الحمد لله الذي أرسل رسوله محمدا بالحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، وأيده بالكتاب الحق المبين؛ وأصحابه ذوي الفضل العظيم؛ وآله الطيبين الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. أحمده كما ينبغي لعظيم سلطانه وأصلي وأسلم على نبيه الرحمة المهداة، وعلى آله المهداة، وأصحابه الميامين، وأزواجه أمهات المؤمنين، وعلى من اتبع هداهم واقتفى آثارهم إلى يوم الدين. وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة أرجو بها النجاة يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. وأشهد أن محمداً رسوله وخليله وصفيه شهادة أرجو بها من الله شفاعته يوم القيامة...
عقيدة الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله في آل البيت الاطهار
هذا بعض كلام الشيخ رحمة الله في ال البيت الاطهار
يبين مدى حب الشيخ لهم وحفظ حقهم
فكثير ما نسمع ان الشيخ محمد ابن عبد الوهاب كان ناصبيا
وهذا كلام الجهله الحاقدين على التوحيد وأهله
والان نبدأ بكلام الشيخ بحقهم لمعرفة الحقيقة
أولا
يُسمي أبناءه بأسماء آل البيت عليهم السلام
لاشك أن كل عاقل لا يسمي أبناءه إلا بمن يحبهم، وأظهر من ذلك أنه لا يسميهم بمن يبغضهم!(1).
ومن هنا فقد سمَّى الشيخ محمد بن عبدا لوهاب ابنه الأكبر علياً وابنته فاطمة واثنين من أبنائه حسناً وحسيناً راجع كتاب الدرر السنية الطبعة الأولى دار الإفتاء (12/19). وكذلك كتاب: علماء نجد للبسام (1/ 155)... فَنِعْمَ الاسم والمسمى فهم آل بيت النبي رضوان الله عليهم أجمعين.
ثانيا
آل البيت أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا
هكذا يعتقد الشيخ في آل البيت رضي الله عنهم وهذا منطوق كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة فيهم عليهم السلام.
يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب في كتابه مجموع المؤلفات (كتاب الطهارة) (1/5).
الطهارة تارة تكون من الأعيان النجسة، وتارة من الأعمال الخبيثة، وتارة من الأعمال المانعة، فمن الأول قوله تعالى: (وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ)
ومن الثاني قوله تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً{33}
ففيه أن الشيخ يفهم من الآية أن الله قد طهر أهل البيت عليهم السلام من الأعمال الخبيثة. ويؤكد رحمه هذا المعنى في خطبة له عند ذكره للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وآله فيصفهم بأن الله (أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا) انظر رسالته الخطب (1/49).
هكذا يعتقد رحمه الله؛ أن الله يريد أن يُذهب الرجس عن آل البيت ويطهرهم تطهيرًا، و يُنزههم عن الأعمال الخبيثة عليهم السلام .
ثالثا
الوصية بكتاب الله وأهل بيت رسوله صلى الله عليه وسلم
قال رحمه الله في كتابه (فضل الإسلام) (1/256): (بابُ الوصيّة بكتابِ الله عزّ وجلَّ). عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (أَما بعد أَلا أيها الناس فإنما أَنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أَولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال وأهل بيتي) وفي لفظ: (كتاب الله هو حبل الله المتين من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة) رواه مسلم] اهـ.
وقال كذلك في كتاب فضائل القرآن (1/22) (باب من ابتغى الهدى من غير القرآن): وعن زيد بن أرقم قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيباً بماء يدعى: خماً فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال: "أما بعد: أيها الناس إنما أنا بشر مثلكم يوشك أن يأتيني رسول من ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما: كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال: "وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي)اهـ.
وهكذا الشيخ رحمه الله؛ يحفظ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرآن الكريم ويوردها مع وصيته صلى الله عليه وسلم بأهل بيته عليهم السلام، وماذاك إلا لفهم الشيخ رحمه الله أن الاستمساك بهدي أهل البيت وما صح عنهم غير مخالف ولا مضاد للقرآن الكريم بل هم رحمهم الله من أكمل الناس امتثالاً للقرآن الكريم.
رابعا
سبق أهل البيت بكل فضل لطيب معدنهم
وكون النبي صلى الله عليه وسلم منهم
يقول رحمه الله تعالى في الرسائل الشخصية (1/312) الرسالة (48): (والواجب على الكل منا ومنكم أنه يقصد بعلمه وجه الله ونصر رسوله كما قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ{81})
فإذا كان سبحانه قد أخذ الميثاق على الأنبياء إن أدركوا محمداً صلى الله عليه وسلم على الإيمان به ونصرته فكيف بنا يا أمته؟ فلا بد من الإيمان به ولا بد من نصرته لا يكفي أحدهما عن الآخر، وأحق الناس بذلك وأولاهم به أهل البيت الذي بعثه الله منهم وشرفهم على أهل الأرض، وأحق أهل البيت بذلك من كان من ذريته صلى الله عليه وسلم. أنتها كلام الشيخ.
فهو هنا رحمه الله يبين أن الله بعث رسوله صلى الله عليه وسلم الذي هو أساس أهل البيت؛ وشرَّف أهل بيته على أهل الأرض أجمعين. وفيه أنه رحمه الله يُثبت وجود فئة من أهل بيت النبوة في عصره حيث يخاطبهم في هذه الرسالة لا كما يزعم خصومه أنه يُنكر وجودهم وأن نسبه صلى الله عليه وسلم انقطع.
خامسا
وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آل بيته في كل صلاة
جاء في رسالته شروط الصلاة وأركانها وواجباتها (1/11) وكذا في عامة رسائله رحمه الله عند ذكر صفة الصلاة الإبراهيمية مايلي:
("اللّهُمَّ صَلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما صلّيْتَ على إبراهيم إنّك حميدٌ مجيد " الصَّلاةُ من الله ثناؤهُ على عبده في الملإ الأعلى، كما حكى البخاريُّ في صحيحه عن أبي العالية قال: صلاةُ الله ثناؤهُ على عبده في الملإ الأعلى).
وجاء في رسالته آداب المشي إلى الصلاة (صفة الصلاة) (1/10) قوله رحمه الله: (فيقول: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، ويجوز أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم مما ورد. وآل محمد أهل بيته).
وهذا الدعاء كما يعلم كل مسلم ركن من أركان الصلاة؛ لا تصح صلاة مسلم إلا به، وهذا مذهب الشيخ محمد بن عبدالوهاب الذي دل عليه الدليل.