شبكــة أنصــار آل محمــد

شبكــة أنصــار آل محمــد (https://ansaaar.com/index.php)
-   باب علــم الحــديـث وشرحــه (https://ansaaar.com/forumdisplay.php?f=51)
-   -   ( من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد ) (https://ansaaar.com/showthread.php?t=32339)

عزتي بديني 17-10-13 03:53 AM

( من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد )
 
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...asmala.svg.png

عن أم المؤمنين أم عبد الله عـائـشة -رضي الله تعالى عنها- قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلـم (من أحدث في أمرنا هـذا مـا لـيـس مـنه فهـو رد ).
[رواه البخاري ومسلم].

هذا الحديث في مسألة غاية في الأهمية، هذه المسألة ينبني عليها قبول الأعمال، أو رد الأعمال, كما أنها تمثل أيضاً منهاجاً للمسلم في علاقته مع ربه - عزّ وجلّ – فالدين ليس بالهوى، وليس بالعقل، القصد منه ليس من عقل الإنسان أن يخترعه، وليس بالهواية والمزاج، وليس بالتقليل، وليس بالرغبات, إذاً الدين منهاج ثابت جاء به رسول الله - صلى الله عليه وسلـم – من عند الله - عزّ وجلّ –



تخريج الحديث:

هذا الحديث أخرجه البخاري ومسلم، فهو متفق عليه، وانفرد مسلم بالرواية الأخرى ( مـن عـمـل عـمـلا لـيـس عـلـيه أمـرنا فهـو رد ).

والفارق بين الروايتين كما هو ظاهر، أن الرواية الأولى المتفق عليها في إحداث شيء جديد, أما الرواية الثانية فهي أعم من الإحداث تشمل الإحداث للشيء الجديد أو أي عمل آخر، ولذلك قال: ( من عمل عملاًَ ليس عليه أمرنا فهو رد ) فالرواية الثانية أعم من الرواية الأولى كما سيأتينا الآن .

ألفاظ الحديث:

( من أحدث ) يعني من أنشأ من اخترع، من ابتدع.

( في أمرنا هذا ) المقصود بأمرنا هنا ديننا أو شرعنا، دين الإسلام الذي بعث به محمدصلى الله عليه وسلـم

(ما ليس منه) ما ليس من شرع الله جلّ جلاله بزيادة أو بشيء لم يكن من دين الله سبحانه وتعالى.

( فهو رد ) أي فهو مردود على صاحبه، يعني فهو باطل، فهو غير مقبول.


ثم قال في الرواية الأولى: ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ).


مسائل الحديث


المسألة الأولى :

قال الرسول صلى الله عليه وسلـم: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه ) إذاً أمرنا هذا كامل، لا يحتاج إلى زيادة ولا نقصان، فهذا الدين دين كامل وهو مصداق قوله سبحانه وتعالى ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً ﴾[المائدة: 3].

فالدين كامل لا يحتاج إلى زيادة ولا إلى نقص ولا إلى اختراعات جديدة ولا إلى أعمال جديدة لم ترد من عند الله سبحانه وتعالى.

فلو قال قائل : إن دينكم هذا لم يأت بحكم الطائرات، ولم يأت بحكم السيارات، ولم يأت بحكم الفواكه الجديدة التي طلعت للناس في هذه الأزمنة التي لم تكن معروفة، فماذا نقول له ؟

هذه الأشياء والمستجدات تندرج تحت قواعد في الدين، ومن القواعد : الأصل في الأشياء الإباحة.


المسألة الثانية :
مقتضى كمال الدين: فإذا كان الدين كاملا فجميع شئون الحياة كلها تندرج تحت شريعة الله عزّ وجلّ سواء كانت عبادات، أو معاملات، أو تنظيم لحياة الناس الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، وغيرها، سواء كانت في الأفراد، أو الأسرة، أو المجتمع، أو المجتمعات الأخرى، أو العلاقة فيما بينها كلها تندرج تحت هذا الدين، فجميع شئون الحياة كلها نجد لها حكماً في دين الله عزّ وجلّ هذا مقتضى كمال الدين، فليس هناك شاردة ولا واردة في شئون الحياة كلها إلا ونجد لها حكماً في كتاب الله يندرج تحت دليل أو تحت قاعدة.


المسألة الثالثة :
أن من زاد في دين الله ما ليس منه فهو رد ، بمعنى أنه مردود على صاحبه . فلو جاءنا من يقول: أن الصلوات الخمس في اليوم والليلة لا تكفي، والله سبحانه وتعالى شرعها خمسين صلاة، إذاً أصلي خمسين صلاة، فبعد صلاة العشاء أصلي خمس وأربعين صلاة إلى الفجر.


أصل الصلاة تعبد لله عزّ وجلّ، ولكن فعل هذا الذي زاد غير مقبول لأنه زاد في دين الله عزّ وجلّ ما ليس منه

فإذاً كل ما زاد في دين الله مما هو تعبد لله - عزّ وجلّ - هذا غير مقبول،

ما الضابط في هذا؟

( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )


المسألة الرابعة :

الدين منهاج، جاء به النبيصلى الله عليه وسلـم وطبقه، لذلك النبي صلى الله عليه وسلـم غضب على الثلاثة الذين جاءوا ينظرون إلى عبادة النبي صلى الله عليه وسلـم إلى بيته، فلما ذكرت لهم عبادة النبي صلى الله عليه وسلـم كأنهم تقّالوها، يعني نظروها قليلة، ثم رجع بعضهم إلى بعض غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر نحن مساكين ضعاف، فقال واحد منهم أنا أقوم الليل لا أفتر أصلي طوال الليل، وقال الآخر: أنا أصوم النهار لا أفطر مطلقاً دائماً، وقال الثالث: أنا لا أتزوج النساء يعني أتعبد تكون حياتي كلها عبودية لله سبحانه وتعالى سمعهم النبي صلى الله عليه وسلـم فغضب ثم صعد المنبر فقال: ( مال بال أقوام قالوا كذا وكذا أما إني أتقاكم لله وأخشاكم لله أما أني أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني ) .

إذاً الدين منهاج، جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وطبقه وعمل به فما زاد عنه فهو غير مقبول .


المسألة الخامسة:

وهي ما قاله أهل العلم الذي يمثل قاعدة في هذا وهي أن الأصل في العبادات أن تكون توقيفية .

فالعبادات توقيفية بمعنى أنها موقوفة على الدليل، والدليل هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما أجمع عليه أهل العلم، فأما غير ذلك، فلا أعمل به.

إذاً قال أهل العلم: بناء على هذا الحديث الأصل في العبادات أن تكون توقيفية، ولذلك قال الله سبحانه وتعالى ﴿ فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ﴾[النساء:65] .

لابد من التسليم الوقوف على الدليل .


المسألة السادسة:

أن أمور العبادات لا يحكم عليها بالعقل ولا بالمزاج، ولا بالهوى، فليس الدين بالعقل، العقل دليل ومرشد في أمور الحياة يدل على الله سبحانه وتعالى، فالعقل له وظائف، ولكن ليس من وظائفه أن يشرع لنا في عباداتنا، إنما التشريع من الله سبحانه وتعالى عن طريق رسوله صلى الله عليه وسلم.


فمن ضوابط هذا العقل ألا يستخدم في أمر العبادات لله سبحانه وتعالى، كذلك الرغبات، والهوى، والمزاج فيما يرغبه الإنسان، أو فيما يريده لا يكون في أمور العبادات، والله سبحانه وتعالى وضع لنا مساحة كبيرة في العبادات نتجول في هذه المساحة، من الفرائض المفروضة يلزم الإتيان بها، هناك مستحبات في كثير من العبادات أنتقي منها ما أستطيعه، وما أستطيع الاستمرار به في الصلوات في الصيام في الإنفاق في الحج والعمرة، أنتقي أشياء كثيرة كقراءة القرآن ذكر الله عزّ وجلّ في الدعاء.


كذلك في العلاقة مع الله في أمور الاعتقاد أي أن الله سبحانه وتعالى سمى نفسه بأسماء، ووصف نفسه بصفات، فليس لنا أن نقول: أن هذا الاسم ليس على ظاهره أو نؤوله، الله يسمى نفسه حكيم، نقول: أنت لست بحكيم، الله سبحانه وتعالى يصف نفسه بالعلم، نقول: لا لست عليم، مثل الذين يقولون: أن الله لا يعلم ما يجري في خلقه إلا بعد كونها، إلا بعد أن تكون، فهذا تعدي على الله سبحانه وتعالى .


البــدعة:

من خرج عن المنهج التوقيفي في العبادات وفي العلاقة مع الله فقد خرج من مقتضى السنة، إلى مقتضى البدعة، ولذلك سمى أهل العلم بل سماه الرسول صلى الله عليه وسلم أن من خرج عن سنة النبي صلى الله عليه وسلـم فقد خرج من السنة إلى البدعة ( عليكم بسنتي وسنة الخلافاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة) ولذلك ما قابل السنة هو البدعة.


إذاً من خرج عن هذا الدليل فهو مبتدع، لقول النبي صلى الله عليه وسلـم أيضاً في حديث آخر (إن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلـم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار).

منشأ الابتداع :


1- الهوى: الإنسان يهوى والشيطان يضله من خلال هواه يرغب عبادة معينة فيزيد رغبة لهواه، لا اتباعاً للدليل الذي به يصل إلى الجنة وإنما اتباع للهوى لهواه لرغباته لمزاجه، فيهوى هذا الشيء.

2- الجهل: كثير من البدع في العالم الإسلامي نشأت عن طريق الجهل في الشرع، الجهل بالله - عزّ وجلّ – الجهل بهذا الدين، الجهل بالنبي - صلى الله عليه وسلـم – الجهل بالشريعة، الجهل بمقاصد الشريعة، وبما دلت عليه الشريعة.


3- التقليد: أرى أن فلان زاهد وعابد، ويعني فيه مظهر من مظاهر الخير، وسلوكه مستقيم وإلى آخره فأقلده في كل شيء، والمسكين هذا قد يكون عنده أخطاء، فتتفاعل هذه الأخطاء؛

ولذلك ضلال المشركين أتى من أين في القديم؟

من تقليد ﴿ إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ ﴾[الزخرف:22]

فلذلك التقليد سبب من الأسباب. الأمة الفلانية، أو المجتمع الفلاني أو المكان الفلاني أو الأسرة الفلانية، عندها كذا إذاً نعمل فيه

إذاً لو لم يكن صحيح ما عملوا فيه وهذا كثير يجري على لسان الناس، يعني كل الناس على خطأ إلا أنت؟

فهذا التقليد سبب من الأسباب، والتقليد منه ممدوح ومنه مذموم، ولذلك الممدوح ما وافق الشرع، لكن المذموم الذي يعني يتبع كل ناعق فيقلده.

آثار و نتائج الإبتداع:



البعد عن السنة، وانتشار البدعة، فيكون عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من سن في الإسلام سنة حسنة؛ فله أجرها وأجر من عمل إلى يوم القيامة، ومن سن في ألإسلام سنة سيئة، فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة )


· البدعة عامل من عوامل الفرقة في دين الله.


· اتهام الرسول صلى الله عليه وسلـم بأنه لم يبلغ كل شيء عن ربه عزّ وجلّ، وإذا تجاوزنا أكثر فهو اتهام لله عزّ وجلّ لأن الله سبحانه وتعالى قال ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً ﴾[المائدة:3] فإذا كان الله قال كذلك فلمَ البدعة فيما لم يأت به النبي صلى الله عليه وسلـم


· عمل المبتدع هباءً منثوراً، لأنه خرج عن منهج النبي صلى الله عليه وسلـم فاختل فيه شرط القبول.



ALSHAMIKH 17-10-13 12:41 PM

http://www.12allchat.com/chatters/do.php?img=104303
http://im31.gulfup.com/cbGDO.gif

عزتي بديني 21-10-13 11:14 PM

وفيكم بارك الله .. رفع الله قدركم

جارة المصطفى 09-11-13 02:41 AM

http://www.karom.net/up/uploads/13253387577.gif

دآنـة وصآل 09-11-13 04:32 AM

بوركت ووفقت وسددت
ننتظرك جديدك المميز

ابو بيبرس 10-11-13 01:26 AM

بارك الله فيك

أم الشهيد السلفية 20-11-13 07:38 PM


جزاك الله خير الجزاء ونفعنا بك
واثابك الفردوس الاعلى

عبق الشام 11-12-15 11:28 AM

جزاكِ الله خيرا


الساعة الآن 08:15 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant