شبكــة أنصــار آل محمــد

شبكــة أنصــار آل محمــد (https://ansaaar.com/index.php)
-   بيت الداعيـــات (https://ansaaar.com/forumdisplay.php?f=65)
-   -   الدعوة في السنة النبوية .. حلقات (https://ansaaar.com/showthread.php?t=21329)

جارة المصطفى 25-02-12 03:21 AM

الدعوة في السنة النبوية .. حلقات
 
http://www.yanabeea.net/up_Words/yana8712.jpg
الدعوة في السنة النبوية
المصدر / شبكة السنة النبوية وعلومها
http://www.yanabeea.net/up_Separators/yana8786.gif
الحلقة (1) : مقدمة

المقدمه :

الحمد لله حمدًا طيبًا مباركًا فيه كما يحبّ ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، وأتباعه إلى يوم الدين، أما بعد:

فهذا باب جديد في الدعوة إلى الله تعالى معتمدًا فيه على الكتاب والسنة، وجاريًا على التقعيد العلمي، ونبدؤه بالمقدمة:

فمما لا شك فيه أن نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم القدوة والأسوة في الأمور كلها: (لقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ) [الأحزاب: 21] وقال سبحانه عن نبيه صلى الله عليه وسلم : (وإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) [القلم : 4].

وقد بعثه الله سبحانه وتعالى بشيرًا ونذيرًا، وهاديًا إليه بإذنه وسراجًا منيرًا، ومبلغًا عن ربه سبحانه، فبلغ الرسالة، وأدّى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، فكان على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.

فكانت مهمته عليه الصلاة والسلام البلاغ عن ربه ليقوم الناس بعبادته قال تعالى: ) إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ ( [الشورى: 48]، وقال سبحانه: ) يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ* قُمْ فَأَنذِرْ ([المدثر: 1-2]، وقال: ) وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ( [الشعراء: 214]، (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ) [الأنبياء: 107]، وهكذا تتوالى الآيات في إيضاح المهمة والهدف.

وبهذا رسم رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته المنهاج العظيم في الدعوة ليقتفوا أثره، ويسلكوا خطاه، وينتهجوا نهجه.

فاجتهد الصحابة ن في ذلك، ومن بعدهم من التابعين وتابعيهم حتى ألّفوا في ذلك مؤلفات مستقلة وكتبوا كتابات مستفيضة بالإضافة إلى خبراتهم وتجاربهم، فجزاهم الله خيرًا على ما قدموا وسطروا للإسلام والمسلمين.

ومن المعلوم أن الدعوة الإسلامية مستمرة استمرار الزمن، ولها مستجداتها وقضاياها المتنوعة، ونوازلها المتكررة، مما يوجب على أهل العلم والدعوة أن يجتهدوا في البيان والتوضيح.

ولقد استقرأت كثيرًا من المناهج والأعمال الدعوية، فوجدت فيها خيرًا كثيرًا يشكرون عليه، ويدعى لهم بالتوفيق والتسديد، والأجر والثواب، كما وجدت بعض مواضع الاجتهاد – قولًا وعملًا – ما يستوجب إبداء الرأي والنصح والبيان، وبخاصة في هذا الوقت الذي نشطت فيه الدعوة كما نشط مخالفوها.

ولقد رأيت أن من أهم ما يجب بيانه هو جمع ما تناثر من المسائل وتسطيرها على شكل قواعد لتكوّن منطلقات يستوعبها الداعية وطالب العلم، فتكون ضابطًا لكثير من التصرفات، فجمعت ما تيسر، وحاولت جمع المتماثل أو المتقارب ليجتمع في قاعدة، فكان ما ظهر من هذه القواعد، وهو (بلا شك اجتهاد) أرجو أن يكون راجحة أكثر من مرجوحة، وهو قابل للرأي والزيادة والنقصان، ويبقى أنه اجتهاد بذل الجهد فيه بين التأمل والمراجعة والمناقشة مع البحث العلمي، كما اجتهدت في محاولة التأصيل الشرعي لهذه القواعد مع مراعاة عدم التطويل والإسهاب مكتفيًا بما يوضح المراد، وبالله التوفيق ومن يستمد التسديد.

وسنتحدث في الحلقة الثانية عن هدف هذه القواعد ومنهجيتها، نسأل الله تعالى أن ينفع به الكاتب والقارئ وأن يوفق الجميع للاستنارة بتعاليم كتابه وللاهتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله تعالى، وهو ولي التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

الحلقة(2) هدف القواعد ومنهجيتها وخطتها

http://www.yanabeea.net/up_Separators/yana8761.gif
الحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد،،،،

ففي هذه الحلقة سنتحدث عن هدف البحث ومنهجيته وخطته،،،

هدف البحث :

يجتمع هدف البحث في ما يلي:

1 – توضيح منطلقات أساسية، وضوابط للعمل الدعوي سواء كان من قبل مؤسسات أو أفراد.

2 – بناء منهج متكامل للدعوة يجمع بين وضوح الرؤية وسلامة الطريق والطمأنينة.

3 – معالجة ما يطرأ من مشكلات في مسيرة الدعوة ومواقفها.

المنهجية:

تجتمع منهجية البحث فيما يلي:

1 – تمهيد للبحث في مفهوم الدعوة وفضلها ووظيفتها ومقوماتها.

2 – تقسيم البحث إلى قواعد ليسهل تصورها. تضم كل قاعدة ما يلي:

أ – بيانًا مجملًا للقاعدة.

ب – تأصيلها الشرعي.

ج – محاولة التنزيل على الواقع التاريخي لدعوة النبي صلى ىالله عليه وسلم ، والربط المباشر لكل قاعدة في دعوته، والاستدلال على ذلك.

د – إيراد بعض الأمثلة من الواقع.

هـ - التفصيل فيما تتطلبه القاعدة المرادة للعمل الواقعي.

و - الآثار الإيجابية للعمل بالقاعدة والسلبية عند تركها.

ز – خلاصة القاعدة بشيء من التفصيل.

3 – الاستدلال بالقرآن الكريم، والسنة المطهرة مع العزو والتخريج وبيان الحكم على الحديث في ضوء منهجية البحث العلمي.

4 – حاولت الاستفادة من أقوال الأئمة من السلف فيما يعضد القاعدة.

5 – لخصتُ البحث بمعالم منهجية تستقى من هذه القواعد لبناء دعوة متكاملة وذلك في خاتمة البحث.

6 – استفدتُ من كتابات بعض المعاصرين بالنقد الإيجابي والمناقشة لبعض المسائل والقضايا.

7 – ركزتُ على جوانب أرى أنها من موجبات هذا البحث، وهي الوضوح في طرح الأفكار، والتفصيل في بعض الخطوات، والنقد الإيجابي لما طرحته بعض الدعوات، أو للمواقف المعاصرة، أو الأساليب التي ينتهجها بعض الدعاة. ونحو ذلك.

وهنا أشير إلى ملحظ قد يراه القارئ الكريم وهو ذكر شيء من التكرار لبعض الأدلة أو الأمثلة لمقتضى المقام، وكذا التداخل بين بعض القواعد والأفكار.

وأما خطة البحث، فهي:

* المقدمة، وفيها: سبب البحث وأهدافه ومنهجيته وخطته.

* والتمهيد: ويتضمن القواعد، وهي:

§ القاعدة الأولى: المقاصد والنيات.

§ القاعدة الثانية: وضوح الرؤية والهدف.

§ القاعدة الثالثة: الغايات والوسائل.

§ القاعدة الرابعة: الموازنة بين العلم والعبادة والعمل.

§ القاعدة الخامسة: فقه المصالح والمفاسد.

§ القاعدة السادسة: البناء والمعالجة.

§ القاعدة السابعة: التغيير والإصلاح.

§ القاعدة الثامنة: العقل والعاطفة.

§ القاعدة التاسعة: المثالية والواقعية.

§ القاعدة العاشرة: العناية بالكل أو الجزء.

§ القاعدة الحادية عشرة: الائتلاف والاختلاف.

§ القاعدة الثانية عشرة: الموازنة بين الترغيب والترهيب.

§ القاعدة الثالثة عشرة: التفاؤل واليأس.

§ القاعدة الرابعة عشرة: التدرج وعدم الاستعجال.

* والخاتمة.

وأخيرًا، فهذه محاولة، آمل أن تكون مفيدة لكاتبها وقارئها، لا أزعم أني بلغت فيها شأنًا لم يُبلغ، ولكنه اجتهاد أملاه الأمانة، والمسؤولية، قام على الاستقراء للواقع، والنظر في الأدلة الشرعية، والاعتماد على سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، فما كان فيه من صواب فهو المؤمل، وأسأل الله تعالى الثواب عليه، وما كان فيه من خطأ، أو عدم رجحان فأسأل الله العفو والصفح، إنه سميع قريب مجيب.

ثم آمل من القارئ الكريم التصويب والتسديد، فهذا البحث اعتمد على الاستقراء كثيرًا، فجزى الله خيرًا من سدد وصوّب، وأعان بزيادة فكرة، أو تعديل أخرى، أو مزيد أمثلة، ونحو ذلك.

وسنتحدث في الحلقة التالية التمهيد، نذكر فيه مفهوم الدعوة وموضوعها إن شاء الله.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

جارة المصطفى 25-02-12 03:29 AM

الحلقة (3)مفهوم الدعوة وموضوعها
http://www.yanabeea.net/up_Separators/yana8761.gif
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه،وبعد،،،،،

ففي هذه الحلقة نذكر من تمهيد البحث: مفهوم الدعوة وموضوعها:

أولاً: مفهوم الدعوة:



الدعوة لغةً: جاء في اللغة الدَّعوة إلى الطعام: بالفتح، يقال: كنا في دعوة فلان ومدعاة فلان، وهو مصدر، والمراد بهما الدعاء إلى الطعام.

وداعية اللبن: ما يترك في الضرع ليدعو ما بعده( (1) وتأتي الدعوة بمعان كثيرة، منها:

1- الاستغاثة، كقولك للرجل: إذا لقيت العدو خاليًا فادع المسلمين. فالدعاء هنا بمعنى الاستغاثة.

2 – العبادة، كما في قوله تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) [غافر: 60]، وقال النبي عليه الصلاة والسلام: «الدعاء هو العبادة» (2) .

3 – المناداة، دعا الرجل دعوًا ودُعاءً بمعنى ناداه، والاسم الدعوة، ودعوتُ فلانًا، أي صحتُ به، واستدعيته، والدعاة: قوم يدعون إلى بيعة هدىً أو ضلالةً، واحدهم: داع. ورجل داعية: إذا كان يدعو الناس إلى بدعة أو دين، أدخلت الهاء فيه للمبالغة. والنبي صلى الله عليه وسلم داعي الله تعالى ومنه قوله تعالى: (وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً) [الأحزاب: 46]، معناه: داعيًا إلى توحيد الله وما يقرب منه(3) .

والدعوة يراد بها في الاصطلاح أحد معنيين:

1 – المعنى الأول: الإسلام.

2 – المعنى الثاني: «نشر هذا الدين للناس». وفي المجال الدعوي يقصد هذا المفهوم على العموم. كما قال تعالى: ) قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ( [يوسف: 108]، ولمقصود بالدعوة إلى الله هنا الدعوة إلى دينه.

وهذا المعنى الأخير هو المراد بالدعوة في هذا البحث، سواء كانت الدعوة إلى الإسلام وترك الكفر، أو الدعوة إلى الطاعة وترك المعصية، أو الدعوة إلى العمل الفاضل وترك المفضول.

ثانيًا: موضوع الدعوة:

إن موضوع الدعوة إلى الله تعالى هو الإسلام الذي هو الخضوع والاستسلام والانقياد لله رب العالمين، والذي عبّر عنه النبي صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل حين سأله عن الإسلام فقال: «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلًا»(4).

وهذا يعني أن موضوع الدعوة هو: الدعوة إلى العقيدة الصحيحة، ومن ثم الدعوة إلى تطبيق الشريعة بكاملها من العبادات والأخلاق والآداب والسلوك والاستقامة، ونبذ الشرك والكفر والنفاق وعموم المعاصي والآثام وغيرها.

وسنذكر في الحلقة التالية بإذن الله تعالى: أهداف الدعوة.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.




--------------------------------------------------------------------------------


(1) مختار الصحاح للرازي: ص: (206).

(2) أخرجه أبوداود: (1/551رقم1481)، كتاب الوتر، باب الدعاء، والترمذي: (5/211 رقم2969)، كتاب التفسير، باب سورة البقرة، وابن ماجة: (5/5 رقم3828)، كتاب الدعاء، باب فضل الدعاء، وهو حديث صحيح، صححه الترمذي.

(3) ينظر: لسان العرب لابن منظور: فصل الدال، حرف الواو والياء، المجلد التاسع، (18/ 281-284) بتلخيص.

(4) أخرجه البخاري: (1/20رقم51)، كتاب الإيمان، باب (39)، ومسلم: (1/36رقم8)، كتاب الإيمان، باب بيان الإيمان والإسلام. بيان الإيمان والإسلام.

الرزان 25-02-12 03:31 AM

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى أله وصحبه وسلم تسليمآ كثيرآ

جزاك الله خيرآ ونفع بك أخيه

جارة المصطفى 25-02-12 03:34 AM

الحلقة (4) أهداف الدعوة
http://www.yanabeea.net/up_Separators/yana8761.gif
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه،وبعد،،،،،

ففي هذه الحلقة نذكر من تمهيد البحث: أهداف الدعوة.


ثالثًا: أهداف الدعوة :

يمكن الوصول إلى معرفة أهداف الدعوة من النصوص الشرعية من الكتاب والسنة، والتي تتجلى في الأمور الآتية:

1 – تحقيق رضا الله سبحانه وتعالى، لقوله تعالى:( يوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً*وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً* إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً ) [الإنسان: 7 – 9].

2 – نشر الإسلام في الأرض، لقوله تعالى: ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ) [التوبة:33].

3 – تصحيح العقيدة عند الناس، لأنه الأصل الذي إذا صلح، صلح سائر الأعمال وإذا فسد، فسد سائر الأعمال، وقد كان من أول أهداف دعوة الرسل جميعًا عليهم السلام تصحيح العقيدة، لقوله تعالى: ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) [الأنبياء: 25]، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذًا حين بعثه إلى اليمن أن يدعو الناس إلى توحيد الله تعالى قبل دعوتهم إلى أي شيء آخر فقال: «إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله»(1) .

4 – القيام بالفروض والعبادات المتمثلة في أركان الإسلام، وتصحيح ما يشوبها أحيانًا من البدع والزيادات، وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الهدف تاليًا للعقيدة في وصيته لمعاذ حين بعثه إلى اليمن، حيث قال: «فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم، فإن هم أطاعوا لذلك فإيّاك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب»(2) .

5 – تصحيح السلوك والأخلاق، لقوله تعالى:(لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ) [آل عمران: 164].

وقد قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : ادع على المشركين، فقال: «إني لم أبعث لعّانًا وإنما بُعثْتُ رحمة»(3) .

6 – القيام بمهمة البلاغ: وهو إيصال دعوة الله إلى الناس بالحجة والبيان، لقوله تعالى: ( فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ) [الشورى: 48].

وخلاصة الكلام في أهداف الدعوة أنها: نقل العباد من عبودية العباد إلى عبودية رب العباد(4
).

وسنذكر في الحلقة التالية بإذن الله تعالى: فضائل الدعوة إلى الله تعالى.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


--------------------------------------------------------------------------------


(1) أخرجه البخاري: (5/206رقم4347)، كتاب المغازي، باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن، ومسلم: (1/50رقم19)، كتاب الإيمان، باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله.

(2) أخرجه البخاري: (2/159رقم1496)، كتاب الزكاة، باب أخذ الصدقة من الأغنياء وترد إلى الفقراء، ومسلم: (1/50رقم19)، كتاب الإيمان، باب الدعاء إلى الشهادتين.

(3) أخرجه مسلم: (4/2006رقم2599)، كتاب البر والصلة، باب النهي عن لعن الدواب.

(4) سيأتي مزيد من التفصيل لأهداف الدعوة وتحريره في القاعدة الثانية.


جارة المصطفى 25-02-12 03:39 AM

الحلقة (5) فضائل الدعوة إلى الله تعالى
http://www.yanabeea.net/up_Separators/yana8761.gif
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه،وبعد،،،،،

ففي هذه الحلقة نذكر من تمهيد البحث: فضائل الدعوة إلى الله تعالى.

رابعًا: فضائل الدعوة إلى الله:

الدعوة إلى الله تعالى من أفضل القربات وأجلّ الأعمال، وقد أمر الله تعالى عباده إلى القيام بهذه العبادة في قوله: ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [آل عمران: 104]. ويمكن الإشارة إلى بعض فضائل هذه العبادة وآثارها من خلال النقاط الآتية:

1 – أنها ميراث النبي صلى الله عليه وسلم ، لقوله تعالى: ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ) [المائدة: 67].

2 – أن الله تعالى أثنى على الدعاة والعاملين في مجال الدعوة، فقال: ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [فصلت: 33].

3 – الأجر الجزيل والثواب العظيم، جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي يوم خيبر: «انفُذْ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم، فوالله لأن يهدي الله بك رجلًا خير لك من حُمْرُ النَّعم»(1) .

4 – يكرم الداعية بمعية النبي صلى الله عليه وسلم لقيامه بمهمة الدعوة، لقوله تعالى: ( قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [يوسف: 108].

5 – يحصل بالدعوة إلى الله الإصلاح في الأرض، فتنتشر الفضيلة وتقل الرذيلة، وتصلح عقيدة الناس وسلوكهم، يقول الله تعالى على لسان شعيب عليه السلام: ( إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) [هود: 88].

6- استمرار الأجر فهي من أعظم الصدقات الجارية، جاء في الحديث الصحيح: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيء»(2).

هذا غيض من فيض في فضائل الدعوة وآثارها الحسنة على الفرد والمجتمع، لأن فضائلها لا تعدّ ولا تحصى.

وسنذكر في الحلقة التالية بإذن الله تعالى: مقومات الدعوة.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.





--------------------------------------------------------------------------------


(1) أخرجه البخاري: (4/58رقم2942)، كتاب الجهاد، باب فضل من أسلم على يديه رجل، ومسلم: (4/1872رقم2406).

(2) أخرجه مسلم: (4/2060رقم2674)، كتاب العلم، باب من سن سنة حسنة أو سيئة.


جارة المصطفى 25-02-12 03:47 AM

الحلقة (6) مقومات الدعوة (1-2)
http://www.yanabeea.net/up_Separators/yana8761.gif
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد،،،،،

ففي هذه الحلقة نذكر مقومات الدعوة.

خامسًا: مقومات الدعوة:

للدعوة إلى الله تعالى مقوّمات كثيرة تجعلها تحقق أهدافها المنشودة، ومن أهم هذه المقوّمات:

1 – العلم:

ويقصد به العلم الشرعي، وهو العلم بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وهذا يعني العلم بتوحيد الله في ربوبيته وألوهيته في أسمائه وصفاته، والعلم بأحكام الحلال والحرام، والعلم بالواجبات والفروض وغيرها.

وتتضح أهمية العلم الشرعي في أن أول سورة نزلت من القرآن الكريم تأمر بالتعلم والقراءة والكتابة، قال الله تعالى: ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ( [العلق: 1-5].

وتوفر العلم الشرعي مطلب ضروري ومقوّم رئيس من أجل العمل في الميدان الدعوي، لأنه يرشد إلى الدين الصحيح في العقيدة والعبادة والأخلاق وسائر الأعمال الصالحة، والجهل بالدين يؤدي إلى ظهور الانحرافات والتناقضات في العقيدة والعبادات، لذا أثنى الله تعالى على أهل العلم بقوله: ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ) [الزمر:9]، وقال جل ثناؤه: ) إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ( [فاطر : 28].

2 – الإخلاص:

كما إن إخلاص النية لله تعالى من أهم المقوّمات للقيام بالدعوة إلى الله تعالى وتحافظ على مسارها في الاتجاه الصحيح، يقول جل ثناؤه: ) وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء( [البينة: 5]، والله تعالى يبارك في كل جهد يبذل من أجله، فيتكفل بحفظه وفلاح القائمين عليه، لذلك أمر الله عباده بإخلاص العمل له وحده بغض النظر عن النتائج التي تؤول إليه، يقول تبارك وتعالى: ) يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلاَ تَعْقِلُونَ )[هود : 51].

أما الذي يعمل لغير الله، للشهرة أو المال أو المناصب وغيرها من المقاصد الدنيوية، فإن الله يجازيه حسب نيته وغايته، فيحرم من الأجر والثواب في الآخرة، يقول عليه الصلاة والسلام: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى» (1) .

فليحذر الدعاة والمصلحون وأهل العلم من انحراف النية والقصد، والذي يحدد نجاح الدعوة أو فشلها، لأن الدعوة من العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله، فلا بد أن يخلص النية لله جلّ ثناؤه.

3 – وضوح الرؤية والهدف:

ومن مقوّمات نجاح الدعوة إلى الله تعالى وضوح الرؤية لدى الداعية وتحديد الهدف المتمثل في إيصال الإسلام إلى الناس، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، اقتداء بالأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، الذين كانوا يبينون الهدف من دعوتهم، يقول الله تعالى: ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ) [النحل: 36]. فالهدف واضح ومبين وهو عبادة الله وحده وترك عبادة ما سواه من الأصنام والأوثان وجميع أشكال الآلهة الأخرى.

وقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم هذه الرؤية في دعوته التي دامت ثلاثة وعشرين عامًا، فعن ابن عباس م قال: لـمّا نزلت هذه الآية ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ( [الشعراء: 214]، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى صعد الصفا، فهتف:( يا صباحاه! فقالوا: من هذا الذي يهتف؟ قالوا: محمد، فاجتمعوا إليه. فقال: «يا بني فلان، يا بني فلان، يا بني فلان، يا بني عبد مناف، يا بني عبد المطلب، فاجتمعوا إليه». فقال: «أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلًا تخرج بسفح هذا الجبل أكنتم مصدّقي؟» قالوا: ما جرّبنا عليك كذبًا. قال: «فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد». قال: فقال أبو لهب: تبًّا لك أما جمعتنا إلا لهذا، ثم قام). فنزلت هذه السورة:  (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ( [المسد: 1].

وهكذا كانت دعوته عليه الصلاة والسلام واضحة للجميع، من غير غموض أو أسرار أو إخفاء للحقائق، كما هي حال سائر العقائد والمذاهب والأديان. وقد تجلى ذلك أيضًا حين كان يعرض عليه الصلاة والسلام الدعوة على الوفود القادمة إلى مكة أو حين يراسل الملوك والقياصرة حيث يقول عليه الصلاة والسلام في إحدى رسائله إلى هرقل: «بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين، ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله – إلى قوله – اشهدوا بأنا مسلمون» (2) .

وسنذكر في الحلقة التالية بإذن الله تعالى: بقية من مقومات الدعوة.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


--------------------------------------------------------------------------------


(1) أخرجه البخاري: (1/2/رقم1)، كتاب بدء الوحي، باب كيف كان الوحي.

(2) أخرجه البخاري: (1/5رقم7)، كتاب بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي، ومسلم: (3/1393رقم1773)، كتاب الجهاد، باب كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل.




جارة المصطفى 27-02-12 01:40 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الرزان (المشاركة 173905)
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى أله وصحبه وسلم تسليمآ كثيرآ

جزاك الله خيرآ ونفع بك أخيه

http://m002.maktoob.com/alfrasha/up/...2136820098.gif


الساعة الآن 12:35 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant