![]() |
تفسير قوله تعالى :(( وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تفسير قوله تعالى :(( وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ))- لما كان بنو إسرائيل في التيه هذه الأربعين سنة أصابهم العطش؛ فشكوا إلى موسى فأوحى الله إليه http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif فضربه. http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif وشكوا له من حر الشمس فظلل الله عليهم الغمام يقيهم حر الشمس، وشكوا له من الجوع فأنزل الله عليهم المن والسلوى كما تقدم في سورة البقرة. وكما هو مذكور هنا في سورة الأعراف http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُُ http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif أوحى الله إلى نبيه موسى حين استسقاه قومه. الإيحاء في لغة العرب هو كل إلقاء للشيء في سرعة وخفاء؛ فهو إيحاء، هذا معناه اللغوي. والوحي له معنى لغوي ومعنى شرعي غيره من المعاني. فالوحي الشرعي معروف وهو ما يوحي الله لنبيه بواسطة الملك مثلا. ربما أوحى إلى النبي بغير واسطة، كما أعطى نبينا صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء الصلوات الخمس، وخواتيم سورة البقرة؛ فظاهر حديث ابن مسعود عند مسلم أنه من غير واسطة الملك. وقد يكون الوحي بواسطة الملك وهو على أنحاء كثيرة معروفة. وأصل الإيحاء في لغة العرب هو كل إلقاء جامع بين الخفاء والسرعة، تسميه العرب وحيا. فكل من ألقى شيئا بخفاء وسرعة؛ فهو وحي في كلام العرب؛ ولأجل ذلك كانت العرب تطلق اسم الوحي على الكتابة وعلى الإشارة وعلى الإلهام؛ لأن كلا من هذه إلقاء في سرعة وخفاء. فيطلقون الوحي على الإلهام ومنه قوله تعالى: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gifوَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif ؛ أي ألهمها. ويطلق الوحي على الإشارة وهو أصح القولين في قوله عن زكريا http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif ؛ أي أشار إليهم. وتطلق العرب الوحي على الكتابة؛ لأنها معان تلقى بأفعال سريعة خفية. وإطلاق الوحي على الكتابة إطلاق كثير مشهور في كلام العرب. وكان بعض المفسرين يقول منه قوله في زكريا http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif ؛ أي كتب لهم، والأظهر الإشارة كما يدل عليه قوله: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif وإطلاق العرب الوحي على الكتابة مشهور جدا في كلامها، كثير جدا في أشعارها، ومنه قول لبيد بن ربيعة في معلقته: فمدافع الريان حرية عري رسمها *** خلقا كما ضمن الوحي سلامها الوُحيَّ جمع وحي وهو الكتابة، وهو فَعْل مجموع على فُعُول كفلس وفلوس. ومنه قول عنترة : كوحي الصحائف من عهد *** كسرى فأهداها لأعجم قنطني وقول نابغة ذبيان دار لأسماء بالغمرين ماثلة *** كالوحي ليس بها من أهلها أرم وقول نابغة ذبيان أيضا: لمن الديار غشيتها بالفدفد *** كالوحي في حجر المسير المخلـد ومنه قول ذي الرمة : سوى الأربع الدهم اللواتي كأنهـا *** بقية وحي في بطون الصحائف وقول جرير كأن أخ الكتاب يخـط وحيا *** بكاف في منازلها ولام وهو كثير مشهور. هذا معنى قوله: http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif نبي الله موسى بن عمران http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُُ http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif حين استسقاه قومه. والمقرر في فن التصريف أن استفعل من أبنية الطلب؛ لأن السين والتاء تدلان على الطلب؛ فاستسقى معناه طلب السقيا، واستطعم طلب الطعام، واستنزل طلب النزول إلى غير ذلك. http://ibn-jebreen.com/images/b2.gif إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُُ http://ibn-jebreen.com/images/b1.gif طلبوا منه السقيا أن يسأل الله لهم فيسقيهم. منقول من موقع الشيخ ابن جبرين رحمه الله . |
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
|
بارك الله بكم وجزاكم الله خيرا ونفع بكم الإسلام والمسلمين ونفع بما قدمتم وجعله بموازين حسناتكم
|
جزاكم الله خيرآ كثيرآ وجعله في ميزان حسناتكم .. |
آمين وإياكن أخواتي الفاضلات .
أشكر لكن طيب الحضور وحسن الإنتفاع . |
جزاكم الله خيرآ كثيرآ
|
آمين وإياك أختنا الفاضلة درر .
شكرا جزيلا لك على المرور الكريم . |
الساعة الآن 07:06 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir