![]() |
جمال دين الإسلام يتمثل بالعدل مع الأعداء
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول اىلله
ظل روح العدل والإنصاف سارياً في الأمة قروناً عديدة ولما كانت أصول دعوات الأنبياء - عليهم السلام - واحدة فإن الأمر بإقامة الموازين والحكم بالعدل والإنصاف ظل الوصية الخالدة التي يوجهها كل نبي إلى قومه ؛ لأنه بالعدل قامت السماوات والأرض ... وقد أوصى الله تعالى رسوله محمداً -صلى الله عليه وسلم- أن يعلن لأمته أمر الله له بإقامة العدل فيها ، فقال : ((وقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ))[الشورى : 15] . وأوصى المؤمنين بإقامة العدل مع الناس كافة حتى مع الأعداء الذين يبغضونهم ويحاربونهم ، فقال تعالى : ] يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ولا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى واتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [ [المائدة : 8] . وقد كان -صلى الله عليه وسلم- يقوم لله بالشهادة فيعطي كل ذي حق حقه ، وفي سيرته العطرة مئات الشواهد التي تفيد التزامه المطلق بإنزال الناس منازلهم ، وذكر محاسنهم وميزاتهم ، مهما كان انتماؤهم وحيث كان موقعهم فهاهو يقول : » أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد : ألا كل شيء ما خلا الله باطل « . مع أن لبيد وقتها كان كافراً ...... وكان بإمكانه عليه الصلاة والسلام أن يثني على شعر بعض أصحابه المملوء حكمة وهدى بدافع حصر الخير فيهم ، ولكن الالتزام بالحق والإنصاف وعدم بخس أحد حقه يأبى ذلك فأثنى على كلام رجل كافر . ومن الجدير بالذكر هنا أن عثمان بن مظعون رضي الله عنه سمع لبيداً ينشد البيت فلما قال : ألا كل شيء ماخلا الله باطل قال له عثمان : صدقت ، فلما قال : وكل نعيم لا محالة زائل قال له عثمان : كذبت نعيم الجنة ليس بزائل . وإن المرء ليعجب لهذا الإنصاف أيضاً من عثمان رضي الله عنه المقتبس من مدرسة النبوة حيث أثنى في النصف الأول على لبيد ، ويكذبه في النصف الثاني ! ! . وجاء المسلمون بسفانة بنت حاتم الطائي في السبي ، فذكرت لرسول -صلى الله عليه وسلم- من أخلاق أبيها ونبله فقال لها : » يا جارية هذه صفة المؤمنين حقاً لو كان أبوك مؤمناً لترحمنا عليه ، خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق والله تعالى يحب مكارم الأخلاق « لقد وقف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من حاتم الموقف الذي تمليه شريعته الغراء التي جاء بها فأثنى عليه وأطلق سراح ابنته وأكرمها ولكنه لم يترحم عليه لعدم إيمانه لتهتدي الأمة بهذا الهدي النبوي العظيم ! ! . وعلى هذا المنوال نسج الصحب الكرام رضوان الله عليهم حين إصدار الأحكام على الخصوم فضلاً عن الإخوة والرفاق ، فقد قاتل علي رضي الله عنه الخوارج وقاتلوه ، ولما سئل من قبل بعض الناس عنهم أمشركون هم ؟ قال : من الشرك فروا ، فقالوا : أفمنافقون ؟ قال : إن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلاً - أي هؤلاء يذكرون الله كثيراً قيل : فما هم يا أمير ألمؤمنين ؟ قال : إخواننا بغوا علينا فقاتلناهم ببغيهم علينا ! فهل بعض إنصاف أبي الحسن من إنصاف ؟ ]وهل هنالك كلام يقوله شاهر سيف أرق من هذا الكلام ؟ كلما أقرأ عن جمال دين الإسلام أحمد الله أن هدانا إليه |
ماشاء الله شكـــ موضوع راائع ــرآ لكم . حعله الله في ميزان حسناتكم .. |
بارك الله فيك وجزاك عنا خيرالجزاء وجعل ما كتبته يمناك في موازين حسناتك |
جزاك الله خيرا اخي الكريم
|
بارك الله فيك وجزآك خيراً
|
موضوع رآئع أسأل الله أن يرزقنآ الجنة بوركت و ننتظر موآضيعك المميزة |
الساعة الآن 10:39 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir