شبكــة أنصــار آل محمــد

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،، ﴾

أيها الأتقياء الأنقياء الأذكياء، يا أهل الشام... ليس في جُعبة الغرب إلا عصا وجزرة

انعقدت مؤخراً سلسلة جلسات للجامعة العربية بخصوص الملف السوري، ونتج عنها قرارات تمثلت بمقترحات حول تخلي الرئيس السوري لنائبه الأول عن سلطاته، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة كحل للأزمة السورية، بالإضافة لتمديد عمل فريق بعثة المراقبة العربية شهراً إضافياً، وذلك من أجل الإشراف على تطبيق النظام السوري للمبادرة العربية، والبروتوكول سيئ الصيت الذي أطلقته الجامعة كأساس لعمل فريق المراقبين العرب.

إن المتتبع لما تمخضت عنه سلسلة الاجتماعات تلك من نتائج، والتي لعب فيها الزعماء وفريق المراقبين العرب دور الكومبارس نيابة عن الغرب، ليلمس منها ما يلي:

• إن الغرب يفقد الأمل بقدرة بشار الأسد على الإمساك بزمام الأمور في سوريا، فالشعب السوري قد قال كلمته ولا يزال يدفع ثمنها من دمائه، والغرب يفكر في كل الاحتمالات ويبحث عن البديل، ويبدو أنه قد أنيط بالجامعة العربية مسؤولية البحث وتأهيل البديل الذي يحفظ للغرب استمرار نفوذه وسيطرته على مقدرات الشام بعد زوال آل الأسد عنها، ولعل هذا ما سنشاهده في بعض تحركات فريق المراقبين العرب في المرحلة القادمة، خاصة وقد انكشف سواد نواياهم، وأنهم في غير جانب الثورة والثوار.

• إن الغرب وهو يرى أن نظام الأسد قد سقط سياسياً أمام صمود الشعب السوري قد بات يستشعر هو أيضاً انحسار قبضته وسطوته ونفوذه على منطقة الربيع العربي، وإن كان لا يزال ممسكاً بها، فهو يحذر حالياً من مخاطر الفراغ السياسي الناشئ في المنطقة ، وهو اعتراف ضمني بالعجز والضعف عن إيجاد حلول إستراتيجية للمشكلات التي يواجهها في هذه المنطقة، وبذلك فقد ثبت أن الغرب ليس قدر الله علينا، وهو ليس سوى نمر من ورق كما صرح أحد كبار الضباط الأمريكيين عن حالة الجيش الأمريكي، ولولا العمالة ما بقي لهم في أرضنا شيء.

• ولضعف الغرب وقصوره الحالي عن إيجاد الحلول، فسيتبع سياسة العصا والجزرة لحل المشكلة السورية، فقد وضع الغرب بدعمه للقرارات العربية جزرة أطمع فيها اللاهثون خلف أحلام السلطة، ففتح الباب أمام من يجد في نفسه القدرة والكفاءة من المعارضة لرعاية مصالحه في سوريا، كي يتقدم ويطرح نفسه كبديل لائق يرضى عنه ، ولهذا فنحن نرى تهافت محبي الجزر وصراخهم مطالبين بالتدويل تارة ليسمعوا الغرب، ويصرحون تارة أخرى أنهم دعاة وسطية واعتدال وأنهم يرون مستقبل البلاد في دولة مدنية حديثة.

• ومثلما وضع الغرب الجزرة للنهمين المضبوعين بثقافته وحضارته النتنة، فقد وضع كذلك عصا للشعب يلهب بها ظهره، ويضطره بالإجرام للرضا باستمرار النفوذ الغربي على الشام، فقرارات الجامعة العربية بالمجمل تقفل الباب أمام أي فرصة لكي يوقف نظام الأسد إجرامه ، وبهذا تعمل العصا على إيجاد جو عام أن يتخلى الناس عن ثوابتهم التي ثاروا لأجلها، وأن يتخلوا عن أسمى شعاراتهم (ما بنركع إلا لله)، وأن يركعوا ويقبلوا بأنصاف الحلول، بل يراد أن تلهث أنفاسهم خلف أي قرار تقسمه لهم جامعة الدول العربية ، لتضيع عندها دماء المسلمين الثائرين، ويستمر النفوذ الغربي في الشام بمسمى جديد وبهيئات ووجوه أقل سواداً من وجه أزلام النظام البعثي.

أيها الشعب السوري التقي النقي الذكي:

إن الغرب الكافر بانتهاجه سياسة العصا والجزرة تلك، وباستخدامه دُمى الحكام العرب للضغط عليكم ، يظن بأنه قادر على حفظ نفوذه، فهم يراهنون على فقدكم لصبركم وجلدكم، ويُراهنون على قصر نفس ثورتكم إزاء ما تتعرضون له من إجرام لم يسبق له مثيل ، والأهم من ذلك أنهم يراهنون على قصور التفكير السياسي المبدئي لديكم، لأنه الضامن أن لا تذهب الجهود والدماء سدى، فإن تخليتم عن نقاء وصفاء ومبدئية نظرتكم، ووعيكم على ما يدور حولكم، فقد ضاعت الثورة وسهل على كل راكب امتطاؤها، ولا نظن في جعبتهم بعد هذه الجزرة، وتلك العصا من شيء، ففوتوا على الغرب وأزلامه هذه الفرصة، وألقموهم أجمعين حجارةً بالثبات وبالعزيمة وبالنضالية وبالثقة بموعود الله، لنكون على موعد مع نصر الله تعالى الذي وعد به عباده الصالحين.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾

أل عمران