شبكــة أنصــار آل محمــد

شبكــة أنصــار آل محمــد (https://ansaaar.com/index.php)
-   البيــت العـــام (https://ansaaar.com/forumdisplay.php?f=32)
-   -   ارض بما قسم الله لك .. (https://ansaaar.com/showthread.php?t=14424)

علي السلفي 27-09-11 05:36 PM

ارض بما قسم الله لك ..
 
بِـسْـمِ اللَّهِ الـرَّحْـمَـنِ الـرَّحِـيـمِ


الـسَّلَـامُ عَـلَـيْـكُـمْ وَرَحْـمَـةُ اللَّهِ وَبَـرَكَـاتُـهُ إِنَ الحَمدَ لله نَحْمَدَه وُنَسْتعِينَ بهْ ونَسْتغفرَه ، ونَعوُذُ بالله مِنْ شِروُر أنْفْسِنا ومِن سَيئاتِ أعْمَالِنا ، مَنْ يُهدِه الله فلا مُضِل لَه ، ومَنْ يُضلِل فَلا هَادى له ، وأشهَدُ أنَ لا إله إلا الله وَحْده لا شريك له ، وأشهد أن مُحَمَداً عَبدُه وَرَسُوُله .. اللهم صَلِّ وسَلِم وبَارِك عَلى عَبدِك ورَسُولك مُحَمَد وعَلى آله وصَحْبِه أجْمَعينْ ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحْسَان إلى يَوُمِ الدِينْ وسَلِم تسْليمَاً كَثيراً .. أمْا بَعد ...


ارض بما قسم الله لك .. !!!
http://69.59.144.138/icon.aspx?m=blank

سئل يحيى بن معاذ رحمه الله: متى يبلغ العبد إلى مقام الرضا ؟ قال : « إذا أقام نفسه على أربعة أصول يعامل بها ربه .. يقول : إن أعطيتني قبلت ، و إن منعتني رضيت ، و إن تركتني عبدت ، و إن دعوتني أجبت » .
نرضى بحكم الله وشرعه ، ونصبر على قضائه وقدره ، ننقاد إلى حكمه ونستسلم لأمره .. فالرضا مقام عظيم ومنزلة عالية وتدور عليه كثير من الأعمال الصالحة ، ولا يحصله إلا مؤمن صادق يعلم لذة النعيم وحلاوة اليقين ... قـال ابن القيم رحمه الله سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقـول: « بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين » مدارج السالكين ... فإذا اجتمع لديك الصبر على قضاء الله واليقين بحكمه وعدله والرضا بما قسمه الله لك بلغت درجة ومنزلة الإمامة في الدين . .. قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَالسجدة 24 . قـال ابن القيم رحمه الله: « في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله .. وعليه وحشة لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته .. وفيه حزن لا يذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته .. وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه .. وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه .. وفيه طلب شديد لا يقف دون أن يكون هو وحده المطلوب .. وفيه فاقة لا يسدها الا محبته ودوام ذكره والاخلاص له، ولو أعطى الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة أبدا » .. أهـ . تهذيب مدارج السالكين .



وكان من دعاء النبى صلى الله عليه وسلم: ( اللهم إني أسألك الرضا بعد القضاء ) تخريج كتاب السنة 426 . قال الألبانى صحيح . قـال ابن عطاء الله السكندري رحمه الله: « الرضا نظر القلب إلى قديم اختيار الله تعالى للعبد، وهو ترك التسخط » .. وقال المحاسبي رحمه الله : « الرضا سكون القلب تحت مجاري الأحكام » . الرسالة القشيرية ص89 .

روي عن علي بن أبي طالب رضى الله عنه أنه قـال: « يا ابن ادم لا تفرح بالغنى ولا تقنط بالفقر، ولا تحزن بالبلاء ولا تفرح بالرخاء ، واعلم أن أن الذهب يجرب بالنار وان العبد الصالح يجرب بالبلاء، وانك لن تنال ما تريد الا بترك ما تشتهي، ولن تبلغ الذى تحب إلا بالصبر على ما تكره، وابذل جهدك لرعاية ما افترض عليك وارض بما ارادك الله له » . أهـ . فالمؤمن راض بما قدره الله له لا يحب تعجيل شئ أخره الله ولا تأخير شئ عجله الله .
عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اتق المحارم تكن أعبد الناس ، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس) . السلسلة الصحيحة 930 وفي صحيح الجامع 100 . ارض بما قسم الله لك تكن من أغنى الناس ، أد ما افترضه الله تعالى عليك تكن من أعبد الناس ، إجتنب ما حرم الله عليك تكن من أورع الناس ... الورع أساسه ترك .. ترك ابتغاء مرضاة الله .. ترك يجلب الخير والعوض .. وعلماء الأمة هم الذين قالوا: من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ... سأل الحسن غلاماً له: يا غلام !! ما ملاك الدين؟ قال : الورع ما آفة الدين؟ قال الطمع ... ومداخل كثير من أمراض الأمة أساسها عدم الرضا .. فهو مدخل للحقد والحسد والطمع والذل ... قال الغزالى رحمه الله: « ما بثقت أغصان ذلِِِ إلا على بذور طمع » ... قال قتادة رحمه الله: « الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من الله .. فيرضى ويسلم .. فيعوضه الله إيماناً يجد حلاوته في قلبه » ..

وإذا عرتـــك بلية فاصبر لهــا صـبر الكــريم فإنه بك أعـــــــلمُ
واذا شكــوت إلى ابن آدم إنما تشكــو الرحيم إلى الذي لا يرحمُ


قال تعالى: ﴿فَخُذْ مَا آَتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَالأعراف 144 . قال الرازي رحمه الله: « اعلم أن موسى عليه السلام لما طلب الرؤية ومنعه الله منها ، عدد الله عليه وجوه نعمه العظيمة التي له عليه ، وأمره أن يشتغل بشكرها كأنه قال له إن كنت قد منعتك الرؤية فقد أعطيتك من النعم العظيمة كذا وكذا ، فلا يضيق صدرك بسبب منع الرؤية ، وانظر إلى سائر أنواع النعم التي خصصتك بها واشتغل بشكرها » . أهـ . تفسير الرازى .

قال تعالى :﴿نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ درجات﴾ الزخرف 32 . قال الشيخ السعدي رحمه الله: « معايش العباد وأرزاقهم الدنيوية بيد اللّه تعالى، وهو الذي يقسمها بين عباده، فيبسط الرزق على من يشاء، ويضيقه على من يشاء، بحسب حكمته .. فلو تساوى الناس في الغنى، ولم يحتج بعضهم إلى بعض، لتعطلت كثير من مصالحهم ومنافعهم » . أهـ . تفسير السعدى .
وفى الحديث الذى رواه زيد بن ثابت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ، ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر ، وتعلم : أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ، ولو مت على غير هذا ، لدخلت النار) صحيح أبى داود 4699 . فالإيمان بالقدر خيره وشره من أصول الإيمان ولا راد لما قدره الله عليه ولا تبديل لحكمه .. وعجبـــــاً .. !! لمن تحدثه نفسه أنه قليل الحظ أو أنه يستحق أكثر مما هو عليه أو أن يصل به الحال أن يقول حاشا لله ( لماذا يارب ؟) ... فهذا من التسخط والشك وهو ينافى الرضا واليقين والإيمان بالقدر ... عجبـــــاً .. !! لمن تفكر فى المفقود ولم يشكر الموجود .. !!! وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (انظروا إلى من أسفل منكم . ولا تنظروا إلى من هو فوقكم . فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله) رواه مسلم 179 . وهذه فائدة جليلة من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فلا تنظر إلى من هو بمعايير الفانية أفضل منك فيكون سبباً فى استصغار وإزدراء النعم ومدخلاً إلى الحسد والحقد ووساوس الشيطان .. فلا تتسخط وأصبر على قضاء الله وقدره وأرض بما قسم لك واشكره على ما عافاك منه وأبتلى به غيرك .. وأنظر إلى من هو دونك فى المال والأولاد والصحة .. يعظم فى عينيك نعم الله وكرمه ومننه عليك ... الرضا سبب للراحة والإطمئنان .. فالرضا طريق الموقنين وجنة العارفين .. قال عبد الواحد بن زيدٍ رحمه الله: « الرضا باب الله الأعظم و جنة الدنيا ومُستراح العابدين » ... فارض دائما بما قسم الله لك ولا تزدرى نعمه عليك .. فاحساسك بالنعم شكر .. وشكر النعم واجب .



اللهم ارض عنا وارزقنا الصبر والشكر واجعلنا من عبادك الموفقين الراضين الموقنين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

ايام الصفا 27-09-11 06:18 PM

اقتباس:

فلو تساوى الناس في الغنى، ولم يحتج بعضهم إلى بعض، لتعطلت كثير من مصالحهم ومنافعهم » .
فان الله تعالى لم يظلم الفقير ‘‘ ففى حياة كل عبد شئ يغبط عليه ‘‘
فهذا الرجل الفقير الذى يؤدى للغنى الاعمال >اعطاه
الله رزقا معينا لم يعطه للغنى ‘‘



قال بعض مشايخنا ::: ان الناس فى الدنيا متساوون فى الارزاق ...
فالمال والولد والتقى والعلم والسعادة والرضا والفة الخلق ....الخ من الارزاق
لا تعطى لاحد دفعة واحدة ‘‘ وانما لكل عبد نصيب من شئ معين ‘‘‘
ولكن العباد لما حصروا الرزق فى المال صاروا يصنفون الناس الى ::
اناس رزقوا واناس لم يرزقوا ‘‘
وهذا خاطئ فليس ثمة من لم يرزق قط ‘‘‘‘‘‘‘‘
رفع
الله قدركم ‘‘‘‘‘

عزتي بديني 27-09-11 06:23 PM

جزاك الله خير وبارك فيك

بنت طيبه 27-09-11 06:24 PM

حيث الرضا بما قسمه الله لك يجعلك بعيداً عن ضيق النفس

وعن إيجاد أسباب تعلق عليها مشاكلك



الرضا بما قسمه الله لك يجعلك لا تحقد على الآخرين



الرضا بما قسمه الله لك يجعلك تعمل في صمت



الرضا بما قسمه الله لك يساعدك على تغيير ما حولك بدون



مقت أو كره





الرضا بما قسمه الله لك يعينك على ألا تنظر إلى ما حرم الله





ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس



قال تعالى (ولسوف يعطيك ربك فترضى) سورةالضحى



جزاكم الله خير

خواطر موحدة 27-09-11 06:27 PM

الرضا سبب للراحة والإطمئنان .. فالرضا طريق الموقنين وجنة العارفين .. قال عبد الواحد بن زيدٍ رحمه الله: « الرضا باب الله الأعظم و جنة الدنيا ومُستراح العابدين » ... فارض دائما بما قسم الله لك ولا تزدرى نعمه عليك .. فاحساسك بالنعم شكر .. وشكر النعم واجب .

اللهم ارض عنا وارزقنا الصبر والشكر واجعلنا من عبادك الموفقين الراضين الموقنين

آمين آمين
جزاك الله كل خير وجعله في ميزان حسناتك ..



أم عبد الرحمان الجزااائرية 27-09-11 07:32 PM

جزاك الله خيرا أخي علي ونفـــــع بما قدمــــت...


تألق 28-09-11 01:01 AM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نسأل الله أن يذيقنا برد الرضا
وينزله على قلوبنا
يارب
جزاك الله خيرا على الموضوع


الساعة الآن 01:33 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant