![]() |
سلسلة الشهادتين وما يتعلق بهما ( ٢)
بسم الله ، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،أما بعد .. أيها الإخوة والأخوات، تحدثنا سابقاً عن معنى الشهادتين وأركانها واليوم موضوعنا في هذه السلسلة عن شروط الشهادتين ثالثًا: شروط الشهادتين ـ شروط لا إله إلا الله لابد في شهادة أن لا إله إلا الله من سبعة شروط، لا تنفع قائلها إلا باجتماعها؛ وهي على سبيل الإجمال: الأول: العلم المنافي للجهل. الثاني: اليقين المنافي للشك. الثالث: القبول المنافي للرد. الرابع: الانقيادُ المنافي للترك. الخامس: الإخلاص المنافي للشرك. السادس: الصدق المنافي للكذب. السابع: المحبة المنافية لضدها وهو البغضاء. وأما تفصيلها فكما يلي: الشرط الأول: العلم أيالعلم بمعناها المراد منها وما تنفيه وما تُثبته، المنافي للجهل بذلك، قالتعالى: {إِلا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}[الزخرف/86]. أي:(شهد) بلا إله إلا الله، (وهُم يعلمون) بقلوبهم ما شهدت بهألسنتهم، فلو نطَقَ بها وهو لا يعلم معناها، لم تنفعهُ؛ لأنه لم يعتقدْ ماتدل عليه. الشرط الثاني: اليقين بأنيكون قائلها مستيقنًا بما تدلّ عليه؛ فإن كان شاكًّا بما تدل عليه لمتنفعه، قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوابِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا} [الحجرات/15]. فإنكان مرتابًا كان منافقًا، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من لقيتَوراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنًا قلبه فبشره بالجنة)[الحديث في الصحيح] فمن لم يستيقن بها قلبه، لم يستحق دخولَالجنَّة. الشرط الثالث: القبول لمااقتضته هذه الكلمة من عبادة الله وحده، وترك عبادة ما سواه؛ فمن قالها ولميقبل ذلك ولم يلتزم به؛ كان من الذين قال الله فيهم: {إِنَّهُمْكَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ}[الصافات/35، 36]. وهذاكحال عباد القبور اليوم؛ فإنهم يقولون: (لا إله إلا الله)، ولايتركون عبادة القبور؛ فلا يكونون قابلين لمعنى لا إله إلا الله. الشرط الرابع: الانقياد لمادلت عليه، قال تعالى: {وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَمُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى}[لقمان/22]. والعروة الوثقى: لا إله إلا الله؛ ومعنى يسلم وجهه: أي ينقاد لله بالإخلاص له. الشرط الخامس: الصدق :وهو أن يقولَ هذه الكلمة مصدقًا بها قلبُه، فإن قالَها بلسانه ولم يصدقبها قلبُه؛ كان منافقًا كاذبًا، قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنيَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا} إلى قوله: {وَلَهُمعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} [البقرة/8-10]. الشرط السادس: الإخلاصُ وهوتصفيةُ العمل من جميع شوائب الشرك؛ بأن لا يقصد بقولها طمعًا من مطامعالدنيا، ولا رياء ولا سمعة؛ لما في الحديث الصحيح من حديث عتبان قال:(فإنَّ الله حرّم على النار من قال: لا إله إلا الله، يبتغي بذلك وجهالله) [الحديث أخرجه الشيخان]. الشرط السابع: المحبة لهذهالكلمة، ولما تدل عليه، ولأهلها العاملين بمقتضاها، قال تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًايُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا للهِ} [البقرة/165]. فأهل (لا إله إلا الله) يحبون الله حبًّا خالصًا، وأهل الشرك يحبونه ويحبون معه غيره، وهذا ينافي مقتضى لا إله إلا الله. ـ وشروطُ شهادة أنَّ محمدًا رسولُ الله هي: 1- الاعتراف برسالته، واعتقادها باطنًا في القلب. 2- النطق بذلك، والاعتراف به ظاهرً باللسان.. 3- المتابعة له؛ بأن يعمل بما جاء به من الحق، ويترك ما نهى عنه من الباطل. 4- تصديقه فيما أخبر به من الغيوب الماضية والمستقبلة.. 5- محبته أشد من محبة النفس والمال والولد والوالد والناس أجمعين. 6- تقديم قوله على قول كل أحد، والعمل بسنته. مقتضى الشهادتين ونواقضها هو موضوع السلسلة القادمة والأخيرة.. المصدر: كتاب عقيدة التوحيد للشيخ صالح بن فوزان الفوزان ـ حفظه الله تعالى- |
موضوع مفيد نسأل الله أن ينفع به ...
جزاكم الله كل خير وجعلها في ميزان حسناتكم .. |
أسأل الله ان يجعل ما تكتب في موازين حسناتكـ ,
جزاكـ الله كل خير . |
الساعة الآن 02:43 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir