شبكــة أنصــار آل محمــد

شبكــة أنصــار آل محمــد (https://ansaaar.com/index.php)
-   بيت الكتاب والسنة (https://ansaaar.com/forumdisplay.php?f=2)
-   -   من براهين التوحيد في القرآن المجيد ( هود ) (https://ansaaar.com/showthread.php?t=15840)

الشـــامـــــخ 26-10-11 05:02 AM

من براهين التوحيد في القرآن المجيد ( هود )
 
البرهان 140




من سورة هود ( عليه الصلاة والسلام )






{ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا

وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا

كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ }


{ 6 }



أي: جميع ما دب على وجه الأرض، من آدمي، أو حيوان بري أو بحري،

فالله تعالى قد تكفل بأرزاقهم وأقواتهم، فرزقها على الله.


{ وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا } أي: يعلم مستقر هذه الدواب،

وهو: المكان الذي تقيم فيه وتستقر فيه، وتأوي إليه،

ومستودعها: المكان الذي تنتقل إليه في ذهابها ومجيئها،

وعوارض أحوالها.


{ كُلِّ } من تفاصيل أحوالها

{ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ }

أي: في اللوح المحفوظ المحتوي على جميع الحوادث الواقعة،

والتي تقع في السماوات والأرض.


الجميع قد أحاط بها علم الله، وجرى بها قلمه،

ونفذت فيها مشيئته، ووسعها رزقه،

فلتطمئن القلوب إلى كفاية من تكفل بأرزاقها،

وأحاط علما بذواتها، وصفاتها.

الشـــامـــــخ 26-10-11 05:02 AM

البرهان 141




من سورة هود ( عليه الصلاة والسلام )





{ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ

وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ

لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا

وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ

لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ }

{ 7 }



يخبر تعالى أنه { خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ }

أولها يوم الأحد وآخرها يوم الجمعة

{ و } حين خلق السماوات والأرض

{ كَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ } فوق السماء السابعة.


فبعد أن خلق السماوات والأرض استوى عليه يدبر الأمور،

ويصرفها كيف شاء من الأحكام القدرية، والأحكام الشرعية.



ولهذا قال: { لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا } أي: ليمتحنكم،

إذ خلق لكم ما في السماوات والأرض بأمره ونهيه،

فينظر أيكم أحسن عملا.



قال الفضيل بن عياض رحمه الله:

"أخلصه وأصوبه"

قيل يا أبا علي: "ما أخلصه وأصوبه" ؟.


فقال: إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا، لم يقبل.


وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل،

حتى يكون خالصا صوابا.


والخالص: أن يكون لوجه الله،

والصواب: أن يكون متبعا فيه الشرع والسنة،



وهذا كما قال تعالى:

{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }


وقال تعالى:

{ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ

يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا }



فالله تعالى خلق الخلق لعبادته ومعرفته بأسمائه وصفاته،

وأمرهم بذلك،

فمن انقاد، وأدى ما أمر به، فهو من المفلحين،

ومن أعرض عن ذلك، فأولئك هم الخاسرون،

ولا بد أن يجمعهم في دار يجازيهم فيها

على ما أمرهم به ونهاهم.

الشـــامـــــخ 26-10-11 05:02 AM

البرهان 142




من سورة هود ( عليه الصلاة والسلام )



{ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ

وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ *

فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ

فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ

فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }



{ 13 - 14 }





{ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ } أي: افترى محمد هذا القرآن؟

فأجابهم بقوله: { قُلْ } لهم

{ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ

وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }

أنه قد افتراه ،

فإنه لا فرق بينكم وبينه في الفصاحة والبلاغة،

وأنتم الأعداء حقا، الحريصون بغاية ما يمكنكم على إبطال دعوته،

فإن كنتم صادقين، فأتوا بعشر سور مثله مفتريات.


{ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ } على شيء من ذلكم


{ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ }

[من عند الله] لقيام الدليل والمقتضي، وانتفاء المعارض.



{ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ } أي: واعلموا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ

أي: هو وحده المستحق للألوهية والعبادة،

{ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ }

أي: منقادون لألوهيته، مستسلمون لعبوديته،



وفي هذه الآيات

إرشاد إلى أنه لا ينبغي للداعي إلى الله

أن يصده اعتراض المعترضين، ولا قدح القادحين.


خصوصا إذا كان القدح لا مستند له،

ولا يقدح فيما دعا إليه، وأنه لا يضيق صدره، بل يطمئن بذلك،

ماضيا على أمره، مقبلا على شأنه،



وأنه لا يجب إجابة اقتراحات المقترحين للأدلة التي يختارونها.

بل يكفي إقامة الدليل السالم عن المعارض،

على جميع المسائل والمطالب.



وفيها أن هذا القرآن، معجز بنفسه،

لا يقدر أحد من البشر أن يأتي بمثله،

ولا بعشر سور من مثله، بل ولا بسورة من مثله،

لأن الأعداء البلغاء الفصحاء، تحداهم الله بذلك،

فلم يعارضوه، لعلمهم أنهم لا قدرة فيهم على ذلك.



وفيها: أن مما يطلب فيه العلم، ولا يكفي غلبة الظن،

علم القرآن، وعلم التوحيد،


لقوله تعالى:

{ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ }

الشـــامـــــخ 26-10-11 05:03 AM

البرهان 143




من سورة هود ( عليه الصلاة والسلام )




{ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا

نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ *

أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ

وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }

{ 15 - 16 }




يقول تعالى: { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا }

أي: كل إرادته مقصورة على الحياة الدنيا،

وعلى زينتها من النساء والبنين، والقناطير المقنطرة،

من الذهب، والفضة، والخيل المسومة، والأنعام والحرث.

قد صرف رغبته وسعيه وعمله في هذه الأشياء،

ولم يجعل لدار القرار من إرادته شيئا،

فهذا لا يكون إلا كافرا،

لأنه لو كان مؤمنا، لكان ما معه من الإيمان

يمنعه أن تكون جميع إرادته للدار الدنيا،

بل نفس إيمانه وما تيسر له من الأعمال

أثر من آثار إرادته الدار الآخرة.

ولكن هذا الشقي، الذي كأنه خلق للدنيا وحدها



{ نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا }

أي: نعطيهم ما قسم لهم في أم الكتاب من ثواب الدنيا.


{ وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ }

أي: لا ينقصون شيئا مما قدر لهم، ولكن هذا منتهى نعيمهم.


{ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ }

خالدين فيها أبدا، لا يفتَّر عنهم العذاب،
وقد حرموا جزيل الثواب.


{ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا } أي: في الدنيا،

أي: بطل واضمحل ما عملوه مما يكيدون به الحق وأهله،

وما عملوه من أعمال الخير التي لا أساس لها،

ولا وجود لشرطها وهو الإيمان.

الشـــامـــــخ 26-10-11 05:03 AM

البرهان 144




من سورة هود ( عليه الصلاة والسلام )





{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ

وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ

أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }


{ 23 }




يقول تعالى:{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا } بقلوبهم،

أي:صدقوا واعترفوا لما أمر الله بالإيمان به،

من أصول الدين وقواعده.


{ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ }

المشتملة على أعمال القلوب والجوارح، وأقوال اللسان.


{ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ }

أي: خضعوا له، واستكانوا لعظمته، وذلوا لسلطانه،

وأنابوا إليه بمحبته، وخوفه، ورجائه، والتضرع إليه.


{ أُولَئِكَ } الذين جمعوا تلك الصفات

{ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }

لأنهم لم يتركوا من الخير مطلبا، إلا أدركوه،

ولا خيرا، إلا سبقوا إليه.

الشـــامـــــخ 26-10-11 05:04 AM

البرهان 145





من سورة هود ( عليه الصلاة والسلام )




{ وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَـٰلِحاً

قَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ

هُوَ أَنشَأَكُمْ مّنَ ٱلاْرْضِ وَٱسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا

فَٱسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبّى قَرِيبٌ مُّجِيبٌ }


{ 61 }



أي:{ و } أرسلنا { إِلَى ثَمُودَ }

وهم: عاد الثانية، المعروفون، الذين يسكنون الحجر، ووادي القرى،

{ أَخَاهُمْ } في النسب

{ صَالِحًا } عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم،

يدعوهم إلى عبادة الله وحده،



فـ { قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ }

أي: وحدوه، وأخلصوا له الدين

{ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ }

لا من أهل السماء، ولا من أهل الأرض.



{ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ } أي: خلقكم فيها

{ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا } أي: استخلفكم فيها،

وأنعم عليكم بالنعم الظاهرة والباطنة،

ومكنكم في الأرض، تبنون، وتغرسون، وتزرعون،

وتحرثون ما شئتم، وتنتفعون بمنافعها، وتستغلون مصالحها،


فكما أنه لا شريك له في جميع ذلك،

فلا تشركوا به في عبادته.



{ فَاسْتَغْفِرُوهُ }

مما صدر منكم، من الكفر، والشرك، والمعاصي, وأقلعوا عنها،

{ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ } أي: ارجعوا إليه بالتوبة النصوح، والإنابة،



{ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ }

أي: قريب ممن دعاه دعاء مسألة، أو دعاء عبادة،

يجيبه بإعطائه سؤله، وقبول عبادته، وإثابته عليها، أجل الثواب،


واعلم أن قربه تعالى نوعان: عام، وخاص،

فالقرب العام: قربه بعلمه، من جميع الخلق،

وهو المذكور في قوله تعالى:

{ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ }


والقرب الخاص: قربه من عابديه، وسائليه، ومحبيه،

وهو المذكور في قوله تعالى { وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ }




وفي هذه الآية، وفي قوله تعالى:

{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ }

وهذا النوع قرب يقتضي إلطافه تعالى،

وإجابته لدعواتهم، وتحقيقه لمراداتهم،

ولهذا يقرن، باسمه "القريب" اسمه "المجيب"


الشـــامـــــخ 26-10-11 05:04 AM

البرهان 146





من سورة هود ( عليه الصلاة والسلام )



{ قَالُواْ يٰصَـٰلِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّا قَبْلَ هَـٰذَا

أَتَنْهَانَا أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ ءابَاؤُنَا

وَإِنَّنَا لَفِى شَكّ مّمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ }



{ 62 }



فلما أمرهم نبيهم صالح عليه السلام ،

ورغبهم في الإخلاص لله وحده,

ردوا عليه دعوته، وقابلوه أشنع المقابلة.



{ قَالُوا يَا صَالِحُ قَدْ كُنْتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَذَا }

أي: قد كنا نرجوك ونؤمل فيك العقل والنفع،

وهذا شهادة منهم لنبيهم صالح،

أنه ما زال معروفا بمكارم الأخلاق ومحاسن الشيم،

وأنه من خيار قومه.


ولكنه لما جاءهم بهذا الأمر، الذي لا يوافق أهواءهم الفاسدة,

قالوا هذه المقالة التي مضمونها أنك [ قد] كنت كاملا،

والآن أخلفت ظننا فيك، وصرت بحالة لا يرجى منك خير.


وذنبه، ما قالوه عنه، وهو قولهم:

{ أَتَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا }

وبزعمهم أن هذا من أعظم القدح في صالح،

كيف قدح في عقولهم، وعقول آبائهم الضالين،


وكيف ينهاهم عن عبادة من لا ينفع ولا يضر،

ولا يغني شيئا من الأحجار والأشجار ونحوها.


وأمرهم بإخلاص الدين لله ربهم،

الذي لم تزل نعمه عليهم تترى,

وإحسانه عليهم دائما ينزل،

الذي ما بهم من نعمة إلا منه،

ولا يدفع عنهم السيئات إلا هو.


{ وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ }

أي: ما زلنا شاكين فيما دعوتنا إليه،

شكا مؤثرا في قلوبنا الريب،

وبزعمهم أنهم لو علموا صحة ما دعاهم إليه لاتبعوه،

وهم كذبة في ذلك.


الشـــامـــــخ 26-10-11 05:05 AM

البرهان 147





من سورة هود ( عليه الصلاة والسلام )



{ ذٰلِكَ مِنْ أَنْبَاء ٱلْقُرَىٰ نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ *

وَمَا ظَلَمْنَـٰهُمْ وَلَـٰكِن ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ

فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ ءالِهَتَهُمُ

ٱلَّتِى يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ

لَّمَّا جَاء أَمْرُ رَبّكَ

وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ }

{ 100 -101 }



ولما ذكر قصص هؤلاء الأمم مع رسلهم،

قال الله تعالى لرسوله: { ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ ْ}

لتنذر به، ويكون آية على رسالتك،

وموعظة وذكرى للمؤمنين.


{ مِنْهَا قَائِمٌ ْ} لم يتلف، بل بقي من آثار ديارهم، ما يدل عليهم،

{ وَ ْ} منها { حَصِيدٌ ْ} قد تهدمت مساكنهم،

واضمحلت منازلهم، فلم يبق لها أثر.


{ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ ْ} بأخذهم بأنواع العقوبات

{ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ْ} بالشرك والكفر، والعناد.



{ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ

الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ

لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ْ}

وهكذا كل من التجأ إلى غير الله،

لم ينفعه ذلك عند نزول الشدائد.


{ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ ْ}

أي: خسار ودمار،

بالضد مما خطر ببالهم.

الشـــامـــــخ 26-10-11 05:05 AM

البرهان 148





من سورة هود ( عليه الصلاة والسلام )



{ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلَاءِ

مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ

وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ ْ}


{ 109 ْ}



يقول الله تعالى، لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم:

{ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلَاءِ ْ} المشركون،

أي: لا تشك في حالهم، وأن ما هم عليه باطل,

فليس لهم عليه دليل شرعي ولا عقلي،

وإنما دليلهم وشبهتهم،


أنهم { مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ ْ}


ومن المعلوم أن هذا، ليس بشبهة، فضلا عن أن يكون دليلا،

لأن أقوال ما عدا الأنبياء، يحتج لها لا يحتج بها،

خصوصا أمثال هؤلاء الضالين،

الذين كثر خطأهم وفساد أقوالهم في أصول الدين،

فإن أقوالهم وإن اتفقوا عليها فإنها خطأ وضلال.



{ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ ْ}

أي: لا بد أن ينالهم نصيبهم من الدنيا، مما كتب لهم،

وإن كثر ذلك النصيب، أو راق في عينك,

فإنه لا يدل على صلاح حالهم،

فإن الله يعطي الدنيا من يحب، ومن لا يحب،

ولا يعطي الإيمان والدين الصحيح، إلا من يحب.



والحاصل أنه لا يغتر باتفاق الضالين،

على قول الضالين من آبائهم الأقدمين،

ولا على ما خولهم الله، وآتاهم من الدنيا.

الشـــامـــــخ 26-10-11 05:06 AM

البرهان 149




من سورة هود ( عليه الصلاة والسلام )





{ فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ

وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ *

وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ

وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ْ}



{ 113 ْ}



أمر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم، ومن معه من المؤمنين،

أن يستقيموا كما أمروا، فيسلكوا ما شرعه الله من الشرائع،

ويعتقدوا ما أخبر الله به من العقائد الصحيحة،

ولا يزيغوا عن ذلك يمنة ولا يسرة، ويدوموا على ذلك،

ولا يطغوا بأن يتجاوزوا ما حده الله لهم من الاستقامة.



وقوله: { إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ْ}

أي: لا يخفى عليه من أعمالكم شيء, وسيجازيكم عليها،

ففيه ترغيب لسلوك الاستقامة، وترهيب من ضدها،


ولهذا حذرهم عن الميل إلى من تعدى الاستقامة فقال:

{ وَلَا تَرْكَنُوا } أي: لا تميلوا { إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ْ}

فإنكم إذا ملتم إليهم، ووافقتموهم على ظلمهم،

أو رضيتم ما هم عليه من الظلم

{ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ْ} إن فعلتم ذلك


{ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ْ} يمنعونكم من عذاب الله،

ولا يحصلون لكم شيئا، من ثواب الله.


{ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ْ} أي: لا يدفع عنكم العذاب إذا مسكم،



ففي هذه الآية:

التحذير من الركون إلى كل ظالم،

والمراد بالركون، الميل والانضمام إليه بظلمه وموافقته على ذلك،

والرضا بما هو عليه من الظلم.


وإذا كان هذا الوعيد في الركون إلى الظلمة،

فكيف حال الظلمة بأنفسهم؟!!

نسأل الله العافية من الظلم.


الشـــامـــــخ 26-10-11 05:06 AM

البرهان 150




من سورة هود ( عليه الصلاة والسلام )







{ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ

فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ

وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ْ}


{ 123 ْ}





{ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ْ}

أي: ما غاب فيهما من الخفايا، والأمور الغيبية.


{ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ ْ}

من الأعمال والعمال، فيميز الخبيث من الطيب


{ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ْ}

أي: قم بعبادته، وهي جميع ما أمر الله به مما تقدر عليه،

وتوكل على الله في ذلك.


{ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ْ} من الخير والشر،

بل قد أحاط علمه بذلك، وجرى به قلمه،

وسيجري عليه حكمه، وجزاؤه.

بارقة حق 26-10-11 07:17 AM

جزاك الله اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااالف خير وجهلها في ميزان حسناتك ............

دآنـة وصآل 27-10-11 02:33 AM

رآئعة تلك البرآهين
بآرك الله فيكم ولآعدمنآ موآضيعكم المميزة والرآقية كـً رقيكم

خواطر موحدة 29-10-11 02:18 AM

جزاك الله خيرآ كثيرآ وجعله في ميزان حسناتك ..

جارة المصطفى 29-10-11 09:35 PM

http://www.yanabeea.net/up_Words/yana8043.gif


الساعة الآن 02:53 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant