![]() |
شبهة فدك
بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستهديه و نستغفره و نتوب إليه،و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له،ومن يضلل فلا هادي له،وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له،و أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم عبده و رسوله . تقول هذه الشبهة أن أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه قد اغتصب حق فاطمة رضي الله عنها في ميراث أرض فدك، ويستدلون بحديث في صحيحي البخاري ومسلم : " ... عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي الله عنها : أن فاطمة عليه السلام بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه و سلممما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر ، فقال أبو بكر : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لا نورث ما تركنا صدقة ... ... ، فوجدت فاطمة على أبا بكر فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت ...." بداية نود أن نقول: إن منهج أهل السنة والجماعة أهل الإنصاف والحق هو التجرد والحياد والنظر إلى القضايا من كل الجوانب،وليس القطع والبتر والقص واللصق والتزييف والتزوير للحقائق بما يتماشى مع الأهواء الفاسدة والغايات المغرضة،حتى في الجنايات والجرائم القانونية ،لايستمع المحقق إلى شاهد واحد فقط بوجود الكثير من الشهود. نقول ثانياً:إن فاطمة الزهراء رضي الله عنها وأرضاها ليست معصومة عن الخطأ والاجتهاد الخاطئ ،ولو سلمنا جدلاً بما يقوله القوم من أنها معصومة تعلم الغيب وتحفظ كل ماجاء عن أبيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا باطل من وجوه: يصبح عدد الأئمة المعصومين عندهم ثلاثة عشر بإضافة فاطمة رضي الله عنها إلى الأئمة الـ12 ويتوجب علينا عندها أن نناديهم بالإمامية الثلاث عشرية !! ولو سلمنا بأنها معصومة مثل الأنبياء عليهم الصلاة و السلام فنرد هذا القول بالآية من سورة النمل عن خبر هدهد نبي الله سليمان عليه الصلاة و السلام :"فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأٍ بنبأٍ يقين " فهذا نبي الله سليمان عليه الصلاة و السلام معصوم ،ومع ذلك لايدعي علم الغيب بل كاد أن يذبح الهدهد وجاء الهدهد بما لم يعلم به سليمان عليه الصلاة والسلام. وثالثاً:الزيادة القائلة"فوجدت فاطمة على أبا بكر فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت"ليست من الرواية نفسها بل هي من إدراجات ابن شهاب الزهري المعروف بإدراجاته في كتب الحديث ،و بالتالي هي خاضعة للصحة والخطأ،والدليل على أنها مدرجة هو أن للحديث السابق في كتب السنة ست روايات، منها اثنتان لا تحتويان على هذه الزيادة المدرجة،وحتى لو سلمنا جدلاً أنها من الرواية فلو تأملنا فيها لما وجدنا فيها مايدل على غضب السيدة فاطمة رضي الله عنها ولنتأمل" فوجدت فاطمة على أبا بكر فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت"فتحمل على وجدت ألماً لمرارة التكليف و حرمانها من الأرض و أنها هجرته ولم تكلمه أي في أمر الميراث للأرض حتى توفيت امتثالاً منها لأمر النبي صلى الله عليه وسلم كما سنبينه. ورابعاً:سبب مطالبة سيدة نساء العالمين بهذه الأرض هو مالا يخفى علينا من أن مسألة إدارة الوقف لها أجر عظيم عند الله تعالى , وبما أن فاطمة عليها السلام هي مثال المرأة المسلمة العالمة التقية الورعة البارّة بوالديها والمحسنة لزوجها , فقد أحبت أن ينال هذا الفضل -فضل النظارة على الوقف - زوجها الحبيب علي رضي الله عنه ... وخامساً:سبب رفض أبي بكر رضي الله عنه طلب سيدة نساء العالمين هو كما قال: "وإني والله لا أغير شيئاً من صدقات النبي صلى الله عليه وسلم التي كانت عليها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، ولأعملن فيها بما عمل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم" فقد التزم هو بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم،وحاشا لسيدة نساء العالمين أن تعترض على أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسادساً : هذه شهادة من كتب القوم،روى الكليني في الكافي عن أبي عبد الله عليه السلام قوله: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ( … وإنّ العلماء ورثة الأنبياء ، إنّ الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً ولكن ورّثوا العلم فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر ج1ص34) قال عنه المجلسي في مرآة العقول 1/111 ( الحديث الأول ( أي الذي بين يدينا ) له سندان الأول مجهول والثاني حسن أو موثق لا يقصران عن الصحيح ) هذا الحديث _سبحان الله_موجود في كتبنا فضلاً عن أنه موجود في أوثق كتاب عند القوم على الإطلاق وهو الكافي ،ففي مقدمة كتاب الكافي ذكر صاحبه أنه "عرض هذا الكتاب على الإمام المهدي (عج)فقال:هذا الكتاب كاف لشيعتنا"فإذا قالوا بأن هذه الرواية ضعيفة فهذا يقتضي أن المهدي يصيب ويخطئ في التصحيح والتضعيف فهو ليس بمعصوم ،وإن قالوا أنها صحيحة فهذا يلزمهم بالسكوت عن ادعاء أن ميراث النبوة مال ومتاع،لكن هنا مسألة مهمة حول كتاب الكافي،فلقد انقسم القوم حول عصمته إلى قسمين لا ثالث لهما،القسم الأول: يعتقد بصحة كل مافيه بدون استثناء للسبب الذي سبق لنا ذكره من أنه على حد زعمهم معروض على المهدي،والقسم الثاني يعتقد بوجود الصحيح و الضعيف من رواياته،لكن الرواية السابقة صحيح عند الطائفتين،فلقد قام علامتهم المجلسي - وهو من القسم الثاني الذي لا يعتقد بصحة كل ما في الكافي - بتحقيق كتاب الكافي و أخرج كتاب "مرآة العقول" الذي فيه تمييز الصحيح من السقيم من رواياته،ولقد حكم على الرواية السابقة المتعلقة بالميراث بأنها حسنة الإسناد كما رأينا . وسابعاً:يحتجون بالآية " وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16)} النمل الجواب: ويأتون أيضاً بالحديث الوارد عن النبي صلى الله عليه وسلم "أنت مني بمنزلة هارون من موسى" فهل كان علي رضي الله عنه نبياً ! وحتى ولو سلمنا أنه نبي و حاشاه،فإن الميراث المقصود بالآية هو ميراث النبوة والعلم وليس المال من وجوه: أولاً:لو كان ميراث مال لما تعلق بذكره في كتاب الله فائدة لأن الدين زهد في متاع الدنيا. ثانياً:كان لنبي الله داود مئة زوجة ،واختلف المؤرخون في عدد أبنائه،فهل من المنطقي أن يخص القرآن ذكر ميراث المال لنبي الله سليمان لوحده،وأين الحكمة في ذلك بناءاً على هذا الإدعاء و نحن نعلم أن سليمان عليه الصلاة و السلام النبي الوحيد بين أبنائه؟؟!! ثالثاً:إذا كانت فدك من حق علي رضي الله عنه و أرضاه، فلقد سكت أبو بكر ،ثم عمر ، ثم عثمان ،فلماذا سكت علي عندما صار خليفة عن الموضوع و أبقى كل شيء على حاله؟رضوان الله تعالى عليهم أجمعين و ما كان من صواب و سداد و توفيق فبفضل من الله وحده لا شريك له، و ما كان من خطأ أو تقصير أو نسيان فمني و من الشيطان، و الله و رسوله صلى الله عليه و سلم منه براء . سبحانك اللهم و بحمدك ،أشهد ألا إله إلا أنت، أستغفرك و أتوب إليك |
الآخ الفاضل أبو عائشة السوري
جزآآك الله خير على هالتوضيـــح لآ ارآك المولى سووءآآ |
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته اقتباس:
لااااااااا حرمكم ربي من أضعاااااف أضعاف هذا الدعاء الأكثر من روعة جميعاً إن شاء الله تحياتي |
اقتباس:
بارك الله فيك ونفع بك |
سلمت يداك الشيعة الروافض على مر التاريخ هم يد اليهود والنصارى على المسلمين ويتستروا بحب آل البيت وهم كاذبون عليهم من الله مايستحقون
|
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته اقتباس:
تشرفت بمروركم و تواجدكم الكريم أعتذر عن تغيبي عن المنتدى نظراً لانقطاع النت اقتباس:
تحياتي |
بارك الله فيك ونفع الله بك
|
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته اقتباس:
تشرفت بمرورك أخي العزيز و أستاذي الفاضل تحياتي |
الساعة الآن 02:51 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir