![]() |
أي الأمهات أنت ؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم أي الأمهات أنت ؟ القدوة الصالحة من سيرالصحابيات المؤمنات معين لا ينضب وقصص لا تمل , ما أن تقرأ أحدها إلا تجد في حياتهن دروساً وعبراً , ومواقف وفوائد لا يكل المرء من كثرة تردادها , بل وكلما قرأها أو سمعها خرج بفائدة جديدة , كيف لا وهن في رياض النبوة رتعن , ومن توجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم تعلمن وتربين . مع صحابية رائدة منهن سنقف في محطات من أمومتها لنرى .. كيف ربى ذلك الجيل ناشئته ؟ وكيف يغدو في تربية الأبناء ؟ هذه أم مباركة وهي ليست أماً فحسب بل لقد جمعت صفات أمهات شتى , فهي الأم المربية والأم المعلمة والأم القدوة والأم الحنون الموجهة الصابرة . فأي هؤلاء الأمهات أنت ؟ ؟ ؟ صحابيتنا هي: أم سليم بنت ملحان الأنصارية , اشتهرت بكنيتها , وقيل اسمها الرميصاء أو الغميصاء , شهد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة فقال : " دخلت الجنة فسمعت خشفة , فقلت : من هذا ؟ قالوا : هذه الغميصاء بنت ملحان أم أنس بن مالك " . رواه مسلم . لقد نجحت رضيالله عنها كزوجة وكأم وكأخت وكامرأة , أثبتت لها مكانة في التاريخ بين سير الخالدات , سنقف في محطات من أمومتها يرويها لنا ابنها خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنس بن مالك رضي الله عنه . الأم المربية تولت أم سليم رضي الله عنها تربية ابنها أنس , وجعلت تلقنه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله , فعقلها وهو صغير , وأسلم لله رب العالمين وهذه هي نقطة البداية للتنشئة والتربية . . البدء بالعقيدة وغرس الإيمان بلا إله إلا الله في قلب صغير , ويكون أول ما يقرع سمعه معرفة الله سبحانه وتوحيده . حتى إذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة سارعت في إدخال ابنها مدرسة النبوة , ففي الصحيح عن أنس أن أم سليم لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم قالت : يا رسول الله هذا أنس يخدمك , وكان حينئذ ابن عشر سنين , فخدم النبي صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة حتى مات . . فلله درها من أم أحسنت تربية ابنها حين أحسنت اختيار من تجعله يلازم ويصاحب , ففي حضورالطفل مجالس الكبار يتعلم الأدب والوقار فينمو عقله وتتهذب نفسه وينطلق لسانه ويتعرف على أحاديث الكبار فيتهيأ لدخول المجتمع , وفي فعلها رضي اله عنها حسن اختيار المدرس الصالح للطفل لولع الطفل الشديد بالمعلم لأنه هو المرآة التي يراه افتنطبع نفسه وعقله فيحفظ عمله وعلمه ويتأثر بهما , فهذا أنس رضي الله عنه يروي لنامن أدب الرسول صلى الله عليه وسلم وسنته وخلقه وعبادته أحاديث كثيرة وكان حريصاً رضي الله عنه على متابعة الرسول واقتفاء آثاره والتمسك بسنته صلى الله عليه وسلم . الأم الموجهة قال أنس رضي الله عنه : " أتى علي رسول الله صلىالله عليه وسلم وأنا ألعب مع الغلمان فسلم علينا , فبعثني إلى حاجة فأبطأت على أمي , فلما جئت قالت : ما حبسك ؟ قلت : بعثني رسول الله لحاجة , قلت : ما حاجته ؟ قلت : إنها سر , قالت : لا تحدثن بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد " . رواهمسلم والبخاري مختصراً . هكذا يكون التوجيه والتربية على مكارم الأخلاق , فالطفل منذ صغره يحتاج إلى أن يعود الخير ويعلم الخلق الحسن حتى يعتاد عليه , ففترةالطفولة تتميز بالفطرة السليمة وسرعة التلقي والاستجابة , وما حفر فيها يصعب بعد ذلك نسيانه أو تغييره , وهكذا تفعل الأم الصالحة تستغل جميع المواقف والوسائل المتاحة لغرس الأخلاق الفاضلة في نفس طفلها , فإن للنفس لحظات تكون مهيئة فيها للتلقي فلنحسن اختيار هذه اللحظات . الأم الحنون من كمال شفقة الأم على ابنها أن تطلب له الخير دوماً وتتمنى له السعادة أبداً وطريقها إلى ذلك الدعاء سلاح المؤمن , وأم سليم الأم الحنون لم تكتف فقط بالدعاء لابنها ولكنها تلجأ للنبي صلى الله عليه وسلم وتسأله الدعاء لفلذة كبدها , عن أنس رضي الله عنه قال : " دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم سليم فأتته بتمر وسمن , قال أعيدوا سمنكم في سقاته وتمركم في وعائه , فإني صائم , ثم قام إلى ناحية من البيت فصلى غير المكتوبة فدع الأم سليم وأهل بيتها , فقالت أم سليم : يا رسول الله , إن لي خويصة , قال : ما هي ؟قالت : خادمك أنس . فما ترك خير آخرة ولا دنيا إلا دعا لي به : اللهم أرزقه مالاً وولداً وبارك له . . فإني لمن أكثر الأنصار مالاً " . بالدعاء تزداد شحنة العاطفة في نفس الوالد وقوداً , وتتمكن من الرأفة والرحمة من قلبه فيضرع إلى الله تعالى ويبتهل إليه في إصلاح طفله وصلاح مستقبله , فدعوة الوالد لولده مستجابة إنشاء الله , وفي فعلها رضي الله عنها إيثار الولد على النفس في الخير . الأم القدوة تسعى الأم جاهدة لتعليم أبنائها محبة هذا الدين , ومحبة رسوله , وأن يكون ابنها أو بنتها صالحاً عابداً جواداً كريماً , تجتمع فيه صفات الخير وتزهر فيه مكارم البر وفي سعيها هذا قد تنسى أمراً عظيماً لو فكرت فيه قليلاً لعلمت أنها أغفلت باباً عظيماً من أبواب التربية , وهو صلاح النفس أولاً . إن للقدوة الحسنة أثر كبير في نفس الطفل , فهو كثيراً ما يقلد والديه حتى أنهما ليطبعان فيه أقوى الأثر " أبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه " فالأطفال أعينهم مراقبة لسلوك الكبار وبهم يقتدون وعلى نهجهم يسيرون , فالوالدان مطالبان بتطبيق أوامر الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم سلوكا ًوعملاً . وهذا مثال كيف علمت رضي الله عنها بفعلها ابنها محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم : عن أنس رضي الله عنه : " أن أم سليم كانت تبسط للنبي صلى الله عليه وسلم نطعاً , فيقيل عندها على ذلك النطع , قال : فإذا نام النبي صلى الله عليه وسلم أخذت من عرقه وشعره فجمعته في قارورة , ثم جمعته في سك وهو نائم , قال : فلما حضر أنس بن مالك الوفاة أوصى إلى أن يجعل في حنوطه من ذلك السك . قال : فجعل في حنوطه " رواه البخاري . وعنه أيضاً قال : " دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم سليم وفي البيت قربة معلقة , فشرب من فيها فقطعت أم سليم فم القربة فهو عندنا " رواه الترمذي . إن فعلها هذا أمام أبنائها يثمر فيهم من حب نبيهم صلى الله عليه وسلم حباً يسري في عروقهم ويخالط لحمهم , عن أنس رضي الله عنه : " أن خياطاً دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام فقرب إلى رسول الله خبزاً من شعير ومرقاً فيه دباء وقديد . قال أنس : فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء من حوالي الصفحة . قال : فلم أزل أحب الدباء منذ يومئذ " رواه مسلم . الأم الصابرة قال أنس : كان لي أخ يقال له أبوعمير . قال : أحسبه فطيماً , وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاء قال : " يا أباعمير ما فعل النغير " نغير كان يلعب به .. متفق عليه وكان أبو طلحة يحبه حباً شديداً , فعاش حتى تحرك , فمرض فحزن عليه أبو طلحة حزناً شديداً حتى تضعضع وأبو طلحة يغدو ويروح على رسول الله صلى الله عليه وسلم , فراح روحة فمات الصبي " رواه ابن حبان . يقول أنس : حين هلك الصبي قامت أم سليم فغسلته وكفنته وحنطته وسجت عليه ثوباً , فلما جاء أبو طلحة , قال : كيف الغلام ؟ قالت : قد هدأت نفسه وأرجو أن يكون استراح , فظن أبوطلحة أنه شفي , قال : فبات فلما أصبح اغتسل , فلما أراد أن يخرج أعلمته أنه قد مات , قالت : يا أبا طلحة أرأيت لو أن قوماً أعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم ألهم أن يمنعونهم , قال : لا . قالت : احتسب ابنك " ووالله إن الأمر عليها لأشدولكن الحامل لها على ذلك المبالغة في الصبر والتسليم لأمر الله , ورجاء إخلافه عليها ما فاتها , فطوبى لها الأجر , فقد قال صلى الله عليه وسلم : " أيما امرأة مات لها ثلاثة من الولد كانوا حجاباً لها من النار , قالت امرأة : واثنان . قال : واثنان . قال الراوي : واحسبه لو قالت واحداً لقال واحد . " رواه البخاري . ولقد أخلف الله عليها أن ولدت ابناً بعده كان له من الولد تسعة كلهم قد قرؤوا القرآن . ولقد استحقت رضي الله عنها بإيمانها وصدقها وصبرها وجهادها ومحبتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم دخول الجنة . منقول بتصرف .. |
باركـ الله فيكـ
|
جزاك الله خيرا
والله يرزقنا من فضله |
اقتباس:
|
اقتباس:
حياك الله أخيتي |
الساعة الآن 02:49 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir