيب الذي لايتفطن له الشيعة .. هو أن ماحول الحسين من قبور لاتتضمن أحدا من أهل بيته الذين استشهــدوا معه .. بينما نجد قبور من استشهــد معه من أصحابه كالحر الرياحي وزهير بن القين ومسلم بن عوسجة وحبيب بن مظاهر رحمهم الله تعالى . . فأين أولاد علي وأولاد الحسن وأولاد الحسين .. أين قبورهم وأين دفنوا … هل هناك ســرٌّ في إخفائهم ….. الله أعلم .. كان هناك في إحدى زوايا المرقــد مكان مرتفعا عن الأرض مسافة شبر واحد وطوله مترين تقريبا وعرضه متر واحد مغطى بالرخام الأبيض وفيه نقش رخامي باللون الأحمر .. رأيت الناس ملتفين حوله يقبلونه بحرارة .. طبعا لم أتردد في الكفر بالله وفعلت مثلهم ثم سألت عن هذا المكان .. فقالوا هذا المكان الذي ذبُِـــح فيه الحسين …!! تتكاثر مثل هذه الأمكنة حول المراقد يستغلون بها جهل وعاطفة الناس .. كل ذلك لاستحلاب أموال الشيعة واستغفالهم .. فما بال قومي وأين عقولهم ..!! الزائر عند القبر يدفع .. وعند الدخول يدفع .. وعند مذبح الحسين يدفع .. وعند خلع الأحذية يدفع ….. وهناك العشرات من الأماكن المستحدثة يتم الدفع عندها … بل هناك مكان عجيــب عجيــب عجيــب … يتزاحم النــاس لدفع أموالهم عنـــده ……!!!!!! |
{ لوثـــــات شيعية /8/ أفضل الإستثمارات}
في خارج المرقد رأينا زحمة عند أحد الأماكن .. فلما اقتربنا .. إذا هو أحد المراحيض العامة … أجلـّكم الله … حتى حاجات الإنسان الأساسية يستغلهـا سادتنا وكبراؤنا لنهش جيوبنا . . إنهــا أفضل استثمارللمعممين الأغنياء .. وهي منتشرة حول الصحون المقدسة …….. يتزاحم الزوّار المساكين لقضاء حاجاتهم …. بل العجيب .. والمضحك أيضا … واعذروني على نقل هذه الكلمات المقززة …. أن (( التبــوّل له سعــر والــ .؟.؟.؟ له سعـر آخـر )) .. ووكيل المعمم الذي يجمع الغلـّة يجلس على كرسي أمام الباب … يحسب الوقت ويقـدّر القيمــة …….. حسب مدة البقاء في الداخل .. ويحث الداخلين على الخروج لاستقبال المزيد من الزبائن ….!!! أصبح كل شيء يتعلق بعباداتنا الدينية متعلق بالأموال .. ودفع المستحقات …!!!! لايغيب عن الكثير من الناس قصـّة (( المشـّــاية )) … وهي باختصار قيام الزوار الشيعة القادمين إلى كربلاء بالتجمع في نقاط تبعد عشرات الكيلومترات من المدينة … ثم بعد ذلك إكمال المسيرة (( سيراً على الأقدام )) … زيـادة في الأجــر والمثوبــة .. بعضهم يحمل الرايات الخضراء أو السوداء ……. ويختلط فيها الرجال مع النساء … على طول الطريق .. !!! من أفتى بذلك …….!!؟؟ وماهو الهدف الحقيقي لهذه البدعة الصلعاء الشنعاء …………؟؟ إنه تجاري بحت وفتاوي شيطانية لشفط مافي الجيوب ..! يحتاج هؤلاء المشــّـاية في طريقهم إلى الماء والطعام .. فتصطف على جانب الطريق عشرات المحلات والبسطات لتوفير مايحتاجه هؤلاء (( الموالون لأبي عبدالله)) ..!! يمتلك غالب هذه البسطات معممونا الذين هم سادتنا وكبراؤنا وآلهتنا الذين نعبدهم من دون الله .. ولذلك لاتستغربون الفتاوي التي تجعل من قبر الحسين أفضل من مكة .. وأن زيارته تعدل سبعين حجة إلى بيت الله ..!!!!!!! إنها فتاوي الشفط واللّهط .. لاستقطاب الأموال الشيعية .. ودافعي الخمس .. لجعل نهايتها أهل الكروش الضخمة من المعممين .. فهم (( سلالة الزهراء )) ويستحقونها بلا منـّــة من أحد .. في كربلاء أيضا مرقد العباس (( قطيع الكفّين )) .. ويبعد عن مرقد الحسين مسافة 300متر تقريبا … وبينهما طريق يؤدى إلى كليهما .. يقول علماء الشيعة بأن المسافة بين المرقدين هي نفس المسافة بين الصفا والمروة ….. لعلهم بذلك يريدون التحضير للسعي بينهما … على غرار السعي بين الصفا والمروة …. (( لاأستغرب )) فالدين الشيعي تزداد طقوسه كل فترة… خرجنا من كربلاء بعد أداء طقوس الشرك والكفر .. متجهيــن إلى بغداد .. في الكاظمية تحديدا حيث مرقد الإمام موسى الكاظم .. وصلناها قبل منتصف الليل تقريباً .. وعند دخولنا في صحن المرقد .. شاهدنا الزوّار مثلنا وهم نيام ومنتشرون في جميع الجهات .. رجالاً ونساءً .. لاتفصل بينهم حواجز .. ولايوجد خصوصية لأحد .. عثرنا على مكان مناسب للمبيت … وضعنا أغراضنا .. واستسلمنا للنوم .. وعند شروق الشمس .. إذا بالوالد يوقظ الجميع فقد نهض مبكـراً لشراء الإفطار من أحد المطاعم المجاورة .. بعد أن أنهينا الإفطار …. سارعنا بالدخول إلى مبنى الضريح والطواف على القبر المذهّـب .. وقد أصبحنا خبراء جداً في فن التقبيل لكل مايقع عليه البصر .. أمسكت والدتي بإحدى يديّ وأخذت تطوف حول القبر … ثم تتوقف قليلاً للتمسح ونيل البركات … ثم تستمر مرّة أخرى وفي إحدى الوقفات .. أخذها الفضول فمـدّت يدها من خلال الشباك … !! |
{ لوثــات شيعيـة /9/ الخرفان والشياطين }
أخذت والدتي تحاول أن تسحب يدها من الشباك فلم تستطع ... بقيت متسمرة في مكانها وهي تصرخ (( يمــّه اسحب إيدي )) (( يمـّه أكو شيء ماسكني ))..... حاولت أن أساعدها .. ولكن كأن شيئا يسحبها للداخل ...... ترك الناس طوافهم وتجمعوا حولنا .. منهم من يقول ساعدوها .. ومنهم من يقول(( يريد يشفيها الإمام الكاظم )) ... ووالدتي المسكينة تزداد رعبا .... وصراخاً .. جاء خالي أبو ياسر وأمسك بيدها .. حاول وحاول .. وطلب المساعدة من الآخرين .... ولكن لافائدة ... تجمع حولنا بعض المعممون .... والناس .. ووالدتي المسكينة تريد الخلاص ... وقد أخذ الرعب منها مالاأستطيع وصفه ........ إلى الآن .. لاأستطيع أن أمحو من ذاكرتي منظر الخوف في عينيها .... إنها والدتي الحبيبة ... أخذت أسحبها وأنا أبكي .... لافائدة ... بدأت تنهار وتسقط على الأرض .. ولكن يدها لازالت معلقــة داخل شبـّاك الوثن ..... بـــلغ بنا اليأس مبلغه ... عشرة دقائق تقريباً وكأننا نصارع الموت في البحـــر ... وفجأة سقطت والدتي على الأرض .. وقد أُفلتت يدهـــا ...!!!! نظرت في وجهها .. كنت أظنها قد ماتت ... ولكن الحمدلله إنها تتنفس ... كان مغشيّـاً عليها فقط .. والناس حولنا يمجـّدون الإمام الكاظم .. (( شافاها الإمام )) (( طيّبها الإمام )) .. ونحن بدورنا نمجده بالعكس (( يطالبها الإمام ))..((زعلان الإمام )) ... في جميع الحالات (( الإمام هو الذي يكسب )) .. ونحن عبــّاد القبور الخاسرون الوحيدون .. قام خالي أبو ياسر ووالدي بسحبها بعيداً قليلا عن الناس .. أفاقت والدتي وهي تبكي .. ونظرنا إلى يدها ... كان منظراً غريباً فعلاً .. كانت يدها زرقاء اللون من الكوع إلى الكف .. ومنتفخة انتفاخاً غير طبيعي أبدأ ..... كنّــا نظن أنّ فتحة الشباك الضيّقة هي السبب .. ولكن والدتي تحلف وتقول أنّها أدخلت كفها فقط .. ولكن شيئاً ما أمسكها من الكوع ... وسحبها إلى الداخل ..وتقول لنا لوأنّ السبب هو ضيق الفتحة لما خافت ولما أصابها كل هذا الرعب ..0 (( يمـّــة شفت الموت ياولدي )) .. لسان حالها يقول ... بعد سنوات من هذه الحادثة .. وبعد فضل الله علينا بالهداية .. قرأت قصة خالد بن الوليد رضي الله عنه عندما أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم لهدم (( العـزّى )) صنم ثقيف .. وعندما ضربها بالفأس .. ((خرجت منها شيطانة ناشرة شعرها داعية ويلها واضعة يدها على رأسها )) ... عرفت عند ذلك ماللذي أمسك بيد والدتي .. إنّ الذي نعبده في هذه المراقد هم الشياطين . عزمنا على أن ترتاح قليلاً ثم نذهب بها إلى الطبيب ... أخذنا نتداول أمر هذه الحادثة .. فمرّة نجعل الإمام يحبها ويريد الإقتراب منها ... ومـرّة الإمام موراضي عليها ويريد الإنتقام منها ... وبينما نحن جلوس .. سمعنا صوتاً ..!! (( ويـــن هاي الحجيــّة اللي صافحها الإمام الكاظم ...؟؟)) ... التفتنا إلى السائل .. كان أحد المعممين القائمين على المكان ... بكامل أناقته وقيافته .. وواضح عليه جداً أثر النعمــة .. ولاعجب..!!فهو لايلطم ولا يطبـّـر ولايطــوف .. ولا تخرج منه روائح العرق والتعب ..عمله الوحيد هو أن يحصد فقط .. وغيره يزرع ويتعب كرر علينا السؤال .. ثم بادر قائلاً ..حجيـّـة سلامات .. هذا الإمام الكاظم ..(( يحبكم ويخاف عليكم بس أكو فــد شغلة بسيطة يعتب عليكم بيها ..!! )) (( أنتي مطلوبة نذر حجية )) فأجابت الوالدة بأنه ليس عليها نذور أبداً وليس في ذمتها شيء لأحد ... فقال المعمم الأنيق .. (( حتماً مطلوبة نذر وناسية )) وجل من لايسهو ولاينسى.. ترى ديروا بالكم لزماً توفون النذور .. اليوم إنتي سلمتي .. وغداً يمكن يصير شيء بالأولاد ..!! حتى لو ماعدكم نذور ... فأنتم الآن مطالبين حتى يرضى عليكم الإمام ..!! هكذا أخذ مولانا المعمّم يعدد علينا فضائل الوفاء بالنذور .. وتخويفنا بالويل والثبور وعظائم الأمور .. ألزمنا شيئاً لم نفعله .. وأركبنا حقاً بريئين منه ...!! وياللعجب ..!! قررت المجموعة ترك الذهاب للطبيب والسير وراء هذا الذئب الماكــر ... تبع والدي وخالي مولانا الذئب .. الذي خرج من الصحن إلى أحد الأماكن القريبة .. هناك وجدوا مجموعة من الخرفان المربوطة والمخصصة لنذور الزوّار ... كان سعر الخروف في ذلك الوقت خمسة عشر دينارا عراقياً تقريباً ... بينما خرفان الإمام الكاظم تباع بسعر دينارين فقط ... فرح والدي فرحاً شديداً ... فهذه أول مرة يرى خروفا بأسعار أيام الدولة العباسية .. دينارين فقط ؟؟.. قال والدي يتأكد .. (( نعم دينارين فقط )) ... ماشاء الله هذا المعمّم طيب جداً .. ويحب الخير للناس ..!! كانت النيّة شراء خروف واحد فقط .. فلما رأى والدي هذا السعر الخيالي قرّر شراء خروفاً ثانياً .. واحد للوفاء بالنذر الموهوم .. والآخر للرجوع به معنا إلى الديار ..فإننا نحتاج لعمل وليمة عند عودتنا من الزيارة التي تعادل الحج إلى بيت الله إن لم تكن أفضل ..!! دفع والدي القيمة .. فهو رئيس الرحلة والمشرف عليها .. ثم عدنــا إلى صحن الكاظم .. والسيد المعمم وأعوانه يتبعوننا ممسكين بالخروفين .. فلما دخلوا ترك السيد الخروف الذي بيده في صحن المرقد وقال لأبي ... (( شفت حجي .. هذا النذر الأول وصل .. اللهم صل على محمد وآل محمد)) تقبل الله منكم .. ثم أمر غلمانه بالإمساك بالخروف قبل أن يبتعد هارباً ... شكرهم والدي جزيل الشكر وأعطى الغلامين ربع دينار إكرامية أيضاً .. أمسك والدي بالحبل ليأخذ الخروفين إلى السيارة ... وعندما صافح السيّد المعمم ... حدث أمــر غير متوقـــع ...!!! |
{ لوثــات شيعيـة /10/ الخروف الذهبي }
نفض المعمم يده من يد والدي .... وصرخ قائلاً .. (( حجي وين ماخذ الخرفان )) .. فقال والدي .. (( خرفاننا نأخذهن معانا ... نذبحهن ونوزّع منهن )) ... فقال .. لا حجي لا .. هاي خرفان ونذور الإمام ... ماتنذبح حرام .. هذي وقف فقط .......!!!! فقال والدي .. ألم ندفع لك الثمن..!! قال نعم .. ولكن تأخذ الخروف المنذور وتتركه في صحن المرقد يتمشى قليلاً .. ثم يتم إرجاعه لأصحابه .. فتكون قد أوفيت بنذرك .. ونفعت هؤلاء المساكين الذين يسترزقون الله ... فأجاب والدي .. هذه سرقــة وليست رزق .. تعالت الأصوات وارتفعت الصيحات ..انتم حرامية .. انتم لصوص .. رفض والدي ارجاع الخروفين.. ورفض السيّد إرجاع الأربعة دنانير .. وهو يمزّق نفسه من الصياح والقفز ... لقد كان المعـمّم قبل ساعة كمثل هذا الخروف من الهدوء والدعــة .. فانقلب الآن كالذئب الكاسر ... هنا عرفنا سبب انخفاض أسعار الخراف عند المراقد .. والتي تباع بأسعار أيام الخلافة العباسية .. لأنها ببساطة لاتـُذبح أبــداً وتعود لأصحابها مرة أخرى .. إنها المنافسة بين المعممين .. على جذب الزبائـــن ..!!.. والخروف الواحد يـُـباع في اليوم الواحد عشـــرات المرّات ... المصيبة أنها عملية احتيال مفضوحة ... ولكن أين العقول .. أين الكرامة ..؟!! ولماذا نرضى بكل هذا الذلّ ونتجرع الإهانة .. ؟؟!! ولماذا تتجرأ علينا هذه العصابات السوداء .. بكل ثقة أننا نطيع ولا ننتقد ..!! ... لقد استخدموا معنا سلاح الخوف .. الناس تخاف من الأشياء المخيفة .. ((ونحن نخاف من اللاشيء )).. تكاثر المعمّمون الذئاب حولنا .. وهم ينتقدون تصرفنا .. هذه استحقاقات الأئمة و ..(( خمس جدّنا رسول الله )) وفي النهاية ... خسرنا الدنانير .. ورجعت الخرفان إلى اللصوص .. وعاد والدي مغبوناً .. يكاد يتمزّق من الغضب ..ولسان الحال يقول (( لاطبنـــا .. ولا غــدا الشـّــر )) ..... أخيراً .. قررنا الذهاب إلى الطبيب لمعالجة والدتي ..!! جلسنا في بغداد يوماً كاملاً .. نؤدي الطقوس بتعذيب النفوس ..كانت بغداد من أجمل مارأيت من المدن .. تلك المدينة الساحرة .. التي تحلّق عند ذكر إسمها في أجواء التاريخ الإسلامي .. المليء بالعزة والشموخ .. إلى هنا ... كان يأتي الخراج والجزية من رقعة تمتد من جنوب فرنسا إلى شمال الصين .. ومن هنا تخرج الجيوش إلى أنحاء الأرض لتحطّـم الآلهة والأصنام.... هنا كان أحمد بن حنبل إمام أهل السنة .. وهنا هارون الرشيد خليفة المسلمين ..الذي يتسابق إلى إرضائه ملوك أوروبا .. يالهذا التاريخ المشرق العظيم .. هنا أيضا الوجه الآخر المظلم ... هنــا الخيانة الشيعية.. بكل سوءتها وخبثها ... هنا تناثرت جثث أهل السنة .. هنا الوزير الشيعي (( ابن العلقمي )) ..يدير كؤوس الخيانة .. ألا ماأكثر العلاقمــة فيكِ يابغــداد . 000000الآن نريد التوجه شمالاً باتجاه سامراء حيث (( المهدي المنتظر )) .. كنت أنظر من النافذه إلى جمال بغداد الخلاّب .. وإلى نهر دجلـــة الكبيــر .. أقرأ اللافتات على الطريق وأسماء المحلات .. وأثناء نظري لمحت لافتة مكتوب عليها (( المتحف العلمي )) .. فكلمت أبي صارخاً بفرح (( يبه .. يبه .. هذا المتحف العلمي )) .. كنت أتمنى أن ينفّـذ والدي رغبتي المكبوته بزيارة المتحف ... فإذا بصوت من الخلف يقول (( بعد عينــي يا متحف العلمي ... أريدك تسلّــم وليدي غضبان )) ... كان الصوت هو صوت خالي الآخر(( أبو غضبان )) .. ضحك والدي وسأله .. هل تعرف المتحف العلمي ..؟؟ ... فقال نعم .... أليس هو أحــد الأئمة ..؟؟!!!!انفجر الجميع ضاحكين بينما (( أبو غضبان ))ابتسم مستغرباً ......!! بالفعل هذه هي حال الكثير من كبار السن .. فقد تربوا على الجهل ..سادتنا وكبراؤنا يحبون مثل هذه البيئة الجاهلة ...فهم يعتاشون عليها .. وما أسهل الفتوى إذا كانت تتضمن استحقاقات مالية ... وما أغزر علم السيـّــد وطلاب الحوزة فيها ... أماّ مايحتاجه العوام والرعاع .. لايكاد ينتشر .. والناس في العراق يحلّون مشاكلهم ومنازعاتهم بالطرق العشائرية ... فهم يعيشون خرجنا من بغداد شمالاً باتجاه سامراء لزيارة السرداب الذي دخله المهدي المنتظر .. قبل التكملة عودو الى اللوثة الثانية عمود الغفران بعد انتهاء زيارتنا للمهدي المنتظر .. نكون قد أنهينا زياراتنا إلى الأئمة .. ليحصل كل واحد منـّــا على لقب (( زاير )) .. فلا ينادى أحد باسمه إلا ويسبقه لفظة زاير .. كمثل من يحصل على شهادة الدكتوراة فلا يقال له إلا دكتور فلان ويسبق اسمه حرف ((د)) ..... وهذه اللفظة تشابه عندنا لفظة (( حجي )) فهي تقال لمن ذهب إلى الحج .. كحجي محمد مثلاً ... سلكنا في عودتنا طريقاً آخر هو طريق سامراء .. بغداد .. الكوت .. وكلنا فرح ويقين بأن البركة قد حلّت علينا وأنّ مشاكلنا ستنتهي وسينظر لنا الناس نظرة تقديس وإجلال .. لأن زيارة الأئمة في ذلك الوقت لم تكن متاحة وسهلة .. مثل ماهي عليه الآن ... ولا يتيسّــر هذا الأمر إلا للقليل من الناس ... عندما أقبلنا على مدينة العزيزية ... وكلنا تعب ونصب ... رأينا أن نقف لنرتاح قليلاً ونتناول الغداء بجانب أحد البساتين المنتشرة على جانب الطريق ... ونتمتع بمناظر الخضرة والماء ... افترشنا الأرض ..... ووضعنا الغــداء ........ وهنا ..!!! صـُعق الجميع ...فقد نزلت علينــا إحدى هدايــا الأئمة ..!!! والعياذ بالله ...!! |
{ لوثــات شيعيـة /11/ هدية الإمام }
سمعنا صرخة ... ثم تبعها صوت ارتطام في الماء .. فزعنا جميعاً ....... وتفقدتنا أمـّي .. نقصنا واحداً .. إنه أخي الصغير ذو السنتين .. سقط في النهر ...!! قفز خالي أبو ياسر خلفه في الماء .. ثم تبعه خالي الآخر أبو غضبان .. أما نحن فلا نعرف العوم .. اكتفينا بالنظر والصراخ .. (( يــا ألله ... يارب ... يارب سلّــم .. يارب سترك )) كانت والدتي تنظر إلى السماء وترفع يديها .. ثم تنزلهما ثم ترفعهما مرة أخرى .. حركات سريعة لاإرادية .. أقل من دقيقــة ... وكأنها ستـّــون عامــاًًًًًً .... نسينا فيها الكاظم والعباس ....... وتجاهلنا الحسين وكل الناس ... !! ألا ما أحلى تلك الدقيقة .. لازلت أشعر بلذتهـــا ... دقيقة تساوي حياةً كاملــة ... إنها لحظات اللجوء إلى الله ... ولأن الماء كان كدراً ولم يكن صافياً ... كانوا يبحثون عن الطفل بأقدامهم ..... لأنهم لايرون شيئاً .. وفجأة ..!!!! ارتطمت أقدام الخال أبو ياســر بجسم ... مــدّ يديه داخل الماء ورفعــه إلى الأعلى .. فإذا هو أخي ... قد شارف على الهــلاك .. الحمدلله إنه لم يمُت .. ولكن تنفسه ضعيف .... وقد شرب الكثير من الماء .... وضعوه على الأرض .. وضغطوا على صدره .. كان يرجـّــع الكثير من الماء .. تركنا طعامنا في مكانه .. وطرنا به سريعا إلى داخل المدينة .. وصلنا إلى الطبيب .. وبعد دقائق .. خرج إلينا ........... وهنا حمدنا الله كثيــراً . لقد نجـّاه رب العزة والجلال .. وهاهو يخرج محمولا بين ذراعي والدتي ... التي كانت تبكي .. طوال طريق العودة ووالدتي تفكـّر .. وذهنها يشرد بعيداً .. أحياناً أسمع تمتمة ببعض الكلمات (( ليش يالمعصومين )) (( شنو سويت عندك يالكاظم )) (( بدال ماتفرحوني )) ........ (( هيـّه هاذي هديتكم يالأئمة )) ... إنها الفطرة التى زغنا عنها ... بدأت تتحرك ... وتبعث بهذه الأسئلة .... لقد أدّت والدتي كل الواجبات التى كانت تظن أنها من حــق الأئمة .. ولكنها لم ترى شيئاً جميلاً منهم في المقابل .. زارت وطافت بالقبور وتعبت .. ونذرت .. وطلبت ... خسرت الأموال والوقت والجهد ......... ثم ... لاشيء .. إن الذي يجري على زوار القبور هو نفسه الذي يجرى لبقية البشر ... ظنـت أنها متميّـزة .. عندما زارت .. فإذا بها تتفاجأ بأن الأمر سواء ... زارت أو لم تـزُر . أقبلنا على مدينة الشطرة ... فقرر والدي أن يزور أحد اصدقائه القدامى في المدينة .. عارضه أخوالي .. ولكنه قال نصف ساعة فقط ونحن وقوف ..... فقط نسلّم عليه ولأن لديّ أمانة يجب تسليمها إليه ... كان الصديق هو أحد السـّـادة .... وكانت الأمانه نذراً مالياًّ من أحد الأشخاص إلى هذا السيّد بعثه مع والدي .. كان والدي حريصا على إيصال الأمانه وإن كانت شركية .. وصلنا إلى بيت السيّد .. لم نطل عنده المقام أكثر من عشرة دقائق .. سلمت على السيد المعمم ثم وقفت .. فأمرني والدي بتقبيل يد السيّد .. رفضت .. فنهرني بصوت منخفض .. (( عيب )) كان والدي يأخذ الأمر من باب التقدير وليس من باب العبودية ... لأنه لم يتنازل يوما لأحـــــد السادة أبداً .. ويرى أن في ذلك إهانه ... ولكن لابأس بولدٍ صغير مثلي .. لاحظت أن في بيت السيد المعمم (( أفعى سوداء كبيرة )) في أحد الزوايا ..... وعندما يسأله الناس .. كان يقول بأنها لاتؤذي وهي مسلمة أو أنها من الملائكة .... أنا الآن متيقن جداً من أنه كان يتعامل مع الجن .. وهذا هو ديدن المشعوذين .. الذين يشتغلون بالدجل ومعالجة السحر ... فهم سحرة أيضاً .. شاهدت الكثير منهم يربون الأفاعي ... ويدعون أنها من الملائكة ...!! وشاهد الكثير من الناس هذا الأمر والذي لايزال يفعله المعممّين الذين يشتغلون بالسحر ويلبسّون على الناس المساكين إلى الآن .. تركنا السيـّد وأفاعيه .. سريعاً ... ثم سرنا عائدين ... وصلنا إلى القرية الهادئة ............ إنها قرية تبعد تقريبا20 كيلو متراً عن الطريق الرئيسي المعبد ..وحتى نصل إليها نجتاز الكثير من القِـرام (( الترع )) وبساتين العنب والتين وحقول الذرة والقمح .... كانت السيارات في ذلك الوقت قليلة جداً ... ومن النادر أن تدخل سيارة إلى القرى ... كان الناس ينظرون بفضول .. ليعرفون من هؤلاء القادمون ...[/grade] وعندما اقتربنا من منازل أخوالي ... إذا بنا نسمع دوي الرّصاص ..!!! إطلاقات ناريـّة حقيقية بإتجاهنا .. هل هذه معركة بين العشائر .. ؟؟ .... هل علـِقنا بينهم ..؟؟ لأول مـرّة أشاهد مثل هذا المنظر ... عشرات الرجال يحملون الكلاشات ويصوّبون النار علينا .. وتمــر الطلقات فوق رؤوسنا مباشرة ....!!!! |
{ لوثــات شيعيـة /12/ إرضاء الأئمة}
كنا خائفين جداً ... ولا نعرف ماهي القصة ... ولم تنفع تطمينات الخال أبو ياسر بإسكات والدتي .. رجال في مختلف الأعمار ... بعضهم في مثل سني تقريباً بل وأصغر سنـٍّــا أيضا بل ... وحتى بعض النساء يحملن (( الشـوزل بلهجة أهل العراق )).. أو (( الشوزن )) .. كانت والدتي خائفة من الطلقات الطائشة ... إنهم يحتفلون بعودتنا .. كانت هذه عادتهـم . ... في الترحيب بالقادمين .. عندما تنزل سيارة ما من الطريق الرئيسي ...إلى الطريق الرملي المؤدي إلى القــرى العشائرية المتناثرة ... فاعلم بأن الناس يراقبونك على امتداد البصر ..الكل يريدون معرفة القادم .. وأين تتجـه السيارة ... وهل تجاوزت آل فلان ووقفت عند بني فلان .....يأمرون أولادهم بالصعود فوق الغرف الطينية للنظر وإعطاء المعلومات ...!! في القرى التي تقطنها العشائر العراقية... حالة فريدة .. ومتميزة ..تعود فيها إلى الوراء ألف سنة ..بيوت مبنية من الطين .. الكهرباء معدومة.. يشربون المياه من الآبار المحفورة في وسط (( القِرام ))(( مفردها قـَرمة وهي النهر المحفور يدوياً )) .. يعتمدون على تربية الأغنام في معيشتهم..كل شيء بدائي ....لاتشعر بأنك في القرن العشرين .. وإنما في أيام حامورابي وبختنصّـر .... لم أجد عندهم من التطور إلاّ شيئا واحداً .. المصباح اليدوي أو(( التريك )) .. حيث لا يستغنون عنه أبداً ...الطعام يُطبخ على الحطب .. النسـاء لاتعرف الأسواق أبداً .. إلا بعد الزواج .. باستثناء الكبيرات في السن .... تجد عندهم الأخلاق العربية الأصيلـة ..... الكرم ..الشجاعة .. الحميّـة .. ولكن للأسف ..فالشرك بالله بينهم ضرب بأطنابه وعـزّ جنابه .. وتكاثر دعاته ..مجتمع جاهلي ..يشبه مجتمع عنترة بن شدّاد ..ينقصهم التوحيد والسنـّة .. ...سبقنــا إليهم التشيّع ... ودعاة الحوزة المعممّين .. لقد استغلهم خفافيش الحوزة .. سود العمائم والقلوب .. أبشع استغلال .. يخمسّون أموالهم وينشرون وثنيتهم ..فلا تكاد ترى عشيرة من هذه العشائر .. إلاّ ولها وثنٌ يعبد من دون الله عـــزّوجلّ ... عشائر وقبائل سنيةٌ عربية أصيلة .. تشيعت منذ قرن ونصف فقط ...بعد غفلة من أهل السنة و ساعد على تشيعهم سياسات دولية طائشة ..أهم أسبابها (( التجنيد الإلزامي )) فحينما كانت الحروب قائمة على قدم وساق بين الدولة العثمانية وبين الدولة الصفوية الشيعية ...قام العثمانيون بتجنيــد الفلاحين والبدو العرب في جنوب العراق .. وكانوا يحرصون على تجنيد أهل السنـّة .. ولايجنـّدون الشيعة أبداً .. خوفا من خيانتهم .. فكان أن أعلنت الكثير من العشائر تشيّعها ظاهرياًّ...تجنبـّـًا لتجنيد أبنائها ...فاستغلت الحوزة الشيطانية هذا الأمر .. وهي المعروفة بالإنتهازية واقتناص الفرص فقامت بدعم الشيوخ والكبراء مالياً .. فكان أن انتشر التشيع وانتشرت الأضرحة والكفر بالله ... نزلنا من الباص .. والناس يهنئوننا على زيارتنا الشركية للمراقد ..وسيول من القبلات والتهاني تنهال علينا .. وزغاريد النساء تشق السحـّاب .. فالزيارة عندهم بمثابة الحج إلى بيت الله .. من عادتهم أيضا ذبح الخراف قبل أن يجلس القادمون .. وضعوا أمامنا خروفين .. وذبحوهمــا سمعت الذي ذبح الخروف يقول (( بسم الله .. لوجه الله والعباس )) .. (( بسم الله لوجه الله والخضر )) ... لقد اشترك العباس مع الله في الخروف الأول ... واشترك الخضر مع الله في الخروف الثاني .. إذا افترضنا أن رضيَ الخضر والعباس على قومي بسبب الخروفين ....فياترى كم سيحتاجون من الخراف لإرضاء عشرات الألوف من الأولياء والصالحين .. ولماذا عند التقرب ..يختارون وليًّا يعينونه على مزاجهم .. ولماذا تم اختيار العباس والخضر مثلاً ..ولم يختاروا الحسين والكاظـم وكيف يضمنون رضا بقية الأولياء .. وقد تم حرمانهم من خروفينا .. آهٍ لهذا العقل ..لويتفكـّر قليلاً ...كثيراً مانقرأ في كتاب الله (( أفلا يعقلون )) (( أفلا يتفكرون )) ....سبحان الله متى تصحوا هذه العقول التي ذهبت في سبات عميقٍ .. عميـقٍ عميــــــق ....!!! في صباح اليوم التالي ذهبت مع أبناء خالي .. نسير ونلعب في أرضهم الخضراء الممتدة على مرمى البصر .. وعندما أصبح الوقت ضحـىً .....عرضوا عليّ الذهاب إلى مزار (( زينب)) أو (( زنّــوبة )) كما يحبون تدليعها ..كان المزار بعيداً عن المنازل نوعاً مــا .. وكــان يقوم عليه (( سيّدين إثنين من المعممين )) .. يتولاّن أمر النذور والقرابين .. وهما كما سمعت أبناء عمومة ... ورثا المزار من أبويهما وجدهما ... جعلهما هذا المزار من أغنـــى أغنياء المنطقة .. لم يكن المزار محاطاً بالشبابيك إنما ... غرفة مبنية من الطين يتوسطها أحد القبور ...دخلنــا فجــأة.. فرأينا امرأتين في الداخل ..ورأيت عندهما شيء عجيب ..!! لم أشاهده حتى في رحلتنا إلى زيارة المراقد وقبور أئمة أهل البيت ....!! |
{ لوثــــات شيعيــــــة / 13/ مــزار زنـّـــوبة }
كانت المرأتان تجلسان متقابلتين .. يتوسط القبر بينهما .. وفوق القبر المسطح مالذ وطاب من الأطعمة والفواكــة ... جعلوا القبر كالمنضدة .. ولم يبق مكان فوقه من كثرة الأواني ... فامتدت السفرة على طول المبنى الطيني .. ووضعت الأواني والصحون في كل زاوية ... مائدة تكفي لخمسين شخصاً ... (( هلا بيكم عيني ..تفضلوا )) .... ماكدنا نسمع الترحيب من المرأتين حتى توزعنا كــلٌّ في جهــة .. أزحنــا بعض الصحــون لتوسعة المكان للجلوس والأكل ... كان بيد كل واحدة من المرأتين مغزلا وكمية من الصوف الأبيض .. كانت العجوزان تغزلان الصوف ... وتمضيان الوقت في المزار ... عندما يتعلق الأمر بالنذور فإن الناذرون يقدمون أجود ماعندهم ويتفانون بتقديم أفخر الأطعمة .. بينما يتركون أولادهم على الخبــز فقط .. يقدم معه أحياناً وليس دائماً ..صحناً صغيراً من الزيت المخلوط بالسكـّـر .. أمــّا اسماك القطـّان .. اللحم العربي ..بوادي التشريب ..وكذلك الرمـّان والرقي والكوجــا .. فهي من نصيب السيـّــد وأولاد السيـّـد .. غير محمودين ولا مشكورين عليها .... فنحن نؤدي واجباً مقدّســاً لذريـّة الزهــراء (( أكرم الله الزهراء وذريتها )) عن هؤلاء الإنتهازيون غلاظ العلابي ..كبار البطـون .... همست إحدى المرأتيــن للأخرى ..أخاف يجي سيـّد عبـّاس ويسوي لنــا قصـة ... (( لا ... اليوم مو.. يومــه )) .. اليوم يوم السيــّد عبد الستــار ...!!! فهمنا منهما أن سيـّد عباس كان لئيمــاً شديد اللؤم .. وكان ضيـّق العين جــدّاً ... كان يتقاسم مع ابن عمــه عبد الستـّــار النذور القادمـــة بالتناوب ... فكل واحد منهما له يوم مخصص لجمع الغلـّــة ... يستقبــل أحدهما النذور القادمة مثلاً في هذا اليوم فلا يعطي صاحبه شيئاً .... على أن يقوم الثانــي باستقبال النذور في الغـــد ..... هكذا يتداولون المــزار يوميـــّاً ..ويسيـــر الأمــر على هذه الطريقـــة منذ سنـــوات .. كان سيــد عبـّــاس اللئيــم يدور على العشائــر ويوصــي أصحــاب النفــوذ فيهــا ... (( قولوا لربعكــم واللي يعــزعليكم )) اللي عنده فلــوس أو نـذر لايوديــه باليوم اللي من نصيب عبد الستـّــار .....!!! خل يوديـــه في اليوم اللي من نصيبي ...!!! تعارك السيـّدان بسبب ذلك كثيــراً .. ولكن الحرص على الغنيمة يجعلهما يبدوان وكأن لاشيء بينهمـــا .. كان هؤلاء السادة هم الوحيدون الذين يمتلكون سيـّارات في المنطقة في ذلك الوقت (( السبعينيات )) وكـــان غالب سكـّــان الريــف بلا سيـّارات ... وكانوا يمتلكون الأراضي الزراعيـــة ... ولهم النصيب الأوفـرفي كل المناسبات الإجتماعيــة ..حفلات الزواج ../..المـآتـم ../.. الطهــور (( الختـان )) يقـدّم السيـّــد أولاً .. يقوم الناس لإستقبالــه .. وتقبيل يديــه وكتفــه ..كلامـه مسمــوع وأمــره نــافذ .. وإذا مــاقام مـن المجلــس يتبــادر النــاس للقيــام بتوديعــه ...بل وحمل حـذاءه إليــه ليلبســه قبل ان ينهض .. يتفقدون أكلــه وشربــه ويعملــون على راحتــه ..... إنـّــه صنـمٌ يـُـعبد من دون الله ........ كثيــرٌ من النــاس لايحبـّــون هــذا التذلّل .. وهـذه المهانــة ..ولكــن سـُلبت إرادتهـم وكـأن لاعقــول لهـم فهم كالمخدّرين لاحول لهم ولا قـوّة ....!!! دفعني الفضــول لسـؤال أحد أخوالي كبــار الســن عن مــزار (( زنـّوبة )) ..ولماذا هذا التقديــس ؟؟ وماهي قصـّة المــزار ...؟؟ ..... فحدثـّني بقصــة غريبــة ...!!! كانت زينب فتــاة يتيــمة صغيــرة .. ضربتها إمـرأة أبيــها ذات ليلــة .. وأخرجتهــأ من المنــزل ليلاً .. تركتهــا في العـــراء .. وعندما أرادت الطفلــة أن تنــام وغلبهـــا النعـــاس ... ذهبت إلـــى حوش الأبقـــار ... وعند الصبــاح .... ذهبــوا يبحثون عنهــا ..... فوجدوهــا نائمة .. ولكــن ...!!!! .... وجدوا بجانبهــا شيئـًا غريبــاً ..!!!!!!!!!! |
{لوثــات شيعيــة /14/ المنافســة}
نظروا مـرّة أخــرى ليتأكدوا مما يرون .... ياللعجب ..!! إنــه أســد ..!! أسـدٌ رابضٌ بجانب الطفلة النائمـــة .. يحرسها طوال الليل ...((ثم ماذا.؟؟ )) تسائلت ليكمل خالي حكايته ... فسكت الخال عن الإجابة ... كررت السؤال ... ثم ماذا..؟؟ شمدريني ..!!؟؟ ... هذا اللي حصل ...!! كانت هذه إجابة خالي الغير مقنعة ... ياللعجب ..!!! من الذي لفـّق لكم هذه القصة الخرافية ليبتزكم ويأكل أموالكم .... أليست لكم عقــول ياخالي ؟؟ .. ضحك عليكم هذا الخنزير المعمم بقصة تافهة ... لا يصدقها العقل ..!! بل لاتصدقها البهائم ..؟؟ طفلة صغيرة يحرسها أسد .. ثم ينقلب المكان إلى مزار .. ثم تبدأ عجلة النذور وأكوام النقود ... وأشهى أنواع الطعام .....لقد اشتروا منكم العقول بأبخس الأثمان ياخالي العزيــز ....!!! لم يرد عليّ تكذيبي للقصة ..... وسكت على مضض .. لابد أنه كان متيقنـاً في داخله من أن القصة مكذوبة ... ولكن هذا هو الحال الشائع .. لايستطيع التكذيب علناً .. لأنه سيواجه هجوما شرساً .. ليس من المصدقين بالقصة .. وإنما من المكذبين بها أيضاً ... لأنهم يعتبرونه دفاعاً عن المذهب .. وإن كان عن طريق الكذِب .. بعض الطقوس الشركية التى تقام حول المزار سخيفة جداً .. تنذر المرأة نذرا إذا حصل لها كذا فإنها سوف (( تحنـّي المزار )) .. أي تصنع الحنـاء المعروف وتذهب به هناك .. ثـم تبدأ بالطواف حول المزار وهي تلطــخ جدرانه من الخارج بالحناء .... هذه الطريقة معروفة جداً عند الشيعة .. وهي أبسط أنواع الطقوس الكفرية .. وأسهلها .. وإن لم تكن تفيد السيـّد مادياً .. ولكنها تضفي هالة من التقديس على المزار ... فكلما كانت اللطخات أكثر ..ينغرس لدي الزائر شعورٌ بأن استجابة هذا الميّـت الفاطس أسرع وأفضل ... فيكثر الزوّار وتكثر النذور ... إنها المنافسة بين المراقد والمزارات على تقديم أفضل السخافات .. وتحصيل أكبر قدر من المسلوبات والمنهوبات .. في أحد الايام .. جاءت دعوة إلى أخوالي لحضور أحد الأعراس في إحدى القرى المجاورة فصممّت على الذهاب معهم .. كان الوقت عصــراً عندما قرروا الذهاب .. لم يكن مكان العُــرس بعيـداً .. فهو يبعد خمسة كيلومترات تقريباً .. ولم تكن هناك سيّارات .... ذهبوا سيـراً على الأقدام .. وهم يحملون البنادق .. باستثناء أحد أخوالي الذي يملك فرساً اسمهــا (( عيـــدة )) .. أردفني خلفه .. وعندما أصبحنا في مكان قريب من العرس وعلى مسافة مائة متر تقريبا توقفت المجموعة .. قاموا بتلقيم بنادقهم .. ثم بدأوا بإطلاق الرصاص .. المسدسات وأم خمس وأم بطنين .. وأنواع الأسلحة .. وكلما انتهت الذخيرة .. قامو بالتلقيم وإطلاق الرصاص مرّة أخرى .. وهم واقفون في أماكنهم ...فجأة خرجت باتجاهنا كوكبة من الخيل الأصيلة .. والخيّـالة فوقها يطلقون النار للترحيب بنــا ..عرفت لاحقـاً أن هذه طريقتهم في إعلام أهل العرس بقدومهم .. ليقوم أهــل العرس بعد ذلك باستقبالهم والترحيب بهم بنفس الطريقة .. بعد جلوسنا تقدّم إلينا أحد المعازيب بــ (( علاّقة )) وهي كيس كبير .. ممتلئة بجميع أنواع السجائر .. حيث كان تقديمها رمزا للضيافة .. وعدم تقديمها للمدعوّين يعتبر عيباً ونقصاً كبيراً لأهل العرس .. ]طبعاً لابد من وجود ((السـّادة )) بين الحضور .. فهم معروفون من هيئتهم وملابسهم .. وعمائمهم الخضراء .. ولا تكتمل مثل هذه المناسبات إلا بحضورهم .. وتبريكهم قاتلهم الله .. رأيت كذا عمامة منتشرين في أماكن متفرقة من المجلس .. كان مكان العرس فسيحاً .. يتسع لأكثر من خمس مئة من المدعوين تقريباً .. في حلقة مربعة .. ولكن في زاوية من زوايا الجلسة يجلس مجموعة من الرجال .. عرفت من هيئتهم أنهم مطربون ومغنون .. وكان معهم آلات موسيقية للعزف .. وكانوا يتناوبون الغناء .. ذلك فترة قصيرة للإستراحة .. كان وصولنا في وقت إستراحتهم .. بعد انتهاء الإستراحة بدؤوا بفاصل من العزف والغناء .. ولكن ياللهول .... ماهذا الذي أراه ..!! ... أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ... خرجت مجموعة من النساء شبه عاريات يتراقصن ويتمايلن على وقع الدفوف .. والناس تصفق حادث غريب ..!! الأمر يبدو طبيعي جداً ..ولكن قلبي ارتاع لمثل هذا المنظر .. فأنا لم أراه إلا في الأفلام والآن ... أشاهده عياناً .. همست في أذن ابن خالي الذي يكبرني قليلا .. خالي شنو هذا .. ليش مايستحون ..؟؟ فقال بأن هذا طبيعي عند هؤلاء القوم المعروفين بإسم (( الكا ..؟؟؟ )) وهم معروفون لدى الجميع يعتاشون على الغناء وقراءة الكف .. والفساد الأخلاقي ..؟؟ ومشهورين بالدياثة وعدم الغيرة ... إنت ليش تسأل ..؟؟ افرح واستانس مثل العالم ..؟؟ الحقيقة .. صـُدمت من هذا المنظر المخزي .. فهو نتاج العلمانية التي تشجّـع على الإنحراف والشذوذ .. ولكن صُـدمت أكثــر عندما همست في أذنه مـرّة أخرى ..خالي .. وهذولا السّــادة .. ليش ساكتين .. فالتفت إلي وابتسم ابتسامة ماكرة وقال .. خالي ..الذبـّأنة ماتفرق بين السكـّر والمزبلة ..!! بعد انتهاء العرس عدنا إلى منازلنا ..وأنا أفكـّر في هذه الليلة المليئة بالقبائح والمنكرات .. كان الوقت في شهر سبتمبر ((9)) .. وكان الجو حاراً في النهار وبارداً ليلاً .. فيضطر الناس للنوم فوق أسطح المنازل .. وخاصة في العشائر .. حيث لاكهرباء ولا أجهزة تبريد .. كنت مستغرقـاً في النوم عندما سمعت صراخاً .. فزعت من هذا الصراخ .. وفزع الجميع .. نهضنا من النوم مسرعين .. (( طفـّوا الفانوس .. طفـّوا النار )) .. إنه صوت مألوف .. كان أحد أخوالي يصرخ ويكرر .. نفس الجملة التى لم أفهم منها شيئـاً ..!! وفجأة ..!! ظهــر شيءٌ يلمع في السماء ويسير بسرعة خاطفة متجهـاً نحو الشرق .. وقد انقلب الليل الدامس إلى نهـــار ....!! |
{لوثــات شيعيــة /15/ السيد المرابي}
إنها أولى ليالــي الحرب العراقية الإيرانية ... ليلة مرعبة ....وماشاهدناه في السماء هو صواريخ منطلقة باتجاه جبهة القتال ... كانت الحرب قد بدأت منذ أسابيع من طرف واحد وهو إيران .. اليوم أعلن العراق الحـــرب .... كان الأسبوع الأول من الحرب هو الأكثر شراسة ..... عشرات الأسراب من الطائرات الإيرانية .. تغير بكثافــــة وعشوائية على المناطق السكنية .... هـُدمت الكثير من الدور والمنازل ... وسقط مئات الضحايا ................ أذكر أنه في يوم واحد تم إسقــاط أكثر من 300 طائرة .... كان هذا الأسبوع كارثيــاً أيضا إلى إيــران ... حيث تمت إبادة سلاح الجــو الإيراني ... ممـّا تسبب في تغيير مسار الحرب ... على مدى الثمان سنوات من هذه الحرب ... تولَدت ردَة فعل عنيفة تجاه الخميني وإيران ...... وازداد الإحساس بالإنتماء للعنصر العربي إحدى محاسن هذه الحرب .... والتي لم يعرفها كثيرمن الناس ... أن الكثيرين اعتنقوا المذهب السني ..... و رجعت قبائل شيعية بأكملها إلى السنـَة .. وبعض القبائل رجع نصفها تقريبا .... ولازالت الدعوة قائمة والحمــد لله والمنة .... صدمة .... انتقــاد ... نفــــور ... ثم هدايـــة ...... كانت هذه الخطوات التى مرَت بها عائلتي ....... كان أشـدُ الناس فرحــا بتلك الحرب هم حفـَاري القبــور ... وكانت مقبرة النجف تستقبل يوميا عشرات الجثث ...... وكان الحانوتية المعممين أكثر اللؤماء استبشارا ... ولعلَ أكبر مصيبة حلَت بهم هي يوم أن تجـرَع الخميني السم ... ووقفت الحرب .......... مصائب قوم عند قوم فوائــد ..!! أراد أحد أخوالي أن يزرع أرضه الصغيرة .... كان محتاجا لمن يقرضه مبلغا لشراء البذور وبعض المستلزمات لم يجد أحدا ... حيث أن غالب الناس فقراء وحالهم واحدة .... أخبروه أن أحد السادة سوف يساعده .... ذهـــب إليه ...... يحدوه الأمل .. عرض عليه مشكلته .... وهنا وافق السيد المعمم على المساعدة والإقراض .... ولكنه اشترط شرطا ...... أن يقوم بمشاركة الخال بنصف المحصول عند حصاده ...... فوافق خالي بسرعة .... لأنه أراد قرضا .. فحصل على شراكة .... وهذه كانت أمنية عزيزة ... بعد موافقة الخال المغلوب على أمره على الشراكة .... سأله هذا السيد .. (( أبو سعدون... شكثر تتوقع الربح الناتج من المحصول ..؟؟ )) ... فقال خالي المليون دينار اللي نحطها بالأرض تجيب مليونين إذا كان الموســم جيدا والحصاد وفيرا .....(( أريدك توقع لي على إقرار بأنك مدين لي بضعف المبلغ اللي أسلفك إياه )) ....!! حتى أضمن حقى والدنيا حياة وممات ياأبو سعدون كما أن الإنتظار طويل .....!!! ذئـــب لئيـــــم وجد فريســـة ضعيفة مغلوب على أمرها ..... شاء الله عز وجل أن يكون الموسم سيئا حيث مات الزرع قبل الحصاد بأيام قليلة ... أرسل الله بردا شديد استمر لأيام فتجمدت المزروعات ... وماتت الثمار على أغصانها .... لقد كانت كارثة شديدة على الخال أبو سعدون .... حيث خسر المحصول وأصبح مدينا لشريكه المعمم .... رفض الشريك هذا الوضع وطالب بأمواله التي أقرضها ... إضافة إلى قيمة الأرباح المتوقعة .... لقد ابتلي أبو سعدون المسكين بهذا المرابي الجشـــع ....!!! بعد نزاع طويل ... تدخل بعض الوجهاء لحل هذه المشكلة ......... طبعا كان الوجهاء من المعممين الذين يتدخلون في كل شاردة وواردة ... ليس بنية إرضاء الخصوم وإنما ... لشفط بعض المقسوم نظير ذلك ..!! عندما تكلم كبيرهم ... كان قوله عجبا ... وطلبه من الحاضرين شيئا لايصدقه ذو عقل .... فماذا كان طلب هذا الأفاك ....؟؟؟ |
{لوثــات شيعيــة /16/ الجنــازة}
ابتدأ هذا المعمّـم بإيراد هذا الحديث المكذوب ....... قال رسول الله صلى الله عليه وآلـــه (( من ذبح للمومن دجاجـــة ... يفــوج بالجنـّــة فواجة )) ....... !!!!! (( دعواتك مولانا .. اليوم غدانا سمك )) ..كانت هذه إجابة صاحب الدار ..!!!!! عندها خرج من فــــم هذا الأفاك الجائع كذبة أخرى .. قال رسول الله صلى الله عليه وآله .... (( إذا تسمّكتــم .. تتمـّروا فتلبنـــوا )) .....!!!!! قاتلك الله ..!! ثم قاتلك الله ..!! ثم قاتلك الله ..!! ...... قاتلك الله وقتل بطنك الحقيرة .. أيها الكذاب الجائع .. بعد أن يئس من الدجاج اشتهى السمك والتمر واللبن .... انتشر صبيان صاحب البيت بعد أن أمرهم والدهم بتحقيق مطالب هذا السيّء .. فأحضروا من الجيران مايسكت فم السيد عن الكلام ............. وبعد أن أكلوا وشبعوا .....أصدرالسادة المجتمعون الحل الذي كان موافقا لرغبة الشريك المرابي .... حيث تم ارجاع رأس المال إليه ....... مـــع تعهد أبــو سعدون المنكوب بدفع نصف الأرباح التى لم تحصل أبداً لــــه... وأخذوا عليه كفيلاً على ذلك ....... لمدة معينـة فإذا لم يتم السداد يقوم أبو سعدون بتسليم نصف الأرض للشريك المرابي .....!! أخذ المعمم مبلغاً ماليـّاً من أبو سعدون نظير هذا الحل الشيطاني الذي جادت به قريحته ... مسكينٌ أنت جداً ياأبا سعدون ... ضاع استثمارك في الأرض وخسرت انتاج المحصول ..... ثم ترتبت عليك غرامة ربوية ... إن لم تسددها في الوقت المحدد ستضيع أرضك من بين يديك ...وفوق كل ذلك تـُكرم من جيبك المفلس صاحبك المعمم الذي اقترح عليك الحل .. مع قبلة على رأسه ودعوات بالشكر والإمتنان ..!! لقــد أكــلَ العـــدوُّ لحـــوم قومي *** فلمـّــا استسلموا أكـــل العظامـــا مازال هؤلاء السادة يفترسون قومي افتراس الذئاب المسعــورة ... بلاهوادة ولا رحمة .. ولا شفقـــة وبتلذذ ليس له مثيل .....!!! في إحدى المـرات شاهدنا من بعيد سيارة تنزل من الطريق المعبـّد .. أخذالجميع يرمقونها بأبصارهم ...والبعض صعد فوق السطح ليرى أين تقف .. كانت السيارة تحمل فوقها صندوقـاً ............ ذلك يعني جنازة قادمة .. انخلعت قلوب الجميع ..!! الكل لهم أولاد وإخوة في جبهة القتال مع إيران ...كانت السيارة عسكرية ..تسير بهدوء بين البيوت الطينية المتناثرة ... وكلما اجتازت مجموعة من المنازل .. إطمئنوا بأن الجنازة ليست لأحبائهم ........... فينزلون ويتبعونها .... اقتربت السيـارة من منازل أخوالي ...... توقفت قليلاً ... ثم تحركت مباشرة باتجاه المضيف الكبير ...طارت القلوب من أماكنها .. فقد عرفنا أن القتيل من أهلنا.. ولكن لانعرف من هو .. فكل الشباب من سن18 فما فوق في الحرب .... نزل أحد العسكر يسأل .. واستقبله خالي أبو ياسر وهو يسأل بلهفة .. .. منو؟؟ علموني من المقتول ..؟؟ فأجاب العسكري باقتضاب إنــه(( نــاصر )) ...!! وما إن خرج الإسم من فمه حتى تعالى الصياح والصراخ ... والبكاء والعويــل .. وجاء خالي أبو ناصر الشيخ الكبير الأعمى .. وقد سقط رداؤه من على متنه وأخذ يقبل التابوت ودموعه لاتنقطع .. كان ناصر شابـًّا في الثامنة والعشرين من العمر ترك خلفه زوجةو طفلين يتيمين .. كما ترك خمسة من الأخوة من زوجة أبيه الثانية ..أكبرهم في الرابعة عشرة من العمر..وترك أيضا والده الأعمى ..كان هو المعيل الوحيد لهــم .. رأيت أبو ناصر يقبل ويشم التابوت وهو يدعو على الخميني .. كنـّا جميعاً نشاركه الدعاء عليـــه ..!! كانت العادة في مثل هذه المواقف أن يفسح الرجال مدّة من الوقت للنساء .. لكي يقمن بواجب اللطم حول الجنازة .. كان المنظر مرعباً ومقززاً في نفس الوقت .. اجتمعت النساء حاسرات الرؤوس ناثرات الشعور .. وقد شققن ثيابهن إلى أوساطهن .. شبه عاريات .. بل إنهن عاريات ..وأصبحت ملابسهن كأنها لبس الزنوج ..فالجزء العلوي كان مكشوفاً .. (( ليعذرني الإخوة على هذا الوصف .. فالحقيقة هي الغاية )) ...انعدم الحياء ..وكان منظر الدماء وهي تسيل من الخدود والصدور شيئا مرعباً ..... |
{لوثــات شيعيــة /17/ اللون الأحمــر}
إنهـــا أفعال الجاهلية .. الصراخ ..النحيب ..اللطم ...شق الجيوب ...و... حلق الرؤوس ايضاً .. قمن بقص جدائلهن وأصبحن كالرجال ..من العادات السخيفة أن يتم تجميع تلك الجدائل وربطها بحبل .. ثم يتم رميها في النهــر .. أو دفنها في التراب ... فهي دليل على كثرة المحبين لهذا الميّت ..فيقال (( عندما مات فلان تم قص مئة جديلة عليه .. فهو محبوب .... بينما فلان مات ولم تـُقصُّ عليه غير جديلتين أو ثلاثة .. فهو لاقيمة لــه )) ... وهكذا هي الإعتقادات والعادات السخيفة .. غير بعيد عن هذا اللطم النسائي كان هناك مجموعة من الرجال يقومون بإطلاق النار في الهواء .. مع بعض الأهازيج التي تمجّـد الميّت وتذكر مآثره ... وفيها من الكفر والشرك بالله الشيء العظيم في أكثر الأحيان .. ذهبوا بالجنازة لتدفن في مقبرة وادي السلام في مدينة النجف .. فهي بقعة (( مباركة )) ومن يدفن فيها يأمن من عذاب القبر حسب مايرويه زعماء ملتنا من السادة .. الذين يفتون بذلك ليستأثروا بأموال الشيعة .. وحتي لاتخرج المصروفات اللازمة للدفن إلى مناطق أخرى..... ولكم أن تتخيّلوا كم هي الأعداد الهائلة للموتى الذين يذهبون بهم إلى النجف .... إنها مدينة مزدهرة في تجارة الأموات وبيع القبور .. استمر المأتم عــدة أيـّام .. تذبح فيه الذبائح لغير الله ثوابــاً لميّتنــا .. غداءً وعشاءً .. يتقدم فيها أولوا العمائم للطعام ..ثم يتم توزيع السجائــر على الجميع .... وتوزيع الشربت الحمراء أيضاً .. ومن المفارقات المضحكة .. أصبح هناك نوع من التقديس للشربت ذات اللون الأحمــر (( الفيمتو )) .. حتى أنّ البعض أصبح يفضلها على غيرها من المشروبات ..... لأن اللون الأحمر يمثــل ذكرى (( لدمــاء أبي عبدالله الحسيــن )) ..!!!!!! إنني أخشى أن يستغل ذلك وكيل ((فيمتو)) للترويج لمشروبه ..!!! أماّ نظرتهم لغير الشيعة فقد أصبح في السنوات الأخيرة .. شبهة على من يلبس الشماغ الأحمــر .. وينظر إليه بعين الريبة والشك ..... فهو ينتمي إلى الوهابية ...وأن الوهابية خصوصاً أهل نجد يلبسون هذا اللون لأنه يذكرهم بقتل عثمــان .. فإذا كان الشخص شيعيًّـا يكون اللون الأحمر فضيلة .. أما إذا كان من أهل السنة يصبح منقصــة .. سبحان الله ..!! هذا الدين الشيعي السخيف دائماً يأتي بالعجائب ..والمضحكات ..!! بعد سنة من هذه الأحداث .. لم يستطع الخال أبو سعدون أن يفي بالتزامه لشريكه .. فاستولى شريكه السيّـد على نصف أرضه حسب الإتفاق .. فيما قام هو ببيع النصف الآخر ليترك المنطقة برمتها ويهاجر بعيدا مع عائلته.. فأصبح يعمل في إحدى المزارع الواقعة بين النجف وكربلاء ..!! .. بعد أن كان يملك أرضاً أصبح أجيراً .. ومع أنه لازال باقياً على تشيعه إلى اليوم ... فهو كلما يتذكر هذه الحادثة يلعن السادة والمعممّين .. وضحكهم على الشيعة .. وأكل أموالهم بالباطل ..!! في السنوات الأولى للحرب أصبحت المناطق الجنوبية من العراق والتي تقطنها غالبية شيعية من أكثر المناطق انفلاتاً للأمن ..بسبب ((الفرارية)) .. وهم الجنود الهاربون من الخدمة والجيش.. حيث توطن أكثرهم في الأهوار .. التي يصعب فيها السيطرة عليهم من قبل الدولة .. وأصبحت مهنتهم اللصوصية وقطع الطرق .. كما انحاز إليهم الكثير من المجرمين واللصوص ... صار الناس يسهرون الليل بأكمله ((نواطير))لحماية بيوتهم من السطو والسرقة حتى أصابهم الملل من هذه العيشة الكسيفة .. فهاجر كثير من الناس إلى مناطق أخرى ... ومن ضمنهم عائلتنا .. اتفق مجموعة من أقاربنا على أن يذهبوا في جولة إلى شمال العراق الأكثر أمــاناً .. للبحث عن منطقة مناسبة للسكن .. ولكن ..!! مع الأسف .. أثناء مرورهم على مدينة النجف .. قرروا السكن فيها .. وتركوا فكرة الذهاب للشمال ..خصوصا وأن الخال أبو سعدون قد سبقنا للسكن قريبا منها ...... أصبحت هذه المدينة السيئة موطناً لنا بعــد ذلك لعدّة سنــوات .. بعد أقل من شهر من بداية استقرارنا في مسكننا الجديــد حدثت مشاجرة بين أحد إخواني الصغار مع أحد الأولاد في المنطقة .. نتج عنها اسعاف الولد الذي خرج الدم من أنفه ... كنــّا نظن الأمر عاديًّــا .. فهي لاتعدو كونها مشاجرة بين ولدين .. فإذا بها بالنسبة للنجفيين طامة كبرى وكارثة عظمى .. (( خروج الدم )) ... جــرّ علينا مصيبة .. فقد تجمــع العشرات بالقرب من منزلنا وهم يحملون الأسلحة استعداداً للهجــوم .. |
{لوثــات شيعيــة /18/ وفود المعممّــين}
كان والدي يجلس في الديوانية مع إثنين من أقاربنا . وعندما تعالت الأصوات واللغـــط في الخارج خرج لاستطلاع الأمر .. وعندهــا عَلِم أنّ منزلنــا هو المستهدف ... عاد مسرعــاً ... وبينمــا قمنا بتهريب الرجلين اللذين كانا معنا في الديوانية من شبــاّك إحدى الغرف الخلفية .. حتى لايصيبهم مكروه لاذنب لهم فيه .. وأيضــاً لطلب النجدة والمساعدة ... أمر والدي بجمع الأطفال والنساء في إحدى الغرف التى نظـــنّ أنها الأكثــر أمــاناً .. ثم أخــرج سلاح كلاشينكوف وبندقية صيد قديمة .. السلاحان الوحيدان اللذان نملكهما وصعد إلى أعلى السطـــح ... أعطى بندقية الصيد إلى أخي وأمره بإغلاق باب المنزل .. وإذا لاسمح الله تم اقتحام الباب فعليه إطلاق النار على المهاجمين .................. لم يكن والدي يريد حرباً لأنه يعلم أنها غير متكافئة وإنما يريد تطبيق المثل (( واجه الصياح بالصياح .. تسلم )) .. في هذه الأثناء قام جيراننا بمساعدتنا في تهريب النساء إليهم وذلك بتســوّر السطح.... خوفا من حصول مجزرة .. .. اكتشفت أن والدى يملك عقلا عسكرياً في هذه اللحظات .. فهو يتصرف وكأنه قائد جيش منذ عشرات السنين .. وعندما تم تأمين العائلة ... أطل والدى من فوق السطح على المهاجمين ... أخرج الكلاش بلا تردد وأطلق طلقة بين أرجل المهاجمين ... ثم طلقة أخرى ... ثم وضع مسمار الأمان على الصليات ... وأفرغ مخزنا كاملاً من الطلقات فوق رؤوسهم ... ثم أتبع ذلك بتهديد شفوي ..أن من أراد منهم أن يموت فليقترب من البـــــاب ... تراجع القوم .. وأخذوا يتشاورون .. وبينما هم كذلك ... أشاع أحد الجيران بأنه تم إبلاغ الأمن ... وخلال دقائق انفض الجميع .. كان النظام الأمني يعتمد على الحلول العشائرية في أغلب الخلافات ... فإذا وقعت مشكلة ... يقوم الشرطـــــة بإعطاء فرصة للصلـــح بين المتخاصمين وبأية طريقة .... المهم أن تنتهي المشكلة ... فإذا لم يتم التوصل إلى حل ... يتدخل الشرطة بعد ذلك .... تم اعتقال أحد المهاجمين مطلقي النار .. وأعطت الشرطة فرصة للحل العشائري ... قبل تسجيل قضيـــــة .. الحلول العشائرية سخيفة وفيها ظلــم كبير ... وأكل لأموال الناس بالباطل .... أغلب من يقوم بالتوسط لحل المشكلات هم رؤساء العشائر أو (( سلالة آل البيت ))وهم السادة المعممون بالطبع ... أما رؤساء العشائـــر فغايتهم من ذلك البحث عن الصيت والسمعة ......... وأمــّـا سادتنا فغايتهم بلع الأموال وشفط الدنانير .. من جميع الأطراف .. أشار بعض الناس على والدي بأن يأخذ معه مجموعة من هـؤلاء الشفاطيـــن إلى تلك العشيرة لاسترضائهم وإيجـــــاد حـــل لمشكلة الدم الذي سال ...!!! وكأن الذي سال دمــه كليب وائل وليس طفل صغير يدرس في الإبتدائية ... رفض والدي ... لأن ذلك يعتبـــــر إقراراً بالخطأ فيترتب عليه تعويضات هائلـــة ... قد نبيع منزلنا ولا نستطيع سدادها .... بدلاً من ذلك أشار علينا أحدهم بأن نرمي(( قوامة )) والقوامة هي بمعنى إعلان حرب بعد مهلة ثلاثة أيام للصلح .. فإذا لم يتم الصلح خلال هذه الأيام الثلاثة نكون أقوام متحاربون .. تستحل فيها كل عشيرة أموال العشيـــــــرة الأخرى ... واستباحتها لجميع الأفراد ... عمــِل والدي بهذه المشورة وأرسل إليهم من يعلنهم بأننا (( قـــوم )) وأمهلهم ثلاثة ايام .. ثم جلسنا ننتظــر .. ........... في عصر اليوم الثالث .. وقبل انتهاء المدة أتانا من يبلغنا بأن العشيرة تطلب الصلح وقد أرسلت وفداً لترتيب هــذا الأمر .. جاء الوفد الذي كان مكونــاً من أكثر من عشرين إنســاناً ... أغلبهم تعتلي فوق رؤوسهم تلك العمائم السوداء القبيحـــــة ونحن نعلم في داخلنا أن هؤلاء موعودون بمبالغ محترمة ...نظير استكمال الصلح .. طـُرحت المشكلة باختصار .. مشاجرة بين طفلين .. خرج الدم من أنف أحدهما .. هجوم بالرشاشات وإطلاق نار .. ثم اعتقال أحدهم ... بعد مشاورات قليلة .. تم التوصل إلى حل وهو تعويضنا ماديّــاً مقابل تنازلنا عن ولدهم المسجون ... بالطبع ليس أمامنا إلا الموافقة .... وكان التعويض هو خمسة ملايين دينار عن الهجوم و مليــــون دينار عن كل طلقة تم إطلاقها على منزلنا .. وعشرة ملايين عن إخافة أهل البيت .. فكان المجموع 28 مليون دينار .. وهو مايعادل (( 25ألف دولار )) .. هنا جاء دور السادة الممثلون .. قام كبيرهم وطلب التنازل عن جزء من التعويض لوجه الحسين فتم له ذلك ... ثم قام آخر لوجه العباس ثم ثالث ثم رابع ...وهكذا ...ثم صفـّى المبلغ على ثمانية ملايين ..((4آلاف دولار )) ..إلا أن انتهت تلك التمثيلية ..... التى راح ضحيتها العشيرة التى هاجمتنا ... نحن نعلم أن التنازل إلى هذا المبلغ بعد قيمة التعويض الكبيرة الأولى سيكون له أثره الجيـّد على جيوب هؤلاء السادة ..فهي غنيمة سهلة لم تكلفهم إلاّ ساعة من زمان .. جعلوا موعدا لاستيفاء التعويض .. وإلى حين هذا الموعد أعطوا والدي راية خضراء أسموها (( راية العباس )) ستبقى معه إلى أن يستوفي التعويض كاملاً وتنتهي المشكلة ... لم يعلم والدي ان لاستلام راية العباس طقوسا معينة عندهم ....أخذ الراية ووضعها تحت السجادة ... وهنـــا .. ثارت مشكلة أخرى بسبب راية العباس .. !!!! |
{ لوثـات شيعيـــّة /19/ راية العباس }
صاح أحــد المعممّيــن (( ليش تسوي هيجي براية العباس )) ... فاستغرب والدي فهو قد وضعها فقط تحت الفراش ...!! هذي راية العباس ... لابد أن تحترمها ... وتحترم أبناء رسول الله اللي جايين ضيوف عندك .. كثر اللغط بين الحاضرين ..... فلم يكن والدي يعرف شيئاً عن راية العباس وعـن طقـوس تسليمها تدخل أحد الجيران واعتذر لهم عن والدي .. بأنه غشيم .. ثم أخبر والدي هامساً بأن راية العباس تـُرفع أثناء المصالحات مثل البيرق ... وتوضع فوق أعلى مكان في المنزل ... لتكون علامة للصلح ... ولا يتم إنزالها حتى تنتهي المشكلة ..... ومعنى أنك تضعها تحت الفراش ... أنك ترفض الصلح ولاتقبل بالوساطة ... ضحك والدي من ذلك ... وسحب راية العباس .. ثم أمر أحد إخواني الصغار بأن يحضر عصــا المكنسة ليقوم بشـد الرايــــة عليه ومن ثم رفعها فوق باب المنزل ...!!! كانت راية العباس عبارة عن خرقــة مستطيلة الشكل خضراء اللون ... ونسبتها ليست للعباس بن عبدالمطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم ... وإنما للعباس بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه والذي يلقبونه بــ (( قطيع الكفـّين )) .. كان والدي يريد العافية و (( فكاك شــرّ )) من هذه الشرذمة .. ذهب في اليوم التالي وتنازل عن بقية المبلغ ... ورفض رفضاً قاطعاً أن يأخذ فلساً واحداً من قيمة التعويض الذي حكم به السادة أهل العمائم ... (( هذا الشايب بخيت ))..(( بارك الله بيه )) .. (( ماعنده طمع مثل ربعنــا )) ..(( لوندري جينا بدون السادة )) كانت هذه عبارات الثناء والإطراء .. بينما معمّـمونا اقتسموا نصيبهم من النار في بطونهم .. نظير أحكام الجاهلية ... كانت والدتي قد نذرت نذراً بعد شفاء أخي... وهو أن تعمل (( عيش فاطمة )) في يوم العاشر من محرم من كل عام ... فكنا كلما اقترب الموعد نجهز لهذه المناسبة .... الهريس والأرز واللحم ... كانت هذه طبخة عاشوراء .... وللعلم فأن لكل يوم من أيام شهــر محرم طبخة خاصة .... ابتداءً من الأول من محرم وحتى العاشر منه ... فيومٌ للهريس ويومٌ للأرز ويومٌ للتشريب ويوم للقيمة .. وهي أكلة هندية معروفة ... لاأدري كيف ربطنـا فاطمة الزهراء رضي الله عنها بهذة الأكلات...!!!!! هذه هي وتيرة الحياة عندنا ... لانعرف من الدين إلاّ الطواف على القبور وفضائل الإمام علي ومقتل الحسين رضي الله عنهم ... أما الأمور الفقهية والدنيوية .. فلانفقه فيها شيئاً .. وهي متروكة لأئمتنا السـّـادة ... يلعبون بنــا كيفما شاؤوا ... نعيــش كالأغنام بلا راعي ... بل والله إن الأغنام التي لاراعي لها أفضل حالاً منـّـا بكثيــر ..!!! لأننا نحن كالأغنــام التي رعاتهــا من الذئاب .....!!! ذئاب مفترســة لاتعرف إلا شفــط الأموال ليلاً ونهاراً ... وهذا هو هدفهم الذي يعيشون عليه .... يتعمدّون إشاعة الجهل بيننا ويستغلّون بساطتنا ..أفسدوا عقائدنا .. وعكسوا فطرتنا .. فنحن أمواتٌ .. أمواتٌ .. أموات ... .. قاتلهم الله .. وأراح أهلنا وعشائرنا من خبثهم ...!! والله لو أن شيعيـّا منصفاً استخدم عقله قليلا لأراح نفسه .. فإن الحق واضح ... ولكننا نتعامى ونتجاهل .. وضعنا عقولنا في صناديق مغلقة .. وإن بعض الأمور ننكرها بشدّة .. ولانستطيع إبداءها ... لأننا مباشرة سوف نـُـتـّهم بالكفر والمروق من الدين ... يقف في طريق عقولنـا شيئين ... الجرأة والخوف ... ونحن مستعدّين للتلقين دومــاً .. يغرسون فينا دومــاً كره السعودية وشعبهـا ..... فدائماً عندما نأتي على ذكرها نردّد هذه المقولــة على ألسنتنــا [ أرض طاهرة .. وقوم فاسقــون ] ... أستغفرك ربي وأتوب إليك .. عندما كَبُر أخي ذهب إلى إحدى الدول العربية .. وهناك تعرّف على الشباب من أهل السنة السلفيين ..من أهل العراق .... سبقوه للإقامة في ذلك البلد .. فارتبط بهم لأنه يحتاج مساعدتهم .. ولأنهم ينتمون إلى بلد واحد .. بعد فترة من الزمـــــن جاءني إتصال منه ... ووالله لقد هزني هــزّا .. وارتعدت كل قطعة لحم في جسدي ... يقول (( أخي ... |
{ لوثـات شيعيـــّة /20/ الهداية }
(( أخي لقد هداني الله .. فقصرت ثوبي وسأطلق لحيتي )) في هذه اللحظة انتقل بي الخيال إلى ألف وأربع مئة عام مضت ...فتخيلت أنني في المدينة المنورة .. طابت وطاب ساكنها وأنني أعيش في زمن الصحابة وفي زمــن الهجرة ... فتخيلت أن أخي الكافر قد جاء من مكة إلى المدينة مسلماً ..... والله هذا الذي شعرت به أثناء اتصال أخي .... فخررت لله ساجداً ....وفي قلبي من الفــرح والسرور .. ليس له مثيل أبـــــداً ..... قلت له .....أخي الحبيب .. هذا أفضل وأجمل خبر سمعته في حياتي .... هل تذكر عندما سبقتك بالهداية فكنت أدعوك ...وكان الصدود هو جوابك ... بل كنت تزعجني بسماع أغا************ ... في الغرفة التى نتقاسمها سويـّاً .... فأهرب لأنام في حوش المنزل ... سنوات مـرّت على تركي التشيـّع ..كنت أسعى وأدعوا الله لهدايتكم ........ هل تذكر عندما تجتاحك أحياناً العاطفة ... فتستمع إلى كلامي .... فاقول لك إن للتوحيد في قلبي لـذة لاأستطيع وصفها ... بل كلما أحاول الوصف ...لم ولن أستطيع نقل هذا الشعــور إليك ... إنه شيء جميل لاتوصف حلاوته ... فكنتَ تستغرب من ذلك ... وتعتقد أنني أبالغ ... سألني .. كيف اهتديت ...؟؟ إنها إرادة المولى عــزّ وجلّ ..أيها الحبيب .. لم أسعَ إليها .. وإنما ساقها الله إليَّ بلا تدبير مني ... إن ربنـّا الذي نعبده يستحق الحمد والثناء ......... إن الله لايغيـّر مابقوم .. حتى يغيـّروا مابأنفسهم ... تعلم أيها الحبيب ...أنّ كلاًّ منـّا يعيش في بلد خـــارج العراق ......وأنني فارقتــــكم ولم أرى والديّ منذ ثماني سنوات .. كنت معتاداً للذهاب إلى أصحابي كل ليلة .. نسهر أحياناً إلى وجه الصبح ..... ونقضي الليل معاً ... كنت أستحي أن أبيّن مذهبي ..أو أن يعرف أحدٌ أنني شيعي لأنه بصراحة ... أعلم أن في مذهبي أشياء سخيفة ومضحكة .... ستجعل منـّي أضحوكة بينهم ... مثل زواج المتعة .. الذي يُقرُّ علنـاً ويدافع عنه ... ولكن لايمارس إلاّ في الســرّ ... وعلى حياء من الجميع .. تعطلت سيارتي في عصر ذلك اليوم .... وأخبرني الميكا************ي أنه لن ينتهي اليوم من إصلاحها .. بعد المغرب رأيت ان أذهب إلى أصحابي سيراً على الاقدام ... هكذا فجأة ..قررت ذلك ......هل أنت معي اخي الحبيب ..؟؟ هل تسمعني ..؟؟ أجاب أخي على الطرف الآخر ....نعم ..نعم ..أكمل ... أثناء سيري قلت في نفسي لماذا لاأسبح الله مئة مرة ... كأنّه نوع من التحدي بيني و بين نفسي ..سبحان الله ..سبحان الله ..سبحان الله .. سبحان الله .. سبحان الله .. سبحان الله ...كنت أسبّح وأصابعي تعدّ ... كان ذلك العمل الخفيف ثقيلا في البداية ..ولكن مع الإستمرارية والإصرار .. أصبح لذيذاً على القلب .. خفيفاً على اللسان .. حتى أنني تمنيّت أن لايخلص العـدّ ويكون عدد المئة .. بعيداً ... ولكن مالذي يمنع ..سأكمل التسبيح إلى مالانهاية ...لن ألتزم بعدد معين ..فإن الله يحصي كل شيء ... ولن يغيب عنه شيء ... سأغيـّرمن سبحان الله إلى الحمدلله .... الحمدلله .. الحمدلله .. الحمدلله .. الحمدلله .. الحمد لله ... ثم بعد ذلك إلى أنواع اخرى من الذكر .... التكبير ...التهليل ....الصلاة على النبي ...عليه الصلاة والسلام ... مالذي أصابني ... أحسست بسعادة وفرحة ... ورضا في القلب ........ ياسلام .. إنني الآن أبتسم ...وفي وجهي طلاقة وبشــــر... فجــــــأة .... سمعت صوت الأذان .... يردد ...إنها صلاة العشاء ... وهذا المسجد قريب مني ... ولكن .. هو مسجد سني .. ماذا أفعل ... هل أدخل المسجد أصلي مع السنة ... هل أنعزل في زاوية وأصلي لوحدي ..... هل أكمل طريقي ..وأترك الصلاة ...مالذي يحصل إذا دخلت المسجد معهم .. هل يضربونني ... هل يصيحون علي ... هل .. وهل .. وهل ...؟؟ تزاحمت الأفكار ... وتواردت الخواطر ..وبذل الوسواس الخناس جهده .. وأخذت النفس الأمّارة بالسوء .... تأمر بالسوء .. تتثاقل وتزيّن الكسل ........ ألو ... ألو ... أنت معي ..؟؟ معاك ياأخي معاك ....أسمعك .... أكمل ...... انتهى الصراع النفسي بانتصار الخير .. وانهزم الشــرّ .... قررت دخول المسجد دخلت إلى مكان الوضوء ....... والله لاأعلم مالذي أصابني .... لقد غسلت قدميّ لأول مرّة ... بلا شعور .. فكرت بعد ذلك تفكيراً ساذجاً قد تضحكون منه ....لاأعلم صحته ولكن لابــــأس بإيراده على سبيل الفكاهة .. فكرت أن للأقدام شياطين موكلة بها ...تجعلها تسير إلى دروب الرذيلة والمعصية فإذا توضأ الإنسان وغسل قدميه هربت تلك الشياطين فأخذت الأقدام تسيـر في طريق الإيمان .......إن كان ذلك صحيحا ... فإنني أُشفق على قومي مــن الشيعة الذين يمسحون أقدامهم ويحرمون الغسل ...... إن الشياطين تعشش فــــــي تلك الأجساد ..... صليت معهم العشاء جماعة ... إن صوت الإمام جميل ويجعلك تحلّق في أجواء مــــن الإيمان والروحانية ...بعد انتهاء الصلاة ... جلست لدقائق كأنني استطلع .... وأنظر في زوايا المسجد وفي وجوه المصلّين ... كان المسجد غاصـّاً بالناس .... والكثير منهم من الملتحين قصيري الثياب {وهابية} قام أحدهم وكان كبيراً في السن وجلس مقابل الناس .... ثم التفّ هؤلاء الوهابية حوله قريبين منه جدا وكان أغلبهم يحمل في يده كتــاباً... أخذت مكانا بعيداً وجلست قريباً من باب المسجد الرئيسي ... أنظر أليهم وأستطلع ما يفعلون ... فتح كبيرهم الذي التفواّ حوله كتابه ثم فعلوا جميعا مثله....وقال .. اليوم نشرح معنى (( لاإلـــــه إلاّ الله )) ... كانت نفسي تراودني للخروج من المسجد ...وتقول .. أصحابك في انتظارك ... مالذي تفعله هنا ... لقد ذهب الناس وبقيت وحدك منعزلاً ..... سينظرون إليك باحتقار لأنك لم تجلس معهم ..... و... و...و ... قاومت كل ذلك وقلت لابأس ... دقائق وأخرج ... فقط أريد معرفة معنى لاإلــــه إلاّ الله عنـــد هؤلاء الوهابيـــــة ... وفجأة ..... طوط ... طوط ...طوط ... لقد انقطـــع الإتصــــال ......... |
{ لوثـات شيعيـــّة /21/ الجهل بمعنى لاإله إلاّ الله }
انتظرت لدقائق ..فعاد الإتصال مرّة أخرى .... السلام عليكم ..لقد انقطع الخط من عندي ..... وعليكم السلام .. أطلت عليك في القصة ..... لابأس أيـن وصلنا ... لقد كــان درسـاً في التوحيد ... وأخذ الشيخ يشرح معنى لاإله إلاّ الله ....... (( لا )) أداة نفـي ... وهي هنا تنفي كل مايأتي بعدهـــــا ......... (( إله )) هو كل مايعبده البشر ويتقربون إليه ويعتقدون فيه النفع والضر كالأصنــام وقبور الصالحين والشمس والقمر والنار والصليب وبوذا وبقر الهندوس ........ إذن الإله هو الذي يقوم البشر بعبادته ...... الله عزوجــلّ إلــه .......... لأن البشر يعبدونه ويعتقدون أنه ينفع ويضـــرّ بوذا إلـــــــــــــه .......... لأن هناك بشراً يعبدونه ويعتقدون أنه ينفع ويضر الصليب إلــــــــه .......... لان هناك بشراً يعبدونه ويعتقدون أنه ينفع ويضرّ القبور آلهــــــــه .......... لأن هناك بشراً يعبدونها ويعتقدون أنها تنفع وتضرّ البقر عند الهندوس... الشمس أيضا عند بعض الناس إلــه... القمر كذلك..النار ... النجوم ..الاصنام .. الأحجار ... الأشجار .. قبور الصالحين ... الحسين في كربلاء .. عليّ في النجف .. البدوي في مصر .. الرفاعي ..الدسوقي قبر أبو حنيفة ........ وهكذا .. والله الذي لاإله إلاّ هو ياأخي ...... كنت أستمع وكلمات الشيخ الوهابّي تنفذ داخل قلبي كالسهـــام ..لأن عقلي يراجع كلامه .. ولم أجد عليه خطأ ولا ممسكاً ... فكل كلامه وشرحه منطقي يتوافق مع العقل والفطرة ... ثم أكمل الشيخ شرحــه ... (( إلاّ )) أداة استثناء ...... نفى الله عز وجــل كل هذه المعبودات واستثنى معبوداً واحداً فقط ... ماهو أيهــا الشباب ..... (( الله )) هذا هو المعبود الذي يستحق العبادة ....استثنى الله نفسه ..... كثيرون يتلفظون بهذه الكلمة من المسلمين دون معرفة معناها ....مع أنهم مؤمنين بها .. ولكن معرفة معناها واجبة ...فأنت أيها المسلم عندما تتلفظ بهذه الكلمة .. يعنى أنـــك ترفض كل شيء يعبده البشر لانه غير مستحق للعبادة ... وتعبد الله الذي في السماء لأنه وحده الذي يستحق أن تعبده ... ظللت متسمرّا في مكاني أتابع بشغف كلام هذا الوهابي حتى انتهى الدرس ... ووالله ثم والله لقد دخلت المسجد إنساناً ... وخرجت إنساناً آخر ...لقد تغيّــرت حياتي كلها في تلك الدقائق المباركة ...... لقــــد كنتُ كافـــراً فأسلمـــت ...... هل تسمعني ياأخي ...؟؟ .... أجاب بصوت ضعيف ومتأثر ... نعم ..نعم .. الآن عرفت فقط اللذه التي كنت تحدثني عنها .. ولايستطيع أحد وصفها ......... إنهـــا لـذة العبودية لله ....أن تستشعــر أنك عبداً لله فقط ... علمت بعد ذلك أن الدرس أسبوعي ... فحرصت على حضوره بعد ذلك ... وعرفت أن الدرس كان من كتاب (( التوحيد الذي هو حق الله على العبيد )) للشيخ الذي كنـاّ لانطيقه أبداً .... إنه (( محمد بن عبد الوهاب )) ... رأس الوهابية .. أخي الحبيب ... كيف ننقذ أهلنا في العراق .. وهم يعيشون على بعد نصف كيلومتر من مرقد علي بن أبي طالب ...حيث الشرك والكفر والنذور والشياطين من أهل العمائم ... لن يهدأ لي بال ولن أرتاح أبدا ... حتى يخرج أهلي من هذا النفق المظلم ... إن ذلك الآن هو هدفي الوحيد في الحياة .... الآن عرفت فقط لماذا كان الصحابة يتعرضون للتعذيب والقتل والجفاء من الأهل والأقارب وقد ضحـوا بالغالي والنفيس .. وبذلوا مهجهم وأموالهم وأولادهم في سبيل هذا الدين .. بل وراضين كلّ الرضــا .. إنها لذة العبودية للّه .... التي قال عنها شيخ الإسلام ابن تيمية (( لو علــم الملوك وأبناء الملوك مانحــن فيه من اللذة .. لجالدونا عليه بالسيوف )) الله أكبر .. ماأجمل التوحيد .. وماألذه .. بعد ذلك بأشهر قليلة قــرّر أخي الذهاب إلى أوروبا ..كما هي حال الكثيرين من طالبي اللجــوء ممّن يسعون لتحسين وضعهم المعيشي ..ولكنه قبل ذلك أخبرني بأنه سوف يعود إلى العراق ليجلس مع الأهـــل فترة من الزمن لأن الدنيا حياة وممات وقد لايراهم بعد ذلك ... إنه يريد العودة لوداعهم .... خلال يومين تجهّــز للسفر وتم ترتيب كل شيء .. ثم عاد إلى العراق فلمــا وصل إلى بغداد .. تلك المدينة الجميلة الساحرة ...كان الوقت عصــراً ..ركب التاكسي متوجهاً جنوباً إلى النجف ... معقل الشرك والمشركين ... فلم يكــد يسير التاكسي قليلاً ..جال بنظره في السيّارة ثم صاح في صاحب التاكسي... وقف ..وقف لوسمحت ...أوقف ... رجّعني إلى مكاني ليش .. ليش... شنو شنو صاير ..؟؟ |
{ لوثـات شيعيـــّة /22/ أم البنين }
لاشيء .. ولكن نسيت جوازي وأوراقي ... رجع السائق إلى حيث كان ركب أخي .. عندها نزل أخي من السيارة .. أعطى السائق جزءاً من الأجرة .. ثم قال له إذهب فإنني سأتأخر .... لم يكن في الواقع أنّ أخي أضاع شيئاً ولكنه كان حذرأً ........ فقد أوصته والدتي أن لايركـــب مع أحد لايطمئن إليه ...يقول عند صعودي في سيارته لاحظت تحت الجاكيت الذي يلبس طرف مسدس كان يحمله ... وبما أن الوقت عصراً ..فإن اللّيل سيدركنا في منتصف الطريق .....وهي منطقة مليئة بالمزارع وغابات من أشجار النخيل ... آثر السلامة ونام في أحد الفنادق ..... وما إن أصبح الصباح ركب تاكسي آخر ثم انطلق ينهب الأرض نهباً .... قطع التاكسي مناطق الدورة المحمودية اليوسفية المسيّب ...... إنها المناطق التي تقع في الطرف الجنوبي لما عـُرف لاحقـاً بمثلث المــوت .......... وصل إلى المنزل وكان العنـــاق حاراً جداًّ .. فقد كان غائباً لفترة طويلة .... جلس عندهم لمدة شهرين ........ كانت هذه المدّة كافية ليؤثر فيهم تأثيراً عجيباً ... خصوصاً أنه كان محبوباً جدًّأ .... لم يجد معارضة أبــداً فقثد تلقـوا مايقول بالقبول والإستحسان .. ونشر فيهم مادرسه على يد الشيخ مقبل بن هـــــادي الوادعي رحمه الله تعالى ... كان يركّز على معنى التوحيد ومعنى الشرك ... وكيف أن العبادة لاتجوز إلاّ لمن يستحق العبادة ...... وهو الله تعالى ..وأن العبادات ليست الصلاة والصيام والحج فقط وإنما الدعـــاء والنـــذر والإستغاثة والإستعانة والخوف والرجاء ... لقد غرس فيهم بذرة الإسلام الصحيـــح ... ثم خرج من العراق إلى أوروبـــا ......... بعد فترة من الزمن جاء إتصال من الخال أبو سعدون يطلب من والدتي الحضـــور .. كانوا فرحين جداً لأنها نهاية موسم الحصاد ... وقد كان الجنيُ طيّباً... لقد عملوا وليمة كبيرة ........ حضرت الوالدة إليهم وقد كانت في حضورها هذه المرة تختلف عن كــلِّ مرّة ... إنها مواظبة على الصلاة جداًّ .. كانوا يستغربون من ذلك ... فإن عشيرتهم لايكاد يصلّي فيها أحد ... من الرجــال ..فما بالك بالنساء ... ثم المصيبة أن صلاتها غير الصلاة المعروفة ... إنها (( تتكتـّف )) ... معنى هذا أنها أصبحت وهابية .. تقول الوالدة بأنها كانت تسمع بعض النساء يتهامسن عليها بهذه الكلمة ...لم يكن يهمّني هذا الكلام .... فإنني عاهدت ولدي أن أستمر على هذه الصلاة وعلى أن لاأزور مرقد علي بن أبي طالب أبداً ... عندما حضر طعام الوليمة ... قام أحدهم فقال إن هذا (( مراد )) لأم البنين ... غضبت والدتي وقامت عن الأكل لتغسل يديها ... وعندما أحسّوا بذلك .. أخذوا يتهامسون ...... (( شبيها عمتنا )) .. (( كأنها زعلت )) ..(( ماتعرفون صارت وهابية )) .. (( شوفوا شلون تصلي )) ... عندما أقبلت عليهم بادروها معتذرين .. فقالت لهم : يايمّــة ياأحبائي من الذي أخرج الزرع من الأرض ........اللّــــــــــــه .....لو أم البنين من الذي أجرى إليه الماء ...... اللّــــــــــــــه ..لو أم البنين ... من الذي نمـّاه وكبـّره وأسطع عليه الشمس ومنع عنه الآفات ... اللّـــــــــــه .. لو أم البنين ..!! وقف الجميع مبهوتين ...... ساكتين .. فأكملت .................. اللـّـه العزيز الحكيم ..يعطيكم ويكرمكم .. وتكافئون غيره !!وتنذرون لغيره !!وتعطون غيره !! هذا هو نكران الجميل يايمّـة ياأحبائي ........... إلى متى يضحكون عليكم هالسّادة .. وانتم فيكم ناس فاهمة ومتعلمة .. ليش يايمـّة ليش .. ماتخافون من غضب العزيز الجبـّار ..!!! ... ردّوني لأهلي .. والله ماأقعد عندكم دقيقة واحدة .. كانوا مقتنعين بكلامها .. لانه موافق للعقل والفطرة ..ولكن لاحيلة لهم .. إلاّ إذا امتلكوا الشجاعة لصد هجمات الضباع التي تلبس العمائم السوداء ... أهلكها الله تعالى .. حاولوا أن تبقى لديهم .. وجلسوا يترجون فيها ..وأنها لابد أن تبقى لأنهم سوف يأخذونها لطبيب العيون غداً ... فلماّ رأت اجتماعهم .. وافقت على مضض .. في اليوم التالي ..ذهب برفقتها أحدهم إلى طبيب العيون .... لم تسلك السيّارة طريق المدينة ..وإنما سلكت طريقاً آخــر .. وعندما وصلوا .. ودخلت على طبيب العيون .. اكتشفت مفاجآة ..!!! |
{ لوثـات شيعيـــّة /23/ السيـّد أبو قِشـّة }
كان طبيب العيون يحمل الماجستير في النصب والإحتيال والدجل ...... وكانت عيادته عبارة عن بيت طيني في إحدى مناطق العشائر .... يستمد قوته من جهل أبناء المنطقة وضعف تعليمهم الديني والدنيوي ..... هذه هي البيئة المناسبة والأرض الخصبة لإستحلاب جيوب الفقراء الشيعة المساكين .. كان طبيب العيون هذا لايلبس لبس الأطباء المعروف ولا يضع السمّاعات على أذنيه ...ولا يجلس خلف مكتب أنيق وإنما يفترش سجـّادة عربية في إحدى الزوايا .. يلبس عمامة سوداء مثل وجهه .. ويتصنـّع ابتسامة باهتـــــة وأمامه صندوق العدة الخشبي ... يساعده أحد أبناءه من صغار الشياطين ... الذي سيكبر فيما بعد ليصبــح شيطاناً كبيراً ... يرث من أبيه فنون الدجل والشعوذة ..!! يقترب المريض من هذا الطبيب المزيـّف الذي يمسك بيده عوداً أشبــه بعود المكحلة الذي تكحل به العيون ... ثم يأمر المريض بأن يفتح إحدى عينيه .. يمرر العود في العين كأنه يكحلها عدّة مرّات .. وبعد ذلك ...... (( مبروك .. لقد شـُفيت )) ..!! ..انظر إلى كميـّة القاذورات والأوساخ التى أخرجناها من عينـك ...!! ... يظن هؤلاء الناس أن القذى والقش والتراب الذي يصيب العيون .. لايخرج أبـــداً منها .. وإنما يتجمع تحت الأجفان لعدة سنوات ...!! يأتون لهذا المعمّــم الكذاب ليخرجها لهم .. وبطريقة احترافية وتمــرّس كبير في النصب والإحتيال ... يُخفي العود الذي دَلَك به عيونهم ليُـخرج لهم عوداً آخـــر من تحت الوسادة ... مليئاً بالقذى والشعر والتراب .... و... (( شوف... كل هالوصاخة جانت بعيونك )) .. يقتنع هذا المسكين فيخرج من جيبه المبلغ المتفق عليه إلى (( السيـّد أبو قِشـّة ))والذي اشتهر بهذا اللقب لإخراجه القش من عيون المرضـــى ...!! ضحكت والدتي من هذه السخافة ورفضت العلاج ثم أمرت ابن اختها بالعودة إلى المنزل ...(( ليش خالة ؟؟)) قالت له الوالدة(( ياخالي إنت مجنون صاحي ؟!)) .. المبلغ اللي راح نعطيه لهذا النصاب ....... أتعالج فيه عنــد أحسن طبيب عيون في مدينة الطب في بغداد ..!!! (( لازال سيـّد أبو قِشـّة يمارس هوايته الطبية بالنصب والإحتيال حتى لحظة كتابة هذا المقال )) ...... اقتربت أيام شهر محــّرم .. وبدأ الناس بالتحضير والإستعداد لطقوس البكاء والنواح على الحسين ... كل يــوم شيء جديد وبدعة جديدة .... وقصة المقتل تختلف في تفاصيلها من حسينية إلى أخرى ....وكل خطيب يحـاول التأثير على الجمهور باختلاق بعض القصص المهيجـة .. مع تصنع العبرة وبلع الريق زيادة في التأثير ..!! من السخافات التي سمعتها.. أن طفلة من بنات الحسين عمرها سنتين .. هربت على وجهها في الصحراء ... بعد أن حرق الأعداء خيمتها ..ووجدتها زينب أخت الحسين بعد يومين ...والأعجب أن المحيطين بالخيمة أربعة آلاف جندي من الأعداء ..!! لاتقتصر الطقوس على الحسينيات .. وإنما في البيوت أيضاً .. تجتمع العائلات ويتفقون فيما بينهم على أن كل ليلة من ليالي العشر الأُول من محرم يجتمعون في بيت أحدهم ......وهكذا دورياّ ...... حتى ليلة العاشر والتي تسمــــى .. (( ليلة الطـّبـِق )) .. أو (( الحِي )) حيث يسهرون فيها إلى الصباح .... يعللّون الحسين وأصحابه ..أما سبب تسميتها بالطّبِق فلإطباق الأعداء على الحسين وأما الحِـي فلأنهم يحيونها بالسهر واللطم إلى الصباح ..... |
{ لوثـات شيعيـــّة /24/ الفــــداء }
اجتمعنا تلك الليلة في بيت عمي .. حيث كان الدور عليهم في هذه الليلة .. وقد بدؤوا بالتحضير لذلك منذ الصبـــاح أطعمة خفيفة و ..(( حب ونخي وباجلا ومكسرات)).. تتناولها النساء عنـــد الإستراحـــة مابين كل دورة مــن دورات اللطم المستمــرّة إلى طلوع الفجـــر ...!! الحقيقة أن غالبية النساء يشعـُرن بالضيق والملل من الحياة اليومية .. فكـنّ ينتظرن مثل هذه المناسبات للوناسة وكسـر الروتين اليومي .. دورة من اللطم لمدة ربع ساعة تقريباً وكل واحدة تلقي بعض الكلمات السجعية .. وقد لاتتعلـــق هذه الكلمات بكربلاء والحسين.. وإنما تشكو فيه بعض لواعج الفراق .. أو الشوق للقاء حبيب أو حتى العشـــــق أحياناً ...لازلت أحفظ بعض الشعر العاطفي البعيد كل البعد عن مأساة كربلاء ....!!! إمشونا نروح المشهد ... إمشونا نروح المشهد ... على الولِــف نتنشــد ... على الولِـف نتنشــد ... يبدأ اللطم خفيفا في البداية على وقع هذه الكلمات ليرتفع ويزداد شدّة شيئاً فشيئاً ثم يصبح عنيفاً جداًّ وهستيريـًّا في النهاية .. والأطفال الصغار يقفزون حول حلقة اللطم في براءة .. فلا تسمع إلاّ صوت (( حَــاء حَــأ .. حَــاء حَــأ .. حَــاء حَــأ .. حَــاء حَــأ )) ... وعندما تتعب اليدين والرجلين من الحركة والقفز الجنوني ... تتساقط النساء من التعب فتأخذ كل منهن زاوية ... ثم تـُدار عليهن كؤوس الشاي والحب الشمسي .. ثم الضحك و الفرفشة .... والحش والنميمة .. وكيفية لطم فلانة .. وهل رأيتم علاّنــة وهي تقفز ..!! وبعد استراحــة قصيرة .. أو عند الشعــور بالرغبة في اللطم مــرّة أخــرى .. يـُـعاد السيناريو نفســه مــرّة أخرى وهكذا إلى الصبــاح .. طوال أيــّام محرّم إلى أن تأتي ليلة العاشر .. حيث العجائب والغرائب والإختلاط وكــــل طقوس الكفر والفجور والخرافات ... وحيث يمارس سود العمائم والقلوب فنون النصب والإحتيال لشفط جيوب هــــؤلاء الأغبيـــاء .. كان لطمـاً بل حـُــزن ولا دموع ولا كربلاء ولاهم يحزنون .. كنـّا نعاني من الفراغ الروحي وانعدام الإيمان وسيطـــرة الشياطين على القلوب الخاوية ....... إن لحظة من الخلوة مع الله سبحانه وتعالى والبكاء من خشيته والإلتجـــاء إليه كفيلة بإعادة الحياة إلى هذه القلوب الميّتـــة ...!! في أحد الأيّام قبل إسلامنا أو اعتناقنا الوهابية كما يلمزوننا بذلك رافقت والدتي إلى إحدى الحسينيات .. كانت والدتي تحمل بين يديها أحد إخواني الصغار والذي لم يكمل السنتين ..في وسط الحسينية وأمام الباب مباشرة على مسافــة ثلاثة أمتـــار في القسم المخصص للرجال ..علماً بأنه لاحرج في دخول وخروج النساء إليه أبداً .. ولم أرى أحداً يمنع ذلك .. إنما المسألة تنظيمية فقط .. وعدم الدخول يكون بدافع شخصي .. وقف أحد هؤلاء الدجالين سادة جهنم .. وهو يحمــــل سكينــاً ... وبجانبه منضدة فوقهــا طبق كبير مليء بالدنانير ... وهو يصيح (( إفدوا الحسين .. إفــــــدوا أبي عبدالله )) .. كان هناك صف طويل من عشرات النساء يحملن أولادهن الرّضع ينتظرن الدور .. وقفت والدتي في آخر الطابور .... وبعد فترة حان دورها لفداء الحسين .. فماذا كان يفعل هذا المعمّم ..؟؟ تقدمت والدتي إليه فأمرها بأن تضع خمسة دنانير في الطبق الكبير .. وبعد أن تأكد من أنها وضعت المبلغ المطلوب .. أخذ الولــد الصغيـــر من بين يديها ووضعه فوق الطاولة ثم أخذ يتمتم بكلمات مفهومة وغير مفهومة أحيانـــاًَ وهـــو يمــرّر السكين فوق رقبة الصغير الذي كان يبكي وكأنه يقوم بذبحه ..!! مرّر السكيـــن عدة مرات ثم أرجعه إلى والدتي وانتهت المهمـّة ...ثم تناول طفلاً آخر وثالث ورابع .. وهكذا إلى أن ظهر الفجــرُ ولاح وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح ......لقد شفط هذا الخبيث خمسة دنانير جميلة كان بالإمكان أن نشتري بها عشرين كيلو زلابية أو عشرين كيلو حلاو علاّجي المشهور...!! في خارج الحسينية كان التسكّع واللقاءات المشبوهة خاصة بين فئات الشباب والمراهقين مالايستطيع أحــدٌ إنكاره ..وكان جُــلَّ اهتمامهم منصبٌ على قصة المصرع ..فلا شيء أهم من التأثير على هؤلاء العوام .. إنه الموسم الرئيسي لجمـــع الغلاّت فهو لن يتكرّر إلاّ مــرّة واحدة في العام ... ولتذهب الأخلاق والفضائل إلى الجحيم ..!! |
{ لوثـات شيعيـــّة /25/ المتعـــة }
كثيراً مايحدث ان يـُكتشف بعض فاسدوا الأخلاق وقد تنكروا باللباس النسائي العباءة والبوشيّة .. واندســّوا بين صفوف النساء للإلتقاء بمن يريدون .. خاصة بين الشباب المراهقين .. بل ويصل الأمــر أحيــاناً ببعض الساقطات إلى استغلال هذه المناسبــة لممارسة رذيلة (( المتعة )) في أماكن معروفــة خاصة في مدينتي كربلاء والنجف والكاظمية .. في مواخير الزنا المنتشرة .. وكل شيء يتم بصورة رسمية وتحت رعاية السيـّد الذي لابد من وجوده لعقــد القران الإبليسي .. ولتحصيل جزء من المبلغ إلى جيبه .... تجارة المتعــة تجارة رابحة .. ويمارسها السادة في الغالب .. فما على السيّد إلاّ إستئجار منزل قريب وتقسيمه إلى غرف منفصلة .. ثم مكتب أنيق عند المدخــل ..يوضع عليه صيغ العقود المنقطعة .. وعندما يأتي الزبون مع صديقته الساقطة .. يتم تحرير العقد حسب الإتفاق بينهما ويُعطى السيّد جزءًا من المبلغ .. ثم يتم استئجار غرفــة من السيــد أيضاً لممارسة هذه الرذيـــلة ... !!! ومن العجائب والمضحكات أنه في بعض الأحيان يأتي لماخور السيـّد بعض الزبائن الذين لم يستطيعوا الحصول على نساء زانيات في الخارج ... فيقوم السيـّد الدّعـــيّ بتوفير هذه الخدمة لزبائنه الكـــرام ..!!! تطوّر الأمــر أخيراً فأصبح هناك كتالوجات وصور واختيارات ...وأصبحت هذه المهنة من المهن الشريفة .. لأن فيها ثواب وأجــر للطرفين ..!! لقد نجــح المذهب الشيعي في إيجــاد وظائف لكل القـوّادين والساقطين والعاهرات ..!!! وأصبحت مدينة مشهـد الإيرانية كما تقول وسائل الإعلام .. المدينة (( الأكثر إنحلالاً في قارة آسيا )).. وأنا أعتقد أن مدينتي النجف وكربلاء ستنــافسان مدينة مشهد على هــذا اللقب البطــولي قريبــاً ... الحقيقــة أنّ ليس كل الشيعة يمارسون المتعة ...فإنّ الكثير من العائلات الشيعية العربية يرفضون هذا الأمــر رفضاً قاطعــاً .. ولكنهم لايستطيعون الخروج من عنق الزجـــاجة كما يقولون ..تنقصهم الشجاعــة .. أو أنهم لايريدون فتح الأبواب المغلقة .. وهناك عائلات محترمة ونسائهم محتشمات .. ولكن ابتلـــوا بهــذا المذهب الجنسي الفاســد ...!!! وإن مايدعو للعجب بالنسبة للشيعة العرب الذين يعتبرون أنفسهم أصيلين وأبناء حمايل .. وعائلات محترمة الكثير منهم يؤمنون بالمتعة نظريـاًّ .. ولا يطبقونها عمليــّاً .. بل ويمارسها بعض الرجال على استحياء وخفيــة .. لأنها تعطي احساساً بالعـــار ..يرضونها لأنفسهم ولا يرضونها لنسائهم ... أما النساء المتمتعات فغالبهن يأتين من الدول المجاورة مثل لبنان وإيران ... كثيرا مانشاهد إعلانات لحملات شيعية لزيارة المراقد في مشهد وقم والنجف وكربلاء والسيدة زينب في دمشق .. هي في الواقع تقليد لحملات الحج عند أهل السنــة .. ولكن مع فارق كبير .. فشتـّان مابين شباب أهل السنة الذاهبين إلى الحج والعمرة سيماهم سيما المؤمنين والذين يتحرّون تطبيق السنة في أداء المناسك ..... ومابين شباب الشيعة (( المفترض أنهم متدينين )) في طلــب المتعة وإطلاق الشهوة والتقلب في أحضان المومسات ...!!! أحد المسافرين الخليجيين يسير في احد الشوارع .. فإذا بصوت أقرب للهمس من الكلام (( عيني .. تريدون بنات للمتعة )) .. (( ترى أكو أماكن للراحة )) ..فـَهِمَ هذا الخليجي أن هذا السافل أحد الذين يصطادون الزبائن لحساب السّـادة أحفاد الحسن والحسين كما يدّعون .. فقال له بعد أن ألَـحَّ عليه كثيــراً (( إبعد عنـّا فإننا لانريد النساء )) فما كان من هذا الكلب إلاّ أن قال بكل وقاحة وخسـّة (( تريدون .. ؟؟؟؟؟؟؟ )) .. أخزاه الله ... إنه يدعوهم إلى أفعال قوم لوط ..!!! لقد تطورّت مسألة المتعة كثيراً .. وتوسّـــع أصحابها ومحبيها فأصبحت تمارس بلا قيود ولا ضوابط...!!! ..... يقول علماء هذه الفئة الضالة بأنه لولا نهيُ عُمــر بن الخطاب رضي الله عنه عن المتعة مازنى إلاّ شقي ...!!! فياللعجب لقد اصبح الشيعة بسبب المتعة في شقاء كبير وعظيم ... ولم تساهم المتعة في الإقلال من الزنــا .. وإنما كثرت وزادت .. ونمت وكبرت .. وأصبحت كالموج المتلاطم .. وتسببت في مشاكل إجتماعية كبيرة .... الأطفال مجهولي الآباء .. الخيانات الزوجية ..بل إنه كلما وُجـِد من يفعل الزنــا قالوا لاسبيل لكم علينا ... إننا متزوجان متعة ..!!! أصبحت عذراً أقبح من ذنب ... وأصبح هذا البلاء عقوبـــة لمن يطعن في أعراض الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وكفى الله المؤمنين شــرّ القتـــال ... في أحد الأيــام مات أحد أقاربنا .. فذهبنا لنقوم بواجب العزاء .... وأثناء حمل الجنازة إلى القبر كان يتقدمها أحد المعمّمـــين ... الذي يؤدي طقوس البدع والخرافات .. تم إنزال الجنازة وحملها أكثر من إثناعشرة مـــرّة قبل أن نصل بها إلى القبـــر ... فماذا كان يفعل هذا المعمّم في كل مــــرّة ...؟؟ |
{ لوثــات شيعية /26/ طقوس الجنازة }
كلما سرنا قليلاً مع الجنازة أمر بإنزالها ثم صاح في أذن الميّت (( يافلان )) إذا سألك منكر ونكير منو إمامك قول علي بن أبي طالب إمامي ....... ثم يأمر بحمل الجنازة وبعد أن يسير المشيعون بها أمتاراً قليلة يأمر المعمم بإنزالهــــا مـــرة أخرى ... (( يافلان إذا سألك منكر ونكير من إمامُك فقل الحسـن إمامي ....)) ثم تـُحمل الجنازة مرة ثالثة وبعد أمتار يتم إنزالها .... الحسين إمامي .. وهكذا يتم حملها وإنزالها وفي كل مرّة ... زين العابدين إمامي ...موسى الكاظم ... جعفر الصادق ........ إلى أن يكتمل عدد أئمتنا المعصومين .. اقتربت الشمس من الغروب وصاحبنا يلقن الميّت دروسـاً في حفظ أسماء الأئمــة (( افتهمت يافلان ..!! موتنسى ..!! )) (( تذكّر إذا سألك منكر ونكير )) (( احفظ أسماء الأئمة عدل )) ... كان أحد المشيّعين من كبار السن قد تعب من كثرة الطقوس ..ويبدو أنه كــــان صديقا للمتوفى .. ويعلم أنـّه كان أطرشاً لايسمع عندما كان حيـّاً فقال ....... (( شيب أبو أصلك ... !!!! )) (( هوّ بالدنيا أطرش مايسمع ...... تريـــده يسمع بعد ما مات !!)) المعروف أن كثرة الطقــوس تجعل ذوي الميّـت يشعرون بأن هـــذا الملقـّن قد أدّى الواجب وزيادة مع ميّتهم .. فيكرمونه بالمال ويزيدون ... المرحلة الأخيرة هي السمـــاح للنساء من بناته وأخواته وقريباته أن ينظرن إليــــه نظرة الوداع الأخيرة ... وعندما اقتربن منه اشتغل الصراخ والنحيــب واللطم ...و ..أعوذ بالله ..!! بعد جهد جهيد وعناء طويل ومشقّــة تم إزاحة النساء ثم أدخلوا الميّــت في حفرته ووضعوا في فمـــه (( التربة ))حتى تكون شاهداً له أنه من أتباع الأئمة ..!!! من الملاحظ أننــا نخالــــف أهل السنة حتى في طريقة دفن الموتى ....... ونخالف في شكل القبور ليس من الخارج فقط وإنما مــن الداخل أيضــاً .... فلايوجد اللحد في قبورنا أبــداً وإنما يشق في جانب القبر من الداخل شقــا طوليـًّا ثم نقذف بالميت فيه ... وبعد الإنتهاء من الدفن نقــوم برش ماء الورد وتعطير التراب والترخيم والتجميل والزهور ...!! والبعض يتكلف ويتعاهد القبر بماء الورد والزهور لمددٍ طويلة من الزمان .... فترى أن بعض القبور لها أكثر من عشرين عاماً وعليها من الزهور والورود والعطور مايجعلك تحس أن الميّت قد توفي البارحة ..!!! أحياؤنا لايرزقون بدرهــمٍ *** وبألف ألفٍ تـُرزق الأموات نظرت حولي فأحسست أنني لست في مقبرة وإنما في حدائق بابــل المعلقة ... وقد نسيَ جماعتي أو تناسوا على الأقل أن ذلك كلـــه لاينفع الميّت في شيء وإنما ينفعه عمـلُه .. فإن كان من أهل النار فلا ينفعه ذلك أبداً .... وإن كان من أهل الجنـّة فهو لايحتاج ذلك أبداً ... إنما هو استخفاف أكلة لحوم البشر بطائفتنا المسكينة واستحلاب أموالهم بالباطل ... واستغلال عاطفتهم الدينيـــة وحبهم لآل البيت ... |
{ لوثــات شيعية /27/ الدروس }
كنت مواظباً على دروس أحد السادة وهو السيـّد اليعقوبي .. وقطعاً ليس هو المرجع اليعقوبي المعروف حالياًّ إنما قد يكون أحد أفراد عائلته .. كان هذا السيـّد في منتهى الغباء وقلّة الفهم والعلم ... لم يكن عددنا يتجاوز ال 10 اشخاص حين نقوم للصلاة خلفه ومع ذلك فقد جعل أحـــد التلاميذ الصغار يقف بجانبه متجّها نحونا وكلما كبـّــر هذا الغبي ردّد الصغيــر خلفه بالتكبيــــر (( اللّـــــــــــــــه أكبر )) .. كما يـُفعل الآن في مكة المكرمـة ... العلـّة في الترديد هي كثرة أعداد الحجاج والمعتمرين بحيث لايسمع المصلون فــي الصفوف الخلفية تكبير الإمام ولم تكن هناك ميكروفونات في تلك الأزمنة ......... أما في حال وجود عشرة مصلين وفي صف واحد فقط ... فهذا هو الفقه الشيعــي الغبي .. ولا عزاء لمذهب جعفر الصادق المفترى عليه ... كان لسان هذا اليعقوبي اللعين لايفتر عن الطعن في أم المؤمنين الطاهرة المطهّرة التقيّة النقية .. والتي تراب أقدامها أطهروأنظف منه ومن عشيرته وبنيه و طائفته التي تؤويه ... والله لقد كنا نسبّ أم المؤمنين سبًّا قبيحاً فداها نفسي وأبي وأمي وذريتي ...... وأستغفر الله من ذلك الذنب العظيم ..... وقد ولّد ذلك ردّة فعل لدى أحــد أعمامي الذي كان يحضرمعي هذه الدروس ...... في الطريق أثناء عودتنا إلى المنزل كان يسألني .. (( ياإبني أنت دارس وعندك معرفة )) (( شنو يقولون بالمدرسة عن عائشة )) فأقول فقط (( زوجة الرسول )) ... فيتمتم (( والله ياإبني ماأدري أنا محتار )) ... ... كنـّا نردد أقوال المعمّمين كالببغاوات .. بلا بحث ولا عقل .. عندما سمعتني أختي التي تكبرني بعامين فقط قالت بفطرتها .. حرام عليك (( مات بيـن سحرها ونحرها )) (( مات بيـن سحرها ونحرها )) ... ولازالت هذه العبارة ترنّ في أذني إلى اليوم .. لم يكن هذا السيء يحفظ من كتاب الله إلاّ سورة الإخلاص فقط وكان يرددها في كل ركعة بل ... والمضحك أنه يقرؤها بصورة خاطئة .. كنت أعرف القراءة الصحيحة ولكن لاأستطيع التصحيح خوفا ورهبة .. كان يقول (( كفئاً أحد )) بالهمزة ... بدلا من (( كفواً أحد )) ..... صلينا سبع ركعات ... ثلاث للمغرب وأربعة للعشاء ... فأوقات الصلاة عندنا ثلاثة لأننا نجمع بين الظهر والعصر ..... وكذلك نجمع بين المغرب والعشاء .... وفي أحد الركعات نسيت نفسي ووضعت الكف الأيمن فوق الأيسر ... فما أحسست إلاّ بنغــزة قوية في خاصرتي مرّتين أو ثلاثاً .. ففهمت ...!! كان (( سعود )) من أشطر التلاميذ في المجموعة ....... لذا فقد جعله هذا السيّد نائباً عنه في التدريس .. ثم بعد ذلك مدرسًّـا لمجموعتنا التي تم نقلها إلى مكان آخر قريب من منازلنا .. وقد وفّر علينا ذلك عناء الذهاب إلى تلك المنطقة البعيدة .. أصبح الدرس بعد ذلك اسبوعياًّ في صباح كل يوم جمعة .. وكنت أتضايق من ذلك التوقيت حيث أن الناس ترتاح في هذا اليوم ويستيقظون متأخرين ... بينما أنـــا أحزم كتبي لأذهب إلى مولانا (( سعود )) .. نائب اليعقوبي ... بعد مدّة من الزمن انقطع سعود عن التدريس فجأة ... !! ثم تخلخل أمر المجموعة وتفككت .... انقطع سعود وانقطعت أخباره ... وانشغل الناس بالحرب مع إيران .. إلتقيت سعود بعد انقطاعه عنا بثمانية عشر عاماً .....!!! لقد رأيته في مكـــان موحش ...!!! وفي حالة أخرى تدعو للدهشة والإستغراب ....!!! |
{ لوثـات شيعيــة /28/ في أمريكا }
في أحد الأيام توفّي أحــد معـارفنـــا .. وذهبنا لدفنه في المقبرة .. وبعد أن انتهينا من الدفن .. وأثناء سيرنا للخروج من المقبرة .. لاحظت ذلك الرجل ...... ذو اللحيـــة الطويلة .. والإزار القصير .. يبشـّرك وجهه أنه من أهـــل السنـّة .... يمشي بهدوء وبطء ... لكأنني أعرفه ..!! فأردت التأكـّد ... (( أليــس هذا سعــود ..؟؟ هل تعرف هذا الرجل ..؟؟ )) .. قلت ذلك هامساً لأقرب الموجودين ... (( لا والله ماأعرفه ))..(( أول مرّه أشوفه ))..(( يمكن واحـــد من معارف الميّت )) .. كانت هذه إجابات من حولي ..!! ولكنه سعود .. انـا متأكّد من أنه سعــود ..!! سبحان الله ..!! كيف اصبـح سنيـًّا ..!! كل الناس قد يتسنـّنون إلا هــذا..!!! مشيت إليه وعندما اقتربت منه .. وضعت يدي على كتفه وقلت ..(( السلام عليكم )) فالتفت إلى .. (( وعليكم السلام .. ياأهلاً .. يامرحباً .. كيف حالك )) ..... كأنك لــم تعرفني ..؟؟ (( قلت له ذلك )) ... فأجاب لا والله من أنت ...؟؟ قلت عجيب ..!! نسيت تلاميذك الذيــــن تحفظهم مرثيات اللطم على الحسين ...!!!!! أعــوذ بالله .. أعــوذ بالله .. لقد كنـّا على ضلال ......... لقد كنـّا ضائعين ...!!!! الحمدلله الذي هدانــــا .. أنت منو ..؟؟ فأجبته أنا فلان ... ضحك كثيراً .. واستبشــر وقال .. الحمدلله الذي أنقذنا .. لقد كنـّا في الضياع المبيــن ..... كيف حالك .. وكيف حال والدتك ..؟؟ قلت أبشرك هي بخير وأصبحت وهابيّة .... ضحك وتعجّـب أكثر وقال .. الحمدلله .. والدتك لها معـزّة خاصة .. سكـت قليلاً كأنما يتذكّر شيئاً ثــمّ قال لطالمــا كانت تتحفنا بــ (( قدور الهريس وعيش الزهراء )) أيــّام عاشوراء.. !! قلت لــه ومن العجائب أنها ومنذ خمس سنــوات تسكن الآن على مسافة أقل من نصف كيلو متر عن مرقــد علي بن أبي طالب رضي الله عنه .......... ولا تعرف الطريق المؤدي إليه ...!! قال ياأخي ..ليش قاعدين هناك .. أخرجوا من النجف مدينة الشرك والمشركين ....!! قلت له هذه نيّتنا إن شاء الله تعالى .. وأنت ياشيخي ياصاحب العصــا ..(( عندما كان يدرسنا كان يحمل بيده خيزرانة للضرب )) .. كيف هداك الله ولماذا انقطعت ..؟؟ قال كنت في ذلك الوقت أخطط للخروج من العــراق واللجــــوء إلى إحدى الدول الغربية .... وعندما تهيئت لي الفرصة لم أتريث ..وكان سفري فجــأة .... فتركت كل شيء .. وكانت نهاية المطاف هي أمريكا ...... لاأخفيك أنني لم أكن مهتمّــا بالدين الشيعي هناك وإنما كان ذلك في السابق أتكسّب من ورائه لقمة العيش .... أمـّا في أمريكا فقد حصلت على عمل ولم يكن التشيّع أو اي أي دين آخر من اهتماماتي ..... وعشت حياة اللهــــو والمجون لعدّة سنوات .. لقد مللت من الحياة السيئة .. وأخذت أفكّر في وضعي وكيف كنت ؟؟ وكيف أنا الآن ؟؟؟ احتقرت هذه الحياة وقررت أن أرجـــع إلى ربيّ .. أخذت أصلى ودعوت الله ان يهديني .. وكان معي مجموعة من العرب يعيشون نفس حياة اللهو والغفلة .. إلى أن جاء رمضــان فقررت المواظبة على صيام الشهر كله .. بحكم اختلاطي مع أصدقائي العرب لم أستطــع أن أنظر إليهم تلك النظــرة العنصرية أو أنهم ينتمون إلى المذهب السنـّى مثلاً وأنا من الشيعة ... لأن ذلك سوف يؤدي إلى الإنعزال وأنا محتاج لهم بحكم الغربة ... عندما جاء العيد .. عرفنا أنه ستقام الصلاة في أحد أكبر المساجد الإسلامية في أوكلاهوما فذهبنا إلى هناك وصلينا العيد .. وشعرت براحة تامّة ...... إنها أول مرّة أصلى الجماعة مع أهل السنـّة ... أهكذا هم .. إنهم طيبون ومتعاونون وأصحاب عشرة ...!! بعد ذلك واظبت على الحضور إلى هذا المسجد ولكن في أوقات متقطعة ....... ولكنها كانت مثمرة وهاأنذا الآن كما تراني ... لقد هدانـــي الله للإسلام والسنة وأنا في بلد كافر وأعيش بين الكفار .... إنها من أكبر نعم الله عزو جل ... |
{ لوثـات شيعيــة /29/ مخالفــة الفطــرة}
كثيرون هم الذين أعرفهم وقد هداهم الله عــزّ وجل إلى دين التوحيد .. بعضهم كان من اشدّ الناس عداوةً لايطيقون كلمة (( وهّابــي)) ولا (( سلفــي )) .. إنهــا تقع عليهم مثل لدغــة الأفعــــى ... وبعض من أعرف لايزالون مخدوعين كالغنم السائبـة .. استمرؤوا معيشة الذلّ والإنقيــاد لكـــل طاغوت معمّم ... إذا لقيناهم يتظاهرون بالأخوة والمحبّــة .. ويبطنون في قلوبهــم جبالاً من الحقـد والكره لأهل السنّــة ... وكرهاً أعظم وأكبر لمن كان على ملّتهم وتسنـّن .. كلّ من يقرأ القرآن ويمــرُّ على الآيات التي نزلت في المنافقين .. يجدها تنطبق على الشيعة .. ووالله لكأن آيات المنافقين نزلــت فيهم .. فهم على نفس الصفات ويحملون نفس الفكر الخبيث ....... (( إذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنــا )) .. نحن مسلمون ربنا واحد وكتابنا واحد وقرآننا واحد .. (( وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنـّا معكم إنما نحن مستهزؤون )) .. نواصب .. كفار .. أنجاس .. مغتصبون .. معادين لآل البيت ... ((حسن)) هو أحــد هؤلاء ... جمـع جهلاً مركّبـاً وغبـاءً عظيمـاً .. كـان صديقـاً لي منــذ الطفــولة وكان أهله جيراناً لنــا .. كنا في شهــر محرّم من كل سنة نلبس الثياب السوداء لمــدة شهر كامل ونعلــق في رقابنــا الحروز ذات اللون الأخضـــر والأسود ... التي تجلـب النفــع وتـــدفع الضـر كما كنـّا نعتقــد والعياذ بالله .. كان حسن يتعمــّد كلمـّا التقينا أن يناقش في عقيدة أهل السنّة للطعن فيهـا .. كنت لاأبــدأ معه نقاشــاً إلاّ إذا هو بدأنــي .. وذلك حتى يستنفــذ كل شبهـةٍ لــديه فيسهل علي أن أضربه ضربةً قاصمة .. في أحد الأيـّام فتح معي موضــوع صفــة (( العلــوّ )) للّه العزيــز الجبار .. وبعــد أن تحطّمت كل شبهــة لديــه .. قلت لــه هل تذكر ياحسن في طفولتك عندمــا كانت عندك (( سولـة )) .. كلمــا رأيت حــذاءً مقلوبــاً لاترتــاح حتى تقوم بتعديــلـه ..!!! لمــاذا كنت تفعــل ذلك ..؟؟؟؟ أطرق ولم يجبــني .. مع أنـّه يعرف الجواب ..!! كنــّا نضحك عليه ونسألــه لمــاذا تفعل ذلك ..؟؟ فكان يقــول لأن الحذاء المقلوب يكون باتجــاه السمــــاء ولا يليق ذلك بجلال الله ....!!!!! هذا عندمـــا كنت يا حسن طفلاً صغيراً على الفطــرة ... لقــد كنت تعتقــد أن الله عــز وجـل في السماء فلماذا غيّرك المعمّمــون وأدخلــوا على فطرتك السليمــة هــذه العقيدة السخيفــة .......... كان والــد حسن شيعيـّاً مسكينـاً ..وكان لديه حب للإسلام والتديّن .. ولكنه لم يعرف الطريق الصحيح شاء الله عـزّ وجل أن ينتقلوا إلى سكــنٍ آخر في منطقة أخرى .. وكان سكان هذه المنطقة خليـــط بيــن الشيعــة والسنــة .. فتجد فيها الحسينيات والمساجد .. وكان المسجد قريبــاً إلى مسكنهم الجديــد .. وبما أنه كان يظـن أنه لافرق بين السنة والشيعة .. أخـذ يتردد على المسجـد كلما سنحت له الفرصــة ومــع مرور الوقت واظب والد حسن على الصلوات الخمس في المسجد .. ثم أصبــح له أصدقـاء من كبار السن في المنطقة .. عندمــا جاء رمضان .. كان والــد حسن من المواظبين على صلاة التراويح .. جلس مع ولــده الشيعي حسن يومــاً فسألــه ..ليش ماتجي تصلّي معانا التراويح ..؟؟ فأخذ حسن يسطّــر له أقوال علماء الشيعة بأن التراويح بدعة وأنها لاتجوز وأنها حرام ....وانها وأنها .. كما هو معروف عند الشيعة ..!!! فقال والد حسن الذي لم يعجبــه هذا الكلام ... لا والله ياولــدي إنّ الله يكرهكم ...!! فلذلك حرمكم من هذه النعمــة ... ولايريـــد شيعيـّا أن يدنـّس مساجد المسلمين ..!! |
{ لوثـات شيعيــة /30/ صيــام العيــد }
حاول حسن كثيراً أن يثني والده عن التسنّن .. وكان لايدع فرصة تمرّ إلاّ ويطعن فيها في أهل السنّة ..... ولكن والده لايصغي ولا يلتفت فقــد وجــد في التسنّن ماكان يفتقـــده .. لقد عرف كيف يعبــد الله .. بل إنّ هــذا الشايب الطيّب الذي لايعرف من الدّين إلاّ تقليــد معمّم أو تصديق سيّد أو اختراع قصّة أصبح يردّ على ولــده حسن بالفطرة والعقل ... فيُفحم الولد المتعمّق بالفقــه .... لقد تَعــب حسن من إضـــلال الوالــد الذي كـــان يبتسم دوماً ابتسامة المنتصر .. فيستشيـــط الولــد غضبــاً ويخرج .. تكوّنت لدى والد حسن كثير من الصداقات مع كبار السن في المنطقة وكان يستمتع جـــداًّ بالجلوس والحديث معهم .... وكان دوماً يلتقي بهم في منازلهم .... ولكنّه بعد فترة أخــذ يقلل من زياراته ..وكان (( شيّاب المنطقة )) يلحّون عليه .. ولكنـــه قرّر شيئاً ..!! ليش يابو حسن ماتجينا ؟؟ .. صاير مومثل أول ؟؟ .. ليش متغيّر ؟؟.... سكت أبو حسن واعتذر... وقرر أن ينفذ ماكان يكتـمه ....!! لقد اصبـح يستحي أن يزور أصحابه دوماً فيما هم لايزورونه .......... ذهب أبو حسن إلى السوق واشترى (( دلال قهوة )) مع عدتها كاملـــة .. وفاجأ أصحابه بأنهم اليــوم سيتناولون القهوة عنده في البيت ... فرح الجميع بذلك وهنأوه .. لأن الذي يعمــل القهوة ويجتمع الناس إليه يُعتبر ذو مكانة اجتماعية وشخص محترم ... كما هو الحال عند العرب فإن القهوة عند العراقيين لها قوانيـن !!.... ومجلسها لـــه قانون..!!!وصنعها لـــه قانون ....!! ولها طريقة معينة وتمتاز بسوادها الشديد وطعمها المرّ اللاذع كان المفترض في حسن بحكم أنه الولد الأكبر ..أنه هو الذي يقوم بصنع القهوة وهـو الذي يقوم بتقديمها لــ (( الخطّار )) ....(( الخطّار هو الضيف بلهجة أهل العراق )) ولكنّ حسن أخذ يمتنع ويكثر من الأعذار.. لأنه لايطيق هؤلاء الذين غيّروا أبـــاه وهـــو لايستطيع أن يصدّهم أو يفعل لهم شيئاً .. في يوم العيد ..أدىّ أبو حسن صلاة الفجر وصلاة العيد في المسجد .... ثم عاد مسرعــاً ليعدّ القهوة التي يستقبل بها المهنئين ...وإلى أن جاء وقت الضحى .. حضر حســـــن إلى المجلس وعيناه متورّمتان من ثِقـَل النوم .. فقــد قضّى صباح العيد نائمــاً .. رفض أن يشــرب القهوة أو أن يتناول (( الكليجة ))..وفاجـــأ الجميع بأنه اليوم صائم ..!!!!! قال أبوه ولكنّ اليوم عيــد ..!!! فقال ولكن مرجعنا يقول بأن اليوم رمضان ..!!! هنــا إعتدل أبو حسن وقال ... هل تعرف مكّة والمدينة.....؟؟ أليستا هم المكان الذي ظهـر منه الإسلام وظهـر منــه رسـول الله صلى الله عليه وسلم وظهــر منـــه آل البيــت وظهـــر من القرآن ؟؟؟؟؟؟؟ أليس أهل مكّة والمدينة على الإسلام منذ أن ظهر الإسلام ؟؟؟ شنو اللي يخليّـك تتـــرك أرض الإسلام ومهـــد الإسلام وأهـل الإسلام وتتبـــع فتــــاوي أهـــل (( قم وطهران ))..؟؟؟!!!((62)) دولة إسلامية كلها صامت بعضها تقع قبل إيران وبعضها بعدها ....!!!! وصيـام إيران على مـــزاج رجل واحد وصنــم واحـد الولي الفقيه فيها ..!!! ثاني أيّام عيــد الفطر .. كان حسن لايزال صائماً أيضــاً .. لأن مرجعه لم يقرّر أن اليوم عيــد ...!!!!! اختلف أهل السنّة في رؤية الهلال فبعضهم صام 29 يوماً والبعض الآخــــر أكملوا عدة شعبـان ثلاثين .. لقــد أراد فخامــة المرجع أن يكون العيد عند أتباعــه موافقاً لثالث أيام العيد عند أهل السنّة ..!!!!!! لأن من أصول المذهب الشيعي هو مخالفة أهل السنّة بكل شيء فابتدع بدعة جديدة وهي مخالفة حتى المختلفين من أهل السنّة لئلاّ يوافق طائفة منهم ...!!!! إضافة إلى (( التسابيج )) وهو صيام يوم أو يومين قبل شهر رمضان مباشرة ووصلها مع رمضان فقد صام حسن هذا الشهر إثنان وثلاثون يومــاً ..وعيـّد في اليوم الثالث والثلاثين !!! |
{ لوثــات شيعيـة /31/ التحريض }
أغلبية المراجع الذين يقلدهم عوامّ الشيعة ويؤدون إليهم الحقوق هم مـن العجم الإيرانيون .. وبعد سقوط الشاه وتكوين دولة شيعيّة في إيــــران كــــان هنــــاك صراع خفي بين الشيعة لقيادة شيعة العالم وتهميـش دور العرب في ذلك وتكريس الدور الإيراني .. قطبي الصراع هما حوزة قـــم وحوزة النجف .. فكانت نظرية ولاية الفقيـــه .. أثناء الحرب العراقية الإيرانية ..حاول الإيرانيّون استغلال هذه النقطـــة لصالحهم وبالمقابل كانت هناك محاولات عراقية لصُنع مرجعيّة عربيّـــة تسيطــر على شيعة العراق وتحول دون قيامهم بخيانة وطنهم اتضح ذلك بعد خيانة الكثيرين من الضبّاط الشيعة العراقيين وتسليـم الكثير من وحدات الجيش العراق للإيرانيين بلا مقاومة .. ولأن سياسة حزب البعث هــي (( تمجيد كل ماهو عربي )) .. قامت الحكومة العراقية بالإتفاق مع المرجع (( محمد صادق الصـدر ))والد المجـــرم المعمّم (( مقتدى الصدر )) بتنصيبه مرجعــاً شيعيّـاً لأنه ذو أصول عربية لمواجهة المد الإيراني .. حصلت مصادمات بين المراجع الشيعة الإيرانيين وبين الصدر وأنصاره وكان على رأس الإيرانيين هو (( علي السيستاني )) .... وكان من ابرز مافعله الصدر لإقصاء السيستاني هو فتواه الشهيرة بــــــــــــــــــ (( جواز صلاة الشيعي خلف الإمام السنّي )) فامتلأت مساجد أهل السنـّة بالمصلين الشيعة فجأة .. كان منزلنا الكائن في الحيّ الإشتراكي في النجف مكاناً يجتمع فيه أقربائنا ومعارفنا القادمين إلى النجــف مـن محافظات العراق الأخرى ..... إمــا لإنجاز معاملة أو عمل ما .. أو للتجــارة .. وحتى الزائرين لمرقــد أمير المؤمنيــن .. كان أقربائنا من الأخوال والأعمام يفضّلون النوم عندنا على المبيت فـــي الفندق ....لأن والدي لطيف المعشر وحتى أنه يتكفّل أحياناً بدفع أجــرة التاكسي للقادمين عندما يشعر بأنهم محتاجين لذلك .. كان الوقت شتاءًا عندما اتصل (( ثامــر )) الذي يسكن مدينة الناصرية في الجنوب ليخبرنا أنه سيأتي إلينا في الغــد لقضاء بعــض الأعمال .. ثامر هو فتى في الثانية والعشرين ..... نشأ يتيمــاً بعد وفاة والده الذي كان من أعزّ أصدقاء والدي ...... كان ملتحيــاً متديّنــاً يتمنّى دومـــــاً الهجرة إلى خارج العراق بسبب الضغوط الأمنية ..... تم إلقاء القبــض عليه قبل عامين بتهمة (( الوهابيّة )) ثم أفرج عنه ... كانت تلك التهمة منتشرة في أواخـــــر التسعينيات ضد (( السلفيين )) وخاصة (( السلفيين في جنوب العراق )) وذلك بسبب تحريض الشيعة عليهم في الصحافة العراقية ..... حيث كانوا يدبّجون المقالات خصوصاً في جريدة (( بابل )) و (( الرأي )) والتي كان يملكها إبــن الرئيس العراقي الأسبق ..مستغلّين بذلك حرب الخليج الثانية وظروفها .. لقد كانوا انتهازيّون حاقدون ..!! وصل ثامر في اليوم التالي ..وبعــد الترحيب والضيافـــة أقام تلك الليلة عندنـــا ... وعند الصباح ذهب لإنجاز أعمالــه .... عاد إلى منزلنا في الظهر مذعوراً وأخبرنا بأن هناك شيئاً مريباً يحدث في الخارج ..!!!!! |
{ لوثــات شيعيـة /32/ الإبتلاء }
شنو صاير شنو الأخبار((الدنيا مقلوبة وانتوا قاعدين هناه)) شغلوا الراديو .. شغلوا التلفزيون ... نريد نسمع أخبار ...!! كانت الدبّابات تنتشر في الشـوارع وقوات الحرس الجمهـــوري ذوي اللباس المميّــز ينتشرون بشكل كثيف ..... فـُرض حظر تجوال على النجـف عـن طريق ميكروفـونات سياّرات الشرطـــة فيما نحن نسمع بين الفينــة والأخرى رشقات الأسلحة المتقطعة .. كانت برامج التلفزيون والراديو طبيعيّّّة كأن شيئاً لم يكن !! ولكن الوضع في مدينتنا غير طبيعي ....... هُــرع والدي إلى جيراننـا لمعرفة مايحدث ... كان أبو جعفر جارنا الشيعي يقف عنــد باب منزله ممسكــاً بالراديو ويقلّب المحطات ........ شنو صاير ياأبو جعفر ..؟؟ الوضع موطبيعي ..!! فقال أبو جعفــر .. لعــد إنتوا ماتدرون شنو صاير ......؟؟!!يقولون الإمــام الصدر انقتــل البارحة مع اثنين من أولاده ......!!! انتشرت السيطرات في الشوارع وقامت الشرطة بمداهمـــة المنازل واعتقال الكثيرين ..ولـزم الكثير من الناس بيوتهم .. هذا يعني أن المدينــة ستكون أشبه بالسجن لفترة قد تكون طويلــة .. وقع اغتيال المرجــــــع ((محمد باقر الصدر)) الذي تدعمه الدولـــــة أثنـــاء توجهه إلى منزله في منطقة (( الحنّّانة )) مـع ولديــه مصطفى ومؤمّـل في (( ساحة العشرين )) في النجف ........ كانت تلاحقهم سيّارة أخرى وعندما أصبحت بموازاتهم قام راكبوها بإطـلاق الرصاص عليهم بكثافـــة .. حيث مات على الفور .. وقـُتل معه ولديه .. كان ذلك ليلاً في الساعة الثامنة تقريباً من مساء يوم الجمعة الموافق 19-2-1999 .. قال ثامــر بأنه سيرجــع إلى (( الناصرية )) ثـم يعــود لاحقـاً بعـد أن يهدأ الوضع .....!! فعارضه والدي قائلاً .. حنـّا أهلك والبيت بيتك .. إجلس يومين أو ثلاثة ولا تخــــرج الآن خشية الإعتقال العشوائي خصوصاً وأنك غريب على النجف ولست من أهل المنطقة .. رفض وقال بأنه لن يستطيع الإنتظار ولابـدّ من الذهاب .. جمع أغراضه ثم أوصلناه إلى الشارع العام وودعناه .... كان ذلك في أواخر الشتـــاء مـن عام 1999 وتحديداً في الإسبوع الأخير من شهر شباط (( فبراير )) .. ذهب ثامر وترك قلوبنــا على أحــرّ من الجمــر ... خصوصاً والدتـي .. لم نكن نعرف ماينتظره ولم تكن في ذلك الوقـــت اتصّالات مثل الآن .. وكانت الأوضاع السياسية والأمنية غير مستقرة .. ذهب ثامــر إلى مصيره المحتـــوم ...................!!!!! |
{ لوثــات شيعيـة /33/ الإبتـــزاز }
بعــــد يوم واحــد فقط من عودة ثامــر إلى مدينـــة الناصريـــة ... وردت إلينــا الأخبار بأنــه لم يصل إلى منزلـــه .. وأن أهلـــه يبحثــون عنه ... هنا استيقنــّا أنه قــد يكون تم القبض عليه وأنه لم يخــرج من مدينــة النجف ......!! أخـذنا بالبحث هنــا وهناك علّنــا نتوصل إلى خيط يقودنــا إليه ..... ومع شـدّة الخوف والتجوّل في تلك المدينــة بيأس .. فقدنــا كل أمل بالعثـــور عليه ولكن رحمة الله أوســـع والأمـــل بالله لم ينقطــع .... فجــأة ودون سابق إنــذار .. طرقٌ شديــد على البـــاب ... هرعنا جميعاً لنستطلـع الخبـر لعل شيئاً استجـدّّ أو خبرا جديداً قد وصل .. كــــان الطارق هو أحد جيراننا الذين يسكنون فــي آخر الشــارع ... وإمارات الذهول باديــة على وجهه ....وكان يصــرخ ويقـــــول (( إطلعوا من البيــــــت ))..(( لاتباتــون الليلة هنـــاه )).. (( راح تصيـــرعليكم كارثة )) ....!!! استفسر منه والدي (( شني القضيّة )) .. (( شنو الخبر )) .....؟؟؟ قال : (( سيهدمون البيت عليكم )) .. لأن الرجل اللي كان بايت عدكم البارحـــــــة ... هو الذي قتل الصـــدر ..!!! صُعقنــا جميعــاً ..!! كيف يكون ذلك والولد نعرفه حق المعرفة ..!! بل إنه لايعرف إن كان الصـدر من سكّــان النجف أو غيره ......!! عرفنــا أن هذه تهمــه جاهزة ودائمــاً ماتحصل من قبل أجهزة الأمن للتبلّي على النــاس ......والغاية هي إبتـزاز المتهم للحصول على ألـوف الدولارات .. !!!!!!مــن أين عرفت ذلك ..؟؟ فقال عن طريق ابن أختي الذي يعمل في الشرطــة ... ولـو ماإنتم جيران إلنا ونعرفكم زين فلا بلغناكم .......ثم أخـــذ يُـلح علينــا بمغادرة المنزل قبل حضور الأمــن وأخاف بعدين (( ماتترقــع )) ..!! رفض والدي أن نغــادر المنزل .. فنحن لم نعمل شيئاً كما أن الولد ثامر مظلوم ..ثم إن الهروب سيجعل من التهمة الكيديّة حقيقــة .. قد نخسر معها أشياء كثيرة .... أخذ والدي يبحث عن المعارف والواسطات للتوصل إلى ثامر وثم حل هذه المشكلة حتى لو كلف الأمر أن نبيع المنزل ...!! وفي المقابل كنــّا نجلس في المنزل على أشــدّ من الجمر من الخوف و الرعب فيما لو حضر الأمن و نتكهّن ماذا سيفعلون ..؟؟ وماذا ستكون ردة الفعل ..؟؟ إنــه الإنتظـــــــار الطويــــــل الممــــــــل .. ودعــاء من يجيب المضطر إذا دعاه .. وطلب الفرج منه وحده لاسواه .. فيما نساء جيراننا الشيعيّات يحثثن والدتي على النذر للعباس وطلب الحسين ... من أجل دفـــــع هذا الضرر .. والوالدة حفظها الله غير آبهــة بتلك الخرافات التي لاتسمن ولا تغني من جوع .. إسبوعا كاملاً قــد مرّ علينــا وكأنه سبعٌ من سنين يوسف عليه السلام .... لم نهنأ فيها بالنوم ولا الراحة .. وكل ما اشرق صباح أو أمسى مساء ننتظر حضور الأمن ولكن .... الحمدلله لم يحضــر أحــد .. ويزداد يقيننا بأن التهمة كيديّة ..... وأن الفرج قريــب .. بادرة أمــل لمعت في الأفق .... حيث توصلنــا إلى من يعرف رئيسة الإتحاد العام لنساء النجــف إنها إمرأة .. ومن اللائق أن تذهب إليها والدتي بدلاً من الوالــد .. لأن النساء يفهمن بعضهــــن في مثل هذه الأمور أكثر من الرجال .. ذهب الوالدان إلى منزلهــا بصحبة من أوصلنا إلى معرفتها .. وبعد أن قابلتها الوالدة .. خرجت إليهم وقالت بانها ستبحث ثم ترد لنا الخبر بعــد أن تنظر في الموضوع .. بعــد يومين جاء الخبر منها بأنها قد توصلّت إليه وأنه حي يرزق وأنها تستطيــع المساعدة ...... ولكن اشترطت شرطا غريبــــــاً جــــداًّ ... |
{ لوثــات شيعيـة /34/ الحقـد الدفيــــــن }
بـدايـــةً قالت لوالدتي بأنهـــا تحتــاج إلى (( تليفون أرضي )) لعمل المكالمات مع عــدّة أطراف من المسئولين حتى يُفرجـــوا عن ثامـــر ...!! رجعت والدتي إلى أبي الذي كان ينتظرها في السيّارة ... ثم عادوا أدراجهم إلى المنزل ولمــّا وصلوا كان والدي أسرع من البرق بحيث خطف جهاز التليفون وقام بلف الوايرات عليه ... وعادوا مسرعين إليهـــا ...... دخلت والدتي مرّة أخرى إلى منزلها وأعطتهـــا جهاز التليفــون مع زجاجــة عطــر أبو طقـّة .. والتي كانت تساوي شيئــاً ثمينــاً أيام الحصار الإقتصادي .. بل تكاد تكون حلمــاً يتمنى الكثيرون تحقيقــه .. حتى أن البعض كان يحتفظ بزجاجة العطر بعد فراغها لشهــور وربّما سنوات .. انتظرت قليلاً ثم قامت بعمل بعض الإتصالات ولمدة ساعة تقريباً .. وبعد محاولات ورجاء و النظـر في الموضوع ... والتأكــد من القضية .. أعطتنا موعــداً بعد يومين .. ثم أصبح اليومين ثلاثــــة ثم أربعـــة .. حتــى فقــدنا الأمــل جميعــاً .. كان هــذا تكتيكاً متّبعــاً لقابضي الرشــاوي ...... حيث يوصلون الضـّحيّة إلى مرحــلة من اليأس والقنــوط ثم يعطونــه فجأة حلاًّ سحـريّاً سريعــا لشفـــط مايريدون من المال .. لأن الضحيّة في هــذه المرحلة توافق على كل شيء ولا تتردّد في تنفيــذ مايطلبون .. ابتزاز ودناءة وانتهازية ...... وفجــأة جاء من يخبرنــا بأنها تريدنا لأمــرٍ مهم .. ذهب إليها والديّ اللذان تعـذبا كثيراً في هذه المشكلة وكانا بين اليأس من خبر مفجــع أو الأمــل بفرج قريب ...!! بلا مقـدّمات (( عدكم ألف دولار )) ...؟؟ إحتارا في الجواب فهما لايملكان حتى ربع هــذا المبلـغ ...!! يابة دبروا أنفسكم من بيتكم من الجيران من معارفكم .. مطلوب ألف دولار و صاحبكم يطلــع .. وكأن لم يحصل شيء .. لاتفوتون الفرصة ..!!!! لم يـأت المساء في ذلك اليوم إلاّ والألف دولار بالكمال والتمام لديهــا .. في صباح اليوم التالـي جاءت بنفسها إلى منزلنا وقالت أبشروا .. ترى ثامر راح يتعشّى الليلة عدكم بإذن الله ..!!!!!!! وفعلاً قبل غروب الشمس وإذا بسيّارة تقف أمام الباب ونزل منها ثامر وكانت هيئته سيّئــة وقـد لقــي مــن الضرب والتعذيب والإهانة مايكفي سنة كاملــة في أيــّام ..!! بعــد ذلك سـافر ثامــــر ووفقه الله فعمل مؤذنــــــاً في أحد المساجـــــد ثم تزوّج وهو يعيش الآن مع أولاده خارج العراق .. لايُلام احــد على الخروج من بلــدٍ تكاثر فيه الغربان المعمّمون (( إن البغاث بأرضنا يستنســــــر )) وانتشــر ضلالهم وأصبحت السنّة غريبة في بلــدٍ كان حضارة العالم وكان مركز الخلافــة الإسلاميّـــة وكان قلعــة التوحيــد ..عاش فيه أغلب العلماء والتابعين .. في انتفاضة الشيعة التي يسمونها بـ(( الشعبانيّة )) عام 91 وعندما سيطر الشيعة على البلــــــد فقط لمدة أسبوعين رأى الناس من الفظائع والأمور الشنيعة مالايحتمل ولا يُطاق ..فبعد هروب الجيش والشرطة وإخلاء المنطقة من العسكــر جاء حزب الدعوة وفيلق الغــدر إلى المؤسسات الحكوميّة فيحرقونها بعـد قتـــــل العاملين فيها .. كان حال أهل السنّة في الجنوب مزرياً وسقطوا في مأزق كبير بين مطرقة الجيش وسندانة حزب الدعــوة فإذا جاء الجيش اعتقلوهم وإذا جاء المنتفضون قتلوهـــم .. بتهمة الوهابيّـة .. أو البعثيّة .. أو موالاة السعوديّة ... من أبشع المناظــر والتى عاينها والدي شخصيّاً وكان شاهـد عيان عليهــا .. هي إعتقالهم لمدير بلديّــة الناحيــة .. وهي إدارة مدنيّة لاعلاقة لها بالحروب ولا بالجيش ..أخرجوه من المديريّــة مكبّل اليدين إلى الخلف .. وفي وسط الشارع ألبسوه إطــار سيّارة إلى وسطه ثم سكبـــوا عليه البنزين وأشعــلوه حيـّاً ..فتحوّل المسكين إلى كتلة من النار يصرخ ويركض في الشــــارع لأكثر مـن مئتي متــر وسـط هتافات وأهازيج هـؤلاء الشيعة الحقراء ((إحنا عيال الحسين ..قومي يازينب هلهلي )) .. يقصدون زينب بنت الحسين أنها يجب أن تزغرت أو (( تيبّب )) فرحاً بأن أولاد الحسين يقصدون أنفسهم قــد أخذوا بثأره .. بعــد سنوات فعلوا في بغــداد الأفاعيل وقد كان رئيس وزرائهــــم الأسبق (( الجعفري )) يصـرّح ويحض الشيعة على انتخابه وإنه إذا عاد لرئاسة الوزراء مجــدّداً فسيعمل على إخلاء بغــداد من أهل السنــّة لأنها مدينة شيعية ..!! أخزاهم الله فإن حقــدهم الدفين على أهل السنـّة وأهل التوحيــد لايطفئه شيء ............ |
{ لوثــات شيعيـة /35/ تحت القصف العشوائي }
سقــط جنوب العراق كلّــه بأيــدي فيلق بــدر .. وكانت الأخبــار تتوالى (( سقطت البصرة .. سقطت الناصرية .. سيطر الثوّار على .. النجف .. كربلاء .. السماوة ..)) وكانت هذه المُدن أغلبها شيعيّة ثم بدأ الثوار يهاجمون المدن ذات الأغلبية السنيّة مثــل(( المسيَب / الكوت /العزيزية )) .. توقف ثـوّار الشعبانيــة القتلة عنــد آخــر نقطــة تفتيش أمريكيّة .. ثمَ جمدوا في أماكنهم .. بينما أخذت الفوضى تعـجُّ في مناطق سيطرتهم وأبرز مظاهرها السرقات وقطع الطرق والقتل البشـــع .. قتلوا أغلب العاملين بالدوائر الحكومية .. حتى الإدارات المدنيّة .. وأصبح موظفوا الحكومة فـــي خطر داهم على أرواحهم .. وسواء كان سنيّاً أم شيعيّاً بمجرد معرفتهم بأنه موظف في الدولة يتم إنزاله مــن السيّارة ثم يقتلونه بطريقة (( التاير المحروق )) ..قـُتل وهرب الكثيرون .. كانوا يتصرّفون بهمجيّة وفوضى لانظير لهــا وكانت إيران تدعمهم بالسلاح .. كانت إيران تظــنّ أن الأمريكان سيتجهون لإسقاط بغداد فأرادت عن طريق هذه الثورة الهمجيـّة أن تقتطع جزءاً من العـــراق وتجعله تحت سيطرتها .... وهو نفس الجزء الذي أخذ الحكيم لاحقــاً يطالب فيه بالفيدرالية ليمهـّد للإيرانيين ... خاب مسعاهم بعــد أن عرفوا أن الخطّة الأمريكية لاتتضمّن إسقاط بغداد .. مدينة الزبير السنيّة في جنوب العراق كانت المدينة الوحيدة التي أصبحت ملاذاً للجيش المهـــزوم ... وكان عشرات الآلاف من الجنود الفارّين قد تقطّعت بهم السّبُل لايستطيعون تجاوز هذه المدينة خوفـاً من القتل على أيدي قوات بدر .. كانوا ينتشرون في الشوارع وبين المنازل .. جائعون تائهون مجرّدون من الأسلحة .. وكلّ همهم هو الوصول إلى أهاليهم على بُعد مئات وآلاف الكيلومترات .. كنّا نسكن في تلك الاحداث في منطقة (( الغرّاف )) وهي قرية صغيرة تقع شمال مدينة الناصرية بــ 25 كيلومتر تقريباً .. لاكهرباء ولا إتصالات .. وتأتي الأخبار عن طريق الإشاعات والراديو .. اختفت البطّاريّات من الأسواق واختفى الراديو تبعاً لذلك وأصبحت الإشاعات والأفواه هي المصدر الوحيد لتلقّي الأخبار .. كنّا كامنين في بيوتنا وانقطعت عنــّا أخبار الدنيــــا .. وكان أكثر الناس من المساكين لاناقة لهم ولاجمل .. إحتل الثوار الشيعة بعض المنازل واستعملوها كمقرّات لهم بعد طرد ساكنيها ..خصوصاً المنازل ذات المواقع الهامّة والتي تقع على زوايا الشوارع أو التي تركها أصحابها في وسط المنطقة .... بعد أسبوعين تقريباً من هذه الأحداث وبقاء عائلتنا تحت رحمة الثوّار العجم .. ومع انبلاج الفجــر سمعنا أصوات قصف بعيــد ودويّ مــدافع .. ثم أخذت القصف يزداد شيئاَ فشيئاً حتّى أصبح فوق رؤوسنـا .. وأصبحت ترافق القصف زخّات لاتنقطع من الأسلحة الرشّاشة .. ... لقـــد أصبحنا في وسط المعركة والقصف تماماً ... كان القصف عشوائيــّاً على المنازل .. وكانت الجدران تهتزّ بشـدّة مع كل سقوط قذيفة .. يرافقها ذلك الصوت المرعب الذي تنخلع له القلوب عند انطلاقها .. ومع سقوط عشرات القذائف باستمرار وبلا انقطاع .. كان الوضع أشبه بهـزّةٍ أرضيّة .. فترى الغرفة كأنها تتحرك إلى مسافة عدة أمتار ثم تعود لمكانها باستمرار ...... كان الوضع صعباً للغاية .. وكانت أكثر فكرة تراودك في هذه اللحظة هي ..هل سنموت الآن ..؟؟ هل ستقتلنا هذه القذيفـة ..؟؟ أم القذيفة القادمة ..؟؟ وكان أكثر المناظر إيلاماً ... نظرات الخوف في عيــون الأطفـــال ......... |
الساعة الآن 01:17 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir