حِديث مُشـابه :
حَدَّثَنَا آدَمُ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، قَالَ : وحَدَّثَنَا عَمْرٌو ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا : مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ , وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ , وَفَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ " .
* من هِي ؟
هي عائشة بنت خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلّم ابي بكر الصديق ..
هي الصّديقة بنت الصديق ..
هي أم المؤمنين ..
هي زوجة خير خلق الله ..
هي حبيبة حبيب رب العالمين ..
هي أفقه نساء الأمّة على الإطلاق..
هي المبرّأة من فوق سبع سماوات..
هي التي لم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم بكراً غيرها ، ولا أحبَّ امرأةً حُبّها..
هي التِي ما نزل عليه الوحي في لحاف امرأةٍ سواها ..
هي التِي نزل جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم بصورتها
هي التِي قبِض النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها، وفي يومها، وليلتها، ورأسه في حِجْرها، وجمع الله بين رِيقِها ورِيقَه في آخر يوم من الدنيا، ودُفن في بيتها.
هذه هي عائشة رضي الله عنها وهذه هي فضائلها ومناقبها مجملة رضي الله عنها وأرضاها وأكرمَ مثواها ، أمنا الحبيبة .
مُناسبةُ الحديثْ :
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كَانَ النَّاسُ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ ..
قَالَتْ عَائِشَةُ : فَاجْتَمَعَ صَوَاحِبِي إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ ، فَقُلْنَ : يَا أُمَّ سَلَمَةَ وَاللَّهِ إِنَّ النَّاسَ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ وَإِنَّا نُرِيدُ الْخَيْرَ كَمَا تُرِيدُهُ عَائِشَةُ فَمُرِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَأْمُرَ النَّاسَ أَنْ يُهْدُوا إِلَيْهِ حَيْثُ مَا كَانَ أَوْ حَيْثُ مَا دَارَ ..
قَالَتْ : فَذَكَرَتْ ذَلِكَ أُمُّ سَلَمَةَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ : فَأَعْرَضَ عَنِّي , فَلَمَّا عَادَ إِلَيَّ ذَكَرْتُ لَهُ ذَاكَ فَأَعْرَضَ عَنِّي , فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَةِ ذَكَرْتُ لَهُ ، فَقَالَ : "يا أمّ سلَمَة لا تُؤذِيني في عائِشة فإنَّه واللهِ ما نَزَل الوحْيُ وأنا فِي لِحافِ إمرأةِ مِنكُنَّ غيْرِها ".
* الحكم المبدئي: إسناده متصل / رجاله ثقات ، على شرط الإمام البخاري.
لا ريب أن من أعظم الإيذاء للمؤمنين والمؤمنات إثما وأشده ضررا، ذلك الذي تسلط سهامه على من اصطفاه الله واجتباه لنصرة دينه وصحبة نبيه وحفظ كتابه والذود عن حياضه وتبليغ شرعه من آله الطاهرين وأصحابه الطيبين وأزواجه أمهات المؤمنين رضوان الله عليهم أجمعين، وهو إيذاء تتابعت حلقاته وتعددت صوره في ماضي الأيام وحاضرها حتى بلغ مداه اليوم، في عدوان سافر جعل سيرة الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها، جعل منه ساحة له متجاهلا ذلك التحذير النبوي الوارد في حديث أم سلمه رضي الله عنها، حين قالت له عليه الصلاة والسلام، " إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، فأمرهم فليدوروا معك حيث درت ".
فقال صلى الله عليه وسلم، "لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها".
وكيف لا يكون إيذاؤها رضي الله عنها، إيذاء له صلى الله عليه وسلم، وقد كانت أحب الناس إليه، كما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس أحب إليك يا رسول الله، "قال عائشة قال فمن الرجال قال أبوها".
وأضاف فضيلته يقول، كفى بهذا فضلا وشرفا عظيما وهي التي اختارها الله تعالى زوجا لنبيه صلى الله عليه وسلم، كما جاء في الحديث الذي أخرجه الشيخان عنها رضي الله عنها أنها قالت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، "أريتك في المنام ثلاث ليال جاء بك الملك في سرقة من حرير فيقول هذه امرأتك فاكشف عن وجهك فإذا أنت فيه فأقول إن يك هذا من الله يمضه"، ورؤيا الأنبياء وحي لاشك فيه.
وهي زوجه في الدنيا والآخرة كما جاء في الحديث الذي أخرجه الترمذي أن جبريل جاء بصورتها في خلقة حرير خضراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال، "هذه زوجتك في الدنيا والآخرة" وعنها رضي الله عنها أنها قالت : قلت يا رسول الله من أزواجك في الجنة قال " أما إنك منهن ".
وقد أخبرها النبي صلى الله عليه وسلم، بسلام جبريل عليه السلام، كما جاء في الحديث عنها رضي الله عنها، أنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" يا عائش هذا جبريل وهو يقرأ عليك السلام" قالت وعليه السلام ورحمة الله، ترى ما لا نرى يا رسول الله.
قوله : ( يا عائش ) ، بضم الشين ويجوز فتحها , وكذلك يجوز ذلك في كل اسم مرخم .
قوله : ( ترى ما لا أرى , تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم )
هو من قول عائشة , وقد استنبط بعضهم من هذا الحديث فضل خديجة على عائشة لأن الذي ورد في حق خديجة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها : " إن جبريل يقرئك السلام من ربك " وأطلق هنا السلام من جبريل نفسه .
الشَّـرح :
"يا أمّ سلَمَة لا تُؤذِيني في عائِشة فإنَّه واللهِ ما نَزَل الوحْيُ وأنا فِي لِحافِ إمرأةِ مِنكُنَّ غيْرِها ".
أولا : نعلم ان القرأن يفسر بعضه بعضا والسنه تفسر بعضها بعضا والسنه ايضا تفسر القران كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم
وحرف ( في ) هو الذى يسبب للنصارى سوء فهم بسبب ضعفهم اللغوى , فقد قال فرعون عن السحرة في الاية ( وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ ) ، وطبيعي ان لا يقول عاقل ان السحرة صلبهم فرعون فى داخل النخل !!!! بل ( في ) هنا تعنى على النخل .
ثانيا : يقول القران على النساء والرجال لفظ لباس ( هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ) ولا يعنى هذا ان المراة بنطال للرجل او ان الرجل فستان للمراة كما يفهم النصارى , بل ان لفظ ( لباس ) عند المصريين يعنى شئ اخر غير باقى الدول العربيه , وطبيعى ان المفهوم من الايه انه كما يتستر الملابس الجسد فان المراة تستر زوجها من الزنى والمعاصى وكذلك الرجل يستر على زوجته ويعفها.
المصدر ( مختار الصحاح , وكذلك لسلن العرب لابن المنظور الافريقي )