الشاهين |
03-12-11 07:56 PM |
لفتة عثيمينية في حديث عتبان رضي الله عنه .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال عتبان رضي الله عنه : غدا علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه بعد ما اشتد النهار ، فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذنت له ، فلم يجلس حتى قال : أين تحب أن أصلي من بيتك ؟ فأشرت له إلى المكان الذي أحب أن أصلي فيه ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر ، وصففنا وراءه ، فصلى ركعتين ، ثم سلم ، وسلمنا حين سلم . فحبسته على خريز يصنع له ، فسمع أهل الدار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فثاب رجال منهم حتى كثر الرجال في البيت ، فقال رجل منهم : ما فعل مالك ؟ لا أراه . فقال رجل منهم : ذاك منافق لا يحب الله ورسوله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تقل ذاك ، ألا تراه قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله ؟ فقال : الله ورسوله أعلم ، أما نحن فوالله ما نرى وده ولا حديثه إلا إلى المنافقين . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله .
قال ابن عثيمين رحمه الله : قوله: (ما فعل مالك؟ لا أراه) وكأن هذا الرجل كبير فيهم يُفقد إذا لم يرى ، (قال رجل منهم : ذاك منافق لا يحب الله ورسوله ) نسأل الله العافية ، هذه الكلمة عند الرسول عليه الصلاة والسلام كلمة عظيمة ، كلمة عظيمة ، لا يجوز أن تقال ولا عند غير رسول الله عليه الصلاة والسلام ، من يعلم ما في القلوب؟ لا أحد يعلم إلا الله عز وجل ، (ذلك منافق لا يحب الله ورسوله ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تقل ذلك ) ولم يغلظ له في القول ، لأنه صلى الله عليه وسلم علم أن هذا إنما قاله غيره ، والغيرة قد يخرج الإنسان بها ما لا يرضاه ولا يحبه .
وكان النبي صلى الله عليه وسلم كما تعلمون حكيما ، ينزل كل شيء منزلته.
جزء مقتبس من شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لحديث عتبان رضي الله عنه .
|