![]() |
الحديث النبوي الشريف
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على حبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن أهتدى بهديه الى يوم الدين أما بعد: فهذا مما قرأته فنقلته لكم وأحببت أن تقرأوه معي لكي تعم الفائدة نفعنا الله وأياكم بالعلم النافع والعمل الصالح الحديث النبوي الشريف الحديث النبوي أو السنّة النبوية: حسب الدين الإسلامي هو ما ورد عن رسول اللهمحمد بن عبد اللهصلى الله عليه وسلـم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلقية أو صفة خُلقية أو سيرة سواء قبل البعثة (أي بدء الوحي والنبوة) أو بعدها . تعريف الحديث يطلق على الحديث عدة اصطلاحات، فمنها السنّة، والخبر، والأثر. فالحديث من حيث اللغة هو الجديد من الأشياء، والحديث: الخبر، يأتي على القليل والكثير، والجمع أحاديث. ، فالحديث هو الكلام الذي يتحدث به، وينقل بالصوت والكتابة. والخبر: هو النبأ، وجمعه أخبار. وهو العلم، والأثر هو بقية الشيء، وهو الخبر، والجمع آثار. ويقال: أثرت الحديث أثرا: نقلته. ومن هنا فإن الحديث يترادف معناه مع الخبر والأثر من حيث اللغة. أما اصطلاحا، فإن الحديث هو ما ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلـممن قول أو فعل أو تقرير أو وصف. ،و الخبر والأثر لفظان آخران يستعملان بمعنى الحديث تماما، وهذا هو الذي عليه اصطلاح جمهور العلماء ولكن بعض العلماء يفرقون بين الحديث والأثر، فيقولون: الحديث والخبر هو ما يروى عن النبيصلى الله عليه وسلـم والأثر هو ما يروى عن الصحابة والتابعين وأتباعهم. وقيل: "الحديث ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلـموالخبر ما جاء عن غيره." وقيل: بينهما عموم وخصوص مطلق، فكل حديث خبر وليس كل خبر حديثا. الحديث والسنة السنة في اللغة هي السيرة، والطريق القويم ، وقد وردت في القرآن الكريم بمعنى الطريقة المتبعة: http://upload.wikimedia.org/wikipedi...Ra_bracket.png سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا http://upload.wikimedia.org/wikipedi...0px-Aya-77.png http://upload.wikimedia.org/wikipedi...La_bracket.png - سورة الإسراء و http://upload.wikimedia.org/wikipedi...Ra_bracket.pngقُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ http://upload.wikimedia.org/wikipedi...0px-Aya-38.png http://upload.wikimedia.org/wikipedi...La_bracket.png - سورة الأنفال. وكلمة السنة إذا أطلقت فهي تنصرف إلى الطريقة المحمودة، وقد تستعمل في الطريقة المذمومة ولكنها تكون مقيّدة، كقول النبيصلى الله عليه وسلـم : ««من سن في الإسلام سنة حسنة ، فعمل بها بعده ، كتب له مثل أجر من عمل بها . ولا ينقص من أجورهم شيء . ومن سن في الإسلام سنة سيئة ، فعمل بها بعده ، كتب عليه مثل وزر من عمل بها ، ولا ينقص من أوزارهم شيء» » فالسنة هنا ضد البدعة، والبدعة هي طريقة في الدّين مخترعة، تضاهي الشريعة. وهي ما أحدث مما ليس له أصل في الشريعة يدل عليه. قال الأزهري:«السنة الطريقة المحمودة المستقيمة» وقال الشاطبي:«ويطلق ـ أي: لفظ السنة ـ في مقابلة البدعة؛ فيقال: فلان على سنة إذا عمل على وفق ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم، كان ذلك مما نص عليه في الكتاب أو لا، ويقال: فلان على بدعة إذا عمل على خلاف ذلك" » وقال ابن رجب الحنبلي:«السنة هي الطريق المسلوك؛ فيشمل ذلك التمسك بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون، من الاعتقادات والأعمال والأقوال، وهذه هي السنة الكاملة " » ومن ذلك قول النبيصلى الله عليه وسلـم :««عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي، عضوا عليها بالنواجذ» » وقال:««فمن رغب عن سنتي فليس مني» » ففيما يتعلق بمصطلحي الحديث والسنة، فإنهما يجتمعان في مواضع، ويفترقان في مواضع أخرى، فإن ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلـم من قول أو فعل أو تقرير يطلق عليه "حديث" كما يسمى أيضا "سنة"، يقول الشيخ عبد الله بن يوسف الجديع:«السنة في المعنى الأُصوليِّ مساويةٌ للحديث بالتعريف المتقدّم عن أهل الحديث ، دون قيد ( أو صفة ) ، واستثناء الصفة النبوية من جملة السنن إنما وقع من أجل أن محل الكلام في السنة هو اعتبار كونها من مصادر التشريع ، وهذا لا يَنْدرجُ تحته الأوصاف الذَّاتية ، وإنما يستفاد من الأقوال والأفعال والتقريرات النبوية". » ، وكذلك فإن كتب الحديث تسمى أيضا بكتب السنة، كما أن أهل الحديث هم أيضا من أهل السنة. فإذا اطلق لفظ السنة في الشرع فإنما يراد بها ما أمر به النبيصلى الله عليه وسلـم ونهى عنه وندب إليه قولا وفعلا، ولهذا يقال في أدلة الشرع: الكتاب والسنة، أي: القرآن والحديث. أما بالنسبة لمواضع الافتراق، فإنه يطلق على هدي النبيصلى الله عليه وسلـم المجمل الثابت في جميع شؤونه "السنة"، يعنون طريقته ومنهجه وصراطه، ولا يطلق العلماء – غالباً- ههنا مصطلح "الحديث"، يقول العلامة سيد سليمان الندوي الهندي:«الحديث كل واقعة نُسبت إلى النبي صلى الله عليه وسلـم ولو كان فعلها مرة واحدة في حياته الشريفة ، ولو رواها عنه شخص واحد ، وأما السنة فهي في الحقيقة اسم للعمل المتواتر - أعني كيفية عمل الرسول صلى الله عليه وسلـم- المنقولة إلينا بالعمل المتواتر ، بأن عمله النبي صلى الله عليه وسلـم ثم من بعده الصحابة رضي الله عنهم، ومن بعدهم التابعون وهلمَّ جرا ، ولا يُشترط تواترها بالرواية اللفظية ، فطريقة العمل المتواترة هي المسماة بالسنة ، وهي المقرونة بالكتاب في قوله صلى الله عليه وسلـم : (تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما : كتاب الله تعالى وسنة رسولهصلى الله عليه وسلـم) وهي التي لا يجوز لأحد من المسلمين كائنًا من كان تركها أو مخالفتها وإلا فلا حظ له في الإسلام"» وقد اختلف معنى السنة في اصطلاح المشرّعين حسب اختلاف اختصاصاتهم، فهي عند الأصوليين والفقهاء غيرها عند المحدثين. فعند الأصوليين والفقهاء، فتستعمل للدلالة على:
«سفيان الثوري إمام في الحديث ، وليس بإمام في السنة ، والأوزاعي إمام في السنة ، وليس بإمام في الحديث ، ومالك بن أنس إمام فيهما جميعا» وحين يتكلم العلماء على الروايات تصحيحا أو تضعيفا إنما يستعملون مصطلح " الحديث "، ولا يستعملون مصطلح " السنة "، فيقولون : هذا حديث ضعيف ، ولا يقولون : هذه سنة ضعيفة أما عند المحدّثين، فالسنة مرادفة للحديث، وهي كل ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلـممن اخبار وأقوال وخلق وشمائل وأفعال سواء أثبت المنقول حكما شرعيا ام لا . والصلة بين المعنيين (اللغوي والاصطلاحي) عندهم واضحة، لأن قول النبي صلى الله عليه وسلـم وفعله وتقريره طريقة متبعة عند المسلمين لا يجوز الحياد عنها: http://upload.wikimedia.org/wikipedi...Ra_bracket.png وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا http://upload.wikimedia.org/wikipedi...0px-Aya-36.png http://upload.wikimedia.org/wikipedi...La_bracket.png - سورة الأحزاب. وهنالك بعض الأحاديث التي تدل على أن هذا المعنى الاصطلاحي قد استعمل من قبل النبيصلى الله عليه وسلـم. فمن هذه الأحاديث قوله:««تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما : كتاب الله وسنتي» » أقسام السنةوتنقسم السنة إلى:
««هو الطهور ماؤه الحل ميتته» » والأصل في حكم السنة القولية هو الوجوب. لأن الأصل في الأوامر هو الوجوب، والأصل في النواهي هو التحريم، ما لم يرد ما يدل على خلاف ذلك، وهذا هو المعتمد عند أهل العلم
«"مرّ بنا رجل كريم مبارك، كان من حديثه كذا وكذا! قال: صفيه لى يا أم معبد. فقالت: "إنه رجلٌ ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه (أى أبيض واضح ما بين الحاجبين كأنه يضيء)، حسن الخِلقة، لم تُزْرِ به صِعلة (أى لم يعيبه صغر في رأس، ولا خفة ولا نحول في بدن)، ولم تَعِبْه ثجلة (الثجلة: ضخامة البطن)، وسيمًا قسيمًا، في عينيه دَعَج (شدة سواد العين)، وفى أشفاره عطف (طول أهداب العين)، وفى عنقه سَطَع (الطول)، وفى صوته صَحَل (بحّة)، وفى لحيته كثافة، أحور أكحل، أزَجُّ أقرن (الزجج: هو تقوس في الحواجب مع طول وامتداد، والأقرن: المتصل الحواجب)، إن صمتَ فعليه الوقار، وإن تكلم سَمَا وعلاه البهاء، أجمل الناس وأبهاه من بعيد، وأحسنه وأجمله من قريب..."» مكانة الحديث والسنة في الشريعةتعتبر السنة أو الحديث عند أهل السنة والجماعة، هما المصدر الثاني للتشريع في الإسلام بعد القرآن الكريم ، فمكانة السنة رفيعة ولها قوة تشريعية ملزمة، واتباعها واجب، وعليها يقوم جزء كبير من كيان الشريعة ، وتتبين مكانتها فيما يلي:
«"فكان ظاهر هذه الآية يدل على أن كل والد يرث ولده، وكل مولود يرث والده، حتى جاءت السنّة بأن المراد ذلك مع اتفاق الدين بين الوالدين والمولودين، وأما إذا اختلف الدينان فإنه مانع من التوارث."»
«وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله! كأنها موعظة مودع فأوصنا. قال: «أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد؛ فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل بدعة ضلالة»» وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه والدارمي وابن حبان عن المقداد بن معد يكرب: «عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ألا إني أوتيت الكتاب وما يعدله ويوشك بشبعان على أريكته يقول : بيننا وبينهم هذا الكتاب ، فما كان فيه من حلال أحللناه وما كان فيه من حرام حرمناه ، وإنه ليس كذلك» .» ومن ذلك ما أخرجه البخاري عن أبي موسى الأشعريرضي الله عنه قال: «"عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوما فقال يا قوم إني رأيت الجيش بعيني وإني أنا النذير العريان فالنجاء فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا فانطلقوا على مهلهم فنجوا وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم فذلك مثل من أطاعني فاتبع ما جئت به ومثل من عصاني وكذب بما جئت به من الحق» » وما أخرجه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه وابن حبان وابن خزيمة وأحمد والحاكم وغيرهم عن عدد من أصحاب رسول الله، منهم أبو ذر و أبو هريرة وعبد الله بن عمررضي الله عنهم: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله» .» وقد أجمع الصحابة رضي الله عنهموالتابعين والأئمة المجتهدين وسائر علماء المسلمين من بعدهم ، على حجية السنة النبوية ووجوب التمسك به، ونقل هذا الإجماع الإمام الشافعي فقال: «أجمع الناس على ان من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم : لم يكن له أن يدعها لقول أحد من الناس.» وقال ابن تيمية رحمه الله: «وليعلم أنه ليس أحد من الأئمة المقبولين عند الأمة قبولاً عاما - : يتعمد مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء من سنته دقيق ولا جليل، فإنهم متفقون اتفاقا يقينياً على وجوب اتباع الرسول وعلى أن كل أحد من الناس يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم» الحديث القدسي الحديث القدسي: هو ما رواه النبي محمدصلى الله عليه وسلـم عن الله تعالى، أو هو كل حديث يضيف فيه النبيصلى الله عليه وسلـم قولا إلى الله عز وجل.. وقد يكون بأي كيفية من كيفيات الوحي، كرؤيا النوم، والالقاء في الروع، وعلى لسان الملك، أو من وراء حجاب، أو تكليما مباشرا. وقد يأتي بعبارة : (قال الله تعالى) ، أو (يرويه عن ربه تارك وتعالى) ، أو (إن روح القدس نفث في روعي) وهو كلام الله تعالى بالمعنى واللفظ للرسولصلى الله عليه وسلـم. قال الشريف الجرجاني: «الحديث القدسي هو من حيث المعنى من عند الله تعالى ومن حيث اللفظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو ما أخبر الله تعالى به نبيه بإلهام أو بالمنام فأخبر عليه السلام عن ذلك المعنى بعبارة نفسه فالقرآن مفضل عليه لأن لفظه منزل أيضا» وقال المناوي:«الحديث القدسي إخبار الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام معناه بإلهام أو بالمنام فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك المعنى بعبارة نفسه » وقال محمد عبد العظيم الزرقاني:«الحديث القدسي أُوحيت ألفاظه من الله على المشهور والحديث النبوي أوحيت معانيه في غير ما اجتهد فيه الرسول والألفاظ من الرسول » ونسبة الحديث إلى القدس (وهو الطهارة والتنزيه) لأنه صادر عن الله عز وجل من حيث أنه هو المتكلم به أولا والمنشيء له، وأما كونه حديثا فلإن النبي هو الحاكي له عن الله تعالى. الفرق بين الحديث القدسي والنبوي والفرق بين الحديث القدسي والأحاديث النبوية الأخرى أن هذه نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلـم، وحكايتها عنه، وأما الحديث القدسي فنسبته إلى الله تعالى، والنبي صلى الله عليه وسلـميحكيه ويرويه عنه عز وجل، ولذلك قيدت بالقدس أو الإله، فقيل : أحاديث قدسية أو إلهية، نسبة إلى الذات العلية، وقيدت الأخرى بالنبي صلى الله عليه وسلـم، فقيل فيها: «أحاديث نبوية نسبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن كانت جميعها صادرة بوحي من الله عز وجل، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يقول إلا الحق » ومصداقه قوله تعالى: http://upload.wikimedia.org/wikipedi...Ra_bracket.png وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى http://upload.wikimedia.org/wikipedi...20px-Aya-3.png إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى http://upload.wikimedia.org/wikipedi...20px-Aya-4.png http://upload.wikimedia.org/wikipedi...La_bracket.png - سورة النجم.ومن أهم الفروق بين الحديث النبوي والحديث القدسي:
ذكر العلامة ابن حجر الهيثمي أن عدد الأحاديث القدسية المروية يتجاوز المائة، قال: «إن مجموع الأحاديث القدسية المروية يتجاوز المائة، كـما أن بعضهم جمعها في جزء كبير» وبلغ بها المناوي: 272 حديث قدسيٍّ. وبلغ بها الشيخ محمد المدني 863 حديثا.ومن الأمثلة على الحديث القدسي:
علم الحديث اعتنت الأمة الإسلامية بحديث النبيصلى الله عليه وسلـم منذ بداياتها، وحاز حديث النبي صلى الله عليه وسلـممن الوقاية والحفظ والمحافظة الشيء الكثير، فقد نقل لنا الروة أقوال الرسول في الشؤون كلها العظيمة منها أو اليسيرة، بل في الجزئيات التي قد يتوهم أنها ليست موضع اهتمام، فنقلوا لنا كل التفاصيل في أحوال النبي سواء في الطعام أو الشراب أو بكيفية نومه ويقظته أو قيامه أو قعوده، وكان من حرصهم على الحديث أن يجتهدوا في التوفيق بين مطالب حياتهم اليومية والتفرغ للعلم ، فعن عمر بن الخطابرضي الله عنه أنه قال: «كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد وهي من عوالي المدينة وكنا نتناوب النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل يوما وأنزل يوما فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره وإذا نزل فعل مثل ذلك » ويرجع للصحابة الفضل في بدء علم رواية الحديث، وذلك أنه بعد وفاة النبي ومع إنتشار الإسلام واتساع البلاد الإسلامية أقام الصحابة في البلاد المتفرقة ينشرون العلم ويبلغون الحديث فصار الحديث علما يروى وينقل، ووجد بذلك علم الحديث رواية. وكان الصحابة يروي بعضهم عن بعض ما سمعوه من النبي، وكذلك من جاء بعدهم من التابعين كانوا يروون عن الصحابة، ولم يكونوا يتوقفون في قبول أي حديث يرويه صحابي عن النبي، وظل الأمر على هذه الحال حتى وقعت الفتنة التي أدت إلى مقتل الخليفة عثمان بن عفان، وما تبع ذلك من انقسامات واختلافات، وظهور الفرق والمذاهب المختلفة، فأخذ الدَّسُ على السنة يكثر شيئاً فشيئاً، وبدأ كل فريق يبحث عن ما يسوغ بدعته من نصوص ينسبها إلى النبي ، وعندها بدأ العلماء من الصحابة والتابعين يتحرون في نقل الأحاديث، ولا يقبلون منها إلا ما عرفوا طريقها واطمأنوا إلى ثقة رواتها وعدالتهم. روى مسلم في صحيحه عن مجاهد قال:«جاء بشير العدوي إلى ابن عباس فجعل يحدث ويقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعل ابن عباس لا يأذن لحديثه - أي لا يستمع - ولا ينظر إليه، فقال: يا ابن عباس مالي لا أراك تسمع لحديثي، أُحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسمع؟ فقال ابن عباس: إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلاً يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتدرته أبصارنا، وأصغينا إليه بآذاننا، فلما ركب الناس الصعب والذلول لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف» وقد أخرج مسلم في مقدمة صحيحه أيضا عن محمد بن سيرين أنه قال:«لم يكونوا يسألون عن الإسناد ، فلما وقعت الفتنة قالوا: سَمُّوا لنا رجالكم» واتبعهم في ذلك التابعون وتابعوهم، ووضعوا قواعد علمية في قبول الأخبار من غبر أن ينصوا على كثير من تلك القواعد، ثم جاء أهل العلم من بعدهم فاستنبطوا تلك القواعد من منهجهم في قبول الأخبار ومعرفة الرواة الذين يعتد بروايتهم أو لا يعتد بها، كما استنبطوا شروط الرواية وطرقها، وقواعد الجرح والتعديل وكل ما يلحق بذلك. إذن فغاية علم الحديث هو معرفة صحيح الحديث من ضعيفه، وما يقبل وما يرد من الحديث وذلك من خلال النظر في سند الحديث ومتنه، وأحوال رجاله وما يتعلق بهم جرحا أو تعديلا، أو فيما يتعلق بما يتصل بالحديث من أحكام ودلائل ومعرفه ناسخه من منسوخه ومعرفة رواتب نقلة الحديث من الصحابة والتابعين والتفاوت بينهم، والتفاوت في الأسانيد من حيث الاتصال أو الانقطاع منها والسلامة من العلل وما إلى ذلك. قال السيوطي: علم الحديث ذو قوانين تحديدرى بها أحوال متن وسندفذلك الموضوع والمقصودأن يعرف المقبول والمردود |
اقتباس:
اللهم آمين ..بارك الله بكم وبعلمكم ونفع بكم ألإسلام والمسلمين ونفع بما قدمتم وجعلهُ بموازين حسناتكم .. |
جزاك الله خيرا وبارك بك الرحمن
|
أيضاً اليوم الصبآح كان حلقه عن علم الحديث وسنده
في قناةالمجد العلميه بارك الله في نقلك ونفع به |
بارك الله فيك
جزاك الله خيرا |
|
بآرك الله فيكم وفي نقلكم ونفع بكم الإسلآم والمسلمين ننتظر جديدكم |
جزاكم الله خيراًونفع بكم
|
|
الساعة الآن 06:44 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir